خطبة الحاجة .
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
شرح كتاب الترغيب والترهيب : وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله ) . رواه الترمذي وقال حديث حسن .
2 - شرح كتاب الترغيب والترهيب : وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله ) . رواه الترمذي وقال حديث حسن . أستمع حفظ
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رجلان من بلي حي من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة قال طلحة بن عبيد الله فأريت الجنة فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا ركعة صلاة سنة رواه أحمد بإسناد حسن ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم عن طلحة بنحوه أطول منه وزاد ابن ماجه وابن حبان في آخره فلما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض .
السائل : ... .
الشيخ : طلحة بن عبيد الله فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد كذلك هنا جملة سقطت إما من المؤلف وإما من الناسخ أو الطابع وهي " فأُرِيت الجنة " فتصبح العبارة قال طلحة بن عبيد الله فأريت الجنة فرأيت المؤخرة منهما يعني رأى في المنام أنه دخل الجنة، رأى الجنة ورأى فيها هذا الرجل الذي تأخر في الوفاة عن الشهيد قال أدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم هكذا أيضا هنا العبارة وصوابها كما في مصدر الحديث فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا ركعة صلاة سنة ) رواه أحمد بإسناد حسن ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم عن طلحة بنحوه أطول منه وزاد بن ماجه وابن حبان في آخره ... ( بينهما أبعد مما بين السماء والأرض ) .
هذا الحديث في الواقع شرف تاريخي واقعي لذاك الحديث الصحيح ( خيركم من طال عمره وحسن عمله ) هذان رجلان أسلما في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاستشهد أحدهما، مات في سبيل الله شهيدا وعاش الآخر من بعده سنة كاملة فرأى طلحة بن عبيد الله وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة كما هو معروف رأى في المنام الجنة ورأى فيها ذلك الرجل المتأخر وفاة والذي لم يمت استشهادا رآه قد دخل الجنة أي قبل ذلك الذي مات شهيدا فالواقع أنه هذا كما قال هو تعجبت من ذلك لأنه المفروض أن الشهيد هو الأسبق دخولا فتعجبه مما رآه بخلاف ما كان يظنه حيث رأى المتأخر في الوفاة بدون استشهاد سبق الذي مات شهيدا في الدخول الجنة فحمله تعجبه ذلك أن ذكر الأمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فشرح له القضية حتى زاد تعجبه بقوله ( أليس قد صام بعده رمضان ) أي إنه عاش سنة فاكتسب فيها فضيلة صيام هذا الشهر المبارك ثم أليس أيضا قد صلى ستة ألاف ركعة لم يصلها ذلك الذي مات شهيدا فهذا أجر كبير وهو عليه السلام في قوله ( صلى ستة آلاف ركعة ) يشير إلى عدد ركعات الفرائض الخمس التي لا بد للمسلم أن يصليها في كل يوم وليلة وقوله عليه السلام عطفا على قوله ( وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة ) إما أن يعني بهذا العطف وهو قوله ( وكذا وكذا ركعة ) على ستة ألاف هو تحرير الضرب والجمع بمجموع الصلوات الخمس ضرب لعدد ثلاثمائة وخمس وستين يوما وضرب هذا الحاصل بعدد ركعات الي هي سبعة عشر ركعة فيكون الحاصل ستة آلاف ومائتين ركعة وزيادة فإما أن يعني بقوله ( ستة آلاف وكذا وكذا ) هذه الزيادة وإما أن يعني أكثر من ذلك لأن المسلم لا يقتصر أو المفروض أنه لا يقتصر على أن يصلي فقط الخمس صلوات المفروضة بل هو يضيف إلى ذلك شيئا من السنن لا سيما ما كان منها من الرواتب وذلك من باب الاحتياط كما دل على ذلك حديث الرسول عليه الصلاة والسلام أن المسلم يوم القيامة حينما يُحاسب أول ما يُحاسب عليه الصلاة فإذا تمت صلاته تمت كمّا وكيفا فقد أفلح وأنجح أما إذا نقصت أيضا كمّا أو كيفا فقد خاب وخسر، في هذه الحالة الأخرى ربنا عز وجل بفضله ورحمته بعباده يأمر