كلمة بعض الإخوة حول الصلاة في المسجد الذي فيه قبر .
سائل آخر : ... .
السائل : هو ما فيه مانع ... أذكر أنا أنه قصد بها مكروها يعني تنزيها، نعم، أليس هكذا أو لا ... تحريما .
وما أنا الآن بعيد العهد، على كل حينما أنا أنقل هذا الي أذكره تماما أنه قال وإذا ذهب أو درس المسألة إنسان وذهب إلى البطلان فهذا أيضا وارد يعني لم يغلق باب البطلان وإنما يعني يمكن أن يبقى واردا فهذا ما يتعلق بحكم الصلاة فيه وتجدون خطورة المسألة وأن على المسلم أن يتحرى المسجد الذي ليس فيه قبر وهذا كلّه من حرص الإسلام على بقاء جناب التوحيد سليما ومحافظا عليه وألا يُمسّ بأدنى شيء يشوهه أو يكدر صفاءه .
الآن أخونا ... .
ذكر بعض الإخوة قصيدة حول الحج عنوانها الكعبة المشرفة .
" بيت الإله ومهبط الرحمات *** ومثابة الإنسان في أزمات
الأمن فيها والأمان للاجئ *** والطهر فيها للمنيب الآتي
هي أول الأبيات شيدت للتقى *** لعبادة الرحمان للصلوات
هي قبلة للمسلمين جميعهم *** في كل أرض عند كل صلاة
الله عظمها وأعلى قدرها *** رمزا لتوحيد لأرض فلاة
بيت بواد غير ذي زرع *** كما شاء الإله مقدم الرحمات
إن قل ماء الأرض حول فنائها *** فالدمع يغسل أشأم الزلات
ذر للنفوس مفتحات حولها *** تغني عن الخضراء والزهرات
وحفيف أجنحة الخلود معبر *** يسمو على الألحان والنغمات
خشعت قلوب المؤمنين بقربها *** وعلا النحيب وخاشع الأصوات
لبيك رب العرش جئنا حسّرا *** وعلى الوجوه علائم الحسرات
من كل فج من جميع بقاعها *** من عابر أو مقفر الطرقات
من كل جنس والجميع مهلل *** رغم اختلاف النطق واللهجات
ثوب الجميع يلفهم ببياضه *** ببساطة في مظهر وسمات
خرجوا من الدنيا وعافوا زخرفا *** وأتوا بأبسط حلة وحياة
البيت يجذبهم لطاعة ربهم *** وأذان إبراهيم في الفلوات
يأتون قد تركوا تجارة أرضهم *** لتجارة تنجي من الأهات
الدين والإيمان خير تجارة *** ربح ونعم الربح بالجنات
البيت قطب للرحى من حوله *** دارت خلائق في خشوع باكي
رمز الجماعة والتوّحد والهدى *** والطهر والتوحيد والإخبات
إن دنس التوحيد حينا أهله *** فمحمد لا شك فيهم آت
ليحطم الأصنام عن جدرانه *** ويكيل للأوثان بالضربات
ويعيد للدين الحنيف أصوله *** وفروعه في همة وثبات
ويقبّل الحجر الكريم تيمنا *** بدماء إبراهيم ذي الخلات
ما قبل الأحجار أحمد عابدا *** وهو الذي حطم هام اللات
لكنه إحياء ذكرى منفل *** بان القواعد رافع الشرفات
أدب من الأحفاد نحو جدودهم *** عرفانهم بالفضل والقربات
علم الصحابة ما أراد نبيهم *** وهو المطاع بأمره الآيات
قالوا نطيع نبينا في سنة *** مع جهلنا بحقيقة الغايات
حجرا نقبّل لا يظن وإنما *** نختار منهج قدوة القدوات
حجر من الجنات يأتي شاهدا *** يوم القيامة صادق اللهجات
وكذلك القرآن خير مجادل *** عن كل تال خالد الحسنات
يا صاحب البيت العظيم تلطفا *** بالطائفين وساكبي العبرات
جاؤوك يغترفون فضلا زاخرا *** وأتوا من الأفاق شبه عراة
ذلوا لعزة ربهم وتمسّحوا *** بالبيت وابتهلوا بكل لهات
فامنن على الداعين واقبل عذرهم*** وافتح عليه شؤرب البركات
لا نرتجي ربا سواك فإننا *** متمسكون بـــــــــــــــــــــــــــــعروة ونجـــــــــاة ".
