متفرقات للألباني-245
رد الشيخ الألباني على جمل وردت في أحد كتب المعاصرين حول التقليد والاتباع. والتعليق على قوله : " الواقع يؤكد أن قليلا منهم قد أخذ نفسه بهذا المنهج أما الأكثرون فعلى الضد من ذلك لا يرون في المذاهب إلا عدو يجب القضاء عليه وقد رأينا وسمعنا من كبارهم ... ومن أوسطهم من يقول : لابد أولا من إحراق كتب المذاهب جميعا "
الشيخ : ولعل الذين حضروا الدرس السابق يذكرون جيدا قول الكاتب المشار إليه في تساؤله واستدراكه بقوله " ولكن هل استطعتم أن تركّزوا هذا المفهوم الصحيح في نفوس المنتسبين إلى طريقتكم " تكلمت عن هذه الجملة بالذات بما يكفي ويكفي في اعتقادي في الدرس الماضي.
وأتكلم عن بقيّتها فقد قال " الواقع يؤكّد أن قليلا منهم قد أخذ نفسه بهذا المنهج أما الأكثرون فعلى الضد من ذلك لا يرون في المذاهب إلا عدوّا يجب القضاء عليه وقد رأينا وسمعنا من كبارهم بين هلالين من يُجاهر بهذا الرأي ومن أوسطهم من يقول لابد أولا من إحراق كتب المذاهب جميعا " .
هذا الكلام يعزوه الكاتب إلى بعض المنتسبين إلى الدعوة السلفية وهو يجعلهم قسمين كبارا وصغارا ولعل هذا التقسيم يُشير إلى محاولة الرجل إلى إنصاف الذين يتكلّم فيهم نقدا.
والذي يهمّني إلى التعليق على هذه الأسطر إنما هو أمران اثنان، أحدهما أهم من الأخر، فلنبدأ بالأهم ثم بما دونه، الأول هو ما موقف الدعوة السلفية بالنسبة للمذاهب وأئمتها؟ هذا هو الأمر الأول والأهم كما ذكرت، الأمر الأخر.
وأتكلم عن بقيّتها فقد قال " الواقع يؤكّد أن قليلا منهم قد أخذ نفسه بهذا المنهج أما الأكثرون فعلى الضد من ذلك لا يرون في المذاهب إلا عدوّا يجب القضاء عليه وقد رأينا وسمعنا من كبارهم بين هلالين من يُجاهر بهذا الرأي ومن أوسطهم من يقول لابد أولا من إحراق كتب المذاهب جميعا " .
هذا الكلام يعزوه الكاتب إلى بعض المنتسبين إلى الدعوة السلفية وهو يجعلهم قسمين كبارا وصغارا ولعل هذا التقسيم يُشير إلى محاولة الرجل إلى إنصاف الذين يتكلّم فيهم نقدا.
والذي يهمّني إلى التعليق على هذه الأسطر إنما هو أمران اثنان، أحدهما أهم من الأخر، فلنبدأ بالأهم ثم بما دونه، الأول هو ما موقف الدعوة السلفية بالنسبة للمذاهب وأئمتها؟ هذا هو الأمر الأول والأهم كما ذكرت، الأمر الأخر.
1 - رد الشيخ الألباني على جمل وردت في أحد كتب المعاصرين حول التقليد والاتباع. والتعليق على قوله : " الواقع يؤكد أن قليلا منهم قد أخذ نفسه بهذا المنهج أما الأكثرون فعلى الضد من ذلك لا يرون في المذاهب إلا عدو يجب القضاء عليه وقد رأينا وسمعنا من كبارهم ... ومن أوسطهم من يقول : لابد أولا من إحراق كتب المذاهب جميعا " أستمع حفظ
بيان موقف الدعوة السلفية من المذاهب وأئمتها .
الشيخ : هل فيمن ينتسب إلى الدعوة من يتكلّم بمثل هذا الكلام الذي ذكره الكاتب وعزا طرفا منه إلى كبارِهم وطرفا أخر منه إلى أوسطهم، أما الأمر الأول فنحن ندندن دائما وأبدا وتكلّمنا عن شيء من ذلك في الدرس السابق فلا أريد الإطالة، نقول دائما وأبدا أن هذه الدعوة، الدعوة السلفية إنما تقوم على فهم الكتاب والسنّة وعلى منهج السلف الصالح الذين هم الذين كانوا في القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيريّة في الحديث الصحيح المتواتر ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) .
والأئمة الأربعة و غيرهم ممن عاصرهم أو تقدّم عنهم، عليهم أو تأخّر عنهم شيئا قليلا، كل هؤلاء من أئمة السلف الصالح فنحن بهم نقتدي وإياهم نتّبع في دعوتنا هذه، ولذلك فما يتصوّر إطلاقا أن يذم رجل سلفي المشرب والمذهب، لا يتصوّر أن يطعن مثل هذا في إمام من أئمة المسلمين أو أن يذمّهم أو أن يتمنّى حرق كتب هؤلاء الأئمة وعدم الإستفادة بها.
لقد كنت تحدّثت عن جانب من هذه الحقيقة في مقدّمة "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم" وذكرت أن الأئمة وبخاصة الأئمة الأربعة لهم الفضل الأول في توجيهنا هذا المنهج الصحيح في اتباع الكتاب والسنّة، وقد جمعت في مقدمة "صفة الصلاة" أقوال الأئمة الأربعة التي فيها توضيح هذا المنهج باتباع الكتاب والسنّة وعدم الجمود على التقليد والجمود على اتباع المذاهب، ذكرت أقوالهم هناك ولا أريد الإطالة بذكرها وحسبي مثال واحد منها حيث اتفقوا جميعا على التلفّظ بهذا المثال ألا وهو قولهم " إذا صحّ الحديث فهو مذهبي " .
لذلك فنحن نعتقد أن الدعوة السلفية قائمة على تقدير الأئمة حق قدرهم، فإن وُجِد هناك أناس ينتمون إلى الدعوة السلفية ولكن يصدُر منهم بعض الكلمات التي تعتبر ظلما للأئمة ولجهودهم ولعلومهم بل وذمّا لهم بمثل هذه الكلمات التي ذكرها الكاتب فنحن نقول بصراحة إن من المبادئ التي قامت عليها الدعوة السلفية بناءً على أنها قائمة على الكتاب والسنّة وفي الكتاب والسنّة ما يؤيد أنه لا يَحمل أحد وزر أحد كما قال تعالى (( أم لم ينبأ بما صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى )) وجاء في السنّة الصحيحة أن رجلا من الصحابة أتى النبي صلى الله عليه وأله وسلم ومعه غلام له، فقال ( هذا ابنك؟ ) قال نعم قال ( أما إنك لا تجني عليه ولا يجني عليك ) ( لا تجني عليه ولا يجني عليك ) هذا كتفسير للأية السابقة (( ألا تزر وازرة وزر أخرى )) فإذا صدرت مثل هذه الكلمات من بعض من ينتمون إلى الدعوة السلفية، الدعوة ليست مسؤولة عنهم ولا عن قائليها لهذا الذي سمعتم من الأية والحديث الصحيح، ونحن نعترف أسفين أنه تصدُر مثل هذه الكلمات عن بعض المتحمّسين من السلفيّين من الذين لهم خُلُق أو طبع خاص، من ذلك الحدّة ومن ذلك أن يكون عقله وراء لسانه ولسانه قبل عقله فهو يقول قبل أن يُفكّر، هذا لا نستطيع أن نبرّأ من مثله بل ومن أمثاله ... من الدعوات، فهؤلاء أصحاب الرسول صلوات الله وسلامه عليه لم يخلُ فيهم من نزلت فيه بعض الأيات ومَنْ غضب منه الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وأحيانا ربّما سبّه وشتمه ولعنه، ذلك لأن لكل طائفة وفي كل جماعة من لم يتأدّبوا بأدب الدعوة ولم يتخلّقوا بأخلاقها، فنحن نأخذ من هذه السطور في نقد هذا الكاتب لبعض الدعاة المنتمين إلى السلفية، نأخذ ناحيتين اثنتين، قلت إحداهما أهم من الأخرى، الأولى أن يعرف الجميع أن الدعوة السلفية لا تكون على هضم حقوق العلماء، كيف والقرأن الكريم يقول (( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) فإذا كان القرأن الكريم يأمر المسلمين جميعا بأن يعدلوا في إصدار أحكامهم حتى فيمن يبغضونهم فكيف يكون شأنهم فيمن يُحبّونهم، لذلك فنحن على ما كنا ذكرنا منذ قرابة عشرين سنة من احترامنا لأئمتنا واقتدائنا واتباعنا إياهم ولكن وهذا من بيت القصيد كما يقال إنما نختلف عن جماهير المسلمين الذين لا ينتمون إلى الدعوة السلفية، نختلف عنهم في اتباعنا وفي تعظيمنا وتوقيرنا لأئمتنا اختلافا جذريا.
