شرح كتاب الترغيب والترهيب : وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي . رواه مسلم .
1 - شرح كتاب الترغيب والترهيب : وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي . رواه مسلم . أستمع حفظ
الكلام على الطوائف المنكرة لصفات الله .
إذًا بعد ما بيفهموا هذا الفهم الخاطئ بينسفوا الصفة كلها وبيقولوا إذًا ليس بسميع لكن ما الذي اضطركم وحشركم من هذا المأزق حتى تقولوا سمع الله كسمعنا والحمد لله كثير من الفرق لم يقعوا في هذه الضلالة أي في ضلالة إنكار السمع الإلاهي والبصر الإلاهي الظائف المشهورة كالأشاعرة والماتوريدية ما وقعوا في مثل هذا التأويل في هاتين الصفتين ولكن ما بالهم لم يطردوا في هذا الفهم السليم لكل الصفات الإلاهية فكما نقول سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا وكلام الله ليس ككلامنا انتهى الأمر لا سيما وقد خلق الله عز وجل في هذا العصر أية لتنبه الغافلين من هؤلاء الناس أنه يا جماعة لماذا تشبهون الله عز وجل حينما تسمعون أنه وصف نفسه بالكلام (( وكلّم الله موسى تكليما )) .
إيه هذا بيستلزم أنه الله يكون له فم ويكون له شفتين ويكون له أسنان ويكون له لعاب يكون له حنجرة وإلخ.
فربنا خلق في هذه العصور ألة صماء بكماء مع ذلك تتكلم بلسان عربي مبين ليس لها جوارح موجودة عند البشر فإذا كان الله خلق من المادة مادة تتكلم بدون جوارح، أليس الله عز وجل الذي خلق هذه المادة بأقدر ولا نسبة بطبيعة الحال أن يتكلم بدون إيش؟ هذه الجوارح وهذه الآلات ذلك أمر واضح جدا جدا .
من هنا يتبين ضلال. مخالفة مذهب السلف الصالح لما يلزم من ذلك من تعطيل نصوص الكتاب والسنة بأتفه الشبه فها نحن الآن في هذا الحديث القدسي يقول الله لعبد من عباده يوم القيامة .
ماذا يفهم أي إنسان يعني أوتي شيئا من الفهم للغة العربية، يقول الله والعبد يرد عليه بيقول يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ أليس معنى هذا أنه في مخاطبة بين الرب سبحانه وتعالى وبين عبد من عباده هذا أمر بدهي جدا جدا، مع ذلك ألغيت هذه البدائل من الأمور بفلسفة دخلت إلى المسلمين قديما فعطّلت عليهم عشرات بل مئات النصوص من الكتاب والسنة كما ألمحت إليكم أنفا وهذا هو المثال بين أيديكم .
إذًا يجب أن نؤمن بأن الله عز وجل يقول لعبد من عباده يوم القيامة عبدي مرضت فلم تعدني فيأتي الجواب كيف أعودك وأنت رب العالمين .
هذا الذي أردت أيضا أن ألفت نظركم إليه .
فوائد الحديث .
عيد عباسي : من الأسئلة .
هل الصلاة أثناء الأذان مشروعة وما الدليل على ذلك ؟
الشيخ : لا شك أن من سمع الأذان وهو يصلي فاستمراره في صلاته أمر جائز أما الدليل الذي يسأل عنه فيحضرني الآن شيئان اثنان، الشيء الأول القاعدة الأصولية التي تقول أن الأصل في الأشياء الإباحة وخلاف الأصل المنع يحتاج إلى دليل فحينما لم يأت دليل يمنع المصلي من الاستمرار في صلاته لأنه سمع الأذان كان هذا وحده كافيا في بيان جواز الإستمرار في الصلاة .
الدليل الثاني وهو دليل من باب (( ولا تقل لهما أفّ )) يعني قياس أولوي وهو أن الرجل إذا كان يصلّي يوم الجمعة فسمع الأذان فلم يمنعه الشارع من الاستمرار في الصلاة وإنما حينما يصعد الخطيب على المنبر ويبدأ في الخطبة حينذاك تنتهي الصلاة، هذا نصف في إيه ؟ يوم الجمعة في أذان يوم الجمعة ولا شك أن يوم الجمعة أفضل من سائل الأيام فإذا كان هذا كذلك في يوم الجمعة فغير أيام من باب أولى هذا هو الجواب عن السؤال .
