متفرقات للألباني-273
الكلام عن صلاة تحية المسجد في أوقات الكراهة .
الشيخ : وقت معيّن دون وقت أخر وكذلك نأتي إلى تطبيق القاعدة السابقة إذا جاء حديثان عامان أحدهما عام مُخصَّص كمثل حديث ( لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) فهذا مُخصّص بالأدلة السابقة أما حديث التحيّة ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) أو ... يصلي ركعتين ثم ليجلس فهذا عام مطلق لم يدخله التخصيص، حينذاك نُسلّط هذا على ذاك فنقول لا صلاة بعد الصبح أو الفجر حتى تطلع الشمس إلا تحيّة المسجد فتصلّى في كل وقت ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس إلا تحية المسجد فتُصلّى بعد العصر حتى تغرب الشمس في أي وقت من الأوقات.
فهكذا يُوفّق بين الحديثين المتعارضين إذا كان أحدهما عاما فالأخر خاصة، عام مُخصّص فيُسلّط العام المطلق على العام المُخصّص ونخرج بالنتيجة التي ذكرناها، لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس إلا تحيّة المسجد ولا صلاة بعد العصر إلا تحيّة المسجد.
قد يقول قائل لماذا لا نعكس وهذا ما فعله الذين ذهبوا إلى ترجيح عدم مشروعية تحيّة المسجد في أوقات الكراهة، يقول هؤلاء نحن نعكس فنستثي صلاة التحيّة من الأوقات، من الأمر، في الأوقات المكروهة فيقولون هم ( إذا دخل أحدكم المسجد فليصلي ركعتين ) إلا في وقت الكراهة، إلا بعد الفجر، وإلا بعد العصر فهم يُخصّصون حديث الأمر بالتحيّة بحديث النهي عن الصلوات المكروهة.
نقول هذا كان يمكن أن يُعكس الأمر الذي ذهبنا إليه بمثل هذا الطريق لولا أن أحاديث النهي قد ضعُف عمومها فلم تصلح لبعض عمومها أن تُسلّط لضعفها على تخصيص العموم المطلق للأمر بالتحيّة والصلاة في أيّ وقت فيقول هذا غير واضح وغير قوي لأننا نقابل طريقتهم هذه بأن نقول مثلا، لماذا تُجيزون قضاء الصلاة المنسيّة في الأوقات المنهيّة عنها ولا تعاملون هذه الصلاة نفس المعاملة التي عاملتم بها التحيّة؟ أي لماذا لا تكون لا صلاة ( من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها حين يذكرها ) لماذا لا تقولون إلا في أوقات الكراهة؟ ليس لهم جواب مطلقا إلا أن يعودوا إلى طريقتنا السابقة وهي أننا نُخصّص العام المُخصّص بالعام المطلق وينتج من ذلك أن تحيّة المسجد مستثناة من الكراهة وعندنا الحديث، حديث جابر حيث فيه التصريح بأمر الرسول عليه السلام ... بالتحية ولغيره بصلاتها والخطيب يخطب وهو في أوقات الكراهة كما ذكرنا.
وبذلك يترجح القول الأول الذي نختاره وهو جواز صلاة تحيّة المسجد في كل وقت من الأوقات المكروهة، هذا بحث فقهي علمي أصولي فمن كان قد غَلُض عليه شيء من ذلك وأراد الإستنباط ... وإلا فهذا ما عندي حول جواب عن تلك المسألة.
...
فهكذا يُوفّق بين الحديثين المتعارضين إذا كان أحدهما عاما فالأخر خاصة، عام مُخصّص فيُسلّط العام المطلق على العام المُخصّص ونخرج بالنتيجة التي ذكرناها، لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس إلا تحيّة المسجد ولا صلاة بعد العصر إلا تحيّة المسجد.
قد يقول قائل لماذا لا نعكس وهذا ما فعله الذين ذهبوا إلى ترجيح عدم مشروعية تحيّة المسجد في أوقات الكراهة، يقول هؤلاء نحن نعكس فنستثي صلاة التحيّة من الأوقات، من الأمر، في الأوقات المكروهة فيقولون هم ( إذا دخل أحدكم المسجد فليصلي ركعتين ) إلا في وقت الكراهة، إلا بعد الفجر، وإلا بعد العصر فهم يُخصّصون حديث الأمر بالتحيّة بحديث النهي عن الصلوات المكروهة.
نقول هذا كان يمكن أن يُعكس الأمر الذي ذهبنا إليه بمثل هذا الطريق لولا أن أحاديث النهي قد ضعُف عمومها فلم تصلح لبعض عمومها أن تُسلّط لضعفها على تخصيص العموم المطلق للأمر بالتحيّة والصلاة في أيّ وقت فيقول هذا غير واضح وغير قوي لأننا نقابل طريقتهم هذه بأن نقول مثلا، لماذا تُجيزون قضاء الصلاة المنسيّة في الأوقات المنهيّة عنها ولا تعاملون هذه الصلاة نفس المعاملة التي عاملتم بها التحيّة؟ أي لماذا لا تكون لا صلاة ( من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها حين يذكرها ) لماذا لا تقولون إلا في أوقات الكراهة؟ ليس لهم جواب مطلقا إلا أن يعودوا إلى طريقتنا السابقة وهي أننا نُخصّص العام المُخصّص بالعام المطلق وينتج من ذلك أن تحيّة المسجد مستثناة من الكراهة وعندنا الحديث، حديث جابر حيث فيه التصريح بأمر الرسول عليه السلام ... بالتحية ولغيره بصلاتها والخطيب يخطب وهو في أوقات الكراهة كما ذكرنا.
وبذلك يترجح القول الأول الذي نختاره وهو جواز صلاة تحيّة المسجد في كل وقت من الأوقات المكروهة، هذا بحث فقهي علمي أصولي فمن كان قد غَلُض عليه شيء من ذلك وأراد الإستنباط ... وإلا فهذا ما عندي حول جواب عن تلك المسألة.
...
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يجلس جلسة الإستراحة ؟
السائل : سؤال أخر، جزاكم الله خير إذا كانت ... حتى على الداخل؟
الشيخ : نعم، لم يأت في حديث ما أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان لا يجلس جلسة الإستراحة بل على العكس من ذلك فقد جاء حديث أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان يجلس جلسة الإستراحة في حديث مالك بن الحويرث في صحيح البخاري وبحديث أبي حُميد الساعدي في، عند أبي داود هو أصله في البخاري أيضا وحديث أبي دواد هو من رواية أبي حُميد في محضر عشرة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وفيه أن أبا حميد السّاعدي وهو منهم قال لمن حوله من هؤلاء الصحابة ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فقالوا له ولمَ؟ ولست بأعلمنا بصلاته فقال لهم نعم أنا أعلم، فقالوا له إذًا فاعرض، فبدأ يصلي من أول الصلاة إلى أخرها فلمّا جاء للنهوض من السجدة الثانية إلى الركعة الثانية جلس ثم نهض، فهذا الجلوس جاء في حديث أبي حُميد الذي عرض صفة الصلاة على الصحابة ليدُلّهم كيف كان الرسول عليه السلام يصلي مع أنهم أصحاب مثله شاهدوا الرسول عليه السلام كما شاهده ولكنه فيما يظهر كان له عناية خاصة بمراقبة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم ولذلك قال لهم أنا أصلّي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم، وكأنهم يعني أنِفوا من أن يَعرض عليهم رجل مثلهم لا يمتاز عليهم بقِدَم صحبة ولذلك قالوا له لست بأعلمنا بصلاته فقال لهم ليس كما تقولون بل أنا أعلمكم بصلاته فلما رأوه مصرا على ذلك قالوا له فاعرض فلما انتهى من عرضه لصلاة النبي وفيها جلسة الاستراحة قالوا له صدقت هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.
فيثبت بهذا النص ومن النص الذي قبله وهو حديث مالك بن الحويرث أن الصحابة كان لا خلاف بينهم أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان إذا صلّى صلاة جلس جلسة الإستراحة ومن هنا نقول إن الصواب ما قاله الإمام النووي رحمه الله في كتابه "المجموع" شرح المهذب حيث نبّه القرّاء بضرورة المحافظة على جلسة الإستراحة لأنها ثبتت في راوية هؤلاء الجمع من الصحابة دون أي مخالف لهم من الصحابة الأخرين، وبهذه المناسبة فلا بد من التنبيه أنه لا ينبغي الإغترار بما جاء في كتاب "زاد المعاد" في بحثه لهذه السنّة ألا وهي جلسة الإستراحة حيث ذكر هناك ما يستفيد منه القارئ أن ابن القيم يذهب تبعا لبعض الأئمة إلى أن جلسة الإستراحة هذه ليست سنّة تعبّدية وإنما هي كان من فعله عليه السلام لعادته لسِنّه أي لمّا بدن وأسنّ فهو كان يجلس جلسة استراحة لا جلسة عبادة، هكذا يذكر ابن القيم رحمه الله اعتمادا على بعض الأقوال عن بعض الأئمة بدون أي حجّة تضطر الواقف على كلامه أن يعتدّ به.
ونحن نقول إن تأويل هذه الجلسة بأن الرسول عليه السلام إنما فعلها للحاجة ولم يفعلها في عبادة فيه ... كبير عن ملاحظة ما ذكرنا من اجتماع الصحابة على ذكر هذه الجلسة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.
ومن البعيد جدا أن يرى الغائب ما لا يرى الشاهد لأنه عكس الخبر النبوي أولا وعكس ما يَشعر به كل ذي لب ثانيا، الحديث النبوي يقول ( الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ) وهذا هو الذي يقتضيه العقل السليم فالقول بأن جلسة الإستراحة إنما فعلها النبي صلى الله عليه وأله وسلم للحاجة وعكس للحديث السابق ( الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ) كيف هذا؟ إن ابن القيم هو الغائب ومن كان سبقه من القول بمثل قوله ألا وهو أن جلسة الإستراحة فعلها الرسول لحاجة في بدنه من سِنّ أو من ضعف، هذا قولٌ صدر من الغائب عن مشاهدة فعل الرسول عليه السلام وصلاته، بينما أبو حُميد الساعدي ومعه عشرة من الصحابة وقد يكون منهم مالك بن الحوريث الذي روى الحديث، حديث الجلسة مستقلا عن الجماعة، هؤلاء كلهم متّفقون على شيئين اثنين، أولا أن الرسول عليه السلام جلس جلسة الإستراحة في الصلاة، وثانيا على أنها من تمام صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم، فلو كان حقا ما ذهب إليه ابن القيم رحمه الله أن هذه الجلسة فعلها الرسول للحاجة لما خفِيَ ذلك على أولئك الصحابة و إذ الأمر ذلك أي لو كان هؤلاء الصحابة يرون أن جلسة النبي صلى الله عليه وسلم هذه إنما فعلها للحاجة لما جاز لهم أن يحشروها في سلسلة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم لما فيه من إدخال ما ليس من العبادة في العبادة، ما ليس من الصلاة في الصلاة، وما كان لنا أن نتصوّر أن مثل هذا الإدخال يمكن أن يقع من فرد واحد من الصحابة فضلا عن أن يقع من جماعة لا سيّما إذا كان هؤلاء الجماعة قد تحدّاهم أحدهم بأنه يعرف صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أحسن منهم لذلك هو عرض عليهم أن يصلّي لهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له اعرض فلما عرض ما عنده وجاء في هذا العرض أن الرسول عليه السلام جلس جلسة التحيّة صدّقوه وقالوا له صراحة هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.
إذًا لا يجوز نسبة الوهْم على هؤلاء الصحابة بمعنى أنهم أدخلوا في الصلاة ما ليس منها فهذا أبعد ما يكون عن الصواب، وبذلك يثبت أن جلسة الإستراحة سنّة مؤكدة فعلها الرسول عليه السلام دون أن يأتي خبر أخر يُبيّن أنه تركها ولو أحيانا.
ولذلك فنحن مع الشافعية وبصورة خاصة مع الإمام النووي الذي ألحّ على المصلّي أن يُحافظ على هذه السنّة في الوقت الذي ضيّعها جماهير الشافعية الذين يجدون هذه السنّة في كتبهم ثم هم لا يفعلونها فضلا عن غيرهم من الحنفيّة والمالكية الذين يجدون التنصيص على كراهة هذه الجلسة، وهذا خلاف السنّة الصحيحة وهذا ما لدينا حول هذه المسألة.
الشيخ : نعم، لم يأت في حديث ما أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان لا يجلس جلسة الإستراحة بل على العكس من ذلك فقد جاء حديث أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان يجلس جلسة الإستراحة في حديث مالك بن الحويرث في صحيح البخاري وبحديث أبي حُميد الساعدي في، عند أبي داود هو أصله في البخاري أيضا وحديث أبي دواد هو من رواية أبي حُميد في محضر عشرة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وفيه أن أبا حميد السّاعدي وهو منهم قال لمن حوله من هؤلاء الصحابة ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فقالوا له ولمَ؟ ولست بأعلمنا بصلاته فقال لهم نعم أنا أعلم، فقالوا له إذًا فاعرض، فبدأ يصلي من أول الصلاة إلى أخرها فلمّا جاء للنهوض من السجدة الثانية إلى الركعة الثانية جلس ثم نهض، فهذا الجلوس جاء في حديث أبي حُميد الذي عرض صفة الصلاة على الصحابة ليدُلّهم كيف كان الرسول عليه السلام يصلي مع أنهم أصحاب مثله شاهدوا الرسول عليه السلام كما شاهده ولكنه فيما يظهر كان له عناية خاصة بمراقبة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم ولذلك قال لهم أنا أصلّي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم، وكأنهم يعني أنِفوا من أن يَعرض عليهم رجل مثلهم لا يمتاز عليهم بقِدَم صحبة ولذلك قالوا له لست بأعلمنا بصلاته فقال لهم ليس كما تقولون بل أنا أعلمكم بصلاته فلما رأوه مصرا على ذلك قالوا له فاعرض فلما انتهى من عرضه لصلاة النبي وفيها جلسة الاستراحة قالوا له صدقت هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.