السائل : ... .
الشيخ : ... .
السائل : ... .
الشيخ : لا ما فيها ... .
السائل : لا لا ... .
الشيخ : ... .
السائل : " إن دنس التوحيد حينا أهله ** فمحمد لا شك فيهم آت
ليحطم الأصنام عن جدرانه *** ويكيل للأوثان بالضربات
ويعيد للدين الحنيف أصوله *** وفروعه في همة وثبات " .
الشيخ : ما ... .
سائل آخر : ... .
السائل : " يا صاحب البيت العظيم تلطفا ***بالطائفين وساكبي العبرات " .
الله هو صاحب البيت العظيم .
سائل آخر : ... .
ذكر قصيدة حول تعدد الزوجات .
" حرم الله الزنا بين الأنام *** فحلال الزوج يغني عن حرام
فانكحوا ما طاب كي تستعففوا *** وتعفوا أهلكم فالزوج حام
كل نفس صالحا ذخرا لنا *** يوم يشتد على الخلق الزحام
أمة الإسلام سادت عندما *** عدد الأزواج عزوا بالأنام
وأذل الله قوما فرطوا في حلال *** وتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادوا في الحرام
فضلت أن يزني الزوج ولا تأتي *** الضرة من فرط الضرام
حارب الفجّار تعدادا وما *** حرموه في خليلات الزلام
شردوا الأولاد في ميتمهم *** حرموهم إلا عطف وسلام
صارت المرأة فيهم في سلعة *** تشترى في كل يوم بالطّعام
غرقوا في فسقهم في فحشهم *** تركوا الإسلام عنوان النظام
كل من أعرض عن حق هوى *** كل من عاد إلى الحق استقام
سنة الله فما أعدلهــــــــــــــــــــــــــــــــــــا *** ليس بعد الحق مقصود يرام
سمح الإسلام للزوج بأن *** يكثر الزوجات والعدل إمام
يملك الإنسان عدلا بيّنا *** في طعام أو شراب أو منام
خلقه حر ولا يملكه جوهر *** تقسيمه صعب المرام
يكتفى فيه بميل غادر *** لا يريد الله إحراج الأنام
تقبل المرأة تشريع السما *** ذاك قانون جديرا باحترام
ليس في الإسلام غبن إنه *** خالص العدل وقسطاس التمام
خلّص الأزواج من حرمانهم *** وحمى الزوجات من غُبن اللئام
فيه للأزواج حق واضح *** وعليهم واجب فيه التزام
لا يحابي أحدا في حكمه *** فيّصل الأحكام تشريع والوئام
كلّف الأزواج إنفاقا على أهلهم *** فالسعي كالرزق لزام
تأخذ المرأة منه عنوة إن أبى *** والأمر فيه للإمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام
يستوي في الإرث أولادا *** كما تستوي الزوجات في كل اقتسام
حقه لهن كالأخرى ومن جار *** يأتي خاسرا يوم الزحام
شقه يوم التنادي مائل *** لم يقم في عدله حقّ القيام
رخصة التعداد تعطى حقها *** كل من زاغ عن العدل يلام
عدّد الأصحاب زوجات كما *** عدّد المختار والرسل الكرام
ما رأى النسوان فيه ... *** واستقام الأمر بل ساد النظام
لم تعادي زوجة ضرتها *** بل أعدت للعروسين الطعام
هنأت ضرتها واستسلمت *** لقضاء الله فازداد الوئام
آثرت سودة في ليلتها *** ابنة الصديق حبا في السلام
أمة الإسلام هذا شأنها *** خلق سام وعدل وانسجام
حقق الله لهم دولتهم *** وأقام الكون فيهم فاستقام
نشروا في الأرض عدلا وتقى *** فاستقر النور وانجاب الظلام
دينهم من فطرة الله التي *** فطر الناس عليها وأقام
فيه للإنسان بُرء وهدى *** وحياة في أمان وانتظام
ليس في التعداد عيب إنه *** ميزة عليا لتشريع تمام
لا يغض الطرف عن شر ولا *** يترك الناس يعانون السّقام
عزنا في ديننا فلنتعض *** ... الأعداء شك واتهام "
سائل آخر : ... .
