ذكر الشيخ لخطبة الحاجة .
نعود بعد توقفنا السابق إلى كتابنا الترغيب والترهيب للحافظ المنذري ونحن على شرطنا الذي طالما ذكرناه وذكرناكم به مرارا وتكرارا وهو ألا نسمعكم من أحاديث هذا الكتاب إلا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على طريقة علماء الحديث من حيث ثبوت السند و ثقة الرواة والرجال .
شرح الشيخ للحديث التاسع والعشرين من كتاب الترغيب في عيش السلف -من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري -عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال ) .
الشاهد من هذا الحديث المناسب لهذا الباب الذي نحن فيه طرفه الثاني ألاوهو قوله عليه الصلاة و السلام ( ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيئا يواريه إبط بلال ) أي يعني إلا شيء من الخبز اليابس ومن الشعير كما علمتم من الأحاديث السابقة وهذا الحديث سواء بطرفه الثاني أو الأول إنما هو كناية بل دليل واضح على شدة ما ابتلي به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبيل دعوته دعوة الحق ، دعوة التوحيد التي جاهد المشركين في سبيلها أكثر من عشرين سنة ولاقى في سبيل ذلك الألاقي والمصاعب والجوع وهذا ما يصف به نفسه عليه الصلاة و السلام بقوله بأنه أوذي أذى لم يؤذ أحد مثل أذاه وأخيف أيضا إخافة لم يخف مثله سواه عليه الصلاة والسلام وكذلك لقي من الجوع ما لا يكاد يتصور إنه مضى عليه صلوات الله وسلامه عليه ثلاثون يوما بليله ونهاره ولا يجد من الطعام إلا ما يحمله بلال خادمه ومؤذنه تحت إبطه وهذا كناية على أن هذا الشيء الذي يحمله على الطعام شيء قليل أنه ما الذي يستطاع أن يحمله الإنسان في هذه المدة الطويلة تحت الإبط إلا أن يكون كسرات من خبز أو تمرات من تمر تلك البلاد فإذا نحن يجب أن نأخذ من هذا الحديث ومن أمثاله من أحاديث سبقت وأخرى تأتي أسوة لنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنصبر في سيبل الدعوة لا نتكلف التعب والنصب والمشقة لأن ذلك ليس أمرا مرغوبا في الشرع ولكن علينا أننا إذا أصبنا في سبيل دعوتنا بشيء من ذلك من التعب والنصب أن نصبر على الجوع على العطش على الأذى والأمر كما تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )) ليست الأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي محصورة في الاقتداء بصلاته وصيامه وسائر عباداته فحسب وإنما الأسوة به صلوات الله وسلامه عليه تشمل كل نواحي الحياة الأسوة به في عبادته معا ولكن أيضا في خلقه وأيضا من ذلك في صبره وفي تحمله المشاق في سبيل دعوته كل ذلك مما يجب علينا أن نتخذ نبينا صلوات الله وسلامه عليه أسوة حسنة لنا ،هذا الحديث صحيح ويقول الحافظ المؤلف رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح قال المؤلف ومعنى هذا الحديث حين خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هاربا من مكة ومعه بلال إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمل تحت إبطه .
2 - شرح الشيخ للحديث التاسع والعشرين من كتاب الترغيب في عيش السلف -من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري -عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال ) . أستمع حفظ
شرح الشيخ لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ( نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك غطاء فقال عليه الصلاة والسلام: ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحتى شجرة ثم راح وتركها ) .
3 - شرح الشيخ لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ( نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك غطاء فقال عليه الصلاة والسلام: ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحتى شجرة ثم راح وتركها ) . أستمع حفظ
شرح الشيخ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال : يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوفر من هذا فقال : مالي وللدنيا .......) الحديث.