فيثبت بهذا النص ومن النص الذي قبله وهو حديث مالك بن الحويرث أن الصحابة كان لا خلاف بينهم أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان إذا صلّى صلاة جلس جلسة الإستراحة ومن هنا نقول إن الصواب ما قاله الإمام النووي رحمه الله في كتابه "المجموع" شرح المهذب حيث نبّه القرّاء بضرورة المحافظة على جلسة الإستراحة لأنها ثبتت في راوية هؤلاء الجمع من الصحابة دون أي مخالف لهم من الصحابة الأخرين، وبهذه المناسبة فلا بد من التنبيه أنه لا ينبغي الإغترار بما جاء في كتاب "زاد المعاد" في بحثه لهذه السنّة ألا وهي جلسة الإستراحة حيث ذكر هناك ما يستفيد منه القارئ أن ابن القيم يذهب تبعا لبعض الأئمة إلى أن جلسة الإستراحة هذه ليست سنّة تعبّدية وإنما هي كان من فعله عليه السلام لعادته لسِنّه أي لمّا بدن وأسنّ فهو كان يجلس جلسة استراحة لا جلسة عبادة، هكذا يذكر ابن القيم رحمه الله اعتمادا على بعض الأقوال عن بعض الأئمة بدون أي حجّة تضطر الواقف على كلامه أن يعتدّ به.
ونحن نقول إن تأويل هذه الجلسة بأن الرسول عليه السلام إنما فعلها للحاجة ولم يفعلها في عبادة فيه ... كبير عن ملاحظة ما ذكرنا من اجتماع الصحابة على ذكر هذه الجلسة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.
ومن البعيد جدا أن يرى الغائب ما لا يرى الشاهد لأنه عكس الخبر النبوي أولا وعكس ما يَشعر به كل ذي لب ثانيا، الحديث النبوي يقول ( الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ) وهذا هو الذي يقتضيه العقل السليم فالقول بأن جلسة الإستراحة إنما فعلها النبي صلى الله عليه وأله وسلم للحاجة وعكس للحديث السابق ( الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ) كيف هذا؟ إن ابن القيم هو الغائب ومن كان سبقه من القول بمثل قوله ألا وهو أن جلسة الإستراحة فعلها الرسول لحاجة في بدنه من سِنّ أو من ضعف، هذا قولٌ صدر من الغائب عن مشاهدة فعل الرسول عليه السلام وصلاته، بينما أبو حُميد الساعدي ومعه عشرة من الصحابة وقد يكون منهم مالك بن الحوريث الذي روى الحديث، حديث الجلسة مستقلا عن الجماعة، هؤلاء كلهم متّفقون على شيئين اثنين، أولا أن الرسول عليه السلام جلس جلسة الإستراحة في الصلاة، وثانيا على أنها من تمام صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم، فلو كان حقا ما ذهب إليه ابن القيم رحمه الله أن هذه الجلسة فعلها الرسول للحاجة لما خفِيَ ذلك على أولئك الصحابة و إذ الأمر ذلك أي لو كان هؤلاء الصحابة يرون أن جلسة النبي صلى الله عليه وسلم هذه إنما فعلها للحاجة لما جاز لهم أن يحشروها في سلسلة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم لما فيه من إدخال ما ليس من العبادة في العبادة، ما ليس من الصلاة في الصلاة، وما كان لنا أن نتصوّر أن مثل هذا الإدخال يمكن أن يقع من فرد واحد من الصحابة فضلا عن أن يقع من جماعة لا سيّما إذا كان هؤلاء الجماعة قد تحدّاهم أحدهم بأنه يعرف صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أحسن منهم لذلك هو عرض عليهم أن يصلّي لهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له اعرض فلما عرض ما عنده وجاء في هذا العرض أن الرسول عليه السلام جلس جلسة التحيّة صدّقوه وقالوا له صراحة هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.
إذًا لا يجوز نسبة الوهْم على هؤلاء الصحابة بمعنى أنهم أدخلوا في الصلاة ما ليس منها فهذا أبعد ما يكون عن الصواب، وبذلك يثبت أن جلسة الإستراحة سنّة مؤكدة فعلها الرسول عليه السلام دون أن يأتي خبر أخر يُبيّن أنه تركها ولو أحيانا.
ولذلك فنحن مع الشافعية وبصورة خاصة مع الإمام النووي الذي ألحّ على المصلّي أن يُحافظ على هذه السنّة في الوقت الذي ضيّعها جماهير الشافعية الذين يجدون هذه السنّة في كتبهم ثم هم لا يفعلونها فضلا عن غيرهم من الحنفيّة والمالكية الذين يجدون التنصيص على كراهة هذه الجلسة، وهذا خلاف السنّة الصحيحة وهذا ما لدينا حول هذه المسألة.
ما هو حكم وضع الحيوانات المجمدة في المتاحف ؟
السائل : في سؤال أخر، ما هو حكم الحيوانات التي توضع في المتاحف؟
الشيخ : كأنه السؤال ما هو حكم وضعها؟
السائل : نعم.
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : الجواب إن وضع هذه الحيوانات وهي حيوانات من خلق الله تبارك وتعالى، فمن حيث وضعها في المتاحف في طبيعتها التي خلقها الله عز وجل عليها لا نراه في ذلك بأسا إلا أن هناك شيئا وهو أن هذه الحيوانات يجب أن هذه الحيوانات يجب أن يوضع إلى طريقة -ماذا نقول تصبيرها- إلى طريقة تصبيرها، فقد كنت سمعت في الشام وأنا في صدد بحث هذا البحث من بعضهم بأنه يقول إن أي حيوان من هذه الحيوانات التي تُصبّر وتُجمّد لتوضع هكذا منظرا أمام الناس إنما يتمكّنون من تجميد هذا الحيوانات بحقنها بمادة معيّنة فتسري هذه المادة في بدن الحيوان فيتسرّب إليه الموت رويدا رويدا فيموت وهو مُتجمّد الأعصاب يبقى هكذا كما لو كان حيا.
فإن كانت الوسيلة هي هذه ففي ذلك في اعتقادي تعذيب للحيوان وتمثيل به وذلك مما نهى الشارع عنه، فمن هذه الحيثيّة لا يجوز تعاطي هذا العمل لما فيه من التعذيب، وبالتالي لا يجوز نصبها لأن في ذلك مساعدة على تصبيرها الذي هو منهيّ عنه لما فيه من التعذيب، وإن كان هناك طريقة أخرى لهذه العلميّة فينبغي أن يُنظر إليها وأنا ما سمعت طريقة أخرى، فعلى ذلك فلا نرى هذا التجميد لما فيه من التعذيب، هذا ما عندي.
السائل : وشأنها في البيت ... .
الشيخ : هذا هو.
السائل : ... إذا كان.
الشيخ : ليس له علاقة بالملائكة وغير ذلك.
سائل آخر : ... الصور.
الشيخ : كأنه السؤال ما هو حكم وضعها؟
السائل : نعم.
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : الجواب إن وضع هذه الحيوانات وهي حيوانات من خلق الله تبارك وتعالى، فمن حيث وضعها في المتاحف في طبيعتها التي خلقها الله عز وجل عليها لا نراه في ذلك بأسا إلا أن هناك شيئا وهو أن هذه الحيوانات يجب أن هذه الحيوانات يجب أن يوضع إلى طريقة -ماذا نقول تصبيرها- إلى طريقة تصبيرها، فقد كنت سمعت في الشام وأنا في صدد بحث هذا البحث من بعضهم بأنه يقول إن أي حيوان من هذه الحيوانات التي تُصبّر وتُجمّد لتوضع هكذا منظرا أمام الناس إنما يتمكّنون من تجميد هذا الحيوانات بحقنها بمادة معيّنة فتسري هذه المادة في بدن الحيوان فيتسرّب إليه الموت رويدا رويدا فيموت وهو مُتجمّد الأعصاب يبقى هكذا كما لو كان حيا.
فإن كانت الوسيلة هي هذه ففي ذلك في اعتقادي تعذيب للحيوان وتمثيل به وذلك مما نهى الشارع عنه، فمن هذه الحيثيّة لا يجوز تعاطي هذا العمل لما فيه من التعذيب، وبالتالي لا يجوز نصبها لأن في ذلك مساعدة على تصبيرها الذي هو منهيّ عنه لما فيه من التعذيب، وإن كان هناك طريقة أخرى لهذه العلميّة فينبغي أن يُنظر إليها وأنا ما سمعت طريقة أخرى، فعلى ذلك فلا نرى هذا التجميد لما فيه من التعذيب، هذا ما عندي.
السائل : وشأنها في البيت ... .
الشيخ : هذا هو.
السائل : ... إذا كان.
الشيخ : ليس له علاقة بالملائكة وغير ذلك.
سائل آخر : ... الصور.
هل يجوز بيع السلعة قبل قبضها ؟
الشيخ : نعم.
السائل : هل يجوز بيع السلعة قبل قبضها؟
الشيخ : بيع السلعة قبل قبضها؟
السائل : أي نعم.
السائل : يعني رجل شرى سلعة ثم لم يستلمها فهو يبيعها؟ لا يجوز هذا فيه أحاديث صحيحة نهى عن بيع السلعة قبل قبضها وقبل نقلها من مكانها.
السائل : هل يجوز بيع السلعة قبل قبضها؟
الشيخ : بيع السلعة قبل قبضها؟
السائل : أي نعم.
السائل : يعني رجل شرى سلعة ثم لم يستلمها فهو يبيعها؟ لا يجوز هذا فيه أحاديث صحيحة نهى عن بيع السلعة قبل قبضها وقبل نقلها من مكانها.
هل للجنب قراءة القرآن ؟
السائل : هل الجُنب يقرأ القرأن ويحمل؟
الشيخ : للجنب كالحافظ أن يقرأ القرأن إلا أن الجنب يختلف عن الحائض في مسألة واحدة من هذا الحكم ألا وهي أن الجنب يُكره في حقه أن يقرأ القرأن جنبا وعليه أن يغتسل، أما الحائض فباعتبار أنها لا تستطيع أن تطهّر إلا بعد أن يمضيَ عليها عدّتها من الحيض فلا تُحفظ من تلاوة القرأن والثواب الذي للمسلم من هذه التلاوة.
فالجنب إذًا وإن كان يُشارك الحائض في حكم جواز التلاوة لكنه يختلف عنها في أنه باستطاعته أن يتطهّر وأن يغتسل ولذلك فإن لم يفعل وقرأ جنبا فتكون قراءته مكروهة، لكننا لا نقول إن قراءة الجنب هذه مُحرّمة كما يذهب إلى ذلك جمهور العلماء لعدم صحّة حديث فيه تحريم قراءة الجنب عليه.
وإنما قلنا بالكراهة فقط لسببين اثنين، الأول لأن القراءة في حالة الطهارة بلا شك أفضل منها في حالة الجنابة والأمر الثاني وهو الأقوى ما ثبت في سنن أبي دواد أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم توضّأ، تبوّل يوما فليقيَه رجل فسلم عليه فبادر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الجدار فتيمّم ثم التفت إلى الرجل قائلا ( وعليكم السلام إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر ) أي كره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرُدّ السلام على من سلّم عليه إلا وهو على طهارة مع أنه ليس هناك إلا السلام، فلَأَن يكون مكروها عند الرسول عليه الصلاة والسلام قراءة القرأن جزءا أو كلا على جنابة مكروها من باب أولى لأنه إذا قال "وعليكم السلام" مكروه بدون طهارة فلأن يقول (( هو الله الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى )) إلى أخره، وفي الأية ذكر السلام المؤمن المهيمن أولى وأولى أن يكون ذلك مكروها، لذلك نقول بجواز قراءة الجنب للقرأن على جنابته لأنه لم يأتي التحريم مع قولنا بكراهة ذلك لما ذكرنا من قوله عليه السلام ( إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر ) ، غيره.
الشيخ : للجنب كالحافظ أن يقرأ القرأن إلا أن الجنب يختلف عن الحائض في مسألة واحدة من هذا الحكم ألا وهي أن الجنب يُكره في حقه أن يقرأ القرأن جنبا وعليه أن يغتسل، أما الحائض فباعتبار أنها لا تستطيع أن تطهّر إلا بعد أن يمضيَ عليها عدّتها من الحيض فلا تُحفظ من تلاوة القرأن والثواب الذي للمسلم من هذه التلاوة.
فالجنب إذًا وإن كان يُشارك الحائض في حكم جواز التلاوة لكنه يختلف عنها في أنه باستطاعته أن يتطهّر وأن يغتسل ولذلك فإن لم يفعل وقرأ جنبا فتكون قراءته مكروهة، لكننا لا نقول إن قراءة الجنب هذه مُحرّمة كما يذهب إلى ذلك جمهور العلماء لعدم صحّة حديث فيه تحريم قراءة الجنب عليه.
وإنما قلنا بالكراهة فقط لسببين اثنين، الأول لأن القراءة في حالة الطهارة بلا شك أفضل منها في حالة الجنابة والأمر الثاني وهو الأقوى ما ثبت في سنن أبي دواد أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم توضّأ، تبوّل يوما فليقيَه رجل فسلم عليه فبادر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الجدار فتيمّم ثم التفت إلى الرجل قائلا ( وعليكم السلام إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر ) أي كره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرُدّ السلام على من سلّم عليه إلا وهو على طهارة مع أنه ليس هناك إلا السلام، فلَأَن يكون مكروها عند الرسول عليه الصلاة والسلام قراءة القرأن جزءا أو كلا على جنابة مكروها من باب أولى لأنه إذا قال "وعليكم السلام" مكروه بدون طهارة فلأن يقول (( هو الله الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى )) إلى أخره، وفي الأية ذكر السلام المؤمن المهيمن أولى وأولى أن يكون ذلك مكروها، لذلك نقول بجواز قراءة الجنب للقرأن على جنابته لأنه لم يأتي التحريم مع قولنا بكراهة ذلك لما ذكرنا من قوله عليه السلام ( إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر ) ، غيره.
ما معنى حديث : ( جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم ) ؟
الشيخ : في هذه الحياة الدنيا كما قال عليه الصلاة والسلام ( جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم ) فمجاهدة المشركين لا تنحصر بقتالهم لا سيما والقتال هذا غير ممكن اليوم مع الأسف الشديد للأوضاع التي يعيشها العالم الإسلامي من الإستعمار المادي أو الفكري أو كليهما معًا.
