شرح كتاب الترغيب والترهيب :
الكلام على حديث مسلم المتردد في صحة نسبته إلي صحيح مسلم : وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا. رواه مسلم.
2 - الكلام على حديث مسلم المتردد في صحة نسبته إلي صحيح مسلم : وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا. رواه مسلم. أستمع حفظ
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة . رواه مسلم .
3 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة . رواه مسلم . أستمع حفظ
فائد لغوية من الحديث السابق .
شرح الحديث .
الكلام على طلوع الشمس من مغربها الذي يكون من أشراط الساعة.
عيد عباسي : (( وإذا النجوم انكدرت ))
الشيخ : (( وإذا النجوم انكدرت )) (( وإذا الجبال سيرت )) هذا كله إشارة إلى أن هذا الكون المنظم بهذا التنظيم سيتصرف فيه رب العالمين تصرفا يغيّر في هذا الكون ما يشاء من تغيير كما قال (( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار )) فمن أوائل الإشارة إلى هذا التغيير الجذري إنما هو طلوع الشمس من مغربها فالذي يُطلعها كل يوم من مشرقها ليس بعاجز أن الله عز وجل يُطلعها من مغربها إذانا بأن هذه الدنيا انتهت ولذلك جاء الوصف السّابق بأن يوم تطلع الشمس (( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن ءامنت من قبل )) هذا أول شروط الساعة والتي اصطلح العلماء على تسميتها بشروط الساعة الكبرى فالرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول هنا ( بادروا بالأعمال ستا ) أولها طلوع الشمس من مغربها ذلك لأن الأمر حينذاك خطير، المسلم المذنب إذا لم يتب قبل طلوعها لا تنفعه توبته، الكافر إذا لم يتب من كفره لم تنفعه توبته وهكذا فهنا تجب المبادرة إلى التوبة من الأعمال الطالحة وبالأولى والأحرى أن يبادر الكفار والمنافقون أن يعودوا إلى ربهم ويؤمنوا بإسلامهم .
طلوع الشمس من مغربها .
الكلام على الدخان الذي يكون من أشراط الساعة .
الكلام عن بدعة ذكر الله بـ " الله الله الله " كما يفعله الصوفية .
لذلك فالذكر بهذا اللفظ المفرد بدعة في الدين لا سيما مع عدم وروده فهو مصادم للأذكار الواردة كما أشرنا إلى ذلك آنفا .
أما أنه مبتدع لغة فقد يكون هذا غريبا على بعض الناس ولكن من كان عندهم شيء من العلم بآداب اللغة وبنحوها فهو يعلم أن هذا الكلام ليس له جواب مبتدأ لا خبر له فهذه جملة مبتورة ناقصة الله ما باله؟ لو قيل الله عظيم الله جليل الله عزيز الله كريم الله عليم كانت جملة تامة ثم يبقى النقد من عدم حيث ورودها أم ... الله الله وإنما تقول اللهُ اللهُ اللهُ إذا وقفت أما إذا لم تقف فلا بد من الوصل تقول اللهُ اللهُ اللهُ هذا لو صح من حيث اللغة ... يصح الوقوف على متحرك كما أنه لا يجوز التحريك وهو ساكن ... يقول الله الله الله الله الله وإنما اللهُ اللهُ اللهُ إذًا لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله ) يعني من يشهد أن الله وحده لا شريك له لا يعني وعلى وجه الأرض من يذكر الله بلفظ الله الله لأن هذا أولا كما قلنا غير مشروع وثانيا لو كان مشروعا فهل هو ركن من أركان الإسلام والواقع أنه كانت جرت مناقشة بيني وبين بعض المشائه وقد احتج بهذا الحديث على شرعية بما يسمونه بالذكر المفرد فاعترضت عليه بما سبق بيانه وبالحديث الآخر الذي هو بلفظ ( لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول لا إله إلا الله ) هذه الجملة تامة وهذه مفسّرة للرواية الأولى ( لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله ) أي من يقول لا إله إلا الله بعد هذا قلنا لو سلمنا جدلا بأن هذا الذكر مشروع وهو غير مشروع قطعا فهل هو ركن ؟ قال لا يعني ركن من أركان الإسلام؟ قال لا، فرض من فرائض الإسلام؟ قال لا، واجب من واجبات الإسلام عند من يفرق بين الفرض والواجب؟ قال لا، سنة مؤكدة؟ قال لا، ماذا سيكون؟ سيكون سنة مستحبة مندوبة يعني لها فضل خاص، قلت لو فرضنا أن أمة المسلمين حافظوا على عقيدتهم الصحيحة وحافظوا على القيام بكل الفرائض والواجبات والسنن كلها لكن تركوا مستحبا من المستحبات ومنها هذا الذكر الذي نعتقد أنه مبتدع هل يستحقون أن تقام الساعة عليهم قال لا، قلنا إذًا هذا دليل قاطع على أن تفسير الحديث كما يبدو لبعض الطرقيين لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله، يعني من يذكر الله الله، مو صحيح لأنه لو تركنا هذا الذكر ما بنكون شرار أهل الأرض وقد قال عليه السلام ( لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ) فمن هؤلاء شرار الخلق؟ هم الكفار أي هم الذين لا يشهدون لله بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة، هذه جملة معترضة .