ولعل هذا الاختلاف يكون سببا ومثارا لحفيظة بعض من لم يهضم الدعوة السلفية جيدا سواء ممن ينتمي إليها أو ممن لا ينتمي إليها ولكنه يتبنى بعض أفكارها وأراءها.
والأئمة الأربعة و غيرهم ممن عاصرهم أو تقدّم عنهم، عليهم أو تأخّر عنهم شيئا قليلا، كل هؤلاء من أئمة السلف الصالح فنحن بهم نقتدي وإياهم نتّبع في دعوتنا هذه، ولذلك فما يتصوّر إطلاقا أن يذم رجل سلفي المشرب والمذهب، لا يتصوّر أن يطعن مثل هذا في إمام من أئمة المسلمين أو أن يذمّهم أو أن يتمنّى حرق كتب هؤلاء الأئمة وعدم الإستفادة بها.
لقد كنت تحدّثت عن جانب من هذه الحقيقة في مقدّمة "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم" وذكرت أن الأئمة وبخاصة الأئمة الأربعة لهم الفضل الأول في توجيهنا هذا المنهج الصحيح في اتباع الكتاب والسنّة، وقد جمعت في مقدمة "صفة الصلاة" أقوال الأئمة الأربعة التي فيها توضيح هذا المنهج باتباع الكتاب والسنّة وعدم الجمود على التقليد والجمود على اتباع المذاهب، ذكرت أقوالهم هناك ولا أريد الإطالة بذكرها وحسبي مثال واحد منها حيث اتفقوا جميعا على التلفّظ بهذا المثال ألا وهو قولهم " إذا صحّ الحديث فهو مذهبي " .
لذلك فنحن نعتقد أن الدعوة السلفية قائمة على تقدير الأئمة حق قدرهم، فإن وُجِد هناك أناس ينتمون إلى الدعوة السلفية ولكن يصدُر منهم بعض الكلمات التي تعتبر ظلما للأئمة ولجهودهم ولعلومهم بل وذمّا لهم بمثل هذه الكلمات التي ذكرها الكاتب فنحن نقول بصراحة إن من المبادئ التي قامت عليها الدعوة السلفية بناءً على أنها قائمة على الكتاب والسنّة وفي الكتاب والسنّة ما يؤيد أنه لا يَحمل أحد وزر أحد كما قال تعالى (( أم لم ينبأ بما صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى )) وجاء في السنّة الصحيحة أن رجلا من الصحابة أتى النبي صلى الله عليه وأله وسلم ومعه غلام له، فقال ( هذا ابنك؟ ) قال نعم قال ( أما إنك لا تجني عليه ولا يجني عليك ) ( لا تجني عليه ولا يجني عليك ) هذا كتفسير للأية السابقة (( ألا تزر وازرة وزر أخرى )) فإذا صدرت مثل هذه الكلمات من بعض من ينتمون إلى الدعوة السلفية، الدعوة ليست مسؤولة عنهم ولا عن قائليها لهذا الذي سمعتم من الأية والحديث الصحيح، ونحن نعترف أسفين أنه تصدُر مثل هذه الكلمات عن بعض المتحمّسين من السلفيّين من الذين لهم خُلُق أو طبع خاص، من ذلك الحدّة ومن ذلك أن يكون عقله وراء لسانه ولسانه قبل عقله فهو يقول قبل أن يُفكّر، هذا لا نستطيع أن نبرّأ من مثله بل ومن أمثاله ... من الدعوات، فهؤلاء أصحاب الرسول صلوات الله وسلامه عليه لم يخلُ فيهم من نزلت فيه بعض الأيات ومَنْ غضب منه الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وأحيانا ربّما سبّه وشتمه ولعنه، ذلك لأن لكل طائفة وفي كل جماعة من لم يتأدّبوا بأدب الدعوة ولم يتخلّقوا بأخلاقها، فنحن نأخذ من هذه السطور في نقد هذا الكاتب لبعض الدعاة المنتمين إلى السلفية، نأخذ ناحيتين اثنتين، قلت إحداهما أهم من الأخرى، الأولى أن يعرف الجميع أن الدعوة السلفية لا تكون على هضم حقوق العلماء، كيف والقرأن الكريم يقول (( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) فإذا كان القرأن الكريم يأمر المسلمين جميعا بأن يعدلوا في إصدار أحكامهم حتى فيمن يبغضونهم فكيف يكون شأنهم فيمن يُحبّونهم، لذلك فنحن على ما كنا ذكرنا منذ قرابة عشرين سنة من احترامنا لأئمتنا واقتدائنا واتباعنا إياهم ولكن وهذا من بيت القصيد كما يقال إنما نختلف عن جماهير المسلمين الذين لا ينتمون إلى الدعوة السلفية، نختلف عنهم في اتباعنا وفي تعظيمنا وتوقيرنا لأئمتنا اختلافا جذريا.
ولعل هذا الاختلاف يكون سببا ومثارا لحفيظة بعض من لم يهضم الدعوة السلفية جيدا سواء ممن ينتمي إليها أو ممن لا ينتمي إليها ولكنه يتبنى بعض أفكارها وأراءها.
الدعوة السلفية من منهجها توقير الأئمة والعلماء وإجلالهم وأن أقوال العلماء وسيلة لمعرفة الحق لا غاية، والكلام على الإلهام عند الصوفية .
الشيخ : نحن حينما نوقّر الأئمة ونعظّمهم لعلمنا بأنهم هداة ودعاة إلى هذا الذي نحن ندعو إليه من الكتاب والسنّة وبالنظر إلى أنهم وسائط بيننا وبين نبينا محمد صلى الله عليه وأله وسلم فإننا لا نعتقد أن هناك طريقا لطلب العلم سوى الطريق الذي يعرفه كل الناس وهو أن يتلقى الجاهل العلم عن العالم، فليس لدينا طريق يدّعيه بعض المنتسبين إلى بعض الطرق الصوفية أنه يمكن إنسان لو كان أميا لا يقرأ ولا يكتب أن يتلقى العلم بغير هذا الطريق المُتّبع في تلقي العلم وهو ما يسمونه بالإلهام.