فإذًا لا بد من أن نلاحظ أن هذا الجهاد الثالث المذكور في الحديث السابق ( جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم ) فمجاهدة المشركين بأنفسنا أعمّ من مجاهدتهم بأسلحتنا، هذه المجاهدة التي هي غير ممكنة مع الأسف في العصر الحاضر فتبقى الأجزاء الأخرى الداخلة في عموم ( وأنفسكم ) قائمة وممكنة ومن ذلك أن لا نتشبّه بهؤلاء الكفار فحينذاك نكون قد حقّقنا جزءا من هذا الجهاد للمشركين في أنفسنا، فقد جاءت أحاديث كثيرة كانت قد بلغت أكثر من أربعين حديثا في كتابي "حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنّة" كلها تدور حول مسألة واحدة هامة في الإسلام وهي أن لا يتقصّد المسلم مشابهة المشركين في شيء من أزيائهم وعاداتهم بل كله، بعضها يجيء على تقصّد المسلم مخالفة المشركين حتى فيما لا يظن ... فيه، ومن أبرز ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( خالفوا اليهود والنصارى فإنهم لا يصبغون شعورهم ) أو قال ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) لا يصبغون شَيْبهم فخالفوهم فهذا الشيْب لا يملكه المسلم حينما يبلغ سنّا معيّنة فيشيب كما يشيب أيّ كافر في الدنيا، فأمر الرسول صلى الله عليه وأله وسلم بأن يتعمّد المسلم الشائب أن يُخالف غيره ممن هو مخالف لدينه بصَبْغ لحيته أي بالحنّاء ونحو ذلك من الأصبغة بشرط اجتناب الصَبْغ بالسواد لحديث مسلم أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم لما جاء إليه أبو قحافة والد أبي بكر الصديق بعد فتح مكة جاء ولحيته كالثغامة وهو نبت أبيض كالقطن فقال لهم عليه الصلاة والسلام ( غيّروه بشيء وجنّبوه السواد ) وقال عليه الصلاة والسلام في حديث أخر ( سيكون في أمّتي أقوام يصبغون بالسواد كحواصل الطير لا يريحون رائحة الجنة ) فقد أمر عليه الصلاة والسلام المسلم في هذا الحديث أن يتقصّد مخالفة أهل الكتاب فضلا عن غيرهم من المشركين الوثنيّين بأن يتعمّد صبغ لحيته فيتميّز بذلك في شخصيّته عن الشخصية الكافرة.
فإذًا الطريق هو أن يُجاهد المسلم المشركين بكل ما يستطيع خاصة مما يتعلق بشخصه، الأمر الذي لا يضطر إلى أن يتعاون فيه مع غيره فضلا عن أنه لا يضطر أن يستعين بدولته وحكومته فهو جهاد منحصر في ذاته وشخصه.
وبهذا فأنا أعتقد أن الطريقة التي يمكن التمسّك بها للوصول إلى الهدف الذي ينشده كل الدعاة الإسلاميّين من مختلف الأحزاب والجمعيّات لإقامة الدولة المسلمة لا طريق إلى ذلك أبدا إلا طريق البدأ بإصلاح النفوس وإصلاح الأفراد وتكون هذه هي اللبنة الأولى التي توضع لصرح الدولة المنشودة وإلا فإذا ظل هؤلاء الجماعات أو الأحزاب يدندنون حول طلب إقامة الدولة المسلمة من الذين لا يغارون على الإسلام ولا يتبنّوْن الإسلام لا عقيدة ولا عملا فإنما هم يطلبون من الفاقد للشيء وقديما قالوا " فاقد الشيء لا يعطيه " ، فعليهم هم أنفسهم أن يبدؤوا بتحقيق ما يمكنهم من الأوامر الشرعية ومنها ما نحن فيه من جهاد المشركين بمخالفتنا لهم في أزياءهم وفي عاداتهم وفي مختلف أذواقهم وبذلك نتمكّن.
فإذًا لا بد من أن نلاحظ أن هذا الجهاد الثالث المذكور في الحديث السابق ( جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم ) فمجاهدة المشركين بأنفسنا أعمّ من مجاهدتهم بأسلحتنا، هذه المجاهدة التي هي غير ممكنة مع الأسف في العصر الحاضر فتبقى الأجزاء الأخرى الداخلة في عموم ( وأنفسكم ) قائمة وممكنة ومن ذلك أن لا نتشبّه بهؤلاء الكفار فحينذاك نكون قد حقّقنا جزءا من هذا الجهاد للمشركين في أنفسنا، فقد جاءت أحاديث كثيرة كانت قد بلغت أكثر من أربعين حديثا في كتابي "حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنّة" كلها تدور حول مسألة واحدة هامة في الإسلام وهي أن لا يتقصّد المسلم مشابهة المشركين في شيء من أزيائهم وعاداتهم بل كله، بعضها يجيء على تقصّد المسلم مخالفة المشركين حتى فيما لا يظن ... فيه، ومن أبرز ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( خالفوا اليهود والنصارى فإنهم لا يصبغون شعورهم ) أو قال ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) لا يصبغون شَيْبهم فخالفوهم فهذا الشيْب لا يملكه المسلم حينما يبلغ سنّا معيّنة فيشيب كما يشيب أيّ كافر في الدنيا، فأمر الرسول صلى الله عليه وأله وسلم بأن يتعمّد المسلم الشائب أن يُخالف غيره ممن هو مخالف لدينه بصَبْغ لحيته أي بالحنّاء ونحو ذلك من الأصبغة بشرط اجتناب الصَبْغ بالسواد لحديث مسلم أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم لما جاء إليه أبو قحافة والد أبي بكر الصديق بعد فتح مكة جاء ولحيته كالثغامة وهو نبت أبيض كالقطن فقال لهم عليه الصلاة والسلام ( غيّروه بشيء وجنّبوه السواد ) وقال عليه الصلاة والسلام في حديث أخر ( سيكون في أمّتي أقوام يصبغون بالسواد كحواصل الطير لا يريحون رائحة الجنة ) فقد أمر عليه الصلاة والسلام المسلم في هذا الحديث أن يتقصّد مخالفة أهل الكتاب فضلا عن غيرهم من المشركين الوثنيّين بأن يتعمّد صبغ لحيته فيتميّز بذلك في شخصيّته عن الشخصية الكافرة.
فإذًا الطريق هو أن يُجاهد المسلم المشركين بكل ما يستطيع خاصة مما يتعلق بشخصه، الأمر الذي لا يضطر إلى أن يتعاون فيه مع غيره فضلا عن أنه لا يضطر أن يستعين بدولته وحكومته فهو جهاد منحصر في ذاته وشخصه.
وبهذا فأنا أعتقد أن الطريقة التي يمكن التمسّك بها للوصول إلى الهدف الذي ينشده كل الدعاة الإسلاميّين من مختلف الأحزاب والجمعيّات لإقامة الدولة المسلمة لا طريق إلى ذلك أبدا إلا طريق البدأ بإصلاح النفوس وإصلاح الأفراد وتكون هذه هي اللبنة الأولى التي توضع لصرح الدولة المنشودة وإلا فإذا ظل هؤلاء الجماعات أو الأحزاب يدندنون حول طلب إقامة الدولة المسلمة من الذين لا يغارون على الإسلام ولا يتبنّوْن الإسلام لا عقيدة ولا عملا فإنما هم يطلبون من الفاقد للشيء وقديما قالوا " فاقد الشيء لا يعطيه " ، فعليهم هم أنفسهم أن يبدؤوا بتحقيق ما يمكنهم من الأوامر الشرعية ومنها ما نحن فيه من جهاد المشركين بمخالفتنا لهم في أزياءهم وفي عاداتهم وفي مختلف أذواقهم وبذلك نتمكّن.
هل يجوز استعمال الدواء الذي فيه مادة مخدرة ؟
السائل : ... أو شيء من الأفيون يجوز؟
الشيخ : إذا كان مثل الخمر لا يجعل الشراب أو الحب مثلا اللي فيه تلك المادة لا يجعل متعاطي هذه المادة يتخدّر.
السائل : ... يعطونها للتخدير.
الشيخ : إيه أنا بقل لك لا ... أنت بتقول لا وأنا بقاطعك لا، هل فهمت ما قلت؟
السائل : نعم نعم.
الشيخ : لا ما فهمت، لو كنت فهمت ما تقول لا.
السائل : ... .
الشيخ : الله يهديك.
السائل : أمين.
الشيخ : أنا بأقول إذا كانت نطفة المادة المخدّرة في هذا الدواء الذي يُعطى للمريض لا يؤثّر في عقل صاحبه، لا يُسكره على حد قوله عليه السلام ( ما أسكر كثيره فقليله حرام ) فلا بأس من ذلك، لأن التخدير هو غير السكر، فالمادة المخدّرة إذا كانت نسبتها قليلة لا تؤثّر في متعاطيها ولا تجعله يتأثّر فيها جسميّا بحيث أنه يصبح كشارب الدخان، يصبح لسان حاله يقول هل من مزيد، لا بأس من هذا الدواء حينئذ.
السائل : شيخ.
سائل آخر : شو بأقل لك.
الشيخ : إذا كان مثل الخمر لا يجعل الشراب أو الحب مثلا اللي فيه تلك المادة لا يجعل متعاطي هذه المادة يتخدّر.
السائل : ... يعطونها للتخدير.
الشيخ : إيه أنا بقل لك لا ... أنت بتقول لا وأنا بقاطعك لا، هل فهمت ما قلت؟
السائل : نعم نعم.
الشيخ : لا ما فهمت، لو كنت فهمت ما تقول لا.
السائل : ... .
الشيخ : الله يهديك.
السائل : أمين.
الشيخ : أنا بأقول إذا كانت نطفة المادة المخدّرة في هذا الدواء الذي يُعطى للمريض لا يؤثّر في عقل صاحبه، لا يُسكره على حد قوله عليه السلام ( ما أسكر كثيره فقليله حرام ) فلا بأس من ذلك، لأن التخدير هو غير السكر، فالمادة المخدّرة إذا كانت نسبتها قليلة لا تؤثّر في متعاطيها ولا تجعله يتأثّر فيها جسميّا بحيث أنه يصبح كشارب الدخان، يصبح لسان حاله يقول هل من مزيد، لا بأس من هذا الدواء حينئذ.
السائل : شيخ.
سائل آخر : شو بأقل لك.
ما معنى حديث : ( ثلاثة لا ينظر الله إليهم ....ورجل متضمخ بالطيب ) ؟
السائل : ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكر فيه ثلاثة لا ينظر الله إليهم - وذكر منهم - رجل متضمخ بالطيب؟
الشيخ : في هيك حديث؟
السائل : أي نعم، السكران ورجل متضمّخ بالطيب.
العيد عباسي : ... .
الشيخ : متضمخ أنت مستنكر لفظة تضمخ؟
السائل : نعم.
الشيخ : تضمّخ بالطيب؟
السائل : نعم.
الشيخ : ورجل متضمّخ بالطيب، هيك لفظ الحديث بالطيب وإلا بالخلوق؟
السائل : لا، بالطيب.
الشيخ : إيه فالمقصود به نوع من الطيب وهو الخلوق، وهو طيب يُركّب بالمواد فيها زعفران، فيها غير ذلك وهو طيب النساء، ونهى الرسول عليه السلام على استعمال هذا الطيب، هذا النوع الطيب وعلى اعتبار أنه من طيب النساء، هذا هو الجواب.
الشيخ : في هيك حديث؟
السائل : أي نعم، السكران ورجل متضمّخ بالطيب.
العيد عباسي : ... .
الشيخ : متضمخ أنت مستنكر لفظة تضمخ؟
السائل : نعم.
الشيخ : تضمّخ بالطيب؟
السائل : نعم.
الشيخ : ورجل متضمّخ بالطيب، هيك لفظ الحديث بالطيب وإلا بالخلوق؟
السائل : لا، بالطيب.
الشيخ : إيه فالمقصود به نوع من الطيب وهو الخلوق، وهو طيب يُركّب بالمواد فيها زعفران، فيها غير ذلك وهو طيب النساء، ونهى الرسول عليه السلام على استعمال هذا الطيب، هذا النوع الطيب وعلى اعتبار أنه من طيب النساء، هذا هو الجواب.
ما حكم تحديد النسل ؟
السائل : ما حكم الشرع في تحديد النسل؟
الشيخ : تحديد النسل شعبيا لا وجود له في الإسلام لأنه ينافي مقصدا من مقاصد التشريع الإسلامي للنكاح وهو المقصد الذي أشار إليه الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله ( تزوّجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) فحضّ الرسول عليه السلام الرجال إذا تزوّجوا أن يتطلبوا المرأة المعروفة الأصل وأنها ولودة، وبيّن، وعلّ ذلك بقوله بأنه يباهي الأمم يوم القيامة بكثرة أمّته فالذي أو الحاكم أو النظام الذي يضرب على المسلمين تحديد ذرّيّتهم فهو يعُدّ في النقض على قوله عليه الصلاة والسلام ( تزوّجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) ولا شك أن كل نظام أو قانون يعارض ما رمى إليه الشارع من الحكمة في مسألة الزواج فلا يجوز تبنّي مثل هذا القانون.
أما الفرد من الأشخاص له وضعه الخاص بالنسبة لزوجه وأهله، كأن تكون مثلا مريضة ويكون الأطباء المسلمون يناصحون بأن هذه المرأة لا تتحمّل الولادة في كل سنّة فإن ذلك قد يُعرّضها للموت أو للمرض الذي يُلازمها حتى الموت، فمثل هذا يجوز حينئذ ... تحديد النسل بشرط أنها إذا رجعت إلى صحتها الطبيعية عادت إلى ما كانت عليه من قبل من عدم تحديد النسل، هذا جوابي في هذه المسألة.
السائل : بالنسبة ... وهي.
الشيخ : الوسيلة ... .
السائل : في عزل ... .
الشيخ : أي الوسيلة ما كما تكلّمنا أمس بأن الوسائل لها حكم الغايات، فإن كانت الوسيلة مهما اختلفت ... تؤدي إلى ما حرّم الله فهي حرام وإن كانت تؤدي إلى ما أباح الله فهي مباح فهذا الوسائل اليوم من العزل المبتكرة سواء كان حبوب أو كانت شراب أو كان تنظيما للاتصال الجنسي كما يقال، فكل هذه الوسائل لها حكم الغاية فإذا كانت هذه الوسائل تُتخذ لتحديد النسل الجماعي، فقد علمنا أنه هذا ينافي الإسلام وإن كانت تُتخذ وسيلة من هذه الوسائل لتحديد النسل لظرف خاص بالزوجين الإثنين فهي مباحة إلا إذا ثبت طبيا أن وسيلة من هذه الوسائل مُضرّ بالمرأة، كما يقال عن بعض الحبوب فحينذاك يُجتنب هذا النوع بذاته لضرره.
