بدأ الشيخ درسه بخطبة الحاجة .
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
تذكير الشيخ للطلاب بوقت درس الترغيب والترهيب والتنبيه على الاقتراب في المجلس .
شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد : قال المصنف رحمه الله : " وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال : ( هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم نجد ما نكفنه به إلا بردة إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها ) رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود باختصار . " البردة " كساء مخطط من صوف وهي النمرة " أينعت " بياء مثناة تحت بعد الألف أي أدركت ونضجت " يهدبها " بضم الدال المهملة وكسرها بعدها باء موحدة أي يقطعها ويجنيها " .
يفسر المؤلف بعض غريب هذا الحديث فيقول البردة كساء مخطط من صوف وهي النمرة، أينعت بياء مثناة تحت بعد الألف أي أدركت ونضجت، يهدبها بضم الدال المهملة وكسرها يعني يصح فيه الوجهان يهدُبها ويهدِبها أي يقطعها ويجنيها، يقول خباب رضي الله عنه هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نلتمس وجه الله يعني أنهم كانوا يجاهدون في سبيل الله مخلصين له الدين ، هذا شأن الصحابة كقاعدة فذلك لا ينفي أن يكون فيهم من كان يجاهد لغير وجه الله عزّ وجل وهذا طبيعة البشر أنه لا يمكن أن يُوجدوا جميعا كلهم على قلب واحد في الإخلاص والطاعة لله عز وجل لكن لا شك أن عامّة الصحابة هذا وصفهم كما يقول خباب بن الأرت رضي الله تعالى عنه لا يبغون إلا وجه الله فما يُقال في بعض كتب التاريخ في العصر الحاضر ممن لا خلاق لهم أو لا دين لهم من اتهامهم أن الفتوحات الإسلامية الأولى إنما كان الباعث عليها هو حب الدنيا وجمع المال فهذا مع أنها دعوى مجردة لا دليل عليها الواقع يشهد بأن الأمر كان على النقيض من ذلك تماما والأدلة على هذا كثيرة في التاريخ الإسلامي الصحيح وهذا الحديث الذي بين أيدينا الآن من تلك الأدلة فهو يصرح فيقول هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نلتمس وجه الله فوقع أجرنا على الله، هنا وقفة بسيطة من أين علم خباب بن الأرتّ بأنهم حين جاهدوا في سبيل الله يبتغون وجه الله أنه وقع أجرهم على الله، من أين عرف ذلك ؟ ذلك أمر ضروري في الإسلامي من وعد الله عزّ وجل لعباده المؤمنين في عشرات النصوص من الكتاب وأكثر من ذلك في السّنة أن من عمل كذا فله كذا ووعد الله عز وجل لا يتأخر (( إن الله لا يخلف الميعاد )) فإذا عرف المؤمن هذه الحقيقة أيقن أنه إذا عرف أنه ... عملا خالصا فيه لوجه الله عز وجل أن الله تبارك وتعالى لا بد أنه مثيبه على ذلك لا بد وما سمعتم في الدرس الماضي من بعض الأجوبة من الأستاذ علي خشان أنهم كانوا يخافون أن لا يُقبل عملهم فذلك مما يدل على ما سمعتم بيانه في تلك الجلسة أن الصحابة كانوا يخافون الله عز وجل وكانوا يعيشون بين الخوف والرجاء لا لأنهم يشكّون في ما إذا عملوا عملا صالحا وأخلصوا فيه لله عز وجل يشكّون أن الله لا يتقبل منهم لا، كيف ذلك كيف يمكن أن يشك شاك في عمل عمله صاحبه هو أولا على وجه السّنة ثم هو فيه مخلص لله عز وجل كيف يتصور أن يشكّ في أن يتقبل الله عز وجل عمله والله يقول في صريح القرآن الكريم (( إنما يتقبل الله من المتقين )) فما كان شكهم فيما يتعلق بقبول الله لعملهم الصالح المُخلَص فيه لله وإنما كان شكهم في أنفسهم لعل عملهم لم يكن صالحا أي لم يكن مطابقا للكتاب والسنة، هذا هو الشرط الأول كما تعلمون جميعا في قبول الله عز وجل للعبادة أن يكون على وجه السنة والشرط الثاني أن يكون صاحبه قد أخلص لله فيه، فمن أين للإنسان أن يكون دائما وأبدا في كل عمل يعمله على يقين أن عمله هذا كان على وجه الكتاب والسنة من جهة وكان مخلصا فيه لله عز وجل من جهة أخرى، من ها هنا كانوا يخافون ألا يتقبل الله عز وجل منهم فمن ما ذكرنا من مثل الآية السابقة وما أشرنا إلى غيرها جزم خباب بن الأرت أنّ أجرهم وقع على الله عزّ وجل يعني أن الله تقبّل ذلك منهم وأنه سيؤجرهم على ذلك ثم يفصّل فيقول بالنسبة لهؤلاء المجاهدين المهاجرين في سبيل الله فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير، هنا أيضا نكتة وفائدة مهمة يقول منا من مات ولم يأكل من أجره شيئا، وهل يأكل المجاهد في سبيل الله من أجره شيئا؟ هذه نقطة أظن أنها تخفى على جماهير طلاب العلم بل وعلى كثير من خاصة العلماء وإنما يعرف ذلك من اطلع على السنة، " أكل من أجره " بيانه وشرحه في حديث صحيح أن المجاهد في سبيل الله عز وجل إذا رجع وقد غنم شيئا فقد أكل ثلث أجره ثم ادّخر الله له في الآخرة الثلثين الآخرين أما إذا لم يُصب المجاهد في سبيل الله شيئا من المغانم المادية رجع وأجره موفور له عند الله عز وجل كاملا يوم القيامة .
إن هذا الحديث ولا شك أن الخباب بن الأرت متفقه وكما يقولون اليوم متخرج من مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذه المدرسة قال عليه السلام ما سمعتم من ذلك البيان فهو يُشير بإشارة لطيفة جدا إلى هذا الحديث حين يقول فمنا من أكل أجره، فمنّا من لم يأكل من أجره شيئا وضرب على ذلك مثلا مصعب بن عمير، يصف حالة مصعب من الفقر الشديد حينما قُتل شهيدا يوم أحد .
3 - شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد : قال المصنف رحمه الله : " وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال : ( هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم نجد ما نكفنه به إلا بردة إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها ) رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود باختصار . " البردة " كساء مخطط من صوف وهي النمرة " أينعت " بياء مثناة تحت بعد الألف أي أدركت ونضجت " يهدبها " بضم الدال المهملة وكسرها بعدها باء موحدة أي يقطعها ويجنيها " . أستمع حفظ
ذكر بعض أحكام الشهيد في المعركة .
تتمة شرح حديث خباب بن الأرت وهو قوله : ( فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها ) .
الحديث الذي بعده حديث حسن .
السائل : ... .
الشيخ : حديث صحيح لأنه رواه البخاري ومسلم وعتبة بن غزوان ضعيف هذا .
5 - تتمة شرح حديث خباب بن الأرت وهو قوله : ( فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها ) . أستمع حفظ
شرح قول المصنف رحمه الله : " وعن إبراهيم يعني ابن الأشتر أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال : ما يبكيك فقالت : أبكي فإنه لا يد لي بنفسك وليس عندي ثوب يسعك كفنا قال : لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم وأنا عنده في نفر يقول : ( ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين ) قال : فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وفرقة فلم يبق منهم غيري وقد أصبحت بالفلاة أموت فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول فإني والله ما كذبت ولا كذبت قالت : وأنى ذلك وقد انقطع الحاج قال : راقبي الطريق قال : فبينا هي كذلك إذا هي بالقوم تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا : ما لك فقالت : امرؤ من المسلمين تكفنوه وتؤجروا فيه قالوا : ومن هو قالت : أبو ذر ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه فقال : أبشروا فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيكم ما قال ثم قد أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن لي ثوبا من ثيابي يسع كفني لم أكفن إلا فيه فأنشدكم بالله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا فكل القوم قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار وكان مع القوم قال : أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأحد ثوبي هذين اللذين علي قال : أنت صاحبي " رواه أحمد واللفظ له ورجاله رجال الصحيح والبزار بنحوه باختصار " العيبة " بفتح العين المهملة وإسكان المثناة تحت بعدها موحدة هي ما يجعل المسافر فيها ثيابه ".
السائل : ... .