تتمة الكلام على الأحاديث الواردة في الدخان .
في عندك أسئلة ؟
كيف الجمع بين الحديثين : ( ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه ويستنون بسنته ...) وحديث : ( رأيت النبي ومعه الرهط والرهطين ...) ؟
الشيخ : أعد علي السؤال ؟
عيد عباسي : كيف يمكن الجمع بين قولي الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه ويستنون بسنته ) والحديث الآخر ( رأيت النبي ومعه الرهط ) ( ومعه الرهطين ) ( وليس معه أحد ) ؟
الشيخ : الذي يبدو لي والله أعلم في الجواب أن الحديث ما من نبي إلا، شو نص الحديث ؟
عيد عباسي : بعث، ( ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه ) .
الشيخ : ( ما بعث الله من نبي إلا كان في قومه من يهتدي بهديه ) هذا من النصوص العامة التي تخصَّص بالحديث الآخر الذي عُرض فيه على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم النبي وليس معه أحد أي إن الغالب وهذا أمر مقطوع به نظرا وبصرا الغالب أن الله عز وجل حين بعث الأنبياء فلا بد أن يكون هناك من يستجيب لدعوتهم ولكن ما بين أن يكون المستجيب قليلا أو كثيرا ولكن هذا لا ينفي أن يكون هناك بعض الأفراد من الأنبياء لم يستجب لهم أحد فالحديث الأول يُحمل على الغالب من شأن الدعاة مع المدعوين، شأن الأنبياء مع المدعوين فعلى الغالب يستجيب المدعوون لدعوة الأنبياء لأنها دعوة حق مع الاختلاف كما قلنا في الكثرة والقلة لكن أحيانا لا يستجيب للرسول أحد إطلاقا وهذا من جملة الامتحان والإبتلاء من الله عز وجل .
إذا التوفيق بين الحديثين بقاعدة حَمْل العام على الخاص وبذلك يزول الإشكال وهذا لا يشكل على طلاب العلم لأنه كمثل قوله تعالى مثلا (( حرمت عليكم الميتة والدم )) فهذا يشبه تماما لو سأل سائل كيف التوفيق بين الآية وبين قوله عليه السلام ( أحلت لنا ميتتان ودمان الحوت والجراد والكبد والطحال ) الجواب (( حرمت عليكم الميتة )) إلا، كذلك الدم إلا يعني هذا النص عام، النص القرآني نص عام خُصّص منه ما ذكر في الحديث، كذلك المبدأ العام أنه كل نبي بعثه الله عز وجل استجاب له من استجاب إلا نأخذ استثناء من الحديث الثاني وعُرض عليه النبي وليس معه أحدا إذا عام وخاص هكذا الجمع.
عيد عباسي : سؤال آخر .
