متفرقات للألباني-281
الكلام على أهمية اهتمام الدعاة بالسنة وبيان ضلال دعوة من يدعو إلى الاهتمام بالقرآن وحده أو ما يسمون بالقرآنيين .
الشيخ : (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )).
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. أما بعد فقد تحدثت إليكم في الأمس القريب عن النقطة التي يجب على الدعاة الإسلاميين أن يبتدؤوا العمل بها وتكلمنا طويلا في تفصيلنا في ذلك أن الذي يجب البدء العمل به إنما هو التصفية والتربية ودندنا كثيرا على التصفية ولخّصنا ذلك بأنه يجب أن تكون التصفية لهذا الإسلام الذي اختلط فيه الحابل بالنابل والحق بالباطل هذه التصفية يجب أن تكون بناء على الكتاب والسنة وهذه النقطة أعتقد أنه لا يخالف فيها مسلم أي أن تكون التصفية قائمة على الكتاب والسنة ليس هناك خلاف في ذلك اللهم بالنسبة لبعض الطوائف الحديثة والحديثة جدا التي حدثت في هذا العصر الحاضر ولا أستبعد أنا شخصيا أن تكون من تلك الطوائف التي يحدثها المستعمر سواء كان شرقيا أم غربيا وغرضه من ذلك زيادة ... في المسلمين بسبب هذه الفرقة الجديدة التي كونها واخترقها أريد بها طائفة تسمى اليوم بالقرآنيين فهذه الطائفة بدأت تبث دعوتها بين صفوف المسلمين وهذه الدعوة قائمة على التشكيك بالسنة وفي حجيّتها وهي قائمة على مجرد الإعتماد على القرآن الكريم وفي اعتقادي أنه لو تمكنوا من تشكيك المسلمين حتى في ... القرآن الكريم أنه من وحي رب العالمين على قلب رسوله الكريم لما قصروا في ذلك لكنهم لما وجدوا التشكيك في صحة القرآن الكريم أمرا مستحيلا لذلك فكنوا إلى الطعن في السنة من حيث حجيّتها ومن حيث ثبوتها وفي الواقع إن الطعن في السنة هو طعن في نفس القرآن الكريم وهذا من خبثهم ومكرهم لأنهم يعلمون يقينا أن في القرآن الكريم آيات كثيرة فيها التصريح لطاعة الرسول (( ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله )) وفيها الرجوع إلى كتاب الله وشيء آخر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك في مثل قوله تبارك و تعالى (( فإذ تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول )) و لما كان الرد إلى الله قد أجمع العلماء قاطبة سلفا وخلفا أن المقصود بالرد إلى الله إنما هو الرد إلى كتابه ذلك لأن من المعلوم بداهة أن أي إنسان مهما كان مقربا من الله تبارك وتعالى وهو لا يستطيع أن يرجع إلى الله اللهم إلا بعض الرسل المصطفين الأخيار أما وقد انتهي أمر النبوة والرسالة كما قال عليه الصلاة و السلام ( إن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا رسول و لا نبي بعدي ) من أجل ذلك أجمع العلماء على أن المقصود بالرد إلى الله هو الرد لما أنزل الله ألا وهو كتابه وقرآنه وكذلك أجمعوا على أن المقصود بالرد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فردوه إلى الله والرسول أي إلى سنته ففي الآية حذف مضاف فردوه إلى الله أي إلى كتابه وإلى الرسول أي إلى سنته فهذه الآية من آياته الكثيرة فيها التصريح بأن التنازع الذي قد يقع بين المسلمين أو بين مسلمين فلا سبيل لحله إلا بالرجوع إلى مطلبين اثنين هما كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس كما يقول هؤلاء المبتدعة المحدثين اليوم بأن الواجب هو الرجوع إلى القرآن فحسب وهؤلاء من تضلليهم للناس يتسمون بالقرآنيين ينتسبون إلى القرآن ظلما وبهتانا وجورا لو أنهم رجعوا حقيقة إلى القرآن الكريم لوجدوا فيه تلك النصوص التي تأمر بالرجوع إلى شيء آخر زائد على القرآن ألا وهو حديث الرسول عليه الصلاة والسلام أو سنّته الكريمة و لذلك فلا يمكن أن نتصور مسلما حقا يؤمن بالقرآن أيضا حقا ينكر حجية السنة لأنه بذلك لا يكون عاملا بالقرآن الذي يدعي أنه يحتج به من أجل ذلك جرى المسلمون على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم من عهد ما أنزل الله عز وجل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم حتى اليوم على وجوب الإحتجاج بالكتاب والسنة ليس فقط الإحتجاج بالقرآن وحده أجمع المسلمون على ذلك ولم يختلفوا وإنما اختلفوا هل هناك مصادر أخرى يجب الرجوع إليها زيادة على القرآن و السنة أما السنة فالحمد لله لم يختلف المسلمون بأنها المصدر الثاني بعد القرآن الكريم للإسلام فجاء هؤلاء للذين زعموا بأنهم قرآنيون فبدؤوا يشيعون بين الناس أن القرآن الكريم هو المرجع الوحيد في لإسلام وفي تشريع الإسلام وهذا في الواقع معناه التشكيك في القرآن نفسه لأن القرآن إنما جاء به رسولنا صلوات الله وسلامه عليه وحيا من الله إليه وهذا النبي الكريم بأنه له صفة يمتاز بها على سائر الناس ألا وهي أنه معصوم عن أن يتكلم ... تبارك وتعالى (( و النجم إذا هوى*ماضل صاحبكم وما غوى*وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى )) ... القرآن أن الرسول عليه السلام كل ما نطق ... فهو من وحي السماء و هذا بسبب ليس هو القرآن فقط ... على التكلم بكلام لا طائل تحته و إنما الحقيقة أن الله عز وجل في هذه الآية يريد أن ... من أجل ذلك جاءت الأحاديث تترى و تؤكد أن هذا ... على شمولها وعمومها بكلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قوله صلى الله عليه وآله وسلم في ... آخر أحاديث أي لا أجد أحدكم متكأ على سريره على أريكته يتكلم كلام ... فيقول هذا كتاب الله فقط هو مرجعنا ما وجدنا فيه حلال حللناه وما وجدنا فيه حرام حرمناه لا شيء في القرآن يكذب الرسول عليه السلام بين المسلمين فيقول ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا إنما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) ألا إنما حرم رسول الله مثل ما حرّم الله لم؟ لأنه إذا تكلم و إذا نطق فإنما ينطق بما أوحي إليه كما سمعتم في الآية السابقة، فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينبؤه ربه قبل توجد هذه الطائفة بنحو أربعة عشرة قرنا بأنه سيكون هناك ناس يزعمون أن الإسلام إنما هو القرآن فقط فينكرون بهذا الزعم القرآن نفسه فضلا عن حديث الرسول عليه السلام وعن سنته.
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. أما بعد فقد تحدثت إليكم في الأمس القريب عن النقطة التي يجب على الدعاة الإسلاميين أن يبتدؤوا العمل بها وتكلمنا طويلا في تفصيلنا في ذلك أن الذي يجب البدء العمل به إنما هو التصفية والتربية ودندنا كثيرا على التصفية ولخّصنا ذلك بأنه يجب أن تكون التصفية لهذا الإسلام الذي اختلط فيه الحابل بالنابل والحق بالباطل هذه التصفية يجب أن تكون بناء على الكتاب والسنة وهذه النقطة أعتقد أنه لا يخالف فيها مسلم أي أن تكون التصفية قائمة على الكتاب والسنة ليس هناك خلاف في ذلك اللهم بالنسبة لبعض الطوائف الحديثة والحديثة جدا التي حدثت في هذا العصر الحاضر ولا أستبعد أنا شخصيا أن تكون من تلك الطوائف التي يحدثها المستعمر سواء كان شرقيا أم غربيا وغرضه من ذلك زيادة ... في المسلمين بسبب هذه الفرقة الجديدة التي كونها واخترقها أريد بها طائفة تسمى اليوم بالقرآنيين فهذه الطائفة بدأت تبث دعوتها بين صفوف المسلمين وهذه الدعوة قائمة على التشكيك بالسنة وفي حجيّتها وهي قائمة على مجرد الإعتماد على القرآن الكريم وفي اعتقادي أنه لو تمكنوا من تشكيك المسلمين حتى في ... القرآن الكريم أنه من وحي رب العالمين على قلب رسوله الكريم لما قصروا في ذلك لكنهم لما وجدوا التشكيك في صحة القرآن الكريم أمرا مستحيلا لذلك فكنوا إلى الطعن في السنة من حيث حجيّتها ومن حيث ثبوتها وفي الواقع إن الطعن في السنة هو طعن في نفس القرآن الكريم وهذا من خبثهم ومكرهم لأنهم يعلمون يقينا أن في القرآن الكريم آيات كثيرة فيها التصريح لطاعة الرسول (( ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله )) وفيها الرجوع إلى كتاب الله وشيء آخر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك في مثل قوله تبارك و تعالى (( فإذ تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول )) و لما كان الرد إلى الله قد أجمع العلماء قاطبة سلفا وخلفا أن المقصود بالرد إلى الله إنما هو الرد إلى كتابه ذلك لأن من المعلوم بداهة أن أي إنسان مهما كان مقربا من الله تبارك وتعالى وهو لا يستطيع أن يرجع إلى الله اللهم إلا بعض الرسل المصطفين الأخيار أما وقد انتهي أمر النبوة والرسالة كما قال عليه الصلاة و السلام ( إن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا رسول و لا نبي بعدي ) من أجل ذلك أجمع العلماء على أن المقصود بالرد إلى الله هو الرد لما أنزل الله ألا وهو كتابه وقرآنه وكذلك أجمعوا على أن المقصود بالرد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فردوه إلى الله والرسول أي إلى سنته ففي الآية حذف مضاف فردوه إلى الله أي إلى كتابه وإلى الرسول أي إلى سنته فهذه الآية من آياته الكثيرة فيها التصريح بأن التنازع الذي قد يقع بين المسلمين أو بين مسلمين فلا سبيل لحله إلا بالرجوع إلى مطلبين اثنين هما كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس كما يقول هؤلاء المبتدعة المحدثين اليوم بأن الواجب هو الرجوع إلى القرآن فحسب وهؤلاء من تضلليهم للناس يتسمون بالقرآنيين ينتسبون إلى القرآن ظلما وبهتانا وجورا لو أنهم رجعوا حقيقة إلى القرآن الكريم لوجدوا فيه تلك النصوص التي تأمر بالرجوع إلى شيء آخر زائد على القرآن ألا وهو حديث الرسول عليه الصلاة والسلام أو سنّته الكريمة و لذلك فلا يمكن أن نتصور مسلما حقا يؤمن بالقرآن أيضا حقا ينكر حجية السنة لأنه بذلك لا يكون عاملا بالقرآن الذي يدعي أنه يحتج به من أجل ذلك جرى المسلمون على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم من عهد ما أنزل الله عز وجل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم حتى اليوم على وجوب الإحتجاج بالكتاب والسنة ليس فقط الإحتجاج بالقرآن وحده أجمع المسلمون على ذلك ولم يختلفوا وإنما اختلفوا هل هناك مصادر أخرى يجب الرجوع إليها زيادة على القرآن و السنة أما السنة فالحمد لله لم يختلف المسلمون بأنها المصدر الثاني بعد القرآن الكريم للإسلام فجاء هؤلاء للذين زعموا بأنهم قرآنيون فبدؤوا يشيعون بين الناس أن القرآن الكريم هو المرجع الوحيد في لإسلام وفي تشريع الإسلام وهذا في الواقع معناه التشكيك في القرآن نفسه لأن القرآن إنما جاء به رسولنا صلوات الله وسلامه عليه وحيا من الله إليه وهذا النبي الكريم بأنه له صفة يمتاز بها على سائر الناس ألا وهي أنه معصوم عن أن يتكلم ... تبارك وتعالى (( و النجم إذا هوى*ماضل صاحبكم وما غوى*وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى )) ... القرآن أن الرسول عليه السلام كل ما نطق ... فهو من وحي السماء و هذا بسبب ليس هو القرآن فقط ... على التكلم بكلام لا طائل تحته و إنما الحقيقة أن الله عز وجل في هذه الآية يريد أن ... من أجل ذلك جاءت الأحاديث تترى و تؤكد أن هذا ... على شمولها وعمومها بكلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قوله صلى الله عليه وآله وسلم في ... آخر أحاديث أي لا أجد أحدكم متكأ على سريره على أريكته يتكلم كلام ... فيقول هذا كتاب الله فقط هو مرجعنا ما وجدنا فيه حلال حللناه وما وجدنا فيه حرام حرمناه لا شيء في القرآن يكذب الرسول عليه السلام بين المسلمين فيقول ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا إنما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) ألا إنما حرم رسول الله مثل ما حرّم الله لم؟ لأنه إذا تكلم و إذا نطق فإنما ينطق بما أوحي إليه كما سمعتم في الآية السابقة، فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينبؤه ربه قبل توجد هذه الطائفة بنحو أربعة عشرة قرنا بأنه سيكون هناك ناس يزعمون أن الإسلام إنما هو القرآن فقط فينكرون بهذا الزعم القرآن نفسه فضلا عن حديث الرسول عليه السلام وعن سنته.
1 - الكلام على أهمية اهتمام الدعاة بالسنة وبيان ضلال دعوة من يدعو إلى الاهتمام بالقرآن وحده أو ما يسمون بالقرآنيين . أستمع حفظ
الكلام على أن السنة بيان للقرآن .
الشيخ : ومن العجائب والغرائب أن هؤلاء الناس حينما يذكرون السنة يتغافلون عن أن هناك آيات كثيرة لا يمكن فهمها ولا تفسيرها وبيانها إلا من طريق الرسول عليه الصلاة والسلام وإلا فما وظيفة الرسول صلى الله عليه وآله و سلم بعد أن نقل هذا القرآن إلا الناس فهل انتهت وظيفة الرسول عليه سلم بمجرد أن بلغ كلام الله عز وجل و قرآنه إلى الناس؟ الجواب لا، ذلك لأن الله عز وجل يقول في جملة ما قال مخاطبا بذلك شخص الرسول عليه الصلاة والسلام (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) و أنزلنا إليك الذكر هو القرآن لماذا؟ لتقوم بواجب البيان والشرح لهذا القرآن الذي أنزل إليك ولا شك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استمر ثلاثا وعشرين سنة وهو يقوم بهذه الوظيفة الأخرى التي صرح الله بها في هذه الآية هما وظيفتان الأولى تبليغ الناس بهذا القرآن يبلغ الرسول عليه السلام الناس بهذا القرآن كما أنزل الوظيفة الأخرى يشرح لهؤلاء الناس هذا القرآن ويبينه لهم إئتمارا بهذا الأمر الإلهي الكريم (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فهناك آيات كثيرة لا يمكن أن تطبق إلا باللجأ والإعتماد على بيان الرسول صلوات الله وسلامه عليه هذا البيان الذي هو الحديث والسنة مثلا ركنا من أركان الإسلام ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة ) فربنا يقول في غيرها من آية (( وأقيموا الصلاة )) ثم يتبعها بقوله (( و آتوا الزكاة ))فكيف نصلي وكيف نزكي أموالنا ذلك مما تولى ببيانه نبينا عليه الصلاة والسلام فلو قيل لهؤلاء القرآنيين ... أو بالأحرى نفذوا لنا هذا الأمر الأول (( وأقيموا الصلاة )) صلّ بناء على القرآن فقط لم يستطع إلا أن يأتي بذكر من عند نفسه وهذا ما لمسناه وسمعناه بأنفسنا حينما اجتمعنا ببعضهم في حلب الشام فقلنا له نفذ الآن أمامنا هذه الآية فقام فبدل أن يقرأ وجّهت وجهي أو سبحانك اللهم أو اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب أو غير ذلك من أدعية الإستفتاح الكثيرة التي يتجاوز عددها العشر كما كنت جمعت ذلك في كتاب صفة صلاة النبي لم يأتِ بشيء من ذلك مطلقا ثم لم يقرأ شيئا من القرآن حتى ولا الفاتحة التي قال فيها عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) فماذا قال؟ الله أكبر ولم يرفع يديه ثم قال سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله والله أكبر و كع و سجد سجودا مطلقا ولم يأت بالأذكار التي نعرفها جميعا فما هذه الصلاة صلاة خلقوها هم من عندهم و خالفوا بذلك إجماع المسلمين ولذلك فهذه الكلمة في الواقع وإن كانت هامة وفيها تحذير عن دعوة هؤلاء الناس لكني ... مقدمة لمصدر آخر أيضا هو
الكلام على إجماع المسلمين وأنه مصدر من مصادر التشريع .