السائل : ... جزى الله أخانا خيرا وأفادنا ونرجو الله عز وجل أن يوفقنا لطاعته وصلى الله على محمد ... أجمعين والحمد لله رب العالمين .
بدأ الشيخ درسه بخطبة الحاجة .
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
توجيه من الشيخ للطلاب .
شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب الجنائز باب الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره : قال المصنف رحمه الله : " وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال : ( الانبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ) رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا والترمذي وقال : حديث حسن صحيح و لابن حبان في صحيحه من رواية العلاء بن المسيب عن أبيه عن سعد قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الناس أشد بلاء قال : ( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الناس على قدر دينهم فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة ) ".
ولابن حبان في صحيحه من رواية العلاء بن المسيب عن أبيه عن سعد قال سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي الناس أشدّ بلاء قال ( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يُبتلى الناس على قدر دينهم فمن ثخُن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة ) في هذا الحديث وهو من رواية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بيان أن ابتلاء الله تبارك وتعالى لعبده المؤمن إنما هو رحمة يقدمها الله عزّ وجل إلى عبده المؤمن وأن الناس كل الناس من المؤمنين يُبتلى أحدهم على حسب وعلى قدر دينه فإذا كان دينه قويا متينا كان البلاء الذي يوجّه إليه حسب ذلك الدين القوي المتين أيضا كثيرا وقويا، ذلك لأنه كلما كثُر البلاء كثر الثواب وكلما قل البلاء قل الثواب فإذًا البلاء كثرة وقلة مربوط به الثواب أيضا كثرة وقلة ولذلك فهو عليه الصلاة والسلام يصرح فيقول نحن معاشر الأنبياء أشد ابتلاء الأمثل فالأمثل أي كلما كان النبي أفضل عند الله تبارك وتعالى من غيره كلما كان ابتلاء الله تبارك وتعالى إياه أكثر وأكثر.
ومن هنا نأخذ بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أكثر الأنبياء ابتلاء من الله تبارك وتعالى ذلك ما أشار بل صرح به الحديث من أنّ العبد المسلم لا يزال يُبتلى حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة ويأخذ المسلم من هذا الحديث عبرة على أنه من ابتلي في شيء مما يُكربه ويُحزنه فيتذكر أن هذا البلاء من الله عز وجل وثواب يقدمه إليه ولذلك فهو لا يضجر ولا يتململ من أي بلاء يُصيبه لأنه يعلم ويستحضر في ذهنه أن مقابل هذا البلاء الذي ابتلاه الله به أجرا كبيرا عند ربه عز وجل فأمره ليس كأمر الفاسق أو الكافر الذي من طبيعته أنه إذا ما أصيب ببلاء في نفسه أو في حبيبه أنه تضجر وازداد معصية وكفرا، المسلم ليس كذلك كما يدل عليه هذا الحديث وغيره مما سبق ومما يأتي.
وعلى هذا فنستطيع أن نعتبر هذا الحديث وأمثاله من أحاديث أنها صيانة للمؤمن من أن يقع في الكفر ونحوه بسبب البلاء وقد تذكرون في درس سابق قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( عجب أمر المؤمن كله إن أصابته سراء حمد الله وشكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له فأمر المؤمن كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن ) .
6 - شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب الجنائز باب الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره : قال المصنف رحمه الله : " وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال : ( الانبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ) رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا والترمذي وقال : حديث حسن صحيح و لابن حبان في صحيحه من رواية العلاء بن المسيب عن أبيه عن سعد قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الناس أشد بلاء قال : ( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الناس على قدر دينهم فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة ) ". أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )) ولا منافاة بين اتخاذ الأسباب والصبر على الابتلاء .