الشيخ : سياطهم، فوضعوا سياط، ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه فقال أبشروا فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيكم ما قال ثم قد قد زيادة بين قوسين ثم قد أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن لي ثوبا من ثيابي، هنا الشاهد، ولو أن لي ثوبا من ثيابي يسع كفني لم أكفن إلا فيه فأنشدكم الله بالله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا فكل القوم قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار وكان مع القوم قال أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأحد ثوبي هذين اللذين علي قال أنت صاحبي، رواه أحمد واللفظ له ورجاله رجال الصحيح والبزار بنحوه باختصار.
العَيْبَة بكبس العين المهملة وإسكان المثناة تحت بعدها موحدة هي ما يجعل المسافر فيها ثيابه يعني شنطة السفر.
نعود إلى والحديث لشرح بعض ما قد يغمض على بعض الناس، يقول إبراهيم بن الأشتر إن أبا ذر حضره الموت وهو بالرَّبَذة مكان قريب من المدينة فبكت امرأته لأنها كانت تعيش مع زوجها أبي ذر في فلاة من الأرض ليس هناك جليس ولا صاحب ولا صديق ولا جار ولا أي شيء فبكت امرأته وقد حضر زوجها الميت فقال ما يُبكيك؟ فقالت أبكي فإنه لا يد لي بنفسك وليس عندي ثوب يسعك كفنا، ... ما فيه ثوب أكفنك فيه وما في أحد هنا يساعدني فبشرها بما كان سمعه من الرسول عليه السلام، لا تبكي قائلا لها لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفره يقول ( ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المسلمين ) ، هذه البشارة، الزوجة استوحشت من وفاة زوجها وحيدا ولا كفن له أكفنه فيه فأخبرها بأن الرسول عليه السلام قد قال يوما في مجلس فيه جماعة من الصحابة هو أحدهم أنه واحد من هؤلاء سيموت في فلاة من الأرض في البرّية لكن يشهده عصابة من المؤمنين، جماعة، قال أبو ذر فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وفرقة يعني أحيانا ناس منهم ماتوا في جماعة وناس ماتوا وحيدين كهو لكن من هؤلاء لم يبق أحد غيري لذلك فأنا الذي سأموت في فلاة من الأرض ولا بد أن يصدق فيّ خبر الرسول عليه السلام حين قال يشهده عصابة من المؤمنين لذلك فأبشري ولا تيأسي، هنا ملاحظة أريد أن أبنيها نص الحديث يخاطب الرسول عليه السلام الصحابة الحاضرين في ذلك المجلس فالصحابة انظر كيف يتأمل في كلام الرسول الدقيق فيفهم أن هذا الخطاب مقصود به الجماعة الخاصة الموجودين في ذلك المجلس ولا يذهب ... وخاطره إلى أنه يعني واحد من الصحابة جميعا لا لأنه خطاب لمن كان حاضرا في ذلك المجلس ومن هنا تيّقن أبو ذر ما دام أنه الجماعة تارة في جماعة وتارة وحدانا لكن ما أحد منهم مات في فلاة من الأرض وما دام كلهم ها النفر ماتوا ما بقي غيري وأنا في الفلاة إذًا أنا المقصود بذلك الخبر فلا بد أن يتحقق تمام الخبر ألا وهو أن يشهد موته جماعة عصابة من المؤمنين يعني من الصحابة فهو يقول فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرقة فلم يبق منهم غيري وقد أصبحت بالفلاة أموت فراقبي الطريق فإنكِ سوف ترين ما أقول فإني والله ما كذبت ولا كُذِبت أي أنا ما كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الرسول عليه السلام كذب علينا حاشا من ذلك إذًا (( إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون )) لا بد أنه هذا الخبر يصدق لا أنا كاذب على الرسول عليه السلام ولا الرسول يكذب علينا لكن لاتزال هي مستوحشة ومستغربة من هذا الخبر تقول قالت وأنى ذلك وقد انقطع الحاج، هنا الزوجان يعيشان في فلاة من الأرض يعني ليس في طريق الناس والطريق الذي يمرّ به الناس في قوافلهم وإنما في طريق يطرقه الحجاج عادة ولم يبق هناك حجاج قاصدون من الحج لذلك من أين يأتي هؤلاء الناس الذي تظن أنت أنهم سيحضرون وفاتك ؟ قال راقبي الطريق، يقول قولة الرجل المؤمن المعتقد بأن خبر الرسول عليه السلام فيه سيتحقق ولا بد قال فبينما هي كذلك يعني تراقب الطريق تنفيذا لأمر زوجها إذا هي بالقوم تخب بهم رواحلهم يعني الخبب نوع من السير وهنا في خلاف بين تخبّ وبين تجد من الإسراع في السير، في بعض النسخ، هذه رواية أحمد فبينما هي كذلك إذا هي بالقوم تخبّ بهم رواحلهم كأنهم الرّخَم، أنا هذا التشبيه في الواقع ما فهمته فإذا كان بعض إخواننا الحاضرين في عندهم سابقة معرفة بهذا التشبيه فيُفيدونا إيّاه يعني تشبيه بالرّخم، كأنهم الرّخم .
