تتمة شرح بعض طلبة الشيخ الألباني لأحاديث في فضائل أم سليم وذكر فوائده .
السائل : ... هو دليل خير.
العيد عباسي : هو دليل خير لكن بحسب هذه النفقة وبحسب دراستك لهذا الرجل فإذا كان رجل مثلا رجل كما يقال عقائدي وهو ذو عقيدة كافرة وداعي إليها وهي أضعف منه عقيدة وقوة فمثل ذلك يعني لا يُنصح في أن تتوظف، يعني لا بد أن تدرس كل حالة بذاتها، فهنا في مجتمع مسلم عندما يكون بهذا الوضع، كله سيساعده على الخير وعلى أن يتمكن منه الإيمان فهذا هو خير لا شك.
السائل : ... ذمية تتزوج هي مسلم؟
العيد عباسي : على كل نحن الحكم نورده ونُبيّن درجته لكن بـشرك. تدرس الأمر وتكون على بيّنة، إذا كانت واثقة أو تُرجّح أنها ستكْسبه وأنه سينقل الإيمان إلى قلبه فهذا لا بأس به أما إذا كان هي أضعف منه أو تخشى على نفسها أن يجرّها هو على الكفر ولا من معين ولا من مساعد لا من البيئة ولا من الأهل، فهذا يقال فيه القاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
السائل : ... .
العيد عباسي : نعم فأبو طلحة لم يلبث أن تعرف على الإسلام واطّلع على شريعته فحَسُن إسلامه وتمسك به ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى، فمن هذا الباب أيضا من السياسة الشرعية كما قلنا إعطاء المؤلّفة قلوبهم من أموال الزكاة طمعا في إسلامهم، وهذا من حكمة هذا الدين وسياسته الرشيدة.
الفائدة السادسة عشرة.
السائل : ... .
العيد عباسي : بس مزحوا ... طيب.
السائل : ... .
العيد عباسي : نعم.
السائل : ... .
العيد عباسي : أعوذ بالله، هاي قريبته المسلمة، إنا لله وإنا إليه راجعون.
ذكر الفائدة السادسة عشر : دليل من دلائل النبوة .
يمكن أن يكون القول الأخير، قوله (جاءنكم أبو طلحة ) يمكن أن يكون من فراسة النبي صلى الله عليه وسلم وليس وحيا، هذا ممكن، ليس عندنا نص فيه، أما الأول فبعيد أن يكون فراسة لأنه ليس من الفراسة أن يعرف ما في بطن المرأة.
الفائدة السابعة عشر : مشروعية مشاركة النساء للرجال في الجهاد .
وعلى كلّ القتال الذي نقول عن جواز مشاركة المرأة للرجال فيه إنما لم يكون قتالا إلا حين الضرورة أما في الشيء الطبيعي كان خدمة المسلمين في طعامهم، في شرابهم، في حوائجهم، في مداواة الجرحى، أما القتال فلم يُباشره النساء إلا حين الضرورة، مثلا في غزوة أحد حينما حدثت الهزيمة وأصِيب من أصيب وشاع أن النبي صلى الله لعيه وسلم مثلا قُتِل وقُتِل من الصحابة عدد شاركت مثلا أم عُمارة وغيرها في القتال ودافعت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يجوز، لكن الأصل ما دام ليس هناك ضرورة أن يقوم الرجال بذلك، لكن الذي أقرّره أنه لا بأس من مرافقة النساء يَقُمن بالأمور التي هي من طبيعتهن ومما يسمح لهن عوضا أن ينشغل الرجال بها، مثلا جيش ممكن النساء يطبخن له فلماذا يُشغل رجالا يمكن أن يُقاتلوا بذلك، ومثل ذلك مداواة الجرحى وسقاية ..
السائل : يعني متحجبات؟
العيد عباسي : طبعا لا شك.
السائل : متحجبات.
العيد عباسي : يعني الحجاب الشرعي لابد منه، أما قضية إذا كان سؤالك عن حجاب الوجه فهذا بقدر.
السائل : ... .
العيد عباسي : أنه المرأة إذا كانت مُبدية وجهها وليس عليها زينة فنقول متحجبة ولا نقول سافرة لكن حجابا مشروعا فمنهن هكذا ومنهن هكذا طبعا هذا نحن نعرف من أحوال الصحابيات أن من كن من كانت تغطي وجهها ومنهن من كانت تبديه ولم يُحرّج الإسلام عليهن في ذلك.
الفائدة الثامنة عشر : بيان عدد من فضائل أم سليم .
الفائدة التاسعة عشر : مشروعية التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم وآثاره .
فليس لأحد من الناس أو شيخ من الشيوخ أو شيخ طريقة أو عالم مهما كان أن يأتي فيقول والله تبرّكوا بآثاري، بعض مشايخ طرق الصوفية لما يُعطوا المريد طريقة يتفل في فيه، يبصق في فمه أنه هذا سقى الطريقة ... فيه.
هذا كله من الأشياء المنكرة التي لا يجوزها الإسلام فالتبرك ببعض الآثار إنما هي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فإننا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم الذي سمح لأصحابه بذلك حين من الزمان عاد فزهّدهم في ذلك ورغّبهم عنه، فقد جاء في الحديث أنه توضأ مرة فأخذ بعض أصحابه يتمسّحُ بوَضوءه فقال ( ما يحملكم على ذلك ) قالوا حب الله ورسوله فقال ( من كان يحب الله ورسوله فليصدق إذا حبّ وليؤد أمانته إذا اؤتمن - أظن - وليفي إذا وعد ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فهذا يُبيّن حتى التبرك بأثار، ببعض آثار النبي صلى الله عليه وسلم هي يعني مكروهة ... على ذلك أمر الشريعة، لا نقول حراما لكن كما ترون ( ما يحملكم على ذلك ) حب الله ورسوله، إيه إن كنتم تحبون الله ورسوله الجؤوا للأشياء الحقيقة التي هي من جوهر الإسلام.
فليصدق أحدكم حديثه إذا حدّث وليؤدي أمانته إذا اؤتمن ونحو ذلك.
فأين من ذلك هؤلاء الذي يشيعون التبرك بآثار المشايخ والصالحين فيهم المزعومين وأن منهم الذي يتمسحون بآثارهم واحد قال للأخر اينكب على يد الشيخ وقبّلها ... وكذا، ماذا ... ويتسابقون إلى ذلك تسابقا كأنهم لو كان ... وهكذل، والشيوخ يقرون ذلك ومسرورون ولا شك أن الشيطان ينفخ فيهم ويستدرجهم من حيث لا يعلمون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
السائل : ... الرسول
العيد عباسي : نعم.