7 - تفسير قوله تعالى : (( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )) ولا منافاة بين اتخاذ الأسباب والصبر على الابتلاء . أستمع حفظ
بيان أن الأجر الذي يكون بالابتلاء يستفيد منه المسلم الموحد فقط
عيد عباسي : نعم .
ما صحة هذا الحديث ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بنصب الخباء للاعتكاف فأمرت زوجاته بنصب خباء لهن فسأل رسول الله عن هذه الأخبية فقيل : لنسائك فقال: آلله أرتن ذلك فأمر بإزالة الأخبية حتى خباءه وأجل اعتكافه إلى شوال ) وما معناه ؟
الشيخ : الحديث في صحيح البخاري لا شك في صحته !
عيد عباسي : لعله كان يحسن الحديث أيضا عما يستنبط منه من فقه ... .
الشيخ : السائل هو يقرر من جهة الرجال أن الاعتكاف من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأفضله ما كان في رمضان وأفضله ما كان في العشر الأخير منه، هذا من جهة ومن جهة أخرى فيه النية إلى أن الاعتكاف في المسجد ليس مما يشترك فيه النساء مع الرجال وهذا واضح فيما إذا تذكرنا أن صلاة الجماعة وهي فريضة على المسلم كفريضة الصلاة نفسها ففي هذه الفريضة فريضة الجماعة لا تشترك فيها النساء فأولى وأولى أن لا يشترك النساء في شرعية الإعتكاف في المساجد وبخاصة فيما إذا كان الإعتكاف يشوبه شيء من الرياء وحب الظهور والغيرة التي لا يكون الدافع على الاعتكاف فيه هذه الحالة هو التقرب إلى الله تبارك وتعالى فالرسول صلى الله عليه وسلم نقض الأخبية التي أي الخيمات التي نصبت في المسجد النبوي لبعض زوجاته عليه الصلاة والسلام ومن بعد حسم الموضوع نقض أيضا خيمته عليه الصلاة والسلام التي كان يعتكف فيها، هذا ما يمكن ذكره بمناسبة هذا الحديث الصحيح .
9 - ما صحة هذا الحديث ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بنصب الخباء للاعتكاف فأمرت زوجاته بنصب خباء لهن فسأل رسول الله عن هذه الأخبية فقيل : لنسائك فقال: آلله أرتن ذلك فأمر بإزالة الأخبية حتى خباءه وأجل اعتكافه إلى شوال ) وما معناه ؟ أستمع حفظ
هل يؤخذ من الحديث السابق أن النساء لا يشرع لهن الاعتكاف ؟
الشيخ : أي نعم .
كيف يعرف الإنسان المسلم أنه قد صادفته ليلة القدر مع تحريه لليالي المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : ذلك أمر وجداني يشعر به كل من أنعم الله تبارك وتعالى عليه برؤية ليلة القدر لأن الإنسان في هذه الليلة يكون مقبلا على عبادة الله عز وجل وعلى ذكره والصلاة له فيتجلى الله عز وجل على بعض عباده بشعور ليس يعتاده حتى الصالحون لا يعتادونه في سائر أوقاتهم فهذا الشعور هو الذي يمكن الاعتماد عليه بأن صاحبه يرى ليلة القدر والسيدة عائشة رضي الله عنها قد سألت الرسول عليه السلام سؤالا ينبئ عن إمكان شعور الإنسان برؤيته ليلته القدر حينما توجهت بسؤالها للنبي عليه الصلاة والسّلام بقولها يا رسول الله إذا أنا رأيت ليلة القدر ماذا أقول ؟ قال ( قولي اللّهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني ) ففي هذا الحديث فائدتان الفائدة الأولى أن المسلم يمكن أن يشعر شعورا ذاتيا شخصيا في ملاقاته لليلة القدر والشيء الثاني من هذا الحديث أنه إن شعر بذلك فخير ما يدعو به هو هذا الدعاء ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عني ) وقد جاء بهذه المناسبة في كتابنا هذا الترغيب في بعض الدروس المتأخرة أن خير ما يسأل الإنسان ربه تبارك وتعالى هو العفو والعافية في الدنيا والآخرة .