السائل : ... .
الشيخ : لا قيل هذا .
السائل : سرعة .
الشيخ : سرعة لكن شو وجه التشبيه فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا ما لك ؟ فقالت امرء من المسلمين تكفنوه وتؤجروا فيه يعني هنا رجل حضره الموت فلعلكم تكسبون أجره وتكفنونه، قالوا من هو؟ قالت أبو ذر، ولشهرة أبي ذر فأوّل ما سمعوا باسمه فدوه بآبائهم وأمهاتهم .
6 - شرح قول المصنف رحمه الله : " وعن إبراهيم يعني ابن الأشتر أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال : ما يبكيك فقالت : أبكي فإنه لا يد لي بنفسك وليس عندي ثوب يسعك كفنا قال : لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم وأنا عنده في نفر يقول : ( ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين ) قال : فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وفرقة فلم يبق منهم غيري وقد أصبحت بالفلاة أموت فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول فإني والله ما كذبت ولا كذبت قالت : وأنى ذلك وقد انقطع الحاج قال : راقبي الطريق قال : فبينا هي كذلك إذا هي بالقوم تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا : ما لك فقالت : امرؤ من المسلمين تكفنوه وتؤجروا فيه قالوا : ومن هو قالت : أبو ذر ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه فقال : أبشروا فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيكم ما قال ثم قد أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن لي ثوبا من ثيابي يسع كفني لم أكفن إلا فيه فأنشدكم بالله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا فكل القوم قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار وكان مع القوم قال : أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأحد ثوبي هذين اللذين علي قال : أنت صاحبي " رواه أحمد واللفظ له ورجاله رجال الصحيح والبزار بنحوه باختصار " العيبة " بفتح العين المهملة وإسكان المثناة تحت بعدها موحدة هي ما يجعل المسافر فيها ثيابه ". أستمع حفظ
تتمة شرح حديث إيراهيم بن الأشتر وهو قوله " ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه فقال : أبشروا فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيكم ما قال " وذكر سقط وقع فيه المنذري وتبعه على ذلك الهيثمي .
السائل : ... .
الشيخ : حممة سوداء ومنهم من يدخل النار تمسه بشيء من العذاب القليل ثم يخرج منها ومنهم منهم من لا يُحسّ بها إطلاقا، نسأل الله أن ... من هؤلاء الأخرين، الشاهد ففي هذا الحديث ها البشارة العظيمة جدا فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يحدثون بمثله إلا في آخر رمق من حياته.
7 - تتمة شرح حديث إيراهيم بن الأشتر وهو قوله " ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه فقال : أبشروا فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيكم ما قال " وذكر سقط وقع فيه المنذري وتبعه على ذلك الهيثمي . أستمع حفظ
تتمة شرح حديث إبراهيم بن الأشتر وهو قوله " ثم قال أبو ذر : ثم قد أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن لي ثوبا من ثيابي يسع كفني لم أكفن إلا فيه فأنشدكم بالله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا كل القوم قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار وكان مع القوم قال : أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأحد ثوبي هذين اللذين علي قال : أنت صاحبي "
يكفي هذا المقدار في درس الترغيب والترهيب وأراني مضطرا بالرغم من أنني لا أريد أن أتكلم كثيرا لكن بالنظر لأن الأسئلة التي أجاب عنها الأستاذ في الدرس الماضي هي قِلّ من جُلّ فلا بد من أن أتولى الإجابة عن سؤال واحد لأن له علاقة هنا بعلم الحديث ولعل إخواننا فيما يأتي من الدروس يستمرون في الإجابة عن الأسئلة القديمة ثم الجديدة .