الإلهام عند كثير من الصوفية يكاد يشبه الوحي ومن المؤسف أن نذكر هذه الحقيقة المرة وهي أن الإمام الغزّالي يذكر شيئا من هذا الطريق الإلهامي في أول كتابه "إحياء علوم الدين" فيذكر "أن الإنسان مع مجاهدته لنفسه ومراقبته لربه ومناجاته إياه في صلواته يمكن أن يتلقّى من الإلهام علم ما لم يعلم" ويذكر هو وغيره طريقة خاصة أن يجلس في غرفة مظلمة وأن يضع رأسه على ركبتيه وأن يُغمض عينيه ويجلس هكذا في ظلمات ثلاث، ظلمة الغرفة وظلمة غمض العين وظلمة ... نفسه والإتجاه الذي يتجه فيه على خلاف تلقّي العلم فيترقّب أن ينزل عليه شيء من الوحي الذي يسمّونه بالإلهام، من هنا جاءت عبارة يردّدها كثير من الصوفية المتقدّمين منهم والمتأخّرين وهي قولهم "حدثني قلبي عن ربّي" لا يقول أحدهم كما يقول أئمة الحديث حدثني فلان عن فلان ولا يقول أحدهم كما يقول علماء الفقه قال فلان في كتابه عن فلان وإنما فورا يقول حدّثني قلبي عن ربي، أيضا هذا مجال البحث طويل لا أريد أن أخوض فيه لأني في صدد بيان نقطة الاختلاف بيننا نحن السلفيين الذين نشترك مع جماهير المسلمين في تفضيل الأئمة واحترامهم، نختلف في هذه النقطة، نحن نعتبر الأئمة وسائل ووسطاء ليبلغون العلم عن الله ورسوله فنحن لا نتّبعهم لذواتهم ولا نجعل من اتباعنا إياهم غاية من غايتنا لأن الغاية الوحيدة هي أن نعرف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم مما أيّده ربه عليه في كتابه أو بيّنه هو عليه الصلاة والسلام في سنّته، فهؤلاء العلماء الأجلّاء نحن نتخذهم وسائط يبلّغون دعوة الكتاب والسنّة، أما الجماهير من الذين يشتركون معنا في تقدير العلماء هؤلاء واحترامهم فهم قلبوا هذه الحقيقة وجعلوا اتباع العلماء إن صحّ إطلاقنا هذه اللفظة فيهم، جعلوا اتباعهم إنما هم جعلوا تقليدهم لهؤلاء الأئمة هي الغاية، والدليل قال " وبضدها تتبين الأشياء " الدليل أن كلا منهم رضي بإمام وتمسّك بكل الأقوال ولا يتمسّك بشيء من أقوال الأئمة الأخرين وهي أكثر وأكثر لأن قول أئمة ثلاثة أو لأن أقوال أئمة ثلاثة هي بلا شك أكثر وأكثر من أقوال إمام واحد، فلذلك فكل مقلّد لإمام من هؤلاء الأئمة فهو خاسر أكثر مما ربح من تقليده وفي القسم الذي أصاب الإمام الحق في ذاك الذي يقلّده هذا المقلد.
أما نحن فقد عرفنا منزلة الأئمة في علمهم من جهة وعرفنا أنهم وسائل ووسائط ليسوا مقصودين بالذات في الاتباع كما هم بيّنوا ذلك بوضوع في تلك الأقوال التي أشرنا إليها من مقدمة كتابنا "صفة الصلاة" فهم يقولون مثلا لأتباعهم وأصحابهم " خذوا من حيث أخذنا " ف"خذوا من حيث أخذنا" تأكيد لهذا الذي نقول أنهم ليسوا مقصدين بالاتباع، وإنما المقصود بالاتباع هو الله ثم رسول الله وهو عليه الصلاة والسلام الوحيد الذي يجب اتباعه دون سائر الناس، وهو النبي الوحيد الذي جعل الله عز وجل اتباعه دليلا أو الدليل في محبة الله عز وجل كما في الأية المشهورة (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) .
الإلهام عند كثير من الصوفية يكاد يشبه الوحي ومن المؤسف أن نذكر هذه الحقيقة المرة وهي أن الإمام الغزّالي يذكر شيئا من هذا الطريق الإلهامي في أول كتابه "إحياء علوم الدين" فيذكر "أن الإنسان مع مجاهدته لنفسه ومراقبته لربه ومناجاته إياه في صلواته يمكن أن يتلقّى من الإلهام علم ما لم يعلم" ويذكر هو وغيره طريقة خاصة أن يجلس في غرفة مظلمة وأن يضع رأسه على ركبتيه وأن يُغمض عينيه ويجلس هكذا في ظلمات ثلاث، ظلمة الغرفة وظلمة غمض العين وظلمة ... نفسه والإتجاه الذي يتجه فيه على خلاف تلقّي العلم فيترقّب أن ينزل عليه شيء من الوحي الذي يسمّونه بالإلهام، من هنا جاءت عبارة يردّدها كثير من الصوفية المتقدّمين منهم والمتأخّرين وهي قولهم "حدثني قلبي عن ربّي" لا يقول أحدهم كما يقول أئمة الحديث حدثني فلان عن فلان ولا يقول أحدهم كما يقول علماء الفقه قال فلان في كتابه عن فلان وإنما فورا يقول حدّثني قلبي عن ربي، أيضا هذا مجال البحث طويل لا أريد أن أخوض فيه لأني في صدد بيان نقطة الاختلاف بيننا نحن السلفيين الذين نشترك مع جماهير المسلمين في تفضيل الأئمة واحترامهم، نختلف في هذه النقطة، نحن نعتبر الأئمة وسائل ووسطاء ليبلغون العلم عن الله ورسوله فنحن لا نتّبعهم لذواتهم ولا نجعل من اتباعنا إياهم غاية من غايتنا لأن الغاية الوحيدة هي أن نعرف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم مما أيّده ربه عليه في كتابه أو بيّنه هو عليه الصلاة والسلام في سنّته، فهؤلاء العلماء الأجلّاء نحن نتخذهم وسائط يبلّغون دعوة الكتاب والسنّة، أما الجماهير من الذين يشتركون معنا في تقدير العلماء هؤلاء واحترامهم فهم قلبوا هذه الحقيقة وجعلوا اتباع العلماء إن صحّ إطلاقنا هذه اللفظة فيهم، جعلوا اتباعهم إنما هم جعلوا تقليدهم لهؤلاء الأئمة هي الغاية، والدليل قال " وبضدها تتبين الأشياء " الدليل أن كلا منهم رضي بإمام وتمسّك بكل الأقوال ولا يتمسّك بشيء من أقوال الأئمة الأخرين وهي أكثر وأكثر لأن قول أئمة ثلاثة أو لأن أقوال أئمة ثلاثة هي بلا شك أكثر وأكثر من أقوال إمام واحد، فلذلك فكل مقلّد لإمام من هؤلاء الأئمة فهو خاسر أكثر مما ربح من تقليده وفي القسم الذي أصاب الإمام الحق في ذاك الذي يقلّده هذا المقلد.
أما نحن فقد عرفنا منزلة الأئمة في علمهم من جهة وعرفنا أنهم وسائل ووسائط ليسوا مقصودين بالذات في الاتباع كما هم بيّنوا ذلك بوضوع في تلك الأقوال التي أشرنا إليها من مقدمة كتابنا "صفة الصلاة" فهم يقولون مثلا لأتباعهم وأصحابهم " خذوا من حيث أخذنا " ف"خذوا من حيث أخذنا" تأكيد لهذا الذي نقول أنهم ليسوا مقصدين بالاتباع، وإنما المقصود بالاتباع هو الله ثم رسول الله وهو عليه الصلاة والسلام الوحيد الذي يجب اتباعه دون سائر الناس، وهو النبي الوحيد الذي جعل الله عز وجل اتباعه دليلا أو الدليل في محبة الله عز وجل كما في الأية المشهورة (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) .
3 - الدعوة السلفية من منهجها توقير الأئمة والعلماء وإجلالهم وأن أقوال العلماء وسيلة لمعرفة الحق لا غاية، والكلام على الإلهام عند الصوفية . أستمع حفظ
من منهج الدعوة السلفية إفراد النبي صلى الله عليه وسلم بالاتباع وحده.
