كلمة للشيخ حول تفسير سورة " ق " .
تفسير قوله تعالى:(( أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ )).
(( وزيناها )) : بماذا زينها ؟ زينها الله عز وجل بالمصابيح ، بالنجوم ، فما أجمل السماء لو كنت في بر بعيدا عن الأضواء الكهربائية وعرفت هذه النجوم اللماعة لعرفت مقدار هذه الزينة ، فزينها الله بالنجوم ، وخلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين ، والثالث علامات يهتدى بها كما قال تعالى : (( وبالنجم هم يهتدون )).
(( وما لها من فروج )) : أي ما للسماء من فروج أي من شقوق تعيبها وتؤول بها إلى الدمار بل هي قوية محكمة قال تعالى (( فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ )) وهنا نسأل سؤالا كم عدد السماوات ؟ عددها سبع بنص القرآن (( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )) بعضها فوق بعض والمسافات بينها بعيدة جدا ، وكل سماء فله سكان يسكنونه من الملائكة بأمر الله وفي حديث المعراج أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى آدم ورأى الأنبياء في السماوات على درجات مختلفة فالسماء كلها معمورة بسكان ، فالسماء كلها معمورة من الدنيا إلى السابعة وليس فيها شيء من الخلل أو الفطور أو النقص بل هي محكمة إلى أن يطويها الله عز وجل يوم القيامة (( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ )).
2 - تفسير قوله تعالى:(( أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ )). أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى:(( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ )).
(( وألقينا فيها رواسي )) : أي وضعنا فيها رواسي وهي الجبال كما قال تعالى : (( والجبال أرساها )) هذه الجبال وصفها الله تعالى بأنها مرساة ووصفها في موضع آخر بأنها أوتاد قال العلماء علماء الجيولوجيا إن هذه الجبال لها جذور في باطن الأرض ، لها جذور كما أن الوتد في الجدار له جذور تمسكه ، وهذه الجبال راسية لا تزعزعها الرياح مهما عصفت ، والله عز وجل خلقها لمصالح عظيمة منها حماية الأرض من الميدان قال تعالى : (( وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ )) ومنها أنها تحمي من وراءها من الرياح العاتية والبرودة القارسة كما هو مشاهد في سفوح الجبال ، ومنها أن في الجبال من الأشجار الجبلية ما لا ينبت في الصحراء ، ومنها أيضا أن في قمم الجبال من المعادن الثمينة القوية ما ليس في أسفل كما يعلم ذلك علماء طبيعة الأرض ولذلك قال : (( وألقينا فيها رواسي )).
تفسير قوله تعالى:(( وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ )).
يقول الله عز وجل : (( تبصرة )) يتبصر بها الإنسان ويستدل بها على تمام قدرة الله وعلى كمال حكمته جل وعلا .
(( وذكرى لكل عبد منيب )) : يتذكر بها العبد المنيب فيؤمن بقدرة الله ، الأرض قبل أن ينزل عليها المطر قاحلة يابسة هامدة فإذا نزل عليها المطر وأنبتت من كل زوج بهيج كان ذلك دليلا على إحياء الموتى ، الموتى في قبورهم لا يتحركون وربما تكون الأرض قد أكلت أجسادهم لأن الأرض تأكل أجساد بني آدم إلا الأنبياء فإن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ، فيخرج هؤلاء الناس يوم القبامة أحياء كما تحيا الأرض ، لذلك قال : (( تبصرة وذكرى لكل عبد منيب )).
4 - تفسير قوله تعالى:(( وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ )). أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى: (( وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ )).
قال الله عز وجل : (( ماء مباركا )) ومن بركته ما يحصل به من العظة في قدرة الله عز وجل لأن الإنسان العاقل يقول كيف ينزل هذا المطر من هذا السحاب الذي إذا رأيته وكأنما ترى قطعا من القطن ، ولكن ربنا عز وجل على كل شيء قدير وينبغي إذا نزل المطر أن يقول الإنسان : اللهم صيبا نافعا ، يدعو الله بأن يكون صيبا نافعا لأن المطر ربما ينزل ولا ينفع كما قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه : ( ليس السنة أن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض شبئا ) ليس السنة : يعني الجدب ، أن لا تمطروا ولكن أن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئا ، وصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وينبغي أيضا إذا نزل المطر أن يحسر الإنسان عن ثوبه يعني ... عن ثوبه حتى يصيبه من المطر لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يفعل ذلك فسئل لماذا تحسر عن ثوبك حتى يصيب المطر بدنك قال : ( لأنه حديث عهد بربه ) الله أكبر ، حديث عهد بربه لأنه توه مخلوق فهو حديث عهد بالله عز وجل وينبغي إذا نزل المطر أن يخرج الإنسان إذا شاء إلى الوادي فيتطهر به ، بالمطر كما يفعل الناس اليوم ، يخرجون بعد المطر إلى الأودية فيتطهرون منه لكن أكثر الناس لا يحس بهذا الشيء ، يخرج من أجل النزهة فقط ، والذي ينبغي أن تخرج من أجل أن تتطهر به لأن الله تعالى قال : (( وأنزلنا من السماء ماء طهورا )) أي طاهرا في ذاته مطهرا لغيره.