الشيخ : مقدمة لمصدر آخر أيضا هو من مصادر هذا التشريع ولا يستقيم إيمان المسلم ولا فقهه إلا بالإعتماد على المصدر التالي ألا وهو إجماع المسلمين فهؤلاء أتوا إلى مثل هذه الآيات وأخذوا منه أقل معنى و أعرضوا عن المعنى الشامل الذي أوضحه الرسول صلوات الله و سلامه عليه بسنته القولية والفعلية فهذه السنة التي تناقلها الخلف عن السلف مجمعين على ذلك فكان من حصيلة ذلك هذه الصلاة التي يعرفها المسلمون جميعا على ما بينهم من اختلاففي بعض الهيئات أو بعض الجزئيات ولكنهم كلهم أجمعوا واتفقوا على أن الصلاة لها أركان لا تصح الصلاة إلا بها فجاء هؤلاء وخالفوا إجماع المسلمين في تفسيرهم لبعض الآيات الكريمة منها مثلا أقيموا الصلاة ومنها وآتوا الزكاة فلا أريد أن أطيل فحسبكم هذا المثال الذي يقوم به المسلم في كل يوم خمس مرات في الصلاة فهم يصلون غير صلاة المسلمين لماذا لأنهم أولا كفروا بسنة الرسول صلى الله عليه و سلم وهو المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي وثانيا لأنهم أنكروا إجماع المسلمين وهم بذلك أيضا ينكرون نصا من نصوص القرآن الكريم الذي زعموا أنهم تفردوا دون كل المسلمين في كل هذه القرون الطويلة أي أنهم هم القرآنيون فقط أي أنهم هم الذين أعلم بالقرآن وهم في حقيقة الأمر إنما اتخذوا هذه النسبة القرآنيون تضليلا لجماهير المسلمين وإلا فنحن نقرأ في القرآن الكريم مثل قوله عز وجل (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي ونصله جهنم وساءت مصيرا )) فهذه الآية ذكرت مصدرين كفر بهما جماعة القرآن زعموا، المصدر الأول الرجوع إلا الرسول عليه السلام فذكر الله في نص هذه الآية مهددا بقوله (( ومن يشاقق الرسول )) من يخالفه إذا هذا يؤكد المعنى السابق للآية (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )) هذه الآية تؤكد أنه من يشاقق الرسول فقد شاقق الله إذا هذه الآية تضمنت تأكيد المصدر الثاني الذي أنكره هؤلاء القرآنيون زعموا ثم من تمام الآية إثبات للمصدر الثالث الذي أنكروه أيضا مع المصدر الثاني وذلك في قوله تبارك تعالى (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ومن يشاقق الرسول هذا المصدر الثاني بعد القرآن إتباع الرسول وعدم مخالفته كما قال عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري ( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) إذا هكذا تجدون السنة الصحيحة تلتقي مع القرآن الكريم ولكن مع الفهم الصحيح للقرآن الكريم وإلا فديدن كل الفرق الضالة من يوم الخوارج الذين خرجوا على الخليفة الراشد علي بن أببي طالب إلى آخر فرقة وربما يأتي من بعدها فرق أخرى و إنما نحن نتكلم الآن فيما نعلم إلى آخر فرقة هي فرقة القرآنيين لا يتعرفون في إسلامهم المزعوم إلا على القرآن و ذلك كما شرحت لكم معناه إنكار أيضا القرآن نفسه لأن القرآن قد جاء ينص بأن من مصادر التشريع سنة الرسول عليه الصلاة وسلامه كما شرحت لكم ذلك آنفا وأيضا الآن نحن في صدد بيان أن القرآن أيضا قد أسس مصدرا ومرجعا ثالثا بعد السنة والحديث النبوي ألا وهو إجماع المسلمين في هذه الآية التي قال الله عز وجل فيها (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) هذا هو المصدر الثاني بعد القرآن ثم قال (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) وهذا هو المصدر الثالث ألا وهو الإجماع وإلا لم يكن هناك فائدة تذكر فيما لو كان المقصود بهذه الآية من أولها إلى آخرها إتباع الرسول فقط وعدم مخالفته لم يكن هناك فائدة تذكر مطلقا فيما إذا فسرت الآية لأن المطلوب فقط إتباع الرسول وعدم مخالفته أي يظهر أن هناك فرقا كبيرا بين واقع هذه الآية حيث ذكر مصدرين اثنين كما شرحنا و ببنما لو كانت الآية على النحو التالي ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا، أي بحذف قوله تبارك وتعالى (( و يتبع غير سبيل المؤمنين )) لو كان المعنى من هذه الآية هو فقط إتباع الرسول عليه الصلاة والسلام وعدم مخالفته لم يذكر ربنا عز وجل في جملتها تلك الجملة (( و يتبع غير سبيل المؤمنين )) إذا ربنا عز وجل أوعد في هذه الآية جنسين من الناس وأثبت في الوقت نفسه مصدرين آخرين فوق مصدر القرآن الذي هو الأصل جنسين من ناس أوعد فيهما ربنا عز وجل الأولون الذين يشاققون الرسول ويخالفونه فيما جاء فيها في سنته من بيان وتوضيح والجنس الآخر الذين يخالفون سبيل المؤمنين وهذا أيضا مما أريد أن أقف حوله قليلا كما وقفنا بكم حول السنة، فالواقع الذي لا يمكن أن يعالج المسلمون واقعهم المؤلم اليوم إلا كما شرحنا في الأمس القريب إلا بالرجوع للكتاب والسنة ولكن هناك شيء ثالث وهو الذي أنا أبحث فيه الآن وهو الرجوع إلى إجماع المسلمين لأن الله عز وجل كما سمعتم في هذه الآية ذكر بالإضافة إلى التباع الرسول عليه السلام و عدم مخالفته اتباع سبيل المؤمنين فإذا سبيل المؤمنين مصدر آخر غير مصدر السنة فإذًا عندنا حتى الآن ثلاثة مصادر القرآن والسنة وسبيل المؤمنين والمقصود به إجماع المسلمين لكن التعبير القرآني هذا جاء كما سمعتم بلفظ سبيل المسلمين أو المؤمنين (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) و لم يأتِ بلفظ إجماع المسلمين وهنا نقطة مهمة جدا ذلك لأن علماء الأصول حينما بحثوا في حجية الإجماع وهي ثابتة بهذا النص القرآني وبأحاديث كثيرة ومنها الحديث المشهور ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) لما بحث العلماء في حجية الإجماع اختلفوا اختلافا كبيرا جدا فبعض الغلاة من الفرق أنكروا الإجماع قالوا لا شيء هناك إلا القرآن و السنة وذلك لأنهم قابلوا بعض أهل السنة الذين أثبتوا الإجماع وهذا واجبهم كما نحن في صدد بيانه الآن و لكن لما عرفوا الإجماع جاؤوا بتعريف لا يمكن أن يتحقق من أجل ذلك قابلهم الآخرون فقالوا لا إجماع ذلك لأن هذا لا يمكن أن يتحقق ذلك أنهم قالوا أن بعض علماء الأصول الإجماع هو إجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم بحيث لا يشذّ منهم ولا فرد هكذا أطلقوا إجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخل في هذا الإطلاق العلماء فمن دونهم قالوا أي المخاليون و المنكرون للإجماع هذا لا يمكن أن يتصور فلذلك ... أن نتصور أنه لا يخالف فرد من أفراد المسلمين ما اتفق عليه جماهير المسلمين هذا لا يمكن أن يتصور لذلك عدّل هذا الإجماع أو هذا التعريف للإجماع بعضهم فقالوا الإجماع الذي هو حجة ومصدر ثالث هو إجماع علماء المسلمين وهذا فيه تقييد بالغ كما ترون للنص أو التعريف الأول بين كان تعريف الإجماع إجماع المسلمين قاطبة فعدّلوا هذا التعريف العام إلى التعريف الأخص فقالوا إجماع علماء المسلمين وهذا الفرق أقرب إلى العقل وإلى أن يكون واقعا وممكنا ولكن مع ذلك لا تزال المشكلة قائمة فإن إجماع علماء المسلمين وهم متفرقون في مختلف البلاد أيضا هذا