شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد قال المصنف رحمه الله : " وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم " .
الشيخ : وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وصل بنا الدرس الماضي من كتاب الترغيب والترهيب إلى الحديث السابع والعشرين من نسختي وهو قوله رحمه الله وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع ) طوبى هنيئا له أو شجرة له في الجنة فهي بشارة له وأنه من أهل الجنة من هو ( لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا ) لا مقترا عليه في الرزق ولا موسعا وليس ذلك رغما عنه وإنما من القناعة في نفسه حيث قال ( وكان عيشه كفافا وقنع ) أي رضي بما قسم الله عز وجل له كما جاء في الحديث الصحيح ( وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ) ومثل هذا الحديث الحديث الآتي بعده لكن الحديث الأول رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وفي هذا التخريج شيء من التساهل أو السهو في التخريج ذلك لأنه وجد من الرواة والمخرجين له من هو أعلى طبقة من المخرّج الثاني لهذا الحديث ألا وهو الحاكم ذكر أن الحديث رواه الترمذي والحاكم بينما هناك مخرج آخر هو أرقى طبقة من الحاكم وأصفى رواية منه ألا وهو ابن حبان في صحيحه فكان حقه لو أراد الإيجاز في التخريج أن يقول رواه الترمذي وابن حبان إن كان يريد أن يقنع في التخريج لاثنين وإن زاد فهو خير فإذا كان ينبغي أن يقول رواه الترمذي وابن حبان والحاكم ولكن هذا مما لا ينجو منه إنسان فقد يفوته مخرج فلا بأس من أن يضم إلى المخرجين المذكورين في الكتاب هذا المخرج الثالث ألا وهو ابن حبان في صحيحه.
شرح قول المصنف رحمه الله : " وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه ) رواه مسلم والترمذي وابن ماجه ".
الشيخ : أما الحديث الذي بعده وهو بمعنى السابق فهو قوله عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنّعه الله بما آتاه ) رواه مسلم والترمذي وابن ماجه قال في تفسير الكفاف الكفاف الذي ليس فيه فضل عن الكفاية والرزق الكفاف هو ما يكفي صاحبه لا ينقص عن ولا يزيد عليها هذا هو الرزق الكفاف الذي نسب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى صاحبه أنه هدي للإسلام وأنه أفلح في الحديث الثاني هذا هو الكفاف.
قال المصنف رحمه الله : " وروى أبو الشيخ ابن حيان في كتاب الثواب عن سعيد بن عبد العزيز أنه سئل ما الكفاف من الرزق قال شبع يوم وجوع يوم ". وبيان وقوع تصحيف في الكتاب .
الشيخ : لكن يذكر المصنف رواية عن بعض المحدثين فيها غرابة يقول روى أبو الشيخ ابن حبان هكذا في الكتاب لكن أبو الشيخ إذا اجتمع أبو الشيخ وابن حبان فهو تصحيف والصواب ابن حيان أبو الشيخ وابن حبان لا يجتمعان والصواب أبو الشيخ ابن حيان في كتاب ... روى عن سعيد بن عبد العزيز أنه سئل ما الكفاف من الرزق قال شبع يوم وجوع يوم هذا زاد أو ضيق في الكفاف حيث قال شبع يوم وجوع يوم لكن المعنى المعروف هو أن يرزق ما يكفيه وهذا بلا شك في كل يوم وليلة وليس أن يجوع فمن جاع لم يرزق الكفاف وهذا في الواقع هذا الحديث والذي قبله إنما فيه حظ للمسلم على أن يرضى بالإعتدال في الأمور فلا هو يطلب الرزق الواسع خشية أن يشغله هذا الرزق و ... عن القيام بما يجب عليه من الأمور كما أنه لا يحمل على نفسه ولا يشق عليه بأن لا يقدم إليها حاجتها وكفافها وما هو توجيه كثير من الصوفيين والطرقيين الذين يزعمون أن من وسائل تربية النفس الأمّارة بالسوء إنما هو التجويع وتأكيدا لذلك جاء في كتاب "إحياء علوم الدين" حديث طرفه الأول صحيح وطرفه الأخير باطل لا أصل له أما الطرف الأول الصحيح فهو قوله عليه الصلاة والسلام ( إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم ) هذا هو الصحيح زاد في الإحياء ( فضيقوا مجاريه بالجوع ) يعني العروق بالجوع هذه الزيادة لا أصل لها والحمد لله كما نص على ذلك مخرج ذلك الكتاب ألا وهو الحافظ العراقي، ومن أخطاء بعض العلماء التي لا ينجو منها أي عالم على وجه الأرض أن هذه الزيادة وقعت حتى في بعض كتب شيخ الإسلام بن تيمية هذا مما يذكر طالب العلم بأن الإنسان لايزال عالما ما ظل طالبا للعلم وأنه لا أحد يولد عالما فيتبين لنا في مطالعتنا لكتب العلماء المكثرين من التأليف تغايرا بين تأليف وتأليف بين بحث وآخر وذلك سنة الله في خلقه وأن الإنسان كما يكون صبيا يبدأ يطلب العلم ثم لايزال يترعرع ويزداد علما يوما بعد يوما حتى يستوي إلى مرتية من مراتب أهل العلم ولكن مع ذلك لايزال بحاجة وبحاجة مصداقا لقوله تعالى (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) والعلماء لا سبيل لهم لتحصيل العلم إلا بطريق التلقي تلقي الخلف عن السلف أن يأخذ التلميذ من شيخه وأن يأخذ الطالب من كتب من سبقه من أهل العلم ليزداد علما على علم ومن الظاهر أن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله لم يتلقى ... ابتدائه طلب العلم وهذا أمر طبيعي أن كتاب إحياء علوم الدين فيه ما فيه من أحاديث ضعيفة وموضوعة فهو درس هذا الكتاب وكانت عنده حافظة عجيبة وعجيبة جدا فرسخت محفوظات هذا الكتاب في حافظته ثم إذا ما سئل عن مسألة أفاض في الجواب عليها بذكر الآيات والأحاديث ثم مع الزمن بدأ يصفي معلوماته سواء من ناحية الرواية أو من ناحية الدراية فنجد في بعض كتبه آثارا من دراسته الأولى حيث كان لايزال في طلب العلم ... أن هذه الزيادة في هذا الحديث تلقاها هو من الإحياء أو من غيره من أمثال كتب الإحياء التي فيها أحاديث مما هب و دب فكما قيل في الإحياء نقول من باب أولى في شيخ الإسلام بن تيمية ... ولكن الله عز وجل أنعم على شيخ الإسلام بالعلم الصحيح فيما بعد حتى صار مرجعا في ذلك حتى في علم الحديث بصورة خاصة إلى درجة أن بالغ الحافظ الذهبي فقال " كل حديث لا يعرفه بن تيمية فليس بحديث " نعتقد أن في هذا شيء من المبالغة ولكن العلماء حينما يريدون أن يظهروا منزلة العالم في علم ما لا سيما إذا كان مظلوما فشيخ الإسلام بن تيمية مهضوم الحق فيقولون مثل هذا الكلام كل حديث لا يعرفه بن تيمية فليس بحديث. إذا الكفاف المذكور في هذين الحديثين هو ما يكفي الإنسان ما ينقص عن حاجته ولا يزيد هذا هو الوسط وخير الأمور أوسطها.
بيان حقيقة الإسلام ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديثين ( هدي للإسلام ) و ( أفلح من أسلم )، مع شرح حديث جبريل المشهور في الإسلام والإيمان والإحسان .
الشيخ : وقبل أن ننتقل إلى حديث ثالث وهو تقريبا بمعنى الحديثين السابقين لابد لي من أن نقف قليلا عند لفظة الإسلام في الحديث الأول ( طوبى لمن هدي للإسلام ) وفي الحديث الثاني ( من أسلم ) أسلم أي بمعنى هدي للإسلام، ففي هذا الحديث بيان واضح أن المرء إذا جمع بين هاتين النعمتين النعمة المعنوية الروحية وهو أن يهدى إلى الإسلام والنعمة الأخرى المادية التي هي يحيا للإسلام فهنيئا لهذا الإنسان الذي هدي للإسلام ورزق كفافا أو قنع بما رزقه الله عز وجل، أرى أنه لابد من الوقوف عند هذه الكلمة الإسلام وأسلم فإن كثيرا من الناس اليوم ممن ينتمون إلى الإسلام ويسمون بالمسلمين كثيرون منهم لا يعرفون حتى اليوم حقيقة إسلامهم فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يهنئك ( من هدي للإسلام ) فمعنى هذا أنه يشير إلى أنه قد هدي إلى أكبر نعمة معنوية روحية فما هو هذا الإسلام لا بأس من أن أروي لكم حديثا هو معروف عند بعضكم ومجهول أو على الأقل غير مطروق كثيرا