خطبة الحاجة .
شرح كتاب الترغيب والترهيب : الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله عز وجل سيما عند الموت .
عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وقال حديث حسن . قراب الأرض بكسر القاف وضمها أشهر هو ما يقارب ملأها .
قراب الأرض بكسر القاف وضمها أشهر هو ما يقارب ملأها كنا قرأنا هذا الحديث عليكم في الدرس الماضي وعلقنا بما يسر الله تبارك وتعالى على الجنة الأولى منه وبخاصة قوله عليه الصلاة والسلام عن ربه ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ) فبينا أن الدعاء في الإسلام له أهمية عظيمة جدا وأن الدعاء واللجأ والتضرع إلى الله عز وجل هو سنة الأنبياء وأن مما أصيب به بعض الناس من انحراف عن الإسلام قولهم إن الدعاء لا يلجأ إليه المخلصون الواثقون لله عز وجل حتى قال قائلهم " طلبك منه تهمة له " وبينا أن هذا انحراف عن هذا الحديث وما في معناه من أحاديث بل وآيات كثيرة أشرنا إلى بعضها ليلة إذن والآن نتابع التعليق على ما بقي من هذا الحديث فالرسول صلّى الله عليه وسلم يحكي عن ربه أنه قال يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي والغرض من هذه الفقرة هو لفت نظر المسلم أن يكون دائما راغبا إلى الله عز وجل متضرعا إليه أن يغفر له ذنوبه وألا ينسى أنه بحاجة إلى عطف ربه عز وجل ومغفرته.
3 - عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وقال حديث حسن . قراب الأرض بكسر القاف وضمها أشهر هو ما يقارب ملأها . أستمع حفظ
شرح قوله : ( يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ) .
نعم في هذا الحديث حديث أبي هريرة الذي ذكرته آنفا إشارة إلى طبيعة الإنسان التي فطره الله تبارك وتعالى عليها وهي أن الإنسان لم يطبع ولم يفطر على عدم المعصية لأن الله تبارك وتعالى بحكمته خلق المخلوقات على قسمين، قسم مكلف وقسم غير مكلف القسم المكلف يشمل الإنس والجن والملائكة ثم جعل هذا القسم قسمين قسما معصوما عن المعصية وهم الملائكة فقط وذلك قول الله تبارك وتعالى (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) فملائكة الله هذه فطرتهم أنهم لا يعصون الله تبارك وتعالى وإنما طبيعتهم أن يأتمروا بأمره عز وجل ومن هنا نستطيع أن نذكر ببطلان القصة التي تنسب إلى هاروت وماروت ويزعمون أنهما كانا ملكين وأن الله عز وجل أنزلهما من السماء لتعليم الناس السحر يوم كان السحر مهنة وصنعة تستغل لإضلال الناس ولحملهم على الخضوع للملوك المتجبرين وأن هؤلاء لما نزلوا إلى الأرض افتتنوا في قصة طويلة بامرأة جميلة فلم يزالا بها حتى وقعوا عليها وفتنتهما عن دينهم فمسخهم الله عز وجل ومسخ المرأة فجعلها هي النجمة المعروفة بالزهرة هذه قصة تروى مع الأسف في بعض كتب التفسير والحديث لكنها قصة لا تثبت نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما هي من الإسرائيليات وهي تخالف الآية السابقة (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) فكيف ينسب إلى الملائكة بأنهم شربوا الخمر وزنوا بتلك المرأة هذا مستحيل لذلك فالقسم الأول أن الله عز وجل خلق الملائكة لا يعصون الله كما قال في القرآن الكريم وخلق الثقلين الإنس والجن مفطورين على المعصية ولكن الله عز وجل بحكمته مكنهم وقدرهم على ألا يغرقوا في المعصية أولا ثم إذ فطرهم على المعصية فقد مكنهم على الخلاص من أوزارها وآثامها بأن يلجؤوا إلى الله عز وجل وأن يطلبوا منه المغفرة فالحديث السابق ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ) يعني أن الله عز وجل سبقت إرادته وحكمته بأن يخلق الخلق المكلف على قسمين قسم لا يعصي الله وقسم آخر يعصي الله فيقول للبشر لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ليكون هناك خلق آخر غير خلق الملائكة ولتظهر صفة أو أثر من آثار صفة من صفات الله عز وجل في خلقه ألا وهي صفة المغفرة غفور رحيم فلو لم يكن هناك خلق يعصي الله عز وجل فليس هناك أثر لصفة الله عز وجل التي هي المغفرة فإذا في هذا الحديث بيان لواقع هذا القسم المكلف الذي افططر على العصية ألا يتواكل على هذه الفطرة فيقول ما دام أننا خلقنا لسنا معصومين كالملائكة فلابد من المعصية فالجواب نعم لابد من المعصية ولكن هذه المعصية قد تكون صغيرة وقد تكون كبيرة وباستطاعة الإنسان أن يجاهد نفسه وألا يقع في القسم الأكبر منها، أما الشيء القليل منه فلا بد منه ليظهر في هذا الإنسان المكلف صفة مغفرة الله عز وجل فيه فنؤكد ونقول لابد للإنسان من أن يخطئ لأن الله عز وجل قدر ذلك في هذا الخلق الإنسان بخلاف الملائكة كما أكد ذلك أيضا عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف صحته برواية الإمام البخاري ومسلم له عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة -كتب على ابن آدم مش على الملائكة- كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة فالعين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السمع واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه ) هذه المقدمات وهي من صغائر الذنوب كتبت على الإنسان فهو مدركها لا محالة فإذا الشطر الأول من الحديث ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ) يريد أن الله عز وجل اقتضت حكمته مقابل الملائكة الذين لا يعصون الله بشرا يعصون الله ولكن لم يخلقهم يعصون الله مضطرين مرغمين مقهورين وإنما لهم الخيرة في ذلك مع ذلك فمهما اختاروا أن يتقوا الله عز وجل وأن يبتعدوا عن الذنوب والمعاصي فلابد من أن تزل بهم القدم قليلا أو كثيرا لكن الله عز وجل جعل لهم مخرجا فقال ( فاستغفروني أغفر لكم ) كما في الحديث القدسي الآخر أيضا الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ) كلكم ضال إلا من هديته إذا هل نتواكل على هداية الله عز وجل كما يقول عامة الناس الفاسقين حينما يدعون إلى أن ينقلبوا إلى صالحين يقال له اتق الله فيقول يا أخي الهداية من الله عز وجل فإذا أراد أن يهدينا هدانا نعم هدانا ولكن لابد من أن تطرق الباب لتسمع الجواب قال تعالى في هذا الحديث ( فاستغفروني أغفر لكم ) كل هذه الأحاديث يأخذ بعضها برقاب بعض وتلتقي إلى هذه الحقيقة ألا وهي أن الإنسان إذا كان قد جبل على المعصية أو بعض المعصية فليس معنى ذلك أن يظل في معصيته ملوثا بأدرانها وأوساخها وإنما عليه أن يسلك سبيل التطهر منها وذلك بأن يتوجه إلى الله عز وجل وأن يطلب منه مغفرته.
شرح قوله : ( يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) .
5 - شرح قوله : ( يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) . أستمع حفظ
وعن أنس أيضا رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال : كيف تجدك قال أرجو الله يا رسول الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف. رواه الترمذي وقال حديث غريب وابن ماجه وابن أبي الدنيا كلهم من رواية جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس . قال الحافظ إسناده حسن فإن جعفرا صدوق صالح احتج به مسلم ووثقه النسائي وتكلم فيه الدارقطني وغيره .
6 - وعن أنس أيضا رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال : كيف تجدك قال أرجو الله يا رسول الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف. رواه الترمذي وقال حديث غريب وابن ماجه وابن أبي الدنيا كلهم من رواية جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس . قال الحافظ إسناده حسن فإن جعفرا صدوق صالح احتج به مسلم ووثقه النسائي وتكلم فيه الدارقطني وغيره . أستمع حفظ
الكلام على سند الحديث ورتبته .
الكلام على شرح الحديث .
هل إبليس من الملائكة ؟
الشيخ : السؤال خطأ مزدوج لأنك أنت أردت تقول كان فقلت مو من الملائكة يعني هذا إقرار للواقع!
السائل : كان.
الشيخ : فالسؤال خطأ لأنه لم يكن يوما ما من الملائكة وهذا وهم شائع عند الناس يقولون إن إبليس كان طاووس الملائكة مو من الملائكة طاووس الملائكة الحقيقة أن إبليس كان جنا صالحا يعبد الله مع الملائكة لكن لما اختبر سقط لما أمر بالسجود لآدم استعلى واستكبر وقال (( أأسجد لمن خلقت طينا )) لسنا الآن في هذا الصدد المهم أنه هذا وهم شائع لأن القرآن يقول (( كان من الجن ففسق عن أمر ربه )) كان من الجن الطائعين ففسق عن أمر ربه فهو لم يكن يوما ما من الملائكة.