الملائكة أن ينظروا في صحيفة هذا العبد الخاسر لسبب نقصان وقع في صلاة الفريضة أن ينظروا إذا كان له من التطوع من التنفل فيتموا له بهذا التنفل فريضته ، لذلك فينبغي على المسلم أن لا يكون قنوعا على مذهب ذلك الأعرابي الذي لما سأل الرسول عليه الصلاة والسلام عما فرض الله عليه في كل يوم وليلة فلما أجابه بأنها خمس صلوات قال والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص، ومع أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد قال مشجعا لهذا الإنسان على الثبات بقوله " والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص " قال عليه السلام ( أفلح الرجل إن صدق ) ( دخل الجنة إن صدق ) فهذا لا ينافي أن يحتاط الإنسان لصلاته ولعبادته فيُكثر ما استطاع من التطوع خشية أن يقع في فريضته من ذلك النقص الذي سبق الإشارة إليه فقوله عليه الصلاة والسلام لهذا الذي تأخر موتا وتقدم إلى الجنة دخولا ( أليس قد صلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة ) إما أن يعني مجموع فقط ركعات الفرائض وإما أن يعني زيادة أخرى على ذلك من التطوع والنوافل وهذا هو الأفضل بالنسبة لكل مسلم لا سيما في زماننا هذا حيث أن المفاتن والمفاسد والمهلكات من أنواع شتى تتكاثر على الإنسان فتُفسد عليه كثيرا من عبادته وطاعته فلا بد أن يكون عنده شيء من الاحتياطي في العبادة حتى ينجح يوم القيامة ولو بتثبيت شيء بدل شيء مما ضيعه أو تهاون فيه .
فإذًا هذا الحديث يوضح للمسلم كيف أن حياة الإنسان المسلم الطويلة إذا أحسن عملا هي خير له من حياته القصيرة ومن أجل ذلك سيأتي بعد أحاديث تنهى المسلم عن أن يتمنى الموت ومن هنا يظهر كيف أن الإسلام يعالج في أتباعه الأمراض النفسية التي تجلى في عصرنا هذا أثرها في الناس مع توفر كل أسباب الحياة المادية والرفاهية فيها ومع ذلك فتجدهم مضطربين في حياتهم أشد الإضطراب مصداقا لقول الله عز وجل (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )) فمعيشة الضنك ليست في شظف العيش كما يتوهم كثير من قاصري العقل والفكر والناقصي الدين وإنما الضنك يأتي ولو كان صاحبه يعيش في أهنأ حياة مادية فالإسلام بمثل هذه الأحاديث يطمئن المسلم أن حياته الطويلة هي خير له ما دام أنه يُحسن عملا ولو كانت حياته من الناحية المادية ضنكا وستنقلب هذه الحياة بالنسبة إليه يوم القيامة حياة رفاهية على عكس حياة الكفار في هذه البلاد فهم يعيشون الآن في رفاهية ولكنهم في الآخرة كما سمعتم في الآية السابقة (( فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )) إلى آخر الآية .
3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رجلان من بلي حي من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة قال طلحة بن عبيد الله فأريت الجنة فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا ركعة صلاة سنة رواه أحمد بإسناد حسن ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم عن طلحة بنحوه أطول منه وزاد ابن ماجه وابن حبان في آخره فلما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض . أستمع حفظ
وعن عبد الله بن شداد أن نفرا من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يكفيهم قال طلحة أنا قال فكانوا عند طلحة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا فخرج فيه أحدهم فاستشهد ثم بعث بعثا فخرج فيه آخر فاستشهد ثم مات الثالث على فراشه قال طلحة فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة فرأيت الميت على فراشه أمامهم ورأيت الذي استشهد أخيرا يليه ورأيت أولهم آخرهم قال فداخلني من ذلك فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال وما أنكرت من ذلك ليس أحد أفضل عند الله عز وجل من مؤمن يعمر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله. رواه أحمد وأبو يعلى ورواتهما رواة الصحيح وفي أوله عند أحمد إرسال كما مر و وصله أبو يعلى بذكر طلحة فيه .