5 - تفسير قوله تعالى: (( وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ )). أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى: (( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ )).
النخل باسقات : يعني مرتفعات عاليات ولهذا لا تجد شجرة تعلو كما تعلو النخلة ويكون فرعها عاليا ،وأصلها في الأرض ، أصلها ثابت وفرعها في السماء ، ولا تجد شجرة أكثر نفعا من النخلة كلها نفع ، كربها وسعفها وقود ، وليفها حبال وزنابيل وثمرها غذاء ، وقد جعل الله سبحانه وتعالى فيها خاصية عجيبة للنفساء المرأة إذا وضعت لو أكثرت من الرطب لانتفعت ، والدليل على هذا أن مريم يسر الله لها نخلة (( فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا )) أي نهرا جاريا (( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي)) لو تأملتم في الآية وجدتم فيها عجائب ، امرأة نفساء والنفساء في العادة يلحقها تعب وإعياء وإجهاد ، يقول الله لها : (( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ )) بالجذع والعادة أن الشيء إذا هز من جذعه لا يتحرك ، إذا هز من فوق يتحرك لكن الجذع لا يتحرك ، هنا هزت من الجذع لأنها لا تستطيع أن تصعد ، (( تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا )) تهزها ولا يسقط إلا الرطب البلح ما يسقط ، لا يسقط إلا الرطب لأنه هو المناسب ثم يقول : (( رطبا جنيا )) يعني لا يتمزق لسقوطه على الأرض والعادة أن الرطب إذا سقط من نخلة ولو كانت قصيرة ماذا يكون ؟؟ يتمزق ويتعجن ، لكن يسقط على الأرض وكأنه مجني باليد (( تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا )) فالنخل كله بركة ولهذا يفرده الله عز وجل في كثير من الآيات من بين سائر الأشجار
(( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبَادِ )) النضيد : المنضود في شمراخه وهذا معنى قوله في آية أخرى طلع هضيم ، الهضيم يعني : النضيد وليس معناه كما يفهمه العامة أنه يهضم ، بعض الناس يقول هضيم يعني يهضم الأكل وليس كذلك ، صحيح أن الحلا من حيث هو يعين على الهضم ، لكن لا نفسر الآية بشيء لا تدل عليه ، فالهضيم في الآية يعني النضيد ، فالقرآن يفسر بعضه بعضا .
تفسير قوله تعالى:(( رِزْقاً لِلْعِبَادِ..)).
وإلى الأسئلة التي لخصها الإخوة ونسأل الله أن ينفع بها والأسئلة أيها الإخوة تنقسم إلى قسمين قسم يتعلق بالكلمة وقسم لا يتعلق بها لكن يحتاج الناس إلى معرفتها والإنسان الذي يسأل وهو عالم بالحكم لكن يسأل لينفع المستمعين يعتبر معلما يعني مثلا أنا أعرف مسألة وسألت عنها في مثل هذا المجلس من أجل أن يعرف الحاضرون حكمها فيعتبر هذا السائل معلما والدليل الدليل أن جبريل لما سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأشراطها وعلمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( أتدرون من السائل ؟ قالوا : الله ورسيول ه أعلم. قال : هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) مع أنه يسأل والمعلم هو الرسول عليه الصلاة والسلام لكن لما كان هو السب جعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم معلما فمن سأل عن مسألة يقع فيها الناس كثيرا يوحتاجون إلى معرفتها وهو عالم بها فجزاه الله خيرا يعتبر معلما نعم.
قلتم أن جواب القسم في سورة ق هو جميع ما في السورة فيكون بل هو إضراب فأي أنواع الإضراب هو.؟
الشيخ : يكون إضراب عن ما يقدر بعد القسم ، والقرآن المجيد بل عجبوا ، يعني والقرآن المجيد أن كل ما ذكر في هذه السورة فهو حق ثم أضرب وقال : (( بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم )) مع أن القول الصحيح أن هذا القسم لا يحتاج إلى جواب لأن قوله : (( والقرآن المجيد )) يغني عن الجواب إذ أن المقسم به يكون معظما ، لا يقسم إلا بمعظم فيكون المقصود بهذا القسم تعظيم القرآن الكريم نعم .