أمر متعذّر لا يمكن تحقيقه من الذي كان يستطيع في الأزمنة الأولى حينما كانت الوسائل وسائل التنقل والإتصال بالناس بدائية لم يكن هناك إلا الدواب لم تكن هناك الوسائل العصرية المعروفة اليوم ولا نقول في هذا العصر الحاضر مع تيسر وسائل النقل ... من هاتف لاسلكي و غير اللاسلكي و نحو ذلك والإذعات المختلفة هل يمكن أن نعرف رأي كل عالم في الدنيا هذا مستحيل لا سيما لو استحضرنا المثل العربي القديم " في الزوايا خبايا " قد يكون هناك علماء من فحول العلماء لكنهم مغمورون في المجتمع لا أحد يلتفت إليهم وهم قابعون في بيوتهم يتصل بهم بعض الناس فيستفيدون منهم علما غزيرا لكن هذا المجتمع لا علم عنده به فلا يسأل ولا يؤخذ رأيه في المسألة التي يراد الإجماع عليها لذلك حتى تعريف الإجماع بهذا القيد لم يقبل عند كثير من علماء الأصول المفكرين بل قالوا هذا تقريبا كسابقه اسم بغير جسم كالعنقاء لا وجود لها إجماع علماء المسلمين كيف يمكن أولا أن يجتمع هؤلاء في مكان واحد في صعيد واحد ثم إذا اجتمعوا لم يختلفوا مطلقا ثم لو وقع هذا الأمر واتفقوا جميعا من ينقله ويذيعه ويشيعه في العالم هذا شيء نظري ولا يمكن تطبيقه عمليا لذلك قوبل الإجماع حتى هذا الإجماع المعدل من بعض علماء الأصول بالرفض والرد قالوا هذا لا سبيل إليه إذا نحن نبقى عند القرآن وعند السنة فقط هكذا قالوا لكننا إذا رجعنا إلى الآية فحينئذ يزول الإشكال ويتبين بلاغة القرآن وكيف يعالج المشاكل التي يدندن حولها بعض العلماء بأوجز عبارة ... والاقتصار فقط على القرآن الكريم ... حقيقا لكن العكس من ذلك لمسلم مهما كانت ثقافتهم الشرعية ضحلة قليلة فهو يعلم أن المسلمين منذ أن بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم إلى هذا اليوم دائما علماؤهم طلاب العلم فيهم ... دائما يقولون ... فإذا نأخذ من هذه الآية مصدرين فوق مصدر القرآن الذي هو الأصل المصدر ... مخالفته المصدر الثالث سبيل المؤمنين هذا المصدر يا إخواني ... المصدر الثاني الذي بنكر هذا المصدر الثاني كهؤلاء القرآنيين منه كما ذكرنا آنفا ... لما ...يأمرنا أن نتبع ... من البيان ... .
الكلام على حديث : ( وسفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة..... ) و سبب ضلالتهم .
الشيخ : في الأمس القريب الحديث المشهور و هو قوله عليه الصلاة والسلام ( اختلفت اليهود والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) نجد أن الرسول عليه السلام لم يقتصر على الأمر باتباع سنته فقط بل عطف على هذا الأمرر حوله و سنة الخلفاء الراشدين إن النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث كأنه اقتبس هذا المعنى من القرآن الكريم القرآن يقول (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين )) الرسول يقول ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) ما هي ... سواء في الآية (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) أو في الحديث ( وسنة الخلفاء الراشدين ) لماذا لم يختصر هنا في الآية كما سبق على قوله (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى )) و لماذالم يختصر الرسول عليه السلام على قوله عليكم بسنتي و لم يذكر ... ولأجل ما نحن في صدده من إثبات المنهج الذي يجب على المسلمين في كل مصر وفي كل زمان و مكان أن ينطلقوا فيه ليكونوا في عصمة من الإنحراف على الكتاب والسنة معا ذلك لأن هذه الفرق على كثرتها ثلاث وسبعون فرقة كلها هالكة وكلها مكتوب عليها أنها من أهل النار إلا فرقة واحدة هل في شيء من هذه الفرق كلها التي عرفنها حتى اليوم باستثناء القرآنيين الذين ظهروا في العصر الحاضر كفتنة من الفتن التي يبتلى بها المسلمون هل في هذه الفرق من قال كما قال هؤلاء القرآنيون زعموا الإسلام قرآن فقط لا يوجد فيه ... كل طائفة كل فرقة منهم تقول نحن على الكتاب والسنة، قبل هذه الطائفة طائفة القرآنيين حدثت طائفة قبلها منذ قرن من الزمان هذه الطائفة اسمها أشهر في العالم الإسلامي من القرآنين لأن هؤلاء القرآنيون عهدهم حديث أما الطائفة التي نريد أن نمثل بها الآن هي الطائفة القاديانية القاديانيون ينتمون إلى الإسلام زعموا ولكنهم يعتقدون عقائد ضد الإسلام و اختلاف للإسلام من أوضح هذه العقائد المخالفة للمسلمين تصريحهم بأن النبوة ووحي السماءلم ينقطع و أن هناك أنبياء يأتون بعد الرسول عليه السلام بكثرة و أن أحد هؤلاء الأنبياء بزعمهم قد جاء في قاديان من بلاد الهند وهو المسمى بميرزا غلام أحمد القادياني ... فكانوا يحتجون بالقرآن ويحتجون أيضا بالسنة والفرق الإسلامية كلها هكذا ليس فيهم من يقول الإسلام هو عقلي، الإسلام هو القرآن فقط وإنما الإسلام قرآن و سنة كل الفرق مهما كانت عريقة في الضلالة تدعي أن الإسلام هو القرآن والسنة حتى الخوارج إذًا ما هو السبب ضلال هذه الطوائف وهذه الفرق كلها ما دام أنهم جميعا يجتمعون على الإيمان بالكتاب والسنة هنا بيت القصيد من هذه الكلمة السبب أن كل طائفة منهم تركب رأسها وتفسر نصوص القرآن والسنة بأهوائها من هنا دخل الضلال في هذه الفرق والسبب الأصيل في هذا هو أنهم لم يؤمنوا أو على الأقل لم يعملوا بمقتضى الآية السابقة (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) لا شك أن هذه الآية فيها تحريم من اتباع غير سبيل المؤمنين وفيها بالمفهوم الأمر في اتباع الرسول عليه السلام وعدم مخالفته الذي صرح في قوله في أول الآية (( ومن يشاقق الرسول )) أي الذي يخالف الرسول كذلك أثبت اتباع سبيل المؤمنين حينما نهى عن مخالفتهم فقال عطفا على قوله (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) إذًا هناك نهيان في الآية يقابلهما أمران، النهي الأول عدم مخالفة الرسول النهي الثاني عدم مخالفة سبيل المؤمنين عفوا مخالفة سبيل المؤمنين هذا النهي الثاني و النهي الأول مخالفة الرسول عليه السلام نهى عن ذلك يقابل النهيين الأمر باتباع الرسول عليه السلام وأمر باتباع سبيل المؤمنين فدخل الضلال حتى عند هذه الفرق التي أجمعت على اتباع أو على أن القرآن والسنة هما مصدرا الإسلام في التشريع لكنهم لم يتبعوا سبيل المؤمنين فضلوا عن سواء السبيل. إذًا العبرة في هذه الآية هو أن الله عز وجلّ يأمر المسلمين في كل زمان و مكان أن لا يخرجوا عن سبيل المؤمنين الذين كانوا قبلهم في تفسير الآيات وفي تفسير الأحاديث حتى ما يأتي المدعي إلى اتباع الكتاب و السنة بمعنى يزعم أنه هو المقصود من الكتاب ومن السنة وهو معنى دخيل في الإسلام والدليل على ذلك أن المسلمين الذين كانوا قبل هذا المأوّل لم يتأولوا النص الذي تأوله هو بمثل ما ذهب إليه وإنما تأولوه بتأويل آخر. فالمسلمون الذين سلكوا سبيلا في تفسير نصوص الكتاب والسنة هذا السبيل نحن مأمرون باتباعه حتى لا نأخذ يمينا ويسارا بسبب تأويلنا نحن لنصوص تأويلا يخالف ما كان عليه المسلمون من قبل.
الكلام على ضلال فرقة القاديانية .
الشيخ : هؤلاء القاديانيون مثلا قال نبيهم المزعوم وقالوا تقليدا له تقليدا أعمى إنه نبي مرسل وإنه سيأتي من بعده أنبياء كثر هكذا يصرحون هل كفروا بمثل قوله تبارك وتعالى (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) هذا نص في القرآن وهم يؤمنون بالقرآن والسنة أيضا هل كفروا وقالوا هذه الآية خطأ وجودها في القرآن؟ لا، لا يوجد فرقة مهما كانت عريقة في الضلال تنكر نصا مأخوذا من القرآن الكريم، لا تنكر لكنها تنكر كيف ذلك؟ تنكر دلالتها فيما دلت عليه وعلى المفهوم الذي تلقاه الخلف عن السلف فيخالفون هذا التلقي الذي هو سبيل المؤمنين ويأتون بمعنى لا يخطر في بال أحد من المسلمين وهذا ما صنعه القاديانيون وكل الطوائف الضالة فيما خالفوا فيه جماعة المسلمين وسبيل المؤمنين ما أنكروا نصا في القرآن وإنما أنكروا المعنى الحقيقي الذي يتضمنه النص القرآني فهؤلاء القاديانيون ما أنكروا هذه الآية (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) لكني أستدرك وأقول أنكروا الآية وكيف ذلك؟ يجب أن نعلم أن الإيمان بالقرآن ليس المقصود بهذا الإيمان الذي هو شرط أساسي بالنسبة لكل مؤمن أن يؤمن بألفاظ القرآن فقط لأن الألفاظ هي طوالب المعاني فإذا آمن الإنسان بلفظ من ألفاظ القرآن ولكنه جاء بمعنى لهذا اللفظ لا يدل عليه سبيل المؤمنين فهو في هذه الحالة آمن باللفظ القرآني وكفر بمعناه وهذا ما فعله القاديانيون اسمعوا بماذا فسروا هذه الآية (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) قالوا نحن نؤمن بما قال الله وهو أن الرسول عليه السلام خاتم النبيين لكن ما معنى خاتم النبيين؟ كل المسلمين جروا على المعنى الذي يشترك في معرفته العامة مع الخاصة والأمي مع ... وهو آخر النبيين أما القاديانيون جاؤوا بتفسير مضحك مبكي في آنٍ واحد قالوا (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) أي زينة النبيين وحاولوا أن يضللوا الناس ببعض التعابير اللغوية قالوا معنى هذه الآية (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) أي زينة النبيين من باب التشبيه كما أن الخاتم زينة الإصبع كذلك الرسول زينة الأنبياء والرسل، فعطلوا بهذا التأويل دلالة الآية على أن الرسول عليه السلام آخر الأنبياء والرسل وأنه لا نبي بعده فما الذي استفادوه من إيمانهم بهذا النص القرآني بعد أن لفوا وداروا وتأولوه بيتأويل ما خطر في بال أحد لا السلف ولا حتى الخلف إذا هؤلاء آمنوا باللفظ وكفروا بالمعنى ترى هل المقصود بألفاظ القرآن هي الألفاظ أو المقصود الإيمان بها كوسيلة للإيمان بالمعاني التي تضمنتها الآيات القرآنية كذلك فعلوا بالسنة هم أيضا يشتركون معنا في الإيمان بالسنة ضد القرآنيين ولكن أيضا ما فائدة الإيمان بالسنة إذا ما لعبوا بها وأتوا بمعاني لا تدل عليها اللغة العربية ولا ما جرى عليه سبيل المؤمنين من تفسير هذه السنة هم يعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب كما جاء في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام مسليا له قال ( يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ) هذا نص صريح أيضا يلتقي مع الآية ... الواضح لكل عربي مسلم فعطلوا الحديث المروي فماذا تأولوه قالوا لا نبي بعدي أي لا نبي معي أما بعد وفاته فهناك أنبياء هكذا يلعبون بالنصوص لا نبي بعدي أي في حياتي معي أما بعد وفاتي فهناك أنبياء ورسل هكذا تأول القاديانيون هذا الحديث فهل استفادوا شيئا من الإيمان بهذا الحديث أحاديث كثيرة كلها تدندن حول التأكيد أن الرسول عليه السلام لا نبي بعده ولكن هذا التأكيد كله بالنسبة إليهم جعلوه هباء منثورا حينما تأولوا الحديث على غير تأويله الذي جرى عليه المسلمون هنا الشاهد نحن الآن في الإحتجاج على إثبات أن من المصادر لفهم الشريعة بعد القرآن وبعد السنة سبيل المؤمنين، المؤمنون أبدا لم يفهموا من الآية السابقة (( ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) أنه زينة النبيين فقط وإنما فهموا الآية على ظاهرها هكذا جرى المسلمون كذلك جرى المسلمون على فهم الحديث السابق ولكن لا نبي بعدي أي سواء معه في حياته أو بعد وفاته لا نبي بعده عليه الصلاة والسلام فهم عطلوا هذه الدلالة بمفاهيم جاؤوا بها من عند أنفسهم هذا الشأن هو شأن كل الفرق السابقة مما يؤكد لنا أن إنحراف الفرق السابقة لم يكن بسبب جحدهم للنصوص القرآنية أو الأحاديث النبوية وإنما بسبب جحدهم للمعاني التي جرى عليها المسلمون في فهم لهذه النصوص.
الكلام على المعتزلة وتأويلهم للآية : (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) .
الشيخ : أضرب لكم مثلا من تلك الأمثلة القديمة ثم نتوقف عن الكلام باعتبار أن الوقت قارب على الإنتهاء فالمعتزلة مثلا وهي فرقة من الفرق الإسلامية القديمة وكل من قرأ شيء من كتب الطوائف الإسلامية أو شيء حتى من الأدب الإسلامي وتراجم علماء المسلمين يعرف أن هناك فرقة تسمى بالمعتزلة هؤلاء يؤمنون بالكتاب ويؤمنون بالسنة ولكن في كثير من نصوص الكتاب والسنة جروا في تفسيرها هذا المجرى الذي مثلت لكم ببعض الأمثلة من تأويل القاديانية لنصوص الكتاب والسنة خذوا مثلا عقيدة من عقائد المسلمين سلفا وخلفا حتى اليوم هذه العقيدة تقول إن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة كما جاء في أحاديث كثيرة وكثيرة جدا قوله عليه الصلاة والسلام ( إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته ) كذلك مثلا قوله عليه السلام تفسيرا لآية في القرآن وهذا يصدق فيه بموضوعين اثنين أولا الرد على القرآنيين وثانيا الرد على المعتزلة إن الله عز وجل يقول في القرآن الكريم (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) ما هي الحسنى بماذا نفسر الحسنى؟ إذا ركبنا عقولنا فأي شيء خرج من عندنا تفسيرا للحسنى يكون مقبولا في أذهاننا ولكن لا يكون مقبولا في شرعنا لماذا؟ لأن الشارع قد فسر هذا النص على لسان الرسول عليه السلام كتأكيد للآية سابقة الذكر (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين )) فالرسول بين معنى هذه الآية (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) ماهي الحسنى وماهي الزيادة؟ يمكن لأي إنسان أن يأتي بأي معنى له التقاء ولو جزئي بالحسنى والزيادة لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد فسر هذه الآية بتفسير واضح بين فقال ( للذين أحسنوا الحسنى الجنة والزيادة رؤية الله في الآخرة ) فالله عز وجل في هذه الآية كريمة كما في كثير من الآيات يبشر المؤمنين الذين أحسنوا في حياتهم الدنيا واتبعوا سبيل الله وسبيل المؤمنين يبشرهم بأن لهم الحسنى أي الجنة وزيادة أي رؤية الله في الآخرة مثل هذه الأحاديث أنكرها المعتزلة إما جحدا لها مطلقا ولا يهمهم في سبيل تأييد انحرافهم لكن القرآن لا يستطيعون الإنكار وإنما يعملون فيه بمعول التأويل فهناك الآية التي نقرأها في كثير من الأحيان في الصلاة وخارج الصلاة ألا وهي قوله تبارك وتعالى (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) نص صريح في القرآن الكريم (( وجوه يومئذ ناضرة )) عليها النضرة عليها الفرح والسرور والإطمئنان (( إلى ربها ناظرة )) كما سمعتهم في الحديث ( إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر ) ماذا فعلوا بهذه الآية ... إذا ما استطاعوا تأويله أنكروه أما النص القرآني لو أنكروه خرجوا عن المسلمين وانتهى أمرهم لكن ما أحد منهم أنكر آية من القرآن بل ولا حرف من القرآن وإلا كفر لكنهم فعلوا بهذه الآية مثل ما فعل هؤلاء أذنابهم القاديانية مثلا في تأويل بعض النصوص مما ذكرنا بعض الأمثلة آنفا قالوا في تأويل الآية السابقة (( إلى ربها ناظرة )) إلى نعيم ربها ناظرة!! انتهت المشكلة الله يقول (( إلى ربها ناظرة )) وهم يقولون إلى نعيم ربها يعني إلى نعيم الجنة فحذفوا الرب سبحانه وتعالى على اعتبار أنه سيرى من المؤمنين وهذا من فضل رب العالمين وقد جاء في بعض الأحاديث أن المؤمنين حينما يرون ربهم يوم القيامة ينسون النعيم كله الذي تنعموا به في الجنة لأنه لا أحلى عند المؤمنين من رؤيتهم لرب العالمين تبارك وتعالى فجاء المعتزلة وأنكروا هذه النعمة مع تصريح القرآن والسنة بها لماذا؟ لأنهم استعملوا عقولهم يتساءلون كيف يمكن أن ينظر العبد العاجز للرب العظيم الجليل هذا تحكيم للعقل في الشرع وهذا من جملة ضلال المعتزلة الذين من مذاهبهم القول بالتحسين و التقبيح العقليين يتحكمون على الله ويتألون على الله بعقولهم يقولون هذا قبيح فيجب أن يكون عند الله قبيحا وهذا جميل وحسن فيجب أن يكون كذلك عند الله (( سبحانه وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا )) فمن هذا القبيل من باب تحكيم العقل أنكروا رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة لأن عقولهم ضاقت عن أن تتسع لإمكان أن يرى المؤمن ربه يوم القيامة كأنهم يقولون وهذا بلاشك مما يدانون به إن الله عز وجل عاجز عن أن يمتع عباده المؤمنين بطاقة من القوة البصرية حيث أنهم يتمكنون من النظر إلى ربهم يوم القيامة هذا معنى كلامهم وإلا إذا آمنوا بأن الله عز وجل على كل شيء قدير حقا فالله عز وجل قادر على أن يمتع الإنسان المؤمن يوم القيامة بقوة من البصر حيث أنه يتمكن من النظر إلى ربه تبارك وتعالى الشاهد مثل هذا النص القرآني أيضا ضل في فهمه المعتزلة وفسروه بتفسير يعطل هذه النعمة ويجحدونها مع أن أهل السنة يقولون:
" يراه المؤمنون بغير كيف *** وتشبيه وضرب من مثال " هذه عقيدة أهل السنة مع ربهم يوم القيامة يراه المؤمنون بغير كيف وتشبيه وضرب من مثال لماذا؟ لأن الآيات والأحاديث تواترت في إثبات هذه النعمة التي سيمتن به ربنا على عباده المؤمنين فجحدها المعتزلة لا جحدا للنص وإنما تأويلا للنص هذا التأويل لم يجرِ عليه المسلمون فخرجوا إذا عن جماعة المسلمين من هنا يظهر لكم السر في قوله عليه السلام في تفسير الفرقة الناجية من هي قال ( هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي )
" يراه المؤمنون بغير كيف *** وتشبيه وضرب من مثال " هذه عقيدة أهل السنة مع ربهم يوم القيامة يراه المؤمنون بغير كيف وتشبيه وضرب من مثال لماذا؟ لأن الآيات والأحاديث تواترت في إثبات هذه النعمة التي سيمتن به ربنا على عباده المؤمنين فجحدها المعتزلة لا جحدا للنص وإنما تأويلا للنص هذا التأويل لم يجرِ عليه المسلمون فخرجوا إذا عن جماعة المسلمين من هنا يظهر لكم السر في قوله عليه السلام في تفسير الفرقة الناجية من هي قال ( هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي )
الكلام على وجوب تفسير القرآن والسنة على ما جرى عليه السلف .
الشيخ : إذا هنا نتقل إلى موضوع آخر وجديد وهو معنى هذا كله معنى أن السنة تفسر القرآن وأن السنة كالقرآن يجب أن يفسرا على ما جرى عليه السلف الصالح وهم القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية ( خير الناس قرني ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم ) أي الصحابة والتابعون وأتباعهم إذا لا سبيل ليكون المسلم على بصيرة من دينه وليكون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلا بعلم من علوم الإسلام ألا وهو علم الحديث ذلك لأن علم الحديث به يمكن أن نعرف سنة الرسول عليه السلام وبه فقط يمكن أن نعرف ما كان عليه أصحابه عليه الصلاة والسلام وبه فقط يمكننا أن نعرف ما كان عليه أتباع الصحابة من التابعين ثم أتباع التابعين إذًا علم الحديث هو العلم الذي ينبني عليه العقيدة الإسلامية الصحيحة فنحن إذا أردنا أن نفهم المصدر الأول وهو القرآن لابد أن نعرف ما قاله الصحابة في أي نص من هذا المصدر الأول وهو القرآن ولا سبيل إلى ذلك إلا بطريق الرواية وطريق علم الحديث وإذا أردنا أن نفسر نصّا من نصوص أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام كذلك لا سبيل إلى ذلك أولا لمعرفة كونه هذا حديثا صحيحا أو ليس بصحيح إلا بطريق الحديث ثم لنعرف ما قاله الصحابة في تفسير الحديث لا سبيل إلى ذلك إلا بطريق علم الحديث ثم أن نعرف ما جرى عليه سبيل المؤمنين في تفسير هذه النصوص من الكتاب والسنة إلا بمعرفة طريق الرواية الخلف عن السلف من هنا جاء قول العلماء وهم يترنمون بهذا القول دائما وأبدا يقولون و" كل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف "
ذلك لأن هؤلاء السلف هم الحجة في توضيح المحجة وفي توضيح المقصود من الكتاب والسنة من المعاني الصحيحة فقالوا و" كل خير في اتباع من سلف " وهذا منهم تقدير بالغ لقول الله عز وجل في الآية السابقة (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) وخلاف هذا الوعيد الشديد يقابله الوعد الإلهي وهو بأنه من يتبع الرسول ويتبع سبيل المؤمنين فله الجنة وله الكرامة في هذه الجنة لأنه عمل بما أمر في الكتاب والسنة من اتباع القرآن واتباع الرسول عليه السلام واتباع سبيل المؤمنين إذا هذه الحقيقة يجب أن نعرفها جيدا حتى ما نضل مع الضالين حتى ما نصير قرآنيين فقط لا نتعرف على الإسلام إلا بالإيمان بالقرآن فقط وهذا إيمان قاصر لا يكفي لأن القرآن نفسه أمر باتباع الرسول عليه السلام وطاعته ثم لكي لا نصير مع الطوائف القديمة أو الحديثة كالقاديانيين الذين يؤمنون بالسنة ولكنهم يفسرونها أيضا على تفسير ما كان عليه سبيل المؤمنين فنحن نخالف هذه الطوائف كلها ونكون مع السلف الصالح إيمانا بالقرآن وإيمانا بالسنة واتباعا لهم في تفسيرهم لنصوص الكتاب والسنة وهذا من معاني قوله تبارك وتعالى مخاطبا نبيه عليه السلام بقوله (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )) أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من هؤلاء الذين ينطلقون في فهمهم للكتاب والسنة على بصيرة ولا يكون ذلك إلا باتباع سبيل المؤمنين الأولين الذين نقلوا لنا القرآن بلفظه وبمعناه فلا نأتي نحن بمعاني جديدة ندعي أن هذه المعاني هي التي يريدها الله وإنما الحقيقة أن المعاني التي تلقيناها عن السلف هي المعاني المقصودة من نصوص الكتاب والسنة.
أسأل الله عز وجل أن يوفقنا لهذا الإتباع لنكون من الناجين المفلحين والحمد لله رب العالمين. هل هناك من سؤال حول الموضوع يختار أن يكون السؤال حول الموضوع فإن لم يكن هناك سؤالا حول الموضوع فلا بأس من أن يكون أي سؤال يتعلق بالدين تفضل.
ذلك لأن هؤلاء السلف هم الحجة في توضيح المحجة وفي توضيح المقصود من الكتاب والسنة من المعاني الصحيحة فقالوا و" كل خير في اتباع من سلف " وهذا منهم تقدير بالغ لقول الله عز وجل في الآية السابقة (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) وخلاف هذا الوعيد الشديد يقابله الوعد الإلهي وهو بأنه من يتبع الرسول ويتبع سبيل المؤمنين فله الجنة وله الكرامة في هذه الجنة لأنه عمل بما أمر في الكتاب والسنة من اتباع القرآن واتباع الرسول عليه السلام واتباع سبيل المؤمنين إذا هذه الحقيقة يجب أن نعرفها جيدا حتى ما نضل مع الضالين حتى ما نصير قرآنيين فقط لا نتعرف على الإسلام إلا بالإيمان بالقرآن فقط وهذا إيمان قاصر لا يكفي لأن القرآن نفسه أمر باتباع الرسول عليه السلام وطاعته ثم لكي لا نصير مع الطوائف القديمة أو الحديثة كالقاديانيين الذين يؤمنون بالسنة ولكنهم يفسرونها أيضا على تفسير ما كان عليه سبيل المؤمنين فنحن نخالف هذه الطوائف كلها ونكون مع السلف الصالح إيمانا بالقرآن وإيمانا بالسنة واتباعا لهم في تفسيرهم لنصوص الكتاب والسنة وهذا من معاني قوله تبارك وتعالى مخاطبا نبيه عليه السلام بقوله (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )) أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من هؤلاء الذين ينطلقون في فهمهم للكتاب والسنة على بصيرة ولا يكون ذلك إلا باتباع سبيل المؤمنين الأولين الذين نقلوا لنا القرآن بلفظه وبمعناه فلا نأتي نحن بمعاني جديدة ندعي أن هذه المعاني هي التي يريدها الله وإنما الحقيقة أن المعاني التي تلقيناها عن السلف هي المعاني المقصودة من نصوص الكتاب والسنة.
أسأل الله عز وجل أن يوفقنا لهذا الإتباع لنكون من الناجين المفلحين والحمد لله رب العالمين. هل هناك من سؤال حول الموضوع يختار أن يكون السؤال حول الموضوع فإن لم يكن هناك سؤالا حول الموضوع فلا بأس من أن يكون أي سؤال يتعلق بالدين تفضل.
هل عمل أهل المدينة حجة و لو خالف السنة ؟
الشيخ : الأخ يسأل أن هناك بعض العلماء يقولون إن عمل أهل المدينة حجة حتى لو كان مخالفا للسنة وللحديث الصحيح.
نقول نحن كلا لأن أهل المدينة على فضلهم وقربهم من عهد نبيهم صلى الله عليه وسلم فهم ليسوا المسلمين جميعا هم طائفة من المسلمين والآية كما سمعتم ولا تخصص تقول (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ما قال ويتبع سبيل غير المدنيين ولا المكيين ولا الكوفيين وإنما قال سبيل المؤمنين لا سيما إذا كان السؤال موجها بما لو عارض عمل أهل المدينة حديثا نبويا كيف حينئذ نعكس الموضوع وقد سمعتم بأن الله عز وجل أمرنا باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام كما أمرنا باتباع القرآن فنقول لا نحن لا نتبع الحديث الصحيح إذا ما خالف عمل أهل المدينة وإنما نتبع عمل أهل المدينة ولو خالف الحديث الصحيح هذا قد قاله بعض العلماء يعني العمل بما كان عليه أهل المدينة ولو خالف الحديث الصحيح قد قاله بعض العلماء لكن هذا في الواقع من جملة الأقوال التي اختلف فيها العلماء فهناك مثلا الإمام مالك هو وحده الذي ذهب إلى هذا القول ... عنه أنه يجب العمل بما كان عليه أهل المدينة ولو كان ذلك مخالفا للحديث الصحيح لكن عندنا علماء آخرون هم في وزن مالك في العلم والنصح والزهد والتقوى ونحو ذلك من الخصال الحميدة قالوا لا، ليس عمل طائفة أو جماعة أو أهل بلدة من بلاد الإسلام حجة على الكتاب والسنة وإنما الحجة هما الكتاب والسنة أما إذا اتفق المسلمون مدنيون مكيون كوفيون بصريون إلى آخره على شيء فهنا تأتي الحجة أما طائفة منهم فلو قال قائل لا أنا أقول ما اتفق عليه أهل مكة فهو الحجة فهذا سبب للخلاف والنزاع بين المسلمين وهنا تأتي آية ذكرتها أكثر من مرة وهي قوله تبارك وتعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول )) فالآن تنازعنا في هذه المسألة لا سمح الله أهل المدينة عملهم حجة أم لا قال مالك حجة قال أبو حنيفة قال الشافعي قال أحمد ليس بحجة، وإنما الحجة الكتاب والسنة وسبيل المؤمنين جميعا دون تخصيص طائفة أو ترجيح طائفة على أخرى على أنه مما يوهن ويضعف قضية الإحتجاج بعمل أهل المدينة هو أنه يرد الإشكال السابق الذي نقلناه عن بعض علماء الأصول إنما وصفوا الإجماع بأنه إجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم تنازل بعضهم عن هذا التعريف إلى تعريف أضيق فقالوا إجماع علماء المسلمين في كل أقطار الدنيا الآن نقول إجماع أهل المدينة كيف يمكن معرفة إجماع أهل المدينة وقد قلنا آنفا بأنه قد يكون هناك علماء يخالفون الرأي السائد في المدينة لأنهم علماء مغمورون ليسوا بالمشهورين فلا يمكن معرفة عمل أهل المدينة مئة بالمئة ممكن معرفة عمل جمهور علماء المدينة أما معرفة رأي كل علماء أهل المدينة هذا غير ممكن لاسيما بالنسبة لذلك الوقت حيث كانت وسائل الإتصال بالأفراد غير ميسرة كما هو ميسر اليوم لذلك كان جماهير علماء المسلمين على أنه لا يحتج بعمل أهل المدينة اللهم إلا في حالة واحدة ليس هناك حديث يخالفهم وليس هناك علماء مسلمون آخرون في مكة أو الكوفة أو البصرة يخالفهم فلاشك أن الأمر حينذك يكون داخل في سبيل المؤمنين أما افتراض الأمر كما جاء في السؤال عمل أهل المدينة على شيء وحديث الرسول عليه السلام على شيء فلا نعمل بالحديث بعمل أهل المدينة فهذا خلاف كل النصوص التي سبق عرضها وبيانها. تفضل.
نقول نحن كلا لأن أهل المدينة على فضلهم وقربهم من عهد نبيهم صلى الله عليه وسلم فهم ليسوا المسلمين جميعا هم طائفة من المسلمين والآية كما سمعتم ولا تخصص تقول (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ما قال ويتبع سبيل غير المدنيين ولا المكيين ولا الكوفيين وإنما قال سبيل المؤمنين لا سيما إذا كان السؤال موجها بما لو عارض عمل أهل المدينة حديثا نبويا كيف حينئذ نعكس الموضوع وقد سمعتم بأن الله عز وجل أمرنا باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام كما أمرنا باتباع القرآن فنقول لا نحن لا نتبع الحديث الصحيح إذا ما خالف عمل أهل المدينة وإنما نتبع عمل أهل المدينة ولو خالف الحديث الصحيح هذا قد قاله بعض العلماء يعني العمل بما كان عليه أهل المدينة ولو خالف الحديث الصحيح قد قاله بعض العلماء لكن هذا في الواقع من جملة الأقوال التي اختلف فيها العلماء فهناك مثلا الإمام مالك هو وحده الذي ذهب إلى هذا القول ... عنه أنه يجب العمل بما كان عليه أهل المدينة ولو كان ذلك مخالفا للحديث الصحيح لكن عندنا علماء آخرون هم في وزن مالك في العلم والنصح والزهد والتقوى ونحو ذلك من الخصال الحميدة قالوا لا، ليس عمل طائفة أو جماعة أو أهل بلدة من بلاد الإسلام حجة على الكتاب والسنة وإنما الحجة هما الكتاب والسنة أما إذا اتفق المسلمون مدنيون مكيون كوفيون بصريون إلى آخره على شيء فهنا تأتي الحجة أما طائفة منهم فلو قال قائل لا أنا أقول ما اتفق عليه أهل مكة فهو الحجة فهذا سبب للخلاف والنزاع بين المسلمين وهنا تأتي آية ذكرتها أكثر من مرة وهي قوله تبارك وتعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول )) فالآن تنازعنا في هذه المسألة لا سمح الله أهل المدينة عملهم حجة أم لا قال مالك حجة قال أبو حنيفة قال الشافعي قال أحمد ليس بحجة، وإنما الحجة الكتاب والسنة وسبيل المؤمنين جميعا دون تخصيص طائفة أو ترجيح طائفة على أخرى على أنه مما يوهن ويضعف قضية الإحتجاج بعمل أهل المدينة هو أنه يرد الإشكال السابق الذي نقلناه عن بعض علماء الأصول إنما وصفوا الإجماع بأنه إجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم تنازل بعضهم عن هذا التعريف إلى تعريف أضيق فقالوا إجماع علماء المسلمين في كل أقطار الدنيا الآن نقول إجماع أهل المدينة كيف يمكن معرفة إجماع أهل المدينة وقد قلنا آنفا بأنه قد يكون هناك علماء يخالفون الرأي السائد في المدينة لأنهم علماء مغمورون ليسوا بالمشهورين فلا يمكن معرفة عمل أهل المدينة مئة بالمئة ممكن معرفة عمل جمهور علماء المدينة أما معرفة رأي كل علماء أهل المدينة هذا غير ممكن لاسيما بالنسبة لذلك الوقت حيث كانت وسائل الإتصال بالأفراد غير ميسرة كما هو ميسر اليوم لذلك كان جماهير علماء المسلمين على أنه لا يحتج بعمل أهل المدينة اللهم إلا في حالة واحدة ليس هناك حديث يخالفهم وليس هناك علماء مسلمون آخرون في مكة أو الكوفة أو البصرة يخالفهم فلاشك أن الأمر حينذك يكون داخل في سبيل المؤمنين أما افتراض الأمر كما جاء في السؤال عمل أهل المدينة على شيء وحديث الرسول عليه السلام على شيء فلا نعمل بالحديث بعمل أهل المدينة فهذا خلاف كل النصوص التي سبق عرضها وبيانها. تفضل.
ما حكم الإجتهاد في الدين ؟
الشيخ : أقول ما رأينا في الإجتهاد ثم اختلاف المسلمين في يوم الصيام، الإجتهاد كالجهاد ماضيان إلى يوم القيامة لأن الإجتهاد ما معناه؟ معناه إفراغ الجهد لفهم نصوص الكتاب والسنة فإذا قلنا كما قال الكثير من المتأخرين بأن الإجتهاد قد أغلق بابه منذ القرن الرابع وأنه لا اجتهاد بعد القرن الرابع فمعنى ذلك أننا سددنا على العالم الإسلامي، على طلاب العلم فيه بل وعلى علمائه سددنا عليهم طريقا من الخير كبيرا جدا ألا وهو الفقه في الدين وقد تعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) والفقه في الدين هو الفهم وليس هو النقل عن الغير كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي جحيفة أنه سأل عليا قال له " هل خصّكم معشر أهل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس؟ " يعني من العلم كما هو شائع عند كثير من العامة وبعض الخاصة أن هناك كتابا يسمى بالجفر وضعه علي بن أبي طالب فيه أسرار وأمور غيبية وما شابه ذلك فمثل هذا الكتاب لا أصل له ويبطله هذا الحديث " هل خصّكم معشر أهل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس؟ قال لا إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه ... " بعض الأحاديث التي كان تلقاها عن الرسول عليه السلام فيها بيان أن المدينة حرم كمكة وفيه بصورة خاصة ( من أحدث فيها حدثا أو آوى فيها محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ) فالشاهد من هذا الحديث الصحيح هو أن عليا يقول نحن معشر أهل البيت ... ما خصنا بعلم دون الناس اللهم إلا من يخصه الله عز وجل بفهم يؤتيه الله هذا العبد في كتابه فإذا قلنا أن باب الإجتهاد أغلق معنى ذلك أنه باب الفهم عن الله ورسوله أغلق وهذا صدم لكل الآيات التي تأمر المسلمين بالتدبر وبالنظر والتفكر وخلاف لأحاديث كثيرة التي في بعضها مثلا قوله عليه الصلاة والسلام ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما ) إيش معنى عالم يعني فقيها وإيش معنى فقيه يعني فهيم يعني بالكتاب والسنة ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) وهذا في الواقعع جر على العالم الإسلامي مصائب كثيرة جدا يعني سد باب الفهم عن الله وعن الرسول معناه العملي الواقعي أن العلماء فضلا عن من دونهم لم يعودوا يدرسونا القرآن دراسة تفهم لم يعودوا يدرسون السنة دراسة تفهم بل إن الكثيرين منهم يقولون نحن نقرأ الكتاب والسنة للبركة وليس للفهم لأن هم يقولون لأنهم ... لا يستطيعون فهم الكتاب والسنة فقد سدوا على أنفسهم بابا من العلم كبيرا فحق فيهم في جماهيرهم قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق ( اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) أي بغير فهم من الكتاب والسنة فضلوا في أنفسهم وأضلوا الآخرين السائلين فلا غرابة أن نسمع اليوم كثير من الفتاوى فيها مخافلة لصريح الكتاب والسنة لماذا؟ لم يبق تعلم الكناب والسنة إما التقليد لمن قبلنا حذو القذة بالقذة دون عرض هذا التقليد على الكتاب والسنة حتى نكون كما جاء في الآية السابقة على بصيرة وإما إنطلاق من التقليد إلى إجتهاد بدون قيد ولا شرط ... الكتاب والسنة وإنما هكذا يرى فنحن اليوم مثلا نعيش في فتاوى تبيح الربا بزعم قليل الربا لا بأس به نعيش في زمن يبيح فيه أمثال هؤلاء المتفقهة ما حرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرات الأحاديث واتفق العلماء على تحريم ذلك مثل مثلا الصور عملا تصويرا واقتناء فعم هذا البلاء في بيوت المسلمين فلا يكاد بيت مسلم وإلا وفيه عديد من الصور وقد يكون بعضها من الصور الخليعة بل لاحظت بأن الصور بدأت تتسرب إلى بيوت الله إلى المساجد فربما يذكر بعضكم أنه يرى في المسجد ما نسميه نحن عندنا بالتقويم أو بالرزنامة المفكرة يعني التي فيها مثلا أوقات الصلاة خاصة إمساكية رمضان فتجد فيه هناك صورة قد تكون هذه الصورة لها نوع من القداسة في قلوب المسلمين كالكعبة مثلا لكن الكعبة مصورة وحولها الطائفون نقلت الصور حتى في بيوت الله عز وجل كيف هذا من فلسفة أن هذه صور فتوغرافية وليست صور يدوية والصور اليدوية هي التي حرمها الله على لسان نبيه أما الصور الفتوغرافية هي من الأشياء التي حدثت في العصر الحاضر فلم يعنيها الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا قلة فهم وقلة فهم في الدين والسبب أنهم أغلقوا الفهم عن الله ورسوله فأخذوا علمهم فقط قال فلان حرام قال فلان حلال لماذا حرام؟ لا ندري نحن لا عندنا علم ولا عندنا فقه ثم يجابهون بالواقع فتحدث أمور لابد من استخراج أحكامها فلا يجدون أمامهم إلا نقول قديمة لا تساعدهم على التفقه الصحيح وهذا مثال قضية الصور المتكلمون أو الفقهاء السابقون بطبيعة الحال لم يتكلموا عن الصور الفتوغرافية لأنها ... .
اضيفت في - 2009-05-19