نعم هناك لليلة القدر بعض الأمارات والعلامات المادية لكن هذا قد لا يمكن أن يرى ذلك كل من يرى ويعلم ليلة القدر لأن هذه العلامات بعضها يتعلق بالجو العام الخارجي كأن تكون مثلا الليلة ليست بقارة ولا حارة فهي معتدلة ليست باردة ولا هي حارة فقد يكون الإنسان في جو لا يمكّنه من أن يشعر بالجو الطبيعي في البلدة كذلك هناك علامة لكن بعد فوات وقت ليلة القدر، تلك العلامة تكون في صبح تلك الليلة حين تطلع الشمس حيث أخبر عليه الصلاة والسلام بأنها تطلع صبيحة ليلة القدر كالطست كالقمر ليس له شعاع، هكذا تطلع الشمس في صبيحة ليلة القدر وقد رُئي هذا من بعض الناس الصالحين ممن كان يهمهم رؤية ملاحظة ذلك في كثير من ليالي القدر فالمهم بالنسبة للمتعبد للشخص المتعبد ليس هو التمسك بمثل هذه الظواهر لأن هذه الظواهر هي عامّة يعني هذه طبيعة الجو لكن لا يشترك في كل من عاش في ذلك الجو في رؤية ليلة القدر يعني في أن يكون في صفاء نفسي في لحظة من تلك اللحظات في تلك الليلة المباركة بحيث أن الله عز وجل يتجلى عليه برحمته وفضله فينعمه وأن يدعو بما سبق وبغيره، فالعلامات المادية هي علامات لا يدل على أنه كل من شاهدها ولمسها قد رأى ليلة القدر، وهذا أمر واقع ولكن الناحية التي يجد الإنسان في نفسه من صفاء روحه وشعور برؤيته لليلة القدر وتوجهه إلى الله بسؤاله بما شرع فهذه الناحية التي ينبغي أن ندندن حولها ونهتم بها لعل الله عز وجل يتكرّم بها علينا .
11 - كيف يعرف الإنسان المسلم أنه قد صادفته ليلة القدر مع تحريه لليالي المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم ؟ أستمع حفظ
هل يجوز تأدية صلاة فرض خلف متنفل كالتراويح ؟
الشيخ : الجواب نعم بناء على حديث معاذ بن جبل الثابت في صحيح البخاري أنه كان يصلي فرض العشاء وراء النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي مسجد حيه فيصلي بهم إماما، هي له نافلة وهي لهم فريضة، فعلى هذا تصح صلاة من دخل مسجد والإمام يصلي التراويح وهذا الداخل لم يكن بعد قد صلى صلاة العشاء فعليه أن يباشر اقتداء بهذا الإمام فإذا أدرك ركعتين قام وأتى بركعتين وإذا ما أدرك ولو قبل السلام فليشترك معه ثم يأتي بالركعات الأربعة .
هل الالتزام بمكان معين في المسجد هو ركن من أركان صحة الاعتكاف أم هو سنة ؟ أو خرج من مسجد إلى مسجد أو سماع حلقة في غير مسجده ؟
الشيخ : ماذا يعني بالتزام ركن يعني إذا كان يعني عدم جواز التنقل مثلا من مكان إلى مكان في نفس المسجد فهذا ليس باللازم، إذا مثلا اعتكف في زاوية شرقية ثم بدا له أن يعتكف من نفس المسجد في زاوية غربية فما في شيء يمنع من ذلك أما إذا كان يعني غير هذا ما هو بالواضح.
عيد عباسي : أي نعم هو سؤاله يفيد هذا لكن إذا عنى أنه ينتقل من مسجد إلى مسجد هذا الذي ؟
الشيخ : إذا ما في ضرورة ما ينتقل .
عيد عباسي : حضوره درس مثل هنا .
الشيخ : لا .
عيد عباسي : ما يحضر، طيب، يقول .