قصة كما قلنا يحتمل أن تكون هي السابقة إلا أن فيها شيء من ... ويمكن أن تكون قصة أخرى والأول هو الأقرب ففيه كيف أن المسلم كلّما تأخر كلما كان أأجر له وأكثر ثوابا بدليل أن الشهيد الذي استشهد بعد الأول كان متقدما على الأول وهذا الثالث الذي لم يستشهد كان متقدما على الاثنين الشهيدين فبذلك فحياة المسلم مهما طالت حياته ما دام أنه يعيش في دائرة الإسلام ويجاهد نفسه وهواها فكلما طالت حياته كلما كان ذلك خيرا له ونسأل الله عز وجل أن يطيل أعمارنا وأن يحسن أعمالنا وفي هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
4 - وعن عبد الله بن شداد أن نفرا من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يكفيهم قال طلحة أنا قال فكانوا عند طلحة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا فخرج فيه أحدهم فاستشهد ثم بعث بعثا فخرج فيه آخر فاستشهد ثم مات الثالث على فراشه قال طلحة فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة فرأيت الميت على فراشه أمامهم ورأيت الذي استشهد أخيرا يليه ورأيت أولهم آخرهم قال فداخلني من ذلك فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال وما أنكرت من ذلك ليس أحد أفضل عند الله عز وجل من مؤمن يعمر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله. رواه أحمد وأبو يعلى ورواتهما رواة الصحيح وفي أوله عند أحمد إرسال كما مر و وصله أبو يعلى بذكر طلحة فيه . أستمع حفظ
هل يجوز لمسلم أن يمثل دور كافر فيسب الدين أو يقسم باللات بحجة التمثيل لأحد مواقف السيرة ؟
الشيخ : حتما لا يجوز هذا الأمر بأي وجه من الوجوه بل لو كان السؤال هل يجوز التمثيل نفسه بدون هذا الكفر لكان الجواب لا يجوز فكيف وفي السؤال أنه يحكي الكفر.
صحيح أن الأمر كما قال العلماء " إن ناقل الكفر ليس بكافر " هذا الذي يقوم بوظيفة أو مهنة التمثيل بكلام رجل كافر ليس هناك ما يضطره إلى أن يقوم بعملية التمثيل هذه وبالتالي ليتكلم بكلمة الكفر لأن أصل قضية التمثيل هذه في الواقع ونأسف جدا .
تورط المسلمون فقلدوا الكفار الذين لا يحرمون ما حرم الله ورسوله فتعاطوا مهنة التمثيل تقليدا منهم للكفار دون أن يراعوا ما قد يترتب من وراء القيام بمثل هذه المهنة بمخالفات للشريعة الإسلامية من التشبه بالكفار بتشبه الرجال بالنساء وربما من اختلاط النساء بالرجال في بعض التمثيلات فكل هذا لا يجوز في دين الإسلام أما أولئك المقلدون، أولئك الأوروبيون الذين نحن نقلدهم فهم ليس عندهم شيء اسمه حلال وحرام ومن هنا يظهر بالغ غفلة المسلمين الذين يلهثون ركضا وراء الكافرين دون أن يميزوا الفرق بينهم أي بين المسلمين وبين أولئك الكافرين الذين يقلدونهم، غيره .
5 - هل يجوز لمسلم أن يمثل دور كافر فيسب الدين أو يقسم باللات بحجة التمثيل لأحد مواقف السيرة ؟ أستمع حفظ
هل يحوز للمرأة المسلمة المتزوجة استعمال بعض مزيلات الشعر ؟
الشيخ : لا فرق بين الأمرين إلا إذا عدنا ظاهريين، الإسلام حينما نهى المرأة عن نتف الشعر قد علل ذلك بعلة واضحة بيّنة فقال عليه السلام في آخر حديث اللعن ( لعن الله النامصات والمتنمصات ) إلخ قال في آخره ( المغيرات لخلق الله للحسن ) فسواء كان إزالة الشعر بالنمص أو بالحلق بالموسى أو بأي دواء يستعمل اليوم يزيل الشعر فالصورة هذه لا ينبغي الوقوف عندها وإنما ننظر إلى منتهى هذه الصورة، ماذا حصل منها ؟ حصل تغيير لخلق الله عز وجل فلذلك فسواء نتفت أو أزالت الشعر بالموس أو بالدواء " كل الدروب على الطاحون " قد يمكن أن يقال إن النتف أشد استئصالا للشعر من الحلق أو من الدواء فإن ثبت هذا فيكون أشد تحريما لكن ذلك لا يعني أن إزالة الشعر بواسطة الموسى أو بواسطة الدواء هو أمر جائز، لا يزال حراما لأنه فيه تغيير لخلق الله عز وجل وعلى ما يُقابل هذا لأنه كما قيل " وبضدها تتبيّن الأشياء " لقد فرّق الشارع الحكيم في خصال الفطرة التي منها نتف الإبط وحلق العانة فلو أن إنسانا ما نتف إبطه وإنما حلقه حصل المقصود لأن المقصود النظافة والإزالة لكن المشكل نلاحظ أن الشارع الحكيم حينما ذكر النتف في الإبط دون الحلق وذكر الحلق في العانة دون النتف لا بد أن هذا وذاك كان لحكمة قد تظهر لبعض الناس وقد تخفى على آخرين ولكن إن نتف عانته فقد حقق الغاية الكبرى التي إزالة الشعر حيث هناك بعض الأوساخ وبعض الترسبات تعلق، كذلك الإبط إلا أن الأفضل دائما وأبدا مراعاة معاني الألفاظ التي وضعها الشارع الحكيم لا شك في اختلاف في اللفظ واختلاف في المعنى لغاية هو يعرفها يعلمها وقد يعلمها بعض الناس .
فكما كنا، نقول هنا أنه إذا لم ينتف إبطه ولكن حلق حصلت الفطرة لكن بوسيلة دون وسيلة النتف، كذلك نقول العكس، هناك ( لعن الله النامصات ) يعني الناتفات لكن لما جاء التعليل بقوله ( المغيرات لخلق الله للحسن ) فلو حلقت أو استأصلت الشعر بالدواء فالنتيجة واحدة كما ذكرنا، غيره .
هل النمص يكون لشعر الحاجب فقط أم لكل شعر ؟
الشيخ : نعم لا فرق في ذلك وهذه مسألة يمكن أخذ الجواب عليها من التعليل السابق في الحديث ذلك لأن العلماء في الواقع يبدو أن بين أن بينهم اختلافا لما قال عليه السلام ( لعن الله النامصات ) هل يعني نمص الحاجب فقط دون ما سوى ذلك ؟ أم يعني الحاجب والوجه دونما سوى ذلك ؟ أم النص عام ؟ تجد بعض الشراح يذكرون الحاجب ( لعن الله النامصات ) يعني بحواجبهن وتجد شراحا آخرين يزيدون على ذلك ووجوههن وتجد شراح غير هؤلاء وهؤلاء يطلقون القول وهذا هو الصواب إذا ما نظرنا إلى التعليل السابق ( المغيرات لخلق الله للحسن ) فلا فرق بين تغيير المرأة لخلق الله في حاجبها بنتفه أو بحلقه وبين نتفها لخديها وبين نتفها لشعر ساقيها كل ذلك داخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام ( المغيرات لخلق الله للحسن ) لذلك لا يغتر أحدكم بما قد يقف في بعض الكتب على تفسير النمص بأنه نتف الحاجب أو الوجه ثم يقف عند ذلك ويفهم بمفهوم المخالفة أنه ما سوى ذلك جائز لأنه في هذه الحالة لا يستند إلى دليل شرعي مطلقا بل هو يخالف تعديل الحديث المذكور في آخر الحديث أولا زايد ... إطلاق الحديث حيث قال ( لعن الله النامصات ) ما قال النامصات بحواجبهن بوجوههن بأذراعهن إنما أطلق والإطلاق ينبغي أن يجعل إطلاقه كيف يأتي قيد يقيده على الرغم من عدم وجود مثل هذا القيد في شيء من الأحاديث الواردة عن الرسول عليه السلام فالتعليل المذكور في خاتمة الحديث تأكيد لهذا الإطلاق المغيرات لخلق الله للحسن كما بيّنا وشرحنا .
هل يجوز للمرأة أن تطيع زوجها فيما حرم الله كنتف الحاجب ؟
الشيخ : هذا أمر مفروغ منه حيث قال عليه الصلاة والسلام ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) وفي هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
وموعدنا في درس آت إن شاء الله .
السائل : ... نص الحديث ... .
الشيخ : نذكر إخواننا الذين اعتادوا أو يحبون أن يحضروا معنا درس الحديث الشهري فسيكون إن شاء الله يوم الجمعة الآتي في الساعة الثامنة والنصف أو التاسعة، أيه ؟
السائل : ... .
الشيخ : في الساعة الثامنة والنصف إلى التاسعة، يبدأ الدرس هاهنا في علم مصطلح الحديث .
السائل : ... الأستاذ كان .
الشيخ : ... من شاء فليجلس ليسمع قصيدة الأستاذ خير الدين ونلي .
قصيدة لخير الدين ونلي .