في إعلام الموقعين أن رأي ابن تيمية أن إجماع الصحابلة على جواز المهر المتأخر كما هو عليه الناس اليوم فما رأيكم ؟
يجب على من يقرأ أن يفهم وبعد ذلك أن يقابل ما فهم على ما يسمع وأن يكون قد فهم ما سمع أيضا ليس هناك خلاف في جواز المهر المتأخر ولكن هناك تفصيل لابد منه وهو هذا الجواز الذي يذكره السائل نقلا عن إعلام الموقعين نقلا عن ابن تيمية هل هو هذا الذي نحن ننكره اليوم وندعو المسلمين إلى أن ... .
10 - في إعلام الموقعين أن رأي ابن تيمية أن إجماع الصحابلة على جواز المهر المتأخر كما هو عليه الناس اليوم فما رأيكم ؟ أستمع حفظ
الكلام عن أهمية الدعاء وأنه من سنة المرسلين .
الجواب على شبهة أن السنة يرويها الصحابة وهم بشر فيمكن أن يكونوا أخطؤوا على الرسول صلى الله عليه وسلم .
السائل : ويل لأقماع القوم
الشيخ : القوم نعم " ويل لأقماع القوم " ماهي الأقماع؟ جمع قمع القمع اللي بينحط على مثلا تنكة من شان نصب الزيت حتى ما ينكب فأقماع القوم يعني بيفوت الكلام فيهم وبيطلع ما يثبت فيهم هذا تمثيل بديع من كلام الرسول عليه السلام يعني ويل للذين يستمعون القول ولا يحفظونه ولا يتبعونه فيستحيل إذا ما دام أن الله وعدنا بأنه أنزل هذا القرآن وأنه حافظه لا بد أن يسخر له فعلا ناس يقومون بهذا الواجب الديني فهم أي الصحابة ليسوا أقماعا وإنما كانوا حفاظا ويضرب لهم المثل في الحفظ بحيث لا تعرف أمة في أفرادها مش في جماعاتها كجماعات من جماعات أمة محمد عليه السلام في دقة الحفظ والضبط لذلك قوله تبارك وتعالى (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) يتطلب أنه هذا البيان سينقل إلى ناس حفاظ ثم هؤلاء الحفاظ عليهم واجب ثالث وهو أن ينقلوه إلى من بعدهم ليستمر خبر الله الصادق (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) وإلا هل يصدق هذا الخبر الإلهي فيما لو أن الصحابة حفظوا هذا الشرح وهذا البيان وهذه الأحاديث التي تلقوها من الرسول عليه الصلاة والسلام ثم لا شيء وراء ذلك أي لم تنتقل هذه الشريعة المشروحة في كلام الرسول عليه السلام إلى الجيل الثاني وهم التابعون طبعا لا يصدق حين ذاك قول الله عز وجل (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) ولا يمكن أن يكون الأمر كذلك أي أن لا يصدق بل لابد أن يصدق فكيف ذلك؟ بهؤلاء الوسطاء الذين نقلوا إلينا بيان الرسول عليه السلام فالجيل الأول هم الصحابة الكرام وهم قد أمروا بالتبليغ كما قال عليه الصلاة والسلام ( بلغوا عني ولو آية بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) كذلك حضهم على التبليغ بالدعاء لهم بالنضارة فقال ( نضر الله امرء سمع مني مقالتي فوعاها فبلغها ) إلى آخر الحديث إذا هؤلاء الصحابة إن شككنا فيهم في ضبطهم، في صدقهم معنى ذلك لا قيمة حينئذ لإيمان المؤمن بأن القرآن كلام الله لماذا؟ لأنه أولا هذا القرآن الذي هو كلام الله ما جاءنا وحيا من السماء إلينا مباشرة وإنما إلى الرسول عليه السلام وهو إلى الصحابة والصحابة إلينا بالتسلسل وثانيا لا قيمة لهذا النقل لألفاظ القرآن إلا بأن ينقلوا أيضا معه معناه وبيانه كما عرفتم من الآية السابقة (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين )) فهم أيضا إذا الصحابة نقلوا شيئين اثنين البيان والمبين، البيان السنة وأحاديث الرسول عليه السلام والمبين هو القرآن الكريم إذا كل مسلم يجب أن يعتقد ضرورة أن هؤلاء الصحابة يجب أن يكونوا حفاظا وصادقين فيما نقلوه عن سيد المرسلين فإن شك شاك في هؤلاء في جانب من روايتهم انهدم الجانب الآخر بطبيعة الحال لأنه لا يمكن أن يقال هذا إنسان حافظ غير حافظ لأنه جمع بين متناقضين فإذا ما انتقلنا من الجيل الأول إلى الجيل الثاني وهم التابعون أيضا لابد أن نستلزم ضرورة أن هؤلاء التابعين قاموا بالواجب نفسه الذي قام به الجيل الأول وهم أصحاب الرسول عليه السلام وإلا أيضا دخل النقص في دين الإسلام إذا قلنا كما يقول بعض الناس وهنا الشاهد أن هذول بشر ممكن أن يغلطوا ممكن أنه ينسوا ممكن ممكن إلى آخره نحن نعم نقول الإمكان العقلي واسع النطاق ممكن فرسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث هو بشر ممكن أن يقال فيه ما يقال عن أقل بشر لكن مش كل ممكن واقع ليس كل ممكن واقع أنا بقول ممكن أنه رب العالمين يخلق إنسان له رأسان مثلا ممكن لأن الله على كل شيء قدير لكن هل وقع هذا وممكن بأى الإنسان يتوسع في افتراض الأمور الممكنة نظريا ثم لا يجدها من واقع الحياة فممكن إنه هؤلاء البشر أن يخطئوا لكن الله عز وجل حفظ طائفة من هؤلاء البشر عن أن يقعوا فيما يخل بنقل الرسالة وتبليغ الأمانة أول هؤلاء الصحابة ثم جاء من بعدهم التابعون، التابعون لاشك فيهم ناس كما يشهد بتاريخ الحديث نفسه فيهم ناس مثلا كان في عندهم سوء حفظ وبعد ذلك فيهم من كان متهما في صدقه إلى آخره ولكن لتظل حجة الله عز وجل قائمة سخر الله لرواة الحديث كلهم من تابعين فمن بعدهم أئمة الحديث سخرهم ليميزوا الحافظ من غير الحافظ والصادق من الكاذب وهذا علم كما أشرت آنفا لا وجود له في غير الإسلام خذ الآن أي تاريخ فرنسي أو إنجليزي أو ألماني أو أي شيء هل تجد فلان ثقة وفلان غير ثقة فلان حافظ وفلان غير حافظ فلان أبوه بيشهد على ابنه أنه يكذب، الابن بيشهد بطبقة أخرى بأبيه أنه يكذب هذه التفاصيل في علم الجرح والتعديل لا وجود لها إطلاقا في أمة من الأمم إلا في أمة الإسلام كل ذلك ليتحقق خبر الله الصادق (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) فلما بيقول القائل بكل بساطة بل بكل بلادة إي هذولي بشر ممكن أن يغلطوا هذا كأنه إما ما قرأ أو سمع شيئا عن جهود علماء الحديث طيلة القرون الطويلة أو إنه محاها من ذهنه بالمرة لأنه هو مثله كمثل الولد السفيه الذي يرث مالا كثيرا من أبيه ثم لأنه ما تعب عليه ما بيقدر قدره وسرعان ما يذهب هذا المال منه لأنه هاللي ما تعب على الشيء ما بيقدره وهكذا هؤلاء الجهال يبقلك هذول بشر فممكن يخطئ نعم يا سيدي هذول بشر وممكن يخطئوا لكن هاللي بيخطئوا تميزوا بهالتاريخ الطويل كالذين لا يخطئون في رواية الحديث والذين يكذبون فيه تميزوا أيضا عن الذين لا يكذبون بل يصدقون وهكذا لذلك ليس هناك مجال لإنسان يأتي في هذا الزمان يقول رواة الحديث من الصحابة فمن دونهم هذولي بشر وممكن يخطئوا لأن معنى هذا هدر وتعطيل جهود العلماء هؤلاء على مرّ القرون كلها وهذا طبعا حماقة ليس بعدها حماقة لذلك لعله هذا المقدار يكفي لنرد هذه الشبهة الأخيرة بالنسبة للأحاديث المتعلقة ببعض الأمور الغيبية أو الطبية أو الفلكية أو نحو ذلك مما لم يكتشفها العلم فيقال ما دامت هذه الأحاديث رواها لنا أولئك الصحابة الذين ثبتت عدالتهم وضبطهم وحفظهم ثم تلقاها عنهم أولئك التابعون من الذين ثبتت عدالتهم وضبطهم وحفظهم ثم أتباع التابعين وهكذا حتى سجلت في بطون الكتب بأسانيدها وهذه الأسانيد معها ضوابطها التي تبين هذا الحديث هو صحيح أو غير صحيح ما دام أن الأمر كذلك فليس من السهل أن يأتي إنسان هو أجهل من أبي جهل في هذا العلم ليقول إي هذا الحديث غير معقول وكونه رواه الصحابي الفلاني أو التابعي الفلاني فهو بشر يخطئ أنا سأخاطب هذا الإنسان بلغته سأقول له أنت بشر تخطئ أم أنت معصوم سيقول لا أنا أخطئ طيب فما الذي رجح خطأ القوم على خطأك أنت فجزمت بأنهم مخطئون وأنت مصيب مع أنك أنت واحد عقلك واحد حكمك واحد ثم جاهل في هذا العلم تماما لذلك فهذا المعول يهدم به صاحبه نفسه قبل أن يهدم به غيره وكما قيل " على الباغي تدور الدوائر "
12 - الجواب على شبهة أن السنة يرويها الصحابة وهم بشر فيمكن أن يكونوا أخطؤوا على الرسول صلى الله عليه وسلم . أستمع حفظ
امرأة لها مال خاص وتريد أن تشتري ذهبا مسورا فمنعها زوجها لكونه حراما فلم تستجب وله معها أطفال فكيف يصنع ؟
الشيخ : مثل هذا السؤال لا عينه مثله يتكرر كثيرا مثلا هنا السؤال يتعلق في مسألة خلافية وسأجيب عنه بطبيعة الحال ولكني أريد أن ألفت النظر إلى ماهو أعظم منه وأخطر يقول القائل أنا زوجتي ما بتصلي ولي منها كذا وكذا من الولد شو بساوي؟ زوجتي بتتبرج ما بتتجلبب بالجلباب الشرعي شو بساوي؟ نحن في هذه الحالة لا نستطيع أن نقول طلق أو لا تطلق ليه؟ لأن المسألة كان ينبغي التفكير فيها قبل أن يقع الزواج وإذا وقع الزواج فقبل أن يأتي الولد وإذا جاء الولد فقبل أن يكبر الولد لازم كانت هالأمور كل هذه الخطوات يمشي عليها هذا الإنسان المكلف أما بعد خراب البصرة بيجي بيسأل وبيقول شو بساوي أنا إذا قلت له طلق هذه الزوجة ما دام أنها لا تصلي ومادام أنها تتبرج أنا أخشى عليك ما قد أخشاه عليها وأنا لا أستطيع أن أحكم عليك شو ضبطك لنفسك شو جهادك مع ربك إلى آخره فأنا أقول هنا (( بل الإنسان على نفسه بصيرة )) (( بل الإنسان على نفسه بصيرة )) فهل أنت صاحب الزوجة ذات كذا ولد إذا طلقتها لأنها لا تطيعك بصورة عامة الآن لا تطيعك فيما يجب عليها الطاعة هل أنت تستطيع أن تحتضن الأولاد وتربيهم لاسيما واليوم من فساد الزمن إنه الرجل إذا صار أعزب أرمل كما يقولون من الصعب جدا جدا أن يجد امرأة ترضى به زوجا لأن أكبر عيب أن يكون زوج ومطلق أولا لأن الطلاق بسبب التوجيهات غير الإسلامية والتي تنشر من إذاعات إسلامية زعموا تنفر المسلمين من الطلاق وما أسرع ما يقول أحدهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) وهذا حديث ضعيف لو كانوا يعلمون علم الحديث ولو كان الأمر كذلك ما طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ولما طلقها جاء جبريل إليه عليه الصلاة والسلام وقال له راجع حفصة فإنها صوامة قوامة مش تاركة صلاة ومتبرجة صوامة قوامة مع ذلك طلقها الرسول عليه السلام ولا شك أن الرسول طلقها لسبب وليس كل سبب يمكن أن يكون بين زوجين ممكن أن يطلع عليه بعض الناس ومن هنا يأتي فساد بعض الأحكام الشرعية زعموا اليوم حيث يدخلون القاضي الشرعي وليس هو أيضا يكون قاضيا شرعيا يعني يحكم بما أنزل الله بيدخل بين المرأة وزوجه بيده يعرف بأى إيش بيقولوا باللغة العامية
السائل : البصلة وقشرتها
الشيخ : بصلة وقشرتها بده يعرف دقائق يا أخي مو كل شيء بيعرف بينحكى لذلك فنحن لا نستطيع أن نقول في أي رجل يشكو من زوجته أنها لا تطيعه في طاعة الله عز وجل أن يطلقها ليه؟ للسبب السابق الذكر أما إن كان هناك رجل عصامي ورجل تقي بيطلقها ويصبر على قضاء الله وقدره وبيقوم بتربية أولاده ولو لم يتح له زوجة أخرى فلا يجوز أن يمسكها والحالة هذه ما دامت أنها تعصي الله عز وجل.
نرجع الآن إلى السؤال هذا كلام عام نصلي هنا ما فيه ماء! اللي متوضي بيصلي هنا واللي مو متوضي يلحق الصلاة في المسجد بعد أن ننهي هذه الكلمة القصيرة فهذا السؤال بالذات المرأة التي لا تطيع زوجها الذي يذكرها بأحاديث الرسول التي تحرم الذهب المحلق على النساء فهي عاصية مرتين، المرة الأولى عاصية للشرع المرة الأخرى عاصية لزوجها لأن الزوج له من الطاعة على زوجته كالحاكم المسلم على شعبه، الحاكم المسلم الذي يحكم بما أنزل الله وبما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهى الشعب المسلم عن شيء مباح في الأصل يصبح هذا الشيء حراما الحاكم المسلم إذا نهى الشعب المسلم عن شيء مباح حينئذ يحرم على المسلمين أن يأتوا هذا الأمر المباح لأن الرسول عليه السلام أمر في غير ما حديث بإطاعة ولاة الأمر بل الله عز وجل قبل ذلك (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) لكن نعم
السائل : (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ))
الشيخ : (( وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) لكن هذه الطاعة المطلقة قيدها بقيد واحد قال ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) الحاكم إذا أمر بمعصية لا طاعة له لا سمع ولا طاعة الزوج إذا أمر زوجته بمعصية لا طاعة له ولا سمع لكن الزوج إذا أمر زوجته بأمر مباح وهذا طبعا مباح ما فيه عليها ضرر لأن بس يكون في ضرر صار غير مباح فبمعنى الكلمة إذا الزوج أمر زوجته بأمر مباح فعليها أن تطيعه يعني مثلا هات الكاسة هات الكاسة شو معناه فرض الكاسة هي تعطيه إياه مو فرض لكن مجرد أمره إياها صار فرض فاضية ملآنة هذا البحث مالنا فيه هالكاسة إن كانت فاضية فاضية ملآنة ملآنة إلى آخره السؤال أمر زوجته بألا تشتري أساور الذهب لأنه يحبها ولأن الرسول نبيه ونبيها قال ( من أحب أن يسور حبيبه بسوار من نار فليسوره بسوار من ذهب ) فهو يحبها ولا يريد أن يسورها بسوار من ذهب لكن هي بسوار من نار لكنها هي تأبى عليه إلا أن تشتري سوار من ذهب فتسور نفسها بسوار من نار في هذه الحالة أنا أقول كما قلت بالنسبة لمن لا تصلي من النساء و لاتحتجب إلى آخره إن كنت تستطيع أن تصبر على تطليق هذه الزوجة وأنا أتصور أنه هالمثال مو المثال الوحيد يعني هناك كما يقال " وراء الأكمة ما وراءها " ما بتصور امرأة عايشة مع زوجها في حدود الشرع تطيعه في كل ما يأمرها إلا في معصية الله وما بقي بيناتهم إلا هالقضية هذه أنا ما أتصور هذا هذا مثال من عدة أملثة فأنا أقول حينئذ إنه إما أن تستطيع أن تطلقها بعد ما تسلك طريق الشرع معاها (( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن )) وأنا بذكر الرجال أيضا قبل النساء أكثر الرجال لا يتقون الله في نسائهم على الأقل لا يطبقون في النساء هذا المنهج التأديبي الإسلامي يمكن هو ما عنده هذا الحزم والصرامة أنه يهجرها في الفراش ويكون هو أول من نقض العهد بسبب إيش ضعف الإرادة ضعف الشخصية بعد ما بيسلك معها هذا المسلك ويرى أنه بعد زمن طويل والصبر المديد ما فيه فائدة بيطلقها والله عز وجل بيرزقه خيرمنها إن استطاع إن لم يستطع فتمتع فاستمتع بها على عوج كما جاء في الحديث الصحيح أن رجلا جاء إلى الرسول عليه السلام ( قال يا رسول الله زوجتي لا ترد يد لامس قال طلقها قال إني أحبها قال أمسكها ) والسلام عليكم.