مثل ما تقدم قوله وعنه يعني ابن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على حصير قال " فجلست فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره " الإزار هو الثوب يغطي أسفل البدن والرداء يغطي أعلى البدن فهذا إذا مما يصف به الراوي الرسول عليه السلام أنه لما دخل عليه لم يكن عليه من الثياب إلا الإزار الذي يغطي به عورته عليه الصلاة والسلام ثم هو على ذلك يصف البيت أو الغرفة التي كان فيها والفراش الذي كان جالسا عليه قال فجلست فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع وقرظ في ناحية في الغرفة هذا كل الزاد الذي يوجد في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس هو إلا الحصير والقبضة من الشعير وقليل من القرظ الذي كانوا يدهنون به الإيهاب أي الجلود قبل دبغها وقرظ في ناحية في الغرفة وإذا إيهاب معلق كأن هذا القرظ هيء لدبغ هذا الإيهاب وإذا إيهاب معلق فابتدرت عيناي يعني يبكي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال ( ما يبكيك يا ابن الخطاب ) فقال " يا نبي الله وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى من الشعير والقراظ وذاك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار وأنت نبي الله وصفوته " وهذه خزانتك لماذا لا أبكي وأنت سيد البشر وأنت في هذا الفقر وأولئك الكفار ملوك كسر وقيصر يعيشون في النعيم وفي الحرير وفي الأنهار قال ( يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ) هكذا الحديث ينتهي هنا في هذا الكتاب ولكن يجب أن يستدرك عليه زيادة ابن ماجه قلت بلى هذه الزيادة لم ترد في الكتاب هنا في هذه النسخة فتستدرك عند من كانت عنده نسخة كنسختي قال ( يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ؟ ) قلت " بلى " رواه ابن ماجه بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ، يرد هنا استدراك على هذه التخريج قلت وفي استدراكه على مسلم وهم وفي عزو المصنف لابن ماجه تقصير فقد أخرجه مسلم في الجزء الرابع في الصفحة الثامنة والثمانين بعد المائة إلى التاسعة والثمانين بعد المائة في قصة اعتزاله صلى الله عليه و سلم نسائه بلفظ ابن ماجه وإسناده إلى آخر التعليق فالمصنف عزاه فقط لابن ماجه ثم للحاكم وذكر أن الحاكم صححه على شرط مسلم فهنا وهم من جهة الحاكم وتقصير من جهة المؤلف الوهم من جهة الحاكم لأنه خرّج هذا الحديث في كتابه المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم وإنما يخرج في كتابه المذكور ما لم يأتِ في الصحيح صحيح البخاري أو صحيح مسلم ويكون الحديث على شطرهما أو شرط أحدهما ففي هذه الحالة يورد الحديث ويقول صحيح على شرط البخاري أو صحيح على شرط مسلم فهذا الحديث استدركه الحاكم وقال إسناده صحيح على شرط مسلم وفاته أن الإمام مسلم رواه كما رواه الحاكم في صحيحه ومن هنا يتبين تقصير المصنف حيث اقتصر في تخريج الحديث على عزوه لابن ماجه والحاكم وكان الأحق أن يعزى لصحيح مسلم ، ولكن بعد المخرج عن مظنة الإنسان أبعد المصنف عن أن يستحضر عزوه لصحيح مسلم لأن مسلما إنما روى هذه القطعة بمناسبة اعتزاله عليه السلام لنسائه في قصة معروفة أخرجها مسلم بكاملها وفي تضاعيفها لما بلغ عمر بن الخطاب أن النبي صلوات الله وسلامه عليه اعتزل نسائه جاء إليه ليواسيه عليه السلام أو يساعده على ما هو فيه فلما دخل عليه رأى ما جاء في هذه الرواية ففي هذه القصة بتمامها جاء هذا المقدار منها في صحيح فلم يتنبه لذلك الحاكم ثم المؤلف وهذا يقع لكل مؤلف لأن العصمة لله وحده سبحانه وتعالى .