8 - تتمة شرح حديث إبراهيم بن الأشتر وهو قوله " ثم قال أبو ذر : ثم قد أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن لي ثوبا من ثيابي يسع كفني لم أكفن إلا فيه فأنشدكم بالله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا كل القوم قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار وكان مع القوم قال : أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأحد ثوبي هذين اللذين علي قال : أنت صاحبي " أستمع حفظ
ما أسباب تفاوت أحكام علماء الحديث في بيان درجة حديث تصحيحا وتضعيفا وتكذيبا ووضعا وبطلانا ومنكرا، مما جعل طلاب العلم والشباب المسلم يعزفون عن دراسة الحديث ويلجؤون إلى التقليد والأخذ عن الشيخ فنرجوا ذكر الأسباب الآنفة الذكر مع شيء من التوضيح لأمور علم الحديث ؟ والكلام على اختلاف العلماء في مسألة حكم قراءة الفاتحة في الصلاة.
الواحد منا يقرأ الحديث الواحد عند أكثر من عالم حديث وواحد يجعله صحيحا وآخر يجعله ضعيفا وثالث يجعله موضوعا ورابع يجعله باطلا وخامس يجعله منكرا والأمثلة كثيرة وعديدة ويعرفها من درس شيئا من هذا العلم، وهذا زعم القائل السائل قال وهذا ما جعل طلاب العلم والشباب المسلم يعزفون عن دراسة الحديث ويلجؤون إلى التقليد والأخذ عن شيخ فنرجو ذكر الأسباب الآنفة الذكر مع شيئا - هيك على ذمته - مع شيء من التوضيح لأمور علم الحديث.
نحن نقول للجواب عن هذا السؤال إن السائل بالغ جدا في تصوير الخلاف الموجود بين علماء الحديث أقول هذا معترفا أنه لا يسعنا إنكار وجود الخلاف لكن ليس بهذه المثابة التي يصورها السائل إنه حديث واحد ... الست إيش؟ أحكام متناقضة، هذا أتصور لو كان هذا السائل فعلا طالب علم لقلنا له ولو في جلسة خاصة أعطينا مثال واحد في حديث يقول فيه عالم من علماء الحديث صحيح وآخر ضعيف وثالث موضوع ورابع منكر وما أدري شو ذكر .
السائل : ... .
الشيخ : ... باطل إلخ .
هذا تصوير خيالي في الواقع لكن كما قلت لكم آنفا ذلك لا يعني أن علماء الحديث لا يختلفون وهذا الذي ينبغي بيانه وذكره السبب أو الأسباب التي توجب مثل هذا الاختلاف .
... أن علم الحديث هو كأي علم من العلوم المبنية على البحث والاجتهاد والدراسة ولكل مجتهد نصيب والحالة هذه فما هو السبب في اختلاف الأئمة المجتهدين في الأحكام الشرعية، لها أسباب هذه الخلافات لها أسباب كثيرة لكن منها مما يناسب الآن ذكره سببان اثنان جوهريان أساسيان الأول أن هذا يطلع على حديث والآخر لا يطلع عليه فهذا الذي اطّلع على الحديث إنما يُسأل عما تضمنه الحديث من الحكم يُفتي به فيصيبه ... الآخر الذي لم يطلع على الحديث بيجتهد فيخطئ الحكم لأنه ما اطلع على الحديث، سبب آخر قد يكون كلاهما اطلع على الحديث ولكن هذا فهمه على وجه وهذا فهمه على وجه على أن يقول أنه هذا الاختلاف في الفهم في كثير من الأحيان يعود إلى السبب الأول فلعله من المستحسن ضرب مثل على ذلك .
