متفرقات للألباني-218
بيان ضعف حديث " أنا أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث وقد بعثت آخر الزمان لئلا تطلع الأمم على فضائل أمتي " سندا ومتنا .
الشيخ : ... " أنا أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث وقد بعثت آخر الزمان لئلا تطلع الأمم على فضائل أمتي " أو كما قال ؟
السطر الأول من الحديث ( أنا أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث ) حديث معروف وهو من الأحاديث الجامع الصغير ومن معروفه أنه حديث ضعيف الإسناد لا تقوم الحجة به ولا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعدم ثبوته هذا من حيث إسناده ومن حيث متنه فلا يتصور أن يقول الرسول عليه السلام إنه أول الأنبياء في الخلق ، فأول الأنبياء كما نعلم آدم عليه الصلاة والسلام وهو أب البشر مطلقا فكيف يتصور أن يكون حفيده بعد مئات الأجداد محمد بن عبد الله أن يكون قد خلق قبل جده الأول آدم عليهم الصلاة والسلام وقد يتأول بعض الناس مثل هذا الحديث لأن المقصود بالخلق الخلق المعنوي فنقول بهذا المعنى يخرج الحديث عن النكارة الظاهرة ولكن هذا أيضا يحتاج إلى إثبات كون الرسول عليه السلام خلق من حيث المعنى قبل الأنبياء جميعا هذا أمر غيبي يحتاج إلى إثبات وليس هناك ما يدل عليه اللهم إلا قوله عليه الصلاة والسلام الثابت عنه ( كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد ) وفي رواية (كتبت نبيا ) هذا معنى صحيح أي إن الله عز وجل كتب نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام قبل تمام خلق آدم عليه الصلاة والسلام ( كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد هذا ) هو لفظ الحديث الصحيح المروي في مسند الإمام أحمد وغيره من كتب السنة المعروفة وقد اشتهر الحديث عند الصوفية بلفظ " كنت نبي ولا آدم ولا ماء ولا طين " الحديث بهذا اللفظ من الأحاديث الموضوعة المعروف وضعها عند العلماء فإذا ( كنت نبيا ) وفي اللفظ الآخر وفي اللفظ الآخر ( كتبت نبيا وآم بين الروح والجسد ) فهذا صحيح أما أنه كان أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث فهذا حديث ضعيف أما تمام الحديث " وقد بعثت آخر الزمان لئلا لا تطلع الأمم على فضائل أمتي " فهذا لا أعرفه حديثا وأظنه تعليلا من بعض القراء أو المعلقين على الحديث الضعيف .
السطر الأول من الحديث ( أنا أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث ) حديث معروف وهو من الأحاديث الجامع الصغير ومن معروفه أنه حديث ضعيف الإسناد لا تقوم الحجة به ولا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعدم ثبوته هذا من حيث إسناده ومن حيث متنه فلا يتصور أن يقول الرسول عليه السلام إنه أول الأنبياء في الخلق ، فأول الأنبياء كما نعلم آدم عليه الصلاة والسلام وهو أب البشر مطلقا فكيف يتصور أن يكون حفيده بعد مئات الأجداد محمد بن عبد الله أن يكون قد خلق قبل جده الأول آدم عليهم الصلاة والسلام وقد يتأول بعض الناس مثل هذا الحديث لأن المقصود بالخلق الخلق المعنوي فنقول بهذا المعنى يخرج الحديث عن النكارة الظاهرة ولكن هذا أيضا يحتاج إلى إثبات كون الرسول عليه السلام خلق من حيث المعنى قبل الأنبياء جميعا هذا أمر غيبي يحتاج إلى إثبات وليس هناك ما يدل عليه اللهم إلا قوله عليه الصلاة والسلام الثابت عنه ( كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد ) وفي رواية (كتبت نبيا ) هذا معنى صحيح أي إن الله عز وجل كتب نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام قبل تمام خلق آدم عليه الصلاة والسلام ( كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد هذا ) هو لفظ الحديث الصحيح المروي في مسند الإمام أحمد وغيره من كتب السنة المعروفة وقد اشتهر الحديث عند الصوفية بلفظ " كنت نبي ولا آدم ولا ماء ولا طين " الحديث بهذا اللفظ من الأحاديث الموضوعة المعروف وضعها عند العلماء فإذا ( كنت نبيا ) وفي اللفظ الآخر وفي اللفظ الآخر ( كتبت نبيا وآم بين الروح والجسد ) فهذا صحيح أما أنه كان أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث فهذا حديث ضعيف أما تمام الحديث " وقد بعثت آخر الزمان لئلا لا تطلع الأمم على فضائل أمتي " فهذا لا أعرفه حديثا وأظنه تعليلا من بعض القراء أو المعلقين على الحديث الضعيف .
1 - بيان ضعف حديث " أنا أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث وقد بعثت آخر الزمان لئلا تطلع الأمم على فضائل أمتي " سندا ومتنا . أستمع حفظ
هل صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول خلق الله من البشر وهل صحيح ما يقال في الرسول صلى الله عليه وسلم "لو أبصر الشيطان طلعة نوره في وجه آدم كان أول من سجد ......" يقول السائل أنه سمعه من المنشدين فما حكم النشيد والمديح بهذا ؟
الشيخ : هل صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول خلق الله من البشر وهل صحيح ما يقال في الرسول صلى الله عليه وسلم " لو أبصر الشيطان طلعة نوره في وجه آدم كان أول من سجد ... " أنا أول مرة أسمع هذه الضلالة يقول السائل أنه سمعه من المنشدين فما حكم الإنشاد والمديح بهذا ؟
أما السؤال الأول فالجواب ليس صحيحا أن الرسول عليه الصلاة و السلام هو أول ما خلق الله من البشر لأن هذا من الأمور الغيبية التي لا يجوز للمسلم أن يتحدث فيها بالظن لأن الله عز وجل يقول في كتابه (( وإن الظن لا يغني من الحق شيئا )) ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) فإذا قال إنسان ما إن الله عز وجل أول ما خلق ، خلق ما نقول شخص محمد وإنما كما يزعمون خلق نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم فنحن نقول قال الله تبارك وتعالى (( ما أشهدتهم خلق السموات و الأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا )) فمن أين علم هذا الزاعم الراجم بالغيب أن الرسول عليه السلام أول ما خلق الله خلق نوره فسيقول الحديث المذكور " أول ما خلق الله نور نبيه " فنقول هذا حديث ليس له أصل في أمهات كتب الستة المشهورة ولا في ... المعروفة عند أهل الحديث ولا غيرها مما يبلغ المئات من الكتب فهذا الحديث ليس له أصل إلا في أذهان الجهال من الذين اتخذوا مديح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحق وبالباطل مهنة يعيشون من وراءها فلا يجوز عند كثير من العلماء لا يجوز إثبات عقيدة بحديث صحيح فإنهم يشترطون هؤلاء العلماء يشترطون لإثبات العقيدة أن يكون الحديث متواترا لا يكفي أن يكون صحيحا فقط يعني ولو كان له طريقان أو ثلاثة لابد أن يكون جاء من عشرين طريق يعني عشرين صحابي حتى تثبت العقيدة بذلك الحديث فنحن وإن كنا لا نتبنى هذا الرأي لأننا لا نفرق بين ما جاءنا عن الرسول عليه السلام من عقيدة وما جاءنا عنه من حكم فكل ذلك يجب اتباعه والاستسلام له ولكننا نذكر بأن كثيرا من العلماء لما اشترطوا التواتر في الحديث الذي يراد إثبات العقيدة به ما قال ما اشترطوا ذلك إلا حرصا أن يعتقد المسلم ما قد يكون وهم فيه بعض الرواة فمع الأسف نجد جماهير الناس اليوم يعتقدون عقائد قامت على أحاديث ضعيفة بل وأحاديث موضوعة كهذا الحديث " أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر " لذلك لا يجوز للمسلم أن يعتقد مثل هذه العقيدة لعدم ورودها في شيء من الأحاديث الصحيحة ، أما البيت المذكور فلا شك أنه ضلاله لا يجوز إنشاده فضلا عن مدح الرسول عليه السلام به لأن مدحك للرجل بالباطل هو طعن في الواقع فيه سواء شاء هذا المنشد أو أبى لأنك إذا مدحت إنسانا بما ليس فيه فكأنك تعني أن هذا ليس فيه من المدائح الحقيقة القائمة فيه حتى نمدحه بها لذلك نحن نختلق من عند أنفسنا أشياء نمدحه بها ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كذلك فقد اصطفاه الله عز و جل بنبوته ورسالته وخلّقه بالأخلاق الكاملة وقال (( وإنك لعلى خلق عظيم )) فليس هو عليه الصلاة والسلام بحاجة إلى أن يمدح بهذه الأباطيل لاسيما وفي السنة الصحيحة قسم منها متوافر وقسم دون ذلك كله صحيح ما يمكن لمسلم أن يمدح الرسول عليه السلام بكل ذلك أما أن يأتي بهذا المديح الباطل فهذا غلو في الدين فالله عز وجل قد حذّرنا بتحذيره أهل الكتاب من الغلو في الدين فقال (( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )) وقال عليه الصلاة والسلام موجّها نفس هذا المعنى إلينا نحن معشر المسلمين مباشرة وذلك حينما كان قريبا من منى وأمر عبد الله بن عباس أن يلتقط له حصيات وأشار إلى أن تكون حصيات صغيرة قدر حبة الحمصة وقال ( مثل هذه وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من قبلكم غلوهم في دينهم ) فهذا الغلو في الدين لا يجوز مطلقا وبخاصة ما كان منه متعلقا بالعقيدة و بالأمور الغيبة كمثل هذا الزعم الذي زعمه هذا المنشد : " لو أبصر الشيطان طلعة نوره في وجه آدم كان أول من سجد " هذا كلام شاعر الذين يتبعهم الغاوون ، إذا مثل هذا الإنشاد لا يجوز قطعا لأن الكلام والنطق والتلفظ به لا يجوز لأنه باطل ولذلك حذر الرسول عليه السلام المسلمين من أن ينصاعوا لمدح الرسول عليه السلام ولو في حدود الواقع خشية أن يجرهم ذلك إلى مثل هذا الكلام الباطل فقال عليه الصلاة والسلام ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) لا تطروني أي لا تمدحوني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم وبهذه المناسبة يجب التذكير بأنه ليس معنى هذا الحديث كما يذكر بعض الشراح لا تطروني يعني لا تبالغوا في مدحي لا ، وإنما لا تمدحوني مطلقا لأنه ليس بحاجة لأن يمدح وذلك لأن النصارى إنما ضلوا ووصلوا إلى أن جعلوا عيسى ابن الله بسبب أنهم فتحوا لأنفسهم بباب مدح عيسى عليه الصلاة والسلام وكلنا يعلم أن " معظم النار من مستصغر الشرر " فالشيطان من كيده بالإنسان لا يفجأه بالموبقات وبالعظائم من الأمور لأن ذلك مما ينبه عدوه الإنسان فلا يتورط مع إبليس وإنما يأتيه خطوة خطوة فسدّا للذريعة قال عليه الصلاة والسلام قال ( لا تطروني ) لا تمدحوني مطلقا ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد ) فيكفيني أن تقولوا ( عبد الله ورسوله ) ومن الدليل على هذا الذي قلته أن هذا الحديث أورده علماء الحديث ومنهم الإمام الترمذي في كتابه الشمائل النبوية أورده تحت باب تواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلو كان الإمام الترمذي يفهم هذا الحديث ( لا تطروني ) يعني لا تبالغوا في مدحي لم يتصل هذا المعنى مه الباب أي لم يكن الحديث مترجما للباب لأن هذا لا يدل على التواضع هذا واجب على أي إنسان أن يقول للناس لا تمدحوني بالباطل هذا ليس تواضعا لكن التواضع هو إذا فهم الحديث على ظاهره لا تمدحوني مطلقا هذا هو التواضع لماذا يا رسول الله وأنت أهل لأن تمدح ؟ لأن فتح هذا الباب قد يؤدي بكم إلى الوقوع في مثل ما وقع فيه النصارى من الإطراء وهذا في الواقع مشاهد اليوم بين المسلمين وهذا هو بيت الشعر أمامكم الآن من ابيات كثيرة وكثيرة من قصيدة البوصيري وغيره .
" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "
فهذا مدح لكن هذا كفر لأن الرسول عليه السلام يسمع الجارية في زمانه وهي تقول وفينا نبي يعلم ما في غد فقال ( لا يعلم الغيب إلا الله دعي هذا ) فكيف لو سمع الرسول عليه السلام من قول البوصيري " ومن علومك علم اللوح والقلم " لا شك أنه ضلال لا يرضاه الرسول عليه السلام مخالفا للكتاب والسنة وإجماع الأمة إذا فقطع دابر هذه المبالغات هو ألا يقطع المسلم باب المديح خاصة من الأناشيد هذه ويكتفي بقراءة ما ثبت في السيرة من أخلاق الرسول عليه السلام ومن معجزاته وآدابه التي بها فتح هذه القلوب التي كانت قلوبا عميا .
بسم الله الرحمن الرحيم عن عبد الله بن الشخير قال انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا أنت سيدنا فقال عليه الصلاة والسلام ( السيد الله تبارك وتعالى ) قلنا وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا فقال ( قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) رواه أبو داود بسند جيد ماذا يقصد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله ( قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) ، يعني الرسول عليه السلام بقوله ( قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) أي لما قالوا للرسول عليه السلام أنت سيدنا قال لهم عليه الصلاة والسلام ( السيد الله ) يعني السيد الحقيقي هو الله ولما قالوا له أنت أفضلنا وأنت أعظمنا طولا أو أفضلنا فضلا قال لهم عليه الصلاة والسلام ( قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) أي لا تفتحوا على أنفسكم باب الانحراف عن الصراط المستقيم بالغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه فيجركم الشيطان إلى الطرق المنحرفة عن الصراط المستقيم كما قال عليه الصلاة والسلام ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) كذلك يشير الرسول عليه السلام بقوله ( ولا يستجرينكم الشيطان ) إلى الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخطك على الأرض خطا مستقيما ثم خط من حوله خطوطا قصيرة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يمد أصبعه على الخط المستقيم (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) فالمبالغة في مدح الأنبياء والصالحين هي من الطرق التي يجر الشيطان المبالغين في المدح إلى الطرق القصيرة ويخرجهم بها عن الصراط المستقيم الذي هو الطريق الواحد ليس له ثان هذا هو المقصود بقوله عليه السلام ( ولا يستجرينكم الشيطان ) وبعبارة أصولية إن الرسول عليه السلام بهذه الجملة بقوله ( ولا يستجرينكم الشيطان ) وضع باب سد الذريعة فهو ينهى عن المبالغة في المدح خشية أن يؤدي إلى ما لا يجوز من الكلام كما فعل النصارى .
أما السؤال الأول فالجواب ليس صحيحا أن الرسول عليه الصلاة و السلام هو أول ما خلق الله من البشر لأن هذا من الأمور الغيبية التي لا يجوز للمسلم أن يتحدث فيها بالظن لأن الله عز وجل يقول في كتابه (( وإن الظن لا يغني من الحق شيئا )) ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) فإذا قال إنسان ما إن الله عز وجل أول ما خلق ، خلق ما نقول شخص محمد وإنما كما يزعمون خلق نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم فنحن نقول قال الله تبارك وتعالى (( ما أشهدتهم خلق السموات و الأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا )) فمن أين علم هذا الزاعم الراجم بالغيب أن الرسول عليه السلام أول ما خلق الله خلق نوره فسيقول الحديث المذكور " أول ما خلق الله نور نبيه " فنقول هذا حديث ليس له أصل في أمهات كتب الستة المشهورة ولا في ... المعروفة عند أهل الحديث ولا غيرها مما يبلغ المئات من الكتب فهذا الحديث ليس له أصل إلا في أذهان الجهال من الذين اتخذوا مديح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحق وبالباطل مهنة يعيشون من وراءها فلا يجوز عند كثير من العلماء لا يجوز إثبات عقيدة بحديث صحيح فإنهم يشترطون هؤلاء العلماء يشترطون لإثبات العقيدة أن يكون الحديث متواترا لا يكفي أن يكون صحيحا فقط يعني ولو كان له طريقان أو ثلاثة لابد أن يكون جاء من عشرين طريق يعني عشرين صحابي حتى تثبت العقيدة بذلك الحديث فنحن وإن كنا لا نتبنى هذا الرأي لأننا لا نفرق بين ما جاءنا عن الرسول عليه السلام من عقيدة وما جاءنا عنه من حكم فكل ذلك يجب اتباعه والاستسلام له ولكننا نذكر بأن كثيرا من العلماء لما اشترطوا التواتر في الحديث الذي يراد إثبات العقيدة به ما قال ما اشترطوا ذلك إلا حرصا أن يعتقد المسلم ما قد يكون وهم فيه بعض الرواة فمع الأسف نجد جماهير الناس اليوم يعتقدون عقائد قامت على أحاديث ضعيفة بل وأحاديث موضوعة كهذا الحديث " أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر " لذلك لا يجوز للمسلم أن يعتقد مثل هذه العقيدة لعدم ورودها في شيء من الأحاديث الصحيحة ، أما البيت المذكور فلا شك أنه ضلاله لا يجوز إنشاده فضلا عن مدح الرسول عليه السلام به لأن مدحك للرجل بالباطل هو طعن في الواقع فيه سواء شاء هذا المنشد أو أبى لأنك إذا مدحت إنسانا بما ليس فيه فكأنك تعني أن هذا ليس فيه من المدائح الحقيقة القائمة فيه حتى نمدحه بها لذلك نحن نختلق من عند أنفسنا أشياء نمدحه بها ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كذلك فقد اصطفاه الله عز و جل بنبوته ورسالته وخلّقه بالأخلاق الكاملة وقال (( وإنك لعلى خلق عظيم )) فليس هو عليه الصلاة والسلام بحاجة إلى أن يمدح بهذه الأباطيل لاسيما وفي السنة الصحيحة قسم منها متوافر وقسم دون ذلك كله صحيح ما يمكن لمسلم أن يمدح الرسول عليه السلام بكل ذلك أما أن يأتي بهذا المديح الباطل فهذا غلو في الدين فالله عز وجل قد حذّرنا بتحذيره أهل الكتاب من الغلو في الدين فقال (( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )) وقال عليه الصلاة والسلام موجّها نفس هذا المعنى إلينا نحن معشر المسلمين مباشرة وذلك حينما كان قريبا من منى وأمر عبد الله بن عباس أن يلتقط له حصيات وأشار إلى أن تكون حصيات صغيرة قدر حبة الحمصة وقال ( مثل هذه وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من قبلكم غلوهم في دينهم ) فهذا الغلو في الدين لا يجوز مطلقا وبخاصة ما كان منه متعلقا بالعقيدة و بالأمور الغيبة كمثل هذا الزعم الذي زعمه هذا المنشد : " لو أبصر الشيطان طلعة نوره في وجه آدم كان أول من سجد " هذا كلام شاعر الذين يتبعهم الغاوون ، إذا مثل هذا الإنشاد لا يجوز قطعا لأن الكلام والنطق والتلفظ به لا يجوز لأنه باطل ولذلك حذر الرسول عليه السلام المسلمين من أن ينصاعوا لمدح الرسول عليه السلام ولو في حدود الواقع خشية أن يجرهم ذلك إلى مثل هذا الكلام الباطل فقال عليه الصلاة والسلام ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) لا تطروني أي لا تمدحوني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم وبهذه المناسبة يجب التذكير بأنه ليس معنى هذا الحديث كما يذكر بعض الشراح لا تطروني يعني لا تبالغوا في مدحي لا ، وإنما لا تمدحوني مطلقا لأنه ليس بحاجة لأن يمدح وذلك لأن النصارى إنما ضلوا ووصلوا إلى أن جعلوا عيسى ابن الله بسبب أنهم فتحوا لأنفسهم بباب مدح عيسى عليه الصلاة والسلام وكلنا يعلم أن " معظم النار من مستصغر الشرر " فالشيطان من كيده بالإنسان لا يفجأه بالموبقات وبالعظائم من الأمور لأن ذلك مما ينبه عدوه الإنسان فلا يتورط مع إبليس وإنما يأتيه خطوة خطوة فسدّا للذريعة قال عليه الصلاة والسلام قال ( لا تطروني ) لا تمدحوني مطلقا ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد ) فيكفيني أن تقولوا ( عبد الله ورسوله ) ومن الدليل على هذا الذي قلته أن هذا الحديث أورده علماء الحديث ومنهم الإمام الترمذي في كتابه الشمائل النبوية أورده تحت باب تواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلو كان الإمام الترمذي يفهم هذا الحديث ( لا تطروني ) يعني لا تبالغوا في مدحي لم يتصل هذا المعنى مه الباب أي لم يكن الحديث مترجما للباب لأن هذا لا يدل على التواضع هذا واجب على أي إنسان أن يقول للناس لا تمدحوني بالباطل هذا ليس تواضعا لكن التواضع هو إذا فهم الحديث على ظاهره لا تمدحوني مطلقا هذا هو التواضع لماذا يا رسول الله وأنت أهل لأن تمدح ؟ لأن فتح هذا الباب قد يؤدي بكم إلى الوقوع في مثل ما وقع فيه النصارى من الإطراء وهذا في الواقع مشاهد اليوم بين المسلمين وهذا هو بيت الشعر أمامكم الآن من ابيات كثيرة وكثيرة من قصيدة البوصيري وغيره .
" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "
فهذا مدح لكن هذا كفر لأن الرسول عليه السلام يسمع الجارية في زمانه وهي تقول وفينا نبي يعلم ما في غد فقال ( لا يعلم الغيب إلا الله دعي هذا ) فكيف لو سمع الرسول عليه السلام من قول البوصيري " ومن علومك علم اللوح والقلم " لا شك أنه ضلال لا يرضاه الرسول عليه السلام مخالفا للكتاب والسنة وإجماع الأمة إذا فقطع دابر هذه المبالغات هو ألا يقطع المسلم باب المديح خاصة من الأناشيد هذه ويكتفي بقراءة ما ثبت في السيرة من أخلاق الرسول عليه السلام ومن معجزاته وآدابه التي بها فتح هذه القلوب التي كانت قلوبا عميا .
بسم الله الرحمن الرحيم عن عبد الله بن الشخير قال انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا أنت سيدنا فقال عليه الصلاة والسلام ( السيد الله تبارك وتعالى ) قلنا وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا فقال ( قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) رواه أبو داود بسند جيد ماذا يقصد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله ( قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) ، يعني الرسول عليه السلام بقوله ( قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) أي لما قالوا للرسول عليه السلام أنت سيدنا قال لهم عليه الصلاة والسلام ( السيد الله ) يعني السيد الحقيقي هو الله ولما قالوا له أنت أفضلنا وأنت أعظمنا طولا أو أفضلنا فضلا قال لهم عليه الصلاة والسلام ( قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) أي لا تفتحوا على أنفسكم باب الانحراف عن الصراط المستقيم بالغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه فيجركم الشيطان إلى الطرق المنحرفة عن الصراط المستقيم كما قال عليه الصلاة والسلام ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) كذلك يشير الرسول عليه السلام بقوله ( ولا يستجرينكم الشيطان ) إلى الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخطك على الأرض خطا مستقيما ثم خط من حوله خطوطا قصيرة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يمد أصبعه على الخط المستقيم (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) فالمبالغة في مدح الأنبياء والصالحين هي من الطرق التي يجر الشيطان المبالغين في المدح إلى الطرق القصيرة ويخرجهم بها عن الصراط المستقيم الذي هو الطريق الواحد ليس له ثان هذا هو المقصود بقوله عليه السلام ( ولا يستجرينكم الشيطان ) وبعبارة أصولية إن الرسول عليه السلام بهذه الجملة بقوله ( ولا يستجرينكم الشيطان ) وضع باب سد الذريعة فهو ينهى عن المبالغة في المدح خشية أن يؤدي إلى ما لا يجوز من الكلام كما فعل النصارى .
2 - هل صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول خلق الله من البشر وهل صحيح ما يقال في الرسول صلى الله عليه وسلم "لو أبصر الشيطان طلعة نوره في وجه آدم كان أول من سجد ......" يقول السائل أنه سمعه من المنشدين فما حكم النشيد والمديح بهذا ؟ أستمع حفظ
بيان الأحاديث الصحيحة في بيان سيادة النبي صلى الله عليه وسلم ومعناها الصحيح.
الشيخ : نرجوا بيان بالتفصيل في حكم استعمال كلمة سيد مثلا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذلك بالنسبة للحديث السيد الله الجواب السيد الله هو بلا شك حديث صحيح .
وكذلك هناك أحاديث صحيحة أطلق فيها الرسول عليه السلام السيد لنفسه بحق فهو قال في صحيح مسلم ( أنا سيد الناس يوم القيامة أتدرون مما ذاك ؟ ) ثم ذكر حديث الشفاعة وهو حديث طويل جدا كذلك قال عليه الصلاة والسلام ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر آدم فمن دونه تحت لوائي يوم القيامة ) فالسيادة سيادتان سيادة لا تليق إلا لله عز وجل فهو التي عناها الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الأول حينما قال ( السيد الله ) السيادة المطلقة هي التي عناها الرسول عليه السلام بقوله ( السيد الله ) والمناسبة التي ذكر هذا الحديث فيها تؤيد ذلك فقد جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا وأنت كذا وكذا ذكروا أيضا أوصافا أخرى فقال في الحديث هذا ( السيد الله ) وفي حديث آخر قال لهم ( قولوا قولكم هذا أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) فإذا نفهم من مجموع الروايتين أن قوله عليه السلام ( السيد الله ) هو تنبيه إلى أن السيادة الحقيقية إنما هي لله عز وجل فخشي عليه الصلاة والسلام من مبالغتهم في وصفه أن يؤدي بهم ذلك الوصف إلى الإشراك بالرسول عليه السلام مع الله ولو في اللفظ لأنه من الفقه في التوحيد الذي يخفى على كثير من أهل العلم فضلا عن غيرهم أن الشرك له أقسام كثيرة والذي عيّن الآن هو التقسيم الآتي شرك اعتقادي وشرك لفظي ، فحينما نهى الرسول عليه السلام وقال لهم ( السيد الله ) خشي عليهم أن يقعوا في الشرك اللفظي يعني أن يقولوا لفظا يمكن أن يطلق على الرسول عليه السلام لكن المعنى الحقيقي له إنما هو لله تبارك تعالى فبيانا لهذه الحقيقة قال ( السيد الله ) وبيانا للسيادة اللائقة به عليه الصلاة والسلام التي هي طبعا دون ودون ... الملايين دون سيادة الله الحقيقية هي هذه السيادة التي قال عنها ( أنا سيد الناس يوم القيامة أنا سيد ولد آدم ) ... إذا قال المسلم في بعض الأحيان قال سيدنا رسول الله وهو إنما يعني السيادة اللائقة كنبي مصطفى مخلوق فهذا جائز بل شك لأنه سيد حقا لكن إذا قال سيدنا وضمن هذه اللفظة معنى فوق مستوى البشر فحين ذاك يقال له السيد الله السيادة الحقيقية هي لله عز وجل .
ونجد أن الصحابة رضي الله عنهم نادرا ما كانوا يستعملون لفظة السيادة هذه ذلك لأن الغالب عليهم يقولون قال رسول الله قال رسول الله وإنما جاء في حديث موقوف في سنن ابن ماجه على ابن مسعود أنه ذكر الرسول عليه السلام بلفظ " سيد المرسلين " ومع ذلك في السند ضعف فإذا قال المسلم أحيانا سيدنا رسول الله من باب بيان أن للرسول عليه السلام هذه السيادة على جميع البشر كما سمعتم آنفا هذا حق لكن الغالب أن يقول قال رسول الله قال عليه الصلاة والسلام كما جرى عليه السلف الصالح ثم في العبادات والأوراد والأذكار التي جاءتنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعليما منه فلا فيجوز أن ندخل لفظة سيد في ورد من تلك الأوراد واضح لأن التعليم النبوي للمسلمين ليس في فيه نقص حتى يأتي أحدنا فيستدرك هذا النقص عليه فالله عز وجل حينما أنزل قوله (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) قالوا يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك ؟ قال عليه الصلاة والسلام ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ... ) إلى آخره لم يقل لهم قولوا اللهم صل على سيدنا وهنا أذكر وهما شائعا للتنبيه على خطأ يقول بعضهم مع الأسف من أهل العلم ... الناس يقولون قولوا سيدنا هو رسول الله متواضع ولا يجوز في تواضعه أن يأمر الناس أن يسوّدوه بل يقول قولوا " اللهم صل على سيدنا " هذه غفلة تشبه غفلة المستبيحين للتصوير الفوتوغرافي بحجة أن الرسول شو بيعرفه شو بدو يصير فيما بعد ؟! مثل هذا الكلام ( كل مصوّر في النار ) ليس من عنده وإنما هو من الله ومثله أيضا أن قول الرسول ( قولوا اللهم صل على محمد ) ليس من عنده إنما هو وحي السماء فالله هو الذي أمر سيد الناس أن يأمر أصحابه أصالة وسائر الناس تبعا أن يقولوا اللهم صل على محمد فلو أن الله عز وجل أراد أن يشرع الناس تسييد الرسول في الصلاة الإبراهيمية لكان هو الرسول يقول للناس قولوا اللهم صل على سيدنا محمد ويقرب هذا ترى لما علمنا الرسول عليه السلام التحيات وقال ( إذا جلس أحدكم في التشهد فليقل التحيات لله ) هذا تعظيم نفسه أو تعظيم ربه لا شك أنه تعظيم لربه فهل يجوز لنا أن نقول التحيات لله تعالى التحيات لله عز جل هذا كله تعظيم لله عز وجل لا يجوز لم ؟ لأن هذا التعليم ثابت أولا ثم هو من الله الذي أمرنا أن نعظمه ونبجله بهذه الألفاظ ( التحيات لله والصلوات والطيبات ) فلو أراد الله زيادة التبجيل له لزاد هذه الألفاظ وعلمناها الرسول عليه السلام فهذا كهذا وكما أنه لا يجوز للمصلي أن يقول التحيات لله تبارك وتعالى والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وتحياته وسلاماته إلى آخره كذلك لا يجوز أن يقول اللهم صل على سيدنا محمد إلى آخره والسر في هذا أن الأذكار توقيفية أي تعليم من الله للرسول والرسول بدوره للأمة لذلك لا يجوز أن نقول إنه الرسول تواضعا منه لم يقل قولوا اللهم صل على سيدنا لأننا نقول إن كان الله أوحى إليه بلفظة سيدنا فما كان لرسول الله أن يكتم وحي السماء بحجة تواضعا ولو كان الله لم يوح إليه بذلك فأحرى و أحرى أن لا يحوز لنا أن نزيد شيئا لم يوح به إلى النبي صلى الله عليه و سلم من السماء فهذا جواب السيادة بالنسبة للرسول عليه السلام فله سيادته اللائقة التي فضل بها على الناس جميعا ولكن نقول أحيانا سيدنا رسول الله تحقيقا لهذه السيادة ولكن لا نزيد هذه اللفظة في الأوراد التي علمناها الرسول عليه الصلاة والسلام .
وكذلك هناك أحاديث صحيحة أطلق فيها الرسول عليه السلام السيد لنفسه بحق فهو قال في صحيح مسلم ( أنا سيد الناس يوم القيامة أتدرون مما ذاك ؟ ) ثم ذكر حديث الشفاعة وهو حديث طويل جدا كذلك قال عليه الصلاة والسلام ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر آدم فمن دونه تحت لوائي يوم القيامة ) فالسيادة سيادتان سيادة لا تليق إلا لله عز وجل فهو التي عناها الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الأول حينما قال ( السيد الله ) السيادة المطلقة هي التي عناها الرسول عليه السلام بقوله ( السيد الله ) والمناسبة التي ذكر هذا الحديث فيها تؤيد ذلك فقد جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا وأنت كذا وكذا ذكروا أيضا أوصافا أخرى فقال في الحديث هذا ( السيد الله ) وفي حديث آخر قال لهم ( قولوا قولكم هذا أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) فإذا نفهم من مجموع الروايتين أن قوله عليه السلام ( السيد الله ) هو تنبيه إلى أن السيادة الحقيقية إنما هي لله عز وجل فخشي عليه الصلاة والسلام من مبالغتهم في وصفه أن يؤدي بهم ذلك الوصف إلى الإشراك بالرسول عليه السلام مع الله ولو في اللفظ لأنه من الفقه في التوحيد الذي يخفى على كثير من أهل العلم فضلا عن غيرهم أن الشرك له أقسام كثيرة والذي عيّن الآن هو التقسيم الآتي شرك اعتقادي وشرك لفظي ، فحينما نهى الرسول عليه السلام وقال لهم ( السيد الله ) خشي عليهم أن يقعوا في الشرك اللفظي يعني أن يقولوا لفظا يمكن أن يطلق على الرسول عليه السلام لكن المعنى الحقيقي له إنما هو لله تبارك تعالى فبيانا لهذه الحقيقة قال ( السيد الله ) وبيانا للسيادة اللائقة به عليه الصلاة والسلام التي هي طبعا دون ودون ... الملايين دون سيادة الله الحقيقية هي هذه السيادة التي قال عنها ( أنا سيد الناس يوم القيامة أنا سيد ولد آدم ) ... إذا قال المسلم في بعض الأحيان قال سيدنا رسول الله وهو إنما يعني السيادة اللائقة كنبي مصطفى مخلوق فهذا جائز بل شك لأنه سيد حقا لكن إذا قال سيدنا وضمن هذه اللفظة معنى فوق مستوى البشر فحين ذاك يقال له السيد الله السيادة الحقيقية هي لله عز وجل .
ونجد أن الصحابة رضي الله عنهم نادرا ما كانوا يستعملون لفظة السيادة هذه ذلك لأن الغالب عليهم يقولون قال رسول الله قال رسول الله وإنما جاء في حديث موقوف في سنن ابن ماجه على ابن مسعود أنه ذكر الرسول عليه السلام بلفظ " سيد المرسلين " ومع ذلك في السند ضعف فإذا قال المسلم أحيانا سيدنا رسول الله من باب بيان أن للرسول عليه السلام هذه السيادة على جميع البشر كما سمعتم آنفا هذا حق لكن الغالب أن يقول قال رسول الله قال عليه الصلاة والسلام كما جرى عليه السلف الصالح ثم في العبادات والأوراد والأذكار التي جاءتنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعليما منه فلا فيجوز أن ندخل لفظة سيد في ورد من تلك الأوراد واضح لأن التعليم النبوي للمسلمين ليس في فيه نقص حتى يأتي أحدنا فيستدرك هذا النقص عليه فالله عز وجل حينما أنزل قوله (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) قالوا يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك ؟ قال عليه الصلاة والسلام ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ... ) إلى آخره لم يقل لهم قولوا اللهم صل على سيدنا وهنا أذكر وهما شائعا للتنبيه على خطأ يقول بعضهم مع الأسف من أهل العلم ... الناس يقولون قولوا سيدنا هو رسول الله متواضع ولا يجوز في تواضعه أن يأمر الناس أن يسوّدوه بل يقول قولوا " اللهم صل على سيدنا " هذه غفلة تشبه غفلة المستبيحين للتصوير الفوتوغرافي بحجة أن الرسول شو بيعرفه شو بدو يصير فيما بعد ؟! مثل هذا الكلام ( كل مصوّر في النار ) ليس من عنده وإنما هو من الله ومثله أيضا أن قول الرسول ( قولوا اللهم صل على محمد ) ليس من عنده إنما هو وحي السماء فالله هو الذي أمر سيد الناس أن يأمر أصحابه أصالة وسائر الناس تبعا أن يقولوا اللهم صل على محمد فلو أن الله عز وجل أراد أن يشرع الناس تسييد الرسول في الصلاة الإبراهيمية لكان هو الرسول يقول للناس قولوا اللهم صل على سيدنا محمد ويقرب هذا ترى لما علمنا الرسول عليه السلام التحيات وقال ( إذا جلس أحدكم في التشهد فليقل التحيات لله ) هذا تعظيم نفسه أو تعظيم ربه لا شك أنه تعظيم لربه فهل يجوز لنا أن نقول التحيات لله تعالى التحيات لله عز جل هذا كله تعظيم لله عز وجل لا يجوز لم ؟ لأن هذا التعليم ثابت أولا ثم هو من الله الذي أمرنا أن نعظمه ونبجله بهذه الألفاظ ( التحيات لله والصلوات والطيبات ) فلو أراد الله زيادة التبجيل له لزاد هذه الألفاظ وعلمناها الرسول عليه السلام فهذا كهذا وكما أنه لا يجوز للمصلي أن يقول التحيات لله تبارك وتعالى والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وتحياته وسلاماته إلى آخره كذلك لا يجوز أن يقول اللهم صل على سيدنا محمد إلى آخره والسر في هذا أن الأذكار توقيفية أي تعليم من الله للرسول والرسول بدوره للأمة لذلك لا يجوز أن نقول إنه الرسول تواضعا منه لم يقل قولوا اللهم صل على سيدنا لأننا نقول إن كان الله أوحى إليه بلفظة سيدنا فما كان لرسول الله أن يكتم وحي السماء بحجة تواضعا ولو كان الله لم يوح إليه بذلك فأحرى و أحرى أن لا يحوز لنا أن نزيد شيئا لم يوح به إلى النبي صلى الله عليه و سلم من السماء فهذا جواب السيادة بالنسبة للرسول عليه السلام فله سيادته اللائقة التي فضل بها على الناس جميعا ولكن نقول أحيانا سيدنا رسول الله تحقيقا لهذه السيادة ولكن لا نزيد هذه اللفظة في الأوراد التي علمناها الرسول عليه الصلاة والسلام .
هل يصح رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حقيقة وما الدليل على ذلك ؟
الشيخ : السؤال الأول رؤية الرسول عليه السلام في المنام هل تحدث حقيقة وما الدليل على ذلك ؟
إن كان الرائي رأى الرسول عليه السلام حقيقة فهي رؤيا حقيقية أي إن رأى الرسول عليه السلام بأوصافه الثابتة في كتب السنة فقد رآه حقا لأن الرسول عليه السلام يقول ( من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي ) أما إن رأى صورة قيل له إنها رسول الله كأن رآه مثلا شيخا فانيا لحيته بيضاء كالقطن فهذه ليست صفة الرسول عليه السلام ونحو ذلك من الصفات فمن رأى الرسول بأوصافه مطابقا للشمائل النبوية فقدر رآه حقا وإلا فلا ...