10 - كيف الجمع بين الحديثين : ( ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه ويستنون بسنته ...) وحديث : ( رأيت النبي ومعه الرهط والرهطين ...) ؟ أستمع حفظ
عن أبي هريرة قال : ( إنما الإيمان كثوب أحدكم يلبسه مرة ويخلعه أخرى ) وعنه مرفوعا : ( إذا زنى الزاني خرج منه الإيمان فكان كالظلة فإذا انقلع رجع إليه الإيمان ) و قال أحمد عن ابن عباس أنه قال لغلمانه : ( من أراد منكم الباءة زوجناه لا يزني منكم زان إلا نزع منه الله نور الإيمان فإن شاء أن يرده رده وإن شاء أن يمنعه منعه ) في هذه الأحاديث أن الإيمان يثبت مرة واحدة أو ينفى مرة واحدة فكيف يجمع بين هذا وبين الآيات الدالة على زيادة الإيمان ونقصانه وهل الأحناف يقولون أن الزاني يكفر ؟
الأحاديث تدل حسب ما بدى لي أن الإيمان ... مرة واحدة أو ينفى مرة واحدة فكيف يجمع بينها وبين الآيات التي تدل على زيادة الإيمان ونقصانه وما تعليل استشهادكم على مذهب الأحناف في الموضوع بأنه الإيمان يكون أو لا يكون بحديث إيمان الزاني هذا مع أنه يوافق مذهبهم كما يبدو وجزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : أعطيني الورقة، ... الحديث الأول لا أذكر إذا كان ثابتا أو لا وهو ( إن الإيمان كثوب أحدكم يلبسه مرة ويخلعه أخرى ) هذا لا أعرفه ... .
عيد عباسي : موقوف هو على كل .
الشيخ : لا الموقوف غيره .
عيد عباسي : ... عن أبي هريرة .
الشيخ : أه صح نعم .
عيد عباسي : ... .
الشيخ : وفي كمان عن أحمد موقوف الذي يستحق التعليق في ظني على هذا السؤال هو الحديث المرفوع الذي ذكره السائل بعد الحديث المروي عن أبي هريرة الموقوف الأول، هذا على أنه موقوف أنا لا أذكر إذا كان ذلك ثابتا عن أبي هريرة أم لا.
أما الحديث الثاني وهو قوله عن أبي هريرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا زنا الزاني خرج منه الإيمان فكان كالظلة فإذا أقلع رجع إليه الإيمان ) هذا الحديث لا متمسك به لمن ذهب إلى أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وأرجو من السائل والسامع في أن واحد أن يكونوا أو أن يحاولوا أن يكونوا ممن تحدث رسولنا صلى الله عليه وسلم عنهم بقوله ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) فهو ينبغي أن ينظر في الحديث نظرة صادقة متجردة عن تأييد مذهب على مذهب فإذا كان هذا الحديث كما يتوهم السائل يؤيد مذهب الحنفية فهل الحنفية يقولون أن الزاني زنا زنا كفر فالحديث نفسه لا يقول به الحنفية خلافا لما توهم السائل ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) هم الأحناف أنفسهم وهذا في الواقع مما يقيم الحجة عليهم بكلامهم لا يجدون تفسيرا لهذا الحديث ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) وهو مفسّر لهذا الحديث إلا على طريقة الجمهور من السلف الصالح الذين يقولون إن الإيمان ليس فقط في الاعتقاد بل وفيه يدخل أيضا العمل الصالح ومن هنا جاء إعتقادهم الآخر الصحيح أن الإيمان يزيد وينقص وهذا صريح في القرآن الكريم ولذلك فقوله عليه السلام في الحديث المذكور ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) كيف تأوله الأحناف أنفسهم، قالوا ( وهو مؤمن ) كامل الإيمان إذًا الإيمان له مراتب وله درجات فيدخل فيه نقص ويدخل فيه زيادة فتأويلهم للحديث هو تأييد لرأي الجمهور الذين يقولون بأن الإيمان يزيد وينقص وأن الإيمان من معناه العمل الصالح .
إذا عرفنا هذه الحقيقة ورجعنا إلى هذا الحديث فلا يمكن أن يفسّر هذا الحديث لا على مذهب الجمهور الذين يقولون بأن الإيمان يزيد وينقص ولا على مذهب الحنفية الذين يقولون الإيمان لا يزيد ولا ينقص وإنما هو حقيقة واحدة .
السائل : ... .
الشيخ : ترائي من ؟ ... فقوله ( إذا زنى الزاني خرج منه الإيمان فكان كالظلة ) نحن إذا نظرنا هنا إلى لفظتين أول الإيمان وثانيا الظلة فهل نأخذ لفظة الإيمان بالمعنى الجامد الذي لا يقبل الزيادة والنقص وهذا لا يقوله علماء السلف قاطبة وهنا بالذات لا يقوله الحنفية أيضا لأنهم لو قالوا خرج منه الإيمان معناها أنهم قالوا بقولة الخوارج وهو أن ارتكاب الذنب الكبير هو خروج من الدين وهذا والحمد لله لا يقول به الحنفية لذلك فهم سيضطرون إلى تأويل الإيمان هنا بمثل ما أولوا الحديث الآخر ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) أي وهو مؤمن كامل الإيمان فهنا يخرج منه الإيمان كله وإلا الإيمان الكامل الذي يستلزم ألا يقع في مثل هذه المعصية، هذا التأويل الأول، أن نقول إيمان يعني الإيمان الكامل أما الإيمان المنجي من الخلود يوم القيامة فأقل منه بكثير ينجي .
هذه اللفظة ينبغي النظر إليها أولا لفهم الحديث على الوجه الصحيح، اللفظة الأخرى ( فكان عليه كالظلة ) هذا لا يعني أن الإيمان خرج منه خروجا حتى لو فسرنا الإيمان بالإيمان المطلق أي خرج الإيمان .
طيب اللفظة الأخرى ( فكان عليه كالظلة ) هذا لا يعني أن الإيمان خرج منه خروجا حتى لو فسرنا الإيمان بالإيمان المطلق أي خرج الإيمان الكامل والناقص بحيث لم يبق في قلبه شيء من الإيمان، لو فسرنا هذا التفسير أيضا فلا يعني الحديث أنه هذا الرجل خرج منه الإيمان وانفصل عنه بالكلية أي إنه مات موتا معنويا أي إنه صار كافرا، لا، لأنه خرج منه وصار متعلقا به تعلق الظلة بالمظلل بالظلة وأقرب شيء نستطيع أن نفسر تعلق الإيمان والحالة هذه بصاحب هذه الجريمة خروج الروح من الإنسان وهو نائم ففرق بين خروج الروح من الإنسان وهو نائم فهو لا يزال حيا لكن حياته غير الحياة الطبيعية وهو يقظ وعلى العكس من ذلك خروج الروح من بدن الإنسان نهائيا فيصبح بدنه كالخشبة، هكذا نستطيع أن نفرّق بين خروج الإيمان كله من الإنسان فيموت موتا معنويا كما يموت الجسد بانفصال الروح منه انفصالا كليا وبين أن يموت نصف موتة أو بعض موتة إذا صح التعبير بأن يخرج من الإنسان هذا الإيمان الكامل الذي لا يليق بهذا المجرم الذي ارتكب الزنا فإذًا هذا خروج لا يزال الإيمان متعلقا بصاحبه كما لا تزال الروح متعلقة بصاحبها في حالة نوم الجسد ولا تزال الروح متعلقة .
فإذًا خرج منه الإيمان الكامل ولم يخرج منه خروجا مطلقا بحيث لم يبق له علاقة فإذا انقلع هكذا جاء في اللفظ وأظن أقلع رجع إليه الإيمان فأخذ الحديث، خلاصة القول، أخذ الحديث ودراسته دراسة سطحية ظاهرية هذا أولا ليس من طريقة العلماء إطلاقا لا فرق بينهم بين الماتوريدية مثلا والأشاعرة في ما يتعلق بموضوع الإيمان زيادته وعدم زيادته .
وماذا يقول السائل في مثل الحديث الصحيح وهو أصح من هذا ( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ) هل نفسره هكذا على الظاهر؟ لا إيمان مطلقا، لا أحد يقول بهذا لا حنفي ولا شافعي إذًا لا إيمان كاملا ( ولا دين لمن لا عهد له ) لا دين كاملا وهكذا.
كذلك هذا الحديث ينبغي أن يُفسّر ملاحظا فيه الإيمان الكامل أولا وشيء زايد وهو أن يكون عليه كالظلة ليس منفصلا عنه بالكلية لذلك إذا ما أقلع عن الذنب عاد هذا الإيمان إلى صاحبه لأنه لم ينفصل عنه بالكلية .
ومن هذا البيان والشرح أظن يؤخذ الجواب عن سؤال السائل حين أتبع ما سبق بقوله وقال أحمد حدثنا عبد الرحمان بن مهدي عن سفيان عن إبراهيم المهاجر عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال لغلمانه " من أراد منكم الباءة زوجناه لا يزني منكم زان إلا نزع الله منه نور الإيمان فإن شاء أن يرده رده وإن شاء أن يمنعه منعه " فهنا نزع الله منه نور الإيمان بُيّن المنزوع وليس هو الإيمان نفسه وإنما نوره وهذا بدهي، يقول السائل الأحاديث السابقة تدل حسب ما بدى لي أن الإيمان يثبت مرة أو يُنفى مرة واحدة، يُثبت مرة أو يُنفى مرة واحدة فكيف يُجمع بينها وبين الأيات التي تدل على زيادة الإيمان؟ قد عرفنا يا أخي الجواب إنه مادام الإيمان يزيد وينقص فالمنفي هو الإيمان الكامل وليس أصل الإيمان وقد ضربت مثلا آنفا واضحا جدا ( لا إيمان لمن لا أمانة له ) ومثله أحاديث كثيرة لا إيمان كاملا وإلا إذا أخذنا الأحاديث وفسرناها على ما يريد السائل تركنا مذهب أهل السنة جميعا على مابينهم من اختلاف في زيادة الإيمان ونقصانه والتحقنا بالخوارج الذي يكفرون المسلمين بمجرد وقوعهم في بعض المعاصي الكبيرة .
11 - عن أبي هريرة قال : ( إنما الإيمان كثوب أحدكم يلبسه مرة ويخلعه أخرى ) وعنه مرفوعا : ( إذا زنى الزاني خرج منه الإيمان فكان كالظلة فإذا انقلع رجع إليه الإيمان ) و قال أحمد عن ابن عباس أنه قال لغلمانه : ( من أراد منكم الباءة زوجناه لا يزني منكم زان إلا نزع منه الله نور الإيمان فإن شاء أن يرده رده وإن شاء أن يمنعه منعه ) في هذه الأحاديث أن الإيمان يثبت مرة واحدة أو ينفى مرة واحدة فكيف يجمع بين هذا وبين الآيات الدالة على زيادة الإيمان ونقصانه وهل الأحناف يقولون أن الزاني يكفر ؟ أستمع حفظ
ما تعليل استشهادكم على مذهب الأحناف في الموضوع بأن الإيمان يكون مرة أو لا يكون بحديث إيمان الزاني هذا مع أنه يوافق مذهبهم كما يبدوا ؟
12 - ما تعليل استشهادكم على مذهب الأحناف في الموضوع بأن الإيمان يكون مرة أو لا يكون بحديث إيمان الزاني هذا مع أنه يوافق مذهبهم كما يبدوا ؟ أستمع حفظ
ما معنى حديث : ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ) ؟
الشيخ : نعم هذا بحث يطول لكن خلاصته .
السائل : الحديث ... .
الشيخ : بين .
عيد عباسي : ( الرجل والكفر ترك الصلاة ) .
السائل : ... .
الشيخ : ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ) فمن ترك الصلاة فقد كفر، الكفر نوعان كفر اعتقادي وكفر عملي إذا كان المسلم المسلم الذي نعرفه مسلما يشهد أن لا إله إلا الله وقد يصلي مرة ولو في رمضان ولا يصلي في أكثر الأيام، إذا كان تركه للصلاة عن عقيدة بمعنى إنه يتركها إعتقادا لعدم وجوبها وعدم فرضيتها فهذا كفره كفر اعتقادي لأنه قد حلّ في قلبه عقيدة ليست هي عقيدة المسلمين وإنما هي عقيدة الكفار الذين يتحسرون يوم القيامة فيقولون (( ولم نكن من المصلين )) أما إذا كان تركه للصلاة كسلا مع اعتقاده بفرضيتها ووجوبها و ... ذلك من الله عز وجل فهذا كفره كفر عملي وليس كفرا اعتقاديا ومعنى كفر عملي أنه يعمل عمل الكفار فالكفار لا يصلون فأي مسلم لا يصلي فلا شك أنه عمل عمل الكفار فإذا اقترن بعمله هذا عقيدتهم فهو منهم بالمائة مائة يكون كفره حينذاك كفرا اعتقاديا وكفرا عمليا أما إذا خالفهم في العقيدة فهم لا يؤمنون بالصلاة وبشرعيتها أما هو فيؤمن بها وبشرعيتها لكنه يدعها اتباعا لهواه واغترارا بركضه وراء دنياه ونحو ذلك فهذا يكون كفره كفرا عمليا أي إنه يعمل عمل الكفار فهذا مادام اعتقاده مخالف لاعتقاد الكفار فمن الظلم البيّن الواضح أن نحكم عليه بالكفر لأنه يخالف الكفار، الكفار لا يؤمنون بشرعية الصلاة ولا يدينون الله بها أما هذا فهو مؤمن ومصدق وفي كثير من الأحيان ولو بينه وبين ربه يقول "رب اهدني رب اغفر لي" فلا يجوز القول بأن الذي يترك الصلاة كسلا هو كافر كفرا اعتقاديا لأنه هذا يخالف ما في قلبه يخالف اعتقاده، هو يعتقد بأن الصلاة مشروعة والكافر لا يعتقد ذلك فاختلف من هذه الحيثية أي من حيثية العقيدة، الكافر يجحد ويكفر شرعية الصلاة، المسلم يؤمن بها ويصدق ويسلّم تسليما لكن يلتقي هذا المسلم الفاسق حين يترك الصلاة مع الكافر من الناحية العملية لذلك ( بين الكفر والرجل ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر ) قد كفر لا شك ولكن هذا الكفر تارة يفسر بأنه كفر اعتقادي وذلك حينما يشارك الكفار في إنكار شرعية الصلاة كما هو شأن بعض المنحرفين من الشبيبة الناشئة اليوم وتارة يُفسّر هذا الكفر بأنه كفر عملي وليس كفرا اعتقاديا وهذا خاص بالذين يشاركون المسلمين جميعا بالإيمان والتصديق بشرعية هذه الصلوات ولكنه يخالفهم بأنه لا يصلي معهم إما دائما لا سمح الله وإما في بعض الأحيان فإذا هذا الإنسان أنكر شرعية الصلاة صار كفره كفرا اعتقاديا عمليا وحينئذ يكون الحديث في حقه على ظاهره فمن ترك الصلاة فقد كفر، فمن ترك الصلاة عملا واعتقادا فقد كفر كفرا اعتقاديا ومن ترك الصلاة مؤمنا بها ولكن كسلا فهذا كفره كفرا عمليا وليس كفرا اعتقاديا، هذا جوابنا باختصار وهذا البحث مما تكرر منا كثير وشيء من التفصيل وأرجو أن يحفظ حتى لا يتورط الإنسان بتفسير بعض الأحاديث تفسيرا على طريقة الخوارج قديما وحديثا وهذه مصيبة نحن وقعنا اليوم في بعض البلاد الإسلامية ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) لا بد أيضا هذا اللفظ من تفسيره على النمط السابق وإلا تضارب الحديث مع الآية (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )) الشاهد أن كلا من الفئتين المتقاتلتين إحداهما باغية كل منهما وصفهما ربنا عز وجل بأنها مؤمنة، كيف مؤمنة والحديث بيقول وقتال المسلم كفر؟ يأتي التفصيل السابق، إن استحل قتله فهذا يلحق بالكفار اعتقادا وعملا وإن اعترف بأنه مخطئ في قتاله لكن متبعا لهواه فكفره كفر عملي وليس كفرا اعتقاديا والسلام عليكم .