عند آخرين منكم ففيه عبرة وفيه موعظة وفيه بيان لهذا الذي نحن في صدده ألا وهو الإسلام ذلك الحديث هو المعروف عند علماء الحديث بحديث جبريل عليه الصلاة والسلام الذي يرويه الإمام مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه الذي يرويه عنه حيث قال حدثني عمر بن عمر يقول حدثني عمر يعني أباه أنه ( كان في مجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم وإذا جاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يُرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منّا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ثم قال يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سيبلا قال السائل صدقت، قال عمر فعجبنا له يسأله ويصدقه! قال فأخبرني عن الإيمان؟ قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال صدقت، قال عمر فعجبنا له يسأله ثم يصدقه! قال فأخبرني عن الإحسان؟ قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال فأخبرني عن الساعة؟ قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال فأخبرني عن أمراتها؟ قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال عمر ثم لبثنا مليا -أي طريلا أي وقتا مديدا وفي رواية ثلاثة أيام- ثم قال عليه الصلاة والسلام أتدرون من السائل؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال عليه الصلاة والسلام ذاك جبريل جاءكم يعلمكم دينكم ) التعليق على هذا الحديث يطول فيه الكلام فهو شيء هام جدا ولكننا لسنا في هذا الصدد وإنما سقناه لأمرين اثنين الأول تذكيرا لكم به والآخر ربطا بالجواب على السؤال الأول لما جاء في هذا الحديث من ذكر من أسلم ومن هدي للإسلام حيث سأل جبريل عليه الصلاة والسلام وهو قد تصور بصورة إنسان جاء إلى مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام ويبدو أنه كان في المجلس شيء من الوجوم ومن عدم الإنطلاق في البحث والعلم ذلك لأن قوله عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث من الرواية السابقة ( هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم ) قد جاء في رواية أخرى في صحيح مسلم أيضا ولكن من روايه أبي هريرة وليس من رواية عمر قال ( هذا جبريل أتاكم يريد أن تعلموا إذ لم تسألوا ) الشاهد هنا أتاكم يريد أن تعلّموا أي تتعلموا إذ لم تسألوا، فما دام أنتم واجلون وساكتون ولا تسألون فقد بعث الله عز وجل رسوله جبريل عليه السلام إليكم ليعلّمكم بطريقة السؤال والجواب وهذا الحديث الصحيح من أدلة كثيرة على أن من طرق تعليم العلم في الإسلام هو طريقة السؤال والجواب وليس كما يتوهم الكثيرون اليوم الذين لا علم عندهم بالإسلام أن هذه الطريقة من السؤال والجواب هي طريقة أوروبية أجنبية بل هي طريقة إسلامية شرعها الله عز وجل بواسطة جبريل عليه الصلاة والسلام حين أرسله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويجلس بين يديه جلوس المتعلم أمام المعلّم قد ألصق ركبتيه لركبتيه ووضع كفيه على فخذي الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر للناس الحاضرين اهتمامه بالعلم وما به من حاجة إلى علم ولكنه يريد أن يعلم أولئك الذين لم يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عما هم بحاجة إليه من علم.
شرح قطعة من حديث جبريل وهو قوله : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ) والتحذير من الشرك والوقوع فيه .