سائل آخر : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : ما هي أسباب الجمع؟
الشيخ : تحديد النسل شعبيا لا وجود له في الإسلام لأنه ينافي مقصدا من مقاصد التشريع الإسلامي للنكاح وهو المقصد الذي أشار إليه الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله ( تزوّجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) فحضّ الرسول عليه السلام الرجال إذا تزوّجوا أن يتطلبوا المرأة المعروفة الأصل وأنها ولودة، وبيّن، وعلّ ذلك بقوله بأنه يباهي الأمم يوم القيامة بكثرة أمّته فالذي أو الحاكم أو النظام الذي يضرب على المسلمين تحديد ذرّيّتهم فهو يعُدّ في النقض على قوله عليه الصلاة والسلام ( تزوّجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) ولا شك أن كل نظام أو قانون يعارض ما رمى إليه الشارع من الحكمة في مسألة الزواج فلا يجوز تبنّي مثل هذا القانون.
أما الفرد من الأشخاص له وضعه الخاص بالنسبة لزوجه وأهله، كأن تكون مثلا مريضة ويكون الأطباء المسلمون يناصحون بأن هذه المرأة لا تتحمّل الولادة في كل سنّة فإن ذلك قد يُعرّضها للموت أو للمرض الذي يُلازمها حتى الموت، فمثل هذا يجوز حينئذ ... تحديد النسل بشرط أنها إذا رجعت إلى صحتها الطبيعية عادت إلى ما كانت عليه من قبل من عدم تحديد النسل، هذا جوابي في هذه المسألة.
السائل : بالنسبة ... وهي.
الشيخ : الوسيلة ... .
السائل : في عزل ... .
الشيخ : أي الوسيلة ما كما تكلّمنا أمس بأن الوسائل لها حكم الغايات، فإن كانت الوسيلة مهما اختلفت ... تؤدي إلى ما حرّم الله فهي حرام وإن كانت تؤدي إلى ما أباح الله فهي مباح فهذا الوسائل اليوم من العزل المبتكرة سواء كان حبوب أو كانت شراب أو كان تنظيما للاتصال الجنسي كما يقال، فكل هذه الوسائل لها حكم الغاية فإذا كانت هذه الوسائل تُتخذ لتحديد النسل الجماعي، فقد علمنا أنه هذا ينافي الإسلام وإن كانت تُتخذ وسيلة من هذه الوسائل لتحديد النسل لظرف خاص بالزوجين الإثنين فهي مباحة إلا إذا ثبت طبيا أن وسيلة من هذه الوسائل مُضرّ بالمرأة، كما يقال عن بعض الحبوب فحينذاك يُجتنب هذا النوع بذاته لضرره.
سائل آخر : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : ما هي أسباب الجمع؟
وردت بعض الأحاديث العامة في فضل الذكر فهل فيها مشروعية الذكر جماعة ؟
السائل : وجود بعض الأحاديث لل ... العامة يشبه كثير من المبتدعة في الذكر الجماعي، يسبحون ويحمّدون ... ثم الحديث الأخر ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ... ) إلى أخر الحديث يستدلون بهذا الحديث على شرعية الذكر الجماعي.
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : لا يجوز الإستدلال بعمومات النصوص التي لم يجْرِي عليها العمل.
سائل آخر : وعليكم السلام.
الشيخ : السلام ورحمة الله.
الشيخ : لا يجوز الإستدلال بعمومات النصوص التي لم يجري العمل عليها أي على عمومها المطلق الشامل لأن النص العام الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام هو أعلم بدلالته ممن يأتي من بعده فأما، يستدل البعض بعموم ما، ينبغي أن ننظر هل جرى على هذا العموم العمل أم لم يجري؟ فإن جرى فيكون العمل سنّة وإن لم يجْري فيكون العمل بدعة ولا يُفيد الإستدلال بمثل هذا العموم.
ونضرب على هذا مثلا واضحا، ربنا عز وجل يقول (( اذكروا الله ذكرا كثيرا )) (( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )) (( الذاكرين الله كثيرا والذاكرات )) هذه نصوص عامة في وصف المسلمين بأنهم من طبيعتهم أنهم يذكرون الله كثيرا، استدلالا بهذه العمومات يأتي رجل مبتدع فيؤذّن بصلاة العيدين، يُقال له هذه بدعة، قال لا اتقوا الله أنا أذكر الله أوحّده فأنتم تنكرون عليّ ماذا؟ هل أنا عندما أقول أشهد أن لا إله إلا الله أنا أشركت أم وحّدت؟ طبعا وحّدت إلى أخر الكلام، فسنقول له هذا التوقيت وهذا الذكر الذي أنت بصدده بمناسبة صلاة العيد، هل فعله الرسول عليه الصلاة والسلام؟ سيكون، سيكون جوابه لا ما فعل، طيب لماذا لم يفعله؟ أاستهتارا وعدم اهتمام بذكر الله عز وجل؟ قال من بد طبعا لا، إذًا لمَ لم يؤذّن الرسول عليه السلام لصلاة العيدين لو كان الأذان مشروعا؟ فلا بد من أن يكون هذا المبتدع أحد شيئين، ما أذّن الرسول لأنه ما هو مشروع، وإلا هو مشروع وبيتركه هو وبيتركه الصحابة والتابعون إلى أخره حتى ... هذا المبتدع ويُستدل بنصوص ... عامة على هذا الذكر الخاص و ... في مثال خاص لم يضعه الرسول عليه الصلاة والسلام فيه، هذا تشريع من عنده لكن يستند لعمومات لم يجر العمل عليها.
السائل : شيخ ... .
الشيخ : لسّى ما فرغت.
السائل : أي نعم.
الشيخ : ما ... .
السائل : نعم ... .
الشيخ : ... .
السائل : جزاك الله خير.
الشيخ : ... .
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : لا يجوز الإستدلال بعمومات النصوص التي لم يجْرِي عليها العمل.
سائل آخر : وعليكم السلام.
الشيخ : السلام ورحمة الله.
الشيخ : لا يجوز الإستدلال بعمومات النصوص التي لم يجري العمل عليها أي على عمومها المطلق الشامل لأن النص العام الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام هو أعلم بدلالته ممن يأتي من بعده فأما، يستدل البعض بعموم ما، ينبغي أن ننظر هل جرى على هذا العموم العمل أم لم يجري؟ فإن جرى فيكون العمل سنّة وإن لم يجْري فيكون العمل بدعة ولا يُفيد الإستدلال بمثل هذا العموم.
ونضرب على هذا مثلا واضحا، ربنا عز وجل يقول (( اذكروا الله ذكرا كثيرا )) (( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )) (( الذاكرين الله كثيرا والذاكرات )) هذه نصوص عامة في وصف المسلمين بأنهم من طبيعتهم أنهم يذكرون الله كثيرا، استدلالا بهذه العمومات يأتي رجل مبتدع فيؤذّن بصلاة العيدين، يُقال له هذه بدعة، قال لا اتقوا الله أنا أذكر الله أوحّده فأنتم تنكرون عليّ ماذا؟ هل أنا عندما أقول أشهد أن لا إله إلا الله أنا أشركت أم وحّدت؟ طبعا وحّدت إلى أخر الكلام، فسنقول له هذا التوقيت وهذا الذكر الذي أنت بصدده بمناسبة صلاة العيد، هل فعله الرسول عليه الصلاة والسلام؟ سيكون، سيكون جوابه لا ما فعل، طيب لماذا لم يفعله؟ أاستهتارا وعدم اهتمام بذكر الله عز وجل؟ قال من بد طبعا لا، إذًا لمَ لم يؤذّن الرسول عليه السلام لصلاة العيدين لو كان الأذان مشروعا؟ فلا بد من أن يكون هذا المبتدع أحد شيئين، ما أذّن الرسول لأنه ما هو مشروع، وإلا هو مشروع وبيتركه هو وبيتركه الصحابة والتابعون إلى أخره حتى ... هذا المبتدع ويُستدل بنصوص ... عامة على هذا الذكر الخاص و ... في مثال خاص لم يضعه الرسول عليه الصلاة والسلام فيه، هذا تشريع من عنده لكن يستند لعمومات لم يجر العمل عليها.
السائل : شيخ ... .
الشيخ : لسّى ما فرغت.
السائل : أي نعم.
الشيخ : ما ... .
السائل : نعم ... .
الشيخ : ... .
السائل : جزاك الله خير.
الشيخ : ... .
ما هو الراجح في مسألة صلاة تحية المسجد في وقت النهي ؟
السائل : ... بعد صلاة الصبح إذا دخل أحدكم المسجد.
الشيخ : الجواب بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله هذا من المسائل الفقهية التي اختلف فيها الفقهاء على قولين اثنين، القول الأول الجواز وهو الذي نختاره، والقول الثاني المنع وهو عندنا مرجوح غير مُختار، والسبب في ذلك الترجيح هو أننا نظرنا إلى أدلة المخالفين فوجدناهم ليس عندهم إلا الأدلة العامة التي يعتدّ بها كل فقيه وهي الأصل في النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة كمثل قوله عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) وقد نظرنا في هذا الحديث فوجدناه قد دخله مُخصّصات كثيرة كالأحاديث الأخرى التي في معناه، فأول مُخصّص طرأ على هذا الحديث في شطره الثاني هو حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم عن الصلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقيّة، فقد خصّص هذا الحديث الحديث الثاني في شطره الحديث الأول في شطره الثاني وهو قوله ( لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) فخصّص هذا العموم الحديث الثاني، نهى عن الصلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقيّة، فصار حديث ( لا صلاة بعد العصر حى تغرب الشمس ) من المُخصّص للحديث الثاني ومعناه حين ذاك "لا صلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقية" والنتيجة الفقهية منه أن الصلاة بعد العصر مباشرة جائزة مطلقا حتى تُصبح الشمس صفراء فحينذاك يأتي النهي الوارد في الحديث الأول، ثم دخل الحديث في شطره الأول مُخصّصات أيضا أخرى كالشطر الثاني، فمن ذلك مثلا قوله عليه الصلاة والسلام ( من نسي صلاة أو نام عنها فليصلّها حين يذكرها لا كفّارة لها إلا ذلك ) فيدل هذا الحديث على أن الناسي لصلاته أو النائم عنها فوقت هذه الصلاة حين يستيقظ لها أو يتذكّرها، وهذا الحديث يُعتبر مخصِّصا للحديث الأول ويكون النتيجة من الناحية الفقهية "لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس إلا الصلاة المنسية أو التي نام عنها فيصليها ولو بعد الفجر أو ولو بعد العصر".
فهذا أيضا من المخصّصات للحديث الأول ومن تلك المخصّصات أيضا حديث ( يا بني عبد مناف لا يمنعن أحدكم رجلا طاف في أي ساعة من ليل أو نهار في مكة ) فهذا الحديث أيضا يُخصّص النهي العام المذكور في الحديث الأول فتكون النتيجة.
... كما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم أنه قال لبلال ذات يوم ( يا بلال إني دخلت الجنة فسمعت دفّ نعليك بين يديّ فبم ذلك؟ ) قال يا رسول الله لا أدري إلا أنني كلما توضّأت رأيت أن لله عليّ ركعتين، قال عليه الصلاة والسلام ( فهو ذاك ) فكل هذه الأحاديث تُخصّص النهي المذكور في الحديث الأول كما ذكرنا فيما سبق من المخصّصات وها هنا بحديث بلال هذا يُضاف مخصّص أخر فيصبح الحديث ( لا صلاة بعد الفجر إلا أن تطلع الشمس وبعد العصر إلا أن تغرب الشمس ) إلا سنّة الوضوء.
كذلك من المخصّصات التي طرأت على الحديث الأول في قسمه الأول ما رواه الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم صلّى الصبح ذات يوم في المسجد كما هي عادته فلما سلّم رأى رجلا قام يصلّي فقال له عليه الصلاة والسلام ( آلصبح أربعا آلصبح أربعا ) يُنكر عليه هذه الزيادة التي ألحقها في فريضة الفجر، فلما انتهى، فلما انتهى ذاك الرجل من صلاته وكانت ركعتين قال يا رسول الله إني دخلت المسجد فوجدتك تصلي الفرض فصلّيت وهاتان سنّة الفجر فأقرّه عليه الصلاة والسلام ولم يُنكر ذلك عليه، فصار من المستثنى من قوله عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ) ركعتا الفجر فتُستثنى فيُقال "لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس إلا ركعتي الفجر" والغرض من هذه، من ذكرنا لهذه المخصّصات للحديث النهي عن الصلاة بعد الفجر والعصر هو لنُبيّن ما يأتي وهو، أن هناك علما في مصطلح الحديث يُسمّى بعلم مختلف الحديث ويذكرون فيه أنه إذا جاء حديثان اثنان من قسم المقبول وكانا متعارضين وجب التوفيق بينهما بوجه من وجوه التوفيق إذا أمكن فإن لم يُمكن صير إلى اعتبار الناسخ من المنسوخ، يعني إذا أمكن إثبات أن أحدهما ناسخ والأخر منسوخ، كان التوفيق بهذا الاعتبار.
السائل : ... .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
فإن لم يُمكن اعتبار الناسخ من المنسوخ من بينهما صير إلى الترجيح من حيث السند فيؤخذ بالأقوى إسنادا ويترك ما دونه قوّة فإن لم يُمكن الترجيح وهو المرتبة الثالثة حينذاك يُتوقّف ويُترك العلم إلى عالمه.
نعود إلى الوجه الأول من وجوه التوفيق بين الحديثين المختلفين الذين هما من قسم المقبول، فنقول قد ذكر علماء الحديث وعلماء الأصول وجوها كثيرة جدا في سبيل التوفيق بين النصّين المختلفين دون أن يُصار إلى اعتبار الناسخ والمنسوخ إلا إذا لم يُمكن التوفيق بين الحديثين على وجه من الوجوه هذه الكثيرة التي أبلغها الحافظ العراقي في حاشيته على مقدّمة علوم ابن الصلاح أكثر من مائة وجه، كل وجه من هذه المائة وجه يُوفّق بين الحديثين المتعارضين، بمعنى أنه إذا لم يتيسّر للباحث التوفيق بالوجه الأول انتقل إلى الثاني فإن لم يمكن فالثالث وهكذا فالرابع إلى مائة وزيادة.
ولذلك فمن النادر جدا ألا يمكن التوفيق بين الحديثين المتعارضين حتى يضطر الإنسان إلى أن يرجع إلى المرتبة الثانية من مراتب التوفيق ألا وهي مرتبة اعتبار الناسخ والمنسوخ.
