خطبة الحاجة لدرس جديد من شرح كتاب الترغيب والترهيب .
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بادروا بالاعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة . رواه مسلم .
2 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بادروا بالاعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة . رواه مسلم . أستمع حفظ
تتمة الكلام على الدخان الذي يكون من أشراط الساعة .
تتمة شرح حديث أبي هريرة في قوله : (... أو الدجال ) .
بيان ضلال ميرزا غلام أحمد القادياني .
فميرزا غلام أحمد القادياني تأوّل نزول عيسى بقوله ( لينزلن فيكم عيسى بن مريم ) أي مثيل عيسى بن مريم فجاء بمضاف زعم ( لينزلن فيكم عيسى ) لا ليس عيسى وإنما مثيل عيسى، هكذا كما يقول المتأولة قديما وحديثا (( وجاء ربك )) أي جاء أمر ربك ونحو ذلك من التآويل ثم ادّعى ميزرا غلام أحمد القادياني أن الله عز وجل أوحى إليه بالنبوة وأنه قال له في جملة ما قال في زعمه يا أحمد أنت عندي بمنزلة توحيدي وتفريدي أحمد القادياني عند الله في زعمه بمنزلة توحيد الله عز وجل وهذا ينكشف ضلال هذا الإنسان لمن بقي في قلبه ذرة من إيمان كما تدرج هذا الدجال يقول بعض العلماء أن الدجال الأكبر هكذا أيضا يتدرج فيدعي المهداوية ثم العيساوية ثم الربوبية لكن الذي جاء في الأحاديث أنه يدعي الربوبية فممكن أن يتدرج كما هو شأن جلّ المبطلين والدجالين ويمكن أن يخرج فورا يدعي الربوبية .
تتمة الكلام حول الدجال وصفاته وفتنته .
فهذه من صفات الدجال مما يتعلق بخوارقه لكن صفاته البدنية الشائنة المعيبة والتي لا تليق بالرب تبارك وتعالى أنه أعور واختلفت الروايات في تعيين اليمنى أو اليسرى لكن اتفقت كلها على أنه أعور ويقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للصحابة وهو يصف لهم هذا الدجال ( إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ) ويزيد في تنبيه المؤمن على أن هذا الدجال يستحيل أن يكون هو الرب قال عليه السلام ( وإن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت ) فكيف يكون ربكم هذا وأنت ترونه ولن يرى أحدكم ربه حتى يموت ثم ترونه أعور وهذه عيب ونقص والله عز وجل له كل صفات الكمال
بيان أن الدجال شخص مخلوق والرد على من أنكر أنه شخص وقالوا هو رمز على الشر يعم البلاد في آخر الزمان و مهنم القادياني .
7 - بيان أن الدجال شخص مخلوق والرد على من أنكر أنه شخص وقالوا هو رمز على الشر يعم البلاد في آخر الزمان و مهنم القادياني . أستمع حفظ
بيان ما وقع فيه محمد رشيد رضا من التقليد للقادياني في مسألة تأويل أحاديث نزول عيسى بالخير و تأول أحاديث خروج الدجال بالشر .
لا يمكن للمسلم المتجرد عن الهوى إلا أن يؤمن بحقائق أحاديث الدجال وهي تؤدي إلى ما قدمنا إليكم آنفا شيئا من خلاصتها وهي كلها تنتهي إلى أنه رجل مخلوق ربنا عز وجل يسخر له بعض المخلوقات كالمطر وكالأرض ونحو ذلك ليبتلي بذلك عباده فإما الإيمان بهذه الحقائق وإما إنكار للأحاديث من أصلها لأن التأويل هو في الحقيقة إنكار للمعنى الذي تضمنته النصوص.
يتأولون مثلا الدجال بأنه الشر فكيف يوصف بالشر بأنه أعور ويتبع أن ربكم ليس بأعور وكيف يوصف بالشر بأنه لا يدخل مكة والمدينة ونحن مع الأسف الشديد نرى اليوم قد دخل مكة والمدينة شر كبير جدا من الخلاعة ومن الفتنة بالمال ونحو ذلك والأحاديث تُصرح بأن الدجال لا يدخل مكة والمدينة .
السائل : إخوان قرّبوا شوي .
الشيخ : لكن الدجال قد دخل هاتين البلدتين المقدستين .
8 - بيان ما وقع فيه محمد رشيد رضا من التقليد للقادياني في مسألة تأويل أحاديث نزول عيسى بالخير و تأول أحاديث خروج الدجال بالشر . أستمع حفظ
بيان أسباب النجاة من فتنة الدجال و بيان وجوب الإيمان بعلامات الساعة كما وردت في السنة الصحيحة و عدم تأويلها .
وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن من اعتاد على قراءة العشر الأول من سورة الكهف أمن فتنة الدجال ولخطورتها كان رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يستعيذ منها في صلاته ويأمر بذلك كل مصل فكان عليه الصلاة والسلام يقول ( إذا جلس أحدكم في التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ) فاستعاذة الرسول عليه السلام وأمره بهذه الإستعاذة دليل على خطورة هذه الفتنة لذلك فإذا كنا نتصور أن الدجال الأكبر بعيد عنا الآن فذلك لا يسوغ لنا أن لا نؤمن بخروجه إيمانا منا وتصديقا بالمُخبر به ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و يجب أن نتذكر بهذه المناسبة أن تأويل الدجال أو الدابة أو طلوع الشمس من مغربها بتآويل تلتقي مع مفاهيم الناس جميعا يجب أن نعلم أن الذي يحمل الناس على مثل هذا التأويل هو قلة إيمانهم أو ضعف إيمانهم لأن هذه أمور غيبية ثم كثير منها هي من خوارق العادة والناس قد ألفوا العادات فيصعب عليهم الخروج منها ليس فقط عملا بل وفكرا واعتقادا فمجيء إنسان كهذا الدّجال الأكبر يقول للسماء أمطري فتمطر إلى آخر المخاريق التي أشرنا إليها آنفا، هذا أمر غير معتاد لدى الناس جميعا ولذلك لا تتسع عقولهم المادية للإيمان بهذه الأخبار الشرعية فيجب أن نتذكر أن عدم الإيمان بها بعد ثبوتها إما كتابا كطلوع الشمس من مغربها كتابا وسنة كهذه الأية وإما كخروج الدجال الأكبر وقد تواترت الأحاديث الصحيحة فيه، عدم الإيمان بهذه الحقائق هو دليل فقدان الإيمان كُلّا أو جُلّا وقد قال الله عز وجل في وصف عباده المؤمنين المتقين أول ما وصفهم به هو الإيمان بالغيب فقال (( ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة )) فأول شرط الإيمان هو الإيمان بالغيب فكل ما اتسع إيمان المسلم لما جاء في الكتاب والسنة والسنة الصحيحة كلما كان أرضى وأقرب إلى الله تبارك وتعالى وكلما ضاق أفق تفكيره وقلبه عن أن يؤمن بآيات ربه وأحاديث نبيه كان ذلك أقرب إلى أن يكون، إلى، أقرب إلى الكفر منه إلى الإيمان .
فيجب إذًا أن نعرف أن من عقائد المسلمين الإيمان بخروج الدجال في آخر الزمان .
9 - بيان أسباب النجاة من فتنة الدجال و بيان وجوب الإيمان بعلامات الساعة كما وردت في السنة الصحيحة و عدم تأويلها . أستمع حفظ
بيان كيفية قتل عيسى عليه السلام للدجال .
ذكر أقسام خوارق العادات : أولا : معجزة وكرامة ، وثانيا : فتنة لصاحبه، والفرق بينهما . و ذكر أمثلة على ضلالات الصوفية في هذا .
هذان القسمان أمر متفق عليه بين علماء المسلمين الأمر الخارق للعادة تارة يكون معجزة أو كرامة وهذا طبعا شيء جميل وتارة يكون فتنة لمن تصدر منه أو يصدر منه ذلك الأمر الخارق للعادة وتمييز هذا النوع من ذاك النوع أو هذا القسم من هذا القسم إنما هو بالنظر إلى مصدر أي نوع من النوعين فإن كان مصدره رجلا مؤمنا نبيا أو صالحا فهو معجزة أو كرامة أما إن كان مصدره إنسان تراه لا يصلي لا يصوم بل قد تسمع منه كفريات يتأولها بعض الناس بتسميتها شطحات فهذا ليس كرامة لأن التي لأن الذي صدرت منه هذه الكرامة المزعومة لا يوصف بأنه صالح فضلا أنه يوصف بأنه نبي .
إذا عرفنا هذا فما نسمع من كثير من الناس من أنه فلان كان يمشي عاريا في الطرقات ومع ذلك صدرت منه خوارق عادات فهي له كرامات هذا لا يجوز أن ينسب إلى الإسلام إطلاقا وإنما هذه إما عبارة عن حيل و مخرقة ودجل من بعض هؤلاء الناس وإنما هو، أو هوابتلاء من الله عز وجل كما ذكرنا.
وهذا مذكور في القرآن الكريم (( ونبلوكم بالخير والشر فتنة )) الابتلاء بالخارق للعادة يكون خيرا تارة وفتنة تارة أخرى .
ومثل هذه الكرامات التي هي أحق بتسميتها بالإهانات قد امتلأت بطون كتب كثير مما يتعلق بتراجم رجال ينتسبون إلى التصوف وإلى ... .
11 - ذكر أقسام خوارق العادات : أولا : معجزة وكرامة ، وثانيا : فتنة لصاحبه، والفرق بينهما . و ذكر أمثلة على ضلالات الصوفية في هذا . أستمع حفظ
ذكر الشيخ لبعض الضلالات التي ذكرها الشعراني عن الصوفية في كتابه الضال المسمى طبقات الأولياء .
ومنهم فلان بن فلان رضي الله عنه كان كذا وكذا وكذا، ففي بعض هؤلاء المترجمين يقول وكان يقول " تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبا مع الله "، " تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبا مع الله ".
ناقض ومنقوض الرجل أولا في ظاهر هذه العبارة وصل إلى مرتبة الربوبية وليس الألوهية فقط وإنما الربوبية حيث يقول للشيء كن فيكون .
وهذه الصفة لم يكفر بها العرب في الجاهلية الأولى كانوا يعتقدون أن الذي يقول للشيء كن فيكون هو الله وحده لا شريك له ولكنهم أشركوا معه حين عبدوا غيره أما نحن ففي كتبنا حتى اليوم هذه العبارة من كرامات ذلك الإنسان أنه كان يقول " تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبا مع الله " فترى حينما كان يقول بزعمه للشيء كن فيكون كان مخلا بالأدب مع الله .
فما بال هذا الولي تارة يتأدب وتارة لا يتأدب، لو لم يكن في هذا الكلام شيء من الكفر الصريح لكفى أنه ينقض بعضه بعضا .
لأن الولي يتأدب مع الله في كل السنين أما هو يستمر يقول للشيء كن فيكون عشرين سنة، ترك ذلك عشرين سنة لماذا ؟ أدبا مع الله، وقبل ذلك ؟ وبعد ذلك ؟ كان غير متأدب مع الله .
هذا مما ذكر في كرامات هذا الإنسان وإنسان آخر يحكيه مؤلف الكتاب نفسه عن نفسه قال ذهب لزيارة رجل من الأولياء أدركه هو فوقف على الباب وإذا به يسمع صوت من فوق من شرفة كأنه تلاوة قرآن فأصغيت إليه قال فإذا هو يقرأ قرآنا غير قرآننا وختم ذلك بقوله اللهم ... ثواب ما تلوته من كلامك العزيز إلى شيخي فلان وشيخي فلان وفلان إلخ .
فمن هذه الختمة أو هذه الجملة تأكد الشيخ نفسه أنه هذا القرآن غير القرآن الذي بين أيدي المسلمين، هذا يا جماعة مطبوع يطبع في مصر حيث هناك الأزهر الشريف طُبع مرارا وتكرارا .
وماذا أحدثكم هذا مجال واسع واسع جدا !
ولو أن هذا صار في خبر كان لما كان لي أن أحدثكم بشيء من ذلك، نقول انتهى أمره، الحمد لله، لكن يا إخواننا من عرف منكم فقد عرف ومن لا فنحن نعرف أن هذه الطامات لا تزال تمشي في عروق جماهير المسلمين اليوم وفيهم الخاصة وفيهم المشايخ .
كان هناك في حلب رجل فاضل أرادوا أن يوظفوه إمام مسجد فأرسلوا إليه لاختباره فسأله المختبر هل أنت تؤمن بكرامات الأولياء .
12 - ذكر الشيخ لبعض الضلالات التي ذكرها الشعراني عن الصوفية في كتابه الضال المسمى طبقات الأولياء . أستمع حفظ
ذكر قصة حول سخافات و خزعبلات الصوفية و كراماتهم وقعت في حلب .
قال له مثل ما حدثنا به شيخنا أن خطيبا صعد على المنبر فبينما هو يخطب وإذا به يكاشف تلميذا له بأنه حاقن يعني مزروك .
وهو جالس يسمع خطبة الشيخ ومخجول أنه ينسحب بين الملأ جميعا فيلفت أنظار الناس فما كان من الشيخ الخطيب إلا أن مد له يده هكذا وبتعرفوا جبب المشايخ واسعة وأشار له هكذا يقول فدخل التلميذ من كمّ الشيخ وإذا به يجد هناك بستان وفيه مكان بيت الخلاء يعني فقضى حاجته ثم رجع وهو في مكانه ... !
قالوا أما هذه الكرامة فأنا لا أؤمن بها.
هذا رجل فاضل إلي عم بيمتحنه بهذه الخرافة، وبهذه السخافة .
ذكر القصة التي وقعت للألباني مع رجل يدعى فيه الولاية .
بيض وباذنجان بس شو هو أكلنا بيض لا ما ذكر أي شيء بس هيك خلط كلام حينئذ افتتحت كلمة بقوله تعالى (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) من هم؟ (( الذين ءامنوا وكانوا يتقون لهم البشرى )) (( الذين ءامنوا وكانوا يتقون )) علّقت على كلمة الإيمان والتقوى ولا ولستم بحاجة إلى مثل هذا التعليق .
إذًا الخلاصة أنه الولي بالله عز وجل هو المؤمن بالله إيمانا جازما لما جاء في الكتاب السنة الصحيحة والعامل بأحكام الشريعة أمرا واجتنابا، وبلا شك ما ابتدأت الكلام بمثل هذا إلا لأصل إلى ضيفنا هذا لأقول أنه هناك ناس يتظاهرون بالولاية وقد يأتون بأمور خارقة للعادة فيظنها بعض الناس كرامات وإنما هي إهانات وتكلمت طويلا في هذا الصدد ثم سكتت ففوجئت بكلام المضيف رجل عاقل والله يا أستاذ نحن كنا نعتقد هكذا مثل ما إنت بتقول أنه الكرامة والولاية هي العمل بالكتاب والسنة، الشاهد مو هون الشاهد فيما يحكيه هذا الرجل كيف طوّر عقيدته الصحيحة إلى العقيدة الباطلة بمجيء رجل كان من أهل القرية وعاش في الأزهر الشريف عشرين سنة أو نحو ذلك يرجع إليهم ويعلمهم خلاف الإسلام وأن المهابيل هذول هذول أولياء الله و " الحجر إلي ما بيعجبك بيفجك " .
قال كنا نعتقد أنه هذا هو الإيمان وهذا هو الإسلام كما ذكرنا حتى جاءنا هذا الشيخ فأخذ يحدثنا بحكايات وقصص تتلخص أنه الله عز وجل له أشخاص سره فيهم إذا نظرتم إليهم ما يعجبكم لا عملهم ولا أقوالهم ولا أفعالهم لكن هذولا من كبار الأولياء هذول بتشوفوهم هنا تاركين للصلاة لكن الصلوات الخمس بيصلوها في المسجد الحرام ها الكلام لهم بتشوفوهم مفطرين عم ياكلوا في رمضان لكن الحقيقة صائمين أنتم هيك بتشوفوهم مفطرين.
من هذه المخاريق والأكاذيب لكن المهم القصة الآتية حكاها الشيخ الأزهري للجماعة فقلب أهل القرية إلى أمثال هؤلاء يؤمنون بالخرافات والأباطيل المخالفة للشريعة، شو هي القصة ؟ قال الشيخ الأزهري لأهل القرية في مجالسه، كان هناك في ما مضى من الزمان رجل عالم فاضل وكان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر كان يحتسب، ينزل إلى السوق فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى وقف ذات يوم على عطار وهو يبيع الحشيش المخدر المحرم فأنكر عليه كعادته في إنكار المنكر، قال الشيخ الأزهري لأصحابه فما كاد الشيخ ينكر على بائع الحشيش حتى سلب عقله وعاد كأنه بهيمة لا يفهم شيئا، وكان أتباعه وتلامذته من حوله فأخذوه إلى داره وهو لا يعي شيئا كالدابة لكنهم أهمهم الأمر فأخذوا يتساءلون كيف العلاج ؟ من نسأل ؟ من نطلب معالجته؟ إلخ.
قال فدلوا على رجل ذو الجناحين وهاي تساوي طامتها طامتين، ذو الجناحين يعني يعلم بالشريعة والحقيقة، يعني علم الظاهر وعلم الباطن .
وهذا من الدسائس التي أدخلت في الإسلام ليتسنى لأعداء الإسلام الهدم من الإسلام باسم الإسلام .
شو هذا يا أخي؟ هذه حقيقة، الحقيقة شيء والشريعة شيء.
شو هاي؟ هذا من علم الباطن، علم الباطن شيء وعلم الظاهر شيء، فدل على رجل ذو الجناحين زعموا فجاؤوا إليه وقصوا عليه قصة عالمهم فسرعان ما قال لهم، هنا العبرة، ذاك البائع للحشيش هو رجل من كبار الأولياء ولذلك فعالمكم أصيب بسبب اعتراضه على ذلك الولي فأنا باجمع بين المتناقضين في وصفه بين الولي الحشاش بائع الحشيش، هذه حقيقة أمره، هو ولي، هو بائع حشيش هذا الولي الحشاش هو من كبار الأولياء عند هؤلاء الناس لذلك ذو الجناحين نصح تلامذة العالم بأن يأخذوه، أن يقودوه لا يزالون كالدابة إلى ذاك الولي وإلى ذاك الولي الحشاش أي نعم وأن يطلبوا منه العفو والمغفرة لعالمهم ويعتذرون عنه بالنيابة حتى ... نفسه، وهكذا فعلوا فما كاد يطيب قلب الولي الحشاش على العالم العامل بعلمه ومثل إنسان كان نايم واستفاق .
ثم عرف العالم بطبيعة الحال مصيبته فاعتذر أيضا هو بدوره للولي الحشاش، هذه القصة حكاها لي صاحب الدار عن شيخه شيخ القرية وأن مثل هذه القصص جعلت القرية تؤمن بمثل هذه الطامات وهذه السخافات .
بيان الفرق الدقيق بين الكرامات و الإهانات .
لأنه يأتيهم من الكرامات بزعمهم ما حكوه عن أحد من أولياءهم، يقول للسماء أمطري فتمطر، شو بدكم كرامة أعظم من هذه، نحن ما نسميها كرامه هذا أمر خارق للعادة لكن لما رأينا هذا الرجل يدعي الربوبية كان ما صدر منه مما هو من خوارق العادات كان ذلك دليلا على أن هذه ليست كرامات وإنما هي مخاريق و تدجيل منه على الناس .
إذن الحكم الفصل بين الكرامة وبين الأمر الخارق للعادة إلي هو فتنة للناس هو أن ننظر إلى المصدر فمن كان مصدره وليا صالحا فهذا نؤمن بكرامته وهناك كرامات صحيحة وثابتة عن بعض الصحابة وبعض السلف لا ننكرها أبدا لكن نحن ننكر مثل هذه الكرامات التي هي في الحقيقة إهانات أما أصل الكرامة فنحن نؤمن بها.
وهي فصل من فصول الخوارق خوارق العادات يشترك في الخوارق الصالح والطالح والمميز هو العمل الصالح فمن كان ذا عمل صالح فما صدر منه من خوارق فهي كرامة ومن كان عمله طالحا فما صدر منه من خوارق فهي ليست كرامة بل هي إهانة وحسبكم دليل على هذا ما ذكرنا لكم من خوارق العادات التي يجريها الله تبارك وتعالى على يدي الدجال .
والآن نقف ههنا فقد طال الحديث وموعدنا في إتمام بقية الكلام على الفقرات للحديث في الدرس الآتي إن شاء الله .
كيف الجمع بين فضل الاجتماع على الذكر وقصة عبد الله بن مسعود في إنكاره على أصحاب الحلقات في المسجد ؟
إذًا كان على السائل أن يتساءل ما هو السّر؟ ما هو السبب في إنكار ابن مسعود تلك المجالس وتلك الحلقات إذا أنا لم أبيّن ذلك في بعض المناسبات .
أنا أقول الآن كلمة مختصرة هناك مجلس للذكر ذكر الله عز وجل أو مجلس للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولسى بينقصنا بدعة أخرى أنا أبتدعها قولا وتحذيرا لا أبتدعها فعلا وعلما هناك بدعة ثالثة وهي مجلس للصلاة لله تعالى، فيه مجلس ذكر الله وفيه مجلس للصلاة على رسول الله وفي مجلس للاجتماع على الصلاة لله تعالى، نجتمع في وقت من الأوقات بين المغرب والعشاء مثلا نصلي فيه ركعتين لله تعالى جماعة، سمعته بها الذكر شيء؟ ما سمعته، يا ترى ما موقف علماء المسلمين وطلاب العلم منهم فيما إذا إنسان خطر في باله ها البدعة ما الذي يجعل هذه البدعة بدعة ضلالة ؟ صلاة ركعتين لله عز وجل والأمر كما قال عليه السلام بحق الصلاة ( خير موضوع فمن شاء فليستقل أو يستكثر ) بعدين قال عليه الصلاة والسلام ( يد الله على الجماعة ) إذًا بدل ما يصلي كل واحد لوحده بنصلي ركعتين لله عز وجل في وقت جائز مو وقت مكروه بين المغرب والعشاء، نختار الوقت المناسب بنصلي ركعتين لله جماعة، هل منكم من منكر؟ أما الذين يعرفون هدي الرسول وسنته يقولون هذا منكر، ليه منكر؟ لأنه صلاة لله عز وجل؟ لا لأنه أحيط بهذه الصلاة ما لم يشرعه الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
هذا المثال وحده يكفيني الآن من إطالة الكلام على أي مجلس ذكر وعلى اي مجلس صلاة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه مجلس صلاة لله جماعة الظاهر إذا ما كان أفضل من تلك المجالس فهو لا يقل عنها في الفضيلة فما الذي منع من هذا وشرع ذاك ؟ الجواب عند العلماء والفقهاء و السلام عليكم ورحمة الله .
16 - كيف الجمع بين فضل الاجتماع على الذكر وقصة عبد الله بن مسعود في إنكاره على أصحاب الحلقات في المسجد ؟ أستمع حفظ
خطبة الحاجة .
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
تتمة شرح حديث أبي هريرة في قوله : ( .... أو الدابة ) .
هذا كل ما يمكن أن يقال في دابة الأرض وما سوى ذلك فهو رجم وظن لا يغني من الحق شيئا .
خطأ تفسير الكتاب والمعاصرين للدابة بأنها الجراثيم .
كثير من هؤلاء الكتّاب لا يظهر فيهم هذا الإيمان مع الأسف الشديد ولذلك فهم يميلون دائما وأبدا إلى تأويل النصوص الغيبية التي لا تتوافق مع الحوادث الواقعية يميلون إلى تأويلها بأمر عادي فمثلا هذه الدابة (( أخرجنا لهم دابة )) هذه الدابة قالوا عبارة عن جراثيم وساعدهم على ذلك أن في الآية السابقة تكلمهم (( أنّ الناس كانوابآياتنا )) .
عيد عباسي : (( كانوا بآياتنا )) .
الشيخ : (( أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون )) تكلم الناس فسروا التكليم بالتجريح جرح وهذا صحيح لغة ولكن علماء التفسير أولا والظاهر من النص ثانيا ليس بمعنى التجريح وإنما بمعنى المكالمة على أنه لم يفت بعض المفسرين الأثريين الذين يعتمدون في تفسير القرآن على القرآن والأثر الصحيح كالحافظ ابن كثير الدمشقي لم يفته هذا المعنى الذي ركن إليه بعض الكتّاب المعاصرين واعتمدوا عليه وحصروا المعنى فيه (( تكلمهم )) يعني تجرحهم، هذا المعنى قد ذكره الحافظ ابن كثير لكنه قال لا مانع من تفسير التكليم في الآية بالمعنيين كليهما فهي تكلمهم تكليما وتحدثهم تحديثا وهي في الوقت نفسهم أي تجرحهم تجريحا .
فيفسرون الدّابة هنا بالجرثوم أو المكروب لأنه هذا أصبح معهودا معروفا يؤمن الناس به لا فرق في ذلك بين المؤمن والكافر أما أن تبقى الآية وتبقى الأحاديث التي وردت في أشراط السّاعة على ظاهرها فهذا مما لا يتسع قلوبهم للإيمان به فإذ هذا ينبه بأن هذا من الانحراف الذي أصاب كثيرا من المسلمين القدامى في تأويلهم لنصوص الكتاب والسنة مادامت بعيدة عن منطقهم الخاص بهم.
فهذا خروج عن الوصف الأساسي في المؤمن الذي وصفه الله عز وجل في أول سورة البقرة فقال (( الذين يؤمنون بالغيب )) فالإيمان بدابة الأرض ككل أشراط الساعة يجب الإيمان بها دون أي تأويل الذي يؤدّي بصاحبه إلى التعطيل، التعطيل معناه الجحد فالمكروبات موجودة منذ أن لم تُعرف قبل أن لا يعرفها الناس فكيف يتحدث ربنا عز وجل بأن الله عز وجل يخرج للناس دابة تكلمهم وهذه الدابة بمعنى المكروب أو الجرثوم دائما تجرح الناس وتؤذيهم وقد تميتهم لذلك يجب أن يبقى هذا اللفظ المذكور في الآية وفي الحديث الدابة على ظاهرها فهي دابة تدب على الأرض أما الأوصاف التي تذكر كما ذكرنا في بعض الكتب فلا يلتفت إليها لعدم ورود الأثر الصحيح فيها .
تتمة شرح حديث أبي هريرة في قوله : ( ..... أو خاصة أحدكم ) .
... أن يكون عمرهم من أوساط الأعمار لا يتجاوز الستين والسبعين أيضا على المسلم أن لا يتكل على ما قد يستبعده من خروج الدجال أو الدابة أو طلوع الشمس من مغربها فأمامه أمر لا مفر له منه وهو خاصة نفسه الموت لذلك فعلى الإنسان أن يبادر إلى الأعمال الصالحة قبل أن يُفجأ بهذا الموت الذي كُتب على كل نفس حية .
تتمة شرح حديث أبي هريرة في قوله : ( .....أو أمر العامة ) .
الخلاصة من هذا الحديث واضح جدا وهو أن لا يركن الإنسان إلى هذه الدنيا وأن لا يفتتن بها وأن لا يلتهي بها عما يجب عليه من أن يتدارك نفسه قبل أن يُفجأ بشيء من هذه الأمور الستة وأقربها إليه الموت الذي سُمّي في القرآن باليقين .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك . رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما .
عيد عباسي : إذا ممكن تقدموا شوي ... .
الشيخ : ( شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك ) رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما .
في هذا الحديث نصائح عظيمة جدا الفقرة الأخيرة منها هي أوثق ما تكون بما نحن فيه حيث قال عليه السلام ( وحياتك قبل موتك ) فإذا جاء الموت انقطع العمل كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( إذا مات ابن آدم ) وفي رواية ( الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) فالمسلم السعيد الذي يتعظ بما وعظه به رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يستفيد ذكرى من مواعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكون غافلا عنها كلها أو جلها أو بعضها فاسمعوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يعظنا بقوله ( اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك ) نحن نجد مع الأسف الشديد عامة الشباب اليوم لا يعملون بهذه النصيحة بل يعكسونها ويقلبونها، إنهم يأملون أن يعيشوا حياة طويلة وأن يتداركوا في كهولتهم بل في شيخوختهم ما يفوتهم من الطاعة ومن قيام الواجبات في حالة شبابهم وأصبح أمرا معتادا أن يسمع أحدنا شخص يقول لآخر " إيه … عليك لسى يا أخي " خاصة فيما إذا تلحّى باللحية التي فرضها الله عز وجل على كل مسلم فيُبادرونه يثبطونه ويصرفونه عن المبادة إلى طاعة الله في مثل هذا الأمر، هذا أمر ظاهر لكن هناك أشياء أخرى نعرف آباء كثيرة يجدون بعض أبنائهم يبادرون إلى الصلاة وإلى المساجد وهم بعد لم يبلغوا سن التكليف "إيه ... وين رايح للدنيا برد الدنيا مطر" فبيثبطوه وتثبيطا فظيعا جدا ولولا قوة إيمان هذا الشاب لاستجاب لتثبيط أبيه، ... صغير هكذا يفعلون اليوم أما الذين استجابوا لموعظة الرسول عليه السلام حين قال ( اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك ... ) وقد كانوا على عكس ما نحن عليه اليوم تماما .
22 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك . رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما . أستمع حفظ
الكلام على قصة عبد الله بن عمرو بن العاص حين زوجه أبوه والكلام عن الغلو في الدين .
عيد عباسي : ... .
الشيخ : تراصوا يا إخواننا تراصوا لا تكونوا أنانيين خلوا المجال للآخرين.
عبد الله بن عمرو بن العاص كان شابا لما زوجه والده عمرو بفتاة من قريش وذات يوم يسأل والده كنته زوجة ابنه عن حالها مع زوجها فكنّت له بعبارة لطيفة قالت إنه لم يطأ لنا بعد فراشا يعني أنه تزوج لكن ما تزوج لأنه فراشنا ما وطأه بعد لماذا ؟ لأنه يصوم الدهر ويقوم الليل فمتى يتفرغ لزوجته؟ ولا شك أن مثل هذا الخبر يُزعج الوالد سواء من الناحية الدينية أو من الناحية الشخصية لأنه زوجّه ليحصنه وليريحه ومن الناحية الشرعية لا يجوز للمسلم أن يهتم بالعبادة أكثر مما شرع الله عز وجل لأن ذلك غلو في الدين وقد قال رب العالمين في كتابه الكريم (( قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )) (( لا تغلوا )) وقد وصف الرسول عليه السلام شيئا من الغلو في حالة كأن المسلمين فهموا من ذلك الوصف عكس ما أراد الرسول عليه السلام ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما حجّ حجة الوداع واقترب في إفاضته من المزدلفة إلى منى من منى قال لابن عباس التقط لي سبع حصيات مثل حصى الخذف وأشار ويقول العلماء أنه ذلك قدّ الحمصة الكبيرة وقال عليه السلام بهذه المناسبة لابن عباس ( وإيّاكم والغلو في الدين فإن ما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم ) فماذا يفعل الناس اليوم حينما يرمون الجمرات ؟ نرى العجب العجاب، الرسول صلى الله عليه وسلم وجّه المسلم أن يلتقط حصيات صغارا لأن المقصود ليس هناك محاربة مادية وإنما هي محاربة معنوية روحية فلذلك أوصى بعدم تكبير الحصاة ثم لعلها تصيب رؤوس كثير من الذين اجتمعوا حول الجمرة وهذا يقع كثيرا فإذا كانت الحصاة كبيرة فقد تؤذي من أصابته .
فاليوم نرى حول الجمرة النعال متراكمة بعضها فوق بعض لأن الجهّال من المسلمين لم يتأدبوا بأدب الدين فهم يتصورون هناك شيطان فعلا واقف ينتظرهم ليرجموه والحقيقة ليس كذلك وإنما هناك مكان خرج فيه شيطان لأبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام فرماه بالجمرة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة الشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر المسلمين من الغلو في الدين حتى في تكبير الجمرة الحصى التي يرمي بها الجمرة .
ففي العبادة وقيام الليل وصيام الدّهر هذا من باب أولى أن ينهى عنه الرسول عليه السلام فلما سمع عمرو من كنته ما سمع شكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمر فإما لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما أرسل إلي قال ( بلغني أنك تقوم الليل وتصوم النهار ولا تقرب النساء ) فقال قد كان ذلك يا رسول الله قال ( فإن لنفسك عليك حقا ولجسدك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولزورك ) أي من يزورك ولضيفك ( عليك حقا ) ثم أخذ يضع له عليه الصلاة والسلام منهاجا يلتزمه في حياته كلها لا يزيد على ذلك فهو كان يصوم الدهر كله قال له صم من كل شهر ثلاثة أيام والحسنة بعشر أمثالها فكأن صمت إيه ؟ الشهر كله في ثلاثة فماذا كان الجواب؟ هنا الشاهد قال يا رسول الله إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك هو بيقول عكس ما يقول الناس اليوم تماما يقولوا ... شلون شبابي أنه أضيّع وقتي في أقل من هذه العبادة التي أنا قائم بها ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام يرى ما لا نرى كما قالت السيدة عائشة له حينما قال لها عليه السلام ( يا عائشة هذا جبريل يقرؤك السلام ) قالت وعليه السلام يا رسول الله ترى ما لا نرى، أنت بتقل لي هذا جبريل يقرؤك السلام فعليه السلام وأنا أصدقك بما تقول لأنك ترى ما لا نرى فإذا كان الرسول عليه السلام يرى بالبصر ما لا نرى فهو أولى أن يرى بالبصيرة ما لا نرى بها ولذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يرى عاقبة مبالغة عبد الله بن عمرو في عبادته وقد حدث ذلك فعلا فلما قال ابن عمرو إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك قال له عليه الصلاة والسلام ( صم كذا ) حدد له أيضا ... آخر قال إني شاب إني أستطيع أكثر من ذلك يعيد نفس الكلام السابق وأخيرا قال له عليه السلام ( صم يوما وأفطر يوما فإنه أفضل الصيام وهو صوم داود عليه السلام والصلاة وكان لا يفر إذا لاقى ) قال يا رسول الله إني أريد أفضل من ذلك قال ( لا أفضل من ذلك ) هذا من حيث الصيام صيام الدهر لم يرضه له الرسول عليه السلام وإنما أعطاه صياما هو يساوي فعلا نصف الدهر وأجرا كل الدهر وهذا هو الكسب الحقيقي ومن حيث إحياء الليل كله الذي كان يفعله قال له عليه الصلاة والسلام ( اقرأ القرآن في كل شهر مرة ) .