من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فهل يكون رآه على حقيقته وما يدريه أنه صلى الله عليه وآله وسلم هو حيث لم يره في حياته ؟
الجواب أنه بعد أن يثبت أنه رأى الرسول عليه السلام في المنام يعني ما يكون هو في منامه موهوم وإنما هو على بصيرة فيما يقول فلا شك أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام و السؤال الثاني ما يدريه لأنه ما رأى الرسول في حياته ؟ الجواب أنه ليس كل من ادّعى أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام يقال رأى الرسول في المنام حقا وإنما إذا كانت الأوصاف التي رآها في المنام على الشخص الذي يدعي أنه هو الرسول مطابقة لما ورد في كتب الحديث في شمائل الرسول حينئذ نقول رؤياه حق أما إذا رأى في الرؤيا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأوصاف وشمائل تخالف الشمائل النبوية فحيئذ يكون لم ير الرسول عليه الصلاة والسلام فأظن أن السؤال مستشكل السائل أنه يسمع أنه كل من رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام قد رآه حقا الجواب لا وإنما بهذا التفصيل من رآه مطابقا لأوصافه وشمائله فقد رآه وإلا فلا وعلى هذا التفصيل يجب أن نفهم قول الرسول عليه السلام ( من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي ) إذا قال ( فإن الشيطان لا يتمثل بي ) وبعدين الرائي تسأله تقول من فضلك صف لنا الرسول عليه السلام مثلا كيف كانت لحيته يقول لك بيضاء مثل القطن ! ما رأى الرسول عليه السلام لأن الرسول ما شاب ! وجاء في صحيح البخاري وغيره أنه كان في لحيته عشرة عشرات إحدى عشر شعرة ... فلما يقول الرائي أنا شفته شايب بالمرة نعرف يقينا أنه ما رأى الرسول عليه السلام لأنه شو فائدة قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث ( فإن الشيطان لا يتمثل بي ) هل هذا الشيطان الذي أرى الرائي في المنام نفسه أن الرسول وشايب هو الرسول فعلا إذا ما تشبه بالرسول عليه السلام كذلك مثلا ... قاعد جالس إلى آخره ؟ لا ، شفته ماشي كيف ماشي ؟ والله ماشي ... مثلا يعني مو هذا الرسول صىل الله عليه وسلم ليه ؟ لأن من شمائله وأوصافه أنه إذا كان إذا مشى فكأنما ينصب من صبب عليه الصلاة والسلام كان قويا وكان يسبق أقوى الرجال إلى آخره فإذا كان الرائي وصف أوصاف الرسول عليه السلام التي رآها في شخصه في المنام فطابقت أوصاف الرسول عليه السلام التي رآها أصحابه الكرام فتكون رؤيا حق وإلا فلا ، لازم نستحضر نحن حالة من ثلاث حالات للرائي أي رائٍ ادعى بأنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام فإما أن يستطيع أن يصف يعني يكون في ذهنه أوصاف الرسول عليه السلام أو في ذهنه أنه هو فعلا رأى الرسول عليه السلام ويستطيع أن يصف صفاته عليه الصلاة والسلام أو ليس في ذهنه كثير من الناس وأنا منهم أرى رؤيا أي رؤيا في الصبح تتبخر من ذهني وكأني ما رأيت شيئا شفت والله شلون ضايعة القضية علي تماما ... الرائي للرسول عليه السلام هو له حال من حالتين وإحدى الحالتين ... الحالتين له حالة من حالتين الحالة الأولى إما أنه يستطيع أن يصف أو لا يستطيع أن يصف لأنه نسيان أو هو ما شاف في الحقيقة صورة واضحة مثلا قيل له في المنام هذا الشخص الذي يمشي قدامك هو الرسول عليه السلام أو واقف قدامك ما شاف وجهه ما راح يستطيع يوصف مثلا يعني فإذا كان لا يستطيع أن يصف ما نقدر نقول أنه أصاب أو أخطأ الله أعلم ، هذه الحالة الأولى ، الحالة الثانية يستطيع أن يصف رأى فعلا هنا يرد التفصيل السابق يستطيع أن يصف فوصف وطابقت أوصافه عليه السلام مع ما هو معروف في كتب الحديث والسنة فهي رؤيا حق ( فإنه رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي ) وإذا أعطى أوصافا مخالفة فكما علمتم ليست هي الرؤيا التي عناها الرسول عليه السلام .
إن كان الرائي رأى الرسول عليه السلام حقيقة فهي رؤيا حقيقية أي إن رأى الرسول عليه السلام بأوصافه الثابتة في كتب السنة فقد رآه حقا لأن الرسول عليه السلام يقول ( من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي ) أما إن رأى صورة قيل له إنها رسول الله كأن رآه مثلا شيخا فانيا لحيته بيضاء كالقطن فهذه ليست صفة الرسول عليه السلام ونحو ذلك من الصفات فمن رأى الرسول بأوصافه مطابقا للشمائل النبوية فقدر رآه حقا وإلا فلا ...
من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فهل يكون رآه على حقيقته وما يدريه أنه صلى الله عليه وآله وسلم هو حيث لم يره في حياته ؟
الجواب أنه بعد أن يثبت أنه رأى الرسول عليه السلام في المنام يعني ما يكون هو في منامه موهوم وإنما هو على بصيرة فيما يقول فلا شك أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام و السؤال الثاني ما يدريه لأنه ما رأى الرسول في حياته ؟ الجواب أنه ليس كل من ادّعى أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام يقال رأى الرسول في المنام حقا وإنما إذا كانت الأوصاف التي رآها في المنام على الشخص الذي يدعي أنه هو الرسول مطابقة لما ورد في كتب الحديث في شمائل الرسول حينئذ نقول رؤياه حق أما إذا رأى في الرؤيا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأوصاف وشمائل تخالف الشمائل النبوية فحيئذ يكون لم ير الرسول عليه الصلاة والسلام فأظن أن السؤال مستشكل السائل أنه يسمع أنه كل من رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام قد رآه حقا الجواب لا وإنما بهذا التفصيل من رآه مطابقا لأوصافه وشمائله فقد رآه وإلا فلا وعلى هذا التفصيل يجب أن نفهم قول الرسول عليه السلام ( من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي ) إذا قال ( فإن الشيطان لا يتمثل بي ) وبعدين الرائي تسأله تقول من فضلك صف لنا الرسول عليه السلام مثلا كيف كانت لحيته يقول لك بيضاء مثل القطن ! ما رأى الرسول عليه السلام لأن الرسول ما شاب ! وجاء في صحيح البخاري وغيره أنه كان في لحيته عشرة عشرات إحدى عشر شعرة ... فلما يقول الرائي أنا شفته شايب بالمرة نعرف يقينا أنه ما رأى الرسول عليه السلام لأنه شو فائدة قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث ( فإن الشيطان لا يتمثل بي ) هل هذا الشيطان الذي أرى الرائي في المنام نفسه أن الرسول وشايب هو الرسول فعلا إذا ما تشبه بالرسول عليه السلام كذلك مثلا ... قاعد جالس إلى آخره ؟ لا ، شفته ماشي كيف ماشي ؟ والله ماشي ... مثلا يعني مو هذا الرسول صىل الله عليه وسلم ليه ؟ لأن من شمائله وأوصافه أنه إذا كان إذا مشى فكأنما ينصب من صبب عليه الصلاة والسلام كان قويا وكان يسبق أقوى الرجال إلى آخره فإذا كان الرائي وصف أوصاف الرسول عليه السلام التي رآها في شخصه في المنام فطابقت أوصاف الرسول عليه السلام التي رآها أصحابه الكرام فتكون رؤيا حق وإلا فلا ، لازم نستحضر نحن حالة من ثلاث حالات للرائي أي رائٍ ادعى بأنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام فإما أن يستطيع أن يصف يعني يكون في ذهنه أوصاف الرسول عليه السلام أو في ذهنه أنه هو فعلا رأى الرسول عليه السلام ويستطيع أن يصف صفاته عليه الصلاة والسلام أو ليس في ذهنه كثير من الناس وأنا منهم أرى رؤيا أي رؤيا في الصبح تتبخر من ذهني وكأني ما رأيت شيئا شفت والله شلون ضايعة القضية علي تماما ... الرائي للرسول عليه السلام هو له حال من حالتين وإحدى الحالتين ... الحالتين له حالة من حالتين الحالة الأولى إما أنه يستطيع أن يصف أو لا يستطيع أن يصف لأنه نسيان أو هو ما شاف في الحقيقة صورة واضحة مثلا قيل له في المنام هذا الشخص الذي يمشي قدامك هو الرسول عليه السلام أو واقف قدامك ما شاف وجهه ما راح يستطيع يوصف مثلا يعني فإذا كان لا يستطيع أن يصف ما نقدر نقول أنه أصاب أو أخطأ الله أعلم ، هذه الحالة الأولى ، الحالة الثانية يستطيع أن يصف رأى فعلا هنا يرد التفصيل السابق يستطيع أن يصف فوصف وطابقت أوصافه عليه السلام مع ما هو معروف في كتب الحديث والسنة فهي رؤيا حق ( فإنه رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي ) وإذا أعطى أوصافا مخالفة فكما علمتم ليست هي الرؤيا التي عناها الرسول عليه السلام .
كيف رأى النبي صلى الله عليه وسلم أهل الجنة والنار قبل أن تقوم الساعة حيث أن الجنة والنار لما يدخلها أحد ؟
الشيخ : كيف رأى النبي صلى الله عليه وسلم أهل الجنة وأهل النار قبل أن تقوم الساعة حيث أن الجنة والنار لما يدخلها أحد ؟
الجواب هذا كما يقول الصوفية تماما كشف لكن هذا كشف صحيح وخاص بالأنبياء والرسل أما مثل هذا الكشف فلن يناله غير الرسول عليه السلام من بعده هذا تمثيل ... للرسول عليه الصلاة و السلام ما سيكون عليه أهل الجنة وأهل النار وقد رأى ذلك في مناسبات شتى منها في قصة كسوف الشمس حين صلى الرسول صلاة الكسوف رأوه يتقدم هكذا كأنه يريد أن يقطف شيئا ثم رئي يتقهقر حتى تقهقرت الصفوف من خلفه فتداخل بعضها في بعض بعد الصلاة سألوه فقال عليه الصلاة و السلام ( عرضت عليّ الجنة في جدار مسجدكم هذا فرأيت نعيمها و رأيت عنبها فهممت أن أقتطف منها ) فتذكر فيما يبدو هذا ليس في الحديث أنها محرمة إلا لمن دخلها ثم عرضت النار فرأى لهيبها و أحس بحرارتها فتقهقر عليه الصلاة والسلام فهذا تمثيل من رب العالمين القدير القادر على كل شيء للرسول عليه السلام ما سيكون عليه أهل الجنة في نعيمهم وأهل النار في جحيمهم .
الجواب هذا كما يقول الصوفية تماما كشف لكن هذا كشف صحيح وخاص بالأنبياء والرسل أما مثل هذا الكشف فلن يناله غير الرسول عليه السلام من بعده هذا تمثيل ... للرسول عليه الصلاة و السلام ما سيكون عليه أهل الجنة وأهل النار وقد رأى ذلك في مناسبات شتى منها في قصة كسوف الشمس حين صلى الرسول صلاة الكسوف رأوه يتقدم هكذا كأنه يريد أن يقطف شيئا ثم رئي يتقهقر حتى تقهقرت الصفوف من خلفه فتداخل بعضها في بعض بعد الصلاة سألوه فقال عليه الصلاة و السلام ( عرضت عليّ الجنة في جدار مسجدكم هذا فرأيت نعيمها و رأيت عنبها فهممت أن أقتطف منها ) فتذكر فيما يبدو هذا ليس في الحديث أنها محرمة إلا لمن دخلها ثم عرضت النار فرأى لهيبها و أحس بحرارتها فتقهقر عليه الصلاة والسلام فهذا تمثيل من رب العالمين القدير القادر على كل شيء للرسول عليه السلام ما سيكون عليه أهل الجنة في نعيمهم وأهل النار في جحيمهم .
5 - كيف رأى النبي صلى الله عليه وسلم أهل الجنة والنار قبل أن تقوم الساعة حيث أن الجنة والنار لما يدخلها أحد ؟ أستمع حفظ
لماذا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مارية القطبية مع توفر زوجات عنده في ذلك الوقت ؟
الشيخ : لماذا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مارية القطبية مع توفر زوجات عنده في ذلك الوقت ؟ وهل هناك سبب شرعي أو تفسير لعدم اعتقاء الرسول صلى الله عليه وآيه وسلم لها وتزوجها ؟
هذا السؤال يتضمن في الواقع سؤالين السؤال الأول لماذا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مارية القطبية مع توفر زوجات عنده في ذلك الوقت ؟
أقول بكل صراحة لا أدري لماذا تزوجها وإنما أدري يقينا أنه فعل ما أباح الله لنا فقد أباح له أن يتزوج ما شاء من النساء أما لماذا تزوج المرأة الفلانية بالذات فما أدري ما هو السر لكني أدري أيضا يقينا أنه تزوجها لصالحها لا للإضرار بها ولإحصانها لا لإفتانها وإلى غير ذلك من المصالح التي لا يمكن الإحاطة بها ولبعض الكتاب الإسلاميين كتابات لا بأس بها لتعليل أو فلسفة تزوج الرسول عليه السلام بنسائه الكثيرات ويبينون ويعللون كل واحدة لماذا تزوجها هذه أم سلمة مثلا تزوجها لأن زوجها مات عنها وخلف صبية صغارا فتنزوجها ليكون على هذه الأولاد وأن يقوم بتربيتهم وإنشائهم والإنفاق عليهم وهذه السيدة عائشة تزوجها لأنها بنت صاحبه في الغار وهذه حفصة إلى آخره فتجدون لكل زوجة أسباب وجيهة تزوجها الرسول عليه السلام لأجلها لكن الأمر أوسع من ذلك بحيث لا يستطيع الإنسان أن يحيط بالأسرار وبالحكم التي من أجلها تزوج الرسول عليه السلام بمن تزوج به منهن من النساء .
هذا السؤال يتضمن في الواقع سؤالين السؤال الأول لماذا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مارية القطبية مع توفر زوجات عنده في ذلك الوقت ؟
أقول بكل صراحة لا أدري لماذا تزوجها وإنما أدري يقينا أنه فعل ما أباح الله لنا فقد أباح له أن يتزوج ما شاء من النساء أما لماذا تزوج المرأة الفلانية بالذات فما أدري ما هو السر لكني أدري أيضا يقينا أنه تزوجها لصالحها لا للإضرار بها ولإحصانها لا لإفتانها وإلى غير ذلك من المصالح التي لا يمكن الإحاطة بها ولبعض الكتاب الإسلاميين كتابات لا بأس بها لتعليل أو فلسفة تزوج الرسول عليه السلام بنسائه الكثيرات ويبينون ويعللون كل واحدة لماذا تزوجها هذه أم سلمة مثلا تزوجها لأن زوجها مات عنها وخلف صبية صغارا فتنزوجها ليكون على هذه الأولاد وأن يقوم بتربيتهم وإنشائهم والإنفاق عليهم وهذه السيدة عائشة تزوجها لأنها بنت صاحبه في الغار وهذه حفصة إلى آخره فتجدون لكل زوجة أسباب وجيهة تزوجها الرسول عليه السلام لأجلها لكن الأمر أوسع من ذلك بحيث لا يستطيع الإنسان أن يحيط بالأسرار وبالحكم التي من أجلها تزوج الرسول عليه السلام بمن تزوج به منهن من النساء .
6 - لماذا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مارية القطبية مع توفر زوجات عنده في ذلك الوقت ؟ أستمع حفظ
هل هناك سبب شرعي أو تفسير لعدم عتق مارية القطبية من النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : أما الشطر الثاني من السؤال وهو قوله هل هناك سبب شرعي لعدم إعتقاء الرسول صلى الله عليه وسلم لها وتزوجها ؟ كأن السائل يقول لماذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعل بمارية القبطية كما فعل بزوجته صفية ، فصفية من الثابت أنه عليه السلام أعتقها وجعل عتقها صداقها وهذا في صحيح البخاري ومسلم ، السائل يقول هل هناك سبب يوضح ويبين لماذا لم يعاملها معاملته عليه السلام لصفية لماذا لم يعتقها ويجعل عتقها صداقها ؟ أقول أيضا لا أدري لكن من الأسباب الواضحة أن في ذلك بيانا لجواز التزوج بالعبدة التي ليست بحرة وأنه لا يجب على الحر أن يعتق العبدة وأن يتزوجها وإنما ذلك من فضائل الأعمال فقد جمع الرسول عليه صلوات الله وسلامه عليه حينما تزوج صفية وجعل عتقها صداقها وحينما تزوج مارية القبطية على بقائها في رقها قد جمع الرسول صلوات الله وسلامه عليه في هذين المثالين بين بيان ما هو الأفضل وبين بيان ما هو أمر جائز هذا الذي يبدو لي في الإجابة عن هذا السؤال العاشر .
ما حكم من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأمره بالذهاب للشيخ الفلاني حتى يقرأ عليه القرآن لكي يشفى ؟
السائل : الخلاصة أنه حكم الخطيب يقول أحد الناس أصيب بشلل ثم ذهب للتداوي في ألمانيا ما استفاد فذهب إلى قبر الرسول وطلب منه الشفاعة فرأى في المنام الرسول يقول له اذهب إلى العالم الفلاني في دمشق ليقرأ عليك بعض الآيات يزول عنك المرض ؟
الشيخ : أعد علي شو شاف في المنام .
السائل : الرسول عليه السلام يقول له ائت العالم الفلاني ... ويقرأ عليك شيئا من القرآن وتشفى ... ؟
الشيخ : ممكن أن يقرأ عليه إذا كانت الرواية صادقة لأنه يمكن أن يرى الإنسان الرسول عليه السلام في المنام حقيقة ويمكن أن يرى ذلك توهما بدعاء الرجل الصالح كثيرا ما يظهر الشمس في رابعة النهار نحن لا ننكر هذا لكننا نعيش في زمن فيه شرك كثير وفيه خرافات وفيه بدع فيه مبالغات فنرجو أن تكون هذه الرواية صحيحة وصادقة يعني ليس فيها أي شيء إلا أنه جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهنا ماذا فعل هناك ؟
السائل : هنا قال
الشيخ : فعل شيئا لا يجوز في الشرع فهذا نحاسبه عليه وربما ينبني عليه محو القصة من أصلها ماذا فعل ؟
السائل : قال طلب منه الشفاعة دخل إلى القبر ... وتشفع له مع الله ... ؟
الشيخ : دخل القبر ... كيف يمكن ... .
السائل : ... مثلا عند القبر ... .
الشيخ : غير ممكن ... .
السائل : ... يتشفع له يا رسول الله اشفع لي عند ربك حتى أشفى .
الشيخ : أشعر بأن القضية ... لأنه طلب الشفاعة منه ... الظاهر ... تمثيلية ... الله أعلم .
الشيخ : أعد علي شو شاف في المنام .
السائل : الرسول عليه السلام يقول له ائت العالم الفلاني ... ويقرأ عليك شيئا من القرآن وتشفى ... ؟
الشيخ : ممكن أن يقرأ عليه إذا كانت الرواية صادقة لأنه يمكن أن يرى الإنسان الرسول عليه السلام في المنام حقيقة ويمكن أن يرى ذلك توهما بدعاء الرجل الصالح كثيرا ما يظهر الشمس في رابعة النهار نحن لا ننكر هذا لكننا نعيش في زمن فيه شرك كثير وفيه خرافات وفيه بدع فيه مبالغات فنرجو أن تكون هذه الرواية صحيحة وصادقة يعني ليس فيها أي شيء إلا أنه جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهنا ماذا فعل هناك ؟
السائل : هنا قال
الشيخ : فعل شيئا لا يجوز في الشرع فهذا نحاسبه عليه وربما ينبني عليه محو القصة من أصلها ماذا فعل ؟
السائل : قال طلب منه الشفاعة دخل إلى القبر ... وتشفع له مع الله ... ؟
الشيخ : دخل القبر ... كيف يمكن ... .
السائل : ... مثلا عند القبر ... .
الشيخ : غير ممكن ... .
السائل : ... يتشفع له يا رسول الله اشفع لي عند ربك حتى أشفى .
الشيخ : أشعر بأن القضية ... لأنه طلب الشفاعة منه ... الظاهر ... تمثيلية ... الله أعلم .
8 - ما حكم من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأمره بالذهاب للشيخ الفلاني حتى يقرأ عليه القرآن لكي يشفى ؟ أستمع حفظ
ما ضابط معرفة كون رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حق في المنام ؟
السائل : ... للتنبيه أن بعض الناس يتوهمون أنهم رأوا الرسول عليه الصلاة والسلام ... فلا يروه صورته الحقيقة الواردة في الأحاديث وإنما بصورة أخرى فيتوهمون أنهم رأوه وليس هو ؟
الشيخ : ... يعني الذي يدّعي أنه رأى الرسول عليه السلام ينبغي أن يسأل صف لي من رأيت كما جاء عن بعض السلف فإذا قال مثلا قال رأيت وجه ... لحية كبيرة شايبة كلها نور نقول له كذبت لم ؟ لأن الذين وصفوا الرسول عليه السلام ومنهم أنس بن مالك خادمه عشر سنين قال لم يصب بشيب الشيب هو ... ولكن كل ما في الأمر كان فيه نحو عشر عشرات شايبة فقط ، لما يأتي هذا الإنسان يقول رأيته شايب أبيض ... نور ... ما يعرف أن ... بنفسه لما يقول هو شايب هذا كذب فإذا هو لم ير الرسول عليه السلام قطعا أو مثلا وصف صفة أخرى كيف رأيته ؟ قال رأيته أسمر ... و هو ما كان أسمرا كان أبيض محمر الوجنتين هذا أيضا مذكور في الشمائل كيف كان شعره ؟ والله شعر ذهبي أشقر كذاب شعره أسود و هكذا فإذا الذي يرى الرسول عليه السلام في المنام يجب أن تكون مطابقة للشمائل النبوية الشريفة نعم .
الشيخ : ... يعني الذي يدّعي أنه رأى الرسول عليه السلام ينبغي أن يسأل صف لي من رأيت كما جاء عن بعض السلف فإذا قال مثلا قال رأيت وجه ... لحية كبيرة شايبة كلها نور نقول له كذبت لم ؟ لأن الذين وصفوا الرسول عليه السلام ومنهم أنس بن مالك خادمه عشر سنين قال لم يصب بشيب الشيب هو ... ولكن كل ما في الأمر كان فيه نحو عشر عشرات شايبة فقط ، لما يأتي هذا الإنسان يقول رأيته شايب أبيض ... نور ... ما يعرف أن ... بنفسه لما يقول هو شايب هذا كذب فإذا هو لم ير الرسول عليه السلام قطعا أو مثلا وصف صفة أخرى كيف رأيته ؟ قال رأيته أسمر ... و هو ما كان أسمرا كان أبيض محمر الوجنتين هذا أيضا مذكور في الشمائل كيف كان شعره ؟ والله شعر ذهبي أشقر كذاب شعره أسود و هكذا فإذا الذي يرى الرسول عليه السلام في المنام يجب أن تكون مطابقة للشمائل النبوية الشريفة نعم .
اضيفت في - 2008-06-18