والشاهد أنهم ذَكَروا في تلك الوجوه المائة فزيادة وهي التوفيق بين حديثين متعارضين هو أنه إذا تعارض نصّان كلّ منهما عام نَظِر إلى هذين النصّين فإذا كان أحدهما عام مخصوص والأخر عام غير مخصوص سُلِّط العام هذا غير المخصوص على العام المخصوص فخصّصه.
... هذا الكلام مغلق على كثير من الناس لأنه اصطلاح محض من علوم الحديث وأصول الفقه، إلا أن المثل الذي نحن في صدده سيوضِّح لكم هذا الاصطلاح وضوحا تاما لا سيما بعد أن قدّمنا الأحاديث المُخصِّصة لعموم قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الأول ( لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) .
الشيخ : فنجد في حديث التحية حديثين اثنين أحدهما عام يشمل كل الأوقات بعمومه ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام من حديث أبي قتادة الأنصاري أنه دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وأله وسلم جالس فيه فجلس إلى جانبه، فقال له عليه الصلاة والسلام ( أصليّت؟ ) قال لا قال ( قم فصلّ ) وأنبّهكم بأن هذا حديث غير الحديث الثاني الأتي وهو حديث سُليْك الغطفاني ثم قال عليه الصلاة والسلام لأبي قتادة هذا ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلّي ركعتين ) وفي رواية أخرى ( فليصل ركعتين ثم ليجلس ) هذا حديث أبي قتادة الأنصاري في الصحيحين.
وهذا كما ترون بعمومه يشمل كل وقت لأنه قال ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) أو ( فليصل ركعتين ثم ليجلس ) لم يَخُصَّ وقتا دون وقت وإنما عمّم وأطلق، يؤكّد لنا العموم وأنه عام إلى أبعد حدود العموم بحيث أنه يشمل أيضا وقتا من الأوقات المكروهة يؤيّد هذا الحديث الثاني وهو حديث جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخل رجل يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يخطب على المنبر فجلس فقال له عليه الصلاة والسلام ( يا فلان ) وكان اسمه سُليْكا قال ( يا فلان أصليّت؟ ) قال لا، قال ( قم فصل ركعتين ) ثم التفت إلى الحاضرين جميعا فقال لهم ( إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين وليتجوّز فيهما ) متفق عليه كما ذكرنا من حديث جابر.
نجد في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم أمر بصلاة التحيّة أمرا عاما لكل من دخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين، فإذا تذكّرنا اتفاق أهل العلم على النهي عن الصلاة، الصلاة النافلة المطلقة يوم الجمعة والخطيب يخطب لعلِمنا أن وقت كوْن الخطيب يخطب يوم الجمعة هو من الأوقات التي لا تُشرع فيها صلاة النوافل بل لا يُشرع فيه ما هو آكد من صلاة النافلة ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما ثبت أيضا في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( من قال لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغى ) .
إذًا قول القائل لمن يتكلّم والخطيب يخطب يوم الجمعة أنصت يعتبره الشارع الحكيم لغوا من القول، ومعنى هذا أنه لا يجوز لمن سمِع رجلا يتكلّم والخطيب يخطب يوم الجمعة أن يقول له أنصت، ولازمه أن الأمر بالمعروف الذي هو واجب معروف يسقُطُ في حال كوْن الخطيب يخطب يوم الجمعة.
فإذا كان هذا كذلك وتذكّرنا حديث سُليْك الغطفاني أنفا وفيه أمر الرسول إياه بأن يصلي التحية وأمر الرسول جميع الحاضرين بأن أحدهم إذا دخل المسجد يوم الجمعة والخطيب يخطب فعليه أيضا أن يصلي ركعتين نتج معنا أن ما يُكْرَه من الأمر بالمعروف في وقت خطبة الخطيب يوم الجمعة يجوز من التحية في ذلك الوقت ما لا يجوز من الواجبات الأخرى، فهل هناك دليل أوضح من هذا الحديث أن، من أن صلاة التحيّة تصلّى في وقت الكراهة، فقد عرفنا وتبيّن لنا بوضوح أن وقت الخطيب يخطب يوم الجمعة هو وقت كراهة، مع ذلك فالرسول صلى الله عليه وأله وسلم أمر بالتحيّة في وقت هذيك، في هذا الوقت المكروه، ونعلم حين ذاك أنه لا فرق بين وقت مكروه ووقت أخر.
الشيخ : الجواب بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله هذا من المسائل الفقهية التي اختلف فيها الفقهاء على قولين اثنين، القول الأول الجواز وهو الذي نختاره، والقول الثاني المنع وهو عندنا مرجوح غير مُختار، والسبب في ذلك الترجيح هو أننا نظرنا إلى أدلة المخالفين فوجدناهم ليس عندهم إلا الأدلة العامة التي يعتدّ بها كل فقيه وهي الأصل في النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة كمثل قوله عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) وقد نظرنا في هذا الحديث فوجدناه قد دخله مُخصّصات كثيرة كالأحاديث الأخرى التي في معناه، فأول مُخصّص طرأ على هذا الحديث في شطره الثاني هو حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم عن الصلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقيّة، فقد خصّص هذا الحديث الحديث الثاني في شطره الحديث الأول في شطره الثاني وهو قوله ( لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) فخصّص هذا العموم الحديث الثاني، نهى عن الصلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقيّة، فصار حديث ( لا صلاة بعد العصر حى تغرب الشمس ) من المُخصّص للحديث الثاني ومعناه حين ذاك "لا صلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقية" والنتيجة الفقهية منه أن الصلاة بعد العصر مباشرة جائزة مطلقا حتى تُصبح الشمس صفراء فحينذاك يأتي النهي الوارد في الحديث الأول، ثم دخل الحديث في شطره الأول مُخصّصات أيضا أخرى كالشطر الثاني، فمن ذلك مثلا قوله عليه الصلاة والسلام ( من نسي صلاة أو نام عنها فليصلّها حين يذكرها لا كفّارة لها إلا ذلك ) فيدل هذا الحديث على أن الناسي لصلاته أو النائم عنها فوقت هذه الصلاة حين يستيقظ لها أو يتذكّرها، وهذا الحديث يُعتبر مخصِّصا للحديث الأول ويكون النتيجة من الناحية الفقهية "لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس إلا الصلاة المنسية أو التي نام عنها فيصليها ولو بعد الفجر أو ولو بعد العصر".
فهذا أيضا من المخصّصات للحديث الأول ومن تلك المخصّصات أيضا حديث ( يا بني عبد مناف لا يمنعن أحدكم رجلا طاف في أي ساعة من ليل أو نهار في مكة ) فهذا الحديث أيضا يُخصّص النهي العام المذكور في الحديث الأول فتكون النتيجة.
... كما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم أنه قال لبلال ذات يوم ( يا بلال إني دخلت الجنة فسمعت دفّ نعليك بين يديّ فبم ذلك؟ ) قال يا رسول الله لا أدري إلا أنني كلما توضّأت رأيت أن لله عليّ ركعتين، قال عليه الصلاة والسلام ( فهو ذاك ) فكل هذه الأحاديث تُخصّص النهي المذكور في الحديث الأول كما ذكرنا فيما سبق من المخصّصات وها هنا بحديث بلال هذا يُضاف مخصّص أخر فيصبح الحديث ( لا صلاة بعد الفجر إلا أن تطلع الشمس وبعد العصر إلا أن تغرب الشمس ) إلا سنّة الوضوء.
كذلك من المخصّصات التي طرأت على الحديث الأول في قسمه الأول ما رواه الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم صلّى الصبح ذات يوم في المسجد كما هي عادته فلما سلّم رأى رجلا قام يصلّي فقال له عليه الصلاة والسلام ( آلصبح أربعا آلصبح أربعا ) يُنكر عليه هذه الزيادة التي ألحقها في فريضة الفجر، فلما انتهى، فلما انتهى ذاك الرجل من صلاته وكانت ركعتين قال يا رسول الله إني دخلت المسجد فوجدتك تصلي الفرض فصلّيت وهاتان سنّة الفجر فأقرّه عليه الصلاة والسلام ولم يُنكر ذلك عليه، فصار من المستثنى من قوله عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ) ركعتا الفجر فتُستثنى فيُقال "لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس إلا ركعتي الفجر" والغرض من هذه، من ذكرنا لهذه المخصّصات للحديث النهي عن الصلاة بعد الفجر والعصر هو لنُبيّن ما يأتي وهو، أن هناك علما في مصطلح الحديث يُسمّى بعلم مختلف الحديث ويذكرون فيه أنه إذا جاء حديثان اثنان من قسم المقبول وكانا متعارضين وجب التوفيق بينهما بوجه من وجوه التوفيق إذا أمكن فإن لم يُمكن صير إلى اعتبار الناسخ من المنسوخ، يعني إذا أمكن إثبات أن أحدهما ناسخ والأخر منسوخ، كان التوفيق بهذا الاعتبار.
السائل : ... .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
فإن لم يُمكن اعتبار الناسخ من المنسوخ من بينهما صير إلى الترجيح من حيث السند فيؤخذ بالأقوى إسنادا ويترك ما دونه قوّة فإن لم يُمكن الترجيح وهو المرتبة الثالثة حينذاك يُتوقّف ويُترك العلم إلى عالمه.
نعود إلى الوجه الأول من وجوه التوفيق بين الحديثين المختلفين الذين هما من قسم المقبول، فنقول قد ذكر علماء الحديث وعلماء الأصول وجوها كثيرة جدا في سبيل التوفيق بين النصّين المختلفين دون أن يُصار إلى اعتبار الناسخ والمنسوخ إلا إذا لم يُمكن التوفيق بين الحديثين على وجه من الوجوه هذه الكثيرة التي أبلغها الحافظ العراقي في حاشيته على مقدّمة علوم ابن الصلاح أكثر من مائة وجه، كل وجه من هذه المائة وجه يُوفّق بين الحديثين المتعارضين، بمعنى أنه إذا لم يتيسّر للباحث التوفيق بالوجه الأول انتقل إلى الثاني فإن لم يمكن فالثالث وهكذا فالرابع إلى مائة وزيادة.
ولذلك فمن النادر جدا ألا يمكن التوفيق بين الحديثين المتعارضين حتى يضطر الإنسان إلى أن يرجع إلى المرتبة الثانية من مراتب التوفيق ألا وهي مرتبة اعتبار الناسخ والمنسوخ.
والشاهد أنهم ذَكَروا في تلك الوجوه المائة فزيادة وهي التوفيق بين حديثين متعارضين هو أنه إذا تعارض نصّان كلّ منهما عام نَظِر إلى هذين النصّين فإذا كان أحدهما عام مخصوص والأخر عام غير مخصوص سُلِّط العام هذا غير المخصوص على العام المخصوص فخصّصه.
... هذا الكلام مغلق على كثير من الناس لأنه اصطلاح محض من علوم الحديث وأصول الفقه، إلا أن المثل الذي نحن في صدده سيوضِّح لكم هذا الاصطلاح وضوحا تاما لا سيما بعد أن قدّمنا الأحاديث المُخصِّصة لعموم قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الأول ( لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) .
الشيخ : فنجد في حديث التحية حديثين اثنين أحدهما عام يشمل كل الأوقات بعمومه ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام من حديث أبي قتادة الأنصاري أنه دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وأله وسلم جالس فيه فجلس إلى جانبه، فقال له عليه الصلاة والسلام ( أصليّت؟ ) قال لا قال ( قم فصلّ ) وأنبّهكم بأن هذا حديث غير الحديث الثاني الأتي وهو حديث سُليْك الغطفاني ثم قال عليه الصلاة والسلام لأبي قتادة هذا ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلّي ركعتين ) وفي رواية أخرى ( فليصل ركعتين ثم ليجلس ) هذا حديث أبي قتادة الأنصاري في الصحيحين.
وهذا كما ترون بعمومه يشمل كل وقت لأنه قال ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) أو ( فليصل ركعتين ثم ليجلس ) لم يَخُصَّ وقتا دون وقت وإنما عمّم وأطلق، يؤكّد لنا العموم وأنه عام إلى أبعد حدود العموم بحيث أنه يشمل أيضا وقتا من الأوقات المكروهة يؤيّد هذا الحديث الثاني وهو حديث جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخل رجل يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يخطب على المنبر فجلس فقال له عليه الصلاة والسلام ( يا فلان ) وكان اسمه سُليْكا قال ( يا فلان أصليّت؟ ) قال لا، قال ( قم فصل ركعتين ) ثم التفت إلى الحاضرين جميعا فقال لهم ( إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين وليتجوّز فيهما ) متفق عليه كما ذكرنا من حديث جابر.
نجد في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم أمر بصلاة التحيّة أمرا عاما لكل من دخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين، فإذا تذكّرنا اتفاق أهل العلم على النهي عن الصلاة، الصلاة النافلة المطلقة يوم الجمعة والخطيب يخطب لعلِمنا أن وقت كوْن الخطيب يخطب يوم الجمعة هو من الأوقات التي لا تُشرع فيها صلاة النوافل بل لا يُشرع فيه ما هو آكد من صلاة النافلة ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما ثبت أيضا في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( من قال لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغى ) .
إذًا قول القائل لمن يتكلّم والخطيب يخطب يوم الجمعة أنصت يعتبره الشارع الحكيم لغوا من القول، ومعنى هذا أنه لا يجوز لمن سمِع رجلا يتكلّم والخطيب يخطب يوم الجمعة أن يقول له أنصت، ولازمه أن الأمر بالمعروف الذي هو واجب معروف يسقُطُ في حال كوْن الخطيب يخطب يوم الجمعة.
فإذا كان هذا كذلك وتذكّرنا حديث سُليْك الغطفاني أنفا وفيه أمر الرسول إياه بأن يصلي التحية وأمر الرسول جميع الحاضرين بأن أحدهم إذا دخل المسجد يوم الجمعة والخطيب يخطب فعليه أيضا أن يصلي ركعتين نتج معنا أن ما يُكْرَه من الأمر بالمعروف في وقت خطبة الخطيب يوم الجمعة يجوز من التحية في ذلك الوقت ما لا يجوز من الواجبات الأخرى، فهل هناك دليل أوضح من هذا الحديث أن، من أن صلاة التحيّة تصلّى في وقت الكراهة، فقد عرفنا وتبيّن لنا بوضوح أن وقت الخطيب يخطب يوم الجمعة هو وقت كراهة، مع ذلك فالرسول صلى الله عليه وأله وسلم أمر بالتحيّة في وقت هذيك، في هذا الوقت المكروه، ونعلم حين ذاك أنه لا فرق بين وقت مكروه ووقت أخر.