السائل : صلى الله عليه وسلّم.
العيد عباسي : نعم؟
السائل : ...
العيد عباسي : لا هو الذي حدث أنه لم يؤخذ ولم يشرب برأيه، قد فعل ذلك الزبير، عبد الله بن الزبير هو لما احتجم عليه الصلاة والسلام كان الدم في إناء، في وعاء فقال له ( اذهب فغيِّبْه ) يعني روح ضعه في مكان يعني أو تدفنه ... فهو ولد كان شاب قال غيبه ... فشربه فلما أخبر بذلك عليه الصلاة والسلام أذكر قال لكن الأن ما أذكر ... الجملة قال ( ويل لك من الناس و ويل للناس منك ) عن عبد الله بن الزبير، وقد كان مصداق هذا القول يعني كان قام ب ..
السائل : ... الدم يعني.
العيد عباسي : هو ... من ناحية يعني صحيح أصاب من دم الرسول عليه السلام لكن حدثت في زمنه فتن، وهو يعني دعا لنفسه بالخلافة وبويع وكاد أن يكون خليفة على المسلمين جميعا لو لا حوادث جرت لسنا الأن في صددها، فحدثت معارك بينه وبين الأمويين وأخيرا قتل وصُلِب، نعم رضي الله عنه.
السائل : ... .
العيد عباسي : طيب باقي عندنا فائدتان نقرأهما على الماشي ونقوم إلى الصلاة.
السائل : ... .
الفائدة العشرون : جواز وسم الدابة .
السائل : ... .
العيد عباسي : نحن.
السائل : ... .
العيد عباسي : نحن لا نقول الكي واجب وإنما هو جائز، في ذاك الزمان ربما كانت هذه الوسيلة الأقرب والأشجع والأسهل والأحسن ... .
السائل : إلى وقتنا الحالي.
العيد عباسي : على كل نحن نقول جائزة، إذا وجد أو رأى إنسان والله وسيلة أخرى فليجأ إليهاهي ما فريضة، هذا الوَسْم طريقة للتمييز مثلا إبل الصدقة أو ماشيتها عن غيرها فليست واجبة لكنها تجوز فإذا رغب إنسان في وسيلة أخرى فلا حرج عليه ما دامت مباحة.
السائل : الوَسْم ما بيكون إلا بالنار ... .
العيد عباسي : والله الوَسْم بالكي نعم.
السائل : لو كان ... .
سائل آخر : ... .
العيد عباسي : ما هي طريقة يعني.
السائل : ... في أشياء يعني ... .
العيد عباسي : المهم ومثله إذًا إشعار الهدي بإظهار أنها هدي مختار ليقدم لله عز وجل كما في الهدي الذي يسوقه الحاج أو المعتمر من بلده إلى مكة.
الفائدة الحادية والعشرون : بيان أن من أدب الإسلام أن لا يأتي المسافر أهله ليلا إلا لضرورة .
السائل : إذا دخل بالنهار ... يجوز هيك بدون ما يعطيهم خبر؟
العيد عباسي : طبعا بالنهار، ما في، ما فيه مانع.
السائل : ... .
العيد عباسي : إذا كان زوجته ما فيه مانع، أما إذا كان أمه أو غيره طبعا يستأذن والحمد لله رب العالمين.
السائل : في المدينة المنورة سنلتقوا على موعد ... بنية ... .
العيد عباسي : ... هذا ب ... هذا؟
سائل آخر : لا هذا حرام هذا ما يجوز.
7 - الفائدة الحادية والعشرون : بيان أن من أدب الإسلام أن لا يأتي المسافر أهله ليلا إلا لضرورة . أستمع حفظ
بداية الشيخ الألباني درسه بخطبة الحاجة .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد،
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثانها وكل محدثة بدعة كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
اجتماع الشيخ الألباني مع الشيخ عبد الرحيم صديق في سفره إلى العمرة في أواخر شهر رجب. وتنبيهه على خطأ وقع في السلسلة الصحيحة في حديث برقم 302 وهو حديث ( اللهم أحيني مسكينا...) . والكلام على ترتيب مسند الحميدي وتقوية الحديث بالطرق والشواهد.
قلت " وهذا إسناد حسن عندي، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين " إلى أخره فنبّهني ذلك الرجل الفاضل ويسمّى بعبد الرحيم صدّيق ويجب أن نذكر الفضل لأهله، أن نعزوه لأهله وهذا الرجل من فضله أن الله عز وجل قد أنعم عليه بمال الكثير فصرفه في التطواف في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها للحصول على مخطوطات في علم الحديث والسنّة وتصويرها ولذلك فقد تيسّر له من الكتب النفيسة الشيء الكثير ممن لم نقف نحن حتى الأن عليه، ولست الأن في صدد بيان هذه الفوائد التي كسبناها في الإطلاع على فهرس هذا الفاضل الذي جمع فيه أسماء تلك الكتب المصوّرة لديه ولكني في صدد ذكر هذا الخطأ الذي نبّهني عليه، لقد قال وصدق فيما قال إنني حينما عزوت هذا الحديث لعبد بن حميد في مسنده انتقل بصرك من متن هذا السند إلى هذا المتن، هذا السند سند عبد بن حميد الذي تلوته عليكم متنه غير حديث ( اللهم احيني مسكينا ) وهذا الحديث ( اللهم احينني مسكينا ) إسناده غير هذا الإسناد وهما وراء بعض، فحينما نقلت هذا المتن بدل ما يقع بصري على السند الثاني الذي هو في هذا المتن انتقل بصري إلى سند قبله لمتن أخر لحديث أخر وهذا الحديث الأخر هو ( عودىوا المرض واتبعوا الجنائز ) وهو أيضا من حديث أبي سعيد الخدري، وهذا مسند عبد بن حميد او المنتخب منه أسلوبه في ذكر الأحاديث على طريقة المسانيد لأنه أصله مسند والمسانيد تسوق الأحاديث عن الصحابي الواحد سردا دون مراعاة أبواب ولا أي نظام إنما حدثني فلان عن فلان عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله كذا إسناد ثاني بحديث ثاني وثالث وهكذا، فالخطأ الذي نبّهني عليه هو هذا، هذا المتن ليس له هذا السند إنما له إسناد أخر، وأنا بطبيعة الحال قلت له لا بد من البحث والتحقيق مشان التحقيق العلمي لأنه أراني نسخة عنده مما حصّل عليها بخط جميل جدا ويشبه خطها خط المصاحف المعروف اليوم، قلت لا أستطيع الأن الموافقة على صحّة هذه التخطئة أو على خطئها حتى نرجع النسخ القديمة التي عندنا خشية أن تكون هذه النسخة خطأ، وفعلا أول ما رجعت إلى المكتبة راجعت نسختين عندي من مسند عبد بن حميد أو منتخب من مسند عبد بن حميد فتبيّن لي خطئي وصواب ذلك الرجل الفاضل، لذلك فرأيت من الخير الإستعجال لتقديم هذه الملاحظة خشية أن لا نتمكّن من إعادة طبع الكتاب من قريب ولا ريثما يُعاد طبع وقد لا يعاد، الله أعلم بذلك، فأرى أن تحفظوا هذا عني أولا وأن يُبلّغ الشاهد الغائب تبرئة للذمة، إلى هنا ينتهي تنبيهي على خطئي في نقل هذا الإسناد لهذا الحديث.
السائل : ... .
الشيخ : اسمع يا أخي، اسمع نصف الكلام مع الجواب، أنا ما قلت هنا إلى هنا ينتهي بيان خطئي إلا لأن للكلام تتمة، فيرد هنا سؤال بطبيعة الحال فبعد أن عرفنا أن هذا السند الذي حسنته ليس لهذا المتن، فما حال إسناد هذا الحديث الذي كان ينبغي أن يكون هنا ولم يقع لحكمة يريدها الله ومن أبرز هذه الحكم أن تعلموا أن الشيخ يخطئ مثل ما كنت ... لسى أنه الشيخ والمشايخ مثلي طبعا لا هم أحسن مني ولا أنا أحسن منهم، هذا من الحكمة أن تعرفوا أن العصمة لله عز وجل وحده، تعرفوا لكن لتتأكدوا من ذلك.
فما قيمة هذا الإسناد الذي كان ينبغي أن يوضع هنا بدل هذا؟ الجواب هذا الإسناد هو ضعيف بينما هذا حسن وبناءً على وهمي السابق أنه هذا الإسناد الحسن هو إسناد هذا الحديث أجملت الكلام عن بقية الأحاديث أو الأسانيد التي بهذا الحديث في قولي هنا " وللحديث طريق أخرى عن أبي سعيد، وشواهد عن أنس بن مالك وعبادة ابن الصامت وابن عباس خرجّتها كلها في " إرواء الغليل " رقم كذا، وإنما آثرت إيراد هذه الطريق هنا لأنها مع صلاح سندها عزيزة " إلى أخره. فإذًا هذا الصلاح ذهب طاح، فالسند الحقيقي لهذا المتن ضعيف.
إذّا ما حكم هذا الحديث؟ الجواب سيكون في الجلسة الآتية لأنه الأن الواقع بعدما خسرنا هذا الإسناد لدى التحقيق يجب إعاد النظر في مفردات تلك الطرق والشاهد المذكور، فقد تكون أسانيدها أو مفرداتها ضعيفة ضعفا يسيرا ينجبر ضعفها بمجموع طرقها، وقد يكون الأمر غير ذلك لأننا ننبّه دائما وأبدا تبعا لعلماء الحديث أن الحديث الذي يتقوّى بكثرة الطرق يُشترط في هذه الطرق أن لا يشتدّ ضعفها، أنا في هذا التخريج ما تفرّغت لهذه الناحية أي لبيان أن هذه الطرق شديدة الضعف أو متوسطة الضعف، أما الأن بعد تكشّفنا لهذا الحكم لا بد من دراسة مفردات هذه الطرق، فإما أن يكون ضعفها يسيرا ينجبر بمجموعها وإما أن يكون خلاف ذلك فإن كان الأول فيبقى الحديث مُحتجّا به لكن ليس في مرتبة الصحّة لأن العمدة في التصحيح كان بناء على هذا السند وهذا كما قلنا راح وطاح، ولكن يكون في مرتبة الحسن لغيره وقد لا تصل هذه الطرق إلى تقوية الحديث لهذه المرتبة فإذًا الجواب من هذه الحيثيّة أي باختصار هل يظل هذا الحديث في حصة كتاب "سلسلة الأحاديث الصحيحة" بعد بيان هذا الخطأ أم يُُنقل من هنا إلى الكتاب الأخر أرجوا أن يكون الجواب عن هذا في الإجتماع القادم إن شاء الله، هذا ما أردت تنبيهكم عليه في الوقت القصير الضيق.
شو بقى ... ؟ ربع ساعة؟
9 - اجتماع الشيخ الألباني مع الشيخ عبد الرحيم صديق في سفره إلى العمرة في أواخر شهر رجب. وتنبيهه على خطأ وقع في السلسلة الصحيحة في حديث برقم 302 وهو حديث ( اللهم أحيني مسكينا...) . والكلام على ترتيب مسند الحميدي وتقوية الحديث بالطرق والشواهد. أستمع حفظ
شرح حديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد باب الترغيب في البكاء من خشية الله - قال المصنف رحمه الله : " عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ".
نحن الأن في فصل الترغيب في البكاء من خشية الله تبارك وتعالى ويقول في الحديث الرابع وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يقول ( عينان لا تمسُّهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب.
هذا الحديث واضح الدلالة على فضل بكاء الإنسان ليس حزنا ولا شفقة ولا حرصا على مال أو فقْد شيء عزيز لديه وإنما كان بكاؤه من خشية الله تبارك وتعالى، ذلك لأن مثل هذه الخشية تدل على على قوة إيمان صاحبها وإلا فكثير من الناس لا يعرفون البكاء إلا بين الناس، فهذا بكاء المنافقين الذين يتصنّعون ويتكلّفون البكاء فهم ليسوا من الذين يشملهم هذا الحديث ( عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ) .
( عين بكت من خشية الله ) كالحديث السابق في الدرس الأسبق الذي فيه ( سبعة يظلهم الله تبارك وتعالى تحت ظله ويوم لا ظل إلا ظله -وذكر منهم- ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) خاليا ليس لديه أحد حتى يُظن أو حتى هو يبكي بإيحاء الشيطان له وهو لا يحس ولا يشعر ليُقال فلان من البكّائين من خشية الله تبارك وتعالى، فهذا الوهم أو إيهام من الشيطان للإنسان بالبكاء لا يُتصوّر مطلقا حينما يبكي الباكي خاليا ليس لديه أحد لذلك كان من هؤلاء السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله كان منهم رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، هذا البكاء يصدر من المؤمن الخائف من الله تبارك وتعالى وإلا فلا يُتصوّر البكاء إلا في حالة نادرة يكون هذا البكاء فرحا لكن بالنسبة لمن يذكر الله خاليا فالغالب أنه يكون بكاءه من خشية الله تبارك وتعالى، من خوفه من عذاب ربه فإذا لاحظنا هذه الفضيلة لهذا الباكي من خشية الله عز وجل خاليا.
10 - شرح حديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد باب الترغيب في البكاء من خشية الله - قال المصنف رحمه الله : " عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ". أستمع حفظ
بيان خطأ قول ربيعة العدوية : " ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك ولكن عبدتك لأنك تستحق العبادة " وبيان أن كل مؤمن فهو عارف بالله ولا عكس .
فإنسان نتصور فيه هذا الإيمان القوي لا يمكن أن يصدر منه "لا أعبدك طمعا في جنتك ولا خوفا من عذابك" لأنه معنى هذا أن المتكلّم لم يعرف ربه والإيمان يستلزم المعرفة أما المعرفة فلا تستلزم الإيمان كل مؤمن عارف وهذه نقطة يجب عليكم جميعا أن تتنبّهوا لها حتى لا تتأكثروا كثيرا من الآراء الفلسفية التي قد تقرؤونها في الكتب أو تسمعونها منقولة عنها، كل مؤمن فهو عارف بالله عز وجل لكن العكس ليس كذلك، ليس كل عارف هو مؤمن ولذلك فمن الأخطاء الشائعة إذا أرادوا مدح رجلا عالما فاضلا مؤمنا بالله عز وجل حق الإيمان وصفوه بأنه العارف بالله، ربنا عز وجل وصف الكفار في كثير من المواضع بالمعرفة ولكن ... الإيمان، الله عز وجل يقول في حق أهل الكتاب ومعرفتهم بصدق نبينا محمد صلى الله عليه وأله وسلم قال فيهم (( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) ما قال عنهم يؤمنون به لأن المعرفة شيء والإيمان شيء أخر، كل مؤمن لا بد أنه عرف ما أمن به لكن ليس كل من عرف شيئا أمن به، فهؤلاء هم اليهود والنصارى عرفوا النبي عليه السلام وأنه هو الذي بُشِّرَ به في كتبهم ومع ذلك كذّبوه وما صدّقوه ولا أمنوا به، نعم.
كذلك (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) هذا الإستيقان هو عين المعرفة ولكن لم يقترن معه إيمان فلم يفدهم شيئا.
إذًا إذا عرف المؤمن ربه بأنه غفور رحيم وأنه شديد العقاب وكانت هذه المعرفة معرفة جازمة أمن بها صاحبها إيمانا جازما، لا يمكن هذا الإنسان أن يعبد الله دون أن يطمع فيما عنده من نعيم ودون أن يخشى ما عنده من جحيم، لأن إنسانا عاديًّا عاش تحت حكم ملك من البشر وكان هذا الملك جبارا بطّاشا يظلم الناس لا بد أن يخشاه وأن يخاف منه لأنه يرى دائما وأبدا ينتقم من الناس بغير حق فهو بعلمه بهذا الواقع يأخذ حذره ويخشاه، وبالعكس لو كان هناك ملكا كريما سخيا يجود على الناس بعطاءه بدون حساب وبدون سؤال لا يمكن أن يعيش الإنسان تحت راية هذا الملك ولا يرغب فيما عنده مجانا، طبيعة الإنسان هكذا فماذا نقول بالنسبة لرب العالمين ملك الملوك، قلوب الملوك كلها بيده تبارك وتعالى إذا عرفناه أنه غفور رحيم وأنه ذو الفضل العظيم، كيف نتصوّر أننا نؤمن به حق الإيمان ثم لا نطمع فيها عنده تبارك وتعالى من خير ومن فضل ومن ثواب ومن جنة عرضها السماوات والأرض، هذا لا يمكن أن يُتصوّر إلا من إنسان إما أنه غير مؤمن أو غافل، كذلك إذا عرفناه أنه عزيز ذو انتقام وأنه جبار كيف نعيش نتعبّد لله عز وجل ولا نخافه ولا نخشاه، من هنا تفهمون السر في كون الرسول صلى الله عليه وأله وسلم في بعض الأحاديث الصحيحة ( أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله )ومن هنا تعرفون السرّ في وصف الله عز وجل بعض عباده المصطفين الأخيار بقوله (( يدعوننا رغبا ورهبا )) يُطمع فيما عند الله ويخشون ما عند الل،ه كيف نتصوّر إنسانا يقوم بحق هذه العبودية التي أثنى بها الله عز وجل على هؤلاء العباد المصطفين الأخيار، كيف نتصوّر أن فردا منهم يقول "ما عبدت طمعا في جنتك ولا خوفا من عذابك" هذا كلام هراء أو كلام إنسان جاهل أو غير مؤمن بالله عز وجل.
البحث في هذا طويل لكن هناك نكتة، في الأحاديث الصحيحة تفسيرا لمثل قول ربنا تبارك وتعالى (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) جاء في الحديث الصحيح في تفسير (( وزيادة )) قال عليه الصلاة والسلام ( هي رؤية الله في الأخرة ) (( للذين أحسنوا الحسنى )) الجنة (( وزيادة )) أي رؤية الله عز وجل في الأخرة، وجاء في أحاديث أخرى أن المؤمنين في الجنة حينما ينظرون إلى ربهم تبارك وتعالى ينسون كل نعيم رأوه وأحسوا به في جنة ربهم تبارك وتعالى، حينذاك كيف نتصوّر إنسانا مؤمنا وعالما بمثل هذه النصوص وغيرها يعرف أن في الجنة رؤية الله عز وجل، كيف يقول " ما عبدتك طمعا في جنتك " وهو يعلم أنه لا سبيل إلى رؤية الله عز وجل إلا في الجنة، لهذا وهذا وكثيرا مما لم نذكر لا بد للمؤمن حقا أن يخشى الله عز وجل كما جاء في هذا الحديث ( عينان لا تمسّهما النار عين بكت من خشية الله ) فهذا البكاء إنما هو أثر لهذا الإيمان المتسلّط على هذا الباكي وهذا لا يكون إلا بمعرفته لربه عز وجل وفهمه لصفاته التي اتصف بها ربنا تبارك وتعالى.
11 - بيان خطأ قول ربيعة العدوية : " ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك ولكن عبدتك لأنك تستحق العبادة " وبيان أن كل مؤمن فهو عارف بالله ولا عكس . أستمع حفظ
تتمة شرح حديث ابن عباس وهو قوله : ( وعين باتت تحرص في سبيل الله ) وبيان إطلاقات لفظة : في سبيل الله .
والواقع أني أهدف من وراء هذا البيان إلى لفت النظر إلى تفسير حديث والأحسن أن أقول إلى تفسير محدث أي مبتدع في تفسير أية مصاريف الزكاة (( إنما الصدقات للفقراء )) إلى أخر الأية وفي أخرها.
12 - تتمة شرح حديث ابن عباس وهو قوله : ( وعين باتت تحرص في سبيل الله ) وبيان إطلاقات لفظة : في سبيل الله . أستمع حفظ
شرح حديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب الجنائز باب الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدها والترغيب في دعاء المريض قال المصنف رحمه الله: " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس ) ورواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه، وفي رواية لمسلم ( حق المسلم على المسلم ست قيل وما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه ) ورواه الترمذي والنسائي بنحو هذه ". شرح قطعة من الحديث فقط وهو قوله ( وعيادة المريض ) والكلام على فضل عيادة المريض وحكم عيادته.
فإذًا عيادة المريض تارة تكون واحبة و تارة تكون مستحبة، الواجبة حينما لا يوجد من يُساعده في مرضه وهناك فرض عين على أشخاص يجب أن يقوموا بخدمته كما ذكرنا، أما إذا كان قد وُجِد من يقوم بهذا الفرض فما سوى ذلك يكون عيادته من باب مكارم الأخلاق وفضائل الأمور المستحبة وليس من الواجب وجوبا عينيا، وهذا من حِكم الشريعة لأنكم تعلمون أن المريض أو على الأقل بعض المرضى يتضجّرون من كثرة الزائرين له والمتردّدين عليه ولذلك فمن المتوارَث عن السلف أن العيادة سُواط ناقة أي زمن قصير جدا بمقدار حَلْبة الناقة ذلك لكي لا يتضجّر المريض من ملازمة الزائر له لمكانه، فهذا إذًا تفصيل القول في عيادة المريض هي بصورة عامة مشروعة لتذكُّر الأخرة وفي بعض الأحيان مأمور بها لمساعدة المريض على مرضه وذلك طبعا يستلزم ربما مساعدة مادية إذا كان فقيرا ففي هذه الصورة يجب وجوبا عينيا على بعض الأشخاص، هذا ما يمكن من التفصيل لحكم عيادة المريض.
13 - شرح حديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب الجنائز باب الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدها والترغيب في دعاء المريض قال المصنف رحمه الله: " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس ) ورواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه، وفي رواية لمسلم ( حق المسلم على المسلم ست قيل وما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه ) ورواه الترمذي والنسائي بنحو هذه ". شرح قطعة من الحديث فقط وهو قوله ( وعيادة المريض ) والكلام على فضل عيادة المريض وحكم عيادته. أستمع حفظ
الحكمة من عيادة المرضى هو تذكر الآخرة، والتحذير من التشبه بالكفار في القصد من زيارتهم للمرضى .
أنتم تعلمون أن بعض المِلل اتخذت مهنة عيادة المرضى ومساعدتهم وسيلة للتبشير بدينهم ذلك لأن دينهم ليس له ركائز وليس له دعائم يمكن أن يدعو الناس إليها بالمنطق وبالعقل السليم فهم يستغلّون خدمة الناس البعيدين عن دينهم ومن ذلك بمساعدتهم في مرضهم، يتخذون ذلك وسيلة لإدخالهم في دينهم ونحن تلوْنا على مسامعكم أكثر من مرة، ويجب أن تعرفوا هذه الحقيقة لتتميّزوا بإسلامكم عملا وعقيدة عن غيركم، إن كل من ليس مسلما إذا تصوّرنا أنه يؤمن بالله عز وجل أو تصوّرنا أكثر من ذلك أنه يعبُد الله عز وجل فيجب أن نتذكّر أنه لا يؤمن بالله عز وجل ولا يعبد الله عز وجل وإنما يؤمن بغيره ويعبد غيره، تلوْنا عليكم أكثر من مرة تلك الأية الكريمة التي تُفصح بهذه الحقيقة فتقول (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرّمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )) فالسائد اليوم بين الناس وبخاصة بين بعض الكتّاب الإسلاميين أن هذا الجنس أو ذاك من الكفار غير المؤمنين هم إخواننا في الدين، هم إخواننا في الإيمان بالله عز وجل زعموا وهم يجهلون وما أظنهم يتجاهلون تلك الحقيقة التي صدعت بها الأية السابقة (( لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر )) لذلك من هذا الباقي التذكير يجب أن يكون هناك فرق في انطلاقكم، في قيامكم بما شرع الله لكم إيجابا أو استحبابا، من ذلك ما نحن في صدده الأن من عيادة المرضى أن لا تكون عيادتنا لمرضانا من هذا الباب، باب النفاق الإجتماعي، كما أنه ينبغي أن لا تكون تشييعنا لجنائزنا من هذا الباب نفسه وإنما يكون ذلك لوجه الله عز وجل وللغاية التي رمى إليها الشارع الحكيم، فنحن نُشيّع الجنائز ونعود المرضى لأن في ذلك مرضاة لله تبارك وتعالى وفي ذلك تذكيرًا لنا بمصيرنا وعاقبة أمرنا ألا وهو الموت، لا نقول نعود المرضى لأنه شيء جميل وحسن وهذا أمر متعارف بين الناس، فكل الناس في نظر الإسلام ليسوا ناسا وإنما الناس هم الذين أمنوا بالله ورسوله.
إذًا ينبغي إذا عدنا المرضى أن نتذكّر لماذا نعود، أما الإعانة التي تأتي فهذا أمر من باب تحصيل الحاصل لكن الغاية التي ينبغي أن يحْصل عليها المسلم ليتميّز عن غيره هو أن يتذكّر بعيادته للمريض الأخرة، وهنا يمتاز المسلم عن غير المسلم، وإلا فنحن نعلم أن النصارى يعود بعضهم بعضا بل من لا دين له يعود مثله وغيره أيضا، كل ذلك من باب هذا النفاق الاجتماعي ولا يفيدهم ذلك شيئا عند الله عز وجل، فنحن ينبغي إذًا أن نتميّز في أعمالنا بمقاصدنا الشرعية وأن العمل إذا لم يقترن به قصد شرعي فلا قيمة له في الإسلام، هذا الذي أريد أن أذكّر به بمناسبة أن من حق المسلم على المسلم أن المسلم إذا مرض أن يعوده.
14 - الحكمة من عيادة المرضى هو تذكر الآخرة، والتحذير من التشبه بالكفار في القصد من زيارتهم للمرضى . أستمع حفظ
تتمة شرح حديث أبي هريرة ( وإذا استنصحك فانصح له ) والكلام على حديث ( الدين النصيحة ) .
من أجل هذا الحديث الثاني فالنصيحة ينبغي أن يُقدّمها المسلم لأخيه المسلم، لا ينتظر أن يطلب منه ولكن النبي عليه السلام إنما ذكر هنا في هذا الحديث الذي هو موضع، موضوع درسنا الأن ( وإذا استنصحك فانصحه ) للدلالة على أنه النصيحة ها هنا تتأكّد على المطلوب منه النصيحة، لأنه إذا كان واجبا عليك أن تنصح أخاك لمجرد أنه بدا لك أنه بحاجة إلى نُصحك إياه فآكد وأوجب عليك أن تنصحه إذا ما طلب منك النصح، لذلك يقول أهل العلم ذِكْر الشيء لا ينفي ما عداه فذكر الرسول صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث ( وإذا استنصحك فانصحه ) لا يعني أن النصيحة بدون طلب النصيحة منك لا تجب عليك، هذا شيء يتعلق بهذا الحديث ( وإذا استنصحك فانصحه ) .
15 - تتمة شرح حديث أبي هريرة ( وإذا استنصحك فانصح له ) والكلام على حديث ( الدين النصيحة ) . أستمع حفظ
ذكر الأساليب في النصيحة، وشرح حديث معاوية بن الحكم قال : بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت : يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم ؟ تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن... ) .
الأسلوب الأول هو الذي ذكرناه في أول هذا الكلام وفي الدرس الماضي وهو التلطّف مع الناس الذين يُراد نصحهم، أما الأسلوب الأخر فأحيانا يقتضي الأمر التشديد وربما يتطلّب النهر، ليس دائما بكلام هيّن ليّن، هذا هو الأصل، وهذا هو القاعدة، ولكن كما قال علماء الأصول " ما من عامّ إلا وقد خصّ " هذا المبدأ العام هو الحكمة واللين ولكن لا تكون الحكمة دائما وأبدا مقرونة باللين، نحن نذكر مثلا مما يؤيد الأسلوب الأول من أحاديث الرسول صلى الله عليه وأله وسلم الشيء الكثير والكثير، ولا نريد أن نُفيض في هذا مادام أن كل الناس يعرفون هذه الحقيقة ويحبّذونها بل ولا يستثنون شيئا منها، لكن أذكر قصة من باب التذكير والتعليم لمن قد لا يعلم ذلك، لقد روى الإمام مسلم في صحيحه تلك القصة البديعة الطريفة والتي فيها توضيح للمسلمين كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعامل الناس باللين، هذه القصة يَرويها معاوية بن الحكم السلمي ولا أريد أن أسوق الحديث كما جاء وإنما آخذ منه الشاهد، أنه صلّى يوما وراء النبي صلى الله عليه وسلم فعطس رجل بجانبه فقال له يرحمك الله، رجل وقف بجانبه معاوية بن الحكم السلمي كلاهما في الصلاة، ذاك الرجل عطس فقال معاوية له يرحمك الله وهو يصلي مثله، فنظر إليه من حوله تسكيتا له، فازداد ضيقا وتضجّرا لأنه لم يكن على علم وفقْه فنادى بأعلى صوته وا ثكل أمّياه مالكم تنظرون إليّ فلم يجدوا وسيلة لإسكاته لأنهم في الصلاة (( وقوموا لله قانتين )) ساكتين تالين للقرأن ذاكرين لله، لم يجدوا وسيلة سوى الضرب على أفخاذهم، يقولون له اسكت ليس هذا مجال التشميت لأنه هذا كلام، الشاهد يقول هو يُحدّث عن نفسه أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم لما قضى الصلاة أقبل إليّ، تتصوّروا حالة الإنسان الذي عرف بعد لَأْيٍ أنه كان مخطئا، ماذا يتصوّر أنه الرسول عليه السلام وهو قادم عليه سيفعل به؟ نحن في زماننا لو وقع مثل هذا شوفنا الشيخ جاء نحونا طبعا بدو يبهدلنا وبدو يشتمنا وينسبنا للجهل و و إلى أخره، أما الرسول صلوات الله وسلامه عليه فبطبيعة الحال لم يكن منه شيء من ذلك إطلاقا، وهذا ما يصفه به صاحب القصة فيقول فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أقبل إليّ فوالله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال لي ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتكبير وتحميد ) حينما فوجئ بهذا اللطف وبهذا التعليم طمِع الرجل في أن يتعلّم منه في تلك الجلسة، فأخذه يسأل، أخذ يسأل الرسول السؤال تلو السؤال ورسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يجيبه عن كل سؤال دون أي تململ أو تضجّر، ولا أطيل عليكم كما قلت لا سيما وقد ذكرت الحديث أكثر من مرة.
16 - ذكر الأساليب في النصيحة، وشرح حديث معاوية بن الحكم قال : بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت : يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم ؟ تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن... ) . أستمع حفظ
الجمع بين اللين والشدة في النصيحة أو استعمال الشدة في موطن واستعمال اللين في موطن كل بحسبه، وذكر الأمثلة على ذلك .
عيد عباسي : " ووضع ... في موضع السيف في العلا مضر كوضع السيف موضع الندى " .
الشيخ : هذا شعر عربي قديم والحكمة حينما يعالج الإنسان مشاكل الناس توجب عليه أن يستعمل الشدة أحيانا وحسبنا قدوة نبينا عليه الصلاة والسلام فهو يستعمل هذه الشدة لكن على خلاف القاعدة التي ذكرناها أنفا، انظروا إليه مثلا وهو يَسمع رجلا يُثني على صاحبه في وجهه فيقول له ( ويحك قطعت عنق أخيك ويحك قطعت عنق أخيك ويحك قطعت عنق أخيك بحسب أحدكم أن يقول ) ( إذا كان أحدكم لا بد مادحا أخاه فليقل أحسبه كذا وكذا ولا أزكي على الله أحدا ) ( إذا كان أحدكم لا بد مادحا أخاه فليقل أني أحسبه كذا وكذا ولا أزكي على الله أحدا ) فالرسول عليه السلام لما سمع هذا الرجل يمدح أخاه في وجهه نهره بكلمة ويح، ويحك كأنه يدعو عليه بالهلاك وإن كان كلمة ويح أحيانا توضع في مكان لا تُعطي هذا النهر وهذا الزجر الشديد، فلكل معنى أيضا مكانا مناسبا له.
خلاصة القول، هذه النصيحة يجب أن تكون دائما وأبدا باللّين وبصورة خاصة حينما يستنصحك، حينما هو يطلب منك النصيحة، وللنصيحة بحث أخر ومهمّ جدا لعلّي أتذكّر وإن نسيت فذكّروني في الدرس الماضي إن شاء الله يكون ذلك البحث، نعم؟
عيد عباسي : فات.
الشيخ : كيف؟
عيد عباسي : في الدرس الماضي.
الشيخ : ... هذه من غفلة الإنسان فنسأل الله عز وجل أن لا يجعلنا من الغافلين.
الحضور : آمين.
الشيخ : فموعدنا إن شاء الله في الدرس الأتي بحث موضوع يتعلق بالنصيحة وأنها قد تستلزم أحيانا بعض الأشياء التي يظنّها كثير من الناس أنها لا تُشرع، وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.
17 - الجمع بين اللين والشدة في النصيحة أو استعمال الشدة في موطن واستعمال اللين في موطن كل بحسبه، وذكر الأمثلة على ذلك . أستمع حفظ
ما هي النصيحة لله وللرسول الواردة في حديث تميم الداري وكيف يحتاج الله والرسول إلى نصيحة ؟
الشيخ : هذا كقوله تعالى (( إن تنصروا الله )) فهل بحاجة ربنا إلى نصرتنا إياه؟ طبعا هو ليس بحاجة إلى نصرتنا إياه ليتغلّب على أعداءه، فهو كما قال (( والله غالب على أمره )) لكن المقصود هنا بنصرة الله عز وجل حتى نستحق نحن نصر الله، إنما نصرة دينه، هكذا المعنى نفسه هنا بالنسبة الدين النصيحة لله، الدين النصيحة يعني في أحكام الله وأوامر الله فيتبعها بكل نُصْح، فبقدر أنت متّبع لما شرع الله بقدر ما أنت ناصح لله، فنصح الله ونصح الرسول يختلف عن نصح المسلم للمسلم وهذا في الحقيقة يفتح أمامنا بحثا هاما جدا ولعل هذا يأتينا في الدرس الأتي إن شاء الله في حديث ( إن الله عز وجل يقول يوم القيامة لعبد من عباده عبدي مرِضْت فلم تعدني قال يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين ) إلى أخر الحديث، فالله هنا يقول مرضت فلم تعددني أي هنا المرض المضاف إلى الله عز وجل غير المرض المضاف للإنسان الذي هو فعلا يمرض، أما الله عز وجل الذي هو يُعطي الصحة لمن يشاء ويُسلّط المرض على من يشاء هو لا يمرض لأنه لو كان يمرض فليس إلها وليس رب العالمين.
كذلك هنا، فبعض الصفات إذا تختلف مغازيها ومراميها بالنسبة للمضافات إليها، فإذا أضيفت النصيحة في هذا الحديث إلى الله وإلى رسوله فمعناها غير معنى النصيحة المضافة للمسلمين، فإذًا فإن أن النصح لله عز وجل هنا المقصود به هو اتباع أحكامه وشريعته، وكذلك النصح لرسوله عليه السلام اتباع سنّته وعدم مخالفته وتعظيمه وتبجيله في الحدود التي جاء بها الشرع الشريف.
إذًا نصح الله ونصح كتاب الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم كل ذلك يعود إلى نصيحة غير نصيحة بعضنا لبعض، توجيه نصيحة منا لبعضنا البعض، هذا خاص بيننا، أما نصح الله عز وجل ونصح كتابه ونصح رسوله فإنما ذلك بالعمل بما شرعه الله وما سنّه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
18 - ما هي النصيحة لله وللرسول الواردة في حديث تميم الداري وكيف يحتاج الله والرسول إلى نصيحة ؟ أستمع حفظ
هل صحيح أن عبد الله بن مسعود كان لا يعتبر المعوذتين من القرآن ولم يضمهما في مصحفه، وأن أبي بن كعب أثبت في مصحفه دعاء القنوت وجعله سورتين ؟
الشيخ : الذي أذكره بالنسبة لهذا السؤال فهو ذو شطرين كما سمعتم، فيما يتعلق بابن مسعود فقد صحّ عنه ولا غرابة في ذلك، وهذا دليل أن الأمر كما قال الله عز وجل مخاطبا كل إنسان منا في عموم قوله (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) إن ابن مسعود رضي الله عنه الذي كان من السابقين في الدخول في الإسلام مع ذلك فاتته بعض الأشياء، بعضها هام جدا جدا من ذلك ما تضمّنه هذا السؤال، لم يكن قد فَهِم فيما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم أن المعوّذتين (( قل أعوذ برب القلق )) (( قل أعوذ برب الناس )) هما سورتان من القرأن الكريم، وإنما فهم أنهما معوّذتان، دعاء هكذا، ولذلك فحِرْصا منه أن لا يُدخل في القرأن، في المصحف الذي فيه القرأن شيء غريب عنه كان يحُكّ بيكشط كل صفحة فيها هاتان السورتان، ذلك لأنه لم يعلم ذلك ولكن هذه مزيّة القرأن، إن القرأن لم يُجْمع من شخص واحد، وإنما جُمِع من عشرات بل مئات الأشخاص بعد أن كانت كُتِبَت في صُحف من نوعيّة غريبة في ذلك الأزمان، عبارة عن أكتاف الحيوانات عظم أو أوراق الشجر ونحو ذلك، فهذا مما سخّر الله عز وجل مئات الصحابة ليحفظوا القرأن كله في صدورهم أولا وليُسطّروه في الوسائل التي كانت معروفة عندهم ثانيا.
من أجل هذه الحقيقة اعترف بعض الكتّاب الغربيّين بأن الإسلام لا يماثله دين أخر في أن دستوره الأول ألا وهو القرأن مرويّ بالتواتر محفوظ يشهد بهذا كثير منهم، ونحن لا نفخر ولكننا نقول " والفضل ما شهدت به الأعداء " فلا يضرنا أبدا أن تكون هذه الرواية صحيحة وثابتة عن ابن مسعود بل نحن نأخذ من ثبوت هذه الرواية عبرة نعارض بها الغلاة من المسلمين قديما وحديثا ممن يعتبرون بيان خطأ الشيخ الفلاني غمزا فيه، طعنا له، شيْن له، لا، كفى المرء نبلا أن تعد معايبه فابن مسعود صحابي جليل له فضل على الإسلام والمسلمين في أنه نقل إلينا مئات الأحكام الشرعية وكان من حفّاظ القرأن ويحسنون تلاوته وكان الرسول يثني عليه ويقول ( من أحب أن يقرأ القرأن غضا طريا فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ) يعني أم عبد الله بن مسعود، هذا أسلوب لطيف جدا في التعبير، الشاهد فهذا الرجل الفاضل إذا وجدت له بعض الأخطاء فهي أولا لا يؤاخذ عليها إطلاقا لأنها لم تكن مقصودة منه، بل على العكس كما سمعتم أنفا كان يكشط ويحك هاتين السورتين حِرْصا للقرأن الكريم من الزيادة فهذا لا يؤاخذ عليه إطلاقا ولذلك فلا عيب في أن نُصرّح بهذه الحقيقة بل نستفيد من ذلك كما قلنا أن الإنسان مهما سما وعلا فلا بد أن يكون له شيء من الأخطاء كما جاء في بعض الأحاديث الموقوفة، بعضهم يروى عن ابن عباس وبعضهم عن بعض التابعين ثم أخيرا اشتهر عن مالك " ما منا من أحد إلا رَدّ ورُدّ عليه إلا صاحب هذا القبر " وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وأله وسلم.
ولذلك لم يعبأ المسلمون إطلاقا بهذه الرواية وبهذا الخطأ الذي صدر من ابن مسعود فسُجّلت السورتان في المصحف وهما متواتران مع المصحف كله، ومن رأي ابن مسعود أيضا أنه كان إذا صلّى، أنا أذكر هذا لا عيبا وإنما عبرة فقط، كان إذا صلّى يُطبّق والتطبيق عند الفقهاء والمحدّثين هو أن يُشبّك بين كفيه هكذا ثم يُدْخِلُهما وهو راكع بين فخذيه ولا يقبض بكفيه على ركبتيه كما هو السنّة فهذا ثابت وصحيح عن ابن مسعود أيضا، ولا مجال لإنكار ذلك فلم يأخذ المسلمون بهذا، لماذا؟ لأن الله عز وجل قد ألهم غيره من الصحابة أن يحفظوا لنا السنّة بل وأن يبيّنوا لنا أن ابن مسعود في تطبيقه هذا إنما حفظ ما كان مشروعا في الإسلام الأوّل، فقد ثبت أن ابنًا لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان في الكوفة حيث كان عبد الله بن مسعود فصلّى بجانب ابن مسعود يوما وقبض كما نفعل نحن اليوم بكفيه على ركبتيه فما كان من حِرْص ابن مسعود على المحافظة على ما علِمه من الرسول عليه السلام إلا وأن أخذ يدي الرجل ابن سعد في الصلاة فطبّقهما ودكّهم بين فخذيه، وبعد الصلاة الظاهر أنه فهّمه أنه هكذا السنّة وهكذا رأيت الرسول عليه السلام، رجع ابن سعد إلى أبيه في المدينة، سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشّرين بالجنة فقصّ له قصة ابن مسعود معه، قال صدق -انظروا هذا أيضا الأدب واللطف- قال صدق أخي عبد الله بن مسعود كنا نفعل ذلك ثم أمِرْنا بالأخذ بالركب، لا عيب في هذا فاته شيء لكن حفظ أشياء وأشياء وأشياء كثيرة، فهذا ما يحضرنا أما بالنسبة لأبيّ بن كعب وأنه كان يكتب في مصحفه "اللهم إنا نستعينك" فهذا قد مرّ بي قديما شيء من ذلك لكن لا أحفظ إذا كانت الرواية عنه صحيحة أو لا ولعله يتيسّر لي المراجعة لذلك وآتيك بالجواب إن شاء الله في الدرس الآتي بإن شاء الله وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.
في شيء؟ اسمعوا قليلا يا إخواننا من الأستاذ خير الدين.
19 - هل صحيح أن عبد الله بن مسعود كان لا يعتبر المعوذتين من القرآن ولم يضمهما في مصحفه، وأن أبي بن كعب أثبت في مصحفه دعاء القنوت وجعله سورتين ؟ أستمع حفظ
ذكر بعض طلبة الشيخ الألباني لقصيدة .
كنا في الدنيا أسياد *** نبني بال ...
كان الإسلام يُسدّدنا *** ويد الرحمن تؤيّدنا
الأرض زهت بصنائعنا *** وفم الأيام يمجّدنا
كان الفاروق هو الحاكم *** والخالد ذا السيف الصارم
وابن الجراح محاسبنا *** أكرم بصحاب أبي القاسم.
يرموك الجسر وحطين *** عمورية في النسرين.
الأرض تميد بجعفرنا *** الأطلس يشهد والصين.
العلم لعاملنا خضعا *** والفن بمتحفنا ركع.
والعدل سما في دولتنا *** والفجر بأيدنا سطعا.
الحق شعار عدالتنا *** والحب أساس أخوتنا.
ذهبت مثلا في كل الأرض *** مدى الأجيال رسالتنا.
كم نحت الناس الأحجار *** صنما أو عبدوا الأبقار
كم ضلوا عن دين التوحيد *** فجئنا نجلو الأستار.
ما عرف الحق كدعوتنا *** " .