شرح كتاب الترغيب والترهيب : الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره .
الشيخ : أعطينا هذه الثمرة لكل مصاب ببلاء صابر عليه وهذا هو الحديث السابق كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الله عز وجل يخلص المبتلى بمصيبة من ذنوبه كما تخلص النار الحديد من خبثه وبدهي جدا أن المسلم المذنب إذا ما خلصه الله عز وجل بسبب ما من ذنوبه وآثامه أن يدخل جنة ربه تبارك وتعالى دون أي عذاب فلئن كان حديث المرأة السوداء صريحا في وعد النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى الجنة فالحديث الذي قبله يتضمن مثل هذا الوعد لكل مبتلى صابر على بلائه بل إن هناك أحاديث أخرى صريحة في بعض البلايا كمثل قوله عليه الصلاة والسلام عن الله عز وجل أي حديث قدسي ( من ابتليته بحبيبتيه فصبر عوضته الجنة ) لذلك وكما يشعر معنا إخواننا الملازمون لدروسنا الأحاديث الواردة في بيان الصبر على البلاء كثيرة وكثيرة جدا متنوعة الألفاظ والمعاني ولكنها كلها تلتقي في نتيجة واحدة ألا وهي أن الصابر إنما مصيره أن يغفر الله له ذنوبه بحسب صبره وبحسب بلائه وأن يكون عاقبة ذلك أن يدخل الجنة لذلك ينبغي أن تتركز معاني هذه الأحاديث في نفوسنا حتى تساعدنا أن نحيا في حياتنا الدنيا هذه حياة سعيدة ولو كان الكفار والمنافقون ممن لا يؤمنون إيماننا ولا يشاركوننا في ديننا يظنون أننا نعيش حياة صعبة ضنكة كما يشهد بذلك أولا واقعنا نحن معشر المسلمين وبعد ذلك من الناحية الإيمانية وإن كان هو الأصل يأتي الخبر الإلهي ليقول (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )) أما من آمن بالله عز وجل (( فلنحيينه حياة طيبة )) فليس معنى ومن أعرض عن ذكري أنه لا ينبغي أن يكون غنيا لا ينبغي أن يكون مرفها لا ينبغي أن يكون متمتعا بكل زخارف الدنيا لا بل قد يكون الأمر كذلك ومع ذلك فهم هؤلاء الكفار يعيشون كما قال تعالى معيشة ضنكا والواقع يشهد لاسيما بالنسبة للطبقة المثقفة من الناس الذين يتتبعون أخبار العالم الكافر الأوروبي والأمريكي كيف أن الدنيا تفتحت لهم وكلما ازدادوا منها ازدادوا معيشة ضنكا وصدق الله العظيم أما المؤمن فتجده ولو كان يعيش في ضنك من العيش المادي فهو قرير العين مطمئن النفس لا يضجر ولا يتأفف ذلك لأن الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث مسلم ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) هذا من الناحية المادية، الدنيا سجن المؤمن يعيش فيها كما يعيش السجين لكن يا ترى ماذا يبتغي السجين عادة أن ينطلق من هذه الدار الذي ألقي فيها وهي دار ضيقة إلى دار واسعة فلما كان المؤمن يؤمن بما جاء في الشرع من البعث والنشور وجنة عرضها السماوات والأرض فهو لا يكاد يصدق أن يخرج من هذا السجن إلى تلك الأرض الطيبة الواسعة بخلاف الكافر فهو يعيش في جنة من الناحية المادية لكن من الناحية النفسية كما سمعتم الآية السابقة أعود فأقول ينبغي أن نتذكر معاني هذه الأحاديث حتى نحيا هذه الحياة السعيدة الطيبة وأريد أن ألفت النظر إلى شيء آخر بمناسبة عرض الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه المرأة وتخييره إياها بين أن تصبر وبين بين أن تصبر ولها الجنة وبين أن يدعو لها فهي اختارت الجنة واختارت الصبر المؤدي إلى الجنة أريد أن أذكر بأن الناس تختلف طبائعهم ويختلف صبرهم فهذه امرأة كانت من هذه الحيثية من حيث أنها اختارت الصبر على بلاء الله عز وجل كانت خيرا من ذاك الرجل وهذا خلاف القاعدة، القاعدة أن الرجال خير من النساء ولكن لكل قاعدة شواذ وهذا من هذا القبيل ذاك الرجل المعروف قصته والتي يلهج بها الذين يتوسلون إلى الله تبارك وتعالى بالعباد بالأولياء والصالحين ذلك الرجل الأعمى الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضا يشكو له عماه ويطلب منه عليه الصلاة والسلام أن يدعو له تماما كما فعلت المرأة السوداء والرسول عليه السلام موقفه يطّرد ولا يختلف من حيث نصحه للأمة لا فرق عنده بين الرجال والنساء فكما قال هنا للمرأة إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت كذلك قال للرجل تماما قال ( إن شئت صبرت وهو خير لك وإن شئت دعوت ) قال لا فادعوا لم يصبر الرجل يريد أن يتمتع بأن ينظر ويرى كما ينظر الناس ويرون فقال له عليه الصلاة والسلام ذلك التعليم الذي توارده الناس وتوارثوه في كتب السنة حيث قال عليه السلام ( إئتي الميضأة وتوضأ وصل لله ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم شفّعه في وشفعني فيه ) فذهب الرجل وتوضأ ودعا بما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم إياه وتوسل بالتوسل الذي تضمنه هذا التعليم النبوي ومرجعه إلى أنه توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني كأنه يقول له يا رسول الله أنت خير من وعد ووفى فقد وعدتني بأن تدعو لي وأمرتني بأن أصلي وأدعو فها أنا صليت الركعتين وتوجهت إلى الله عز وجل بهذا الدعاء فالآن ساعدني أعنّي على قضاء حاجتي، الحديث كله كما هو مشروح في رسالتنا التوسل أنواعه وأحكامه يدور على التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وليس بشخصه ولا أريد الآن الخوض في هذه المسألة لا سيما وهي مشروحة في تلك الرسالة وإنما قصدت بالتذكير بهذا الحديث بالفرق بين شخص وآخر بالفرق بين امرأة عجوز سوداء تصبر وشخص آخر لا يصبر ويطلب من الرسول عليه السلام أن يدعو له فيدعو له فعلا لأنه وعده فيعود الأعمى بصيرا هذه كرامة من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ومعجزة له لن تتكرر مهما توسل المتوسلون ومهما دعا المبطلون بمثل هذا الدعاء فإنما هم مغالطون لأنفسهم ذلك لأن في الدعاء يقول الداعي ( اللهم إني توجهت إليك بنبيك لتعافني يا محمد -يخاطب الرسول عليه السلام يخاطب الرسول عليه السلام- يقول إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم فشفعني فيه وشفعه في ) الآن هذه الشفاعة المتبادلة مستحيلة ولذلك فأقول مهما دعا هؤلاء المبطلون الذين يتأولون الحديث بخلاف تأويله الصحيح فهذا التاريخ أربعة عشر قرنا والمبتلون بالعمى بالملايين ليس بالألوف لن تتكرر هذه الحادثة لماذا؟ لأنه لا يوجد هناك من يدعو وبهذا الدعاء خاصة لا لأنه لا نبي بعده عليه السلام فإذا نأخذ عبرة من هذه القصة فيجب أن نتمثل فيما نبتلى به بهذه المرأة السوداء حيث اكتسبت الجنة بصبرها على بلائها أما ذاك فالله أعلم به وإنما لم يتعاط السبب الذي يكتسب به الأجر ألا وهو الصبر فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الصابرين (( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )) عم يذكرنا الأستاذ علي بفارقة مخجلة مؤسفة هذه المرأة تتكشف مضطرة ومع ذلك فهي تتعاطى الأسباب الممكنة لتتخلص من هذا الانكشاف الذي ليس لها فيه كسب ولا إرادة وآخر وسيلة عندها أن تأتي نبيها عليه الصلاة والسلام فتطلب منه أن يدعو الله لها ليعافيها من هذا الصرع الذي ينتج منه الانكشاف المذكور ثم تطلب من الرسول عليه السلام أخيرا لما آثرت البقاء في هذا البلاء احتسابا للجنة ادع الله لي ألا أنكشف هذه امرأة تنكشف رغم أنفها مع ذلك تطلب من نبيها أن يدعو الله لها فأين هذا وأين نساؤنا اليوم اللاتي يتكشفن قصدا وليس هذا فقط وإنما يتكشفن حبا وظهورا وتبرجا وتفاخرا على بنات جنسها أين هذه النسوة من تلك المرأة السوداء؟! هكذا يعني يتفاضل الناس في الإيمان وفي الابتعاد عن التجاوب عن الإيمان الصحيح الآن نعود إلى الإجابة عن بعض الأسئلة في حدود ما نستطيع من الإجابة.
وعن عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة فقلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها . رواه البخاري ومسلم .
الشيخ : أعطينا هذه الثمرة لكل مصاب ببلاء صابر عليه وهذا هو الحديث السابق كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الله عز وجل يخلص المبتلى بمصيبة من ذنوبه كما تخلص النار الحديد من خبثه وبدهي جدا أن المسلم المذنب إذا ما خلصه الله عز وجل بسبب ما بذنوبه وآثامه أن يدخل جنة ربه تبارك وتعالى دون أي عذاب فلئن كان حديث المرأة السوداء صريحا في وعد النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى الجنة فالحديث الذي قبله يتضمن مثل هذا الوعد لكل مبتلى صابر على بلائه بل إن هناك أحاديث أخرى صريحة في بعض البلايا كمثل قوله عليه الصلاة والسلام عن الله عز وجل أي حديث قدسي ( من ابتليته بحبيبتيه فصبر عوضته الجنة ) وكذلك كما يشعر معنا إخواننا الملازمون لدروسنا الأحاديث الواردة في بيان الصبر على البلاء كثيرا وكثيرا جدا متنوعة الألفاظ والمعاني ولكنها كلها تلتقي في نتيجة واحدة ألا وهي أن الصابر إنما مصيره أن يغفر الله له ذنوبه بحسب صبره وبحسب بلائه وأن يكون عاقبة ذلك أن يدخل الجنة لذلك ينبغي أن تتركز معاني هذه الأحاديث في نفوسنا حتى تساعدنا أن نحيا في حياتنا الدنيا هذه حياة سعيدة ولو كان الكفار والمنافقون ممن لا يؤمنون إيماننا ولا يشاركوننا في ديننا يظنونا أننا نعيش حياة صعبة ضنكة كما يشهد بذلك أولا واقعنا نحن معشر المسلمين وبعد ذلك من الناحية الإيمانية وإن كان هو الأصل يأتي الخبر الإلهي ليقول (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )) أما من آمن بالله عز وجل فلنحيينه حياة طيبة فليس معنى ومن أعرض عن ذكري أنه لا ينبغي أن يكون غنيا لا ينبغي أن يكون مرفها لا ينبغي أن يكون متمتعا بكل زخارف الدنيا لا بل قد يكون الأمر كذلك ومع ذلك فهم هؤلاء الكفار يعيشون كما قال تعالى معيشة ضنكا والواقع يشهد لاسيما بالنسبة للطبقة المثقفة من الناس الذين يتتبعون أخبار العالم الكافر الأوروبي والأمريكي كيف أن الدنيا تفتحت لهم وكلما ازدادوا منها ازدادوا معيشة ضنكا وصدق الله العظيم أما المؤمن فتجده ولو كان يعيش في ضنك من العيش المادي فهو قرير العين مطمئن النفس لا يضجر ولا يتأفف ذلك لأن الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث مسلم ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) الدنيا سجن المؤمن يعيش فيها كما يعيش السجين لكن يا ترى ماذا يبتغي السجين عادة أن يطلق من هذه الدار الذي ألقي فيها وهي دار ضيقة إلى دار واسعة فلما كان المؤمن يؤمن بما جاء في الشرع من البعث والنشور وجنة عرضها السماوات والأرض فهو لا يكاد يصدق أن يخرج من هذا السجن إلى تلك الأرض الطيبة الواسعة بخلاف الكافر فهو يعيش في جنة من الناحية المادية لكن من الناحية النفسية كما سمعتم الآية السابقة أعود فأقول ينبغي أن نتذكر معاني هذه الأحاديث حتى نحيا هذه الحياة السعيدة الطيبة وأريد أن ألفت النظر إلى شيء آخر بمناسبة عرض الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه المرأة وتخييره إياها بين أن تصبر وبين بين أن تصبر ولها الجنة وبين أن يدعو لها فهي اختارت الجنة واختارت الصبر المؤدي إلى الجنة أريد أن أذكر بأن الناس تختلف طبائعهم ويختلف صبرهم فهذه امرأة كانت من هذه الحيثية من حيث أنها اختارت الصبر على بلاء الله عز وجل كانت خيرا من ذاك الرجل وهذا خلاف القاعدة القاعدة أنه الرجال خير من النساء ولكن لكل قاعدة شواذ وهذا من هذا القبيل ذاك الرجل المعروف قصته والتي يلهج بها الذين يتوسلون إلى الله تبارك وتعالى بالعباد بالأولياء والصالحين ذلك الرجل الأعمى الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضا يشكو له عماه ويطلب منه عليه الصلاة والسلام أن يدعو له تماما كما فعلت المرأة السوداء والرسول عليه السلام موقفه يضطرد ولا يختلف من حيث نصحه للأمة لا فرق عنده بين الرجال والنساء فكما قال هنا للمرأة إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت كذلك قال للرجل تماما قال إن شئت صبرت وهو خير لك وإن شئت دعوت قال لا فادعوا لم يصبر الرجل يريد أن يتمتع بأن ينظر ويرى كما ينظر الناس ويرون فقال له عليه الصلاة والسلام ذلك التعليم الذي توارده الناس وتوارثوه في كتب السنة حيث قال عليه السلام إئتي الميضأة وتوضأ وصلي لله ركعتين ثم قل ( اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم فاشفعه في وشفعني فيه ) فذهب الرجل وتوضأ ودعا بما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم إياه وتوسل بالتوسل الذي تضمنه هذا التعليم النبوي ومرجعه إلى أنه توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني كأنه يقول له يارسول الله أنت خير من وعد ووفى فقد وعدتني بأن تدعو لي وأمرتني بأن أصلي وأدعو فها أنا صليت الركعتين وتوجهت إلى الله عز وجل بهذا الدعاء فالآن ساعدني أعني على قضاء حاجتي الحديث كله كما هو مشروح في رسالتنا التوسل أنواعه وأحكامه يدور على التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وليس بشخصه ولا أريد الآن الخوض في هذه المسألة لا سيما وهي مشروحة في تلك الرسالة وإنما قصدت بالتذكير بهذا الحديث بالفرق بين شخص وآخر بالفرق بين امرأة عجوز سوداء تصبر وشخص آخر لا يصبر ويطلب من الرسول عليه السلام أن يدعو له فيدعو له فعلا لأنه وعده فيعود الأعمى بصيرا هذه كرامة من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ومعجزة له لن تتكرر مهما توسل المتوسلون ومهما دعا المبطلون بمثل هذا الدعاء فإنما هم مغالطون لأنفسهم ذلك لأن في الدعاء يقول الداعي ( اللهم إني توجهت إليك بنبيك لتعافني يا محمد يخاطب الرسول عليه السلام يخاطب الرسول عليه السلام يقول إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم فشفعني فيه وشفعه في ) الآن هذه الشفاعة المتبادلة مستحيلة ولذلك فأقول مهما دعا هؤلاء المبطلون الذين يتأولون الحديث بخلاف تأويله الصحيح فهذا التاريخ أربعة عشر قرنا والمبطلون بالعمى بالملايين ليس بالألوف لن تتكرر هذه الحادثة لماذا لأنه لا يوجد هناك من يدعو وبهذا الدعاء خاصة لا لأنه لا نبي بعده عليه السلام فإذا نأخذ عبرة من هذه القصة فيجب أن نتمثل فيما نبتلى به بهذه المرأة السوداء حيث اكتسبت الجنة بصبرها على بلائها أما ذاك فالله أعلم به وإنما لم يتعاطى السبب الذي يكتسب به الأجر ألا وهو الصبر فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الصابرين (( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )) عم يذكرنا الأستاذ علي بفارقة مخجلة مؤسفة هذه المرأة تتكشف مضطرة ومع ذلك فهي تتعاطى الأسباب الممكنة لتتخلص من هذا الانكشاف الذي ليس لها فيه كسب ولا إرادة وآخر وسيلة عندها أن تأتي نبيها عليه الصلاة والسلام فتطلب منه أن يدعو الله لها ليعافيها من هذا الصرع الذي ينتج منه الانكشاف المذكور ثم تطلب من الرسول عليه السلام أخيرا لما أثرت البقاء في هذا البلاء احتسابا للجنة ادع الله لي ألا أنكشف هذه امرأة تنكشف رغم أنفها مع ذلك تطلب من نبيها أن يدعو الله لها فأين هذا وأين نساءنا اليوم اللاتي يتكشفن قصدا وليس هذا فقط وإنما يتكشفن حبا وظهورا وتبرجا وتفاخرا على بنات جنسها أين هذه النسوة من تلك المرأة السوداء هكذا يعني يتفاضل الناس في الإيمان وفي الابتعاد عن التجاوب عن الإيمان الصحيح الآن نعود إلى الإجابة عن بعض الأسئلة في حدود ما نستطيع من الإجابة.
امرأة تقول لزوجها كلما دعاها إلى الفراش : من أجل الله اتركني ولا تأتي البيت فترفض, فهل يأثم إذا أتى أهله وجاء بيته, وهل لها أن تبر أمها بهذه الأفاعيل لأن حماته لا تحبه ؟
الشيخ : هنا سؤال الواقع إنه سؤال يعني مؤسف ويمثل علاقات الناس وبصورة خاصة الأزواج مع زوجاتهم يقول السائل امرأة تقول لزوجها كلما دعاها للفراش ماذا تقول من أجل الله اتركني وتقول إذا كنت تحب الله ورسوله لا تأتي للبيت وإذا ذكرها بحديث تقول لو كان لمصحلة النساء ما ذكرتني به فترفض السؤال هل يأثم إذا أتى أهله وجاء بيته طبعا السؤال شقين هذا هو الأول السؤال الشق الثاني وهل لها أن تبر أمها بهذه الأفاعيل لأن حماته لا تحبه كعادة الحمايات في هذا العصر، الجواب بالنسبة للشطر الأول هل يأثم إذا أتى أهله وجاء بيته نحن نقول بكل صراحة يأثم على خلاف ذلك يأثم إذا بر يمينها فلم يتمتع بها ولم يأت البيت من أجلها هذا هو الإثم فإن قيل حلفت عليه بالله عز وجل نقول نعم هي آثمة بهذا الحلف لأنها تريد أن تحرم ما أحل الله عز وجل بل ما أوجب الله على الرجل للمرأة ولنفس الرجل من حيث التمتع وقضاء الوطر وصيانة النفس نفسه ونفسها لكن النساء بسبب كفرهن وجهلهن لا يبالين بعاقبة أمرهن إلا بعد أن تقع الواقعة وتنزل عليهن الصاعقة حين ذاك وكما يقال بعد خراب البصرة ينتبهن لاعوجاجهن السابق الخلاصة يجب على هذا الزوج ألا يبر زوجته في يمينها وله أولا بل عليه أولا أن يأتي البيت ولا يدع البيت من أجلها وله بل عليه ثانيا أن يجبرها على الفراش ليقضي وطره منها حتى يصون نفسه ولا تقع نفسه فيما حرم الله ولا تشتهي نفسه أيضا ما حرم الله، أما الزوجة هذه إذا كانت تفعل هذه الأفاعيل إطاعة لإمها وجكرا من هذه الأم بصهرها فهي آثمة أيضا إثمين اثنين لأنها من ناحية تطيع الأم في معصية الله ومن ناحية أخرى تعصي زوجها بسبب ذلك لكني أريد بعد هذا الجواب الواضح البين أن أذكر الرجال بأنه يجب عليهم ألا ينسوا أنفسهم وما عليهم من حقوق وواجبات تجاه النساء في حدود الشرع فإننا نعلم بالتجربة وبما يأتينا من أخبار أن كثيرا ما يكون نشوز النساء وخروجهن عن طاعة الزوج إنما السبب هو الزوج نفسه إما أن يكون شديدا يكون غليظ الطبع لا يقوم بواجب الإنفاق في حدود استطاعته أو يقصر معها فيما يجب لها عليه من حقوق فهي بالتالي تقابله بالمثل لذلك فينبغي ألا ننسى نحن الرجال أنفسنا ولا نلقي اللائمة دائما وأبدا على زوجاتنا لأنه في كثير من الأحيان يكون السبب نابع من أنفسنا نحن هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.
ما حكم تقبيل اليدين خاصة الوالدين مع أن العرف تعارف على ذلك ؟
السائل : من الأسئلة السؤال التالي ما حكم تقبيل يدي الوالدين وما الجواب على الشبهة القائلة إنه لم يرد شيء في الشرع للأمر بذلك أو النهي عنه وإنما ورد الأمر بالتذلل لهما وبرهما وخفض الجناح لهما كما ورد تقبيل غير واحد ليد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره والأساليب التي تحقق ذلك تخضع للعرف وقد تعارف الناس في مجتمعنا على أن ذلك من البر فما الجواب على هذه الشبهة وما حكم المسألة؟ الشيخ : أقول والله المستعان هذه الشبهة قائمة على جهل بالإسلام مع الأسف، هذا الإسلام الذي من قواعده ما يقرره شيخ الإسلام ابن تيمية بأوجز عبارة حين يقول " الأصل في العبادات المنع إلا لدليل والأصل في العادات الجواز إلا لدليل " وهذا طبعا لم تكن هذه الجملة قاعدة إلا لأن الأدلة الشرعية تواردت عليها ولهذا فكل من يريد أن يستحسن أمرا بزعم أن الناس تعارفوا عليه أو اصطلحوا عليه ولم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعليه أن يستحضر هذه القاعدة وبناء عليها ينبغي أن ينظر أن هذا الأمر المستحدث المتعارف بين الناس هل المقصود فقط القول بجوازه لأنه لم يأت نهي صريح عنه أم المقصود أكثر من ذلك وهو القول باستحبابه فإن كان الأمر الأول أعود الآن إلى السؤال إن كان السائل يقصد القول بجواز تقبيل يد الوالدين جوازا لا يقترن معه ترجيح وتفضيل له على العكس وهو الترك إن كان يعني هذا فكلام الذي يشبه كلام الفقهاء وارد هاهنا إن كان يعني بهذا الكلام أن هذا أمر جائز والأمر الجائز في الفقه مستوي الطرفين فعلا وتركا أي من فعل لا يلام ومن ترك لا يلام أولا هل السائل يقصد هذا؟ الجواب عندي لا، ثانيا هل للتقبيل شرعا أمر عادي أم هو أمر تعبدي يفعل حيث جاء ويترك حيث لم يجئ ولم يأت أما أن السائل لا يقصد فقط القول بأن هذا التقبيل ليد الوالدين هو أمر جائز مستوي الطرفين فذلك واضح لأنه استدل بالآية والآية أقل ما تفيد استحباب الخضوع للوالدين (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا )) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة هذا أمر هذا أمر وأقل ما يفيد هذا الأمر بخفض الجناح للوالدين هو الاستحباب لا شك ولا ريب فإذ هو استدل بالآية فإنما يعني بذلك أن يثبت أن تقبيل يد الوالد أو الوالدة إنما هو أمر مستحب وليس أمرا جائزا فقط وحين ذاك نقول له إن العرف الذي يستدل به على تجويزه بل استحبابه لهذه العادة لا يصلح أن يكون مشرعا لاسيما إذا كان هذا العرف أمرا طارئا حادثا مبتدعا كما هو الشأن في حياتنا اليوم ذلك لأن العرف الذي يخالف الأداب الإسلامية المتوارثة في كتب الحديث وكتب أهل العلم المحققين منهم لا قيمة له ولا وزن له مطلقا وقلت إن التقبيل ليس مجرد عادة وإنما هو إما عبادة مشروعة أو أنها عبادة غير مشروعة فحينما تكون عبادة مشروعة فهي مستحبة أو فوق ذلك وحينما تكون عبادة غير مشروعة دخلت في عموم قوله عليه الصلاة والسلام ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) وهذه الكلية وهذه القاعدة الشرعية الإسلامية مع الأسف الشديد يغفل عنها كثير من العلماء فضلا عن طلاب العلم فضلا عمن ليس لهم من العلم إلا الاسم مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكرر هذه القاعدة في كل يوم جمعة بين يدي خطبة الجمعة كما تسمعوننا بين يدي كل درس في ... الرسول عليه السلام يقول أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار كان عليه الصلاة والسلام يكرر هذه القاعدة في كل يوم جمعة لماذا؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم قال " لترسخ هذه القاعدة في أذهان السامعين فلا يضلوا عنها " مع الأسف الشديد ضل عنها عامة المسلمين بل وكثير من خاصتهم فها أنتم تسمعون يقول لا يوجد هناك نهي عن تقبيل الولد ليد والده أو والدته وما وزن هذا الحديث حين ذاك عنده وأمثاله موجود في قوله عليه السلام ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) الجهل بهذه القاعدة وأمثالها يؤدي بعض الناس من المتعالمين إلى أن يقولوا في كل أمر حادث يا أخي ما فيه نهي عنه يا حبيبي الرسول عليه السلام وضع لك قاعدة قال ( كل بدعة ضلالة ) هذا يغنيك عن عشرات المئات بل الألوف من النصوص ليقول لك الأمر الفلاني منهي عنه الأمر الفلاني منهي عنه يعني هذه البدعة التي تحدث في كل يوم بدعة لا يمكن حصرها فجاءك بقاعدة ليريحك من هذه النصوص التي لا يمكن الإحاطة بها ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) الغفلة عن هذه القاعدة يؤدي بهؤلاء الناس إلى أن يستسيغوا كثيرا من البدع بدعوى أن النبي عليه السلام لم ينهى عنها ونحن نحاججهم بكثير من البدع التي لا نعدم عشرات ... السلف الصالح كانوا قد تفقهوا في الدين حقيقة وفهموا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يرمي إليه بمثل هذه القاعدة ( كل بدعة ضلالة ) لذلك نجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما حج في خلافته ووقف أمام الحجر الأسود يريد أن يقبله قال " والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " ماذا يعطينا هذا الكلام من عمر بن الخطاب وهو يصدع به على ملأ من الناس حجاج كثر يعني أن التقبيل داخل في موضوع الإتباع حيث جاء وداخل في موضوع الابتداع حيث لم يجئ ولم يأت هذا معنى كلام الخليفة الراشد وسبحان الله ما أسرع أمثال هؤلاء الناس إلى الاحتجاج ببعض الأقوال عن الخلفاء الراشدين أو بعضهم إذا كانت لهم في ذلك مصحلة وما أشد نسيانهم لمثل هذا الاستدلال فيما إذا كان عليهم فهذا عمر بن الخطاب يقول يخاطب الحجر الأسود طبعا الحجر الأسود لا يسمع ولكن هذا من باب " الكلام إلك يا كنة واسمعي ياجارة " يعني اسمعوا أيها الناس أنا أقول الحجر الأسود إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع لكن اعلموا أني ما أقبله إلا لأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبله إذا هذا الحديث وحده يعطينا أن التقبيل لا يمكن حشره في زمرة الأمور العادية التي إذا جرى العرف عليها فالأمر في ذلك واسع لا التقبيل عبادة حيث شرعت، وبدعة حيث لم تشرع من هنا نحن نقول إن هذا الاستدلال فيه أولا انحراف عن القاعدة الشرعية السابقة الذكر نقلتها لكم عن ابن تيمية وذاكرت لكم بعض أدلتها ( كل بدعة ضلالة )( من أحدث في أمرنا هذا ) ثم فيه غفلة أخرى عن التفقه بمثل تفقه الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب حيث قال لا أريد أن أقبل الحجر لأنه لا يضر ولا ينفع لكنه رأى الرسول يقبله فيستسلم هذا هو شأن المسلم إذا نحن لو أردنا أن نقتدي بعمر بن الخطاب ندخل على أبينا وأمنا فقلنا للأب المحترم والأم المحترمة لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لنا تقبيل يد الوالد أو الوالدة لقبلت يعني على عكس إيه موقف عمر لأن الموقف هناك يختلف هنا، هناك يعلم أن الرسول قبل فهو يقبل لكن لو علم أنه ما قبل ما قبل فهل نحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع للصحابة أن يقبلوا أيدي آبائهم وأمهاتهم الجواب لا هل جاء خبر ولو في حديث ضعيف بل نتنزل فنقول ولو في حديث موضوع أن أحدا من الصحابة كان إذا دخل على أبيه أو أمه قبل يده أويدها؟ كل ذلك لم يكن فكيف يجوز لمن كان عنده علم صحيح بعد ذلك أن يستدل في مثل هذا الموضوع بالعرف الطارئ بالعرف الحادث الناس تعارفوا هذا ترى لو أن الناس تعارفوا بينهم أن يقبلوا شيئا آخر وأنا أضرب لكم مثلا حساسا مبتلى به هؤلاء الناس تعارفوا تقبيل القرآن الكريم فماذا يقولون لاشك سيقولون بمثل ما قالوا بالنسبة لتقبيل يد الوالد لأنه يد الوالد أو يد الوالدة ليست مقدسة أكثر بالنسبة للقرآن الكريم الذي فيه كلام الله القدير ترى هل يسن هل يستحب تقبيل القرآن الكريم طبعا ستجد الناس يقولون نعم يا أخي هذا تعظيم لكلام الله وإلى آخره نحن نقول لا، تعظيم كلام الله باتباعه وليس تعظيم كلام الله بتقبيل أوراقه وبزخرفة صفحاته وهذا في الواقع مما يزين الشيطان لبني الإنسان يصرفه عما هو مهم إلى ما ليس بمهم مطلقا يقنعه حسبك من احترامك وتعظيمك للقرآن أن تقبله هذا له أمثلة كثيرة جدا في حياتنا اليوم أنا أشاهد وأنا أمشي في الطريق نبتلى أن نمر مثلا بقهوة فيها لعب شطرنج وفيها الطاولة وفيها النرد المحرم وما شابه ذلك وإلى آخره فأول ما يسمع بعضهم مش كلهم يسمع بعضهم الأذان قاموا ما هذا القيام تعظيم يا أخي لجلال الله عز وجل وأذان الذي فيه التوحيد وفيه الشهادتان إلى آخره أقنعهم الشيطان أن هذا القيام يغنيهم عن الذهاب إلى المسجد هي تعظيم وانتهى الأمر بينما القيام الحقيقي هو تسمعه يقول الله أكبر لست على وضوء تنطلق تسمعه بعد ذلك وأنت على وضوء يقول حي على الصلاة فعلا تذهب وتصلي مع جماعة المسلمين هذا هو التعظيم الحقيقي لهذا الأذان فصرف الشيطان هؤلاء المسلمين عن هذا التعظيم الذي جاء به سيد المرسلين إلى تعظيم صوري شكلي وهذا يمكن أن نجعله مطردا في جل إن لم أقل في كل ما أحدثه الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ولنعد إلى التقبيل هذا تقبيل يد الوالد هذا البحث يذكرني بأخ لنا توفي منذ شهور رحمه الله كان رجلا عاميا وكان يحضر دروسنا القديمة مع بعض إخوانا القدامى وكان صاحب نكتة ودعابة مع أميته وكنت يومئذ لا أزال أتعاطى مهنة تصليح الساعات في دكاني فكان وكان داره قريب من دكاني ففي أكثر الأيام يتردد علي فما بين آونة وأخرى يأتيني بشخص ويدخل بكل هدوء وبكل يعني تواضع يتكلف بعض الشيء يظهر المسكنة هو جيد يعني يقول بعرفك بفلان فلان بن فلان بر بالوالدين كل يوم الصبح بيفيق بيقبل إيد إمه وأبوه لكن ما بيصلي لله صلاة فهو مرضي الوالدين مغضوب رب العالمين، نحن نشاهد في الواقع هذه الظاهرة يقنع الوالد والوالدة بصورة أخص بأن يظهر الولد هالمسكنة وهالخضوع وهالخشوع للوالدين أما أن يأمراه بالمحافظة على الصلاة على طهارة النفس على كذا إلى آخره قنعانين هن مع بعضهن البعض بهالنفاق اللي أنا أسميه بالنفاق الاجتماعي هن اثنين متزوجين الوالدين قنعانين من الولد بهذه الطاعة اللي ما بتكلفه غير إيش مد هاليد هذه وهو قنعان بهذه الطاعة أيضا لاسيما وقد يجد من إيش من يفتيه بإنه هذا من التذلل ومن الخضوع للوالدين الذي جاء الأمر به في القرآن الكريم من هنا من مثل هذا المثال والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا نحن نزداد كل يوم إيمانا بأن الحق كما كان الرسول عليه السلام يقول خير الهدى هدى محمد يا جماعة إذا ما دخل في عقلكم هذا الكلام على طريقة العملية الحسابية مثلا اللي يشترك في معرفتها جميع الناس فآمنوا آمنوا خير لكم آمنوا بأن خير الهدى هدى محمد آمنوا بأنه هالقيام الذي يعتاده الناس للمشايخ ولغير المشايخ هذا ليس من الإسلام في شيء وليس من الدين من شيء وليس من الأمور المستحبة في شيء ليس من التعظيم وإجلال المسلم أبدا آمنوا بأن هذا التقبيل الذي يفعله اليوم الناس مع المشايخ فضلا عن آبائهم وأمهاتهم ليس من الإسلام في شيء فلازم نطور حياتنا ونجعلها تقترب كل يوم ولو خطوة خطوة إلى ما كانت عليه الحياة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في عهد خير القرون التي لن تجد الأرض بعد ذلك العهد أطهر وخيرا وأبعد ما يكون عن الشر من ذلك العهد الطاهر هذه كلمة حول جواب عن السؤال السابق تقبيل يد الوالدين ليس عبادة مطلقا وليس مما تشمله الآية التي ذكرها لأن الأمر لو كان كذلك لكان أسرع الناس مبادرة إلى تنفيذ ذلك هم الصحابة مع آبائهم وأمهاتهم لاسيما وكما ذكر لي عرضا هذا التقبيل ليس بالأمر الحادث لحتى يقول والله هم ما انتبهوا له لا التقبيل معروف عادة قديمة وقديمة جدا حتى وصل التقبيل إلى الأحجار لكن منه ما هو شرع كما سمعتم بالنسبة للحجر الأسود ومنه ما ليس بشرع وذلك كتقبيل كل الأحجار تقبيل نوافذ الأولياء والصالحين قبورهم ونحو ذلك كل ذلك مما يصرح بعض العلماء حتى من المتأخرين حتى ممن لا يعرفون بأنهم مدققون في علم السنة والبدعة كالشيخ محمد الغزالي حيث يذكر أن تقبيل القبور ولمسها من صنيع اليهود والنصارى فإذا التقبيل ليس شيئا جديد كواقع لكنه شيء جديد كجعله دين يثنى على من فعل ثم يذم من ترك وهنا لابد أن نذكر بشيء وننتهي بعد ذلك من هذا الإجتماع إلى اجتماع آخر إن شاء الله نشاهد أبا يثور أو أما تثور لأن هناك ولدا صالحا نشأ إلى حد ما على طاعة الله أقول إلى حد ما لأن الزمن لا يساعد الشباب مع الأسف اليوم أن يكونوا كشباب الصحابة ثم نشأ أيضا على السنة أيضا إلى حد ما فهو يسمع ويتعلم فيقبل لا يقبل يد أبيه أو أمه فيثوران عليه نعلم من كثير من الآباء يثورون لترك بعض الأبناء شيئا أقل ما يقال إنه لم يعص الله ورسوله مع ذلك يثورون، بينما هناك أبناء آخرون لا يصلون ربما لا يصومون مع ذلك الآباء عم عنهم راضون لماذا؟ لأنهم لهم ينافقون بقبل اليد لأنه مثل هذا الذي لا يصلي ولا يصوم ما بيهمه بأى تقبيل يد حتى لو كان حرام ما دام أبوه رضيان عنه أمه رضيانة عنه فهو سيفعل هذا التقبيل هذه الفارقة ظاهرة جدا فهذا الذي لا يصلي ولا يصوم ويقصر في طاعة الله عز وجل في كثير من الأمور لا يقومون عليه شيئا وهذا الشاب الناشئ في طاعة الله الذي ينبغي أن يشجع في أن يستمر على هذه الطاعة وأن يزداد منها يثور عليه الآباء والأمهات بماذا بأنه خرج عن العرف السائد وهو تقبيل اليد صباحا مساء هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين وذكرى أخرى للشباب أنفسهم لأني أعلم أيضا بتجربتي الخاصة أن بعض هؤلاء الشباب أيضا يسيئون معاملتهم لآبائهم أن يخالفون الشرع نحن لا نحابي الشباب على حساب آبائهم وأمهاتهم كما أننا لا نفعل العكس وإنما نقول الحق بعض الأبناء من إخواننا الناشئين السفليين على الكتاب والسنة يسيئون معاملتهم لآبائهم مثلا كأن يصيحوا في وجوههم وهم يقرؤون القرآن معنا الآية التي سبق ذكرها (( ولا تقل لهما أف )) فأنت أيها الشاب لما تدعي أنك تريد العمل بالكتاب والسنة فلا تجعلن حرصك هذا محصورا في المسائل التي نخالف فيها المجتمع لأن في بعض الناس يقتلهم إيش حب الظهور و "حب الظهور يقطع الظهور " كما يقول الصوفية كما قلت مرارا مش كل كلام يقوله الصوفية كلام باطل هم يقولون معنا لا إله إلا الله محمد رسول الله نبطل نقول نحن؟ لا، كذلك هم يقولون " حب الظهور يقطع الظهور " هذا كلام صحيح لذلك فبعض إخوانا من الناشئين قد يغلب عليهم قد يغلب عليهم وأنا لا أسمي شخصا منهم كل واحد بيعرف حاله قد يغلب عليهم الظهور في هذا المجتمع بأنه أنا سفلي أنا اتبع الكتاب والسنة أنا أخالف المجتمع كله في كل عاداته إلى آخره يغلب عليه هذا ثم ينسى أن يشارك هذا المجتمع في أعماله الصحيحة المطابقة للكتاب والسنة من ذلك (( ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما )) فإذن إذا كنا أردنا أن نكون صادقين في تمسكنا بالكتاب والسنة مع آبائنا وأمهاتنا وأقاربنا فيجب ألا يكون هذا فقط محصورا في الأمور السلبية أنا ما أقوم له أنا ما أقبل إيده لكن أنت عم تجي تسيئ إله وتنهر بوجه وتقله أف شو هاد وما عندك لين وما عندك صبر هذا لا ينبغي أبدا إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حق النساء مع الرجال يخاطب الرجال فيقول ( إنهن عوان عندكم ) النساء كالأسيرات عند إيش الأزواج لأن الله عز وجل جعل لهم السلطة عليهم فالولد يجب أن يعرف نفسه أنه كالأسير عند أبيه وأمه ماذا يفعل الأسير مع سيده هل يصيح في وجهه هل يتعالى عليه؟ كل ذلك لا يفعله يخاف يجب أن تخاف ربك في معاملتك لأبيك وأمك فلا تسيء إليهما ولو أساؤوا إليك، عليك أن تتحمل ولكن هذا لا يحملك أن تخالف الكتاب والسنة فإذن هناك أمران يجب الفصل بينهما لا تطع والدك فيما تخالف فيه الكتاب والسنة ولكن قدم إليهم شيئا تظهر لهم أنك أنت تطبق الكتاب والسنة في الأمور الأخرى التي جاءت في الكتاب والسنة من ذلك (( ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما )) وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاءت امرأة بها لمم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ادع الله لي فقال إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت صبرت ولا حساب عليك قالت بل أصبر ولا حساب علي . رواه البزار وابن حبان في صحيحه .
الشيخ : وقد وصل بنا الدرس الماضي إلى الحديث الثامن والثلاثين من نسختي ألا وهو المبتدأ بقول المصنف رحمه الله وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( جاءت امرأة بها لمم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت يا رسول الله ادع الله لي فقال إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت صبرت ولا حساب عليك قالت بل اصبر ولا حساب علي ) رواه البزار وابن حبان في صحيحه هذه القصة فيها شبه كبير بالقصة التي قرأناها في آخر الدرس الماضي وإنما الخلاف في نوعية المرض التي كانت في هذه وفي تلك فهذه يقول الرواي أنه كان بها لمم واللمم هو نوع من الجنون الذي ينتاب الإنسان ويصيبه على نوبات وليس جنونا ملازما مطبقا بينما تلك المرأة كانت تصاب بالصرع فهذا اختلاف فالظاهر أن قصة هذه المرأة هي غير تلك القصة وبعض العلماء يتوسعون فيفترضون أن القصة واحدة وأن التي كانت تصرع هي التي عبر عنها هنا بأنها كان بها لمم لكن الظاهر وليس هناك ما يمنع من القول بأن هناك امرأتين ولكل منهما قصة فتلك المرأة كانت تصرع والرسول صلى الله عليه وسلم أيضا وعدها إن شاءت أن يدعو لها وإن شاءت أن تصبر ولها الجنة هنا قال لها ( إن شئت دعوت فشفاك الله وإن شئت صبرت ولا حساب عليك ) فالظاهر من طريق الرواية أنهما قصتان قصة لمن كانت تصرع وأخرى لمن كان بها نوع من الجنون وهو لمم ولكن الثواب واحد لأن قول الرسول عليه السلام ( وإن شئت صبرت ولا حساب عليك ) يساوي قوله عليه الصلاة والسلام لتلك المرأة التي كانت تصرع قال لها وإن صبرت فلك الجنة فكل من لا حساب عليه فلا شك أن عاقبة أمره أن يدخل الجنة وعلى كل حال فهذا الحديث وذاك كل منهما يدل دلالة صريحة واضحة بينة على أن عاقبة الصبر إنما هو دخول الجنة.
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا. رواه البخاري وأبو داود .
الشيخ : الحديث الذي بعده على ما اصطلحنا عليه في كل دروسنا الماضية بياض أما الذي يليه فضعيف الآن حديث آخر صحيح كالسابق وهو قوله وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا ) رواه البخاري وأبو داود هذا الحديث من الأحاديث التي يتجلى فيها فضل الله عز وجل على عباده حيث أنه يصرح أن المسلم إذا كان له عادة من طاعة الله عز وجل في حالة إقامته وفي حالة صحته ثم اقتضى له سفر أو حل به مرض فصرفه عن تلك العادة من العبادة والطاعة أما السفر فهو بلا شك مشغلة يصرف الإنسان عن كثير من الأمور الهامة فلا جرم أن الله عز وجل بحكمته خفف عن عباده كثيرا من العبادات بل الواجبات حينما يكونوا مسافرين فهنا مع هذا التخفيف من الطاعات والعبادات الواجبات على المسافر فإذا كان لهذا المسافر عادة في حالة إقامته من عبادة، من طاعة من مواظبة على النوافل مثلا من السنن وغيرها ثم لا يتمكن إما شرعا وإما قدرا لأنه مسافر لا يتمكن من الإتيان بتلك العبادات والطاعات التي كان معتادا عليها فالله عز وجل يكتبها له كما لو أنه فعلها وهو مقيم هذه واحدة كذلك إذا ابتلي الإنسان بمرض فصرفه مرضه عن ماكان ينشط له من الطاعة والعبادة فالله عز وجل أيضا يتفضل على هذا المريض فيأمر الملائكة بأن يكتبوا له ما كان يفعله في حالة صحته ونشاطه (( ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ))
الشيخ : فإذن في هذا الحديث مما يناسب الموضوع الذي نحن في صدده حض بليغ جدا على أن يصبر المسلم فيما إذا أصيب بمرض ومما يحمله على الصبر أن يتذكر بأن الله عز وجل يثيبه على كل العبادات والطاعات التي كان يفعلها في حال صحته وفي الحديث أيضا حض غير مباشر للمسلم الصحيح السليم على أن يغتنم صحته وشبابه وأن يكثر من طاعة الله عز وجل وعبادته لأن للصحة حقا وللسن حقا فالصحيح لا يظل صحيحا والسليم لا يظل سليما فقد يمرض كذلك الشاب والكهل لا يظل كذلك فلابد من أن يخضع شاء أم أبى لسنة الله في خلقه عز وجل من ذلك أن يكون طفلا فيصير صبيا فيصير شابا فيصير كهلا فيصير شيخا فلا يستطيع في حالة شيخوخته أن يستمر على تلك العبادات والطاعات التي كان ينهض بها في حال شبابه فينبغي على المسلم الحريص على آخرته أن يتذكر هذه الحقيقة وأن يهتبلها فرصة فيكثر من العبادة والطاعة حتى ما إذا أسن وشاخ أو مرض ولم يستطع أن يقوم بتلك العبادات والطاعات فالله عز وجل يكتبها له لأنه معذور عذرا الله عز وجل بتقديره فرضه عليه ليس له إرادة وليس له في ذلك كسب هذا الحديث يعطينا هذا الحض غير المباشر أي أيها القوي السليم احرص على طاعة الله عز وجل في حالة قوتك وشبابك حتى ما إذا عجزت أو مرضت كتبها الله لك ولو لم تفعل شيئا من ذلك
الشيخ : وهذا الحديث في الواقع ومما في معناه مما سيأتي بعده يذكرنا بحادثة ذلك الصحابي العابد ألا وهو عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنه فقد كان من أكثر الصحابة عبادة وزهدا في الدنيا إلى درجة أنه لما زوجه والده بفتاة من قريش ودخل عليها لم يبن بها ولم يقربها أصلا ذلك لأنه كان مشغولا عنها بما كان فيه من طاعة وعبادة من صيام في النهار وتلاوة للقرآن في الليل يصوم الدهر كله فهو لا يفطر إلا ما شاء الله ويقوم الليل كله فلا ينام إلا قليلا ولذلك فمثل هذا الإنسان لا حاجة له بالنساء وكذلك كان الأمر بالنسبة إليه فلما بلغ ذلك والده عمر بن العاص شكاه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقول ابن عمرو هذا فإما لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أرسل إلي فاستجوبه عليه السلام في قصة طويلة ذكرتها لكم مرارا وتكرارا ولا أعيدها الآن وإنما العبرة في ذلك أنه بينما كان يقوم الليل كله ويصوم الدهر كله وعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خطة معتدلة يستطيع الصبر عليها والعمل بها إلى آخر رمق من حياته لم يقنع بذلك وقال إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك فأعطاه الرسول عليه السلام آخر ما سمح الشارع به قال له ( صم يوما وأفطر يوما ) .