الكلام عن مسألة اختلاف الأهلة في إثبات دخول شهر رمضان .
الشيخ : سواء كان في بلده أو في بلد أخرى، يثبت للمسلمين ثبوت ال، فيصوم المسلمون جميعا في سائر أقطار الأرض في يوم واحد.
أما اليوم، اليوم الشأن كما كانوا في السابق لا يُمكنهم أن يُثبِتوا رؤية هلال رمضان في جميع أقطار الأرض، فلأنه لم تكن الوسائل مقرِّبة للبعيد يومئذ، فماذا كانوا يفعلون؟ تصوم كل منطقة بصيام البلدة التي هي من الممكن أن يصلهم خبر رؤيتها للهلال، فذلك اليوم، اليوم لا يمكن تنفيذ هذا الحكم الشرعي لأنه ليس هناك حاكم مسلم يُلزمهم جميعا بأن يصوموا، فنعود إلى ما كنا عليه ... تماما فيصوم كل أقليم على حدة ... لأنه ليس من المعقول أن تسمع أنت إذاعة مكة ... تقول ثبت هلال رمضان في ثلاثين مثلا خمسة عشر كانون الأول مثلا، وهنا ما ثبت فتصوم أنت لوحدك لأنه ثبّتوا هناك الهلال، بينما جميع من حولك لا يصومون، لا قلت لك تنسجم مع هذول الجماعة وتصوم بصيامهم وتفطر لفطرهم، إيه هذا غلط هذا مخالف ل ( صوموا لرؤيته ) أي نعم، لكن هذا الغلط لا يمكن تدراكه إلا حينما يكون الحاكم مسلم هو يحكم هذه البلاد كلها.
السائل : فيه حديث أظنه صحيح ( صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون ) صحيح ؟
الشيخ : لا غير صحيح، لكن الصحيح، لا إله إلا الله، ( صومكم يوم يصوم الناس وفطركم يوم يفطر الناس ) .
السائل : هذا صحيح؟
الشيخ : أي نعم.
السائل : من رواه؟
الشيخ : لا أذكر الأن من رواه بس هذا حديث صحيح ... .
السائل : والأخر موضوع ... ؟
الشيخ : ما له أصل.
السائل : ما له أصل؟
الشيخ : أي نعم، حتى مجلّة "الوعي الإسلامي" تسمعون بها ... فهذه أصبحت في الأشهر الأخيرة تعطّل فصلا خاصا بالأحاديث الضعيفة والموضوعة ... "ليس بحديث" تحت عنوان "ليس بحديث" هذا العنوان ... إلا في جانبه ( يوم صومكم يوم نحركم ) ومضروبة عليه، اصطلاح يعني أن هذا ليس بصحيح تحت هذا العنوان يوردون كثيرا من الأحاديث الشائعة ما بين ضعيف ولا أصل له، ويعتمدون في هذا على كتاب "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" وينقلون خلاصة كلام لنا وإن كانوا -ما ندري ما السبب- لا يُشيرون إطلاقا أنهم ... من كتاب السلسلة، فالشاهد هذا الحديث بالذات أوردوه في زاوية وفي كل عدد يذكرونه وعليه الضربة عرفت عليّ إشارة إلى أنه هذا الحديث المشهور ليس بحديث.
السائل : هناك من ... وجماعة ... يصومون مع مكة والبعض الأخر يصوم مع البلاد.
السائل : فحسب رأيكم الصوفية وجماعته مخطئون؟
الشيخ : على كل حال، مو هذا اجتهاد.
السائل : اجتهاد.
الشيخ : نحن لا نرى هذا، أنه يصير فيه تفرّق بين المسلمين.
السائل : أي نعم.
الشيخ : في البلد الواحد وتفرّقهم في البلاد أقلّ خطرا من تفرّقهم في البلدة الواحدة، أي نعم ثم ليس هناك في الشريعة ما يُلزم المسلمين بأن يصوموا لرؤية بلد مسمّاه مكة مثلا أو المدينة، فيا تُرى لو سبق مكة بلد أخر فأثبت الهلال ولم يثبته مكة إلا متأخّرا فمع من نصوم؟ فهل نضلّ نتمسّك بمكة هذا لا دليل عليه، وإن صام مع البلدة الأخرى ولو لم تكن مكة فيرد الإشكال السابق حيث يقع الخلاف في البلدة الواحدة فبعضهم يصومون وبعضهم لا يصومون، أما حينما يكون الحاكم المسلم فهو الذي يفرض فرضا على جميع المسلمين أن يصوموا في يوم واحد دون انتظار كل أقليم أو كل منطقة لترى هلالها، فالأمر يعود بقى إلى الحاكم.
السائل : ... كنا هناك ندرس فيه بعض المغاربة، بعض من تونس، بعض كذا فالذي وقع هو أن التوانسة ومدير المركز هناك كان تونسي صام وحسب توقيت تونس، المغاربة حسب توقيت المغرب ترك على حسب توقيت تركيا.
الشيخ : هاي المشكلة.
السائل : الأب خلنا مع الترك هذولا ... ؟
الشيخ : أقرب بلدة أقرب إقليم إلى تلك البلاد يصومون بصيامهم، يجب محْو ها الطائفية هذه أو التحزّب هذا.
السائل : ... الخطبة.
الشيخ : غيره.
السائل : ... .
الشيخ : أنت أش عندك؟
السائل : ... كيف التوفيق أو الجمع بين حديث ابن عباس ( صوموا لرؤيته ) قال هو ... الحديث رؤية كل بلد حينما أتاه الأتي من الشام؟
الشيخ : ليس في حديث ابن عباس هذا التصريح لأن الرسول أمر أن يصوم الناس كل منهم برؤية بلده، ليس في حديث ابن عباس هذا التصريح فهل أنت ذاكر للفظه؟
السائل : لا.
الشيخ : طيب، أنا أذكر أن الحديث فيه أن كُرَيْبًا جاء من الشام فأخبره بأن معاوية صام أي ابتدأ صيام رمضان، أظن قال له يوم السبت، فقال أما نحن فنصوم برؤية أهل المدينة، قال له ألم تصوم برؤية معاوية؟ قال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم.
هذا هو تقريبًا إذا ما كان بالتحديد فهذا على التقريب لفظ حديث ابن عباس، وحينئذ فكما ترى ليس فيه التصريح بما يُخالف عموم قوله عليه السلام ( صوموا لرؤيته ) وإنما جواب ابن عباس خرج مخرج معالجة قضيّة معيّنة صورتها، أن هناك أقليمين، إقليم المدينة في الحجاز وإقليم الشام، فأقليم المدينة صاموا بيوم غير يوم صيام الشام، واتفق كل من الأقليمين لا يمكن يومئذ أن يعرف متى يصوم هذا الإقليم دون ذاك لبعد المسافة، ولكن لما رجع كُريْب جاء بعد ما ... هو في المدينة الصيام من قبل أن يأتي بأيام فاستطاع هو أن يُخبر ابن عباس بأن الشاميّين تبعا لأمر معاوية صاموا يوم السبت مثلا، فأجاب ابن عباس بأننا نحن نصوم على رؤية بلادنا، قال لا هات نصوم على رؤية هلال الشام قال له لا، هكذا أمرنا رسول الله، فهكذا أمرنا رسول الله يعود إلى هذا التفاوت الذي وقع بين ابتداء الصيام بين المدينة وبين دمشق، فلو اعتزم المدنيّون أن يصوموا برؤية معاوية لربّما ظهر في صيامهم نقص لو فرضنا أهل المدينة صاموا الأحد وأهل دمشق صاموا السبت ثم أفطروا على أساس صيام تسع وعشرين يوما ثم عيّدوا فإذا عيّد أهل المدينة مع أهل الشام فاتهم يوم واحد وكان شهرهم ثمان وعشرين يوما.
فإذًا حديث ابن عباس بيعالج قضية عينيّة وهو إذا ابتدأ إقليم الصوم على خلاف إقليم أخر فلكل حينئذ أن يُتمّم بناءً على رؤيته فإما أن يرى هلال الإفطار والخروج من رمضان وإما إذا غُمّ عليهم فيُمسكون له ثلاثين يوما، وبغير هذا تضطرب الأمور بين البلدين فلا يتمّ الصيام في الشرعي.
هذا الذي قال فيه ابن عباس "هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم" وحينئذ فهذا لا ينافي قوله العام ( صوموا لرؤيته ) بدليل أن الذي يقول ( صوموا لرؤيته ) مثلي مثلا يقول في مثل ... لكلّ رؤيته، لكل رؤيته، نعم.
السائل : يعني عدم توفّر الأسباب ... .
الشيخ : لا، لأن لأن كُريْبًا جاء بعد أن دخل كل من البلدين بصيام برؤيته الخاصة، فيخرج أيضا من الصيام برؤيته الخاصة لأنهم إذا اختلفوا في الدخول واتفقوا في الخروج فقد يحصل اضطراب إما زيادة يوم أو نقص يوم.
السائل :مع توفّر الأسباب في يوم مثل لو الحاكم تتوفّر الأسباب.
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... مشكلتنا.
الشيخ : لا يقع، هذا يقع صحيح لذلك وقال لك أنه هو حديث ابن عباس عالج جزئية معيّنة صحيح أنه لا يقع، نعم.
أما اليوم، اليوم الشأن كما كانوا في السابق لا يُمكنهم أن يُثبِتوا رؤية هلال رمضان في جميع أقطار الأرض، فلأنه لم تكن الوسائل مقرِّبة للبعيد يومئذ، فماذا كانوا يفعلون؟ تصوم كل منطقة بصيام البلدة التي هي من الممكن أن يصلهم خبر رؤيتها للهلال، فذلك اليوم، اليوم لا يمكن تنفيذ هذا الحكم الشرعي لأنه ليس هناك حاكم مسلم يُلزمهم جميعا بأن يصوموا، فنعود إلى ما كنا عليه ... تماما فيصوم كل أقليم على حدة ... لأنه ليس من المعقول أن تسمع أنت إذاعة مكة ... تقول ثبت هلال رمضان في ثلاثين مثلا خمسة عشر كانون الأول مثلا، وهنا ما ثبت فتصوم أنت لوحدك لأنه ثبّتوا هناك الهلال، بينما جميع من حولك لا يصومون، لا قلت لك تنسجم مع هذول الجماعة وتصوم بصيامهم وتفطر لفطرهم، إيه هذا غلط هذا مخالف ل ( صوموا لرؤيته ) أي نعم، لكن هذا الغلط لا يمكن تدراكه إلا حينما يكون الحاكم مسلم هو يحكم هذه البلاد كلها.
السائل : فيه حديث أظنه صحيح ( صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون ) صحيح ؟
الشيخ : لا غير صحيح، لكن الصحيح، لا إله إلا الله، ( صومكم يوم يصوم الناس وفطركم يوم يفطر الناس ) .
السائل : هذا صحيح؟
الشيخ : أي نعم.
السائل : من رواه؟
الشيخ : لا أذكر الأن من رواه بس هذا حديث صحيح ... .
السائل : والأخر موضوع ... ؟
الشيخ : ما له أصل.
السائل : ما له أصل؟
الشيخ : أي نعم، حتى مجلّة "الوعي الإسلامي" تسمعون بها ... فهذه أصبحت في الأشهر الأخيرة تعطّل فصلا خاصا بالأحاديث الضعيفة والموضوعة ... "ليس بحديث" تحت عنوان "ليس بحديث" هذا العنوان ... إلا في جانبه ( يوم صومكم يوم نحركم ) ومضروبة عليه، اصطلاح يعني أن هذا ليس بصحيح تحت هذا العنوان يوردون كثيرا من الأحاديث الشائعة ما بين ضعيف ولا أصل له، ويعتمدون في هذا على كتاب "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" وينقلون خلاصة كلام لنا وإن كانوا -ما ندري ما السبب- لا يُشيرون إطلاقا أنهم ... من كتاب السلسلة، فالشاهد هذا الحديث بالذات أوردوه في زاوية وفي كل عدد يذكرونه وعليه الضربة عرفت عليّ إشارة إلى أنه هذا الحديث المشهور ليس بحديث.
السائل : هناك من ... وجماعة ... يصومون مع مكة والبعض الأخر يصوم مع البلاد.
السائل : فحسب رأيكم الصوفية وجماعته مخطئون؟
الشيخ : على كل حال، مو هذا اجتهاد.
السائل : اجتهاد.
الشيخ : نحن لا نرى هذا، أنه يصير فيه تفرّق بين المسلمين.
السائل : أي نعم.
الشيخ : في البلد الواحد وتفرّقهم في البلاد أقلّ خطرا من تفرّقهم في البلدة الواحدة، أي نعم ثم ليس هناك في الشريعة ما يُلزم المسلمين بأن يصوموا لرؤية بلد مسمّاه مكة مثلا أو المدينة، فيا تُرى لو سبق مكة بلد أخر فأثبت الهلال ولم يثبته مكة إلا متأخّرا فمع من نصوم؟ فهل نضلّ نتمسّك بمكة هذا لا دليل عليه، وإن صام مع البلدة الأخرى ولو لم تكن مكة فيرد الإشكال السابق حيث يقع الخلاف في البلدة الواحدة فبعضهم يصومون وبعضهم لا يصومون، أما حينما يكون الحاكم المسلم فهو الذي يفرض فرضا على جميع المسلمين أن يصوموا في يوم واحد دون انتظار كل أقليم أو كل منطقة لترى هلالها، فالأمر يعود بقى إلى الحاكم.
السائل : ... كنا هناك ندرس فيه بعض المغاربة، بعض من تونس، بعض كذا فالذي وقع هو أن التوانسة ومدير المركز هناك كان تونسي صام وحسب توقيت تونس، المغاربة حسب توقيت المغرب ترك على حسب توقيت تركيا.
الشيخ : هاي المشكلة.
السائل : الأب خلنا مع الترك هذولا ... ؟
الشيخ : أقرب بلدة أقرب إقليم إلى تلك البلاد يصومون بصيامهم، يجب محْو ها الطائفية هذه أو التحزّب هذا.
السائل : ... الخطبة.
الشيخ : غيره.
السائل : ... .
الشيخ : أنت أش عندك؟
السائل : ... كيف التوفيق أو الجمع بين حديث ابن عباس ( صوموا لرؤيته ) قال هو ... الحديث رؤية كل بلد حينما أتاه الأتي من الشام؟
الشيخ : ليس في حديث ابن عباس هذا التصريح لأن الرسول أمر أن يصوم الناس كل منهم برؤية بلده، ليس في حديث ابن عباس هذا التصريح فهل أنت ذاكر للفظه؟
السائل : لا.