الشيخ : فقال عليه الصلاة والسلام الشاهد من هذا الحديث بيانا للإسلام الذي سأل جبريل عليه الصلاة والسلام عنه أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وهذا بمعنى الحديث المشهور المتفق عليه بين الشيخين من حديث بن عمر نفسه ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) إلى آخر الحديث ، فقد بين الرسول صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث أن الإسلام هو تشهد أن لا إله إلا الله ومعنى أن تشهد أن لا إله إلا الله هو كما جاء أيضا في رواية أخرى أي تعبد الله وحده لا شريك له لا إله إلا الله معناها أن تعبد الله وحده لا شريك له هذا المعنى مأخوذ من الرواية الأخرى التي أشرت إليها آنفا إنما المعنى المتوارث التقليدي المعروف عند علماء المسلمين قاطبة هو قولهم وقولهم حق معنى لا إله إلا الله لا معبود بحق في الوجود إلا الله هذا المعنى الصحيح ونحو الرواية الأخرى لما سئل عن الإسلام أجاب عليه الصلاة والسلام أن تعبد الله وحده لا شريك له ومعنى هذا وذاك أن الذي أسلم قديما أوحديثا أو وراثة وهو من جهة أخرى يعبد غير الله عز وجل بأي عبادة من العبادات المعروفة في الإسلام فليس مسلما ولن يهدى للإسلام فلا طوبى له كل من عبد سوى الله عز وجل فليس مسلما ولو قال لا إله إلا الله ولو صلى وصام وزعم أنه مسلم لأنه قد أخل بالركن الأول من أركان الإسلام الخمسة وهي أن تشهد أن لا إله إلا الله أي أن لا تعبد إلا الله لا تشرك به شيئا ومن خطورة هذا الموضوع لأنه من العقيدة بل وأسّ العقيدة لاسيما وأن أرى في كل يوم وجوها جديدة وأفترض بل أقطع بأن هناك من لم يسمع مطلقا بحثا في مثل هذا الموضوع الهام الذي يجب على كل مسلم قبل أن يقلد أباه وجده في الصلاة وفي الصيام أن يعرف الإسلام ماهو ثم بعد المعرفة أن يؤمن به إيمانا جازما وبعد ذلك ينطلق إلى العمل ببقية أركان الإسلام قد يظن بعض الناس أو قد يتساءل ما فائدة هذا الكلام وهل هناك من المسلمين من لا يعبدون الله وحده؟ هل هناك فيهم من يشرك بالله شيئا والحديث يفسر الإسلام أن تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئا؟ نقول مع الأسف الشديد هناك كثيرون وكثيرون جدا يعبدون مع الله غيره ويشركون به أشياء وليس شيئا واحدا ولكن أكثر الناس لا يعلمون يظن هؤلاء الناس أنّ الشرك الذي حذّر منه الرسول عليه السلام في هذا الحديث وجعله مباينا للتوحيد ولشهادة أن لا إله إلا الله هو أن يعبد إلها مع الله كما يعبد الله تماما أن يصلي له وأن يصوم له وأن يحج له وأن يعبده بكل شيء هو لله وحده هكذا يتوهمون وليس الأمر كذلك فإن الشرك أخطر من هذه الدائرة الواسعة إن إنسانا إذا عبد الله عز وجل حياة نوح عليه الصلاة والسلام ثم نادى غير الله يوما ما في ساعة ما دعاه دون الله بل دعاه مع الله فقد أشرك مع الله وحبط عمله كما قال الله عز وجل (( لأن أشركت ليحبطن عملك ولتكوننّ من الخاسرين )) دعاه من دون الله كأن يقول كما تسمعون كثيرا يا باز، هذا دعاء من دون الله دعاء مع الله يا الله يا باز، هذا دعاء مع الله ولو كان الأمر بالذوق فقط لقلت إن مناداة غير الله مع الله أقبح وانتبهوا لما أقول لو كان الأمر بالذوق وإلا الأمر واحد لأنه كله شرك لقلت إن مناداة عبد من عباد الله لا يمسع ولو سمع لا يستجيب مناداته مع الله أقبح من أن ينادى من دون الله وأن ذكر هذا العبد مع الرب ما قد يشعر بأن الله وحده لا يكفيه ولا يغنيه بينما لو نادى العبد وحده فهذا المفهوم الخاطئ لا يخطر في البال ولا شك أشرك حينما نادى الباز لكن هنا قال يا الله يا باز كأنه يشعر أو يؤكد بأن الله غير كافٍ عبده فهو يقول يا الله يا باز كأنه يستدرك يا الله يا باز كأنه الله ماهو كافي فيستغيث بعبد لله عز وجل الملقب عنده بالباز فهؤلاء الذين ينادون غير الله عز وجل هؤلاء لم يفقهوا بعد الإسلام الذي ينبغي أن يكونوا عليه فإذا ما رزقوا كفافا كان لهم طوبى وحسن مآب.
بيان و جوب فهم كلمة التوحيد على منهج السلف و أنها سبب عز المسلمين و خطورة الجهل بها .