" وقل هو الله فرد واحد أحد *** سبحانه ما له زوج ولا ولد
وقل هو الله لا تشرك به أحدا *** وكيف يشرك بالرحمان مفتقد
الخلق يفنى ويبقى وجه خالقه *** والأمر لله فهو الحاكم الصمد
كل طاغي سوى الأصنام زاهقة *** والحق يعلو وشمس الحق تتقد
قد ينكر النور أعمى ليس يبصره *** و ... به من جفنه رمد
لكنه ظاهر والله ناصره *** وإن تطاول دون الباطل الأمل
الله لا يغفر الإشراك قاطبة *** فالشرك يحبط ما حلواوما عقدوا
والشرك يذهب بالأعمال *** ينثروها نفى الرياح رمادا حين تحتصد
الله لا يترك الإنسان في عمه *** فالعقل نورا عليه الرسل تعتمد
ويبعث الله في الأقوام مرسلهم *** ليرشد الناس إن ضلوا وإن شردوا
هو اللطيف بخلق حين صوّره *** وليس يتركه في الغير يرتعد
وقل هو المصطفى المختار أحمدنا *** ختام من جاء بالآيات تحتشد
محمدا سيد الإنسان قاطبة *** وقدوة الناس لا ميز ولا قود
محمد جاء والأقوام عاكفة *** على التماثيل تدعوها وتعتقد
فحرر الفكر من أدران فلسفة *** وحرر القلب فالتوحيد معتقد
أعاد للفطرة البيضاء رونقها *** وطهّر النفس من حقد وكم حقدوا
وصاح بالناس هُبّوا من سباتكم *** فما الرّقاد مطيلا عمر من رقدوا
الشمس قد سطعت ما دونها حجبا *** وليس ينصعكم نوم ولا سهد
الدين يطلبكم والنصر منتظر *** والبحر يهدر والرايات تنعقد
أجابه بعضهم لبيك مرسلنا *** وعاهدوه فكانوا مثلما عُهِدوا
فحقق الله بالإسلام نصرته *** والنصر حققه القهار لا العدد
و ... الصحب ترسان إذا ركبوا *** وفي الدّجى خشع والقلب يرتعد
يخشون ربا ولا يخشون من أحد *** سواه ... لله واعتبدوا
أعفوا لحاهم فضجتم من لقائهم *** مرد الأعاجم في ساحاتها مردوا
جيش العزائم لم تُهزم له فئة *** وليس يهزم من بالله يعتضد
إن يطلب الدين منهم نور فرقدها *** عادوا وفي كل كف شعلة تقد
أو يطلب الدين منهم كل ما ملكوا *** أدوه راضية نفس فما تجد
لاقوا الشدائد ما لانت قناتهم *** وجاهدوا في سبيل الله واجتهدوا
هذا بلال على الرمضاء مضجعه *** يقولها أحد أعظم بها أحد
وذي سميّة لم تخش عواقبها *** كأل ياسر والتعذيب متقد
في الله قد صلبوا في الله قد سحبوا *** في الله ما شهدوا في الله ما وجدوا
أقسمت بالله ما بخلقه قسم *** وكل حلف بغير الله منتقد
وأقسمت أن رمال ال ... ما *** شهدت عزا لغير كتاب الله يستند
أقسمت أن رسول الله ما عرفت له *** شبيها سهول الأرض والجدد
وأن أمته خير القرون بهم ... *** الطواف إلى الدنيا بما جهدوا
الله يعلم كم ضحوا وكم ... *** والأرض تشهد والأعداء قد شهدوا
فعن عدالتهم في مصر عَمْرَهم *** وسل سمرقند والأجناد تحتشد
واسأل عن العلم والعمران أندلسا *** واسأل عن الزرع كم شقوا وكم حصدوا
واسأل عن الروم إذلانت عاشكتهم *** واسأل عن الفرس كم صدوا وكم حشدوا
وانظر إلى السور سور الصين تدحضه *** كتائب الحق فالأسوار ترتعد
وفي ذرى ... رايات لهم خفقت *** والبحر أطلسه يعلو به الزبد
... في البحر فاتحة *** وسار أسطولهم والموج منعقد
وردد الكون والأملاك قاطبة *** الله أكبر دين الله معتضد
وقل هو الأمن والإيمان قد نشرا *** فوق البرايا فكم أثنوا وكم حمدوا
وقل هو الصدق والإخلاص قد غمرا *** كل الدنا وتولى الحقد والحسد
وقل هو الجود والإيثار قد سهل *** دين المكارم وانحلت به العقد
الناس يجمعهم حب ومرحمة *** والأرض يحكمها عدل ومستند
اليسر في الدين فالتكييف طاقتهم *** وأمرهم بينهم شورى بها سعدوا
والعفو شيمتهم والطهر سيمتهم *** والنبل خلتهم والصبر والجلد
آباؤنا الطيب لا ذل ولا وهن *** وقومنا الحمص لا كبر ولا صيد
بالدين قد نصروا والله حافظهم *** والدين حرّكهم من بعد أن جمدوا
لا يصلح النفس إلا بالذي صلحت *** به الجدود ولا الإجماع منعقد
من حاد عن سنة الهادي وشرعته *** معذب ها هنا والنار ترتصد
لا ينصر الله إلا حين ننصره *** لا تستقيم ظلال عودها أود
وكل من يدعي الإسلام معتقدا *** بلا جهاد فهذا عيشه نكد
وكل ما يزرع الإنسان يحصده *** فأحسن الزرع يحسن حين يُحتصد
وكل نفس بما تسعى محاسبة *** يفنى الوجود ويبقى الواحد الأحد ... .
خطبة الحاجة لدرس جديد من شرح كتاب الترغيب و الترهيب .
شرح كتاب الترغيب والترهيب : وعن أم الفضل رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على العباس وهو يشتكي فتمنى الموت فقال : يا عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك وإن كنت مسيئا فأن تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك لا تتمن الموت. رواه أحمد والحاكم واللفظ له وهو أتم وقال صحيح على شرطهما.
هذا الحديث من جملة تلك الأحاديث التي سبق بعضها في الدرس السابق وفيها حض المسلم على أن لا يتمن الموت لمصيبة أو ضرر ألمّ به وإنما يتمنى من الله عز وجل أن يحيى حياة طيبة مباركة لما سبق من أحاديث كثيرة ومن أجمعها قوله عليه الصلاة والسلام ( خيركم من طال عمره وحسن عمره ) فإذا.
إذا هو فليتمن من الله عز وجل أن يميته عاجلا لذلك لما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عمّه العباس وهو في حالة مرض مضن شديد فيما يبدو حمله على أن فقد صبره وتمنى الموت من ربه تبارك وتعالى فوعظه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله يا عباس، عم رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( لا تتمنى الموت ) فإن تمنيك الموت يكون في حالة من حالتين إما أن تكون محسنا فتنقضي حسناتك بانقضاء حياتك فيكون تمنيك الموت ليس من صالحك ( لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك ) وهذا واضح وعلى العكس من ذلك ( إن كنت مسيئا فأن تُؤخر تستعتب ) أي تطلب العتبى والعذر من الله عز وجل بأن تتوب إليه وتدارك ما فاتك من العمل الصالح فهو خير لك أيضا، أن تُؤخر تستعتب من إساءتك، تتوب منها إلى الله وترجع إليه وتطلب منه الرضا خير لك فإذًا أن يعيش المسلم حياة طويلة لا يستعجل الأمر ولا يطلب الموت حتى ولو كان مسيئا في عمله لأنه يجد فرصة يستدرك في الحياة الباقية له ما فاته من التوبة النصوح العاجلة ( لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك وإن كنت مسيئا فأن تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك لا تتمنى الموت ) .
11 - شرح كتاب الترغيب والترهيب : وعن أم الفضل رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على العباس وهو يشتكي فتمنى الموت فقال : يا عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك وإن كنت مسيئا فأن تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك لا تتمن الموت. رواه أحمد والحاكم واللفظ له وهو أتم وقال صحيح على شرطهما. أستمع حفظ
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب. رواه البخاري واللفظ له ومسلم. وفي رواية لمسلم لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعو به من قبل أن يأتيه وإنه إذا مات انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا .
السائل : ... .
الشيخ : أما هنا، في الحديث الثاني يقول ( لا يتمنى ) فهو نفي بمعنى النهي واللفظ مختلف ( لا يتمنى ) (ولا يتمن ) اللفظ يختلف بين أن يكون نهيا وبين أن يكون.
12 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب. رواه البخاري واللفظ له ومسلم. وفي رواية لمسلم لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعو به من قبل أن يأتيه وإنه إذا مات انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا . أستمع حفظ