الشيخ : إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )). أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
شرح كتاب الترغيب والترهيب : وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة . رواه مسلم .
الشيخ : لا نزال في حديث ( بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة ) تكلمنا على الخصال الثلاث المتقدمة طلوع الشمس من مغربها والدخان والدجال.
الشيخ : ثم قال عليه الصلاة والسلام ( أو الدابة ) ودابة الأرض هذه التي جاء ذكرها في القرآن الكريم (( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دآبة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآيتنا لا يوقنون )) هذه الدابة لم يأت في السنة الصحيحة شيء أكثر مما تضمنه هذا الحديث مع الآية المذكورة وجامع ذلك أنها آية من آيات قيام الساعة أما ما يذكر في بعض الكتب التي تجمع ما هب ودب من الحديث ما لم يصح منه وما يصح فلا ينبغي الإعتماد على شيء من ذلك فها هنا مثلا في شرح للترغيب والترهيب في العصر الحديث يذكر أوصافا غريبة بناء على أحاديث ضعيفة مثلا يقول لها أربع قوائم وزغب وريش وجناحان وقيل لها رأس ثور إلى آخره فكل هذا أو كل هذه الأوصاف لا يصح شيء منها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ما ألمحت إليه آنفا أنها من أشراط الساعة من ذلك مثلا ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدخان ودابة الأرض ) أيضا ليس في هذا الحديث أكثر من أنها من أشراط الساعة الكبرى وفي حديث آخر جاء فيه ذكر طلوع الشمس والدابة جاء فيه هذه الفائدة قال عليه السلام ( فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبا ) فإن طلعت الشمس من مغربها قبل خروج الدابة فخروج الدابة تتلوها أو العكس إن خرجت الدابة قبل طلوع الشمس فعقبها تطلع الشمس من مغربها هذا كل ما يمكن أن يقال في دابة الأرض وما سوى ذلك فهو رجم وظن لا يغني من الحق شيئا.
الشيخ : ومن هذا القبيل ما يجنح إليه كثير من الكتاب المعاصرين أو المفسّرين المعاصرين يفسّرون دابة الأرض تفسيرا يتناسب مع ضعف إيمانهم للأمور الغيبية التي طالما لفتنا النظر إلى أن الإيمان بالغيب هو أول شروط الإيمان هو أول شيء يدل على أن هذا المسلم مؤمن بالله حقا لأنه استسلم لخبره الصحيح عنه كتابا أو سنة ولم يؤله عقله ولم يتبع هواه وإنما اتبع النص الذي جاءه عن الله ورسوله كثير من هؤلاء الكتاب لا يظهر فيهم هذا الإيمان مع الأسف الشديد ولذلك فهم يميلون دائما وأبدا إلى تأويل النصوص الغيبية التي لا تتوافق مع الحوادث الواقعية يميلون إلى تأويلها بأمر عادي فمثلا هذه الدابة (( أخرجنا لهم دابة )) هذه الدابة قالوا عبارة عن جراثيم وساعدهم على ذلك أن في الآية السابقة (( تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون )) تكلم الناس فسروا التكليم هنا بالتجريح جرح وهذا صحيح لغة ولكن علماء التفسير أولا والظاهر من النص ثانيا ليس بمعنى التجريح وإنما بمعنى المكالمة على أنه لم يفت بعض المفسرين الأثريين الذين يعتمدون في تفسير القرآن على القرآن والأثر الصحيح كالحافظ بن كثير الدمشقي لم ... هذا المعنى الذي ركن إليه بعض الكتاب المعاصرين واعتمدوا عليه وحصروا المعنى فيه تكلمهم يعني تجرحهم هذا المعنى قد ذكره الحافظ بن كثير لكنه قال لا مانع من تفسير التكليم في الآية بالمعنيين كليهما فهي تكلمهم تكليما وتحدثهم تحديثا وهي في الوقت نفسه أي تجرحهم تجريحا فيفسرون الدابة هنا بالجرثوم أو المكروب لأن هذا أصبح معهودا معروفا يؤمن الناس به لا فرق في ذلك بين المؤمن والكافر أما أن تبقى الآية وتبقى الأحاديث التي وردت في أشراط الساعة على ظاهرها فهذا مما لا يتسع قلوبهم للإيمان به فإلى هذا ننبه بأن هذا من الانحراف الذي أصاب كثيرا من المسلمين القدامى في تأويلهم لنصوص الكتاب والسنة ما دامت بعيدة عن منطقهم الخاص بهم فهذا خروج عن الوصف الأساسي في المؤمن الذي وصفه الله عز وجل في أول سورة البقرة فقال (( الذين يؤمنون بالغيب )) فالإيمان بدابة الأرض ككل أشراط الساعة يجب الإيمان بها دون أي تأويل الذي يؤدي بصاحبه إلى التعطيل والتعطيل معناه الجحد فالمكروبات موجودة منذ أن لم تعرف قبل ألا يعرفها الناس فكيف يتحدث ربنا عز وجل بأن الله عز وجل يخرج للناس دابة تكلمهم وهذه الدابة بمعنى المكروب أو الجرثوم دائما تجرح الناس وتؤذيهم وقد تميتهم لذلك يجب أن يبقى هذا اللبس المذكور في الآية وفي الحديث الدابة على ظاهرها فهي دابة تدب على الأرض أما الأوصاف التي تذكر كما ذكرنا في بعض الكتب فلا يلتفت إليها لعدم ورود الأثر الصحيح فيها.
الشيخ : ثم قال في الخصلة الخامسة من الست قال عليه السلام ( أو خاصة أحدكم ) يعني الموت الذي لا يفر أو لا يستطيع أن يفر منه أحد فهو خاص بكل إنسان بادروا ستا طلوع الشمس و و وخاصة أنفسكم يعني الموت على الإنسان إذا كان يستبعد مثلا لعلامات لم تظهر بعد أن تطلع الشمس من مغربها وأن تخرج الدابة أو الدجال إذا كان يستبعد هذا فهل يستبعد عنه الموت وهو أمر لابد منه وقد كبته الله عز وجل على كل مخلوق لا سيما البشر الذين قدر فيهم أن يكون عمرهم من أوساط الأعمار لا يتجاوز الستين والسبعين فإذن على المسلم ألا يتكل على ما قد يستبعده من خروج الدجال أو الدابة أو طلوع الشمس من مغربها فأمامه أمر لا مفر له منه وهو خاصة نفسه الموت لذلك فعلى الإنسان أن يبادر إلى الأعمال الصالحة قبل أن يفجأ بهذا الموت الذي كتب على كل نفس حية وأخيرا الخصلة السادسة في هذا الحديث ( أو أمر العامة ) أمر العامة هو الموت الذي يشمل عامة الناس ألا وهو كناية عن قيام الساعة فقيام الساعة تأتي بعد تلك الخصال التي ذكرت في الحديث باستثناء الموت الخاص بكل إنسان فهذا يأتيه قبل أن تقوم الساعة على أن بعض الوعّاظ يقولون إن من مات فقد قامت قيامته وهذا صحيح لأنه بموته انتهى كل شيء فإما أن يكون سعيدا وسيلقى جزاء عمله الصالح أو شقيا على العكس من ذلك الخلاصة من هذا الحديث واضح جدا وهو ألا يركن الإنسان إلى هذه الدنيا وألا يفتتن بها ولا يلتهي بها عما يجب عليه من أن يتدارك نفسه قبل أن يفجأ بشيء من هذه الأمور الستة وأقربها إليه الموت الذي سمي في القرآن باليقين.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما .
الشيخ : وفي نحو هذا الحديث حديث ابن عباس وهو بعد حديث ذكره المصنف وضعيف أما حديث ابن عباس فهو صحيح وهو قوله وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لرجل وهو يعظه ( اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك ) رواه الحاكم وقال صحيح على الشيخين في هذا الحديث نصائح عظيمة جدا الفقرة الأخيرة منها هي ألصق ما تكون بما نحن فيه حيث قال عليه السلام ( وحياتك قبل موتك ) فإذا جاء الموت انقطع العمل كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( إذا مات ابن آدم -وفي رواية- الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) فالمسلم السعيد الذي يتعظ بما وعظه به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستفيد ذكرى من مواعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكون غافلا عنها كلها أو جلها أو بعضها فاسمعوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يعظنا بقوله ( اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك ) نحن نجد مع الأسف الشديد عامة الشباب اليوم لا يعملون بهذه النصيحة بل يعكسونها ويقلبونها إنهم يأملون أن يعيشوا حياة طويلة وأن يتداركوا في كهولتهم بل في شيخوختهم ما يفوتهم من الطاعات ومن قيام الواجبات في حالة شبابهم وأصبح أمرا معتادا أن يسمع أحدنا الشخص يقول لآخر إي بكّير عليك لسى يا أخي خاصة فيما إذا ... للحية التي فرضها الله عز وجل على كل مسلم فيبادرونه يثبطونه ويصرفونه عن المبادرة إلى طاعة الله في مثل هذا الأمر هذا أمر ظاهر لكن هناك أشياء أخرى نعرف آباء كثر يجدون بعض أبنائهم يبادرون إلى الصلاة وإلى المساجد وهم بعد لم يبلغوا سن التكليف إي يا بس طيب وين رايح هلاّ الدنيا مطر فبيثبطوه تثبيطا فظيعا جدا ولولا قوة إيمان هذا الشاب لاستجاب لتثبيط أبيه هوينته صغير هكذا يفعلون اليوم أما الذين استجابوا لموعظة الرسول عليه السلام حين قال ( اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك ) فقد كانوا على عكس مانحن عليه اليوم تماما.
ذكر قصة عبد الله بن عمرو بن العاص وتشدده في العبادة .
الشيخ : ولعل كثيرين منكم يذكر قصة عبدالله بن عمرو بن العاص حينما زوجه أبوه سد هالفراغ يا إخونا سدوا سدوا ... بن العاص كان شابا لما زوجه والده عمر بفتاة من قريش وذات يوم يسأل والده كنته زوجة ابنه عن حالها مع زوجها فكنت له بعبارة لطيفة قالت إنه لم يطأ لنا بعد فراشا يعني إنه تزوج لكن ما تزوج لأنه فراشنا ما وطؤه بعد لماذا؟ لأنه يصوم الدهر ويقوم الليل فمتى يتفرغ لزوجته ولاشك أن مثل هذا الخبر يزعج الوالد سواء من الناحية الدينية أو من الناحية الشخصية لأنه زوجه ليحصنه وليريحه ومن الناحية الشرعية لا يجوز للمسلم أن يهتم بالعبادة أكثر مما شرع الله عز وجل لأن ذلك غلو في الدين وقد قال رب العالمين في كتابه الكريم (( قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )) لا تغلوا وقد وصف الرسول عليه السلام شيئا من الغلو في حال كأن المسلمين فهموا من ذلك الوصف عكس ما أراده الرسول عليه السلام ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما حج حجة الوداع واقترب في إفاضته من المزدلفة إلى منى من منى قال لابن عباس ( التقط لي سبع حصيات مثل حصى الخذف ) وأشار ويقول العلماء أنه ذلك قدر الحمصة الكبيرة وقال عليه السلام بهذه المناسبة لابن عباس ( وإياكم والغلو في الدين فإن ما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم ) فماذا يفعل الناس اليوم حينما يرمون الجمرات؟ نرى العجب العجاب الرسول صلى الله عليه وسلم وجه المسلم أن يلتقط حصيات صغار لأن المقصود ليس هناك محاربة مادية وإنما هي محاربة معنوية روحية فلذلك أوصى بعدم تكبير الحصاة ثم لعلها تصيب رؤوس كثير من الذين اجتمعوا حول الجمرة وهذا يقع كثيرا فإذا كانت الحصاة كبيرة فقد تؤذي من أصابته فاليوم نرى حول الجمرة النعال متراكمة بعضها فوق بعض لأن الجهال من المسلمين لم يتأدبوا بأدب الدين فهم يتصورون أن هناك شيطان فعلا واقف ينتظرهم ليرجموه الحقيقة ليس كذلك وإنما هناك مكان اعترض فيه الشيطان لأبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام فرماه بالجمرة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة الشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر المسلمين من الغلو في الدين حتى في تكبير الجمرة الحصاة التي يرمي بها الجمرة ففي العبادة قيام الليل وصيام الدهر هذا من باب أولى أن ينهى عنه الرسول عليه السلام فلما سمع عمرو من كنته ما سمع شكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال عبدالله بن عمرو فإما لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما أرسل إليّ قال ( بلغني أنك تقوم الليل وتصوم النهار ولا تقرب النساء ) فقال " قد كان ذلك يا رسول الله " قال ( فإن لنفسك عليك حقا ولجسدك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولزورك -أي الذي يزورك- ولضيفك عليك حقا ) ثم أخذ يضع له عليه الصلاة والسلام منهاجا يلتزمه في حياته كلها لا يزيد على ذلك فهو كان يصوم الدهر كله قال له صم من كل شهر ثلاثة أيام والحسنة بعشر أمثالها فكأنك صمت إيه الشهر كله ست أيام فماذا كان الجواب هنا الشاهد قال " يا رسول الله إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك " هو بيقول عكس ما يقول الناس اليوم تماما بيقول يا حليلتي حليلة الشبابي إنه ضيع وقتي في أقل من هذه العبادة اللي أنا قائم بها ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام يرى ما لا نرى كما قالت السيدة عائشة له حينما قال لها عليه السلام ( يا عائشة هذا جبريل يقرؤك السلام قالت وعليه السلام يا رسول الله ترى ما لا نرى ) أنت بتقلي هذا جبريل يقرئك السلام وعليه اسلام وأنا أصدقك بما تقول لأنك ترى ما لانرى فإذا كان الرسول عليه السلام يرى بالبصر ما لا نرى فهو أولى أن يرى بالبصيرة ما لا نرى بها ولذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يرى عاقبة مبالغة عبدالله بن عمرو في عبادته وقد حدث ذلك فعلا فلما قال ابن عمرو إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك قال له عليه الصلاة والسلام صم كذا حدد له أيضا نظاما آخر قال إني شاب إني أستطيع أكثر من ذلك يعيد نفس الكلام السابق وأخيرا قال له عليه الصلاة والسلام ( صم يوما وأفطر يوما فإنه أفضل الصيام وهو صوم داود عليه الصلاة والسلام وكان لا يفر إذا لاقى قال يا رسول الله إني أريد أفضل من ذلك قال لا أفضل من ذلك ) هذا من حيث قيام الليل في هذا من حيث الصيام صيام الدهر لم يرضه له الرسول عليه السلام وإنما أعطاه صياما هو يساوي فعلا نصف الدهر وأجرا كل الدهر وهذا هو الكسب الحقيقي ومن حيث إحياء الليل كله الذي كان يفعله قال له عليه الصلاة والسلام اقرأ القرآن في كل شهر مرة فعاد إلى كلمته السابقة يا رسول الله إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك حتى قال له عليه الصلاة والسلام أخيرا ( اقرأ القرآن في ثلاث في ثلث ليالي فمن قرأ القرآن في ثلاث كمن قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه ) وعلى هذا انفصل ابن عمر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو من الناحية العاطفية الدينية غير راض لكنه يعلم قول ربنا في القرآن الكريم (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) فسلم ثم أخذت الأيام تمضي وتمضي حتى أسن وشاخ فكان يقول " يا ليتني كنت قبلت رخصة رسول الله " أني أقرأ القرآن في كل شهر مرة يا ليتني قبلت منه أول مرة أما بالنسبة للصيام أصوم من كل شهر ثلث أيام وإلي صيام الشهر كله من حيث الأجر يا ليتني قبلت ذلك منه هكذا كان السلف الصالح الذين ندعو نحن دائما إلى الاقتداء والائتساء بهم لأنهم كانوا استجابوا لله وللرسول بحق أما نحن فخيرنا من لا يساوي أقلهم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) وما ذلك إلا لإخلاصهم لله عز وجل وطاعتهم واستسلامهم استسلاما كاملا وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين. السائل : ... . الشيخ : إيه نعم السائل : ... يا رسول الله ... . الشيخ : لا هذا لا ينافي ذاك تلك قاعدة وهذه شاذة حديثك الأخير ... بالنسبة لآخر الزمان ولأفراد معينين أما ذاك فبالنسبة للصحابة أجمعين.
هل الدابة التي من أشراط الساعة هي التي رآها تميم الداري في الجزيرة ؟
السائل : الأخ يسأل إنه هذه الدابة المذكورة لعلها التي رآها تميم بن أوس الداري في الحديث؟ الشيخ : لا تلك الجساسة التي رآها تميم الداري في الجزيرة هي الجساسة وليس لها ذكر إلا في ذلك الحديث.
السائل : ما درجة هذا الحديث ومن خرجه " رحم الله جب المغيبة عن نفسه " ؟ الشيخ : هذا الحديث لا أصل له في السنة وإن كان معناه مستقيما وينبغي الأخذ به لأنه يمكن اعتباره حكمة أما أنه حديث عن الرسول عليه السلام فلا أصل له.
كيف التوفيق بين نهيه صلى الله عليه وسلم عن سفر الواحد والاثنين وبين سفره بصحبة أبي بكر فقط في هجرته ؟
السائل : كيف التوفيق بين نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن سفر الواحد والإثنين وبين هجرته عليه الصلاة والسلام بصحبة أبي بكر فقط؟ الشيخ : أيضا الجواب عن هذا كما قلنا عن سؤال الأخ آنفا عن حديث لا تسبوا أصحابي وعن الغرباء الذين يأتون في آخر الزمان ولأحدهم أجر خمسين من المتقدمين عام وخاص القاعدة أنه لا ينبغي أن يسافر الرجل وحده إلا معه اثنين آخرين لقوله عليه السلام ( الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب ) هذه قاعدة ولكن ما من عام إلا وقد خص من أجل هذه الاستثناءات يقول الفقهاء " ما من عام إلا وقد خص " وأظهر ما يخصص العام الضرورة إذا كان الله يقول (( حرمت عليكم الميتة والدم )) إلى آخره ثم يقول (( إلا ما اضطررتم إليه )) فإذن القاعدة إنه هذه الأشياء المذكورة في هذه الآية محرمة إلا ما اضطررتم إليه فلا نستطيع أن نقول بأن سفر الواحد والإثنين أشد تحريما من هذه اللحوم المحرمة في الآية ألا يوجد هناك ضرورة تضطر الإنسان إلى أن يسافر وحده فضلا عن أن يسافر مع رفيقه لا شك أن هذه الضرورات يشعر بها الإنسان في كثير من أحواله في حياته ومن ذا الذي لا يشعر بالضرورة التي أحاطت بالنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ليهاجر من مكة إلى المدينة وقد اجتمع القوم هناك على قتله والخلاص منه فأنا أستغرب في الواقع توجيه مثل هذا السؤال وله أمثلة كثيرة تأتي في هذه الندوة مرارا وتكرارا وأنا أقول لا أريد لإخواننا كما قد يريد غيرنا منهم أن يتعلّموا المسائل الجزئية فإنها لا تنتهي أبدا ولا يصبح الإنسان بمثلها فقيها وإنما عليكم أن تتفقهوا بأن تتعلموا الأصول والقواعد وأن تتقنوها وتعرفوا أدلّتها من الكتاب والسنة بعد ذلك لا يصعب عليكم كثير من الأمور مثل هذا السؤال وين الإشكال الرسول مضطر لأن يهاجر لعل إنسان يقول ما بيجوز يسافر خلسة وفي الليل وحده ولو لحقه ... هل يقول بهذا سائل ما أظن هذا فإذن نحن نتصور يقينا أن النبي عليه الصلاة والسلام كان في سفره هذا مضطرا فلا بأس على ذلك إطلاقا ومن هذا القبيل نهي المرأة أن تسافر سفرا إلا ومعها محرم فنجد في السنة هناك سفر لبعض النساء المسلمات المؤمنات المهاجرات وحدها أو معها رجل غريب فقصة سفر زينب بنت الرسول عليه السلام المذكور في السيرة مع أحد الصحابة نسيت اسمه تذكره زينب زوجة الربيع السائل : عاصم الربيع الشيخ : عاصم الربيع فهي سافرت مع رجل فهل يقول قائل كيف سافرت مع رجل غريب الجواب الضرورات تبيح المحظورات. السائل : كذلك أم سلمة أيضا أنها هاجرت وحدها. الشيخ : نعم كثير لذلك لازم نلاحظ القواعد وما قد يستثنى منها إما بنص أو بضرورة. غيره؟ السائل : مع العلم أيضا مع الدليل صاروا ثلاثة عبد الله بن أريقط كان معهم أبوبكر والرسول صلى الله عليه وسلم وابن أريقط ثلاثة سائل آخر : ... الضرورة الشيخ : نعم سائل آخر : فهم حديث الضرورة الشيخ : ما قلت الحديث في الضرورة يعني كل إنسان يعني بضرورته سائل آخر : ... . الشيخ : ما بيقدر يجيبها ما بيقدر يبعثها سائل آخر : ... التكاليف الشيخ : التكاليف الله بيعوضها إيه نعم السائل : هنا سؤال عن درجة بعض الأحاديث الشيخ : عن إيش السائل : درجة بعض الأحاديث
ما درجة حديث : ( من قال في كتاب الله برأيه فأصاب فقد أخطأ ) وما معناه ؟
السائل : منها حديث " من قال في كتاب الله برأيه فأصاب فقد أخطأ " ماهي درجته؟ الشيخ : هذا ضعيف السائل : وما المقصود أخطأ هنا؟ الشيخ : السؤال وارد على أساس صحة الحديث فالحديث ضعيف أو غير وارد لكن لعل السائل يعني المعنى لغة أخطأ يعني وقع في الخطأ فأي إنسان تعمد الوقوع في الخطأ فهو مؤاخذ شرعا لأنه ضد الخطأ الصواب والصواب هو الحق والله عز وجل يقول (( وماذا بعد الحق إلا الضلال )) الخطأ المتعمد إذن يكون ظاهرا. السائل : الإشكال أظن أتى عليه من قوله فأصاب إذا أصاب بتفسيره فقد أخطأ. الشيخ : فأخطأ بما لا ... عليه بجهل كما جاء في الحديث الصحيح ( قاضيان في النار وقاض في الجنة -أو- قاض في الجنة وقاضيان في النار قاض عرف الحق وحكم به فهو في الجنة وقاض عرف الحق ولم يحكم به فهو في النار وقاض حكم بغير علم وأصاب فهو في النار ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام أي فإصابة الحق بتكون كما يقال رمية من غير رام وهذا يعود صاحبه على أن يتقدم إلى الإفتاء بغير علم والحقيقة كما يقول المثل العامي " مو كل مرة تسلم الجرة " فإذا أصاب أول مرة مو معناها حيصيب ثاني مرة وهو جاهل لذلك لا يجوز إنسان أن يقدم على تفسير القرآن أو على الإفتاء بغير علم نعم.
حديث الوفد الذين قالوا نحن المؤمنون فقال لهم الرسول: ( فما علامة إيمانكم ) قالوا خمسة عشرة خصلة.....؟
السائل : حديث الوفد الذين قالوا نحن المؤمنين فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فما علامة إيمانكم قالوا خمسة عشرة قصة إلى آخره الشيخ : هذا ضعيف الإسناد.
السائل : حديث زياد بن لبيب ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقالوا ذاك عند ذهاب العلم فقلنا يارسول الله كيف يذهب العلم ونحن نقرأ إلى آخره؟ الشيخ : حديث صحيح.
ما حقيقة النفاق وما أقسامه وهل هناك نفاق عملي وهل لنا أن نحكم على أحد أنه منافق وكيف يعامل المنافق ؟
السائل : حديث النفاق ما حقيقته وما أقسامه وهل هناك نفاق سلوكي ونفاق عقدي وهل لنا نحن البشر أن نحكم على أحد أنه منافق وكيف نعامل من فيه شعبة من شعب النفاق وهل ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يعامل المنافقين معاملة خاصة من تعذيب واحتقار؟ الشيخ : هذا السؤال فيه أسئلة ولذلك فالوقت ضيق أجيب عن سؤال أو أكثر منها إن تيسر فما ... فيه هو التفريق بين النفاق العملي والنفاق الاعتقادي والنفاق العملي ممكن معرفته بسهولة بخلاف النفاق الاعتقادي فإن يصعب بذلك إلا بقرائن و ... وهذا في الواقع قضية إذا فهمها المسلم ساعده ذلك على أن يفهم بعض النصوص من السنة بدون ذلك الفهم لا سبيل إلى فهم تلك النصوص مثلا في القرآن (( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )) وفي الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم ( آية المنافق ثلاث ) إلى آخره فهل هذا المنافق الذي اتصف بهذه الأوصاف الثلاثة هو في الدرك الأسفل من النار لأن الله قال (( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )) هنا البحث فيجب أن نعلم أن النفاق قسمان نفاق اعتقادي ونفاق عملي النفاق الاعتقادي هو رجل يبطن الكفر الذي يستحق به النار خالدا فيها أبدا ويظهر الإسلام يصلي معك وهو لا يصلي وأن يصوم معك وهو لا يحج وقد يحج ولا يحج معك يتظاهر في العبادات ليسلك نفسه مع المسلمين طبعا هذا حينما تكون دولة الإسلام هي القائمة وهي الحاسمة وعلى العكس من ذلك ألا يبقى هناك كفر لا يبقى هناك نفاق اعتقادي لأنه تلقن جماهير الناس الدين لله والوطن للجميع فهذه القضية فوضى حرية مطلقة أما النفاق العملي فهو موجود دائما وأبدا لأنه باختصار النفاق العملي هو الإخلال ببعض ما فرضه الله عز وجل على المسلم فكيف يسمى هذا نفاقا؟ الأمر واضح جدا تصورنا آية المنافق الذي هو في الدرك الأسفل من النار يظهر الإسلام ويبطن الكفر فهو كافر في قرارة نفسه ولا يفيده شيئا أن يظهر الإسلام وإلى هذه الحقيقة أشار الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المشهور بل المتواتر ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة إلا بحقها وحسابهم عند الله ) شو معنى وحسابهم عند الله الإسلام هو العهد الإسلام الظاهر فإذا ما أسلموا ظاهرا وكفروا باطنا حسابهم عند الله وإذا أسلموا حقيقة وقصروا في القيام ببعض أركان الإسلام أو غيرها فحسابهم أيضا عند الله تبارك وتعالى فهذا المنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر فمن السهل جدا أن نفهم أنه ينافق أولا وأنه في الدرك الأسفل من النار ثانيا لكن ... كيف ذلك ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب ) هل الذي يحدث فيكذب عادة هو كافر هو مخلد في النار كذاك المنافق نفاقا اعتقاديا؟ الجواب لا، إذن لماذا سماه منافقا لأنه يظهر خلاف ما يبطن يلتقي مع المنافق الأول في هذه النقطة أنه يظهر خلاف ما يبطن ولكن على عكس المنافق المخلد في النار ذاك يبطن الضلال ويظهر الإسلام هذا يبطن الإسلام الآن لكن يظهر العمل بخلاف الإسلام إنسان له الكذب حرام ولا حلال بيقلك حرام من اعتقاده عن القلب مش عن النفاق عن عقيدة وإذا وعد أخلف إذا سألته الوعد الوفاء به واجب وإلا غير واجب بيقلك لا واجب وإذا خاصم فجر في رواية وفي الرواية الأخرى وإذا أؤتمن خان إذا سألته عن هذه الصفات ونقائضها هل ... الإنسان تقر بها يقلك نعم الكذب حرام إذا هو يعتقد ... المنافق لا يعتقد بوجوب الإيمان بالإسلام فهو في قلبه يبطن خلاف ما يظهر لكن يضمر الشر ويظهر الخير المسلم الذي يكذب مثلا هو يظهر أن الكذب حرام لكنه الواقع حرام ففعله يناقض قلبه فعله المنكر يناقض قلبه المؤمن أما ذاك المنافق على العكس من ذلك تماما لذلك سمي هذا النفاق بالنفاقا العملي عمله عمل المنافقين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون هو يظهر الخيانة عدم الأمانة يظهر الكذب خلاف الصدق يظهر يظهر إلى آخره لكن هو يبطن أن هذه الأشياء محرمة وعليه أن يجتنبها فمن هنا كان هذا النوع من النفاق نفاقا عمليا إذن لا يشكل علينا إنه يستحضر ... أن معرفة المنافقين من النوع الثاني أمر سهل جدا لأن كل من تراه مسلما لا يصلي فهو منافق كيف لأنه يقول أنا مسلم طيب مسلم بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة ما تصلي الله يتوب علينا فهذا يفعل بخلاف ما يعتقد وذاك يعتقد بخلاف ما يفعل ومن هنا التقيا في النفاق واختلفا في صورة النفاق لعل في هذا بيانا لهذه الحقيقة وممكن فيما أعتقد أن يفهم بقية ما تضمنه السؤال السابق من تفاريع. سائل آخر : إيه تارك الصلاة كافر عملي وإلا منافق عملي؟ الشيخ : أنا عم أحكي هلاّ عن المنافق عملي سائل آخر : طيب ذكرتوه ... مثلا بالنسبة للكافر عملي. الشيخ : النتيجة واحدة كفر عملي ونفاق عملي يلتقيان مافي تصادم هنا نعم السائل : هل لنا أن نحكم على أحد أنه منافق؟ الشيخ : فقلت النفاق عملي ممكن أما النفاق اعتقادي الله أعلم إلا إذا كان هو ظهر منه شيء. السائل : كذلك الشيخ : الله أعلم نعم اصبر شوية نعم. سائل آخر : النفاق الأربعة موضوعة كاملة أم خالصا الشيخ : نعم سائل آخر : كنا بلغ على عمر ما بلغنا ... بل خالصا الشيخ : غيره سائل آخر : كلمة خالصا بدأت ... النفاق الاعتقادي الشيخ : لا هذا تأكيد للحديث السابق ليس إلا خالصا يعني عمليا مو ممكن يا أخي نكفر نحن مسلم بمجرد أنه خالف الشريعة بمعصية أو اثنتين أو عشرة أو مية أؤكد النفاق الذي وصفه الرسول عليه السلام فهو منافق خالصا يعني لا يشوبه شيء بالنسبة لهذه ... . الخطوات نعم سائل آخر : ذلك يشوبه الإيمان الشيخ : لا يشوبه الإيمان لا ما بنتكلم عن الإيمان عم نتكلم عن العمل وهل ... ما تقول وهل الإخلاف بالوعد هو خروج عن الإيمان؟ سائل آخر : لا الشيخ : نعم سائل آخر : لا طبعا الشيخ : اجتماع الأربع والأربعين والمية والألف كل المعاصي لو اجتمعت في موحد لا تؤثر فيه أبدا ولا يخلد في النار مع المنافقين والكافرين.
الكلام على قصة الرجل الذي لما حضرته الوفاة أمر أولاده أن يحرقوه ويذروه في الريح والبحر .
الشيخ : أما سمعتم بهذه المناسبة قصة ذلك الرجل الذي لما حضرته الوفاة جمع أولاده حوله فقال لهم أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فإني مذنب مع ربي ولإن قدر الله عليّ ليعذبني عذابا شديدا فإذا أنا مت فخذوني وحرقوني بالنار ثم ذروا نصفي في الريح ونصفي في البحر فمات الرجل فحرقره ونفذوا فيه الوصية نصف الرماد في الريح الهائج والنصف الثاني في البحر المائج فقال الله عز وجل لذراته كوني فلانا فكانت فقال الله عز وجل أي عبدي ما حملك على مافعلت؟ قال ربي خشيتك قال اذهب قد غفرت لك جاء في رواية مسند الإمام أحمد وذلك لأنه كان موحدا وهذا من فضائل لا إله إلا الله اللي بيقول فيها الرسول ( من قال لا إله إلا الله حرم الله بدنه على النار ) وكما شرحنا لكم حرم الله بدنه على النار إما تحريما مطلقا وإما حرم عليه النار الأبدية على حسب بأى أعماله الصالحة والطالحة أما أن يخلد موحد في النار بسبب ذنوب اقترفها واجترحها هذا مستحيل هذه عقيدة أهل السنة والجماعة حقا وهذا الذي ندعو الناس إليه دائما وأبدا ما نأتي إلى حديث نأخذ منه حكم أو رأي أو عقيدة وإنما نجمع الأحاديث بعضها لبعض لا شك أنت إذا نظرت إلى هذا الحديث منافقا خالصا تطلع خارجي محض إلي بيكفروا المسلمين بارتكابهم لكبيرة من الكبائر لكن لا يجوز أن تنظر إلى هذا الحديث وتغض النظر عن أحاديث بل آيات كثيرة جدا (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) جاء بعض الضالين في العصر الأخير ممن يسمون بجماعة التكفير فوقعوا في مذهب الخوارج وأخذوا يتأولون من نصوص الكتاب والسنة كما فعل المؤولة في كل الأحكام التي اختلفوا مع أهل السنة فيها فماذا قالوا في هذه الآية مثلا ((إن الله لا يغفر أن يشرك به )) لما قيل لهم كيف تكفرون أصحاب الذنوب والمعاصي كيف تفعلون بهذه الآية (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) ممن تاب قلنا سبحان الله ممن تاب عطلتوا الآية كمان المشرك إذا تاب الله بيغفرله فإذا رجعتوا القضية للتوبة ما فيه فرق بين مشرك بين مرتكب الكبيرة الشاهد لسنا في هذا الصدد المهم يجب أن تؤخذ الأحكام والعقائد الصحيحة من مجموع الأدلة الواردة في نقطة معينة فبحثنا الآن إنسان يرتكب معاصي بل وكبائر وهو لا يستحلها في قلبه لا يقول كما يقول كثير من الجهال اليوم بلا حلال حرام وبلا حلال هذا كافر مرتد عن دينه لكن كثير من الناس بيرتكبوا المعصية وهم والله متذللين بينهم وبين ربهم الله يتوب علينا قد يكون الساعة مثلا يعني يرجع فيها إلى ربه فيذكر ذنبه ويندم عليه ثم تتغلب عليه النفس الأمارة بالسوء وهكذا كالسنبلة في الريح العاصف مرة يمين ومرة يسار فالخلاصة هذا الحديث لا يخرج على الحديث السابق سوى أنه يؤكد أنه منافق النفاق الذي فسرناه النفاق العملي وهو منافق عملي خالص لا يشوبه شيء في هذا.
الشيخ : تفضل يا أخي شو عندك السائل : ... . الشيخ : المؤمن لا هذا حديث غير صحيح يا أخي المؤمن إنه المؤمن يفعل كذا ويفعل كذا ولكنه لا يزني هذا لا ... يفعل كذا؟ نعم، يشرب الخمر؟نعم، كل وحدة أما هل يزني؟ قال لا، هل يكذب؟ قال لا، فهذا الحديث ضعيف السند ولو صح من جهة المعنى فيفسر أيضا المؤمن يعني كامل فما نحن نضطر نعيد شيء من البحث السابق نحن عندنا حديث صحيح قال عليه الصلاة والسلام ( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ) شو بنقول هلا ( لا دين لمن لا عهد له ) بنكفره؟ لا لكان شو معنى الحديث لا دين كاملا وها الي ما عنده أمانة قال ( لا إيمان لمن لا أمانة له ) أي لا إيمان كاملا لأن الإيمان درجات بضع وسبعون شعبة قال عليه الصلاة والسلام لذلك على هالضوابط والقواعد يجب أن تفسر النصوص التي تشكل على بعض الناس وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين.
الكلام على حديث : ( وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا ) ومسألة القيام للقادم .
الشيخ :( وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين ) الشاهد من هذا الحديث هو أن من عادة الأمم أن يأخذ بعضها عن بعض وأن يقلد بعضها بعضا وإنما يأخذ الضعيف من القوي وإنما يقلد الضعيف القوي كما هو واقعنا اليوم تماما فقد أصبحنا على الرغم من ديننا وإسلامنا بسبب بعدنا عن إسلامنا أصبحنا أمة ضعيفة تقلد الأقوياء في المادة ليتهم كانوا أقوياء في الدين وفي العقيدة وفي الخلق أصبحنا نقلدهم لأننا ننظر إليهم بعين الإجلال والإكبار والتعظيم هذه عادة الأمم ضعيفها مع قويها وحقيرها مع عظيمها لذلك جاء الإسلام بجملة ما جاء به من المقاصد والقواعد أن نهى المسلمين أن يتشبهوا بالكافرين ذلك لأن التشبه هو مدعاة لإضاعة شخصية الأمة ولتمييعها في شخصية الأمة الأخرى فطالما جاءت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تترى بعبارات متنوعة شتى كلها تؤدي إلى حقيقة واحدة ألا وهي حافظوا على شخصيتكم المسلمة ولا تقلدوا الكفار في شيء من تقاليدهم ومن عاداتهم الخوض في شيء من تفصيل في هذا فأصل من تلك الأصول التي ألمحت إليها آنفا فقد كنت تحدثت بشيء من التفصيل عن ذلك في كتابي حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة وإنما أردت أو عزمت على الكلام على جزئية من الجزئيات التي فشت اليوم في مجالس المسلمين وبناء على كلمة الأخ المشار إليه سابقا أن الشيخ إذا دخل المجلس فللناس الجالسين أن يجلسوا أن يظلوا جالسين وأن يقوموا فنحن نقول إذا دخل الشيخ مجلسا فليس لأحد أن يقوم له لأن هذا الشيخ مهما سما وعلا فلن يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا مذكورا وقد علمنا من السنة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو سيد البشر وأن أصحابه عليه الصلاة والسلام هم أفضل البشر بعد الأنبياء والرسل فإذن هم أعرف الناس بما يستحقه أعظم الناس وسيد الناس وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم من التبجيل والإكرام والتعظيم كيف لا وقد سمعوه عليه الصلاة والسلام يقول لهم مرارا وتكرارا ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) هذا حديث رواه إمام الأئمة محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه الأدب المفرد من طرق عديدة وعن جماعة من الصحابة ومما روى أيضا أن من إجلال الله أن من إجلال الله من تعظيم الله إجلال ذي الشيبة المسلم فإذن هؤلاء الصحابة الذين تأدبوا بأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخرجوا من مدرسته وصاحبوه ما شاء الله عز وجل من السنين كل بحسبه ما كان لهم ألا يعظموا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التعظيم الذي يستحقه ما كان لهم إلا أن يعظموا الرسول عليه السلام التعظيم الذي يستحقه فهل كان من ذلك أنه إذا دخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مجلس كهذا وبدون تشبيه كما يقولون هل كان أحد منهم يقوم له إذا رجعنا إلى السنة الصحيحة وجدنا الجواب صريحا بالنفي كذلك أيضا مما رواه إمام الأئمة في الكتاب السابق الذكر الأدب المفرد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك فإذن أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانوا لا يقومون لسيدهم بل سيد الناس جميعا ترى هذا استهتار منهم ولا مبالاة بتعظيم الرسول عليه السلام وإكرامه الإكرام الذي يليق فيجوز شرعا أم هو تجاوب منهم مع نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم الذي أفهمهم بأن هذا القيام هو من عادة الأعاجم وقد نهوا كما أشرنا في مطلع هذه الكلمة في أحاديث جمة عن التشبه بالأعاجم يعني الكفار لاشك أن عدم قيامهم للرسول صلى الله عليه وسلم إنما كان من احترامهم له وتعظيمهم له لأن الله عز وجل يقول (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) فاتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حق الاتباع وذلك يستلزم أن يعرض الإنسان عن أهوائه وعن عواطفه تجاه أمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وسنته لذلك كان أصحاب الرسول عليه السلام لا يقومون له لماذا الجواب في نفس الحديث لما يعلمون من كراهيته لذلك فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكره من أصحابه أن يقوموا ولماذا؟ بعض الناس ممن اعتادوا مخالفة هذه السنة ممن يقومون لغيرهم وممن يقام له يتأولون هذا الحديث بغير تأويله ومع ذلك فتأويلهم هذا يعود عليهم ولا يرجع إليهم يقولون لما يعلمون من كراهيته لذلك أي الرسول عليه السلام كان متواضعا كان أشد الناس بلا شك تواضعا فمن تواضعه أنه لا يحب أن يقوم الصحابة له نحن لا نسلم بهذه العلة نحن نسلم أن الرسول عليه السلام بلا شك أشد الناس تواضعا لكن لا نسلم أبدا بأن هذه العلة وسنذكر ماهي العلة لكن نقول لهؤلاء المتأولين بهذا التأويل فما بالكم أنتم لاتتواضعون تواضع الرسول عليه السلام ألستم أنتم أولى بأن تتواضعوا من الرسول صلى الله عليه وسلم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذا قال للناس صلوا علي وكلام يجر كلام كما يقولون صلوا عليّ تدرون مامعنى يعني ادعوا لي بأن الله يزيدني شرفا ومجدا وعلوا ومنزلة هذا قد يخالف التواضع لكن نحن نقول حينما يأمر الناس بأن يصلوا عليه إنما يأمرهم بأمر الله له أن يأمرهم بأن يصلوا عليه لأن ذلك أقل ما يستحقه الرسول عليه السلام بسبب أنه كان هداية للناس كما قال تعالى في القرآن (( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )) فإذا كان الرسول عليه السلام لم يتواضع هذا التواضع فلا ضير عليه لكن أنتم عليكم الضير كله لأنه يخشى عليكم الفتنة يخشى عليكم أنكم إذا اعتدتم من الناس أن يقوموا لكم أن يدخل الشيطان والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم أن يدخل فيكم الشيطان دخول الخاصة فيغير من أخلاقكم ومن عاداتكم وأطباعكم فيصبح أحدكم إذا دخل المجلس ولا يقوم واحد من المجلس وكأنما كفر بالله ورسوله ماذا فعل هذا الإنسان؟ أقل ما يقال كما سمعتم حكاية منا آنفا إنه له أن يقوم وله ألا يقوم فهذا ما قام لماذا قامت عليه القيامة لأنهم فهموا أن هذا القيام دليل احترام وتركه دليل إهانة وعدم الإكرام ترى الصحابة هكذا كانوا مع الرسول عليه السلام كانوا لايكرمونه كانوا يهينونه بتركهم للقيام حاش وكلا لكن لما انحرف الفهم الصحيح لهذا الحديث كراهية الرسول عليه السلام لذلك لما يعلمون من كراهيته لذلك انحرف بهم الأمر فقالوا الإكرام للقيام لا بأس به لماذا كان أصحاب الرسول لا يقومون للرسول تواضعا منه هكذا يقولون نقول تشبهوا برسول الله واقتدوا به وتواضعوا تواضعه ولا تطلبوا من أصحابكم أن يقوموا لكم بل أشيروا بينهم أنكم تكرهون هذا القيام فماذا تكون النتيجة والعاقبة كما كان الأمر بين الرسول عليه السلام وبين الصحابة يدخل الرسول المجلس لا أحد يقوم إهانة له؟ حاش لماذا إكراما له عليه السلام لأنه كره منهم ذلك فلو أننا نحن الذين ننتمي إلى العلم وننتمي إلى التمشيخ سلكنا سبيل الرسول عليه السلام في كل شيء ومن ذلك نكره ما كرهه عليه السلام خاصة من مثل هذه الآداب الاجتماعية التي تفسد القلوب وتفسد الأخلاق كنا في مجتمع ليس كهذا المجتمع كنا في مجتمع ليس فيه تقاليد العالم الكفار أما الجواب الصحيح لقول أنس بن مالك السابق الذكر لما يعلمون من كراهيته لذلك كراهية شرعية الرسول يكره هذا القيام لماذا؟ لأنه من عادة الأعاجم وقد سمعتم آنفا حديث جابر وهم وقفوا خلف الرسول عليه السلام قياما لمن؟ ولماذا؟ تحقيقا لنص القرآن الكريم (( وقوموا لله قانتين )) إذن ما قاموا لمحمد عليه السلام القاعد في صلاته مضطرا وإنما قاموا لله رب العالمين أي نيتهم تعظيم الله عز وجل لا غير، ماذا فعل معهم الرسول عليه السلام ما صبر حتى انتهى من صلاته وإنما عجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأشار إليهم في الصلاة بيده أن اجلسوا بعد الصلاة شرح لهم بلسانه وبيانه فقال ( إن كدتم لتفعلن آنفا فعل فارس بعظمائها كانوا يقومون على رؤوس ملوكهم ) هناك فرق كبير كما يبدو لكل إنسان يسمع هذا الحديث بين ملوك فارس كسرى يجلس على عرشه المطنطن المفخم وحوله حاشيته ووزراؤه قياما وهو يجلس تعاظما وهم يقومون تعظيما له أين هذه الظاهرة من جلوس الرسول عليه السلام في الصلاة وليس خارج الصلاة ومضطرا وليس اختيارا وقيام الصحابة أيضا في الصلاة وليس في المجلس أيضا مضطرين إطاعة لرب العالمين يقومون لله قانتين أين هذه الظاهرة من تلك؟ شتان ما بينهما مع ذلك قال لهم عليه الصلاة والسلام أنتم شئتوا قال راح تساووا مثل عم ساووا جماعة الأعاجم مع ملوكهم يقومون على رؤوس ملوكهم يا رسول الله هم يقومون تعظيما لملكهم شو بالعبادة لكنهم يفهمون أن هناك أمور محرمة لذاتها وأمور أخرى محرمة لغيرها لأنها تؤدي إلى شيء محرم من ذلك تبني المسلمين عادات الأجانب وعادات الأعاجم فمن هذه العادات هذا القيام الذي ابتلي به جماهير المسلمين اليوم والسبب تعرفونه جميعا وهو الابتعاد عن السنة وعن الاهتداء بهدي السلف الصالح وهذا بحث طويل وأنا لا أريد أيضا الاستمرار فيه لنفرغ المجال لضيفنا الكريم ليلقي ما شاء الله عز وجل أن يلقي عليكم من الفوائد.
الشيخ : وإنما أختم هذه الكلمة بقصة فيها علم وفيها طرافة وفيها فائدة يذكر أهل التاريخ في ترجمة أبي عبد الله بن بطة من كبار علماء الحديث والحنابلة أنه كان يكره أشد الكراهة هذا القيام الذي اعتاده الناس اليوم وقبل اليوم بمئات السنين فخرج ذات يوم مع صديق له شاعر إلى السوق فمرا برجل عالم جالس في محله وهذا من أدب العلماء قديما كانوا يعتمدون في تحصيلهم لرزقهم على كدّ يمينهم وعرق جبينهم فمروا بهذا العالم مسلمين فقام هذا العالم لابن بطة فقال ابن بطة لصاحبه الشاعر قبل ذلك قام العالم وهو يعلم أن ابن بطة يكره هذا القيام على نحو ما تسمعون الآن فاعتذر إليه ببيتين من الشعر قال له " لا تلمني على القيام فحقي *** حين تبدو ألا أمل القياما أنت من أكرم البرية عندي *** ومن الحق أن أجل الكراما " كلام العالم بعضه صحيح من حقه أن يجل الكرام وقد ذكرنا حديثا بل حديثين آنفا من حق المسلم إجلال الرجل الكبير ولكن هل يكون الإجلال بغير السنة بمخالفة السنة هل مثلا يكون الإجلال بالسجود لا كل الناس كل المشايخ يقولون لا السجود لغير الله لا يجوز عفوا لقد قلت كل المشايخ يقولون بأنه لا يجوز السجود لغير الله كنت أتمنى أن أكون موفقا للصواب حينما قلت كل المشايخ لكن آسف ومضطر أن أقول ليس كلهم يقولون كذلك فهناك في بعض الطرق من تقاليدهم أن المريد حينما يريد أن يأخذ الإذن من الشيخ بأن يطوف في المجلس فيسجد للشيخ ويقولون هذا سجود تعظيم وليس سجود عبادة نحن قرأنا هذا في كثير من الرسائل فهل يعظم المسلم بالسجود؟ الجواب والحمد لله لا على الأقل عند الجمهور أما أولئك فهم شواذ وعندنا حديث معاذ بن جبل لما جاء إلى هذه البلاد قبل فتحها بالإسلام ورجع إلى المدينة فأول ما وقع بصره على النبي صلى الله عليه وآله وسلم هوى ليسجد له قال له ( مه يا معاذ! قال: يا رسول الله إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لقسيسيهم وعظمائهم ورأيتك أنت أحق بالسجود منهم ) هذا كلام صحيح لو كان السجود لغير الله جائزا هو أحق من أن يسجد له من أن يسجد للقسيسون والرهبان لعلمائهم قال عليه الصلاة والسلام ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها ) لعظم حقه عليها في حديث ( لكن لا يصلح السجود إلا لله تبارك وتعالى ) إذن لا يجوز تعظيم المسلم بالسجود لأن هذه خصوصية لله عز وجل طيب هل من إجلال المسلم أن أركع له الجواب أيضا لا إلا في بعض الطرق أو الذين استجازوا السجود من باب أولى يستجيزون الركوع جاء في حديث أنس بن مالك أيضا في سنن الترمذي وغيره قال سائل ( يا رسول الله أحدنا يلقى أخاه أفيلتزمه؟ قال: لا، قال: أفينحني له؟ قال: لا، قال: أفيصافحه؟ قال: نعم ) إذا الانحناء أيضا كتحية أجنبية لا تصح من مسلم لمسلم فذاك العالم لما قال " ومن الحق أن أجل الكراما " هذا كلام صحيح لكن عمله ليس صحيحا لأنه ليس وسيلة مشروعة لتعظيم الرجل العالم لذلك قال ابن بطة لصاحبه الشاعر ويبدو أن هذا الصاحب كان يعرف رأي ابن بطة بدقة وكان فيما يبدو أيضا شاعرا بالفطرة وبالسليقة فعلى الفور وعلى القافية أجابه بقوله " أنت إن كنت لا عزمتك ترى لي حقا وتظهر الإعظاما. فلك الفضل في التقدم والعلم ولسنا نريد منك احتشاما " الشاهد هنا: " فاعفني الآن من قيامك أولا فسأجزيك بالقيام قياما وأنا كاره لذلك جدا إن فيه تملقا وأثاما لا تكلف أخاك أن يتلقاك بما يستحل به الحراما كلنا واثق بود أخيه ففيم انزعالنا وعلاما " لذلك واجب الدعاة المسلمين المخلصين حقا أن يرجعوا بهذا المجتمع الإسلامي الضخم إلى العهد الأول في كل شيء ليس فقط في العقيدة وليس فقط في العبادة وليس وليس وإنما الإسلام كله ومن ذلك العادات والتقاليد نحافظ عليها كما ورثناها عن سلفنا الصالح وهذا واضح جدا لو أن المجتمع الإسلامي اليوم كان مربا على ما ربى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه لم يكن لهذا القيام لا محل له من الإعراب كما يقولون لماذا قال هذا الشاعر المتفقه من العالم الفقيه " وإذا صحت الضمائر منا اكتفينا من أن نتعب الأجساما كلنا واثق بود أخيه ففيم انزعاجنا وعلاما " لذلك نسعى بما عندنا من علم ونتعاون مع إخواننا المسلمين جميعا على أن نعود إلى هدي الرسول عليه الصلاة والسلام فهو كما سمعتم آنفا وتسمعون بين يدي كل كلمة نقولها فإن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
الشيخ : الآن نفسح المجال لأخينا الأستاذ عمر الأشقر من إخواننا السلفيين جاؤونا في زيارة من الكويت خاصة أنها فرصة فنرجو أن يتكلم بما ينفع إخوانه إن شاء الله تبارك وتعالى. السائل : بسم الله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين لم أكن بودي أن أتحدث لولا أن جاء الشيخ مني فما كان بودي أن أتحدث إنما جئت مستفيدا وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يسددني فيما أقول وأن ينفعنا جميعا وهو خير مسؤول سبحانه وتعالى أريد أن أوسع القضية التي تكلم فيها الشيخ الكريم بحيث تصبح قاعدة أكثر شمولا واتساعا نحن ماذا نريد من أنفسنا وماذا نريد من الآخرين؟ فالله سبحانه وتعالى بين هذه القضية بوضوح في كتابه أنه خلق الخلق لعبادته فالله سبحانه وتعالى إذ خلق الإنسان أراد أن يكون هذا الإنسان على صفة معينة وعلى نحو معين في عقيدته، في فكره، في سلوكه وعمله، في قوله في كل شيء البشر يريدون من الناس الناس على اختلاف مشاربهم وعقائدهم قديما وحديثا يجاهدون كي ... الناس اختيارات معينة على نحو معين وعلى سبيل معين والله سبحانه وتعالى يريد منا أن نقود أنفسنا ونجاهد في صياغة الآخرين على طريقة أرادها الله سبحانه وتعالى فالإنسان السوي والإنسان الذي يريده الله سبحانه وتعالى أي إنسان لا يتربى على هذا النحو الذي يشاءه الله عز وجل فهو بدون شك إنسان مشوه وليس الإنسان السوي الله سبحانه وتعالى أرسل رسلا رباهم على عليه وصاغهم بوحيه وكان هؤلاء الرسل وأتباع الرسل منذ أن استخلفهم الله سبحانه وتعالى يكثرون هذا الصف المتميز في كل شيء نحن نريد في هذه الأوقات ونحن نطرق الأسطول ونطرق الفرق نريد أن نكون كأولئك الذين رباهم الله سبحانه وتعالى بوحيه وبدينه إبراهيم عليه السلام يثني عليه الله سبحانه وتعالى أنه قال في سورة البقرة (( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين )) بم قال له ربه أيضا ... رب العالمين في أهله في أولاده (( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) يعقوب كذلك سار على دعوة الحق وبقيت هذه الدعوة في ذريته دعوته للناس أيضا اعبدوا الله عبادة الله هذه هي القضية القضية أن هذا الدين يؤخذ لا يعمل الإنسان فيه عقله وفكره فيحرفه ويغيره ويبدله كما يشاء الإنسان فيه هوى وتقع عليه المؤثرات هوى ذاتي وفيه مؤثرات تأتي من الخارج هذه المؤثرات إن سمح لها أن تمر وإن سمح لهواه أن يعمل فتغير في العقيدة وستغير في السلوك وبذلك نريد الإسلام مصفى هو الذي يعمل في النفس والعقيدة الصافية هي التي تعمل في النفس لا نريد أن نترك لمناهج البشر وأفكارهم وأهوائهم أن تعمل في نفوسنا فتشكلنا في تشكيل الذي لا يريده الله سبحانه وتعالى عند ذلك لن نكون المسلمين الذين يريدهم الله ولن ندخل في السلم كما أمرنا الله سبحانه وتعالى (( ادخلوا في السلم كافة )) لن يتحقق هذا فنظن أنفسنا مسلمين ونحن لا زلنا نحوم حول الإسلام بل الإسلام له تأثير فينا وغير الإسلام له تأثير فينا نظن أنفسنا مسلمين ولكننا لم نفهم الإسلام ولم ... الإسلام فمن ذلك وغيره لأن أولئك المسلمين الذين يريدهم الله سبحانه وتعالى أن نفهم الإسلام بأصوله الصحيحة أنا أقول الإسلام فهمه ليس بتلك الصعوبة أنا أفرق بين أمرين الإسلام الصحيح الذي أنزله الله عز وجل ما أسهل أن يفهمه الإنسان ولكن خلال ألف أربعمئة عام حدثت أمور كثيرة متنوعة مختلفة كل إنسان يطرح مجموعات تجمعات أو أفراد أو أفكار تطرح في الساحة ... هذا يفهم الإسلام أنه عبادة قيام في الليل وصوم في النهار وبعد عن الهوى وذلك يفهم أن الإسلام هو العقل فما قبله العقل هو الإسلام وما رفضه بعيد عن الإسلام فينصب العقل إلاها، وفهوم كثيرة الآن ورثناها ورثناها نحن أبناء الإسلام و ورثناها في الكتب التي تشكل المكتبة الإسلامية المكتبة الإسلامية الآن زاخرة بهذه السموم المتنوعة والمختلفة والذين يوصفون بأنهم مسلمين يمثلون تاريخ المسلمين بخيره وبشره هذا التاريخ الطويل بما فيه من فهم سليم صافي وما فيه من فهوم مشوهة مغيرة مبدلة كلها موجودة أناس يتحركون وكتب في المكتبات ... هذا التاريخ أما الوصول إلى الإسلام الحق من بين هذا كله من الصعوبة بمكان ومن هنا يأتي الفرج أما عندما يهدي الله سبحانه وتعالى يصطفي عبدا من عباده ويهديه إلى الإسلام الحق إلى الفهم السليم ما أسهل وما أيسر أن يدخل الإسلام إلى نفس الإنسان ويصبح إسلاما صافيا وسيرى بينه وبين الإسلام ... بينه وبينه ارتضاء يحس بندواته ويحس بحلاوته أما عندما يرث إسلاما مشوها إسلاما مغيرا عقيدة بعيدة عن المنهج الذي أنزله الله بعيدة عن العقيدة التي حملها الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حملها الذين ساروا على طريقهم بإحسان من السلف الصالح عندما يكون بعيدا فيجد في نفسه فيحيك في نفسه أشياء كثيرة فالسبيل الأول أن نفهم وإذا يسر الله لنا من اهتدى إلى هذا الطريق ومن ... هذا الطريق وقدر الله سبحانه وتعالى أن يصل إلى الإسلام الصافي فلا ينبغي لمن رأى مشعل الحق المبين لا ينبغي أن يغرق في الظلمات وهذه مصيبة الذين كفروا بالرسل كانت تأتيهم الرسل بالحق سليما صافيا فيستكبروا عن أن يتبعوا هؤلاء يتبعوا بشرا مثلهم لا نحن نريد أن نعتمد على أنفسنا وذكائنا وفطنتنا وفكرنا تلك هي المصيبة الله سبحانه وتعالى يعطي الهداية لنا نحن أمة الإسلام وللرسل من قبلنا يعطيها منحة الناس يبحثون عن الهدى في الظلمات وطرق متشابكة فلا يصلون إلى الحق ويضيعون ينتهي الأمر ولما يصلوا بعد ... .