الشيخ : لذلك يجب عليكم جميعا أن تهتموا بفهم كلمة التوحيد الذي ينبني عليه علم التوحيد كله على أساس ما كان عليه السلف الصالح على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح حتى إذا ما جاءت بشرى لنا كهذه التي بين أيدينا الآن كنا أهلا لها أما من كان في قلبه شيء من الشرك والعياذ بالله فلا تفيده هذه البشرى بل لا تفيده كل أعماله الصالحة كما قال ربنا عز وجل في القرآن في حق المشركين ولا ... عند رب العالمين لا فرق بين مشرك يقول لا إله إلا الله بلسانه ولما يدخل الإيمان إلى قلبه وبين يهودي أو نصراني أو مجوسي أو ملحد كل هؤلاء مشركون كلهم يدخلون في قوله تعالى (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا )) لذلك نحن نحمد الله أن جعلنا مسلمين ولو بالوراثة ولكن الحمد الكامل أن نسعى إلى أن نتفقه في الدين وأول ذلك وأصله وأسّه أن نعرف هذا الإسلام الذي أصبح مجهولا عند جماهير المسلمين اليوم فلا غرابة أن يصبحوا أذلاء يخشون من كانوا من قبل أذل الأمم فلا يستطيعون أن يخرجوهم من بلادنا ما نقول من بلادهم ما يستطيع المسلمون أن يخرجوا هؤلاء اليهود من بلاد الإسلام ذلك لأن هذا العدد الضّخم من المسلمين الذي يبلغ ثمانمائة مليون أو يزيد هم كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) لماذا هذا العدد الكثير غثاء كغثاء السيل ثم جماهير المسلمين حتى الكفار حتى العلماء يتوهمون أن العلة فقط لا أقول أن العلة كذا يتوهمون أن العلة فقط هو عدم عمل المسلمين بإسلامهم هذه علة ولكن علة العلل عدم فهم المسلمين لإسلامهم وهذا هو الدليل بين أيديكم إن جماهيرنا اليوم لا يفقهون الإسلام أبدا أي بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله ما فقهوها بعد إلا من شاء الله وقليل ما هم كيف نستطيع أن نكابر وأن نجحد ما نراه بأعيننا في كل اليوم في كثير من المساجد بل كثير من المساجد فيها من يعبد من دون الله من ينادى من دون الله، وهذا أم المساجد في بلاد الشام مسجد بني أمية فيه القبر المزعوم قبر يحيى عليه الصلاة والسلام فإليه تقدم الهدايا باسم النذور وإليه ترفع العرائض والشكايا فكما أنه لو كانه هو الإله المعبود سبحان الله عما يفعلون وعما يقولون وهؤلاء يأتون للمسجد ليصلوا فيه والله يقول (( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )) لا تدعوا، هم ينادون مع الله أحدا ينادون يحي لذلك فالمسلمون اليوم كما وصفهم الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق بحق ( غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا ما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت ) حب الدنيا وكراهية الموت هو من العلل التي أشرت إليها آنفا لكن علة هذه العلل هو عدم فهم الإسلام في أسّه الأول ألا وهو شهادة أن لا إله إلا الله من أجل ذلك نجد المعجزة العجيبة التي ما سبق أن وقعت وما أدري إذا كانت تتصور وهي أن من كانوا أضل الناس علما وعقلا وفهما وحياة وإلى آخره وأضعف الناس من أجل ذلك صاروا ما بين عشية وضحاها أقوى الأمم وأعزّ الأمم وأعلم الأمم وأعقل الأمم والذين هم نشروا النور والهدى وفي ربوع كل الأمم ألا وهم العرب الأولون ذلك حينما اهتدوا بهذا الإسلام وعرفوا حقيقة معنى لا إله إلا الله وأسلموا قلوبهم وعقولهم لله حين ذاك نصرهم الله وتطهرّت قلوبهم من حب الدنيا وتعمّرت وتيقّنت قلوبهم بحب الموت وليس بكراهية الموت ولذلك فإذا ما حل التوحيد الصحيح في قلب ما خرج منه حب الدنيا وكراهية الموت وحل محلهما الإقبال على الله تبارك وتعالى إما بحياة سعيدة أو بشهادة يلقى بها وجه الله تبارك وتعالى إذا حينما نقرأ مثل هذا الحديث الذي هو من جوامع كلم الرسول صلى الله عليه وسلم ( طوبى لمن هدي للإسلام ) يجب أن لا نمر على هذا الإسلام مر الكرام بل يجب أن نقف عندها ونتذكر ما تحت هذه الكلمة من عقيدة إذا حلت في قلب مسلم حين ذاك يمكن أن يكون راضيا وقانعا بما رزقه الله عز وجل من رزق كفاف نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من هؤلاء الذين هدوا للإسلام ورزقوا كفافا وقنعوا بذلك من الله تبارك وتعالى.
شرح قول المصنف رحمه الله : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا ) رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه ".