الشيخ : طيب، أنا أذكر أن الحديث فيه أن كُرَيْبًا جاء من الشام فأخبره بأن معاوية صام أي ابتدأ صيام رمضان، أظن قال له يوم السبت، فقال أما نحن فنصوم برؤية أهل المدينة، قال له ألم تصوم برؤية معاوية؟ قال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم.
هذا هو تقريبًا إذا ما كان بالتحديد فهذا على التقريب لفظ حديث ابن عباس، وحينئذ فكما ترى ليس فيه التصريح بما يُخالف عموم قوله عليه السلام ( صوموا لرؤيته ) وإنما جواب ابن عباس خرج مخرج معالجة قضيّة معيّنة صورتها، أن هناك أقليمين، إقليم المدينة في الحجاز وإقليم الشام، فأقليم المدينة صاموا بيوم غير يوم صيام الشام، واتفق كل من الأقليمين لا يمكن يومئذ أن يعرف متى يصوم هذا الإقليم دون ذاك لبعد المسافة، ولكن لما رجع كُريْب جاء بعد ما ... هو في المدينة الصيام من قبل أن يأتي بأيام فاستطاع هو أن يُخبر ابن عباس بأن الشاميّين تبعا لأمر معاوية صاموا يوم السبت مثلا، فأجاب ابن عباس بأننا نحن نصوم على رؤية بلادنا، قال لا هات نصوم على رؤية هلال الشام قال له لا، هكذا أمرنا رسول الله، فهكذا أمرنا رسول الله يعود إلى هذا التفاوت الذي وقع بين ابتداء الصيام بين المدينة وبين دمشق، فلو اعتزم المدنيّون أن يصوموا برؤية معاوية لربّما ظهر في صيامهم نقص لو فرضنا أهل المدينة صاموا الأحد وأهل دمشق صاموا السبت ثم أفطروا على أساس صيام تسع وعشرين يوما ثم عيّدوا فإذا عيّد أهل المدينة مع أهل الشام فاتهم يوم واحد وكان شهرهم ثمان وعشرين يوما.
فإذًا حديث ابن عباس بيعالج قضية عينيّة وهو إذا ابتدأ إقليم الصوم على خلاف إقليم أخر فلكل حينئذ أن يُتمّم بناءً على رؤيته فإما أن يرى هلال الإفطار والخروج من رمضان وإما إذا غُمّ عليهم فيُمسكون له ثلاثين يوما، وبغير هذا تضطرب الأمور بين البلدين فلا يتمّ الصيام في الشرعي.
هذا الذي قال فيه ابن عباس "هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم" وحينئذ فهذا لا ينافي قوله العام ( صوموا لرؤيته ) بدليل أن الذي يقول ( صوموا لرؤيته ) مثلي مثلا يقول في مثل ... لكلّ رؤيته، لكل رؤيته، نعم.
السائل : يعني عدم توفّر الأسباب ... .
الشيخ : لا، لأن لأن كُريْبًا جاء بعد أن دخل كل من البلدين بصيام برؤيته الخاصة، فيخرج أيضا من الصيام برؤيته الخاصة لأنهم إذا اختلفوا في الدخول واتفقوا في الخروج فقد يحصل اضطراب إما زيادة يوم أو نقص يوم.
السائل :مع توفّر الأسباب في يوم مثل لو الحاكم تتوفّر الأسباب.
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... مشكلتنا.
الشيخ : لا يقع، هذا يقع صحيح لذلك وقال لك أنه هو حديث ابن عباس عالج جزئية معيّنة صحيح أنه لا يقع، نعم.
هل هناك فرق بين المفتي والعالم والمجتهد ؟
السائل : فضيلة الشيخ هل هناك ... بين المجتهد العالم والمجتهد ... .
الشيخ : لا، لا خلاف في ذلك، بل المجتهد عالم والعالم لا يكون إلا مجتهدا وإذا استُفتِيَ فهو مفتٍ وإذا لم يُستفتى فليس بمفتٍ، لكن كل مفتٍ يجب أن يكون عالما أي يجب أن يكون مجتهدا، واضح؟
لذلك جاء في كتب الحنفيّة " ولا يجوز تولية الجاهل على القضاء " فهذا في المتن، فشرح الشارح كابن الهُمَام كلمة الجاهل قالوا يعني المُقلِّد، فالمقلّد لا يُولّى القضاء لأنه الذي ينبغي الذي يقضي بين الناس، ينبغي أن يكون عالما والمقلّد جاهل ولذلك فالعالم هو المجتهد وإطلاق لفظة العالم على العلماء المقلّدين هذا من باب التجاوز والتسامح أو ارتكاب المجاز، وإلا العالم هو الذي يقول قال الله قال رسول الله وقد أشار إلى هذه الحقيقة قوله عليه الصلاة والسلام.
سائل آخر : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبقِ عالما اتخذ الناس رؤوسا جُهّالا فسُئلوا فأفتوْا بغير علم فضلّوا وأضلّوا ) ( اتخذوا رؤوسا جهّالا ) أي مقلّدين لأن العلم لا يكون إلا بمعرفة الكتاب والسنّة، وهذا الحديث ينطبق على المسلمين منذ سنين طويلة لأنه لا يُفتيهم إلا المُقلّد الجاهل، لا معرفة عنده بالكتاب والسنّة، فلذلك تأتي الفتاوى.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : فيها استحلال ما حرّم الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فتأتي الفتاوى اليوم في المقامات الرسمية فيها استحلال ما حرّم الله لجهله بالكتاب وبالسنّة.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
... الفتاوى اليوم في المقامات الرسمية فيها استحلال ما حرّم الله ... بالكتاب وبالسنة.
وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : ... لو سمحتم ... المقلد
الشيخ : ... .
السائل : المقلد يعني تقريب.
الشيخ : لا، لا خلاف في ذلك، بل المجتهد عالم والعالم لا يكون إلا مجتهدا وإذا استُفتِيَ فهو مفتٍ وإذا لم يُستفتى فليس بمفتٍ، لكن كل مفتٍ يجب أن يكون عالما أي يجب أن يكون مجتهدا، واضح؟
لذلك جاء في كتب الحنفيّة " ولا يجوز تولية الجاهل على القضاء " فهذا في المتن، فشرح الشارح كابن الهُمَام كلمة الجاهل قالوا يعني المُقلِّد، فالمقلّد لا يُولّى القضاء لأنه الذي ينبغي الذي يقضي بين الناس، ينبغي أن يكون عالما والمقلّد جاهل ولذلك فالعالم هو المجتهد وإطلاق لفظة العالم على العلماء المقلّدين هذا من باب التجاوز والتسامح أو ارتكاب المجاز، وإلا العالم هو الذي يقول قال الله قال رسول الله وقد أشار إلى هذه الحقيقة قوله عليه الصلاة والسلام.
سائل آخر : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبقِ عالما اتخذ الناس رؤوسا جُهّالا فسُئلوا فأفتوْا بغير علم فضلّوا وأضلّوا ) ( اتخذوا رؤوسا جهّالا ) أي مقلّدين لأن العلم لا يكون إلا بمعرفة الكتاب والسنّة، وهذا الحديث ينطبق على المسلمين منذ سنين طويلة لأنه لا يُفتيهم إلا المُقلّد الجاهل، لا معرفة عنده بالكتاب والسنّة، فلذلك تأتي الفتاوى.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : فيها استحلال ما حرّم الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فتأتي الفتاوى اليوم في المقامات الرسمية فيها استحلال ما حرّم الله لجهله بالكتاب وبالسنّة.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
... الفتاوى اليوم في المقامات الرسمية فيها استحلال ما حرّم الله ... بالكتاب وبالسنة.
وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : ... لو سمحتم ... المقلد
الشيخ : ... .
السائل : المقلد يعني تقريب.
هل يجوز تقليد الأئمة ؟
السائل : يقول معنى التقليد؟
الشيخ : معنى التقليد؟
السائل : نعم.
الشيخ : هو اتباع العالم على عمًى لا على بصيرة، إن هذا العالم يقول هذا حرام بيقول المقلّد آمين، تعرف ليش حرام؟ ما أعرف، هذا لا يجوز في الإسلام إلا عند الضرورة لكن يَعرف العالم لمّا حرم الشيء هذا أخذه من القرأن أو من حديث أو من الإجتهاد الذي هو إجماع الأمة عليه أو قياس اجتهاد منه فإذا كان الأية والحديث لم يجز لهذا المقلّد مخالفة حكمه لأنه هذا الحكم قائم على الكتاب والسنّة وإن كان من اجتهاد العالم فبيجوز بيخالفه لأنه بيسأل عالم ثاني بيعطيه رأي ثاني، فبيصير ها اللي ... الرأي ها اللي بيترجّح عنده ولهذا قال عليه السلام ( استفتِ قلبك وإن أفتاك المفتون ) التقليد الذي هو الإنطلاق في العلم على غير بصيرة هذا لا يجوز في الإسلام، لذلك قال بعض العلماء " لا فرق بين رجل يُقلّد وبين بهيمة تُقاد " ، بهيمة تُقاد ما بتعرف هذه البهيمة تُقاد إلى المرعى الخصب أم إلى الذبح؟ هكذا المقلّد يُقال له هذا حرام فيقول حرام، هذا فرض يقول فرض لكن ما الدليل؟ لا يعرف الدليل، هذا كالبهيمة التي تُقاد، نعم.
السائل : هذا شيخ بالنسبة ... أو على عالم عنده علم شرعي ... .
الشيخ : هذا ما عنده علم، هذا لا علم عنده لأنه العلم يقول أن الرسول عليه السلام كان جالسا بين أصحابه فخطّ خطا مستقيما وخطّ خطوط قصيرة حول هذا الخط المستقيم ثم تلا قوله تعالى (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) وقال عليه السلام مبيّنا ( هذا صراط الله وهذه صرط وعلى كل صراط منها شيطان يدعو الناس إليه ) هذا عالم اللي بيقول الطريقة الفلانية والطريقة الفلانية والرسول بيقول طريق واحد فليس بعالم لكن الناس بيتوهّموه عالم بيقولوا عنه عالم.
الشيخ : معنى التقليد؟
السائل : نعم.
الشيخ : هو اتباع العالم على عمًى لا على بصيرة، إن هذا العالم يقول هذا حرام بيقول المقلّد آمين، تعرف ليش حرام؟ ما أعرف، هذا لا يجوز في الإسلام إلا عند الضرورة لكن يَعرف العالم لمّا حرم الشيء هذا أخذه من القرأن أو من حديث أو من الإجتهاد الذي هو إجماع الأمة عليه أو قياس اجتهاد منه فإذا كان الأية والحديث لم يجز لهذا المقلّد مخالفة حكمه لأنه هذا الحكم قائم على الكتاب والسنّة وإن كان من اجتهاد العالم فبيجوز بيخالفه لأنه بيسأل عالم ثاني بيعطيه رأي ثاني، فبيصير ها اللي ... الرأي ها اللي بيترجّح عنده ولهذا قال عليه السلام ( استفتِ قلبك وإن أفتاك المفتون ) التقليد الذي هو الإنطلاق في العلم على غير بصيرة هذا لا يجوز في الإسلام، لذلك قال بعض العلماء " لا فرق بين رجل يُقلّد وبين بهيمة تُقاد " ، بهيمة تُقاد ما بتعرف هذه البهيمة تُقاد إلى المرعى الخصب أم إلى الذبح؟ هكذا المقلّد يُقال له هذا حرام فيقول حرام، هذا فرض يقول فرض لكن ما الدليل؟ لا يعرف الدليل، هذا كالبهيمة التي تُقاد، نعم.
السائل : هذا شيخ بالنسبة ... أو على عالم عنده علم شرعي ... .
الشيخ : هذا ما عنده علم، هذا لا علم عنده لأنه العلم يقول أن الرسول عليه السلام كان جالسا بين أصحابه فخطّ خطا مستقيما وخطّ خطوط قصيرة حول هذا الخط المستقيم ثم تلا قوله تعالى (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) وقال عليه السلام مبيّنا ( هذا صراط الله وهذه صرط وعلى كل صراط منها شيطان يدعو الناس إليه ) هذا عالم اللي بيقول الطريقة الفلانية والطريقة الفلانية والرسول بيقول طريق واحد فليس بعالم لكن الناس بيتوهّموه عالم بيقولوا عنه عالم.
هل حصول الشفاء على يد ولي يدل على صلاحه وأن العلاج مشروع ؟
السائل : الأية ... تبقى مثلا ... الذهاب إلى ولي ... كل ... ؟
الشيخ : ... الجواب الثاني وهو كثيرا ما يحصل شفاء مريض مسلم وعلى يد طبيب كافر، فهل هذا الشفاء الذي حصل على يد الطبيب الكافر يدلّ على أن الكافر صالح؟ الأمر ... .
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : ... مطلوب ... .
الشيخ : نحن ما بنحكي أنه مطلوب أو غير مطلوب عم نحكي أنه حصول الشفاء لا يدل على أن الذي كان سبب الشفاء هو أمر مشروع وصالح فهلا فقال أنه التداوي بمادة مشروع ... الدعاء إلى الله عز وجل مشروع فهذا دعا لكن دعا وأشرك.
الشيخ : ... موضع أقراط ... واليد إلى ما فوق ال ... يوضع هناك ما يسمّى الدملج.
الشيخ : ... الجواب الثاني وهو كثيرا ما يحصل شفاء مريض مسلم وعلى يد طبيب كافر، فهل هذا الشفاء الذي حصل على يد الطبيب الكافر يدلّ على أن الكافر صالح؟ الأمر ... .
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : ... مطلوب ... .
الشيخ : نحن ما بنحكي أنه مطلوب أو غير مطلوب عم نحكي أنه حصول الشفاء لا يدل على أن الذي كان سبب الشفاء هو أمر مشروع وصالح فهلا فقال أنه التداوي بمادة مشروع ... الدعاء إلى الله عز وجل مشروع فهذا دعا لكن دعا وأشرك.
الشيخ : ... موضع أقراط ... واليد إلى ما فوق ال ... يوضع هناك ما يسمّى الدملج.
الكلام عن زينة المرأة أمام محارمها .