الحديث المشهور في الصحيحين وغيرهما ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) وقد جاء سؤال مكتوبا إلينا أسئلة كثيرة من جملتها أنه الجماعة بيفسروا الحديث لا صلاة كاملة وناس بيقولوا لا صلاة صحيحة، شو السبب؟ فأقول الآن الحديث صحيح عند الجميع ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) هو مثال صالح للسبب الثاني وهو الاختلاف في الفهم فلماذا اختلفوا في الحكم؟ لأنه الأحناف فهموه لا صلاة كاملة الشوافعة وغيرهم لا صلاة صحيحة، ما هو سبب الخلاف أيضا يعود إلى نص آخر اختلفوا في فهمه ولا ينبغي مثل هذا الاختلاف في هذا النص الآخر لأنه قرأن وهو قوله تعالى (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) لما أخطأ بعضهم الفهم لهذه الآية اضطر بعد ذلك كنتيجة لهذا الخطأ أن يقع في خطأ آخر ألا وهو الخطأ في فهم الحديث السابق .
الآية (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) ليس معناها كما يظهر مما يتبادر من هذه الجملة فقط، إنما معناها مستغرب عند من لا علم عنده بطبيعة الحال وهو المعنى (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) أي فصلوا ما تيسر من صلاة الليل، كيف كيف حصّلنا هذا المعنى؟ من سياق الآيات، الآيات كلها تتحدث في قيام الليل، أ مين بيذكر .
السائل : ... .
الشيخ : (( علم أن لن تحصوه )) يعني قياما لله (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) أي صلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل ثبت بالقرآن أن الواجب في القراءة في الصلاة هو مطلق القراءة لأنما قال (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) وبناء على ذلك يقولون ولما كان القرآن قيدتموه فلا يجوز تخصيصه بحديث آحاد لأنه كما يزعمون يُفيد الظن فلا يجوز برأيهم تسليط الظني على القطعي، أنا قلت هذا في الرسالة المطبوعة مسألة حديث الآحاد وفي دروسي هذه فلسفة دخيلة في الإسلام تقسيم الأحاديث إلى قطعي الثبوت وظني الثبوت و ترتيب تفاوت الأحكام بين ما كان ظني الثبوت وما كان قطعي الثبوت، هذه مسألة دخيلة في الإسلام ومن آثارها هذه المسألة التي نحن بصدد التحدث عنها (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) نص قرأني أولا فُهم خطأ على ظاهر النص مفصولا عن السياق والسباق، ثانيا قالوا هذا قرآن لا يجوز تخصيصه بحديث الأحاد ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) مع أنه قد رد عليهم إمام الأئمة حقا في الحديث ألا وهو البخاري فقد صرح في رسالته الخاصة بالقراءة وراء الإمام بقوله تواتر الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا إمام المحدثين يحكم على حديث بأنه متواتر فإذًا لو صح التفريق بين حديث التواتر وحديث الآحاد في الأحكام لكانت الحجة قائمة بخصوص هذا الحديث على أنه يصلح تخصيص الآية لأنه حديث متواتر لكن انظروا الآية لا علاقة لها بهذا البحث إطلاقا والحديث متواتر وليس حديث أحاد مع ذلك أخطأ الذي فهم سابقا ثم قلد (( فاقرؤوا ما تيسر )) على ظاهره وهذه آية لا يجوز تخصيصها بالحديث إذًا ماذا يفعل بالحديث ؟ نعطل الحديث مطلقا لأنه حديث أحاد قال لا نُعمله ونُحكّمه في حكم لا يتعارض مع الآية فنقول بوجوب قراءة الفاتحة لا بركنيتها لأننا إذا قلنا بركنية قراءة الفاتحة صدمنا الآية بزعمهم أما إذا قلنا بوجوب قراءة الفاتحة فبذلك لا نضرب الآية ونأخذ بالآية على ظاهرها كما فهموه ونأخذ بالحديث فنقول معناه لا صلاة كاملة فهذا من أسباب الخلاف الفقهي، يعود ذلك إلى سببين أساسيين عدم الاطّلاع على الخبر أو الاطّلاع على الخبر لكن الاختلاف في الفهم، مثل هذا وقع للمحدثين أنفسهم مثلا حديث صححه فلان وضعفه فلان، الذي صححه نفترض أنه أصاب في التصحيح والذي ضعّفه أخطأ لماذا هذا أصاب ولماذا أخطأ؟ في كثير من الأحيان الذي ضعّف الحديث مصيب حيث ضعّف لكن إصابة نسبية أي إن هذا الحديث الذي صحّحه فلان وقف عليه ذاك الذي ضعّفه من طريق فيه رجل ضعيف وما وقف على الطريق التي وقف عليها الأول فهي طريق صحيحة لو وقف عليها الثاني لالتقى مع الأول واتفقا على صحة الحديث وهذا كثير جدا .