الشيخ : فإذًا الفرق هام ويمكن إيجازه بكلمة قصيرة دعوتنا تنحصر في إفراد النبي صلى الله عليه وأله وسلم في الاتباع فهو عندنا لا مثيل له ولا شريك له في الاتباع، لا نتبع أحدا من البشر إطلاقا إلا الرسول عليه الصلاة والسلام، أما غيرنا فالمتبوعون عندهم كُثُر كما هو معروف، وليت أن الأمر في الاتباع عندهم انحصر في اتباع الأئمة الأربعة وليت أن الأمر انحصر عندهم في اتباع تلامذة هؤلاء الأئمة وليت ليت ولا فائدة من ليت مطلقا ولكن هذا التفصيل لبيان أن الأمر خطير جدا، إن الأمر بتوالي الأيام ومُضيّ السنين صار المتبوعون هم ال، عند المدعين الاتباع للأئمة الأربعة لا يمكن حصرهم بالألوف المؤلفة، إنك إذا جئت لرجل متفقّه في مذهب ما واحتججت عليه بكتاب إمام من هؤلاء الأئمة وكان هذا الإمام هو إمام هذا الإنسان الذي ينتمي إليه كالحنفي والشافعي مثلا، فجئته بالنص من كتاب الإمام قال لا نحن لا نتبع هذه النصوص، طيب أنت رجل حنفي أو شافعي يقول نحن ما نستطيع أن نأخذ من نفس الإمام، إذًا هو ... ممن أخذ ممن أخذ ممن أخذ حتى يصل إلى الإمام.
إذًا هم يأخذون من المتأخّرين ولا يأخذون من الأئمة المتقدّمين، كانت المشكلة الحقيقة نتوهمها محصورة بين دعوتنا اتباع الكتاب والسنّة وتوحيد الرسول عليه السلام بالاتباع دون الأئمة الأربعة الأقطاب الأربعة بحق في العلم، وهذه المشكلة أضخم من ذلك فإنهم يأبَوْن علينا أيضا أن يضلوا متّبعين للأئمة، فليس عندهم من العلم ومن الثقافة والوعي أصولا وفروعا أن يجدوا في أنفسهم القدرة والاستطاعة لاتباع الأئمة أنفسهم، وإنما يتبعون من من من إلى أن يأتي إلى الفقيه في العصر الحاضر.
إذًا هم يأخذون من المتأخّرين ولا يأخذون من الأئمة المتقدّمين، كانت المشكلة الحقيقة نتوهمها محصورة بين دعوتنا اتباع الكتاب والسنّة وتوحيد الرسول عليه السلام بالاتباع دون الأئمة الأربعة الأقطاب الأربعة بحق في العلم، وهذه المشكلة أضخم من ذلك فإنهم يأبَوْن علينا أيضا أن يضلوا متّبعين للأئمة، فليس عندهم من العلم ومن الثقافة والوعي أصولا وفروعا أن يجدوا في أنفسهم القدرة والاستطاعة لاتباع الأئمة أنفسهم، وإنما يتبعون من من من إلى أن يأتي إلى الفقيه في العصر الحاضر.
قصة وقعت للألباني مع أحد العلماء حول مسألة عدم مشروعية تعدد الجماعة في المسجد الواحد الذي له إمام راتب .
الشيخ : ونحن عندنا أدلة وشواهد كثيرة جدا في مناقشاتنا القديمة قبل انتشار الدعوة السلفية، أنا أذكر جيدا مرة نُقل إلى بعض المشايخ تُوفّي إلى رحمة الله، أني أقول بعدم مشروعية تعدّد الجماعة في المسجد الواحد الذي له إمام راتب ومؤذّن راتب، هذه المسألة يعرفها إخواننا ومن لم يعلم فليسأل الذي يعلم فلقيته أمام المسجد، قال أنت تقول كذا وكذا قلت نعم قال كيف هذا؟ قلت بهذا قال الأئمة وأتيته بكتاب "الأم" للإمام الشافعي وهو شافعي المذهب فعلا، فلما قرأت عليه ... كلام الإمام، لا يأخذ بكلام الإمام، قلت له لماذا؟ قال لأنه جاء بعد الإمام الشافعي أئمة ودرسوا أقواله فوجدوا فيها الراجح والمرجوح فنحن نأخذ بما رجّحوه، فأنا أحببت أن ألفت نظره إلى ما يتهموننا به، قلت إذًا في كلام الشافعي راجح ومرجوح؟ يعني فيه صواب وفيه خطأ؟ فجاء من بعده فبيّن صوابه من خطئه فبُهِت الرجل بهذه المفاجئة ثم لفّ الموضوع وقال نحن باجوريون، لسنا شافعيون نحن باجوريون، فهذا واقع كل المقلدين فلا الحنفيون يقلد أبا حنيفة ولا الشافعي يقلد الشافعي وهكذا وسائر المقلّدين.
إذًا مادام لا بد من الرجوع إلى متبوع فنحن متبوعنا محمد صلوات الله وسلامه عليه ولا يعني هذا أن لا نُقدّر كلمات الأئمة لكن يعني هذا أننا لا نتّبع الأئمة لذواتهم وأشخاصهم أما الرسول فنتّبعه لذاته فهو إذا قال كلمة لا نراجعه فيها إطلاقا، أما إذا قال إمام من أئمة المسلمين فضلا عن شيخ من المشايخ المتأخرين إذا قال قولا فنحن لسنا على مذهب من يقول من المشايخ " من قال لشيخه لمَ لا يفلح أبدا " نحن نقول له لمَ؟ أيّ عالم قال قولا نحن نقول له لمَ؟ ما الدليل؟ ما الحجّة من الكتاب والسنة؟ ذلك لأننا مأمورون باتباع الكتاب والسنّة.
فهذه فارقة وفاصل هام بيننا نحن السلفيين الذين نقدر الأئمة وبين مقلّديهم الذين أيضا يشاركوننا في تقدير الأئمة ولكن في اعتقادنا يعطون لهم مزية ما أعطاها الله عز وجل لأحد من البشر إلا لمحمد صلى الله عليه وأله وسلم.
إذًا مادام لا بد من الرجوع إلى متبوع فنحن متبوعنا محمد صلوات الله وسلامه عليه ولا يعني هذا أن لا نُقدّر كلمات الأئمة لكن يعني هذا أننا لا نتّبع الأئمة لذواتهم وأشخاصهم أما الرسول فنتّبعه لذاته فهو إذا قال كلمة لا نراجعه فيها إطلاقا، أما إذا قال إمام من أئمة المسلمين فضلا عن شيخ من المشايخ المتأخرين إذا قال قولا فنحن لسنا على مذهب من يقول من المشايخ " من قال لشيخه لمَ لا يفلح أبدا " نحن نقول له لمَ؟ أيّ عالم قال قولا نحن نقول له لمَ؟ ما الدليل؟ ما الحجّة من الكتاب والسنة؟ ذلك لأننا مأمورون باتباع الكتاب والسنّة.
فهذه فارقة وفاصل هام بيننا نحن السلفيين الذين نقدر الأئمة وبين مقلّديهم الذين أيضا يشاركوننا في تقدير الأئمة ولكن في اعتقادنا يعطون لهم مزية ما أعطاها الله عز وجل لأحد من البشر إلا لمحمد صلى الله عليه وأله وسلم.
5 - قصة وقعت للألباني مع أحد العلماء حول مسألة عدم مشروعية تعدد الجماعة في المسجد الواحد الذي له إمام راتب . أستمع حفظ
بيان خطأ ما يصدر من بعض الناس ممن ينتسب إلى الدعوة السلفية تقدح في المذاهب المعتمدة .
الشيخ : الشيء الثاني يجب أن نعترف به وهو أن هناك بعض الأفراد من المنتمين إلى الدعوة السلفية تصدر منهم كلمات تارة تكون صريحة في الطعن في المذاهب وتارة تكون تلميحا، فنقول هذا لا يجوز في ديننا وفي اعتقادنا لأن العلماء المجتهدين كما نقرّر دائما وأبدا هم مأجورون، أصابوا أم أخطأوا، بدليل قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد ) ، لذلك فالذي نعتقد أنه مأجور عند الله عز وجل على كل حال مهما عرفنا من هؤلاء الأئمة من زهدهم وخشيتهم من ربهم وإعراضهم عن الدنيا وصدعهم بالحق الذي كانوا يؤمنون به، كل ذلك لا يسمح لنا بوجه من الوجوه أن ننال منهم ولست بهذا الكلام آتيكم بشيء جديد فمن شاء منكم أن يتأكّد فليراجع مقدمة " صفة الصلاة " وقد جئت بها الأن فإني قد أحتاج إلى بعض النصوص لتأكيد ما قد أقول.
إذًا هذه الكلمات التي أشار إليها الكاتب، هذه كلمات مردودة على قائلها ولا يجوز نسبتها إلى الدعوة.
إذًا هذه الكلمات التي أشار إليها الكاتب، هذه كلمات مردودة على قائلها ولا يجوز نسبتها إلى الدعوة.
تتمة رد الشيخ على جمل وردت في أحد كتب المعاصرين وهي مفاهيم خاطئة حول الدعوة السلفية .
الشيخ : قلنا يقول " هذا ولا خلاف بيننا على أن سواد المسلمين ممن لا ينطبق عليهم الوصف بطلب العلم أو التحقيق غير مكلّفين بمثل مسؤولية أولئك المُميّزين " كان ذكر في الدرس السابق وصفا للدعوة السلفية وأنها يدعون لاتباع الكتاب والسنّة وأنهم يدرسون المذاهب الأربعة ويناقشون أدلتهم ووصف هذه الدعوة بأنها دعوة حق لكن الأن نريد أن نبيّن أن هذا العمل الذي يقتضيه التحقيق العلمي لا يستطيعه عامة الناس وهو كلام صحيح لكن ما بناه عليه فهو غير صحيح كما ستسمعون.
لذلك يقول "ولا خلاف بيننا على أن سواد المسلمين ممن لا ينطبق عليهم الوصف بطلب العلم أو التحقيق فهم غير مكلّفين بمثل مسؤولية أولئك المميّزين - هنا الشاهد في خطورة كلامه قال - فدعوتهم إلى التحلّل من المذاهب إنما هو استجرار لهم إلى الشك في الدين نفسه، وكفى في هذا تضليلا لهم ودفعا لمجموعهم إلى هاوية الضياع على هذا نُفسِّر موقف البوطي والحامد رحمه الله من اللامذهبية على اعتبارها في هذا المنظور خطرا يهدّد الشريعة الإسلامية " .
هذا الكتاب مع الأسف الشديد في أول الكلام يلتقي مع السلفيّين على طول الخط، في أخر الكلام يخرج عنهم على طول الخط، والسبب في هذا يعود إلى شيء واحد ... وهو أن الدعوة السلفية لمّا كانت بطبيعة الحال المفهوم الصحيح للإسلام وكان الإسلام بواقعه دينا شاملا لكل بني الإنسان وفي كل زمان ومكان كان بطبيعة الحال الدعوة السلفية أيضا لا تختصّ بطائفة من المسلمين دون الأخرين إنما هي تدعو الناس جميعا كما يدعو الإسلام، لأن الدعوة السلفية هي الإسلام بالمفهوم الصحيح فهي تدعو المسلمين جميعا أن يتمسّكوا بإسلامهم، لا تخصّ الدعوة الإسلامية طائفة دون أخرى، لا تفرق من حيث الدعوة إلى اتباع الكتاب والسنّة بين مثقّف وغير مثقّف، بين متعلّم وغير متعلّم، هي تدعو كل الفئات وكل الأفراد إلى أن يُخلِصوا لله عز وجل في عبادتهم ولنبيهم في اتباعه.
كل المسلمين يجب أن يشتركوا في هذا، فالأن نسمع نغمة جديدة وهذا الكاتب أيضا من المشاكل التي تحيط بالدعوة السلفية أنه ينتمي إلى الدعوة السلفية وإذا به الأن يكتب من لا للتفريق.
السبب في هذا التفريق يعود إلى أن هناك أناسا سبقوا الدعوة السلفية بالانتماء إلى حزب أو جماعة أخرى لا تتبنّى الدعوة السلفية لهم مذهبا ومنهجا، سبقوا أو سبقوا الدعوة السلفية فانتموا إلى حزب وتثقّفوا بثقافته وأكثر هذه الأحزاب كما تكلمنا بشيء من التفصيل بتعليقنا على الكلمة السابقة في الدرس الماضي قائمة على التجميع والتكتيل وتكثير السواد وليس على التثقيف والتفقه في الدين، الذي يسير ويتفق تأتي الدعوة السلفية إلى فرد من هؤلاء فيُعجب بنصاعتها ووضوحها وقوّة ... فيتبنّاها في الجملة ولكن ما كان سبق إليه من التبنّي لدعوة أخرى قائمة على التكتّل والتحزّب لا يُفسح هذا التكتل وهذا التحزب من حيث الواقع مجالا للدعوة السلفية أن تدخل إلى شغاف قلبه وأن تسيطر على كل حواسه وعلى كل تصرّفاته فتجده هو من ناحية سلفي ومن ناحية ليس سلفيا، بل هو ضد السلفية، وهذا مثال نحن كنا نتحدث عنه قبل أن نقرأه مسطورا كما هو الشأن الأن، كنا نقرأه في تصرّفات بعض هؤلاء الناس، نجدهم يعيش أحدهم وهو يدّعي السلفية لكن لا أحد يستفيد من دعوته أو، نعم لا أحد يستفيد من تبنّيه للدعوة السلفية ممن حوله شيئا إلا شيئا لا يكاد يذكر، لماذا؟ وهو لا يدعو للدعوة السلفية، فهو حملها لنفسه ولشخصه فقط أما الشيء الذي يدعو إليه فهو حريص ومجتهد في الدعوة إليه وهو هذا التكتّل وهذا التحزّب على مفاهيم إسلامية عامة لا تُوضّح لمتبنّيه الإسلام على وجهه الصحيح كما جاء في الكتاب والسنّة، هذا التكتّل وهذا التحزّب لا يُفسح المجال لانتشار الدعوة السلفية بين جميع طبقات الأمة وأفرادها لأنه هذا ينافي التكتّل والتحزّب كما شرحنا هذا في الدرس الماضي لأننا حين نقول هذا هو الحق ما به تفاوت فدعني عن بُنيّات الطريق سوف ينفصل واحد عن الثاني والأخ عن أخيه وهذا ينافي التكتّل.
لذلك -وعليكم السلام- لذلك وُجِد ناس هو نصفه سلفي ونصفه حزبي، هو النصف الأول فيما يتعلّق بشخصه ونفسه والنصف الأخر فيما يتعلّق بمجتمعه الذي يعيش فيه، فهو في مجتمعه ليس سلفيا، لذلك هو يريد أن يدع عامة الناس كما سمعتم وعامة الناس مسلمون الأكثرية الساحقة من المسلمين بطبيعة الحال، يريد أن يدعهم متمسّكين بمذاهبهم ولا ندعوهم لاتباع الكتاب والسنّة لأنه هذا بزعمه دعوة لهم إلى متاهة وإلى ضلال وإلى التدرج والخروح من الدين والعياذ بالله تعالى.
هاهنا نريد أن نبيّن الفرق بين الدعوة السلفية في حقيقتها وبين الدعوة السلفية في حدود ما يتحمّله بعض المنتمين إليها من الأحزاب الإسلامية، نحن نلتقي مع كل في حقيقة واحد ونختلف في طريقة الدعوة التفصيلية إليها لتحقيقها، نلتقي جميعا أنه يجب على المسلمين أن يستأنفوا الحياة الإسلامية، هذه كلمة سواء بيننا وبينهم، كلنا نقول يجب أن نستأنف الحياة الإسلامية لكن أنا الأن أتساءل في حدود ما كنا نقرأ في مجتمعاتهم وما نقرأه الأن مُجسّدا في هذه السطور بين أيدينا، مَنِ الذي يمثّل المجتمع الإسلامي؟ أهُم فقط أفراد معدودون في كل قطر وفي كل مصر أم هم هؤلاء المسلمون ما بين عالم ومتعلّم وأمّي لا يقرأ ولا يكتب، لا شك أنه هذا الجواب الأخير هو الذي يُمثّل المجتمع الإسلامي، فإذا أردنا حقيقة أن نتعاون على استئناف الحياة الإسلامية فهل هذا يقتضي أن نقْسِم الناس قسمين، قسم نثقّفهم بالثقافة الصحيحة وليست هي إلا الدعوة السلفية باعتراف هذا الكاتب والقسم الأخر وهو الأكثر ندّعُه كما هو، ومعنى هذا أن ندَعُهم أولا على الجهل لأنه مادام ندعوا الطائفة الأولى وهي الطائفة النخبة الممتازة من المسلمين ندعوهم إلى اتباع الحق أي الكتاب والسنّة ولا ندعو الجمهور فمعنى ذلك أن ندع هؤلاء على جهلهم وعلى خطئهم بل وعلى ضلالهم ثم ليس هذا فقط بل ندعهم على اختلافهم وعلى تنازعهم الشديد الذي من آثاره تحرّج كثيرين منهم أن يصلّي المسلم وراء أخيه المسلم بحجّة أنه هذا مذهبه مخالف لمذهبي، وحتى اليوم تجدون الأمر ظاهرا في امتناع صلاة كثير من متّبعي بل مقلّدي المذاهب ممن يدعو لاتباع الكتاب والسنّة، هذه ظاهرة نراها في مناسبات كثيرة وكثيرة جدا، إذا قيل لهؤلاء هل السلفيون كُفّار؟ قالوا لا هؤلاء مبتدعة، طيب فالصلاة وراء المبتدعة جائزة في المذهب وإلا لا؟ جائزة وهم يحتجون بحديث نحن نضعّفه من حيث الرواية ونصحّحه من حيث الدراية وهو ( صلوا وراء كل بر وفاجر ) ... الحديث ثم يخالفونه ولا يعملون به والمذاهب كلها قائمة عليه، الشاهد فهذا الكاتب هنا يريدنا أن ندَع جماهير المسلمين على جهلهم وعلى خطئهم وعلى تفرّقهم، فهل هذا هو الإسلام الذي يقول (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) هل الإسلام الذي يدعو جميع الفرق إلى التكاتف وإلى التعاضد وعدم التفرّق يفرّق بين القليل من المسلمين فهؤلاء يُدعوْن فقط والجمهور من المسلمين يُترَكون كما هم، هذا لا يقوله مسلم فَهِم شيئا من دعوة الكتاب والسنّة فهما صحيحا.
لذلك يقول "ولا خلاف بيننا على أن سواد المسلمين ممن لا ينطبق عليهم الوصف بطلب العلم أو التحقيق فهم غير مكلّفين بمثل مسؤولية أولئك المميّزين - هنا الشاهد في خطورة كلامه قال - فدعوتهم إلى التحلّل من المذاهب إنما هو استجرار لهم إلى الشك في الدين نفسه، وكفى في هذا تضليلا لهم ودفعا لمجموعهم إلى هاوية الضياع على هذا نُفسِّر موقف البوطي والحامد رحمه الله من اللامذهبية على اعتبارها في هذا المنظور خطرا يهدّد الشريعة الإسلامية " .
هذا الكتاب مع الأسف الشديد في أول الكلام يلتقي مع السلفيّين على طول الخط، في أخر الكلام يخرج عنهم على طول الخط، والسبب في هذا يعود إلى شيء واحد ... وهو أن الدعوة السلفية لمّا كانت بطبيعة الحال المفهوم الصحيح للإسلام وكان الإسلام بواقعه دينا شاملا لكل بني الإنسان وفي كل زمان ومكان كان بطبيعة الحال الدعوة السلفية أيضا لا تختصّ بطائفة من المسلمين دون الأخرين إنما هي تدعو الناس جميعا كما يدعو الإسلام، لأن الدعوة السلفية هي الإسلام بالمفهوم الصحيح فهي تدعو المسلمين جميعا أن يتمسّكوا بإسلامهم، لا تخصّ الدعوة الإسلامية طائفة دون أخرى، لا تفرق من حيث الدعوة إلى اتباع الكتاب والسنّة بين مثقّف وغير مثقّف، بين متعلّم وغير متعلّم، هي تدعو كل الفئات وكل الأفراد إلى أن يُخلِصوا لله عز وجل في عبادتهم ولنبيهم في اتباعه.
كل المسلمين يجب أن يشتركوا في هذا، فالأن نسمع نغمة جديدة وهذا الكاتب أيضا من المشاكل التي تحيط بالدعوة السلفية أنه ينتمي إلى الدعوة السلفية وإذا به الأن يكتب من لا للتفريق.
السبب في هذا التفريق يعود إلى أن هناك أناسا سبقوا الدعوة السلفية بالانتماء إلى حزب أو جماعة أخرى لا تتبنّى الدعوة السلفية لهم مذهبا ومنهجا، سبقوا أو سبقوا الدعوة السلفية فانتموا إلى حزب وتثقّفوا بثقافته وأكثر هذه الأحزاب كما تكلمنا بشيء من التفصيل بتعليقنا على الكلمة السابقة في الدرس الماضي قائمة على التجميع والتكتيل وتكثير السواد وليس على التثقيف والتفقه في الدين، الذي يسير ويتفق تأتي الدعوة السلفية إلى فرد من هؤلاء فيُعجب بنصاعتها ووضوحها وقوّة ... فيتبنّاها في الجملة ولكن ما كان سبق إليه من التبنّي لدعوة أخرى قائمة على التكتّل والتحزّب لا يُفسح هذا التكتل وهذا التحزب من حيث الواقع مجالا للدعوة السلفية أن تدخل إلى شغاف قلبه وأن تسيطر على كل حواسه وعلى كل تصرّفاته فتجده هو من ناحية سلفي ومن ناحية ليس سلفيا، بل هو ضد السلفية، وهذا مثال نحن كنا نتحدث عنه قبل أن نقرأه مسطورا كما هو الشأن الأن، كنا نقرأه في تصرّفات بعض هؤلاء الناس، نجدهم يعيش أحدهم وهو يدّعي السلفية لكن لا أحد يستفيد من دعوته أو، نعم لا أحد يستفيد من تبنّيه للدعوة السلفية ممن حوله شيئا إلا شيئا لا يكاد يذكر، لماذا؟ وهو لا يدعو للدعوة السلفية، فهو حملها لنفسه ولشخصه فقط أما الشيء الذي يدعو إليه فهو حريص ومجتهد في الدعوة إليه وهو هذا التكتّل وهذا التحزّب على مفاهيم إسلامية عامة لا تُوضّح لمتبنّيه الإسلام على وجهه الصحيح كما جاء في الكتاب والسنّة، هذا التكتّل وهذا التحزّب لا يُفسح المجال لانتشار الدعوة السلفية بين جميع طبقات الأمة وأفرادها لأنه هذا ينافي التكتّل والتحزّب كما شرحنا هذا في الدرس الماضي لأننا حين نقول هذا هو الحق ما به تفاوت فدعني عن بُنيّات الطريق سوف ينفصل واحد عن الثاني والأخ عن أخيه وهذا ينافي التكتّل.
لذلك -وعليكم السلام- لذلك وُجِد ناس هو نصفه سلفي ونصفه حزبي، هو النصف الأول فيما يتعلّق بشخصه ونفسه والنصف الأخر فيما يتعلّق بمجتمعه الذي يعيش فيه، فهو في مجتمعه ليس سلفيا، لذلك هو يريد أن يدع عامة الناس كما سمعتم وعامة الناس مسلمون الأكثرية الساحقة من المسلمين بطبيعة الحال، يريد أن يدعهم متمسّكين بمذاهبهم ولا ندعوهم لاتباع الكتاب والسنّة لأنه هذا بزعمه دعوة لهم إلى متاهة وإلى ضلال وإلى التدرج والخروح من الدين والعياذ بالله تعالى.
هاهنا نريد أن نبيّن الفرق بين الدعوة السلفية في حقيقتها وبين الدعوة السلفية في حدود ما يتحمّله بعض المنتمين إليها من الأحزاب الإسلامية، نحن نلتقي مع كل في حقيقة واحد ونختلف في طريقة الدعوة التفصيلية إليها لتحقيقها، نلتقي جميعا أنه يجب على المسلمين أن يستأنفوا الحياة الإسلامية، هذه كلمة سواء بيننا وبينهم، كلنا نقول يجب أن نستأنف الحياة الإسلامية لكن أنا الأن أتساءل في حدود ما كنا نقرأ في مجتمعاتهم وما نقرأه الأن مُجسّدا في هذه السطور بين أيدينا، مَنِ الذي يمثّل المجتمع الإسلامي؟ أهُم فقط أفراد معدودون في كل قطر وفي كل مصر أم هم هؤلاء المسلمون ما بين عالم ومتعلّم وأمّي لا يقرأ ولا يكتب، لا شك أنه هذا الجواب الأخير هو الذي يُمثّل المجتمع الإسلامي، فإذا أردنا حقيقة أن نتعاون على استئناف الحياة الإسلامية فهل هذا يقتضي أن نقْسِم الناس قسمين، قسم نثقّفهم بالثقافة الصحيحة وليست هي إلا الدعوة السلفية باعتراف هذا الكاتب والقسم الأخر وهو الأكثر ندّعُه كما هو، ومعنى هذا أن ندَعُهم أولا على الجهل لأنه مادام ندعوا الطائفة الأولى وهي الطائفة النخبة الممتازة من المسلمين ندعوهم إلى اتباع الحق أي الكتاب والسنّة ولا ندعو الجمهور فمعنى ذلك أن ندع هؤلاء على جهلهم وعلى خطئهم بل وعلى ضلالهم ثم ليس هذا فقط بل ندعهم على اختلافهم وعلى تنازعهم الشديد الذي من آثاره تحرّج كثيرين منهم أن يصلّي المسلم وراء أخيه المسلم بحجّة أنه هذا مذهبه مخالف لمذهبي، وحتى اليوم تجدون الأمر ظاهرا في امتناع صلاة كثير من متّبعي بل مقلّدي المذاهب ممن يدعو لاتباع الكتاب والسنّة، هذه ظاهرة نراها في مناسبات كثيرة وكثيرة جدا، إذا قيل لهؤلاء هل السلفيون كُفّار؟ قالوا لا هؤلاء مبتدعة، طيب فالصلاة وراء المبتدعة جائزة في المذهب وإلا لا؟ جائزة وهم يحتجون بحديث نحن نضعّفه من حيث الرواية ونصحّحه من حيث الدراية وهو ( صلوا وراء كل بر وفاجر ) ... الحديث ثم يخالفونه ولا يعملون به والمذاهب كلها قائمة عليه، الشاهد فهذا الكاتب هنا يريدنا أن ندَع جماهير المسلمين على جهلهم وعلى خطئهم وعلى تفرّقهم، فهل هذا هو الإسلام الذي يقول (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) هل الإسلام الذي يدعو جميع الفرق إلى التكاتف وإلى التعاضد وعدم التفرّق يفرّق بين القليل من المسلمين فهؤلاء يُدعوْن فقط والجمهور من المسلمين يُترَكون كما هم، هذا لا يقوله مسلم فَهِم شيئا من دعوة الكتاب والسنّة فهما صحيحا.
حقيقة الدعوة السلفية هو وجوب اتباع الكتاب والسنة وفهمهما . ومعنى قوله تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) .
الشيخ : ثم هنا نوضِّح الأمر بعض الشيء، نقول نحن لماذا نقول سلفيون والدعوة السلفية؟ كنا ذكرنا لكم مرارا وتكرار كل المسلمين يدعون لاتباع الكتاب والسنّة ولكن هذا الاتباع غير مقيّد بموضوع وبمنهج محدود بيّن واضح، فرأينا نحن أنه لا بد من تقييد الدعوة بالكتاب والسنّة بما كان عليه السلف الصالح، فالسلف الصالح كيف كان؟ هل كانوا جميعا علماء؟ هل كانوا جميعا مثقّفين وحكماء أم كان القليل منهم العالم وجماهيرهم ليس بعالم؟ فهل كان هناك هذا التقسيم الذي يدندن حوله الكاتب؟ العلماء يؤمرون باتباع الكتاب والسنّة أم الجمهور فيجب أن يتّبعوا مذهبا معيّنا؟ كل مسلم يعلم بالضرورة أنه في القرون المشهود لهم بالخيريّة لم يكن هناك تمذهب بمذهب ما، كلنا يعلم لا فرق بين عالم ومتعلّم وجاهل، أنه لم يكن في زمن السلف مذهب اسمه مذهب أبو بكر الصديق فينتمي إليه بعض الناس فيقول أنا بكريّ وليس هناك أيضا مذهب عمريّ ولا عثمانيّ ولا علويّ.
إذًا هذه القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيريّة، عامة الناس الذين يريد الكاتب أن يفرض عليهم الجمود على المذهبيّة، عامة الناس في تلك القرون الذهبيّة كيف كانوا؟ أقول بإجمالا والتفصيل معروف، كيف كانوا كيفما كانوا؟ يجب اليوم أن يكونوا كذلك، كيفما كان عامة المسلمين في القرون المشهود لهم بالخيريّة، يجب أيضا عامّة المسلمين اليوم وبعد اليوم فنحن نسعى لاستئناف الحياة الإسلامية الحقة، يجب أن يعيد التاريخ نفسه أن يعود المسلمون علماؤهم كما كان علماؤهم، أن يعود المسلمون أتباع العلماء وعامة المسلمين كما كان هناك أتباع العلماء وعامة المسلمين، فإذا قلنا لا ندعو المثقّفين والعلماء إلى اتباع الكتاب والسنّة.
... كأنما فهموا الدعوة السلفية من ... وأعدائهم، وهؤلاء هم الذين ... هذا البلاء من سوء الفهم لهذه الدعوة، كثير من الناس ينقلون عنا بعضهم ... وبعضهم يحاربنا ويطعننا في الخفاء يقول بأننا نحن ندعو المسلمين جميعا حتى عامتهم إلى الفهم من الكتاب والسنّة مباشرة، وأنا أقول صراحة لو كان هناك فعلا ناس يدعون الجهال الأميين الذين لا يقرؤون ولا يكتبون إلى أن يأخذوا الفقه والعقيدة والدين كله من الكتاب و السنّة مباشرة وهم لا يُحسنون قراءة أية ولا رواية حديث صحّ كلام هذا وصحّ كلام أولئك الأعداء ولكن هل هي الدعوة هكذا نحن ندعو من لا يفقه شيئا من العلم أن يتسلّط على الكتاب والسنّة وأن يفرض جهله وعامّيته وأمّيته على الكتاب والسنّة ثم يقول أنا أفهم هكذا، وأنا مأمور باتباع الكتاب والسنّة، هذا لا يوجد مسلم ... ما شئت سلفي أو خلفي، لا يوجد مسلم أبدا يقول بمثل هذا الكلام، ونحن قلنا دائما وأبدا وفي الأمس القريب يعني ... جاءني أشخاص من حمص فيهم شاب مثقّف بعض الشيء بلغه من ... المعروفة ومثلها ما ... الكافر أنه نحن ندعو الناس جميعا لاتباع الكتاب والسنّة ... أن الجهال يفهموا الكتاب والسنة بجهلهم فشرحت له المسألة بشيء من التفصيل، إيجازه.