الشيخ : هذه المواطن بما فيها القدم وما فوق نصف الساق الذي هو موضع الخلخال، الزينة، زينة القدم الخلخال هذه المواطن هي التي يجوز للمرأة أن تُظهر مواضعها أمام أبيها وسائر محارِمها، فلا يجوز لها أن تُظهر ما سوى ذلك، فما شاع في بعض البلاد كالبلاد السورية مثلا من أن تجلس الأخت أمام أخيها كاشفة عن ذراعها كله بما فيه تحت الإبط لأنها تلبس القميص الذي ليس له أكمام، وكذلك قد تجلس فيرى منها فخذها أو يرى شيئا من ظهرها أو يرى شيئا من صدرها مفتوحا حتى الثديين، فهذا كله حرام لا يجوز حتى الأم أن ترى شيئا من ذلك من ابنتها.
ومن العادات أن البنت تدخل الحمّام والأم تغتسل فيه، لماذا؟ قال لتفرك لها ظهرها، فتكشف الأم عن ظهرها لابنتها دون أيّما حرج تتحرّج منه، وهذا حرام لا يجوز لأن ظهر المرأة ليس من الزينة التي أباح الله عز وجل في الأية أن تُظهر المرأة أن تُظهرها أمام محارمها.
فإذًا تجلس المرأة في البيت بين أبيها وأخيها وسائر محارمها لا تُبدي إلا الذراع إذا شاءت في بعض الأحيان للوضوء ونحو ذلك وإلا الوجه وشيء من النحر.
السائل : وعليكم السلام.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وإلا فالقدم وشيء من الساق فوقه، ما سوى ذلك فلا يجوز للمرأة أن تُظهرها من الزينة أمام أبيها فضلا عن سائر محارِمها، فإذا تحدّدت مواطن الزينة بقي ما سوى ذلك على الحُرمة فلا يجوز للخاطب أن ينظر إلى ما سوى ذلك.
السائل : ما هو الدليل على هذا التحديد؟
الشيخ : كلمة (( ولا يبدين زينتهن )) ما هو مواطن الزينة؟ هل من مواطن الزينة تحت الإبط؟
السائل : لا، الثديين مثلا.
الشيخ : أنا مثلا بابحث تحت الإبط، هل هو من مواطن الزينة؟
السائل : لا.
الشيخ : أنت تعرف إيش معنى مواطن الزينة؟ يعني المواطن التي تُعلّق بها الزينة.
السائل : آه.
الشيخ : فقولك الثديين، فهل هناك مواطن زينة؟ ... (( فلا يبدين زينتهن )) أي المواضع التي تُعلّق عليها الزينة لذلك قلنا مواطن الزينة هو الرأس فقد تُزيّن شعرها بأمشاط من عاج من ذهب من فضة إلى أخره، والأقراط التي تُعلّق على الأذنين والطوق الذي يُعلّق على الرقبة والخاتم والسّوار ونحو ذلك، هذه مواطن الزينة فهذه التي أباح الله عز وجل للمرأة أن تُظهرها أمام محارِمها.
السائل : انظر ... قبل لكل شيء يرجع أخر.
الشيخ : أكثر من ذلك ما يصحّ لأبيها، فضلا عن أن ... .
ومن العادات أن البنت تدخل الحمّام والأم تغتسل فيه، لماذا؟ قال لتفرك لها ظهرها، فتكشف الأم عن ظهرها لابنتها دون أيّما حرج تتحرّج منه، وهذا حرام لا يجوز لأن ظهر المرأة ليس من الزينة التي أباح الله عز وجل في الأية أن تُظهر المرأة أن تُظهرها أمام محارمها.
فإذًا تجلس المرأة في البيت بين أبيها وأخيها وسائر محارمها لا تُبدي إلا الذراع إذا شاءت في بعض الأحيان للوضوء ونحو ذلك وإلا الوجه وشيء من النحر.
السائل : وعليكم السلام.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وإلا فالقدم وشيء من الساق فوقه، ما سوى ذلك فلا يجوز للمرأة أن تُظهرها من الزينة أمام أبيها فضلا عن سائر محارِمها، فإذا تحدّدت مواطن الزينة بقي ما سوى ذلك على الحُرمة فلا يجوز للخاطب أن ينظر إلى ما سوى ذلك.
السائل : ما هو الدليل على هذا التحديد؟
الشيخ : كلمة (( ولا يبدين زينتهن )) ما هو مواطن الزينة؟ هل من مواطن الزينة تحت الإبط؟
السائل : لا، الثديين مثلا.
الشيخ : أنا مثلا بابحث تحت الإبط، هل هو من مواطن الزينة؟
السائل : لا.
الشيخ : أنت تعرف إيش معنى مواطن الزينة؟ يعني المواطن التي تُعلّق بها الزينة.
السائل : آه.
الشيخ : فقولك الثديين، فهل هناك مواطن زينة؟ ... (( فلا يبدين زينتهن )) أي المواضع التي تُعلّق عليها الزينة لذلك قلنا مواطن الزينة هو الرأس فقد تُزيّن شعرها بأمشاط من عاج من ذهب من فضة إلى أخره، والأقراط التي تُعلّق على الأذنين والطوق الذي يُعلّق على الرقبة والخاتم والسّوار ونحو ذلك، هذه مواطن الزينة فهذه التي أباح الله عز وجل للمرأة أن تُظهرها أمام محارِمها.
السائل : انظر ... قبل لكل شيء يرجع أخر.
الشيخ : أكثر من ذلك ما يصحّ لأبيها، فضلا عن أن ... .
ما هو وجه الجمع بين أحاديث النزول وعلو الله مع أن الليل ينتقل في الأرض ؟
السائل : ما هو وجه ورود ... .
الشيخ : ما هو إيش؟
السائل : وجه ... ثم القرب ثم نزول سبحانه وتعالى ... ثم يوصله عشية عرفة ثم ينزله ... ثم ... الصلاة في مزدلفة في قرية ... في كل بلد فالسؤال هو توضيح هذا الجمع بين هذا ... ؟
الشيخ : ما فهمت شو بتقصد بالجمع؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : إيه شو بتقصد بالجمع؟ يعني هل تظن أنه هناك تعارض بين العلوّ وبين النزول؟ فتطلب مني الجمع وإلا ماذا تعني؟ لأني ما فهمت سؤالك.
السائل : العلوّ ... مثلا في عرفةذا كان ... .
الشيخ : طيب.
السائل : أي النزول في كل ليلة مع اختلاف مثلا بقاع الأرض مثلا ليلة ... أو ليلة ... ثم نزول ... عرفة ثم نزول ... ثم ... .
الشيخ : أنت فهمان سؤاله؟
السائل : ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : أنا ما أشكل عليّ لفظة الجمع.
السائل : الجمع.
سائل آخر : المقصود ..
الشيخ : كيف نجمع بين هذه الصفات، ما فهمت.
السائل : ... مثلا السؤال ... كيف ينزل الله مثلا ليلة القدر في المشرق في يوم الجمعة مثلا ... في يوم أخر يكون هنا يوم السبت ... (( تنزل فيه الملائكة والروح )) تنزل الملائكة يوم الجمعة أو يوم السبت والله الذي ينزل إلى السماء الدنيا ثلث الأخر من الليل في مكان يكون الليل وفي مكان أخر يكون النهار.
الشيخ : ... من سؤاله، أما هو يريد الجمع بين كل هذه الأشياء.
...
الشيخ : يعني كأنك تريد تقول كيف ينزل وكيف يكون عاليا؟!
السائل : نعم.
الشيخ : هكذا تقول؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، هذا نجيب عليه، النزول لا يستلزم منافاة العلوّ لأنه قد ينزل الشيء ولا يزال عاليا ومثلا الشمس تنزل بأشعّتها ونقول دخلت الشمس فهي تقل تقريبا طبعا، دخلت الشمس الغرفة ولا تزال الشمس في سمائها العالية، ومع ذلك فأنا أريد أن أذكّر الحقيقة، بينما نحن نردّ على المعطلة في قول ربنا عز وجل (( ليس كمثله شيء )) فلسنا نعني إسكاتهم بل نعني أنه هذه هي عقيدتنا، فهي (( ليس كمثله شيء )) فلما يسأل السائل منكم كيف ينزل وهو على عرشه؟ هذا السؤال نابع من تشبيه الخالق بمخلوقاته، لأننا نحن حينما نتساءل كيف ينزل وهو على عرشه؟ إنما نتصوّر مادة في سمائها العالية وبالوقت نفسه هي تنزل عن سمائها إلى مكان منخفض فينتضم الأمر في ذهننا ولا نكاد نعقله، هو عال أو هذه المادة عالية وهي نازلة، وهذه ضدّان لا يجتمعان فعلا.
لكن ربنا (( ليس كمثله شيء )) فليس هو مادة حتى نسلّط عليه كل شيء يرد على ما يرد على المادة، ويكفي هذا مثال هذا السؤال، ما لو سأل بعض الناس السؤال الأتي فيقول القائل، فيقول هو كيف أن الله عز وجل في لحظة واحدة، في لحظة واحدة يسمع طلبات الملايين الملايين التي لا تعدّ ولا تحصى من الإنس والجن والملائكة والمخلوقات كلها ويستجيب، يسمع قبل كل شيء ويميّز هذه الطلبات بعضها من بعض ثم هو في اللحظة الواحدة بيعمل عملية حسابية دقيقة جدا، هذا يقبل وهذا يطرح؟ كيف هذا؟ إيه هذا السؤال خطأ في أصله، لأنه قائم على تشبيه الخالق بالمخلوقات، وإذا كنا صحيح نستحضر دائما وأبدا ( ليس كمثله شيء )) فيجب أن نستحضر فورا أن هذا السؤال خطأ ومع ذلك فكما قلت في مطلع كلامي من باب التقريب كما نظر الرسول عليه السلام أنه كيف يراه المؤمنون يوم القيامة كلهم وهي في صعيد واحد يعني بدل ... الإنسان شيء فوق عقله، أنه ها البشر من يوم الله خلق أدم إلى اليوم كم مليون من البلايين من البشر؟ شيء لا يحصيه إلا الله عز وجل، فجاء السؤال كيف يراه المؤمنون جميعا؟
الشيخ : ما هو إيش؟
السائل : وجه ... ثم القرب ثم نزول سبحانه وتعالى ... ثم يوصله عشية عرفة ثم ينزله ... ثم ... الصلاة في مزدلفة في قرية ... في كل بلد فالسؤال هو توضيح هذا الجمع بين هذا ... ؟
الشيخ : ما فهمت شو بتقصد بالجمع؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : إيه شو بتقصد بالجمع؟ يعني هل تظن أنه هناك تعارض بين العلوّ وبين النزول؟ فتطلب مني الجمع وإلا ماذا تعني؟ لأني ما فهمت سؤالك.
السائل : العلوّ ... مثلا في عرفةذا كان ... .
الشيخ : طيب.
السائل : أي النزول في كل ليلة مع اختلاف مثلا بقاع الأرض مثلا ليلة ... أو ليلة ... ثم نزول ... عرفة ثم نزول ... ثم ... .
الشيخ : أنت فهمان سؤاله؟
السائل : ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : أنا ما أشكل عليّ لفظة الجمع.
السائل : الجمع.
سائل آخر : المقصود ..
الشيخ : كيف نجمع بين هذه الصفات، ما فهمت.
السائل : ... مثلا السؤال ... كيف ينزل الله مثلا ليلة القدر في المشرق في يوم الجمعة مثلا ... في يوم أخر يكون هنا يوم السبت ... (( تنزل فيه الملائكة والروح )) تنزل الملائكة يوم الجمعة أو يوم السبت والله الذي ينزل إلى السماء الدنيا ثلث الأخر من الليل في مكان يكون الليل وفي مكان أخر يكون النهار.
الشيخ : ... من سؤاله، أما هو يريد الجمع بين كل هذه الأشياء.
...
الشيخ : يعني كأنك تريد تقول كيف ينزل وكيف يكون عاليا؟!
السائل : نعم.
الشيخ : هكذا تقول؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، هذا نجيب عليه، النزول لا يستلزم منافاة العلوّ لأنه قد ينزل الشيء ولا يزال عاليا ومثلا الشمس تنزل بأشعّتها ونقول دخلت الشمس فهي تقل تقريبا طبعا، دخلت الشمس الغرفة ولا تزال الشمس في سمائها العالية، ومع ذلك فأنا أريد أن أذكّر الحقيقة، بينما نحن نردّ على المعطلة في قول ربنا عز وجل (( ليس كمثله شيء )) فلسنا نعني إسكاتهم بل نعني أنه هذه هي عقيدتنا، فهي (( ليس كمثله شيء )) فلما يسأل السائل منكم كيف ينزل وهو على عرشه؟ هذا السؤال نابع من تشبيه الخالق بمخلوقاته، لأننا نحن حينما نتساءل كيف ينزل وهو على عرشه؟ إنما نتصوّر مادة في سمائها العالية وبالوقت نفسه هي تنزل عن سمائها إلى مكان منخفض فينتضم الأمر في ذهننا ولا نكاد نعقله، هو عال أو هذه المادة عالية وهي نازلة، وهذه ضدّان لا يجتمعان فعلا.
لكن ربنا (( ليس كمثله شيء )) فليس هو مادة حتى نسلّط عليه كل شيء يرد على ما يرد على المادة، ويكفي هذا مثال هذا السؤال، ما لو سأل بعض الناس السؤال الأتي فيقول القائل، فيقول هو كيف أن الله عز وجل في لحظة واحدة، في لحظة واحدة يسمع طلبات الملايين الملايين التي لا تعدّ ولا تحصى من الإنس والجن والملائكة والمخلوقات كلها ويستجيب، يسمع قبل كل شيء ويميّز هذه الطلبات بعضها من بعض ثم هو في اللحظة الواحدة بيعمل عملية حسابية دقيقة جدا، هذا يقبل وهذا يطرح؟ كيف هذا؟ إيه هذا السؤال خطأ في أصله، لأنه قائم على تشبيه الخالق بالمخلوقات، وإذا كنا صحيح نستحضر دائما وأبدا ( ليس كمثله شيء )) فيجب أن نستحضر فورا أن هذا السؤال خطأ ومع ذلك فكما قلت في مطلع كلامي من باب التقريب كما نظر الرسول عليه السلام أنه كيف يراه المؤمنون يوم القيامة كلهم وهي في صعيد واحد يعني بدل ... الإنسان شيء فوق عقله، أنه ها البشر من يوم الله خلق أدم إلى اليوم كم مليون من البلايين من البشر؟ شيء لا يحصيه إلا الله عز وجل، فجاء السؤال كيف يراه المؤمنون جميعا؟
اضيفت في - 2009-05-19