الشيخ : من مثل الحديثين السابقين قوله وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا ) رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه نجد هاهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لآل محمد أي لنفسه ولأهل بيته، لأزوجه ولذرّيته كل هؤلاء آل محمد صلى الله عليه وسلم لغة ويمكن أن نوسع لفظة الآل هاهنا من ناحية اللغة الشرعية فيدخل فيه كل تابع لرسول الله صلى الله علسه وسلم متابعة صادقة ليس مجرد ادعاء أو هوى وإنما يتبعه اتباعا صادقا مخلصا فحينئذ يمكن أن يدخل في قوله ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا ) كل مسلم على وجه الأرض سواء كان من آل النبي صلى الله عليه وسلم لغة أو لا، فإذا عرفنا هذا فلا يخفى عليكم جميعا أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه ولأهله ولمحبيه ومتبعيه بأن يجعل الله رزقهم قوتا إنما يدعو لهم لما هو خير لهم في دينهم وفي دنياهم والسر في هذا كما شرحنا في الدرس السابق أن تحصيل المال يتطلب جهودا جبارة يتطلب قبل كل شيء أن يسعى إليه السّاعي من الطريق الحلال المشروع أما إذا ما حصّل عليه وكثر هذا المال كثرت الواجبات عليه فوجبت عليه واجبات جديدة كان في راحة منها لو أنه كان رزق كفافا وقوتا، لذلك الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يختار لنفسه ويختار لأهله ويختار لمحبيه ماهو خير لهم ألا وهو الوسط من كل الأمور لا الزيادة ولا النقص وإنما هو الرزق الكفاف كما تقدم في الحديث الذي قبله. السائل : ... . الشيخ : هذا حديث ضعيف مادام عندك الكتاب فأبشر بالبيان.
شرح قول المصنف رحمه الله : " وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما من غني ولا فقير إلا ود يوم القيامة أنه أوتي من الدنيا قوتا ) رواه ابن ماجه وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( يتبع الميت ثلاث أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله ) رواه البخاري ومسلم ".
الشيخ : الحديث الذي بعد الحديث السابق وهو قوله عليه السلام ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا ) الحديث الذي بعده ضعيف جدا أما الذي بعده فهو حديث صحيح وهو قوله وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يتبع الميت ثلاث ) انظروا هذا التصوير لقيمة المال في هذه الحياة قال عليه السلام ( يتبع الميت ثلاث أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله ) إذا ما دمت أنك ستضطر إلى الإستغناء عنه وأن تخلفه من وراءك لا تستفيد منه شيئا فكن خفيف الحمل لأن هذا المال ستضطر أن تتركه وأكثر من العمل الصالح قال عليه الصلاة والسلام ( يتبع الميت ثلاث أهله وماله ) قد يشكل على البعض كلمة المال كيف يتبعه الأهل يطلعوا طبعا مشيعون له فالمال كيف يتبعه؟ فسر قديما بما كان واقعا فيمكن أن نفسره اليوم بواقع جديد سواء كان مطابقا للشرع أو مخالفا لأنه واقع على كل حال فسر المال هنا الذي يتبع الميت بالعبيد وبالخدم وهذا لايزال مشاهد بالنسبة لبعض الملوك الذين لايزالون يسترقون بعض الناس فهذا على ما كان عليه الواقع يومئذ قال عليه الصلاة والسلام ( يتبع الميت ثلاث أهله وماله )
الكلام على بدعية تشييع الجنازة في السيارة والنهي عن اتباع اليهود والنصارى .
الشيخ : اليوم الأهل يخرجون مشيعيين على سياراتهم وهذه بلا شك يجب أن ننبه خشية أن تصبح سنة يجب أن ننبه أن تشييع الميت في الجنائز هذه بدعة ضلالة بل هي بدعة مزدوجة ذلك لأنها من حيث مخالفتها لطريقة تشييع الرسول صلى الله عليه وسلم للجنائز فهي بدعة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إنما كانوا يشيعون الجنائز على أقدامهم مشاة من جهة ومن جهة أخرى كانوا يحملون النعش على أكتافهم فإذا ما نحن وضعنا النعش في سيارة وحبسنا هذا النعش عن النظارة حتى ما ينزعجون برؤية الميت من على رؤوسهم ثم شيعناه إلى مقر الأخير في السيارات أيضا لاشك بأن في هذه الصورة من التشييع مخالفات كثيرة لتلك الصورة فإن تشييع الميت على هذه الطريقة تتناسب مع الأمة التي لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر وهي أمم غير أمة الإسلام، لا تظنوا ولا تخطئوا مع الخاطئين أن تعتقدوا أن النصارى واليهود يؤمنون بالله واليوم الآخر لا، وهذه حقيقة أيضا من تلك الحقيقة الكثير والكثيرة جدا التي يغفل عنها أهل العلم فضلا عن غيرهم يقول ربنا عز وجل في القرآن الكريم (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب )) من هؤلاء؟ نعم؟ الحضور : ... . الشيخ : و لايحرّمون ما حرّم الله و رسوله من الذين أوتوا الكتاب بيان لقوله تبارك وتعالى (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب )) إذا الذين أوتوا الكتاب وهم اليهود والنصارى بنص هذا القرآن الكريم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، أعتقد أن كثيرين منكم يستغربون هذا مع أنه كلام الله لأننا نعيش في جو ابتعدنا فيه جدا عن العلم الصحيح وليس هذا فقط بل حل محله ضلال من العلم يظنه الكثيرون علما كيف وفينا من يقول عن النصارى إخواننا ولا أستبعد يوما يأتي قربيا أو بعيدا يصبح اليهود إخواننا أيضا هكذا ذلك لأن السياسة لا دين لها ولذلك نحن لا نشتغل بالسياسة وإنما نشتغل بالإسلام وفيه الكفاية فإذا علمتم بنص القرآن الكريم السابق أن اليهود والنصارى لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر فإذا هؤلاء الذين يشيّعون الجنائز على هذه الصورة بالسيّارات إنما أخذوا هذه الضلالة من تلك الأمم التي لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر ومن كان كذلك فهو يضع حدودا مادية تبعده عن أن يتذكر الموت لأنه لا يؤمن بالموت لا تقولوا يؤمنون لأن الله قال لا يؤمنون وسـأفصل لكم ولابد من التفصيل ولو أننا وقفنا قليلا عن المتابعة في دراسة هذه الأحاديث لأنه واقع أننا لا نريد من تدريسنا عليكم هذه الأحاديث أن تكون دراستنا لها معكم على طريقة آخرين منا يقولون صراحة بأنهم إنما يدرسون الحديث للبركة فقط وليس للتفقه وليس للتعلم وليس للتذكر نحن نقرأ هذه الأحاديث نريد أن نتدبّرها ونستفيد منها علما وفقها وتذكرة الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر وهم غير المسلمين كما علمتم هؤلاء يضعون الحدود بينهم وبين كل من يذكرهم بالموت فهذا المثال بين أيدكم الآن تشييعهم للموت هذه ظاهرة واضحة يرهبون أن يحموا الميت على رؤوسهم فإن هذا بلا شك يذكرهم بالموت وقد ركب أكتافهم هل يفعلون؟ عياذا بالله هكذا يقولون لذلك ابتدع لهم الشيطان ما يريح بالهم فأوحى إليهم أن يضعوا الميت في نعش مقفول في السيارة ثم هم أيضا لا يمشون خلفه وإنما يركبون مراكبهم التي اعتادوها فكأنما هم في شيء معتاد أو في نزهة هذه الظاهرة مما يدل على أنهم لا يريدون وسائل تذكرهم بالموت ظاهرة أخرى إذا مررت أيها المسلم بمقابرهم لم تشعر بأن فيها موتى لكثرة ما يزخرفونها وما يزرعون فيها من أشجار خضرات باسقات أيضا هذا ماهو المقصود به حجب الأنظار عن أن يروا هذه القبور وقد استن جماهير المسلمين سنتهم ولكن على طريقة الشيطان طريقة خطوة خطوة أول ما زين لهم تسوير المقابر فتبادر إلى أذهان بعض الناس أن هذا لصالح الأموات واحتراما لهم لماذا؟ لأنه يفعل فيها كذا وكذا والكلاب وإلى آخره كان من قبل الجدار والحائط عبارة عن ما دون طول قامة الرجل فأصبح الجدار الآن يساوي قامتين للرجل ذلك حتى إذا مر وفد أو مر ناس من هؤلاء الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر لا يرون مناظر ولا يشهدون مشاهد ... أو تسودّ أو تنزعج منه قلوبهم هذه أيضا ظاهرة بدأت في المسلمين ثم تسربت الخطوة الثانية إليهم فبدؤوا أيضا يضعون الأشجار في القبور ويعلّلون ذلك بتعليل طبي وهو من أجل تعقيم الجو وتطهيره من المكروبات والجراثيم ونحو ذلك من الفلسفة المادية المحضة هؤلاء لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر وذلك فمن سخف المسلمين وجهلهم أنهم يقلدون الذين يفارقونهم في أصل العقيدة نحن نؤمن بالله وباليوم الآخر وهم غير مؤمنين بالله وباليوم الآخر ومع ذلك فترانا نحتذي حذوهم حذو القذة بالقذة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وكما في حديث أبي سعيد الخدري في صحيح البخاري ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن الناس؟ ) من في الأرض ممن يذكرون كأمة لها حضارتها زعموا لها حضارتها لها قوتها لها ثقافتها ما فيه غير اليهود والنصارى يشير الرسول عليه الصلاة والسلام إلى أن من طبيعة الأمة إذا ما انحطت وضعفت أن تقلد من هي أقوى منها فيشير الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث إلى أنه سيأتي زمن على أمة الإسلام التي ينبغي أن تكون أقوى أمة في كل زمان ومكان سيأتي عليها يوم من الأيام تتبّع وتستنّ بسنة اليهود والنصارى حذو القذة بالقذةحتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه حتى لو دخلوا في أي مأزق ضيق لقلدناهم في ذلك!! وإني لأزداد عجبا في كل يوم تجد كثيرا من الشباب المسلم يفرح القلب من ناحية حينما أدخل المساجد ويحزنه من ناحية أخرى أجد شبابا مقبلا على طاعة الله في المساجد ولكنه لايفقه من الإسلام إلا قليلا، أصلي في الصف الثاني أوالثالث فأجد بين يدي شابا عجيب المظهر هو مسلم يقف في الصف يصلي لله عز وجل ولكن إذا رأيته في السوق ظننته فرنسيا أو أمريكيا أو لعلك لو تظنه إذا كان في البلاد هنا يهوديا لماذا للبس البنطلون "شارل ستون" الذي ينبغي أن يكون في مكان معين ضيقا وقد وسعه شبرين وفي المكان الذي ينبغي أن يكون واسعا قد ضيقه على نفسه حتى عض على إليته عض ثم لم يقنع إبليس بهذا ... حتى يلفت أنظار الشباب بعضهم إلى بعض حتى طبع على إليتهم طابعا جديدا صور من مظهر غصن أو زهرة أو ما شابه ذلك لا فرق في ذلك بين الشاب والشابة وهو يقف يصلي كيف هذا؟ هذا لأنه لم يتربى تربية إسلامية لايزال في نفسه عاطف على الإسلام ويصلي لكنه لا يفهم أن الإسلام ليس فقط في الصلاة الإسلام كلّ لا يتجزّئ المسلم يجب أن يثبت أنه مسلم حيثما كان ليس فقط في المسجد حينما نراه يصلي حتى لو دخل الكنيسة للعبرة والإطلاع لأشير إليه بالبنان هذا مسلم فمن من المسلمين اليوم لو دخلوا الكنائس للفرجة أو للعبرة لا يظن أهل الكنيسة أنه منهم هذا مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) وفي رواية أخرى أعجب من هذا التقليد الأعمى وبدأت المظاهر تظهر قال عليه الصلاة والسلام ( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك ) لذلك يا إخواننا الشباب يجب أن لا تقنعوا بما أتيتم من المعرفة بالإسلام هذه المعرفة السطحية بل عليكم أن تتوسعوا في التعرف على الإسلام وأن تقرنوا العمل به حتى لا يكون العلم بالشيء وبالا عليكم ولا ينطبق عليه قوله تبارك وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )).
تتمة شرح حديث أنس بن مالك ( يتبع الميت ثلاث أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله ).
الشيخ : المثال المذكور في هذا الحديث إذا مات الميت يتبعه أهله وماله عرفنا أن المقصود بهذا المال هو قديما العبيد والخدم والآن واضح الأقارب والأولاد ونحو ذلك والمال هو السيارات التي يركبونها وهذه مخالفة من المخالفات أحببنا أن نذكركم بها لأن الواقع أن المعصية إذا ظهرت فشت ... أما إذا كتمت انطوت وماتت ولذلك جاء في الشرع الحض على أن المسلم إذا كان ولابد من المعصية فليتكتم بها لأن هذا التّكتّم فيه خير لنفسه ولغيره بالنسبة لنفسه أنه لا يزال يشعر ... كما يقولون اليوم في قلبه وفي ضميره أما إذا استهتر وأعلن فقد مات هذا الشعور وهذا معناه أنه لم يبق في قلبه مثقال ذرة من إيمان لذلك قال عليه الصلاة والسلام ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين قالوا من هم يا رسول الله؟ قال: هو الرجل يمسي يعصِ الله تبارك وتعالى فيصبح فيكشف ستر الله عنه ) يقول أمس فعلنا كذا وفعلنا كذا فهذا لو كتم عمله ربما الله عز وجل غفر له فبمناسبة المال في هذا الحديث أحببت أن أذكركم أن هذا التشييع الذي عام وطم البلاد بالعواصم ينبغي أن تشعروا إذا ما اضطررتم إلى مثل هذا التشييع أن تشعروا أن هذا خلاف للسنة بل هو بدعة وضلالة وقد جمعت هذه البدعة ضلالات كثيرة كما ذكرنا لكم آنفا قال عليه الصلاة والسلام ( يتبع الميت ثلاث أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله ) رواه البخاري ومسلم وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين والآن أسئلتكم نحو نصف ساعة من الزمن ثمّ الصلاة.