قلت له نص القرأن الكريم جعل الناس من حيث العلم والجهل قسمين، جعلهم علماء وهم الذين يفهمون الكتاب والسنة ويقابلهم غير العلماء نسمّيهم يعني الجهال الذين لا يفهمون الكتاب والسنة، قسمان فلكل من القسمين واجبه بنص القرأن الكريم قال تعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) .
إذًا هو يخاطب الأمّة في مجموعها في علمائها وجهالها في مثقّفيها وأميّيها نقول أنتم طائفتان علماء وغير علماء، غير العلماء عليهم أن يسألوا العلماء (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) نحن هذا الذي ندعوا الناس إليه لكن قد نختلف مع المخالفين في مفهوم العلم والعالم، ما هو العلم؟ ومن هو العالم؟
فإذا كان ... عن علمائنا أما العالم هو العالم بالكتاب والسنّة وليس عالما ولو أحاط بكل كتب الفروع ... علما، هذا ليس عالما وإنما هو ... وإنما هو ... جمع كل ما قاله العلماء في كتبهم على ما في هذه الأقوال من اختلافات كثيرة ... رأيته ما هو ... وما هو ... قال لك بكل صراحة أنا ما أعرف.
إذًا هو يعترف بأنه لا يعلم لأن العلم كما قال بن القيم " قال الله قال رسوله " إلخ الشعر المعروف ... قال الله (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) معناه اسألوا أهل العلم إن كنتم لا تعلمون، من هم أهل الذكر؟ أهل ... في الكتب ... ، أهل الذكر هو كما قال تعالى (( إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون )) أهل الذكر هم أهل القرأن أي اسألوا أهل العلم بالقرأن ... يقول العالم بغير القرأن ... إذا كان عالما بالسنّة لأن ... القرأن (( وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم )) العالم هو العالم بالقرأن المنزّل والسنة المبيّنة، العالم بالقرأن ... والحديث المبيّن هو كلام الرسول عليه السلام (( وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم )) فنحن إذًا العالم هو الذي فيما يذهب إليه في كل أمور الدين، في كل ... الإسلام نقول قال الله قال رسول الله و ... ليس بالعالم ... العالم ... والجاهل ... ليس بعالم ... يسأل ما فهمه العلماء ... من هنا ... في عقل بعض من سمع بدعوة الرسول ... تبناها ولكنه ... الحقيقة وهو أنه الدعوة السلفية ... الدعوة السلفية ... لكن أنا أقول ... .
إذًا هذه القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيريّة، عامة الناس الذين يريد الكاتب أن يفرض عليهم الجمود على المذهبيّة، عامة الناس في تلك القرون الذهبيّة كيف كانوا؟ أقول بإجمالا والتفصيل معروف، كيف كانوا كيفما كانوا؟ يجب اليوم أن يكونوا كذلك، كيفما كان عامة المسلمين في القرون المشهود لهم بالخيريّة، يجب أيضا عامّة المسلمين اليوم وبعد اليوم فنحن نسعى لاستئناف الحياة الإسلامية الحقة، يجب أن يعيد التاريخ نفسه أن يعود المسلمون علماؤهم كما كان علماؤهم، أن يعود المسلمون أتباع العلماء وعامة المسلمين كما كان هناك أتباع العلماء وعامة المسلمين، فإذا قلنا لا ندعو المثقّفين والعلماء إلى اتباع الكتاب والسنّة.
... كأنما فهموا الدعوة السلفية من ... وأعدائهم، وهؤلاء هم الذين ... هذا البلاء من سوء الفهم لهذه الدعوة، كثير من الناس ينقلون عنا بعضهم ... وبعضهم يحاربنا ويطعننا في الخفاء يقول بأننا نحن ندعو المسلمين جميعا حتى عامتهم إلى الفهم من الكتاب والسنّة مباشرة، وأنا أقول صراحة لو كان هناك فعلا ناس يدعون الجهال الأميين الذين لا يقرؤون ولا يكتبون إلى أن يأخذوا الفقه والعقيدة والدين كله من الكتاب و السنّة مباشرة وهم لا يُحسنون قراءة أية ولا رواية حديث صحّ كلام هذا وصحّ كلام أولئك الأعداء ولكن هل هي الدعوة هكذا نحن ندعو من لا يفقه شيئا من العلم أن يتسلّط على الكتاب والسنّة وأن يفرض جهله وعامّيته وأمّيته على الكتاب والسنّة ثم يقول أنا أفهم هكذا، وأنا مأمور باتباع الكتاب والسنّة، هذا لا يوجد مسلم ... ما شئت سلفي أو خلفي، لا يوجد مسلم أبدا يقول بمثل هذا الكلام، ونحن قلنا دائما وأبدا وفي الأمس القريب يعني ... جاءني أشخاص من حمص فيهم شاب مثقّف بعض الشيء بلغه من ... المعروفة ومثلها ما ... الكافر أنه نحن ندعو الناس جميعا لاتباع الكتاب والسنّة ... أن الجهال يفهموا الكتاب والسنة بجهلهم فشرحت له المسألة بشيء من التفصيل، إيجازه.
قلت له نص القرأن الكريم جعل الناس من حيث العلم والجهل قسمين، جعلهم علماء وهم الذين يفهمون الكتاب والسنة ويقابلهم غير العلماء نسمّيهم يعني الجهال الذين لا يفهمون الكتاب والسنة، قسمان فلكل من القسمين واجبه بنص القرأن الكريم قال تعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) .
إذًا هو يخاطب الأمّة في مجموعها في علمائها وجهالها في مثقّفيها وأميّيها نقول أنتم طائفتان علماء وغير علماء، غير العلماء عليهم أن يسألوا العلماء (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) نحن هذا الذي ندعوا الناس إليه لكن قد نختلف مع المخالفين في مفهوم العلم والعالم، ما هو العلم؟ ومن هو العالم؟
فإذا كان ... عن علمائنا أما العالم هو العالم بالكتاب والسنّة وليس عالما ولو أحاط بكل كتب الفروع ... علما، هذا ليس عالما وإنما هو ... وإنما هو ... جمع كل ما قاله العلماء في كتبهم على ما في هذه الأقوال من اختلافات كثيرة ... رأيته ما هو ... وما هو ... قال لك بكل صراحة أنا ما أعرف.
إذًا هو يعترف بأنه لا يعلم لأن العلم كما قال بن القيم " قال الله قال رسوله " إلخ الشعر المعروف ... قال الله (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) معناه اسألوا أهل العلم إن كنتم لا تعلمون، من هم أهل الذكر؟ أهل ... في الكتب ... ، أهل الذكر هو كما قال تعالى (( إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون )) أهل الذكر هم أهل القرأن أي اسألوا أهل العلم بالقرأن ... يقول العالم بغير القرأن ... إذا كان عالما بالسنّة لأن ... القرأن (( وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم )) العالم هو العالم بالقرأن المنزّل والسنة المبيّنة، العالم بالقرأن ... والحديث المبيّن هو كلام الرسول عليه السلام (( وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم )) فنحن إذًا العالم هو الذي فيما يذهب إليه في كل أمور الدين، في كل ... الإسلام نقول قال الله قال رسول الله و ... ليس بالعالم ... العالم ... والجاهل ... ليس بعالم ... يسأل ما فهمه العلماء ... من هنا ... في عقل بعض من سمع بدعوة الرسول ... تبناها ولكنه ... الحقيقة وهو أنه الدعوة السلفية ... الدعوة السلفية ... لكن أنا أقول ... .
اضيفت في - 2009-05-19