9 - ما أسباب تفاوت أحكام علماء الحديث في بيان درجة حديث تصحيحا وتضعيفا وتكذيبا ووضعا وبطلانا ومنكرا، مما جعل طلاب العلم والشباب المسلم يعزفون عن دراسة الحديث ويلجؤون إلى التقليد والأخذ عن الشيخ فنرجوا ذكر الأسباب الآنفة الذكر مع شيء من التوضيح لأمور علم الحديث ؟ والكلام على اختلاف العلماء في مسألة حكم قراءة الفاتحة في الصلاة. أستمع حفظ
اختلاف رأي المحدث في حكم الحديث الواحد صحة وضعفا وذكر مثال وقع للشيخ الألباني نفسه.
السائل : واقد .
الشيخ : أبو واقد وإذا هو مكني بأبو رجاء مو أبو واقد عفوا جاي مكنيا بأبي رجاء فعبد الله بن واقد أبو رجاء ثقة أما عبد الله بن واقد أبو واقد ضعيف، أنا غفلت عن رؤيتي للكنية أبو رجاء عبد الله بن واقد قرأت ... عبد الله بن واقد ضعيف بدون تطويل وبدون رجوع إلى إيش ؟ للمصادر فضعفنا الحديث، في الصحيحة بانتبه أنه عبد الله بن واقد هو أبو رجاء وهو ثقة حطينا له صحيح، لما جاء الآخر وريته يعني السبب في هذا الخطأ، هذا إنسان واحد يقع في مثل هذا فأولى أنه يقع واحد في مثل الخطأ الذي وقعت أنا ويقع الثاني على الصواب الذي وقعت عليه أنا وهكذا، فإذًا السبب أيضا نستطيع أن نلخصه أنه هذا يطلع على طريق حديث لم يطلع عليه الآخر فيصححه وذاك اطّلع على حديث إسناده ضعيف ويضعفه لكن لو التقيا وتفاهما لاتفقا على صحة الحديث.
وله أسباب كثيرة لو فرضنا أنه السند واحد واحد صححه وواحد ضعفه والراوي واحد مو مثل ابن واقد هذا صاحبنا أبو واقد يكون السبب أن المترجم أحد الرجلين وقف على توثيق لهذا وذاك وقف على تضعيف لكن التضعيف أرجح من التوثيق وقد يكون العكس المهم إذا كانت لهذا السؤال فائدة يرتجى منه فهو تنبيه الحاضرين إلى شيئين اثنين الأول أنّ الخلاف أمر طبيعي بين البشر ولذلك نحن لا ننقم أبدا على أئمة الفقه كما لا ننقم على أئمة الحديث فيما اختلفوا فيه لأنّ هذا أمر طبيعي والأسباب طبيعية كونية وسنة الله في خلقه ولكن نتخذ ذلك وسيلة لإلفات نظر الناس إلى أنهم يجب أن يتعلموا ويجب أن يجتهدوا كما اجتهد الأئمة السابقون من كان منهم من علماء الفقه ومن كان منهم من علماء الحديث وحينما يكثر الفقهاء في الأمة ويكثر المحدثون فيهم أيضا تقل الخلافات سواء ما كان منها خلافا فقهية أو ما كان منها خلافا حديثيا أما لما بيكون في ميدان في بعض البلاد شخص واحد في الفقه، هذا معرض للخطأ ما في من يكشف له خطؤه لذلك أنا فرح جدا حينما أشعر الآن أنه هناك من إخواننا في هذه البلدة وفي غيرها من يقدم إلي خطئي لأني أصبحت أشعر بأنه بدأنا نجني ثمار نشر السنة بين الناس وعلم الحديث ومصطلح الحديث بينما سابقا وهذا بلا شك كأي مبتدئ في أي علم كنت كثير الخطأ ما في مين بينبهني لماذا ؟ لأني أعيش في هذا العلم لوحدي فنسأل الله عز وجل أن يوقظ الأمة الإسلامية لتتفقه في دينها بالاعتماد على الكتاب والسنة وأن يُلهم جماعات منهم يقومون بواجب هذا التفقه الصحيح ودراسة علم السّنة دراسة علمية صحيحة وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .