خطبة الحاجة .
(( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد،
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد : قال المصنف رحمه الله : " عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا ) رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) ".
هذا الحديث حديث حسن وله لفظان كما رأيتم واللفظ الثاني هو أتم من اللفظ الأول لفظا ومعنى يقول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم ( اقتربت الساعة ) وهذه جملة كما تعلمون جميعا مأخوذة من نص القرأن الكريم (( اقتربت الساعة وانشق القمر )) وسيأتي في حديث لاحق إن شاء الله هذه الأية بتمامها (( اقتربت الساعة وانشق القمر )) لكن الرسول عليه السلام ذكر ها هنا الجملة الأولى من الأية فقال ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) .
إذا كان أحدكم عنده نسخة من الترغيب فقد تكون نسخته كنسختي هنا ( ولا تزدادون ) وهي وهْم والصواب كما يدل عليه السياق والرجوع إلى الأصول ( ولا يزالون ) أي الناس الذين ذكروا صراحة في سباق الحديث حيث قال عليه السلام ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) والقصد من الحديث واضح وهو أن مع كون الساعة قد اقتربت كما أخبر به ربنا عز وجل في الأية، الناس على خلاف هذا الإنذار الذي أنذرهم الله عز وجل به حين قال (( اقتربت الساعة )) فهم بدل أن يهتموا بوقوع وقيام الساعة وهذا الاهتمام يستلزم الاستعداد للموت قبل نزوله فبدل هذا الاستعداد ماذا يفعل الناس؟ ( لا يزدادون على الدنيا إلا حرصا ) أي كأنما الساعة ابتعدت عنهم ولم تقترب منهم ولذلك في الرواية الأولى لما قال ( اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا ) يعني في تصرّفهم في عدم استعدادهم لقيام الساعة وكأنما الساعة عندهم لا تزداد إلا بعدا لذلك هم لا يهتمون وإنما يهتمون على عكس ما يسلتزمهم هذا الإنذار الرباني من قوله (( اقتربت الساعة )) من الاستعداد للموت في العمل الصالح فهم على خلاف ذلك لا يزدادون إلا حرصا على الدنيا وجمعا لها وتكالبا عليها وبذلك فهم لا يزدادون من الله إلا بعدا.
ويجب أن يعلم كل مسلم أن الله عز وجل حينما يخبرنا باقتراب الساعة ودنوّ أشراطها الصغرى فضلا عن الكبرى فإنما يعني بذلك إنذار الأحياء أن تدركهم الساعة قبل أن يتوب التائب منهم وقبل أن يرجع الشقي عن عمله الطالح إلى العمل الصالح، فقوله عز وجل (( اقتربت الساعة )) في معنى استعدوا لها فالساعة قريبة لكن الناس أي أكثر الناس كما جاء في هذا الحديث ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) هذا حديث حسن كما قلنا.
2 - شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد : قال المصنف رحمه الله : " عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا ) رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) ". أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله : " عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك ) رواه البخاري وغيره "، وبيان المقصود بعبد الله إذا أطلق. والحث على العمل الصالح سواء كان فرضا أو نفلا .
عبد الله هنا هو عبد الله بن مسعود وهي في الغالب قاعدة إذا أطْلِق عبد الله في كتب الحديث المتأخّرة فالمقصود به هو ابن مسعود من بين العبادلة الأربعة المشهورين من الصحابة على رأسهم هذا عبد الله بن مسعود ثم عبد الله بن عمر بن الخطاب ثم عبد الله بن عمرو بن العاص ثم عبد الله بن عباس، فأكبرهم سنّا وقدْرا وفقها وعلما هو عبد الله بن مسعود، من أجل ذلك اصطلحوا على أنهم إذا أطلقوا عبد الله فالمقصود به ابن مسعود لكن هذه القاعدة لا ينبغي التزامها في كتب الحديث التي هي أصول السنّة والتي هي تروي الأحاديث بأسانيدها إلى الصحابة، فالقاعدة هنا تختل ولا تضطرد بل لا نظام لها وإنما يتميّز عبد الله من هؤلاء الأربعة بالنظر إلى الراوي عن أحدهم، فإذا كان الراوي مثلا عن عبد الله المطلق في الرواية مثل علقمة أو يزيد بن الأسود أو غيرهما من الكوفيّين فهو عبد الله بن مسعود وإن كان الرواي مثلا عن عبد الله المطلق في إسناد أخر أو حديث أخر مثل نافع مثل سالم و ... فكذلك عبد الله بن عمر لأنه نافع يكون مولاه وسالم يكون ابنه.
وإذا كان الراوي عن عبد الله غير هؤلاء مثل عطاء بن أبي رباح مثلا المكي وغيره فهو عبد الله بن عباس وهكذا يعرف عبد الله في الأسانيد بالنظر إلى الرواي عنه أما حينما يأتي علماء الحديث فيختصرون الأسانيد ويجمعون الأحاديث في الكتب المختصرة فإذا قالوا عن عبد الله فإنما يعنون به ابن مسعود، ابن مسعود هذا رضي الله عنه روى لنا هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك ) هذا كناية أن الإنسان قريب من الجنة وقريب من النار، قريب من الجنة بعمله الصالح وقريب من النار بعلمه الطالح وقد فسّر بعض العلماء هذا القرب باعتبار أن العمل صالحا كان أو طالحا فإنما هو صفة قائمة في ذات الإنسان فصحيح حين ذاك أن هذا السبب الذي هو العمل الصالح أو ضده هو أقرب منه من شراك نعله وشراك النعل لعله لا يخفى عليكم جميعا المقصود به سير النعل هكذا فسّره بعض الشرّاح لكن يبدو لي أن لا حاجة بنا إلى مثل هذا الشرح لأنه في ظني أن الأحاديث يُفسّر بعضها بعضا.
هناك الحديث الصحيح في البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال ( إن الرجل ليعمل بعلم أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) هذا القرب هو الذي أشار إليه الرسول عليه السلام في هذا الحديث الذي نحن الأن في صدد التعليق عليه.
وقريب منه حديث قد يفيد كثيرا أو قليلا من الحاضرين هنا الذين يكون حالهم عادة بعد انصرافهم أو بعد سلام إمامهم من صلاة الفرض أن ينصرفوا فورا مسرعين خارجين من المسجد على طريقة كثير من الناس ممن يمثّلهم ذلك الأعرابي الذي جاء الرسولَ صلى الله عليه وأله وسلم ليسأله عمّا فرض الله عليه فلما أخبره بالصلوات الخمس المفروضة وصوم رمضان قال هل عليّ غير ذلك قال ( إلا أن تطّوع ) قال والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص قال ( أفلح الرجل إن صدق دخل الجنة إن صدق ) فكثير من الناس يقنعون بمثل هذا الاقتصاد وهذا الاقتصار في العبادة لله عز وجل على الفرائض فقط دون السنن ودون النوافل المستحبّات فيجب أن نعلم أن هذا وإن كان جائزا شرعا فهو طريق القانعين المقتصدين بأقل عمل من جهة ثم ينبغي أن يكون حريصا على أداء هذه الأعمال الفريضة المحصورة القليلة على وجه التمام والكمال بحيث أنه لا يكون قد قصّر في شيء منها فيُحكم في نهاية المطاف عليه بأنه ما أدى الفرائض التي أوجبها الله عليه إذا ما كان قد قصّر في بعضها في بعض أركانها وفروضها.
لذلك كان من السنّة حضّ الناس جميعا على الاعتناء بالسنن أيضا ليس فقط الفرائض على مذهب ذلك الأعرابي لأنه ليس كل الناس ممكن أن يُحكم عليهم أنهم إذا قالوا قولا وفّوا به وإذا عاهدوا عهدا أيضا وفّوا به فقد يُخلّون فلا بد يكون عندهم شيء من الاحتياطي ليسدّ مسدّ ذلك الفائت من الفرائض، وقد أشار الرسول صلى الله عليه وأله وسلم إلى هذه الحقيقة التي يجب على شبابنا اليوم بصورة خاصة أن يتنبّهوا لها وأن يعدّو عدّتها حين قال ( أوّل ما يُحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإذا تمّت فقد أفلح وأنجح وإذا نقصت فقد خاب وخسر ) وفي حديث أبي هريرة ( فإذا نقصت قال الله عز وجل لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوّع فتتمّوا له به فريضته ) ( هل له من تطوع فتتموا له به فريضته ) الفريضة قد تكون ناقصة كما أو كيفا فيُسدّد النقص على حساب هذا ... التطوّع الذي هو من العبادات الاحتياطية.
لذلك لا يَحسن بنا أن نكون متسرّعين في الخروج أو في الانصراف بعد سلام إمامنا من الصلاة وإنما علينا أن نأتيَ بكثير أو قليل من الأذكار والأوراد التي جاءت فيها فضائل خاصة، من ذلك ما كنت في صدد أن أورِد لكم كتفسير من بعض الأحاديث الأخرى بحديث الكتاب قال عليه الصلاة والسلام ( من قرأ دُبُرَ كل صلاة مكتوبة أية الكرسي لم يمنعه أن يدخل الجنة إلا أن يموت ) ما معنى الحديث؟ أي سيدخل الجنة، ما فيه شيء يمنعه من دخول الجنة إلا بقاؤه حيا فإذا مات دخل الجنة، هذا الحديث كالتفسير لحديثنا هنا ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك ) .
إذًا بيت القصيد من هذا الحديث في فقرتيه إنما هو الحضّ على العمل الصالح فبه يدخل الإنسان الجنة والنهي عن العمل الصالح فبه يدخل صاحبه النار والعياذ بالله تعالى.
الحديث الذي بعده وهو حديث حسن عن سعد بن أبي وقاص، نعم.
السائل : ... .
الشيخ : لا، حسن اللي قبله والحسن اللي بعده.
3 - قال المصنف رحمه الله : " عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك ) رواه البخاري وغيره "، وبيان المقصود بعبد الله إذا أطلق. والحث على العمل الصالح سواء كان فرضا أو نفلا . أستمع حفظ
قال المصنف رحمه الله : " وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أوصني قال : عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصل صلاتك وأنت مودع وإياك وما يعتذر منه ) رواه الحاكم والبيهقي في الزهد وقال الحاكم واللفظ له : صحيح الإسناد ". والتحذير من التشبه بالكفار والتعامل بالربا، والكلام على أسباب الرزق والأخذ بالمشروع منها .
رواه الحاكم والبيهقي في الزهد وقال الحاكم واللفظ له صحيح الإسناد.
رجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم يستوصيه، يطلب منه وصية تبقى في ذهنه أبد حياته وفي بعض الروايات قال له وأوجز لي في الوصية، وهذا رجل عاقل حكيم، فأوجز له عليه السلام في الوصية وقال له ( عليك بالإياس مما في أيدي الناس ) يعني يجب على المسلم أن يكون تعلّقه دائما بالله تبارك وتعالى وأن يكون راغبا فيما عنده من خير وأن يقطع أمله من الناس أن يُفيدوه أو أن يُغنوه فإن الله عز وجل هو وحده الغني الحميد، هذا بطبيعة الحال لا يعني ألا يتّخذ الإنسان الأسباب ولكن يعني شيئا طالما غفل الناس اليوم لغلبة المادية الأوروبية الغازيَة للمسلمين في عقر دارهم وهو أنهم يهتمون بالأسباب أكثر من اهتمامهم بتوكّلهم على رب الأرباب سبحانه وتعالى، فيظلّ الإنسان اليوم إلا من شاء الله وقليل ما هم يهتمّ بالأسباب كأنه هو الكل في الكل، لا يُخَطِّر في باله أبدا أن هذه الأسباب قد لا تفيده شيئا وبالأولى وأحرى أنه لا يخطِّر في باله أنه هو حينما يتّخذ الأسباب يتّخذها لأن الله عز وجل أمر بها وليست لأنها سببا فقط ويجب أن نفرّق بين الأمرين.
هناك فرق واضح بين من يتخذ السبب الذي هو موصل إلى المسبّب عادة لأنه سبب وبين من يتخذ السبب سببا لأن الله عز وجل أمره بالأخذ بذلك السبب، فرق كبير جدا، الأمر الأول عادة المادّيين الكفار أو أشباههم من الضالين والمنحرفين من المسلمين، الأمر الأخر هو طبيعة المسلم يأخذ السبب إذا كان الله عز وجل أمر به أو على الأقل أذِن له به ليس لأنه سبب فقط، وما حصيلة هذا التفريق؟ ذلك لأن الأسباب من حيث كونها أسبابا لمسببات تنقسم شرعا إلى قسمين، أسباب مشروعة وأسباب غير مشروعة فالمسلم حينما يجد هناك سببا لرزق ما لكونه يعلم أن الله عز وجل نهى عنه فهو لا يتخذه سببا ولو كان هو في واقع الأمر سببا كونيا ولكنه ليس سببا شرعيا.
هذا التفريق مع أنه أمر واضح من الناحية العلمية الشرعية ولكنه مع الأسف الشديد أمر يكاد أن يكون مهجورا في العالم الإسلامي فضلا عن عالم الكفر ذلك لما يدلّ عليه انكباب المسلمين على جلب الأموال وجمعها وتكنيزيها من أيّ طريق كان سواء كانت هذه الطرق طرقا شرعية أو غير شرعية لذلك فحينما الإنسان يتذكّر بمثل هذه المناسبة وهو يسمع قول الرسول عليه السلام أن يقطع المسلم الإياس مما في أيدي الناس هل معنى هذا أن لا يفتش مثلا عن عمل؟ ألا يسأل عن سبب رزق؟ الجواب لا لكن لا تضع أملك في الإنسان وإنما ضع أملك في خالق الإنسان أولا ثم حينما تُفتش عن السبب الذي أولا لا تجعله عمدتك، ثانيا فكّر هل هذا السبب شرعه الله لك أم لا؟
فإن علمت أنه غير مشروع اجتنبته وإلا فإذا واقعته فلم تعلّق أملك بالله عز وجل ولم تقطع الإياس مما في أيدي الناس وكل الناس إلا القليل مع الأسف الشديد لا يعملون بهذا الحديث إطلاقا.
كثيرا ما نلتقي مع ناس متعبدين صالحين لكننا سرعان ما نكتشف منهم ارتكابهم لمخالفات شرعية في بيوعهم وفي شرائهم، هذا مثلا يرابي ولا أعني مرابات اليهود المكشوفة وإنما يكفي أنه يتعامل مع البنوك ويضع ماله في البنك ومنهم من يأخذ الربا الذي يسمّونه بغير اسمه بالفائدة ومنهم من يتورّع زعم فيترك لهم الفائدة أو الربا بالأصحّ، يقول إنه أنا ما أكل الربا، يتوهّم أنه رجل متقي، حينما نُصدم بمثل هذا الواقع المؤلم ونُذكّر بأن هذا يا أخي حرام وإن كنت لا تأكل الربا فأنت تُطْعِمُه ونبيّك صلى الله عليه وأله وسلم قال في الحديث الصحيح ( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) فأنت لا يكفي أن تتورّع وأن تأكل الربا بل يجب أيضا أن تتورّع عن أن تطعم الربا غيرك، فنُفجأ بما يُنافي هذا التوجيه النبوي الكريم بيقل لك يا أخي إيه شو بدنا نساوي؟ إيه هيك إذا بدنا نتعامل فقط برؤوس الأموال التي عندنا ما بيمشي الحال، إذا بدنا نحطّ مالنا في البيت بيجوز أنه الحراميّة يتسلّطوا علينا بيجوز يقتلوننا في الليل بتلاقي بقى بيصدر في خيال من أفضع الخيالات التي تسيطر هي فعلا على عقول الكفار، أما المسلم فهو مطمئن، عنده هذا الحديث وقبل ذلك عنده أية هي تعالج هذه المشكلات النفسية التي رانت على قلوب كثير من المسلمين اليوم في الصميم فالله عز وجل يقول (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) كأن المسلمين كفروا بهذه الأية حينما تنصحه بأن لا يتعامل بالربا أن لا يأكل الحرام أن لا يبيع الخمر أن لا يبيع الدخان ما في شيء ... لا يبيع الخمر ولا يبيع الدخان رأسا بيتعلق بالأسباب، ما بيقطع الإياس مما في أيدي الناس ويتوكّل على رب الأرباب، بيتعلق بالأسباب وهي غير مشروعة فأين أنت وهذه الأية الكريمة (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )) إلى أخر الأية؟
إذًا أنت أحد شيئين، إما أنك لا تؤمن بهذه الأية مطلقا وهذا الكفر بعينه وإما أنك تؤمن بها قلبيا ولكنك لا تؤمن بها عمليا، فأنت لم تجعلها منهجا لحياتك وفي منطلقك في معاملتك للناس ولذلك فأنت من هذه الناحية العملية كالكفار، هم يتعلقون بالأسباب لذلك نظّموا حياتهم على هذا التعلّق وتنظيم من أدق التنظيمات التي عرفها ربما التاريخ على وجه الأرض ولكن كل ذلك لا يساوي عند الله جناح بعوضة، لماذا؟ لأنه قائم على خلاف شرع الله عز وجل ولذلك قال تعالى حينما أمر الكفار الذين هم أعداء الإسلام ويحاربون الإسلام في كل زمان ومكان ولو كانوا ينتمون إلى شيء من التديّن لأنهم من أهل الكتاب وصفهم بصفات كدنا نحن أن ننساها لماذا؟ لسببين اثنين، الأول ابتعادنا عن دراسة الكتاب والسنّة والسبب الأخر وهو خطير جدا مُخالطتنا لهؤلاء الناس ومن اتصل بهم واتصف بصفاتهم ولو كان هو ينتمي إلى إسلامنا وديننا، قال الله في أولئك (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرّمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق )) من هم؟ (( من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )) الشاهد في قوله تعالى (( ولا يحرّمون ما حرم الله وسوله )) هاي صفة الكفار ليست صفة المسلمين لكن المسلم حينما ما بيسأل حرام حلال بيقل لك يا أخي بدنا نعيش وليوم "ليوم الله فرج" ونحو هذه العبارات التي بتدل على منتهى اللامبالاة والاهتمام بما حرّم الله عز وجل ومع ذلك فنحن نشكوا ضنك العيش وارتفاع الأسعار والظلم من كل الجوانب ثم لا نلتفت إلى أنفسنا " ودود الخل منه وفيه ".
إذًا يجب أن نأخذ من هذه الفقرة الأولى من هذه الوصية البليغة من نبينا صلى الله عليه وأله وسلم عبرةً أن لا نتعلّق بالأسباب مطلقا وإنما نتعلّق بخالقها ولكن نأخذ الأسباب ما كان مشروعا منها طاعة لله عز وجل فقط لأن الله عز وجل قد أخبرنا نبيه عليه الصلاة والسلام في قوله ( إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ورزقها فأجْملوا في الطلب فإنما عند الله لا يُنال بالحرام ) ( أجملوا في الطلب ) اقتصدوا اسلكوا الطريق الجميل المشروع في طلب الرزق فإن الله عز وجل لم يَشرع لعباده المسلمين أن ينالوا رزقه بالحرام لاسيما وهو القائل (( وما خلقت الجن وإلانس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) الواقع لولا الشرع لكنت صوفيا بمعنى اتكاليّا، لا.
عيد عباسي : ... .
الشيخ : لأنه هذه الأسباب ... والأمر بيد الله عز وجل لكن الله لما أمرنا باتخاذ الأسباب ففي إطاعتنا لأمر ربنا بالأخذ بهذه الأسباب هو من جملة العبودية لله عز وجل فأنا حينما آخذ بالسبب المشروع أعبد الله وحينما أعرِض عن السبب غير المشروع أعبد الله، أما الأخذ بالأسباب بدون أي تفريق بين حلالها وحرامها وجائزها وغير جائزها فهذا خروج عن تحقيق العبودية الخالصة لله عز وجل.
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عباده الصالحين المخلصين المتمسّكين بكتابه والمهتدين بهدي نبيه صلى الله عليه وأله وسلم.
العيد عباسي : هناك طائفة من الأسئلة من السابق فنذكر بعضها، بعض هذه الأسئلة الأن، كان قرأنا سؤال وبقي الجواب عليه.
4 - قال المصنف رحمه الله : " وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أوصني قال : عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصل صلاتك وأنت مودع وإياك وما يعتذر منه ) رواه الحاكم والبيهقي في الزهد وقال الحاكم واللفظ له : صحيح الإسناد ". والتحذير من التشبه بالكفار والتعامل بالربا، والكلام على أسباب الرزق والأخذ بالمشروع منها . أستمع حفظ
ما القول في حديث الذي رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمطرت السماء حسر عن منكبيه حتى يصيبه المطر ويقول : إنه حديث عهد بربه ) مع العلم بأن السحاب مصدر المطر قريب من الأرض وهو في السماء الدنيا ؟
الشيخ : هذا كأنه السائل بيفرّق بين كون العلوّ القريب والعلوّ البعيد هو هناك فرق بين فيما يتعلق بصفة العليّ الأعلى.
المطر صحيح بينزل من السّحاب لكن السّحاب من السماء معناه علا فهو ... السماء فهو ينزل من مكان يوصف بالعلوّ فحينما رُئيَ الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وقد نزل المطر وخرج يتلاقاه بصدره فاستغرب ذلك منه بعض أصحابه فسألوه عن السبب قال ( إنه حديث عهد بربه ) في ذلك إشارة إلى أن الله عز وجل له صفة العلوّ لكن نحن كما نقول دائما وأبدا علوّ الله عز وجل صفة من صفاته كأي صفة أخرى ومجموع صفاته كذاته كما أن ذاته لا تشبه شيئا من الذوات فكذلك صفاته لا تشبه شيئا من الصفات، فإذا كان الكتاب والسنّة متواردين في أيات وأحاديث كثيرة وكثيرة جدا على إثبات صفة العلوّ للعليّ الغفار فهذا الحديث من تلك الأحاديث التي تشير إلى صفة العلوّ لكن الحديث لا يعني أن الله في السّحاب وإنما يعني أنه هذا المطر نزل من جهة العلوّ الذي هو صفة من صفات الله عز وجل لكن العلوّ باعتباره صفة من صفات الله فهو عال على جميع المخلوقات تبارك وتعالى ونحن مجرد أن نتصور هذه الصفة بدون أي تكييف لأن الأمر كما يقول العلماء " كلما خطر في بالك فالله بخلاف ذلك " لكن مجرد أن نتصور أنه عال على جميع مخلوقاته، يكفي أن نُقْنع أنفسنا بأن هذه الصفة لا تشبه صفات المخلوقات أي مخلوق يكون فوق المخلوقات كلها.
الله عز وجل هو الذي له هذه صفة المطلقة أن يكون عاليا على جميع مخلوقاته فنزول المطر من السماء وتلقي نبينا إياه بصدره وقوله ( إنه حديث عهد بربه ) يعني حديث عهد بانفصاله من الجهة التي تشترك في صفة العلوّ فنحن دائما وأبدا نقول أن المخلوقات تشترك مع الله في صفات إسما لا حقيقة فنحن نقرأ أية الكرسي (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) نحن أحياء لسنا أمواتا لكن سنقول حياة الله ليست كحياتنا خلاص انتهت المشكلة ... القاعدة واستريحوا من فلسفة علم الكلام كل صفة ثبتت في الكتاب والسنّة فاحملوها على أية التنزيه والإثبات (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) الرسول في هذا الحديث قال ( إنه حديث عهد بربه ) يعني انفصاله من الجهة العليا والجهة العليا هي صفة من صفات ربنا تبارك تعالى لكن هل هذه الصفة كهذه الصفة؟ (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) نعم.
5 - ما القول في حديث الذي رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمطرت السماء حسر عن منكبيه حتى يصيبه المطر ويقول : إنه حديث عهد بربه ) مع العلم بأن السحاب مصدر المطر قريب من الأرض وهو في السماء الدنيا ؟ أستمع حفظ
ما رأيكم فيما ورد في رسالة التعاليم لحسن البنا من البنود العشرين في فهم الإسلام ؟
الشيخ : ... .
العيد عباسي : في رسالة باسم "التعاليم".
الشيخ : فهمت شو بيقول؟
العيد عباسي : ما الرأي فيها يعني؟
الشيخ : فماني مستحضرين ... " التعاليم ".
العيد عباسي : أنا جبتها معي.
الشيخ : مالنا حافظين القرأن حتى نحفظ تعاليم ... الإسلام مثلنا فكان ينبغي أن يكون السؤال
العيد عباسي : عن الفتنة الأن.
الشيخ : كان ينبغي أن يكون السؤال عن مادة رقم كذا وإلا نحن هلا بدنا نحط "التعاليم" أمامنا وبدنا نعمل دروس لإبداء ملاحظات، هذا صحيح وهذا غير صحيح والسبب في ذلك ... وهذه الأسئلة ليست لهذا القصد وهذا الغرض فيحسن بالسائل أن يصحّح سؤاله في الجلسة الأتية يسأل أهم شيء بيهمه، على حسب بقى هو تصوّره للموضوع، قد يهمه مثلا أن يُبرز نقطة التقاء بين " التعاليم " وبين الدعوة السلفية وغيره يمكن بيهمه أنه يبرز نقطة افتراق بين هذه " التعاليم " أو تعاليم هذه " التعاليم " والدعوة السلفية الله أعلم، وكل إنسان هو وقصده ونيته.
فإذًا أقول السائل أي كان يحدّد السؤال الأهم في جلسة واللي بعده كمان إذا ما قنع بذلك، فهات سؤال غيره.
في أحد المساجد يقوم بعض الشباب ببيع أشرطة قرآن وأناشيد إسلامية وخطب لإمام المسجد فلما قيل لهم بعدم جواز البيع في المسجد أجابوا أن ذلك إلا لغرض إسلامي بحت وليس للتجارة فما الرأي في ذلك؟
الشيخ : هذا ليس من الإسلام في شيء وهذا جار على قاعدة الأوروبين الغاية تبرّر الوسيلة، الرسول عليه السلام نهى عن البيع في المساجد وهذه فلسفة دخيلة في الإسلام أنه إذا كان للإسلام فيجوز البيع في مسجد الإسلام، وهذه في الواقع يعني يحملنا أن لولا ضيق الوقت ولعلي أُذكَّر في الجلسة الآتية وأجعل كلمتي مكان الترغيب والترهيب التذكير والتحذير من الشباب الناشيء الأن في الدعوة السفلية زعم والذي يحرص على الكتاب والسنّة ثم هو يعمل مجتهد أكبر ولا يستطيع أن يفسِّر أية أو حديث فبيحلل وبيحرم على قاعدة غير إسلامية " الغاية تبرر الوسيلة " فهؤلاء يجب أن نذكّرهم في جلسة إن شاء الله بمقدار نصف ساعة لعل فيها ذكرى.
7 - في أحد المساجد يقوم بعض الشباب ببيع أشرطة قرآن وأناشيد إسلامية وخطب لإمام المسجد فلما قيل لهم بعدم جواز البيع في المسجد أجابوا أن ذلك إلا لغرض إسلامي بحت وليس للتجارة فما الرأي في ذلك؟ أستمع حفظ
أقسم زوج على زوجته إذا اشترت له قلنسوة بأنه سيقصها إربا إربا ولكنها اشترتها وحالته المادية ضعيفة فإذا أراد التكفير عن يمينه بإطعام مساكين يصيبه مشقة كبيرة ولا يستطيع الصيام وفي قصها إضاعة للمال فما رأيكم ؟
(ضحك الحضور)
الشيخ : ... مادام ضيّقها نحن بنضيّق عليه.
العيد عباسي : نعم، في حال صحته شرح مقاصده وهل يدخل الجنة شارب الخمر الذي لم يتُب؟ وبما أن الخمر قد حُرّمت في الدنيا فما حكمة وجودها في الأخرة وهل يدخل الإنسان الجنة ويُحرم من بعض مآكلها ومشاربها؟ نرجو توضيح ذلك مع بيان الأدلة؟
الشيخ : هذا سؤال أو خمسة أسئلة؟
العيد عباسي : ما شاء الله، هذا مجموعة.
الشيخ : خبي لي ... شلون؟
8 - أقسم زوج على زوجته إذا اشترت له قلنسوة بأنه سيقصها إربا إربا ولكنها اشترتها وحالته المادية ضعيفة فإذا أراد التكفير عن يمينه بإطعام مساكين يصيبه مشقة كبيرة ولا يستطيع الصيام وفي قصها إضاعة للمال فما رأيكم ؟ أستمع حفظ
ما صحة حديث ( من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ) ؟
الشيخ : أما الحديث فصحيح، وشارب الخمر إذا لم يتب من شرب الخمر ومات مسلما فهو بلا شك يدخل الجنة ولكن بعد لَأي، بعد عذاب يستحقه حسب فجوره وفسقه في شربه للخمور.
كلمة من الشيخ الألباني حول السترة .
بداية الشيخ الألباني شرحه بخطبة الحاجة .
(( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) . أما بعد.
شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد قال المصنف رحمه الله : " عن معاذ قال قلت : يا رسول الله أوصني قال : ( اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية ) ". رواه الطبراني بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاع بين أبي سلمة ومعاذ . وشرح حديث عمر بن الخطاب في قصة جبريل المشهورة في الإسلام والإيمان والإحسان .
هذا الحديث لا ينافي رمزُنا له بالحسن ما ذكره المصنف رحمه الله من الانقطاع في إسناده لأننا نعني أنه حسن لغيره كالحديث السابق في الدرس الماضي من حديث ابن عمر، هنا يطلب معاذ رضي الله عنه من نبيه صلى الله عليه وأله وسلم أن يوصيه فكان من وصيته إياه قوله عليه السلام ( اعبد الله كأنك تراه ) وهذا غاية المنزلة التي يستطيع العبد أن يذكر الله عز وجل وأن يراقبه، أن يذكر الله ويراقبه بحيث أنه دائما يلاحظ أنه يراه لأن الله عز وجل لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء وهذا الحديث أو هذه القطعة من هذا الحديث هو مشهور بإسناد أصحّ من هذا في الحديث الثابت في الصحيحين من حديث أبي هريرة وفي صحيح مسلم وحده من حديث ابن عمر ذاك الحديث المعروف بحديث جبريل عليه السلام حينما جاء إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم بصورة رجل لا يعرفه أحد من الصحابة مع أنه ليس عليه آثار السفر فأنه عليه ثياب بيض وليس بأشعث ولا أغبر ولكنهم قالوا لا يعرفه أيضا منا أحد فقد جمع أوصافا غريبة متناقضة لأنه لو كان غريبا لظهرت عليه آثار السفر من القتار والغبار والشعثة ونحو ذلك ولو كان مقيما لعرفه الصحابة فهو رجل غريب، الشاهد أن في الحديث وهو حديث طويل ذكرناه أكثر من مرة لما سأله عليه الصلاة والسلام عن الإحسان قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، هذه المرتبة العليا من مراتب عبادة المسلم لربه عز وجل، ففي ذاك الحديث السؤال الأول من ذاك الرجل الغريب وهو جبريل كما ذكرنا بناءً على أخر الحديث.
سأل النبي صلى الله عليه وأله وسلم عن الإسلام والإسلام هو العمل بالإسلام ظاهرا ولكن هذا الإسلام لا يفيد صاحبه إلا إذا اقترن معه الإيمان وحين أقول أنا وغيري لا يفيد صاحبه إلا إذا اقترن بالإيمان فنعني الإفادة في الأخرة أي أن ينجوَ بإسلامه الذي اقترن به الإيمان، فهو لا يستفيد من الإسلام إلا مقرونا بالإيمان لكن لو لم يقترن بالإيمان فهل يُفيد صاحبه إسلامه شيئا؟ الجواب في الدنيا قد يفيده، وهذا النوع يُعتبر في لغة الشرع منافقا لأنه يظهر الإسلام ولكنه يُبطن الكفر لأنه لم يقترن مع إسلامه إيمانه، فماذا يستفيد؟ أن ينجو بنفسه وماله كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المتواتر ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم ) إذًا هذا الذي استفادوه، إذا لم يقترن مع إسلامهم الإيمان (فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله ) يا تُرى قالوها بألسنتهم ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم أم قالوها مؤمنين بها في قلوبهم؟ حسابهم في ذلك عند الله لكنهم ماداموا أنهم قد نطقوا بكلمة التوحيد فرَتّب عليهم الحكم المذكور في الحديث بقوله ( فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله ) فالمرتبة الأولى في الدين هو الإسلام وقد تُفيد صاحبه في الدنيا ولا تفيده في الأخرة، أما الذي يستفيد من إسلامه في الأخره فهو إذا اقترن معه المرتبة الثانية المذكورة في حديث جبريل حين قال له ما الإيمان؟ قال ( الإيمان أن تؤمن بالله ) إلى أخره.
12 - شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد قال المصنف رحمه الله : " عن معاذ قال قلت : يا رسول الله أوصني قال : ( اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية ) ". رواه الطبراني بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاع بين أبي سلمة ومعاذ . وشرح حديث عمر بن الخطاب في قصة جبريل المشهورة في الإسلام والإيمان والإحسان . أستمع حفظ
الكلام على مرتبة الإحسان وبيان أن الإنسان لا يرى ربه في الدنيا ويدخل في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم ير ربه عز وجل .
إذا كان الأمر كذلك وهو أن أحدنا لا يرى ربه في هذه الدنيا فهو يجب أن يعبُده مراقبا ومتيقّنا أن ربه يراه فإذا كنت أنت لا تراه فهذا لا يحملك مادمت مؤمنا بأن الله يرى كل شيء ويعلم كل شيء فلا يحملك أنك لا تراه على أن تعصيَه وأن تخالفَه في أوامره ونواهيه فإنه ( إن لم تكن تراه فإنه ) تبارك وتعالى ( يراك ) يقينا.
هذه المرتبة هي مرتبة الإحسان وهي كما سمعتم أعلى مراتب الإسلام والإيمان.
13 - الكلام على مرتبة الإحسان وبيان أن الإنسان لا يرى ربه في الدنيا ويدخل في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم ير ربه عز وجل . أستمع حفظ
بيان معنى الرابطة التي عند الصوفية وبيان مخالفتها لشرع الله وخطأ من ينقل معنى الرابطة إلى معنى مرتبة الإحسان الواردة في حديث جبريل المشهور .
وهذا ما يسمى في بعض الطرق المشهورة "الرابطة " أن يربط المريد قلبه بقلب شيخه الذي لا يراه ولا يعلم به إطلاقا هل هو ذاكر أم غافل ثم هذا الذاكر نفسه لا يدري عن حال شيخه شيئا أيضا هو ذاكر أم غافل وهكذا تُصْبح القضية مع مخالفتها للشريعة الإسلامية مخالفة جذرية، تُصبح قضية غير منطقية إطلاقا لأن الذي ينبغي أن يراقبه الإنسان إنما يكون المراقَب معتقدا فيه أنه يعلم هذا الذي يراقبه، يعلم حاجته ودعاءه وطلبه و و نحو ذلك من المقاصد المشروعة.
فكيف يعقل أن يراقب العاجز العاجز والجاهل الجاهل والغافل الغافل؟ ما هذا إلا كما قال بعض الصوفية أنفسهم ولكن القدامى هو لم يكن من المحْدَثين استغاثة المخلوق للمخلوق كاستغاثة السجين بالسجين هو بدو من يخلصه وهو في السجن، فهذا العبد الذي يُراقَب هو مثل هذا المراقِب كلاهما بحاجة إلى أن يتوجّه إلى الله تبارك وتعالى وأن يراقباه مراقبة حقيقية.
فمن المؤسف أن تُصرف هذه المنزلة العليا من منازل الإسلام والإيمان ألا وهي مرتبة الإحسان من العبد أن يواجه ويراقب ربه إلى هذا العبد أن يراقب شيخا له، فهذا من الانحراف المؤسف الذي أصاب بعض المسلمين اليوم، ففي هذا الحديث وفي حديث جبريل ونحو ذلك من الأحاديث نقضٌ لهذه المراقبة المبتدعة، وتأسيسٌ للمراقبة الشرعيّة وهي أن يُراقب العبد ربه فقط لا غير وأن يراقبه في هذه الحالة كأن هذا العبد المراقِب يرى الله بعينه ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .
14 - بيان معنى الرابطة التي عند الصوفية وبيان مخالفتها لشرع الله وخطأ من ينقل معنى الرابطة إلى معنى مرتبة الإحسان الواردة في حديث جبريل المشهور . أستمع حفظ
تتمة شرح حديث معاذ وقوله ( واعدد نفسك في الموتى ) وقوله ( واذكر الله عند كل حجر وشجر ) .
15 - تتمة شرح حديث معاذ وقوله ( واعدد نفسك في الموتى ) وقوله ( واذكر الله عند كل حجر وشجر ) . أستمع حفظ
التحذير من البدع في الأذكار ، وبيان أنه ليس في الإسلام بدعة حسنة وذكر قصة ابن مسعود ورده على القوم الذين كانوا يذكرون الله في المسجد جماعات ومعهم حصى يعدون التسبيح والتحميد والتهليل.
إلى هنا تنتهي قصة ابن مسعود مع أصحاب المجالس المبتدعة لكن العبرة في تمام القصة التي يرويها مُشاهدها قال فلقد رأينا أولئك الأقوام أي أصحاب حلقات الذكر غير المشروع، رأيناهم يقاتلوننا يوم النهروان أي إن أصحاب حلقات الذكر صاروا من الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقاتلهم علي رضي الله عنه واستأصل شأفتهم إلا أفرادا قليلين منهم، فلم تُفِدْهم مجالسهم شيئا وذلك لأنهم خالفوا في ذلك السنّة وهذا شاهد لقول العلماء " الصغائر بريد الكبائر " وأنا أقتبس من قولهم هذا فأقول " البدعة الصغيرة بريد للبدعة الكبيرة " هذا هو الشاهد لضابط ما أقول تماما، حلقات مبتدعة يذكرون الله بصورة غير مشروعة أوصلتهم إلى البدعة الكبرى وهي الخروج على أمير المؤمنين وقتالهم إياه، لذلك فيجب أن نقف عند حدود الله وألا نتألّى على الله فنُشرِّع بآرائنا وعقولنا وأهوائنا وعاداتنا شيئا لم يسُنّه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو على العكس من ذلك يفسح لنا المجال أن نذكر الله كيف ما اتفق لنا دون أن نتّخذ كيفية وصورة معيّنة وإنما حسب ما تيّسر كما قال في هذا الحديث ( واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر ) .
16 - التحذير من البدع في الأذكار ، وبيان أنه ليس في الإسلام بدعة حسنة وذكر قصة ابن مسعود ورده على القوم الذين كانوا يذكرون الله في المسجد جماعات ومعهم حصى يعدون التسبيح والتحميد والتهليل. أستمع حفظ
تتمة شرح حديث معاذ وقوله ( وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية ) وكيفية معالجة الخطأ إذا وقع من الناس.
لذلك الخطأ يجب أن ينكر حسب واقعه إن كان علنا يُنكر علنا وإن كان سرا ينكر سرا لأنه ما فيه فائدة هنا من الإعلان إلا فضيحة هذا الذي أساء، فهنا الرسول عليه السلام يعض الفرد منا أنه إن أخطأ أمام الناس أن يعلن هذا الخطأ أمام الناس أنه أنا أخطأت ( السر بالسر والعلانية بالعلانية ) بهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.
العيد عباسي : هناك بعض الأسئلة السابقة منها السؤال التالي، يسأل السائل.
17 - تتمة شرح حديث معاذ وقوله ( وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية ) وكيفية معالجة الخطأ إذا وقع من الناس. أستمع حفظ
لماذا تفرقون بين الأحاديث الحسنة فتأخذون بعضها وتتركون بعضها الأخرى ومثال ذلك حديث الترمذي عن عمر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع يديه لا يحطهما حتى يسمح بهما وجهه ) قال الحافظ ابن حجر له شواهد تؤيده منها حديث ابن عباس والسائب بن يزيد ومجموعها يدل على أنه حسن ...؟
هذا لا تأخذون به وتأخذون بحديث ( من تقوّل عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار ) وهو حديث حسن رواه أحمد وحديث ( من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ) رواه الترمذي؟
الشيخ : هذا السؤال علمي دقيق لا يكفي إقناع السائل مثل الجواب السريع العاجل لكن لا بد من جواب مُجمل ألا وهو الحديث الأول الذي لا نأخذ به ويقول السائل إنه حديث حسن هو يقول ذلك تقليدا منه وهذا واجبه بطبيعة الحال للحافظ ابن حجر والحافظ ابن حجر نفسه يعترف بأن الحديث وصل عنده إلى مرتبة الحسن بمجموع طرقه ونحن كنا زمنا منذ من بضع سنين نظن هذا الكلام صحيحا أي أن هذا الحديث حسن لغيره ثم لمّا شاء الله عز وجل أن أتفرّغ لتخريج كتاب من كتب الفقه وهو المعروف ب - منار السبيل - فخرّجته فمرّ بي هذا الحديث، فهنا أنا لم أجري في كل تعليقاتي وتحقيقاتي أن أصحّح حديثا أو أحسّنه أو أضعّفه تقليدا لغيري لأن في هذا ليس فيه كبير عمل وهذا يستطيعه المبتدئ في طلب أي علم، يقول قال فلان كذا وقال فلان كذا لكني جريت على البحث والتحقيق والتنقيب فلما جئت إلى هذا الحديث ودرست الطرق التي قوّى الحافظ ابن حجر الحديث بها وجدتها شديدة الضعف، كل الطريق فيه ضعف شديد وهُم قد قرروا في مصطلح علم الحديث أن الحديث الضعيف الذي يتقوّى بكَثرة الطرق إنما هو الذي لم يشتدّ الضعف في طرقه فلما وجدت القاعدة هذه لا يصحّ أو لم تتحقق في مفردات طرق مسح الوجه باليدين بعد الدعاء أبقيت الحديث على ضعفه وأبقيت المفردات على شدّة ضعفها، فهذا هو الجواب المجمل، أما الجواب التفصيلي فهذا يتطلّب أن نكلّف السائل وهو يبدو أنه يريد البحث العلمي أخرج لنا هذه الطرق، كل طريق على حدى وادرس أنت إن استطعت ... بواسطة غيرك ضعّف الراوي الذي به ضُعّف الحديث فإن وجدته أنت ضعفا يسيرا إنما هو صدوق في نفسه وإنما في حفظه ضعف فحينئذ يَرِد سؤالك عليّ وردّي أني أنا لا أرى هذا الذي تراه وإنما جاز لك أن تتبنّى حينذاك رأي الحافظ ابن حجر ببصيرة بحسب رأيك و اجتهادك وهذا طبعا لريثما يأتي أو ريثما يقوم السائل بهذا فأظن أن هناك فجوات وهناك مساعي ... ولكننا نحن الأن بفضل الله عز وجل بصدد طبع هذا الكتاب الذي خرّجت فيه هذا الحديث وهو - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل - فعسى أن يصدر هذا الكتاب على الأقل المجلد الأول وفيه هذا الحديث فيطّلع عليه السائل وبالتالي يطّلع على معالجتي وكشفي للضعف الشديد الذي أشرت إليه في ... بعد ذلك يحاسب نفسه فإن اقتنع بما قلت لم يرد السؤال وإن لم يقنع إلا بما قال الحافظ ابن حجر فنحن لا نفرض رأينا على غيرنا وبالتالي لا يجوز لغيرنا أن يفرض رأيه علينا (( ولكل وجهة هو مولّيها فاستبقوا الخيرات )) غيره، نعم.
السائل : ... .
الشيخ : لا.
السائل : ... .
الشيخ : لا يختلف أخي هذا الطرق يُعبّر عنها بالمتابعات وبالشواهد، هذا تعبير اصطلاحي ليس له ما يُفرّق عما كنا نحن بصدده يعني إذا قرأت كلام الحافظ ابن كثير في "الباعث الحثيث" ستجد هناك أنهم يعنون بهذا عن هذا تارة وبالعكس، فالشواهد هي أحاديث غير الحديث الأول لكن أحيانا يُقصد نفس الحديث يأتي بطرق أخرى فيُقال عنها شواهد، هذا اصطلاح وليس اصطلاحا جامدا أيضا وإنما فيه ... غيره، نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : ما بالها؟
18 - لماذا تفرقون بين الأحاديث الحسنة فتأخذون بعضها وتتركون بعضها الأخرى ومثال ذلك حديث الترمذي عن عمر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع يديه لا يحطهما حتى يسمح بهما وجهه ) قال الحافظ ابن حجر له شواهد تؤيده منها حديث ابن عباس والسائب بن يزيد ومجموعها يدل على أنه حسن ...؟ أستمع حفظ
سؤال حول الشواهد والمتابعات و الفرق بينهما .
الشيخ : إذا جاء حديث مثلا عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة بحديث ما ثم جاء الحديث من طريق غير الزهري عن سعيد بن المسيب فهذا الغير يقال تابَع الزهري لكن هذا الطريق طريق الزهري ماشي لحاله بيجي حديث وإن شئت قلت طريق ثاني عن أبي هريرة من غير طريق إيش؟ ابن المسيب، بل هو من غير طريق أبي هريرة، حديث صحابي عن صاحبي أخر وبإسناد أخر، هذا يُقال الشاهد الأول لكن الحقيقة لذلكم قالوا يُعبّر هذا عن هذا، ما فيه مانع أنك تقول هذا متابع لهذا ليش؟ إذا بدأت بالصحابي فحديث أبي هريرة في المثال جاء له شاهد من حديث ابن عمر، ابن عمر متابع لأبي هريرة، التابعي الراوي عن أبي هريرة تابع للتابع الذي رواه عن ابن عمر وهكذا بكل الطبقات، فالشاهد متابع والمتابع شاهد فهو اصطلاح يعني مثل ما قلت لك ما هو ضيّق وإنما فيه سعة، نعم.
ما مدى العلاقة بين مصطلح السيرة النبوية ومصطلح السنة النبوية وبالتالي ما مدى اعتماد السيرة على العلوم الحديثية وبماذا تنصحون من مراجع في السيرة ؟
الشيخ : شو السؤال الأول؟
العيد عباسي : السيرة ومصطلح السنّة؟
الشيخ : أيوه، ما نجد خلافا بين السيرة و بين السنّة، إذا ما تذكّرنا أن السنّة تشمل أقواله عليه السلام وأفعاله وتقريراته وسيرة الرسول صلى الله عليه وأله وسلم لا تتعدّى هذه الأنواع الثلاثة فهي قول وفعل وقد يكون فيها تقرير لكن يمكن أن يقال أن السيرة أخصّ من السنّة.