8 - قلتم أن جواب القسم في سورة ق هو جميع ما في السورة فيكون بل هو إضراب فأي أنواع الإضراب هو.؟ أستمع حفظ
هل يجوز لصاحب البيت أن ينظر إلى الخادمة وتكشف له وجهها وكذلك لأولاده ، ويخلو بها في البيت ، أو يتركها عند أحد أولاده في البيت ويخرج هو وزوجته والولد في سن البلوغ وكذا الخادمة ، فما نصيحتكم في هذه البلوى ، وما حكم الإتيان بالخادمة بدون محرم وهو يعلم بحرمة ذلك ولا يلزمها بالحجاب الشرعي إلا إذا خرجت من البيت ، وهل يحل الإتيان بالخادمة للضرورة .؟
الشيخ : هذا سؤال مهم جدا ، وهي ما ابتلي به الناس من تيسير الحصول على الخدم لكثرة المال واحتياج هؤلاء الخدم إلى المجيء إلى هذه البلاد وهذه البلوى قد ابتلي الله سبحانه وتعالى بمثلها لينظر كيف يعمل الناس ففي عهد الصحابة رضي الله عنهم يسر الله لهم وهم في الإحرام الصيد ، مع أن الصيد للمحرم حرام فصارت أيديهم تناله ورماحهم تناله رماحهم تنال الطيور وأيديهم تنال الزواحف كالظباء والأرانب وفي هذا يقول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ )) ، هؤلاء الخدم تيسر لنا الحصول عليهم وصار بعض الناس يستقدمونهن لا للحاجة ولكن للمباهاة ، من أجل أن تخرج المرأة ووراءها خادمها أو خادمتها وفي يدها الحقيبة قد علقتها بيدها ، أعني الخادم ثم إذا وقفت عند المتجر قالت يا فلانة هات لنا هذا هات لنا هذا مباهاة ، وإلا فالبيت لا يحتاجه ، ومع ذلك ، مع هذه البلوى تقدم هذه الخادم بدون محرم ، وربما تكون شابة جميلة وربما يخرج الرجل من بيته وليس فيه إلا ابنه الشاب أو أخوه الشاب الأعزب فما ظنكم بخلوه بمثل هذه الخادمة مهما كان على جانب من التقى فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فربما يغريه ويعده وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ، لذلك أنا أرى أنه لا يجوز جلب الخادم إلا بشروط ، الشرط الأول : الضرورة إلى وجودها ، الضرورة إلى وجودها كالمثال الذي ذكره السائل امرأة ليس في البيت إلا هي ولها أربع أولاد صغار ماذا تصنع ؟ مثل هؤلاء الأولاد الصغار لو دخلت الحمام وهم خارج الحمام ، وهم سيكونوا خارج الحمام صار خطرا عليهم ، صار خطرا عليهم ربما يعبثون بالنار ، ربما يضرب بعضهم بعضا ربما يصنعوا أشياء ، فهذه ضرورة ، فلا بد من الضرورة أما بدون ضرورة فلا لأن استخدامها بدون ضرورة إضاعة للمال مع كونها سببا للفتنة ، الشرط الثاني : أن يكون معها محرمها لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ) ولكن هذا الشرط قد يقول بعض الناس أنا ليس لي حاجة في محرمها وليس عندي مكان لمحرمها البيت ليس فيه ملحق وليس عندي شقة أخرى ولا بيت آخر وهذا الشرط لا أستطيعه ، نقول إذا كنت لا تستطيعه حقيقة فمن الممكن أن تستأجر امرأة من البلد لتقضي حاجتك في النهار وتذهب إلى بيتها في الليل وأما أن تأتي بها من السفر فلا ، الشرط الثالث : أن يأمن الفتنة من نفسه ومن عائلته ، فإن لم يأمن الفتنة فإنه لا يجوز استقدامها والدليل على أن خوف المحذور سبب للمنع ، الدليل قوله تعالى : (( فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً )) ممنوع التعدد إذا خاف ألا يعدل وعدم العدل وقوعه في المحذور فبين الله عز وجل أن الشيء المباح إذا خيف منه المحذور صار ممنوعا ، فلا بد من أن يأمن الإنسان على نفسه وعلى أهله من فتنة هذه الخادم ، الشرط الرابع : أن يلزمها بما تقتضيه الشريعة من التستر ، أن يلزمها بما تقتضيه الشريعة من التستر وأعظم شيء يجب ستره وأوجب وأحق شيء يجب ستره هو الوجه لأن الوجه هو محل الفتنة هو محل الرغبة ، لا يسأل عن المرأة عند خطبتها إلا عن وجهها ، لو تكون بقية أعضائها من أجمل الأعضاء وأحسن الأعضاء ووجهها قبيح ما خطبها أحد ، ولو كان وجهها جميلا وكان عندها عيب أو شيء من عدم الجمال في بقية الأعضاء لخطبت ، فإذا كان الوجه هو محل الرغبة ومحط الفتنة فالواجب ستره ، أما قول السائل إنها إذا غطت وجهها فكيف تعمل ؟ نقول هل أنت عندها دائما في البيت ؟ هل أنت عندها في المطبخ هل أنت عندها في المقهى ؟ أبدا ، لا تكون عندها إلا إذا حضرت للغداء أو للعشاء أة للفطور وفي هذه الحالة تأتي مغطية وجهها أو واضعة على وجهها برقعا أو واضعة على وجهها نقابا وهذا ممكن وليس فيه صعوبة ، وكذلك يمنعه من الخلوة بها ، لأن الخلوة بالمرأة غير المحرم محرمة فلا يجوز أن يخلو بها في البيت ، ولا يجوز أن يمكنها من الخلوة بأحد أبنائه ، فإذا تمت الشروط جاز استقدامها وإذا لم تتم فاستقدامها محرم ولا يغرنك أيها الإنسان إمهال الله لك بإعطائك العافية والمال والرزق مع إقامتك على معصيته فإنما ذلك استدراج ، إذا رأيت الله ينعم على العبد وهو مقيم على معصيته فذلك استدراج من الله له ، نسأل الله العافية نعم .
9 - هل يجوز لصاحب البيت أن ينظر إلى الخادمة وتكشف له وجهها وكذلك لأولاده ، ويخلو بها في البيت ، أو يتركها عند أحد أولاده في البيت ويخرج هو وزوجته والولد في سن البلوغ وكذا الخادمة ، فما نصيحتكم في هذه البلوى ، وما حكم الإتيان بالخادمة بدون محرم وهو يعلم بحرمة ذلك ولا يلزمها بالحجاب الشرعي إلا إذا خرجت من البيت ، وهل يحل الإتيان بالخادمة للضرورة .؟ أستمع حفظ
هل يشترط في الخادمة أن تكون مسلمة وكذا الخادم .؟
الشيخ : إسلام الخادمة ليس من الشروط ، ولكنه لا ينبغي أن يأتي الإنسان بخادم أو خادمة غير مسلمين ، بل ولا عامل غير مسلم وأنتم تعلمون في هذا الزمن ومنذ عهد قريب تعلمون الهجمة الشرسة من أعداء المسلمين على المسلمين ، في هذا العصر الذي بدأ المسلمون يتحركون شبابا وكهولا بل وشيوخا ازدادت هجمات النصارى واليهود والوثنيين على المسلمين ولعلكم تسمعون إلى الإذاعات أكثر مما أسمع تجدون العجب العجاب ، كيف ازدادت هجمة الكفار على المسلمين في هذا الوقت لماذا ؟ لأنهم يريدون أن لا تقوم قائمة للمسلمين ولقد صرح بعض زعمائهم قال : إننا وإن انتهينا من الشيوعية فلن ننتهي من الأصوليين وماذا يعنون بالأصوليين ؟ المتمسكين بدينهم هؤلاء هم الأصوليين ، لكن لا يستطيعون أن يعبروا بكلمة إسلام ، لأن كلمة إسلام توحش كبيرهم وصغيرهم فقالوا أصوليين أي الذين يرجعون إلى أصل ، وكلمة أصول من حيث معناها الواسع تشمل حتى الأصولي الكافر ، الكافر المتعصب أصولي لمذهبه ونحلته فاختار هؤلاء التعبير بكلمة أصول عن كلمة إسلام ، عن كلمة إسلام لأن لا توحشهم ولكن بحول الله أن النصر للإسلام إن قرب الزمن أو بعد وأن الله تعالى إذا يسر لهذه الأمة قادة مصلحين وشبابا نشطين ودعوة إلى الحق قولا وعقيدة وفعلا فإن الله تعالى قد تكفل بنصرهم (( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ )) نعم ، المهم أني أدعوكم أن لا تستقدموا غير مسلم إلا في الحالة الضرورية ، إذا كان غير المسلمين عندهم اختصاصات ليست عند المسلمين واضطررنا إلى هذا يأتون ، لكن بدون حاجة لا ينبغي أبدا بأي حال من الأحوال أن نستقدم غير المسلم وندع المسلم نعم .
ما هو موقف المسلم اتجاه الهندوس الحاقدين على الإسلام والمسلمين سواء في هذه البلاد أو في بلادهم .؟
الشيخ : نعم ، لا شك أن عداوة الكفار للمسلمين قديمة متأصلة وقد قال الله سبحانه وتعالى : (( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) الواجب علينا تجاه من اعتدى على إخواننا أن ننابذه وأن نشعر بأن عدوانهم على إخواننا كعدوانهم علينا لأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ومثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد .