سلسلة اللقاء الشهري-02a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
كلمة للشيخ حول تذكير الأمة بما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد: فإننا في لقائنا هذا لقاء شهر ذي القعدة عام اثني عشر وأربعمائة وألف في الجامع الكبير في عنيزة نبحث بما هو مناسب للحال ألا وهو تذكير الأمة بما جرى لنبيها محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة هي من أهم الغزوات ألا وهي غزوة ذي الحديبية غزوة ذي الحديبية بل غزوة الحديبية.
أما بعد: فإننا في لقائنا هذا لقاء شهر ذي القعدة عام اثني عشر وأربعمائة وألف في الجامع الكبير في عنيزة نبحث بما هو مناسب للحال ألا وهو تذكير الأمة بما جرى لنبيها محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة هي من أهم الغزوات ألا وهي غزوة ذي الحديبية غزوة ذي الحديبية بل غزوة الحديبية.
سبب غزوة الحديبية.
الشيخ : كان سببها أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يعتمر في شهر ذي القعدة وهو من أشهر الحج وذلك في السنة السادسة من الهجرة لأن العرب في جاهليتها تنظر إلى الحج والعمرة نظرة مادية لكسب المال فكانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج لا تجوز وأن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور ويقولون إذا عفا الأثر يعنون أثر المسير، وبرأ الدبر يعنون الجروح التي تكون على الرواحل من الشد عليها ودخل سفر حلت العمرة لمن اعتمر أو قالوا وانسلخ سفر حلت العمرة لمن اعتمر فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبطل هذه العقيدة وخرج في ذي القعدة وهي من أشهر الحج بل هي أوسط أشهر الحج لأن أشهر الحج ثلاثة : شوال وذو القعدة وذو الحجة ،خرج معتمرا ليبين أن الشرع يخالف هذه العادة وهذه السنة التي سنها أهل الجاهلية وأن العمرة في أشهر الحج مشروعة مقربة إلى الله عز وجل فخرج عليه الصلاة والسلام من المدينة متوجها إلى مكة في السنة السادسة من الهجرة ولما علمت بذلك قريش أخذتها الأنفة والكبرياء وحمية الجاهلية فمنعوا الرسول عليه الصلاة والسلام منعوه حين وصل الحديبية ، والحديبية مكان بين مكة والمدينة على طريق جدة بعضها من الحرم وبعضها من الحل نزل الرسول صلى الله عليه وسلم هناك وجعل يراسل قريشا ليدخل ويعتمر ويخرج من مكة لا يتعرض لأحد ولكن قريشا في كبريائها وغطرستها منعت النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا لا يمكن أن يتحدث الناس أنا أخذنا ضغطة يعني أخذنا كرها حيث دخل عدونا وهو الرسول عليه الصلاة والسلام إلى بلادنا وجرت المراسلات بينهم حتى أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه ليفاوضهم وفي النهاية اتفقوا على الشروط التي سنذكرها.
الشروط التي جاءت في الصلح.
الشيخ : جاء الكاتب ليكتب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ) لأن هذه البسملة هي بسملة الرسل قال الله تعالى عن سليمان حين كاتب بلقيس ملكة اليمن في سبأ قال : (( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ))أملى النبي صلى الله عليه وسلم على الكاتب أن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال مندوب قريش نحن لا نعرف الرحمن الرحيم لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم اكتب باسمك اللهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اكتب باسمك اللهم )، تنازل وسبب تنازله سبب تنازله أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما نزل الحديبية كان إذا وجه ناقته نحو مكة بركت وأبت أن تسير وإذا وجهها إلى خلف سارت فقالت الصحابة رضي الله عنهم خلأت القصواء خلأت يعني حرنت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ) شوف كيف النبي صلى الله عليه وسلم يدافع حتى عن البهائم لا يريد الظلم ولا أن تظلم البهيمة ، ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق بل هي سهلة لينة منقادة مع قائدها لا تبرك إلا حيث بركها ولا تثور إلا حيث ثورها ولكن حبسها حابس الفيل الفيل الذي أرسله أبرهة إلى مكة ليهدم الكعبة بها فحبسه الله تعالى والقصة مشهورة في سورة الفيل، المهم أن الكاتب لما أراد أن يكتب بسم الله ارحمن الرحيم وأبى مندوب قريش قال اكتب باسمك اللهم ثم قال اكتب : ( هذا ما صالح عليه محمد رسول الله قريشا ) قال مندوب قريش لا تكتب رسول الله لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك ،شوف أعوذ بالله كبرياء ولكن اكتب محمد بن عبدالله فقال اكتب محمد بن عبدالله ثم قال عليه الصلاة والسلام: ( والله إني لرسول الله وإن كذبتموني ) ثم جرى الصلح صلحا عجيبا أن يوضع الحرب بينهم عشر سنين هذا واحد ، أن من أراد أن يدخل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم دخل ومن شاء أن يدخل في عهد قريش دخل الثالث : أن من جاء من المسلمين إلى قريش فإنهم لا يردونه ومن جاء من قريش إلى المسلمين فإنهم يردونه ، ما تقولون في هذا الشرط ؟ شرط جائر لكن الرسول عليه االصلاة والسلام التزم به لأن فيه تعظيم حرمات الله خامسا : أن يرجع من عمرته هذه ولا يكمل العمرة مع أنه لو جاء رجل مشرك من أقصى نجد لأذنت له قريش أن يدخل مكة ورسول الله وأصحابه الذين هم أولى الناسبالمسجد الحرام أقول منعوا الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أولى الناس بالمسجد الحرام منعوه منه ولو جاء بدوي جاف من أقصى نجد لأذنوا له الشرط هذا الخامس أن يرجع النبي عليه الصلاة والسلام ولا يكمل عمرته وفي العام القادم يدخل مكة لكن معه السيوف في جرابها ولا يمكث فيها إلا ثلاثة أيام فقط ثم يخرج ، انتبه يا أخي جرى الصلح على هذه المواد وحصل في هذا أخذ ورد من الصحابة ومن أشد من تكلم في هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ناقش النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصلح وقال كيف يا رسول الله نرجع ؟ ألست تحدثنا أننا ندخل مكة ونطوف بالبيت؟ قال : نعم كنت أقول هذا ولكن هل قلت لك أنك تدخله هذا العام ؟ قال : لا قال إنك آتيه ومطوف به لكن في سنة أخرى ثم قالوا يا رسول الله كيف نعطيهم أن من جاء منهم مسلما رددناه إليهم ومن ذهب منا إليهم لا يردوه إلينا كيف هذا ؟ قال عليه الصلاة والسلام : ( أما من جاء إلينا ثم رددناه إليهم فسوف يجعل الله له فرجا ومخرجا وأما من ذهب منا إليهم يعني فقد اختار لنفسه ما اختار )، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن ينحروا هديهم وأن يحلوا من إحرامهم ويحلقوا رؤوسهم ويرجعوا إلى المدينة فكأنهم رضي الله عنهم لشدة الأمر وشدة وقعه في نفوسهم كأنهم تأخروا بعض الشيء يرجون أن يكون هناك نسق لما حصل وليس قصدهم عصيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لعل النبي صلى الله عليه وسلم يرجع فلما تلكئوا بعض الشيء دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سلمة إحدى أمهات المؤمنين وكانت امرأة عاقلة فرأته مغضبا فقالت : ( ما أغضبك قال أمرت الناس بكذا وكذا لكن لم يفعلوا، لم يفعلوا قالت : أتريد أن يفعلوا ؟ قال نعم قالت : اخرج وادع الحلاق واحلق رأسك فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الحلاق فحلق رأسه فجعل الناس يحلقون رؤوسهم حتى كاد يقتل بعضهم بعضا ) سبحان الله اقتداء الناس بأفعال الإنسان أكبر من اقتدائهم بأقوالهم فحلوا ورجعوا، حصل أن الرسول صلى الله عليه وسلم التزم بالعهد فقدم رجل من المدينة مسلما من قريش خرج مسلما وجاء إلى المدينة ثم قال للرسول عليه الصلاة والسلام أنه جاء مسلما مهاجرا لا يريد الرجوع إلى قريش فإذا برجلين من قريش قد أتيا خلفه يطالبون برده إلى قريش فأعطاهم الرسول عليه الصلاة والسلام الرجل ، لماذا ؟ وفاء بالعهد ، فلما كانوا في أثناء قال أبو بصير لأحد الرجلين أرني سيفك ما أحسن هذا السيف ما أجوده وصار يثني على السيف أعطني إياه أنظره فلما أعطا إياه سله من غمده ثم أطن به رأس صاحبه ضربه وإذا رأسه قد بان من جسده، صاحبه القرشي هرب إلى المدينة خاف أن يقتله فلما هرب إلى المدينة ووصل النبي صلى الله عليه وسلم وإذا بأبي بصير وراءه فقال : يا رسول الله إن الله قد أوفى بعهدك ، أما العهد الذي بينك وبينهم فقد وفيت به وسلمتني إليهم وأما أنا فأنجاني الله منهم فلا تردني إليهم رضي الله عنه قال النبي صلى الله علي وسلم : ( ويل أمه مسعر حرب لو يجد من ينصره ) نعم ، تعجب منه وقال : ليس بهين لو يجد من ينصره لما قال هذه الكلمة وقعت من أبي بصير موقعها وعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم سوف يرده إليهم فخرج من المدينة خرج هاربا ونزل على سيف البحر وهو طريق قريش من الشام إلى مكة وتعرفون حاجة قريش إلى الشام فإنه في أيام الصيف لا يتجرون إلا من الشام (( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء )) إلى اليمن والصيف إلى الشام فسمع بعض رجال المسلمين الذين في مكة أن أبا بصير هناك وأنه يترصد عير قريش وما جاء من عير أخذه اجتمع إليه نفر وصار كلما جاءت عير قريش أخذوها لأن مال قريش حلال كفار محاربون ليس بينهم وبين هؤلاء الذين خرجوا منهم عهد فأرسلت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : اكفنا شر هؤلاء النفر وردهم إلى المدينة فرجع أبو بصير ومن معه إلى المدينة فكان هذا مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم إن من رددناه إليهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا.
عبر عظيمة وكثيرة من هذه القصة .
الشيخ : هذه القصة فيها عبر عظيمة كثيرة تكلم على بعضها ابن القيم في * زاد المعاد * وفيها منقبة لهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم المنقبة هي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس تحت شجرة الحديبية وجعل الناس يبايعونه على أن لا يفروا أبدا وسبب هذه المبايعة أن الناس تحدثوا أن عثمان بن عفان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قريش قتل والرسول لا يقتل حتى في الكفر لا يقتلون الرسول المفاوض فبايع على أن يقاتلهم إذا كانوا قد قتلوه قد قتلوا عثمان ولكن عثمان رضي الله عنه لم يقتل لكن حصلت هذه المبايعة التي فيها عزهم أنزل الله في هذه المبايعة (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم مافي قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا )) وهو الصلح (( ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما )) أما عثمان فرجع سالما وكان رضي الله عنه له قبيلة ذات جاه في قريش فقالوا له يا عثمان أنت قدمت إلينا وهذا البيت انزل فطف به قال والله ما أطوف به ورسول الله صلى الله عليه وسلم محصور عنه أبدا وأبى أن يطوف بالبيت مع تيسره له لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم محصور عنه فلما رجع سالما قائما بالهدف الذي أرسل فيه قد يقول قائل إنه فاتته هذه المبايعة لأنه كان حين المبايعة في مكة ولكننا نقول إن هذه المبايعة لم تفته رضي الله عنه فقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم إحدى يديه على الأخرى وقال هذه يد عثمان فبايع النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بنفسه فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خير من يد عثمان لعثمان سبحان الله أنا أريد منكم أن تقرؤوا هذه القصة في * زاد المعاد * لتعتبروا بما فيها من العبر كما أريد أيضا أن تقرؤوا جميع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ففيها والله زيادة في الإيمان وفيها زيادة المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفيها العبر في التوحيد، في الفقه، في الخلق في كل شيء إنها سيرة النبي صلى عليه وسلم خير الخلق وأسدهم رأيا وأرجحهم عقلا عليه الصلاة والسلام لذلك اشتروا هذا الكتاب * زاد المعاد في هدي خير العباد * وطالعوا فيه السيرة كما أن هذا الكتاب فيه فوائد طبية لخصها بعضهم ووضعها في في كتاب مستقل وحدثني طبيب أمريكي أسلم وحسن إسلامه حدثني هنا في بلادنا أنه استفاد من الطب النبوي حتى أنه يقول من جملة ما حملني على الإسلام ما وجدت فيه من النظافة والأخلاق الفاضلة الطيبة منها أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه لقيمات يقمن صلبه يعني حسبه من الأكل والشرب فإن كان لا محالة يعني لابد أن يأكل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) لو أننا طبقنا هذا ما أصابنا مرض من داء البطنة ولكن نحن نأكل حتى نملأ البطن حتى نملؤه طعاما ويقول بعض الناس سأملأ بطني طعاما وأما الماء فهو دقيق يجد منافذ وأما النفس فهو حربة يشق عن نفسه كل هذا غلط كل قليلا ومتى جعت فكل ثانيا حتى تعطي الجسد غذاءه شيئا فشيئا على وجه يتحمله وضرب بعض الناس مثلا للمعدة برجال عمال أعطوا أعمالا كثيرة ترهقهم نعم فجعلوا يعملون فإذا هم في مدة قصيرة قد تعبوا وتمزقت قواهم أما إذا أعطيت المائدة ما ينفعها بدون مشقة عليها فهذا خير لها وللبدن وبإذن الله لن تصاب بأمراض تتعلق بالبطنة إذا مشيت على ما أرشد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم المهم أن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام إذا قرأها الإنسان بتأمل واعتبار نفعته نفعا عظيما نحن نتذكر هذه الغزوة ونعرف مدى ما يضمر المشركون للمسلمين والحقيقة أننا في زمننا هذا مع الأسف الشديد في غفلة شديدة نظن أن المشركين أو الكفار من اليهود والنصارى نظن أنهم أولياء لنا ولكننا نقول إيمانا وعقيدة إنهم أعداء لنا نقول ذلك إيمانا وعقيدة قبل أن نستشهد بالحوادث التي تقع منهم لأن الله تعالى يقول في كتابه : (( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض )) ويقول : (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض)) ويقول تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق )) أما الوقائع فأنتم انظروا إلى ما حدث من الطائفة اليهودية في استحلالها بيت المقدس وليسوا بأهله من أهل بيت المقدس ؟ المسلمون ، لا نقول العرب أيضا العرب إذا لم يكونوا على دين الله فليسوا أهلا له لأن الله تعالى يقول : (( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها )) من ؟ ((عبادي الصالحون)) هم أهل الأرض ، وقال موسى لقومه وكانوا المؤمنون في ذلك الوقت قال : (( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم )) لأنهم يقاتلون قوما جبارين كفارا فكانوا أحق بالأرض منهم أما بعد أن فتحت أرض الشام على أيدي المؤمنين فهم أهلها وهم أحق بها وأقول أنا في ظني والعلم عند الله لا يمكن أن تسترد الشام وأخص بذلك فلسطين إلا بما استردت به في صدر هذه الأمة بقيادة كقيادة من ؟ عمر بن الخطاب رضي الله عنه برجال كجنود عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يقاتلون إلا لتكون كلمة الله هي العليا فإذا حصل هذا للمسلمين فإنهم سيقاتلون اليهود حتى يختبأ اليهودي تحت الشجرة فتنادي الشجرة يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي تحتي فاقتله أما مادام الناس ينظرون إلى هذه العداوة بيننا وبين اليهود على أنها عصبية قومية فلن نفلح، لن نفلح أبدا لأن الله لا ينصر إلا من ينصره كما قال تعالى : (( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )) فنحن إذا رأينا صدر هذه الأمة ، بماذا انتصرت هذه الأمة وعلى أي أساس ؟ على التوحيد والإخلاص لله والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، البعد عن سفاسف الأمور ، عن الأخلاق الرديئة ، عن الفحشاء والمنكر، عن تقليد الأعداء ، المشكل أن من الناس اليوم من يرى أن تقليد الكفار عز وشرف من يرى أن تقليد الكفار عز وشرف، من الناس اليوم من يرى أن تقليد الكفار عز وشرف ويرون أن الرجوع إلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه تأخر وتقهقر، طبق ما قال الأولون (( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون)) فعلينا أيها الإخوة أن نرجع لنقرأ ونتأمل فيما سبق في صدر هذه الأمة حتى نأخذ بما كانوا عليه وحينئذ يكتب لنا النصر وإني أقول وأكرر يجب علينا أن نحذر ، أن نحذر من شرور أنفسنا وأن نحذر من شرور عباد الله من الكفار والمنافقين وأتباعهم ونسأل الله تعالى أن يكتب لنا ولكم النصر بدينه وأن ينصرنا به وينصره بنا وأن يجعلنا من أوليائه وحزبه إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ما هو الموقف الصحيح للمسلم عند اختلاف العلماء في مسألة من المسائل الفرعية ، وهل للشخص أن يرجح بين أقوال العلماء فيأخذ بما يناسبه مع أنه ليس من أهل الترجيح ، وإذا أخذ الشخص المسألة من عالم ومسألة أخرى من عالم أخر فهل يعتبر هذا من تتبع الرخص ، وهل يخرجه من الحرج أن يقول : أنا آخذ بهذا القول والإثم على من أفتى به فما هو القول الفصل في هذه القضية ، وهل فعل الناس جائز ، وما هو الضابط في ذلك وفي الترجيح ، وهل يلزم الإنسان اتباع العالم مطلقا في كل ما أفتى به أم لا .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين نحمد الله على أن تجدد لقاؤنا الشهري بشيخنا الشيخ محمد حفظه الله وأمد في عمره على طاعته وهذه أسئلة كثيرة نعرض منها أولا يقول السائل للعلماء في وجودنا مكانة عظيمة ومنزلة كبيرة فهم الذين أمرنا الله بالرجوع إليهم وسؤالهم ، وهم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولكن ما هو موقف الصحيح للمسلم عند اختلافهم في مسألة من المسائل الفرعية هل لشخص أن يرجح هو بين أقوالهم ويأخذ بما يستقر ، مع أنه ليس من أهل الترجيح والعلم والاجتهاد ثم إذا أخذ المسألة من العالم الفلاني ثم المسألة الأخرى من فلان هل يعد هذا من تتبع الرخص وهل يخرجهم من الحرج أن يقول قائلهم أنا آخذ بهذا القول والإثم على من أفتى به وبصفة عامة اجعل بينك وبين النار مدرعة فما هو القول الفصل في رأيكم فضيلة الشيخ في هذه المسألة وهل فعل الناس وما هو الضابط في ذلك وفي الترجيح وهل يلزم الإنسان اتباع العالم مطلقا في كل ما أفتى به أم لا أرجو بسط المسألة بسطا شافيا وجزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
يسرنا ما قاله السائل في أن في قلوب الناس للعلماء مكانة لأن الناس لا يزالون في خير ما عظموا ولاة أمورهم اتباعا لقول الله تعالى : (( يا أها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) أولي الأمر منا هم العلماء والأمراء أما العلماء فهم أولوا الأمر في شرع الله يبينونه للأمة ويوضحونه لهم وينشرونه بينهم ، وأما الأمراء فهم أولو الأمر المنفذون لأمر الله الملزمون لعباد الله به ولهذا كان مرجع أولي الأمر من الأمراء إلى أولي الأمر من العلماء إذ أن الأمراء إذا ساروا بدون العلماء فقد يضلون ضلالا بعيدا وإذا لم يأخذوا بما دلت عليه شريعة الله أو بما جاءت به شريعة الله إذا لم يأخذوا بما جاءت به شريعة الله فإن معصية الناس لهم تكون بقدر معصيتهم لله وهذه نقطة يجب أن نتفطن لها ، معصية الناس لولاة الأمور بقدر معصية ولاة الأمور لله عز وجل فكلما أطاع ولاة الأمور ربهم أخضع الله لهم قلوب الناس وأطاعوهم ولم يتمردوا عليهم فمن اتقى الله فيمن ولاه الله عليه اتقاهم من ولاهم الله عليهم والعكس بالعكس ويذكر أن عبد الملك بن مروان لما رأى تمرد الناس عليه جمع أشراف الناس وخطبهم وقال لهم إنكم تريدون منا أن نكون لكم كأبي بكر وعمر فأنتم كونوا لنا كرجال أبي بكر وعمر فنكون لكم كأبي بكر وعمر وجاء رجل من الخوارج إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له يا علي ما بال الناس خرجوا عليك ولم يخرجوا على أبي بكر وعمر فقال له : ( لأن رجالي أنت وأمثالك ورجال أبي بكر أنا وأمثالي ) فألقمه حجرا ، فالمهم أن ولاة الأمر إذا كانوا مرجع الناس فإن الناس في خير أما إذا تمرد الناس عن ولاة الأمر فخالفوا العلماء بغير علم وتمردوا على الحكام فذلك عنوان الشقاء في هؤلاء وهؤلاء فالواجب علينا احترام ولاة أمورنا من العلماء واحترام ولاة أمورنا من الأمراء وأن نبذل لهم النصيحة ، وبذل النصيحة ليس هو الفضيحة على رؤوس المنابر وفي المجالس العامة في تتبع مساوئهم قال العالم الفلاني كذا وكذا وقد أخطأ ، يعني بعض الناس قال العالم الفلاني كذا وكذا وقد أخطأ هذا غلط ، فعلت الدولة كذا وكذا وقد أخطأت هذا ليس من النصيحة في شيء النصيحة أن تتصل بالمفتي إما بواسطة أو بغير واسطة وتبين له خطأه فقد يكون مع المناقشة يتبين للجميع الصواب إما أن يكون الصواب معك فيرجع إليه وإما أن يكون معه فترجع إليه وإما أن يكون كل منكم له وجهة نظر يعذره فيها الآخر وأما من وراء جدر يقع الناس في أعراض العلماء أو يقعون في أعراض الأمراء فإن هذا لا شك عنوان على التفرق وتمزق الأمة فإذا كان كما قال السائل وفقه الله للعلماء مكانة في قلوب الناس فهذا عنوان الخير والسعادة ونرجو أن يكون في قلوب الناس أيضا مكانة أن يكون في قلوبهم مكانة لولاة الأمر من الأمراء وأن يناصحوهم وأن يعلموا أنهم بشر ليسوا معصومين من الخطأ هم يخطئون كما يخطؤ البشر أنت الآن في بيتك ألست تخطؤ في تربية أولادك ؟ إذا هم قد يخطئون مع أن دائرة عملهم أوسع من دائرة عمل بيتك عمل البيت محصور لكن ولاة الأمور دائرة عملهم واسعة جدا لهذا أقول إن من نعمة الله على الأمة أن يكون بينهم وبين ولاة أمورهم من العلماء والأمراء مودة واتصال ومناصحة وعلى كل من تبين له الحق من هؤلاء وهؤلاء أن يرجع إليه لأن الله تعالى يقول : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) أما ما ذكره من الفقرات في السؤال فكلها ترجع إلى شيء واحد إذا اختلف على الإنسان أهل العلم سواء في فتوى استفتاهم فيها أو في كلام سمعه منهم فإن الواجب أن يتبع الإنسان من يرى أنه أقرب للصواب إما لسعة علمه وإما لقوة فهمه وإما لقوة إيمانه وأمانته هذا هو الواجب ويشهد لذلك أن المريض لو عرض نفسه على طبيبين فوصف له أحد الطبيبين دواء ووصف له الثاني دواء آخر يغاير الأول فبمن يأخذ ؟ أه ؟ بقول من يرى أنه أقرب للصواب لحذقه واطلاعه ومعرفته وتجربته كذلك أيضا ما يتعلق بالفتوى في الدين اتبع من ترى أنه أوثق في العلم سعة وفهما وفي الديانة والأمانة فإن تساوى عندك الأمران وترددت في أيهما أرجح فقال بعض العلماء أنت : مخير أنت مخير إن شئت خذ بقول هذا وإن شئت خذ بقول هذا في هذه المسألة وغيرها أيضا ، وقال بعض العلماء خذ بالأشد لأنه أحوط وقال آخرون : خذ بالأيسر لأنه للشريعة أوفق فإن الشريعة مبناها على إيش؟ اليسر والسهولة فمن صدق الله عز وجل في ذلك وقارن بين العالمين ولم يترجح له أحدهما فهذه أقوال العلماء في هذه المسألة القول الأول إيش ؟ جميعا أجيبوا القول الأول التخيير ، إن شئت خذ بهذ أو بهذا حتى لو أخذت بقول أحدهما اليوم فلك أن تأخذ بقول الآخر غدا الثاني : الأشد لأنه أحوط الثالث : الأيسر لأنه موافق للشريعة وعندي أن هذا أصح الأخير أصح أن تأخذ بالأيسر لأنه أوفق للشريعة والأصل براءة الذمة ولكن المحذور أن تذهب إلى عالم ترضاه في علمه ودينه وتستفتيه ثم إذا أفتاك بما لا يوافق هواك ضربت بفتواه عرض الحائط ثم ذهبت إلى رجل آخر لعله أيسر هذا هو الحرام لأن هذا تلاعب بدين الله وما أكثر الذين يفعلون ذلك يستفتي هذا العالم فإذا لم يوافقه على هواه قال اذهب إلى فلان ذهب إلى فلان فوجد قوله أشد من الأول قال كل هؤلاء ما عندهم علم دور ثالث فذهب إلى ثالث ورابع وخامس حتى يصل إلى ما يوافق هواه فحينئذ يقول : ألقت عصاها واستقر بها النوى كما قر عينا بالأياب المسافر هذا هو الذي لا يجوز طيب فإذا قال قائل هذا رجل في قرية ليس عنده عالم متبحر فهل يسأل من فيها على نية أنه متى وجد عالما أحسن منه سأله أو لا ؟ نقول نعم إذا كان في قرية ليس فيها عالم متبحر وسأل من يظنه أعلم الناس فيها فليسأل على نية أنه متى وجد عالما متبحرا سأله فهذا لا بأس به نعم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين نحمد الله على أن تجدد لقاؤنا الشهري بشيخنا الشيخ محمد حفظه الله وأمد في عمره على طاعته وهذه أسئلة كثيرة نعرض منها أولا يقول السائل للعلماء في وجودنا مكانة عظيمة ومنزلة كبيرة فهم الذين أمرنا الله بالرجوع إليهم وسؤالهم ، وهم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولكن ما هو موقف الصحيح للمسلم عند اختلافهم في مسألة من المسائل الفرعية هل لشخص أن يرجح هو بين أقوالهم ويأخذ بما يستقر ، مع أنه ليس من أهل الترجيح والعلم والاجتهاد ثم إذا أخذ المسألة من العالم الفلاني ثم المسألة الأخرى من فلان هل يعد هذا من تتبع الرخص وهل يخرجهم من الحرج أن يقول قائلهم أنا آخذ بهذا القول والإثم على من أفتى به وبصفة عامة اجعل بينك وبين النار مدرعة فما هو القول الفصل في رأيكم فضيلة الشيخ في هذه المسألة وهل فعل الناس وما هو الضابط في ذلك وفي الترجيح وهل يلزم الإنسان اتباع العالم مطلقا في كل ما أفتى به أم لا أرجو بسط المسألة بسطا شافيا وجزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
يسرنا ما قاله السائل في أن في قلوب الناس للعلماء مكانة لأن الناس لا يزالون في خير ما عظموا ولاة أمورهم اتباعا لقول الله تعالى : (( يا أها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) أولي الأمر منا هم العلماء والأمراء أما العلماء فهم أولوا الأمر في شرع الله يبينونه للأمة ويوضحونه لهم وينشرونه بينهم ، وأما الأمراء فهم أولو الأمر المنفذون لأمر الله الملزمون لعباد الله به ولهذا كان مرجع أولي الأمر من الأمراء إلى أولي الأمر من العلماء إذ أن الأمراء إذا ساروا بدون العلماء فقد يضلون ضلالا بعيدا وإذا لم يأخذوا بما دلت عليه شريعة الله أو بما جاءت به شريعة الله إذا لم يأخذوا بما جاءت به شريعة الله فإن معصية الناس لهم تكون بقدر معصيتهم لله وهذه نقطة يجب أن نتفطن لها ، معصية الناس لولاة الأمور بقدر معصية ولاة الأمور لله عز وجل فكلما أطاع ولاة الأمور ربهم أخضع الله لهم قلوب الناس وأطاعوهم ولم يتمردوا عليهم فمن اتقى الله فيمن ولاه الله عليه اتقاهم من ولاهم الله عليهم والعكس بالعكس ويذكر أن عبد الملك بن مروان لما رأى تمرد الناس عليه جمع أشراف الناس وخطبهم وقال لهم إنكم تريدون منا أن نكون لكم كأبي بكر وعمر فأنتم كونوا لنا كرجال أبي بكر وعمر فنكون لكم كأبي بكر وعمر وجاء رجل من الخوارج إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له يا علي ما بال الناس خرجوا عليك ولم يخرجوا على أبي بكر وعمر فقال له : ( لأن رجالي أنت وأمثالك ورجال أبي بكر أنا وأمثالي ) فألقمه حجرا ، فالمهم أن ولاة الأمر إذا كانوا مرجع الناس فإن الناس في خير أما إذا تمرد الناس عن ولاة الأمر فخالفوا العلماء بغير علم وتمردوا على الحكام فذلك عنوان الشقاء في هؤلاء وهؤلاء فالواجب علينا احترام ولاة أمورنا من العلماء واحترام ولاة أمورنا من الأمراء وأن نبذل لهم النصيحة ، وبذل النصيحة ليس هو الفضيحة على رؤوس المنابر وفي المجالس العامة في تتبع مساوئهم قال العالم الفلاني كذا وكذا وقد أخطأ ، يعني بعض الناس قال العالم الفلاني كذا وكذا وقد أخطأ هذا غلط ، فعلت الدولة كذا وكذا وقد أخطأت هذا ليس من النصيحة في شيء النصيحة أن تتصل بالمفتي إما بواسطة أو بغير واسطة وتبين له خطأه فقد يكون مع المناقشة يتبين للجميع الصواب إما أن يكون الصواب معك فيرجع إليه وإما أن يكون معه فترجع إليه وإما أن يكون كل منكم له وجهة نظر يعذره فيها الآخر وأما من وراء جدر يقع الناس في أعراض العلماء أو يقعون في أعراض الأمراء فإن هذا لا شك عنوان على التفرق وتمزق الأمة فإذا كان كما قال السائل وفقه الله للعلماء مكانة في قلوب الناس فهذا عنوان الخير والسعادة ونرجو أن يكون في قلوب الناس أيضا مكانة أن يكون في قلوبهم مكانة لولاة الأمر من الأمراء وأن يناصحوهم وأن يعلموا أنهم بشر ليسوا معصومين من الخطأ هم يخطئون كما يخطؤ البشر أنت الآن في بيتك ألست تخطؤ في تربية أولادك ؟ إذا هم قد يخطئون مع أن دائرة عملهم أوسع من دائرة عمل بيتك عمل البيت محصور لكن ولاة الأمور دائرة عملهم واسعة جدا لهذا أقول إن من نعمة الله على الأمة أن يكون بينهم وبين ولاة أمورهم من العلماء والأمراء مودة واتصال ومناصحة وعلى كل من تبين له الحق من هؤلاء وهؤلاء أن يرجع إليه لأن الله تعالى يقول : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) أما ما ذكره من الفقرات في السؤال فكلها ترجع إلى شيء واحد إذا اختلف على الإنسان أهل العلم سواء في فتوى استفتاهم فيها أو في كلام سمعه منهم فإن الواجب أن يتبع الإنسان من يرى أنه أقرب للصواب إما لسعة علمه وإما لقوة فهمه وإما لقوة إيمانه وأمانته هذا هو الواجب ويشهد لذلك أن المريض لو عرض نفسه على طبيبين فوصف له أحد الطبيبين دواء ووصف له الثاني دواء آخر يغاير الأول فبمن يأخذ ؟ أه ؟ بقول من يرى أنه أقرب للصواب لحذقه واطلاعه ومعرفته وتجربته كذلك أيضا ما يتعلق بالفتوى في الدين اتبع من ترى أنه أوثق في العلم سعة وفهما وفي الديانة والأمانة فإن تساوى عندك الأمران وترددت في أيهما أرجح فقال بعض العلماء أنت : مخير أنت مخير إن شئت خذ بقول هذا وإن شئت خذ بقول هذا في هذه المسألة وغيرها أيضا ، وقال بعض العلماء خذ بالأشد لأنه أحوط وقال آخرون : خذ بالأيسر لأنه للشريعة أوفق فإن الشريعة مبناها على إيش؟ اليسر والسهولة فمن صدق الله عز وجل في ذلك وقارن بين العالمين ولم يترجح له أحدهما فهذه أقوال العلماء في هذه المسألة القول الأول إيش ؟ جميعا أجيبوا القول الأول التخيير ، إن شئت خذ بهذ أو بهذا حتى لو أخذت بقول أحدهما اليوم فلك أن تأخذ بقول الآخر غدا الثاني : الأشد لأنه أحوط الثالث : الأيسر لأنه موافق للشريعة وعندي أن هذا أصح الأخير أصح أن تأخذ بالأيسر لأنه أوفق للشريعة والأصل براءة الذمة ولكن المحذور أن تذهب إلى عالم ترضاه في علمه ودينه وتستفتيه ثم إذا أفتاك بما لا يوافق هواك ضربت بفتواه عرض الحائط ثم ذهبت إلى رجل آخر لعله أيسر هذا هو الحرام لأن هذا تلاعب بدين الله وما أكثر الذين يفعلون ذلك يستفتي هذا العالم فإذا لم يوافقه على هواه قال اذهب إلى فلان ذهب إلى فلان فوجد قوله أشد من الأول قال كل هؤلاء ما عندهم علم دور ثالث فذهب إلى ثالث ورابع وخامس حتى يصل إلى ما يوافق هواه فحينئذ يقول : ألقت عصاها واستقر بها النوى كما قر عينا بالأياب المسافر هذا هو الذي لا يجوز طيب فإذا قال قائل هذا رجل في قرية ليس عنده عالم متبحر فهل يسأل من فيها على نية أنه متى وجد عالما أحسن منه سأله أو لا ؟ نقول نعم إذا كان في قرية ليس فيها عالم متبحر وسأل من يظنه أعلم الناس فيها فليسأل على نية أنه متى وجد عالما متبحرا سأله فهذا لا بأس به نعم.
5 - ما هو الموقف الصحيح للمسلم عند اختلاف العلماء في مسألة من المسائل الفرعية ، وهل للشخص أن يرجح بين أقوال العلماء فيأخذ بما يناسبه مع أنه ليس من أهل الترجيح ، وإذا أخذ الشخص المسألة من عالم ومسألة أخرى من عالم أخر فهل يعتبر هذا من تتبع الرخص ، وهل يخرجه من الحرج أن يقول : أنا آخذ بهذا القول والإثم على من أفتى به فما هو القول الفصل في هذه القضية ، وهل فعل الناس جائز ، وما هو الضابط في ذلك وفي الترجيح ، وهل يلزم الإنسان اتباع العالم مطلقا في كل ما أفتى به أم لا .؟ أستمع حفظ
هل الحج واجب على الفور ، وهل الامتحانات إذا كانت بعد الحج مباشرة تكون سببا شرعيا يبيح تأخير الفريضة .؟
السائل : فضيلة الشيخ من المعلوم أن الامتحانات بعد الحج مباشرة فسبب ذلك إحجام كثير من الشباب والفتيات عن أداء الفريضة التي فرضها الله عليهم مع استطاعتهم لها وقدرتهم عليها فهل يأثمون لذلك وهل الحج واجب على الفور وهل الامتحان سبب شرعي يبيح لهم تأخير الفريضة ؟
الشيخ : القول الراجح من أقوال أهل العلم أن الحج واجب على الفور وأنه لا يجوز للإنسان أن يأخره إلا لعذر شرعي ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تأخر الصحابة عن التحلل في غزوة الحديبية غضب ودليل آخر أن الإنسان لا يدري ما يعرض له فقد يؤخر الحج هذه السنة ثم يموت ويبقى معلقا ولكن إذا كان حجه يؤثر عليه في الامتحان فله أن يؤخره إلى السنة القادمة ولكني أشير عليه أن يأخذ دروسه معه ويحج هذا إن كان يسافر إلى الحج مبكرا أما إذا كان يتأخر في الحج فإني لا أظنه يضره ومعلوم أن بإمكان الإنسان أن تكون أيام الحج التي يستغرقها أربعة أيام ، هل يمكن ؟ أه ؟ يذهب يوم عرفة التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر ويكون متعجلا ، يجوز إذا رمى في اليوم الثاني عشر بعد الزوال أن يخرج ويطوف الوداع ويمشي لأهله أربعة أيام لا أظن أنها تضره شيئا فالإنسان الحريص يمكنه أن يحج ولا يؤثر ذلك عليه شيئا كما أن الإنسان إذا اعتمد على الله وتوكل عليه وأتى بالحج واثقا بالله عز وجل فإن الله سييسر له الأمر نعم .
الشيخ : القول الراجح من أقوال أهل العلم أن الحج واجب على الفور وأنه لا يجوز للإنسان أن يأخره إلا لعذر شرعي ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تأخر الصحابة عن التحلل في غزوة الحديبية غضب ودليل آخر أن الإنسان لا يدري ما يعرض له فقد يؤخر الحج هذه السنة ثم يموت ويبقى معلقا ولكن إذا كان حجه يؤثر عليه في الامتحان فله أن يؤخره إلى السنة القادمة ولكني أشير عليه أن يأخذ دروسه معه ويحج هذا إن كان يسافر إلى الحج مبكرا أما إذا كان يتأخر في الحج فإني لا أظنه يضره ومعلوم أن بإمكان الإنسان أن تكون أيام الحج التي يستغرقها أربعة أيام ، هل يمكن ؟ أه ؟ يذهب يوم عرفة التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر ويكون متعجلا ، يجوز إذا رمى في اليوم الثاني عشر بعد الزوال أن يخرج ويطوف الوداع ويمشي لأهله أربعة أيام لا أظن أنها تضره شيئا فالإنسان الحريص يمكنه أن يحج ولا يؤثر ذلك عليه شيئا كما أن الإنسان إذا اعتمد على الله وتوكل عليه وأتى بالحج واثقا بالله عز وجل فإن الله سييسر له الأمر نعم .
اضيفت في - 2009-05-19