13 - هل الالتزام بمكان معين في المسجد هو ركن من أركان صحة الاعتكاف أم هو سنة ؟ أو خرج من مسجد إلى مسجد أو سماع حلقة في غير مسجده ؟ أستمع حفظ
ما درجة حديث ( من صام رمضان ثم أتبعه ست من شوال خرج كيوم ولدته أمه ) وما معناه ؟
الشيخ : هذا من الأحاديث الصحيحة التي أخرجها الإمام مسلم في صحيحه وهو من الأحكام التي كاد الفقهاء أن يتفقوا عليها ولكنهم مع الأسف لم يتفقوا فقد جاء عند مالك رحمه الله بأنه كان يكره صيام الست من شوال فاحتج عليه الجمهور بهذا الحديث وهو حجة بلا شك قاطعة إلا أن بعض العلماء نقلوا عن الإمام مالك وجها فيما ذهب إليه من كراهة صيام هذه الأيام الست، قال لكي لا يعتقد الناس وجوبها لا سيما وهي متصلة برمضان ولا يُفرق بينها وبين صيام رمضان إلا يوم العيد فخشية أن يتبادر إلى أذهان بعض الناس وجوب صيام هذه الست نهى الإمام مالك أو كره صيامها ومعنى كلام هؤلاء العلماء فيما نسبوا إلى مالك أن مالكا رحمه الله لا ينكر أصل مشروعية صيام هذه الأيام الست فهو يلتقي مع جماهير العلماء الذين ذهبوا إلى استحبابها ولكنه يكره المثابرة على ذلك يعني كل من صام رمضان يصوم الست أيام حتى يُصبح صيام الست مع الزمن ولو البعيد كأنه من تمام صوم رمضان، هذا الذي خشيه مالك فذهب إلى الكراهة ولا شك أن لمثل قوله وجاهة من حيث القواعد الأصولية الفقهية وقد ذهب إلى مثلها بعض الحنفية في مثل اعتياد الإمام قراءة سورة السجدة وسورة الدهر في كل فجر جمعة فنص فقهاء الحنفية على أنه ينبغي على الإمام أن يترك قراءة هاتين السورتين أحيانا لكي لا يظن العامة بأن قراءة هاتين السورتين من الواجبات بل من أركان صلاة الصبح يوم الجمعة.
وهذا في الواقع كما قلنا من العلم الذي قل من يتنبه له فإذا كان هناك جو في بعض البلاد الإسلامية فعلا قد يُخشى أو وقعت الخشية فتوهم بعض العامة أن صيام الست أيام من شوال هو أمر واجب فحينئذ من الواجب على بعض العلماء أن لا يلتزموا ذلك مع تنبيههم بخطبهم ومواعظهم ودروسهم على أن صيام هذا ليس من الأمور الواجبة إنما هو من الأمور المستحبة .
هل يجوز إعطاء صدقة الفطر للجمعيات الخيرية، وهل كانت الحكومة المسلمة تجمعها كأنواع من الزكاة ؟
الشيخ : صدقة الفطر لم تكن تجمع في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي عهد السلف الصالح كما تُجمع زكاة الزروع والمواشي وكذلك لم تكن تُجمع زكاة النقدين الفريضة، زكاة النقدين ما كانت تُجمع وإنما كان الأمر يُفوض إلى الغني الواجب عليه الزكاة فهو يوزع ما وجب عليه في نقديه، كذلك لم يكن من سنة العهد الأول جمع صدقة الفطر وإنما كل مكلف يخرجها أما إعطاء الزكاة هذه زكاة الفطر إلى الجمعيات الخيرية اليوم فذلك يتوقف على أمر هام ما ندري إذا كانت هذه الجمعيات تهتم بتطبيقه فكلنا يعلم بأن زكاة الفطر لا يجوز التقدم بإخراجها قبل يوم الفطر بأكثر من يومين أو ثلاثة أيام فإخراجها في أول رمضان أو في منتصف رمضان كما يفعل كثير من الأفراد هذا خلاف السنة فإذا كانت الجمعيات المشار إليها تراعي هذه الناحية فتجمع هذه الزكوات زكاة الفطر ولا تخرجها إلا قبل العيد فلا بأس حينذاك من توكيل هذه الجمعيات بهذه الصدقة على أساس أنه يُفترض فيها أن تكون أعلم من المزكي بالفقراء والمساكين الذين هم في ذلك الحي .
لكن أنا أخشى ما أخشى أن يكون هؤلاء يتبنون رأيا فيه توسيع في إباحة في إخراج الزكاة قبل العيد بأيام كثيرة، هذا من جهة ومن جهة أخرى قد يجمعونها في صندوق الجمعية ويضمونها إلى أصل الزكاة المجموع عندها فيخرجونها وربما بعد العيد بأيام وربما بأشهر، لذلك فيكون الأحوط أن يتولى المزكي والمخرج لصدقة الفطر إخراجها بنفسه فهو أولا يخرجها قبل العيد مباشرة وهذا هو الأفضل فإن ترخص فقبل ذلك بيوم أو يومين ثم يضعها في يد من يراه أنه من المستحقين لهذه الزكاة ثم يلاحظ أن يكون من الصالحين وهذه ناحية أيضا ما أدري إذا كانت الجمعيات عندها استعداد لأن تلاحظ وتطبق هذه الناحية وذلك ليكون المزكي معينا لأهل الخير لأهل الصلاح بما يقدمه إليهم من خير ومن مال، أيوه .
15 - هل يجوز إعطاء صدقة الفطر للجمعيات الخيرية، وهل كانت الحكومة المسلمة تجمعها كأنواع من الزكاة ؟ أستمع حفظ
ما حكم من احتلم في نهار رمضان هل عليه قضاء ؟
الشيخ : لم يُفطر حتى يكون عليه قضاء !
امرأة بلغت من العمر أكثر من ستين سنة ثم تنزل دما بشكل غير منتظم هل تصوم ؟
الشيخ : هذه المفروض أنها بلغت سن اليأس أي لا ترى الحيض وإذا كانت خرقت العادة العامة في النساء وأنها لا تزال تحيض بصورة منتظمة كما هي عادة النساء حينذاك ترجع في هذا الدم إلى شروط دم الحيض المعروفة فالغالب أن يكون هذا الحيض هذا الدم الآن دم استحاضة وليس دم حيض لا سيما وهي في هذا السن سن الستين في الغالب أنها يائس من الحيض ففي هذه الحالة يكون هذا الدم دم استحاضة فليس له علاقة حينذاك بالصيام أي إنه لا يكون مانعا لها من الصيام، نعم .
إذا كان المسلم يأكل وأذن عليه الفجر فما حكم صومه وهل عليه قضاء ؟
الشيخ : النص القرآني صريح في هذا ألا وهو قوله تعالى (( فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )) فالآية صريحة في إباحة استمرار المتسحر في طعامه وشرابه حتى يتبين الفجر أي حتى يتأكد من طلوع الفجر الصادق وهذه الآية لحكمة ما جاء فيها ربنا عز وجل بقوله (( حتى يتبين )) لأن التبيّن من الشيء هو التأكد منه والواقع أنه هناك تساؤلات كثيرة في أن المؤذنين في هذه البلاد يؤذنون مع طلوع الفجر الصادق فقد كنا في العمرة في رمضان هذا في مكة والمدينة فرأيناهم يتأخرون في الأذان، أذان الفجر الصادق قرابة نصف ساعة ونحن لا نعلم هناك فرقا من حيث خطوط الطول يؤدي إلى هذا الفرق بين فجرهم وفجرنا وملاحظتنا هذه الأخيرة هناك ذكرتنا بما نسمعه من بعض إخواننا المثقفين المتفقهين في الأردن أنهم يقطعون هناك بأن الأذان في الأردن بصورة عامة ليس فقط في رمضان يؤذنون قبل الفجر الصادق بنحو ثلث ساعة ثم جاء بعض إخواننا هؤلاء الأردنيين إلى هنا واتصلوا مع بعض إخواننا وأيضا راقبوا طلوع الفجر هنا في دمشق بصورة خاصة فظهر لهم وما أقول تبيّن لأنني بعد ما تبينت مما ظهر لهم فظهر لهم أن الأمر هنا كالأمر هناك ولذلك كان في نفسي أن نعمل جلسة خاصة مع بعض إخواننا ونتدارس هذه القضية بالنسبة لنا هنا في دمشق .
أي هل يؤذنون الأذان الثاني وليس الأذان الأول، هل يؤذنون الأذان الثاني الذي به يحرّم الطعام وتحلّ الصلاة، في الوقت تماما أم يتقدمون به على الوقت كما يفعلون في بدعة الأذان الأول حيث أنهم يسمّونه بأذان الإمساك وهو في حقيقته من الناحية الشرعية هو أذان الطعام والشراب وليس أذان الإمساك فهم يسمونه أذان الإمساك وحتى سُجّل فيما يسمونه بالإمساكية فصار لزاما على كل صائم أن يُمسك عن طعامه وشرابه بمجرد أن سمع الأذان الأول وهو شرعا أذان الطعام والشراب بدليل حديث البخاري ومسلم عن جماعة من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( لا يغرنكم أذان بلال فإنما يؤذن بليل ليقوم النائم ويتسحر المتسحر فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ) فهو عليه السلام أمر بالأذان، بالطعام والشراب أن يستمر فيه الإنسان ولو بعد أذان بلال لأن بلالا يقول يؤذن ليقوم النائم ويتسحر المتسحر فالأذان الأول هو الغرض التنبيه أنه الآن وقت الطعام والشراب قال عليه السلام ( فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ) وقد جاء في هذا الحديث بأنه كان بين أذانيهما مقدار تلاوة خمسين آية أي من الوقت بين الأذانين وقت قريب جدا وليس أيضا هذه مسافة التي تأخذ من الزمن نحو ربع ساعة اليوم، بين أذان الإمساك المزعوم وبين أذان الفجر لذلك فممكن أن بعض الموقتين الذين يوقتون التوقيت الفلكي هذا ربما أيضا لاحظوا احتياطا ثانيا غير احتياط أذان الإمساك لاحظوا احتياطا ثانيا في توقيت الأذان الثاني فتقدموا به حتى ما يدخل الفجر الصادق بزعمهم وبعضهم لا يزال يأكل فيُفطر ولئن كان هذا واقعا فهذا يدل على جهل بالغ لأنه هناك أمران كل منهما عبادة وطاعة فكما لا يجوز الاستمرار في الطعام والشراب بالنسبة للمتسحر حتى دخول الفجر الصادق كذلك لا يجوز الإنسان أن يصلي قبل الفجر الصادق فكل منهما عبادة فالخلاصة هذا الأذان الثاني يجب الواقع التثبت من كونه يؤذن في الوقت وعندنا شكوك كبيرة جدا للأمور التي ذكرناها ومع ذلك فهناك فسحة ورخصة صريحة في الحديث الصحيح فلو فرضنا أن هذا الأذان الثاني يؤذنه المؤذنون في الوقت الصحيح للفجر الصادق تأتي هذه الرخصة الكريمة حيث قال عليه الصلاة والسلام ( إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ) ( إذا سمع أحدكم النداء ) يعني الثاني أما الأول ( فكلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم ) أما الأذان الثاني فحتى تأخذ حاجتك ( إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ) ففي هذا رخصة أن يستمر الصائم في الطعام حتى يأخذ حاجته ما يجعله تسلية، ما يقعد مثلا يتفكر أو يفصص بذر مثلا بحجة أنه ( حتى يقضي حاجته منه ) لا هذا ليس مما له فيه حاجة، هذا من باب التسلية فالحديث صريح ( إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده ) الذي يأكل أو يشرب منه ( فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه )
عيد عباسي : ... .
الشيخ : آخر سؤال .
عيد عباسي : طيب.
ما هو حد الابتعاد عن الزوجة في يوم الصيام وماذا يجوز للصائم مع زوجته ؟
الشيخ : هذا سؤال هام والجواب عليه يختلف عليه اختلاف الأشخاص بين أن يكون شابا ولا سيما إذا كان حديث عهد بعرس وبزواج وبين أن يكون كهلا أو شيخا فانيا فالأول من باب الحيطة والحذر يبتعد عن حلاله وعن زوجته وعن كل الأسباب التي قد توقعه في المحرم عليه ألا وهو الجماع لأن السّيدة عائشة رضي الله عنها التي تروي بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبل نساءه وهو صائم تقول " وأيّكم يملك من إربه ما كان يملك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " فهذا نوع من المباشرة التقبيل مثلا فالتقبيل بالنسبة للرجل الكهل أو الشيخ ... .