4 - شرح الشيخ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال : يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوفر من هذا فقال : مالي وللدنيا .......) الحديث. أستمع حفظ
هناك من يرى في الأيام الحاضرة أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعلقة بالعبادات ملزمة للمسلم أن يعتقد بها في حين أنهم لا يرون ذلك بالنسبة للأحاديث المتعلقة بأمور الدنيا، ويرون أن العقل البشري يمكن له أن يحكم عليها بالصحة والبطلان تبعا لتطور الفكر ومكتشفات العلم، ويؤيدون ما يذهبون إليه بأحاديث تأبير النخل وأحاديث في تمركز جيش المسلمين في غزوة بدر عند الماء، كما أنهم يقولون في الصحابة إنهم رجال ونحن رجال وإنهم خاضعون للنصر والظفر بسلوكهم وأقوالهم شأن أي من الرجال فالرجاء بيان الرأي في ذلك مع الشكر ؟
الشيخ : هذا السؤال كما لاحظتم يتضمن سؤالين أولهما يتعلق بالرسول عليه السلام وأقواله والتفريق المزعوم بين ما له علاقة بالدين والعبادة وبين ما له علاقة بغير ذلك والسؤال الثاني الذي يتعلق بالصحابة ولست أدري ما أراد السائل من الربط بين السؤال الأول والآخر إلا أن يكون يعني حكاية ... الناس أن هذه الأحاديث التي ترد عن الرسول عليه السلام مرفوعة إليه إنما و فيها إشكال أو فيها مخالفة للعلم زعموا كحديث الذبابة مثلا ( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ... ) إلى آخره فلعل السائل يعني بالسؤال الثاني أن مثل هذه الأحاديث التي أشار إليها في سؤاله الأول والتي ليست من أمور الدين في شيء بزعمهم إنما رواها هؤلاء الصحابة وهؤلاء الصحابة إنما هم بشر مثلنا فيجوز عليهم الخطأ فكأنه إذا قصد السائل فيما يشرحه عن أولئك الناس في هذا الزمان أنهم يقولون ما جاءنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما له علاقة بالدين و العبادة المحضة فنحن له خاضعون وله مستسلمون أما ما جاءنا عنهم من غير ذلك مما له علاقة بالكون والفلك والبحار والجبال وغير ذلك من أمور الطبيعة فنحن لسنا مكلّفين ولا متعبدين بالخضوع لها والاستسلام لها لأمرين اثنين الأمر الأول أننا إذا سلمنا صحة هذه الأحاديث صحة نسبتها للرسول عليه السلام فالرسول بشر ويجري عليه ما يجري على البشر إلا فيما يتعلق بالدين وهذه الأمور في زعمهم ليس لها علاقة بالدين فإذا جاءت مخالفة لما ثبت في العلم والعلم التجربي فحينئذ نحكم بأن ذلك من أخطاء الرسول عليه السلام في الأمور الدنيوية ومثال ذلك ما جاء في السؤال حديث تأبير النخل أو يقولون أن الذي روى الحديث ونسبه للرسول عليه السلام هو الصحابي أو من دونه فهو ليس بمعصوم فقد يكون قد أخطأ فدلنا على كون هذا الحديث خطأ العلم والعلم التجربي زعموا ، نحن نقول لا شك ولا نحابي نحن في دين الله أحدا ولا نمشي في ما يتعلق بالرسول عليه السلام بعواطفنا وإنما بعقولنا وعلمنا المستقى من كتاب الله ومن حديث رسول الله نحن نقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس معصوما في كل شيء لكنه معصوم في كل شيء أن يقر على شيء من هذه الأشياء وهو مخطئ في ذلك فهنا شيئان يجب التمييز بينهما ، الشيء الأول أن الرسول عليه السلام قد يخطئ ولا حاجة بنا إلى الإكثار من الأدلة على ذلك لأن القرآن يقول (( عفا الله عنك لم أذنت لهم )) ما الذي نفهم من هذا أنه كان الأولى أن لا يأذن لهم إذا هذا خطأ كذلك (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى ... )) إلى آخره أشياء وأشياء كثيرة جدا أخيرا يأتي حديث تأبير النخل قال لو تركتم النخل بدون تأبير أي بدون تطعيم كانوا يعرفونه بالتجربة لكان خرج خيرا مما تفعلونه وشاء الله عز و جل أن يطبق في هذه الحادثة بعينها سنته عز وجل في النخل فجاء النخل شيصا يعني عبارة عن بذرة قشرة ما فيها لب ناشف يعني فجاؤوا إليه يقولون كذا وكذا ... قال ( إنما أنا بشر فإذا أمرتكم من أمر الله عز وجل فأتوا منه ما استطعتم وإذا أمرتكم بشيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم بأمور دنياكم ) انتهى الحديث فنحن نلاحظ أن قضية تأبير النخل قضية مهنية دنيوية محضة لا ضير على رسول الله ولا عيب ولا نقص ألا يكون مؤبرا ألا يكون مزارعا ألا يكون حدادا نجارا إلى آخره ليه لأن هذه أمور دنيوية لكن فيما يتعلق بالدين والدين ليس فقط عبادات كما يزعم هؤلاء الذين يحكي عنهم السائل الدين فيه أمور تتعلق بالعبادات وفيه أمور تتعلق بالمغيبات وفيه أمور تتعلق بالنظم يسمونها اليوم في الإصطلاح الجديد بالاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوبية وغير ذلك مما هو معلوم فالإسلام جاء كاملا جاء شاملا لكل ما يحتاجه البشر من نظم (( فما فرطنا في الكتاب من شيء )) ولذلك فإذا جاء حديث ما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقولون إنه من أمور الدنيا وليس من أمور الدين مثاله مثلا حديث الذبابة الذي ذكرناه آنفا ومثال ذلك مثلا ( الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام ) إلا الموت وهذا شيء كثير وكثير جدا بعد أن يصح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك لا يجوز أن نجعل هذا النوع من أمور الدنيا التي لنا الخيرة فيها ولنا أن نأخذ فيها وأن لا نأخذ أن نصوبها أو نخطئها لا ، السبب في ذلك من ناحيتين الناحية الأولى ما ذكرته آنفا أن الرسول عليه السلام إن أخطأ وقليل ما يخطئ فلا يقر على خطئه فإذا جاء الحديث وقد تلقاه الصحابة وتلقاه من بعدهم وهكذا جيل عن جيل حتى وصلتنا هذه الأحاديث على أنها حق وصدق من حيث الرواية ومن حيث أن الرسول عليه السلام تكلم بها وأقرها الله تبارك وتعالى عليها فلا يمكن والحالة هذه أن نقول أن هذه من أمور الدنيا هذا من ناحية ... أنا أقول عجبا من هؤلاء الناس لو أن إنسانا عاديا ليس له من خلقه ومن كماله ما هو جزء من مليون جزء من كلام الرسول عليه السلام لو قال إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم ليخرجه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء ماذا نقول عن هذا الإنسان ؟ نقول كما قيل في بعض القضايا أو في بعض العلماء لما قيل لبعض الظرفاء الأدباء فلان كذا وكذا في العلم و ... الحديث فذهب وزاره فلما خرج من عنده سألوه كيف رأيته هو إما أنه أحفظ الناس أو أكذب الناس هو أحفظ الناس أو أكذب الناس ليه ؟ لأنه عم يحفظ فعلا أشياء فهذا الرجل الذي زاره يكاد يكون قرنا له من حيث الحفظ والراوية ولكن سمعه أشياء ما سمع هذا الداخل عليه والزائر له في حياته كلها إذا هو إما أنه من أحفظ الناي أو أكذب النايس كذلك أنا أقول إذا إنسان عادي تحدث بهذا الأمر الغريب قال في هذه الحشرة الصغيرة في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء ماذا نقول عنه إما أنه دجال وإما أنه أوتي من العلم ما لم يؤت الناس ، لا مناص من أحد شيئين أما أن يقال ممكن أن يكون هذا باجتهاد عنده وهو مثلا ما تعاطى أي علم لا طب لا جراحة لا تشريح ولا ولا أي شيء مع ذلك يقال قال هذا برأيه لا ، هذا صنيع الدجالين لذلك أنا أقول هؤلاء الناس البسطاء في العقول إنهم ينسبون الرسول عليه السلام إلى أنه يتحدث عن أمور غيبية ودقيقة ودقيقة جدا حتى العلم هذا العلم الذي يفخرون به اليوم لم يدندن عن هذه الحقيقة بعد ولا استطاع على الرغم من أن بعض المتحمسين أنه ثبت حديث الذباب علميا نقول نحن ثبت شيء منه لكن التفصيل الذي تضمنه الحديث لسى بعد ما تحدث عنه هذا العلم التجربي التشريحي هذا ولعله يمكن أن يصلوا يوما ما، ذلك لأن العلم اليوم يقول إن الذبابة تحمل في جناحيها وفي بدنها أيضا نوع من الجراثيم أظن أنهم يسمونها بالبكتيريا وهذه الجراثيم تفتك وتقتل الجراثيم الضارة هذا كله قاله الطب وهذا فعلا لم يكن معلوما من قبل لكن الحديث يأتي بتفصيل دقيق يقول الجرثوم القاتل في أحد جناحيه والجرثوم القاتل للجرثوم القاتل في الجناح الآخر هذا الطب لا يعرفه أبدا مصداقا لقوله تعالى (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) إذا كيف نقول إن الرسول عليه السلام هذا قاله برأي من عنده هذا لو قاله عني أنا أقول يطعن فيه ليش ينسبني أنا الذي أقول رجما بالغيب حاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتكلم بمثل هذا الكلام .
إذن ما دام صح الحديث فوجب الإيمان به ووجب إدخاله في زمرة الدين والدين ليس فقط عبادة وصلاة وحج وإنما كل شيء جاء عن الله ورسوله ورسوله قد أقر على ما قاله ولو باجتهاد من عند نفسه فهو دين كذلك مثلا الحديث الآخر والأحاديث في هذا كثيرة وكثيرة جدا ( الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا الموت ) هل يقول هذا إنسان اجتهادا من عند نفسه ما يقول هذا إلا الدجالون الذي يريدون أن يسيطروا على عقول الناس وأن يبتزوا منهم أموالهم بالباطل لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن ذلك فهو إذا يقول ما رأى ما سمع من الله تبارك وتعالى لذلك فالأحاديث التي تصح عن الرسول عليه السلام وقد جاءت مقررة ولم تنسخ ولو بخبر أن يقول إنسان هذا الرأي من عندي كما سمعت في ... النقد فحكمها حكم الصلاة والزكاة وكل من الأحاديث التي لها علاقة بشريعة الله تبارك وتعالى ، وهذه الأحاديث رواها أولئك الصحابة أولئك التابعون أولئك الآخرون الذين جاؤوا من بعدهم الذين رووا لنا القسم الأول من الدين الذي يريد هؤلاء الناس أن يجعلوه هو الدين كله فنحن نقول لهؤلاء المحدثين المبتدعين في الدين كما قال سلفنا الأول للمبتدعين السابقين حينما جاؤوا ببدعة التفريق بين الحديث له علاقة بالأحكام فكان الرواي ثقة يحتج بهذا الحديث وبين هذا الحديث أو مثل هذا الحديث يأتي ليس له علاقة بالأحكام وإنما له علاقة بالعقيدة له علاقة بالغيب قالوا هؤلاء المبتدعة القدامى لا نأخذ هذا الحديث حتى يبلغ مبلغ التواتر فرد عليهم علماء السنة سلفنا الصالح فقالوا الذين رووا لنا أحاديث العبادات هم الذين رووا لنا أحاديث العقائد فلماذا نقول هذا الثقة في هذا الحديث ثقة وفي ذاك الحديث ليس بثقة وهو هو بل قد يكون ثقتان هناك كل منهما كلاهما ليس كل منهما رويا حديثا في العبادات فيحتج به ورويا حديثا آخر في غير العبادات في العقائد والغيبيات فلا يحتج به هذا التفريق كان قديما ثم قضى عليه علماء ثم قضى عليه علماء السلف بجهودهم العلمية ثم ذرت قرنها هذه البدعة في العصر الحاضر بطريقة أخرى