هل قوله تعالى : (( ..... يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر و عشرا ... )) يعني أن المتوفى عنها زوجها يحرم عليها الكلام و الخروج من بيتها طيلة مدة العدة ؟
الشيخ : الآية لا يعني الصوم عن الكلام وهذا لا يُشرع في الإسلام وإنما تعني أن المتوفى عنها زوجها لا تخرج ولا تتزين ولا تتطيب ولا تلبس الأصباغ والحلي حدادا على زوجها ومن ذلك أنها لا تخرج من بيتها، ليس معنى المكث هنا في تعبير السائل هو المكث الصمت عن الكلام وإنما لا تخرج من البيت ومع ذلك فخروج هذه وكذلك المطلقة ثلاثا إذا كان في ضرورة فالخروج حينذاك أمر جائز لكن الكلام الذي تُمنع منه هو ما ابتلي نساؤنا بل رجالنا من الهدر من كثرة الكلام الذي لا طائل تحته وأنتم تعلمون مع الأسف الشديد أنه مجالس النساء قل ما يُذكر الله فيه فيها وقلّ ما يُدرس فيها شرع الله وإنما الحديث عن أمور الدنيا وأنواع الألبسة والموضات و و ما شابه ذلك، هذا الكلام بالذات هو الذي ينبغي على كل امرأة مسلمة أن تنتهي عنه وبصورة خاصة عن المعتدة إما عدة الوفاة وإما عدة الطلاق لكن هذا ليس معناه أنه جاء الخبّاز ودق الباب فخرجت هي فعلى طريقة بعض إخواننا كما قيل لنا أنه بتدق الباب بدو بقى هو يفهم بطريقة لا شتبه طريقة اللاسلكي بطبيعة الحال لحتى تفهم عليه ويفهم هو عليها فهذا الكلام جائز هنا لأنه لتحقيق المصالح التي لا بد منها لكن تقعد تعمل حديث وراء الباب مع أجير اللحّام أو الخباز ... ذلك كما هو عادة كثير من النساء مع الأسف اليوم وليس هذا فقط يعني الهدر من الكلام بل والبروز أيضا أمام الرجال بدون إيه ؟ حجاب وربنا عز وجل نهى في القرأن الكريم وقال (( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب )) .
عيد عباسي : (( وإذا سألتموهن متاعا )) .
الشيخ : (( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب )) ليس المقصود الحجاب الذي تلبسه المرأة إذا خرجت وإنما هو وراء حجاب ثابت وهو الباب وهو السّتار المدلاة خلف الباب ونحو ذلك .
فهذا من الأمور التي أمر الشارع بها بصورة عامة كل النساء وبصورة خاصة المعتدة منهن عدة الوفاة أو عدة الطلاق، الكلام يجوز لها في حدود الحاجة، الخروج كذلك يجوز لها في حدود الحاجة والضرورة لكن يجب أن لا تخرج مثلا لزيارة أختها لزيارة جارتها، هي بالعادة تخرج ومثل هذا الخروج إذا كان على وجه الشرع لا مانع منه أما الآن فعليها أن تمكث في البيت ولا تخرج أما الكلام فهو مباح في حدود الإباحة الشرعية .
السائل : عفوا أستاذ ... دكتور ... النساء ... البيت يعني الرجل كان مثلا .
الشيخ : ما دام ممكن يجي الدكتور وهي عندها أجرة الدكتور فلا يجوز لها أن تخرج، نعم.
5 - هل قوله تعالى : (( ..... يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر و عشرا ... )) يعني أن المتوفى عنها زوجها يحرم عليها الكلام و الخروج من بيتها طيلة مدة العدة ؟ أستمع حفظ
هل التجارة في الذهب مشروعة في الإسلام ؟
الشيخ : الجواب مثل أي تجارة ولكن أيّ تجارة يجوز بيعها وشراؤها بدون حدود شرعية وإلا بالحدود الشرعية ؟ طبعا الجواب في الحدود الشرعية، كذلك الذهب والفضة وكل المعادن الثمينة أو الرخيصة يجوز بيعها وشراؤها ولكن في حدود الأحكام الشرعية، الآن في مشكلة الواقع ما أدري كيف ستحل مادام الوضع الاجتماعي للمسلمين ليس مجتمعا إسلاميا مع الأسف ذلك أن الشرع يحرّم بيع الذهب بالذهب متفاضلا، يحرم بيع الفضة بالفضة مع التفاضل وإنما مثلا بمثل وزنا بوزن يدا بيد نقدا .
فاليوم بماذا نشتري الذهب؟ ينبغي أن يُشترى بمعدن غير الذهب هو الفضة مثلا هو أي معدن آخر لكن مع الأسف العملة الفضية بدأت تتلاشى وتذهب من أيدي الناس ويحل محلها إيش الورق العملة الورقية والفرق بسيط يعني بين عملة ورَقية وبين عملة ورِقية يعني بين فتحة وبين كسرة في الراء أو على الراء، الشرع يبيح أن تشتري الذهب بالفضة مهما كان التفاوت لكن لا يجوز لك أن تشتري الذهب في المصنوع مثلا حليا بوزن من الذهب أكثر من وزن الحلي، هذه مشكلة واقعة فيها جماهير المسلمين اليوم، والطريقة في صنع الحلي المباح بطبيعة الحال أنك تطلب من الصائغ أن يصنع لك نوعا معينا من الحلي تتفق معه قداش الوزن من وزن الذهب كذا وأجرته كذا فتعطيه ثمن الذهب ولو ذهبا لأنه هو سيصيغه بالوزن ثم تعطيه أجرة أجره أو أجرته بالمقدار المتفق عليه سواء من الذهب أو من الفضة أما أنه تجي تأخذ حلي جاهز وزنه لو فرضنا مائة غرام بيساوي كذا ليرة ذهبية لو فرضنا خمسة فهو بيأخذ منك خمسة ونصف أو ستة، خمسة ثمن الذهب قيمة الذهب الي فيها الحلي والباقي أجرته هذا لا يجوز إسلاميا لذلك جاء في بعض الأحاديث أن رجلا أراد أن يبيع طوقا فيه قطع من الذهب وفيه قطع من الخرز أمره عليه السلام بأن يفصل هذا عن هذا ويبيع الذهب لوحده وهذا كله لسد باب الربا بين المسلمين لكن المسلمين مع الأسف الشديد استحلوا الربا المكشوف بطريق البنوك فأنى لهم أن يتنبهوا لمثل هذا الربا المطوي والذي لا يعلمه إلا أهل العلم، أهل العلم والاختصاص بالشريعة، الشاهد أن التجارة كل التجارة مباحة ومن ذلك المعادن بكل أنواعها ولكن في حدود أحكام الشريعة من ذلك أن لا يكون هناك ربا والربا باب واسع في الشرع تعرف أحكامه من الأحاديث الصحيحة ومن شرحه للعلماء والفقهاء لها .
السائل : ... .
الشيخ : لا غير محدد .
عيد عباسي : هنا في سؤال جديد يتعلق بالموضوع ما هي الضوابط الشرعية في عملية التجارة بالذهب ؟ كما هي حال ارتفاع وهبوط سعر الذهب، ... الأستاذ أن لا يكون ربا ؟
الشيخ : ... أي نعم، الآن السؤال غير وارد بعد البيان السابق، نعم.
الذهب الأبيض هل له نفس أحكام الذهب الأصفر و ما حكم تركيب أضراس من ذهب سواء في الضرورة أو غيرها ؟
الشيخ : الذهب الأبيض فيما علمنا نقلا لأني لست صائغا علمنا أن الذهب الأبيض نوعان والأصل فيه هو المعدن المعروف البلاتين ولما كان البلاتين أثمن وأغلى من الذهب المعروف الأحمر لجأ الصُّوّاغ وهم كما جاء في بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة ( أكذب الناس الصوّاغ ) بس حديث ضعيف وموضوع ها ما تأخذون على أنه حديث عن الرسول عليه السلام ! الشاهد فلما لاحظ الصوّاغ بأنه البلاتين صار له قيمة عند الناس وصار فيه إقبال قلدوه وذلك بأن صبوا بعض المواد الكيميائية على الذهب الأحمر فصار الذهب الأحمر أبيض يبرق وسموه إيش؟ بالذهب الأبيض إذًا سيكون الجواب على التفصيل إن كان الذهب الأبيض هو يعني البلاتين له حكم وإن كان الذهب الأبيض هو الذهب الأحمر الملبس بالبياض فهذا له حكم ثاني .
البلاتين صحيح أنه أغلى من الذهب أو لا يجوز لي أن أقول هذا الكلام في الواقع بعد ارتفاع أسعار الذهب الارتفاعات الفاحشة كما نسمع فقد يمكن أن يكون البلاتين الآن صار أرخص الله أعلم ما بيهمني هذا لكن يوم كان البلاتين أغلى من الذهب فالتحريم لا يشمله لأنه تحريم الذهب ليس لأنه يعني أثمن من أي معدن آخر، هناك الجواهر التي يسمونها بالأحجار الكريمة هي أغلى من الذهب بكثير، مع ذلك فهي مباحة خاصة بالنسبة لمين؟ للنساء، ف ... التحريم لا يلاحظ فيه غلاء المعدن هذا وإنما يلاحظ فيه النص، النص حرّم الذهب لذلك إذا كان البلاتين هو بلاتين فهو جائز وبالتالي يكون حشو الأضراس أو كسوة الأضراس بالبلاتين إذا جاز أو صح ذلك طبيا أصح شرعا من كسوتها بالذهب الأحمر لأنه الأصل في الذهب الأحمر التحريم .
إذًا البلاتين مباح استعماله التزين به إلخ .
الذهب حرام كله على الرجال وإنما يحل منه للنساء ما عدا الذهب المحلق كما هو مفصل في رسالة " آداب الزفاف " فإذا لم يتمكن الطبيب المختص بتصليح الأضراس من كسوة الأضراس بالمعدن أول بلاتين لسبب ما حينئذ يجوز كسوة الأضراس بالذهب الأحمر ولو للرجال لأنه صحيح الذهب محرم لكن له مستثنيات فهناك قصة رجل من الصحابة اسمه عرفجة بن سعد كان أصيب أنفه في وقعة كُلاب في الجاهلية، أرنبة أنفه طاحت، في وقعة في الجاهلية فقبل إسلامه كان اتخذ آنفا من فضة من وَرِق فأنتن عليه ولما أسلم وما أسلم إلا لأنه علم أن الإسلام به تحل المشاكل كلها في الدنيا قبل الآخرة ومن مشاكله أنه لما اتخذ الأنف من وَرِق من فضة أنتن عليه صدّى وهذه طبيعة الفضة فعلا هالي بيتعاطوا اللّحام بها يعرفون أنه صدء كصدء النحاس تقريبا أخضر، فأنتن عليه فجاء إلى الرسول صلوات الله وسلامه عليه وشكى له الأمر فأمره عليه الصلاة والسلام بأن يتخذ أنفا من ذهب فلا يخفاكم أن هذا الأمر فيه رحمة فيه سعة على عباده المؤمنين لأنه إذا كان هو حرّم عليهم التحلي بالذهب باعتبارهم رجال فقد وسّع عليهم بعض السعة عند الحاجة والحاجة هنا هي محاولة إعادة خلق الله عز وجل إلى ما كان عليه قبل أن يعتدى عليه من عبد من عباده فالأنف خلقه عز وجل كما ترون كاملا فلما ذهب رأسه صار الإنسان صاحبه مشوها فرخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل عرفجة بن سعد بأن يتخذ أنفا من ذهب، تُرى هل اتخاذ الأنف من ذهب الإنسان أحوج إليه وأشد اضطرارا إليه أم الضرس وحشوه وكسوته بهذا شو بيسموه ؟ الطربوش هذا؟ لا شك أنه هذا أحوج إليه من قضية أرنبة الأنف لأنه هذا فيه كما أشرنا إعادة أو محاولة إعادة الوضع إلى ما كان عليه وإلا بيستطيع أنه يعيش بدون أي تضرر لا ظاهرا ولا باطنا بينما إذا الإنسان استغنى عن معالجة أضراسه بهذه المعالجات العصرية اليوم ربما أدى ذلك إلى فساد معدته وذلك قد يضرّ بحياته بل قد يؤدي بها.
خلاصة القول يجوز استعمال البلاتين بدون أي ضرورة لأنه معدن غير محرم أما الذهب .
7 - الذهب الأبيض هل له نفس أحكام الذهب الأصفر و ما حكم تركيب أضراس من ذهب سواء في الضرورة أو غيرها ؟ أستمع حفظ
شرح كتاب الترغيب والترهيب : وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة . رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه
8 - شرح كتاب الترغيب والترهيب : وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة . رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه أستمع حفظ
وعنه رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة . رواه ابن حبان في صحيحه
في هذا الحديث فضيلة خاصة للمسلم الذي يجمع بين هذه الخصال الخمس في يوم واحد ومنها عيادة المريض فمن فعل ذلك كما يأتي في الحديث التالي ضمن الله عز وجل له الجنة قال عليه السلام ( خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد جنازة ) شهود الجنازة تحتاج إلى شيء من التوضيح بخلاف عيادة المريض فقد كفى ما تكلمنا فيه آنفا وسابقا أما شهود الجنازة فلها دلالة عامة فهي تشمل تشييعها وتشمل الصلاة عليها وتشمل حضور دفنها ولا شك أن اللفظ إذا أطلق في اللغة العربية فهذا الإطلاق ينصرف إلى المعنى الأشمل الأعمّ فحينئذ قوله عليه السلام في هذا الحديث ( شهد جنازة ) لا يعني مجرد أنه صلى عليها في المسجد أو في المصلى وإنما يعني كل ما سبق ذكره من تشييع الجنازة من ساعة خروجها من بيتها ثم الصلاة عليها إما في المسجد وإما في المصلى وهذا أفضل ثم متابعة تشييعها وحضور دفنها ( فمن عاد مريضا وشهد جنازة ) بهذا المعنى ( وصام يوما ) هذا اليوم مطلق ولكنه لا بد من تقييده بأن يكون يوما لم ينه الشارع الحكيم عن صيامه وإنما يكون يوما مباحا صومه على الأقل إن لم يكن من الأيام التي يُفضل صومها على سائر الأيام كيوم الإثنين ويوم الخميس ونحو ذلك، لكن المهم أن يكون هذا اليوم الذي يصومه هذا الذي يستحق دخول الجنة أن يكون صوما جائزا فلا يصوم مثلا يوم الجمعة وحده لأن الرسول عليه السلام كما سبق معنا مرارا قد نهى عن تخصيص ليلة الجمعة بقيام ونهى عن تخصيص نهارها بصيام .
فأيّ يوم صام وكان صوما جائزا فهو الذي يشمله هذا الحديث ( وراح إلى الجمعة ) كذلك الرواح إلى الجمعة له درجات فتُرى هل المقصود أعلاها أم أدناها ؟ الذي يتبادر إلى الذهن ما قلناه آنفا في شهود الجنازة أي المعنى الأعم والأشمل والأفضل ذلك لأن الذي يذهب إلى صلاة الجمعة في السّاعة الأولى اسمه راح إلى الجمعة ومن ذهب في الساعة الأخيرة وبالكاد أدرك الخطبة ثم الصلاة أيضا راح إلى الجمعة لكن هذا الأمر الأخير هذا أقل ما يجب على الإنسان فهل المقصود بمثل هذا الحديث الذي قيّد فيه هذه الفضيلة العظيمة لصاحبه هو أن يذهب لصلاة الجمعة فقط، الظاهر أن المقصود بهذا الذي راح إلى الجمعة كما في حديث البخاري ( من راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشا ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرّب دجاجة ومن راح في السّاعة الخامسة فكأنما قرّب بيضة ) لا شك أن هنا لا يقصد من كان له بيضة فقط فضلا عن أنه يقصد من ليس له حتى ولا بيضة حين يذهب إلى المسجد وقد طُوِيت الصحف وصعد الخطيب على المنبر.
إذًا في هذا الحديث حض على عيادة المريض وشهود الجنائز الجنازة من أولها وأن يصوم يوما مشروعا وأن يبكر في الذهاب إلى الجمعة، هذه هي الخصلة الرابعة أما الخصلة الخامسة فهي قوله ( وأعتق رقبة ) وهذا مع الأسف الشديد مما لا سبيل إليه اليوم والسبب واضح هو أننا نعيش في مجتمع إسلامي اسما على ... وليس حقيقة مع الأسف الشديد وعسى أن يعود إلى المسلمين عزهم ومجدهم ليتمكنوا من أن يقوموا ببعض ما ذهب عليهم من الفضائل بسبب انصرافهم عن العمل بما أنزل الله عز وجل ومنها عتق الرقاب .
9 - وعنه رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة . رواه ابن حبان في صحيحه أستمع حفظ
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس . رواه أحمد والطبراني واللفظ له وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وروى أبو داود نحوه من حديث أبي أمامة وتقدم في الأذكار .
( خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل ) أي كان له ضمان عند الله عز وجل أن يدخله الجنة وأن يعيذه من النار ( من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا ) هذا يُقال فيه كما قيل في الخصلة الأخيرة من الحديث السابق ( وأعتق رقبة ) لا سبيل اليوم إلى الخروج المذكور في هذا الحديث مع الأسف الشديد كما هو معلوم لدى الجميع، خصلة أخرى لعلها أيضا ممكنة ولكنها صعبة التحقيق ( أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره ) أقول لعله صعب باقي لعله غير ممكن لأن الإمام إذا اطلق في اللغة العربية الشرعية إنما يُقصد به الإمام المُبايع البيعة الإسلامية المعروفة على السمع والطاعة في غير معصية، هذا مع الأسف غير موجود في العالم الإسلامي اليوم وعسى أن يعود إلى المسلمين كما قلنا آنفا مجدهم وعزّهم وذلك بأن يكون عليهم خليفة مسلم يحكم بينهم بما أنزل، هذه الخصلة هي أن يدخل المسلم على مثل هذا الإمام المذكور أو المشار إليه آنفا ( يريد تعزيره وتوقيره ) التعزير هنا هو عين التوقير، قول تعزيره وتوقيره فقوله ( وتوقيره ) عطف بيان وتفسير للتعزير المذكور في الحديث ذلك لأنه لفظة التعزير في اللغة من ألفاظ الأضداد وهذا منه أمثلة كثيرة في اللغة العربية، لفظة واحدة تعطي معنيين متعاكسين يفسّره ويحدده السياق والسباق هنا فُسّر بمعنى مرادف للمعنى المُراد هنا فالتعزير تعرفون مثلا من الأحكام الشرعية في كتاب الحدود باب اسمه باب التعزير والمقصود به تأديب لمن ارتكب خطأ شرعيا وليس عليه حد منصوص عليه في الشرع فيُعزره الإمام الحاكم بما يراه أو بما يرى فيه تأديبه، هذا اسمه تعزير فهل في هذا التعزير توقير، العكس فيه شيء من الإهانة ولذلك فالتعزير يأتي بمعنيين بمعنى الإهانة وبمعنى الإكرام والتوقير، هذا المعنى الثاني هو الذي أريد به هنا والدليل على ذلك واضح من حيث عطف وتوقيره على تعزيره ويقول أهل العلم كيف يكون التعزير من ألفاظ التضاد أو الأضداد مع هذا الفرق في المعنى يقولون لأن هناك قدرا مشترك فالتعزير سواء كان بمعنى التوقير الذي أريد به هنا أو كان بمعنى يستلزم شيئا من الإهانة ففي كل من المعنيين ما قدر مشترك وهو المنع فحينما يدخل الداخل على الإمام يريد تعزيره وتوقيره يريد أن يمنع عنه أي شيء يؤذيه لذلك فمعنى التعزير هنا متحقق لكن بهذا التفصيل كذلك حينما ينفّذ في مخطئ ما أو مذنب ما حدّ غير منصوص عليه وإنما من باب التعزير، أيضا يُقصد بهذا التعزير منع هذا الذي عُزّرَ من أن يعود مرة أخرى إلى فعلته السوأى.
إذًا ففي كل من المعنيين قدر مشترك سواء قُصد به التوقير أو قُصد به الإهانة، إذا قُصد به التوقير قُسد منع ما يُؤذي الموقّع وإذا قُصد به معنى الإهانة قُصد به منع هذا الذي يُهان بالتعزير أن يعود إلى فعلته السيئة.
ثم قال عطفا على ما سبق وهي الخصلة الخامسة والأخيرة ( أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس ) هو ويبدو أن هذه الفقرة الأخيرة هي ليست في كل زمان وفي كل مكان وإنما في زمن الفتن، ذلك لأنه من المعلوم في الإسلام أن الإسلام مبني على المخالطة الذي يستلزم القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن كان قعيد البيت فهو لا يحضى بمثل هذه الفضائل ولا سيما وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يُخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) فهذا هو الأصل في المسلم أن يكون اجتماعيا ولكن ليس اجتماعيا بالطبع كما يقولون في علم الاجتماع لأن الاجتماعي الطبع ليس له حدود هناك يلتزمها ونواحي أخرى يجتنبها وإنما يكون اجتماعيا بالشرع حيث أمره الشرع يقف وحيث أمره يتقدم يتقدم.
وهكذا فالأصل في المسلم أن يكون هكذا اجتماعيا إلا في ظروف طارئة ففي هذه الظروف يأتي حكم يناسب الحال ففي فهمي لهذا الحديث أن الفقرة الأخيرة تنطبق في زمن الفتن التي يغلب فيها على المسلم أنه إذا خالط أصيب بضرر في دينه أو في عرضه ولذلك فلا بد من قياس ونظر في الموضوع بحيث لا ننسى هذه المنقبة فنطرد القاعدة السابقة ( المؤمن الذي خالط الناس ) إلخ فالتطريد هذه القاعدة ينسينا هذه المنقبة وتطريد هذه المنقبة ينسينا تلك القاعدة ولذلك فلا بد للمسلم من أن يكون حكيما يزين الأمور بميزان دقيق، أقول هذا لأن كثيرا من الناس منذ مئات السنين، منذ قرون طويلة كتبوا كتبا وألّفوا رسائل في الحض على العزلة فكتاب " الإحياء " " إحياء علوم الدين " للغزالي من كتبه كتاب عنوانه كتاب العزلة وللإمام الخطّابي المحدث اللغوي المشهور كتاب خاص أيضا في العزلة مطبوع .
فهنا يجري مناقشات كثيرة وكثيرة جدا بين الذين يميلون بطبيعتهم إلى العزلة وهم على الغالب من الصوفية يجري بين هؤلاء نقاش طويل وبين أهل العلم الذين يتولون دائما مخالطة المجتمع والقيام بما أمر الله به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حدود الاستطاعة كما قال عليه السلام ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع ) إلى آخر الحديث.
فكانت المناقشة تجري بين الفريقين ما بين مفضّل للعزلة وما بين مرجح للمخالطة وكان الصواب من بين المذهبين هو التفصيل الذي أشرت إليه آنفا، إذا خالط المسلم مجتمعه وعاد ذلك عليه بالضرر الأكبر والأكثر فهنا محل العزلة ويلزم بيته ويسلم من أذى الناس ويسلم الناس من أذاه وإن كان العكس لأن الفوائد تحصل من مخالطتهم للمجتمع أكثر من انطوائه على نفسه وجلوسه في بيته فحينئذ المخالطة أفضل من هذا الجلوس.
10 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس . رواه أحمد والطبراني واللفظ له وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وروى أبو داود نحوه من حديث أبي أمامة وتقدم في الأذكار . أستمع حفظ
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما فقال أبو بكر أنا فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا فقال أبو بكر أنا فقال من تبع منكم اليوم جنازة فقال أبو بكر أنا قال من عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة . رواه ابن خزيمة في صحيحه .
11 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما فقال أبو بكر أنا فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا فقال أبو بكر أنا فقال من تبع منكم اليوم جنازة فقال أبو بكر أنا قال من عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة . رواه ابن خزيمة في صحيحه . أستمع حفظ