بطريقة علمية زعموا هناك كانوا يقولون إن العقل لا يقبل الحديث في العقائد إلا ما كان متواترا وهنا يقولون العقل لا يقبل حديثا جاء في أمور يتعلق بالعلوم الطبية أو التجربية أو نحو ذلك والعلم ما حققها بعد نحن نقول أأنتم أعلم أم الله تبارك وتعالى ؟! والله عز وجل قد أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمور فيها تكليف لنا من الناحية العملية وتكليف لنا من الناحية الفكرية والاعتقادية ليبلونا أنؤمن أم نكفر نحن نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المؤمنين بكل ما صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام من رواية الرواة الثقات وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
5 - هناك من يرى في الأيام الحاضرة أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعلقة بالعبادات ملزمة للمسلم أن يعتقد بها في حين أنهم لا يرون ذلك بالنسبة للأحاديث المتعلقة بأمور الدنيا، ويرون أن العقل البشري يمكن له أن يحكم عليها بالصحة والبطلان تبعا لتطور الفكر ومكتشفات العلم، ويؤيدون ما يذهبون إليه بأحاديث تأبير النخل وأحاديث في تمركز جيش المسلمين في غزوة بدر عند الماء، كما أنهم يقولون في الصحابة إنهم رجال ونحن رجال وإنهم خاضعون للنصر والظفر بسلوكهم وأقوالهم شأن أي من الرجال فالرجاء بيان الرأي في ذلك مع الشكر ؟ أستمع حفظ
هل يجوز إطلاق لفظ السيد ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... أي نعم هذا منزل أنزلكه الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة قال ( لا إنما هو الحرب والمكيدة ) قال فأنا أرى أن ... في مكان كذا هذه القصة على شهرتها في كتب السيرة فهي قصة غير ثابتة من الناحية الحديثية وعلى ذلك لا يصح اتخاذها مثالا على ذلك الانحراف على انحرافه وقد بينت ضعف هذه القصة في كتابي الذي طبع من عهد قريب بعنوان دفاع عن الحديث الشريف .
الشيخ : يسأل السائل عن حديث يبدو منه أنه يخالف تقريرنا السابق في جواز إطلاق لفظة سيد كما أطلقها الرسول عليه السلام على سعد بن معاذ هناك حديث آخر يبدو أنه ينافي هذا وليس كذلك عند إمعان النظر فيه ذاك الحديث يقول أن جماعة أتوا الرسول عليه الصلاة والسلام فقالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا فأجابهم بقوله عليه السلام ( السيد الله ) ... هذا الإطلاق لفظة زيادة على من هو سيد البشر جميعا عليه الصلاة والسلام مع ذلك الظاهر من الحديث أنه لم يرتض منهم قولهم إياه أنت سيدنا ، بينما في حديث آخر فيما يشبه هذه القصة قالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا قال لهم ( قولوا بقولكم أو ببعض قولكم هذا ولا يستجرينكم الشيطان ) الحديث الذي قبل هذا يفسر على ضوء هذا لما قال لهم السيد الله كأنه عليه الصلاة والسلام أحسّ أن هؤلاء يقدّسونه بهذه اللفظة تقديسا ويرفعونه فوق المنزلة التي وضعها الله فيها وهذا غير جائز شرعا كما جاء في الحديث صراحة ( لا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله فيها ) فكأنه عليه السلام سمع من الطائفة الأولى هذه اللفظة ... بشيء من القداسة التي يخشى منها أن توصلهم إلى الشرك أو على الأقل من فعلهم الشرك ولذلك سد عليهم الباب وقال لهم مبينا أن السيادة الحقيقية إنما هي لله تبارك وتعالى فقال لهم ( السيد الله ) لكن هذا لا يعني أنه لا يجوز للمسلم أن يقول للرسول عليه السلام إنه ... كيف وهو الذي أخبرنا في غير ما حديث صحيح بأنه سيد الناس يوم القيامة آدم فما دونه تحت لوائه عليه الصلاة والسلام يوم القيامة لكن يريد منا أننا إذا أطلقنا هذه اللفظة عليه وهو أهل لها ألا نطعّمها ولا نمزجها بشيء من الغلو فيه مما حذرنا منه الرسول عليه السلام في أحاديث كثيرة من ذلك الحديث المتفق عليه بين الشيخين ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله ) هذا يخشاه عليه السلام فيما يسمع من بعض الناس مثل تلك اللفظة والناس ليسوا كلهم سواء في هذا المحضور فإذا أحس الرسول عليه السلام من بعضهم شيئا من هذا المحضور قطع بينهم وبين هذا اللفظ وألفتهم إلى ربهم عز وجل الذي هو له السيادة المطلقة لذلك قال لهم ( السيد الله ) بينما الجماعة الأخرى عاملهم معاملة أخرى لفت نظرهم إلى ما قد يخشى من هذا الاستعمال ولذلك قال لهم ( قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) بين لهم الرسول عليه الصلاة و السلام المحذور الذي قد يقع من مدحه عليه السلام ولو بشيء هو متلبس فيه وهو صفة تامة ... ولكن ... هذه الكلمة إلى أن تقولوا فيه عليه السلام ما لا يجوز وسبحان الله إن النبي عليه السلام كما قال الله (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي )) ... الرسول على أمته وقعت فيه الأمة إلا قليلون جدا الذين يحرصون على التمسّك بالسنة وترك العواطف التي تجنح بصاحبها ولا تعرف حدودا لها والعواطف هنا تفسد على الإنسان عقيدته وفكره لذلك تجد بعض الناس واليوم سئلت هذا السؤال .
جواب الشيخ على من يسأل ماهو الأفضل أن يقول المصلي اللهم صلي على سيدنا محمد أو اللهم صلي على محمد ؟
والذي يدفع الناس لمثل هذا السؤال وهو سؤال مبتدع ولم يخطر في بال السلف الصالح إطلاقا والسبب لم يوجد موجبه لم يكن في الصحابة من يرى أن هناك هدي أحسن وأهدى من هدي الرسول عليه السلام قد يقول قائل لا أحد يقول حتى اليوم نقول لا للناس في واقع حياتهم يقولون هناك أهدى من هدي الرسول عليه السلام لكن لا يتجرؤون أن يتلفظوا بذلك لأنه ضلال مبين مشكوف يكون ... لماذا ؟ لأنك تقول لأحدهم يا أخي لا تفعل كذا أيه شو فيها ! الرسول عليه السلام ... قال لك شو فيها إذا قف عند كلمة ما فعلها الرسول إما أن تثبت أن الرسول فعل أو تثبت أن الرسول أمر أو حظّ وإلا ارجع عن كلمتك و إلا معنى كلامك أن هداك خير من هدى الرسول وهديك خير من هدي الرسول وهذا ... لم يكن في السلف من يقول في الصلاة اللهم صل على سيدنا لأنهم تلقوا الأمر من الرسول عليه السلام هكذا وهم ... بخلاف نحن اليوم أنا أقول دائما وأبدا لو فتح باب إلحاق مثل هذه الألفاظ بآراء الناس لتغيرت الشريعة ولأصاب ما أصاب شريعة التوراة والإنجيل ، لكن وقف الناس وهذا من فضل الله علينا و عليهم جميعا أن بعض الألفاظ ... لخرجوا ... فلما نزل قوله تبارك وتعالى (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) قالوا " يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك ؟ " قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخر الصلوات المعروفة فهل يتصور عالم ... هل يتصور عالم يسمع هذا الأمر من الرسول مباشرة يقول له قولوا اللهم صل على محمد وإذا به ... التشهد يقول اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم و آل سيدنا إبراهيم ... إلى آخره أما الصحابة أما التابعون أما أتباعهم هذا نعتبره مستحيل عليهم أما المتأخرون فحدث ولا حرج وكنت أقول أن هذا يجر بعض الناس إلى زيادات ... ولكنهم لا يفعلونها فمثلا التحيات لله لماذا لا يقولون لله سبحانه وتعالى فالله أحق بالتبجيل والتعظيم لماذا لا يقولون التحيات لله عز وجل لماذا لا يقول التحيات لله مولانا وسيدنا وهو السيد في الأصل ، كنت أقول أطرح هذا الإشكال لأردهم عن تلك الزيادة سيدنا وإذا بي أنتبه من بعض المصلين عندنا في المسجد أن فعلا أحدهم يزيد زيادات في التشهد ما سمعتها في حياتي ما فيه عنده ضوابط ما فيه عنده قيود أن خير الهدى هدى محمد في ... ما عنده هذه الفكرة وقد يكون كما أشعر أنه عنده شيء من الدراسة الفقهية المتوارثة لكن عمره في حياته ما سمع من أنه خير الهدى هدى محمد معناه يسمع طبعا هذا ... لكن ما فيه شيء أبدا أن معناه لا تزيد على ما جاء في السنة ولو حرفا واحدا ولقد أعجبني ورويت هذا الذي وقفت عليه حديثا قد حصلت نسخة لأول مرة في حياتي في حجتي الأخيرة إلى البيت الحرام نسخة من كتاب معجم الطبراني الأوسط فانكببت على دراسته فوجدت فيه فوائد بعضها ما وجدته في ألوف المخطواطات التي قرأتها ... لصاحبي هذا ... فقد ... ما هو النص يقول الطبراني بإسناده الصحيح عن عبد الله بن مسعود أنه كان في مجلس يعلّم أحد الناس صفة التشهد الذي نحن نعرفه اليوم جميعا لما جاء عند قوله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ماذا قال المتعلم ؟ أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ماذا أجابه ابن مسعود ... لطيف جدا نحن كما قلت لكم ... بحاجة لأن نتعلم هذه الأساليب قال إنه لكذلك هو شو زاد ؟ وحده لا شريك له ، قال " إنه لكذلك ولكننا ننتهي إلى ما علمنا " وجدت عبارة أخرى سبحان الله كله من مدرسة واحدة أحد تلامذة ابن مسعود كان ... زيادة أخرى في التشهد فأكد له هذا المعنى على طريقة ابن مسعود لكن قال له أيضا ننتهي إلى ما علمنا فنحن المسلمين اليوم بحاجة إلى هذا الأدب حتى نكون خاضعين فعلا مسلمين حقا لله رب العالمين فالتّعليم بالصلاة كان اللهم صل على محمد ثم الذي ... هذه اللفظة لا يشعرون أن هذه الصلاة ما فيها من دعاء إلى الله نريد أن نصلي على الرسول كما صلى على إبراهيم ويبارك عليه كما بارك على إبراهيم هذا يساوي الفضيلة ... يظنها هذا ... إذا صح التعبير ندخل هذه اللفظة في هذه الصلوات الإبراهيمية يعني هذا الدعاء كله شرف وسيادة للرسول عليه السلام ودعاء بالزيادة له بذلك فلماذا هذه اللفظة هذه تشبه حين ذاك لو تنبه القارؤون للصلاة الإبراهيمية لهذ زيادة أخرى يقولها الناس اليوم إجابة للمؤذن بعد ذلك يقولون اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة هذه الدرجة الرفيعة ما لها الأصل وذكرها هنا مع كونها ما لها أصل في الحديث تحصيل حاصل لم ؟ لأنه جاء في الحديث الآخر ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي ثم سلوا الله لي الوسيلة فهي درجة الجنة لا تنبغي إلا لعبد وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له شفاعتي يوم القيامة ) إذا لم تقول أنت آت محمدا الوسيلة والفضيلة شو زدت هي الدرجة في الجنة هي الدرجة الرفيعة فإذا هذا حشو في الكلام لا طائل تحته مع مخالفة النص لا ... لو كان فيه زيادة معنى ومعنى حسن جميل قلنا نحن نستحسن ... على تعليم الرسول عليه السلام لأنه ليس بعد تعليم الرسول عليه السلام أي ... وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .