سلسلة اللقاء الشهري-08a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
تفسير آيات الصيام التي في سورة البقرة.
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين
أما بعد: فإنها لمناسبة كبيرة جليلة أن نلقي هذا اللقاء الذي سماه أخونا الشيخ محمود بن عبد العزيز الصائغ محاضرة، والمقصود هو الفائدة، وسمها ما شئت، محاضرة، لقاء مفتوح غير مفتوح كما تحب، المهم هو الفائدة هذا اللقاء في وقته المناسب وفي مكانه المناسب أما وقته فإنه باستقبال شهر رمضان المبارك، الذي أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم ممن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابه، ويغفر له ما تقدم من ذنبه، وأما مكانه ففي الجامع الكبير في مدينة عنيزة الذي هو أقدم الجوامع في هذا البلد فيما نعلم، ويقع هذا اللقاء ليلة الأحد الثالث والعشرين من شهر شعبان عام ثلاثة عشر وأربعمائة وألف، إن موضوع هذا اللقاء أن نتكلم عن الصيام وعن القيام، وفي اللقاء الذي سيكون إن شاء الله دوريا في رمضان سيكون الكلام عن الزكاة أيضا، وقد طلب مني الأخ الشيخ محمود بن عبد العزيز الصائغ، أن أقدم بين يدي الكلام تفسيرا موجزا لآيات الصيام، وكان هذا قد وقع في قلبي من قبل فإني قد هممت أن أتكلم علي آيات الصيام في كتاب الله عز وجل لأن خير ما يربط به المؤمنون كتاب الله عز وجل، ولهذا ينبغي لكل فقيه ولكل محافظ ولكل داعية أن يربط الناس بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لفوائد متعددة منها : ربط الناس بالأصول لأن أصول شريعتنا تنحصر في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والقياس والإجماع فرع عنهما ولأن الناس إذا ربطوا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم شعروا بأنهم يؤدون العبادات ويقومون بالمعاملات اتباعا لإرشاد الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وكون الإنسان يعتقد وهو يعمل العمل أنه متبع لكتاب الله ولسنة الرسول خير من كونه يعمل وأنه يعتقد بأنه آخذ بالكتاب الفلاني أو الكتاب الفلاني، المقلدون تقليدا محضا الذين يعتمدون علي كتب الفقهاء دون الرجوع إلى الأصول من الكتاب والسنة، تجد الواحد منهم إذا عمل العمل يشعر بأنه مربوط بكلام العالم الذي قلده، لكن إذا حاولنا أن نربط الناس بكتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام كان ذلك خيرا وأفضل، كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلن في خطبة الجمعة، يقول أما بعد : ( فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم )، والذي أرجوه من إخواني طلبة العلم والدعاة إلى الخير والمرشدين، أن يلاحظوا هذه المسألة، وأن يربطوا الناس بكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام، حتى يعبد الناس ربهم وهم يشعرون بأنهم ما يفعلون امتثالا لأمر الله واتباع لسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولهذا نجد الصحابة والتابعين عندما يريد أحد منهم أن يتكلم، يقول لأن الله قال، لأن رسول الله قال، وهذا أمر مهم جدا وبناء علي ذلك أقول إن الله تعالى في كتابه قال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) تأمل الخطاب (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) يخاطبنا الله عز وجل وينادينا باسم الإيمان أو بوصف الإيمان (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) إذا نحن مؤمنون، فماذا تريد منا يا ربنا؟ (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) كتب : أي فرض، وليس هذا الفرض تكليفا لكم أيها الأمة وحدكم، بل هو مكتوب علي من قبلكم (( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) وفي قوله : (( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) فائدتان الأولى : تسلية هذه الأمة إذا أصابها ما يصيبها من الجوع والعطش بسبب الصيام لأن الإنسان يتسلى بما يصيب غيره، والثاني : بيان أن الله استكمل لهذه الأمة الفضائل التي نالتها الأمم السابقة (( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ))، ولهذا كانت شريعتنا ولله الحمد ونسأل الله أن يثبتنا عليها، كانت شريعتنا متممة للشرائع السابقة، حتى أن الرسول عليه الصلاة والسلام وصف رسالته بأنها كقصر تامة البناء إلا موضع لبنة، فجعل الناس يطوفون بهذا القصر، يدورون عليه ويتعجبون منه، إلا أنهم يقولون هذا الموضع، موضع اللبنة يعتبر ثلمة في القصر ونقصا فيه قال الرسول عليه الصلاة والسلام، فأنا اللبنة الذي تمم هذا القصر، ولهذا بعث عليه الصلاة والسلام ليتمم مكارم الأخلاق، (( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) لماذا هل لأجل أن نجوع ونعطش ؟ لا (( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) أي من أجل أن تتقوا الله، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ) ومن هنا يجب أن نشعر ونحن نصوم نمسك عما أحل الله من الأكل والشرب والنكاح، نشعر بأننا نفعل هذا تعبد لله وامتثالا لأمره وتمجيدا لفرضه، وأننا نتوسل بذلك ونتوصل إلى التقوى، إلى اجتناب المحرمات والقيام بالواجبات، أكثر الناس يظنون أن الصيام مجرد حبس النفس عن الأكل والشرب والنكاح، فتجدهم يمضون أوقات النهار بالنوم أو العبث أو اللعب أو ما أشبه ذلك، وهذا خطأ، إذا صمت فليصم منك السمع والبصر واللسان والجوارح، اتق الله، تجنب محارم الله ، قم بما أوجب الله عليك من الواجبات، صل مع الجماعة، أكثر من قراءة القرآن، أكثر من الصدقة، أكثر من الإحسان، حتى تنال الحكمة التي من أجلها فرض الصوم، وما هذا الصوم؟، هل هو أشهر؟ هل هو سنوات؟ هل هو أسابيع؟ استمع (( أَيَّاما مَعْدُودَاتٍ )) لماذا قال (( أَيَّاما مَعْدُودَاتٍ ))؟ لتقليلها وتهوينها على الإنسان ليست شهور ولا سنين (( أَيَّاما مَعْدُودَاتٍ )) (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) هذا تيسير آخر، مع ذلك لا يجب على كل واحد أن يصوم، المريض الذي يشق عليه الصوم يفطر ، ومتى يصوم ؟ (( فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) المسافر ولو في الطائرة ولو في سيارة مكندشة ولا في أيام الشتاء ، يفطر تيسير (( فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) ثم قال تسهيل ثالث : (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ )) هذا تيسير ثالث، أن الإنسان مخير إن شاء صام وإن شاء أفطر وفدى، (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ )) يعني يستطيعون أن يصوموا، (( فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا )) ودفع الفدية (( خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ )) الصيام خيرا من الفدية، لكن كله جائز إن شئت فصم وإن شئت فأفطر وافد، هذا تسهيل، إذا ثلاثة تسهيلات ، الأول : (( أَيَّاماٍ مَعْدُودَاتٍ )) ، الثاني : سقوط الصيام عن المسافر والمريض إلى أيام أخر، الثالث : التخير إن شئت فصوم وإن شئت فأفطر، ولكن إذا أفطرت فلا بد من الفدية، (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا )) وأدي الفدية (( فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ )) ولكن (( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) ولكن هل هذه التخييرات الثلاثة بقيت؟ وهل الأيام بقيت مبهمة؟ يعني (( أَيَّاماٍ مَعْدُودَاتٍ )) ما ندري قد تكون في، في شعبان في رمضان في رجب في شوال في ربيع، (( أَيَّامٍا مَعْدُودَاتٍ )) هل بقيت الأيام مبهمة وهل بقي التخير بين الصيام والفدية على ما هو عليه من التخيير وهل بقي التخيير للمريض والمسافر بالفطر؟، لننظر اقرأ الآية التي بعدها (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )) هذه هي الأيام إذا، الأيام مبهمة أولا، عينت إيش في الآية الثانية عينة بأنها (( شَهْرُ رَمَضَانَ )) ولماذا خص شهر رمضان ؟ لماذا لم يكن في رجب الصوم، لماذا لم يكن في ذي القعدة؟ لماذا لم يكن في ذي الحجة؟ لماذا لم يكن في المحرم ؟ هذه الأشهر الأربعة هي الحرم، فلماذا لم يكن الصيام في الأشهر الحرم ؟ لأن الأشهر الحرم ( ... ) السنة ، قال الله تعالى : (( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ )) لماذا لا يكون الصيام في أحد الأشهر الحرم؟ استمع (( شَهْرُ رَمَضَانَ )) ولماذا خص رمضان ؟ (( الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )) فشهر حصلت فيه هذه البركة العظيمة جدير بأن يكون محل الصوم، ولهذا كان ارتباط القرآن بالصوم، كان النبي عليه الصلاة والسلام ينزل عليه جبريل في كل رمضان يدارسه القرآن، ولا ينزل عليه في غيره من الشهور، ينزل عليه بالوحي لا بأس، لكن للمدارسة، لا ينزل للمدارسة إلا في شهر رمضان، يدارسه القرآن، كل سنة مرة، إلا في السنة التي توفي فيها، دارسه إياه مرتين، إذا هناك ارتباط بين الصيام وبين رمضان ما هو ؟ أنه أنزل فيه القرآن، أشرف كتاب أنزل هو القرآن، كتاب حاكم سلطان علي جميع الكتب (( وأنزلنا عليك كتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب )) مهيمنا عليه، الهيمنة للقرآن هو سلطان الكتب هو الحاكم علي الكتب، كما أن محمدا صلي الله عليه وآله وسلم سلطان الأنبياء وإمام الأنبياء، والناسخ لجميع أديان الأنبياء طيب (( الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )) لماذا أنزل ؟ (( وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ))، (( هُدًى لِلنَّاسِ )) كلهم، كل من قرأ القرآن وجد فيه العلم الكثير ، حتى اليهود والنصارى لو قرؤوا القرآن لوجدوا فيه علم كثير، (( وَبَيِّنَاتٍ )) علامات ودلالات واضحات (( مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )) ففي القرآن فرقان بين الحق والباطل، فرقان بين الضار والنافع، فرقان بين أولياء الله و أولياء الشيطان فرقان في كل ما يحتاج إلى تحرير مبين موضح، (( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ )) أي شهر ؟ رمضان، لأن أل هنا للعهد الذكري، (( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) في الآية الآن بيان شيء مبهم في الآية التي قبلها، ما هو المبهم في الآية التي قبلها ، (( أَيَّاماٍ مَعْدُودَاتٍ )) بينت أنها شهر رمضان، في الآية الثانية تقرير لحكم سابق في الآية الأولي ما هو ؟ (( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) هذا تقرير للحكم السابق، ويش بقي علينا من الحكم السابق التخير بين الصيام والفدية، هل بقي ؟ لا ولذلك لم يأت في الآية الثانية، قال (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ )) إذا التخيير الذي كان في الآية الأولي نسخ ولا بقي ؟ نسخ، وكأني رأيت في بعضكم لما كنت أتكلم على الآية الأولى، رأيت في وجوه بعضكم استنكار، كيف يخير الإنسان بين الصيام والفطر، لكن الآن تبين أن لا خيار وأنه يتعين إيش ؟ يتعين الصيام ولهذا قال : (( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ )) لابد من الصيام، لابد من الصيام ولا تخيير، إذا ما الحكمة بأن الله يخيرنا أولا، ثم يلزمنا بالصيام ثانيا؟، ما الحكمة ؟ الحكمة، الحكمة بأن الصيام فيه نوع من المشقة ولاسيما في الحجاز ، ولاسيما في الحجاز، وإن كان الصوم إنما فرض في المدينة وهي أخف حرا من مكة لكن فيه نوع حرارة، ولاسيما إن كان أول ما فرض الصوم في الصيف، ففي الصيام نوع مشقة، وليس من الحكمة أن تجابه النفوس بأول الأمر بالإلزام، صح ليس من الحكمة، يبين أن الصوم خير، وأن الإنسان مخير، ذو الهمة العالية إذا قيل الفدية جائزة والصوم خير، ماذا يختار ؟ يختار الصوم ، فتنقاد النفوس وتترقى شيئا فشيئا حتى تصل إلى الجزام، وهذه من حكمة الله عز وجل، التدرج في التشريع، الخمر أنزل الله فيه أربع آيات، مراتب، أحله في آية، وأشار إلى تحريمه في آية، ومنعه في وقت دون وقت، ومنعه منا نهائيا، ليش ؟ لأن النفوس متعلقة به، لو جوبهت من أول مرة قيل لا تشرب الخمر، ربما يشرب أو يحصل مخالفة، والإنسان بشر، من الصحابة ومن بعدهم، كلهم بشر، (( وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا )) هذه ويش فيها إباحة ولا تحريم ؟ إباحة، لأن الله ذكرها في سياق الامتنان، (( تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا )) أي ليسكر ويطرب وليبيع و يرتزق به هذه آية، (( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا )) ويش فيها ؟ إشارة إلى أنها ضرر، وضررها أكبر، والإنسان العاقل هل يأخذ ما ضرره أكبر وإثمه أكبر أو يتجنبه ؟ يتجنبه طوعا واختيار، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى )) الآية الثالثة ، ويش فيها منعه في وقت دون وقت، متى ؟ وقت الصلاة (( لاَ تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى )) إذا لا تسكر عند الصلاة، في وقت الصلاة تجنب السكر، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ )) الآية الرابعة اجتنبوه، ما فيه تفصيل، إذا نجد الله بحكمته لا يأتي النفوس فيما قد يكون شاق عليها مباشرة، لكن بالتدريج، طيب، قال الله عز وجل : (( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )) ماذا تفهم من هذا الجملة بعد قله : (( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) ماذا تفهم ؟ أفهم منها أنه لا ينبغي للمريض أن يشق علي نفسه بالصوم ولا ينبغي للمسافر أن يشق علي نفسه بالصوم بل يفعل ما هو أسهل ولو كان مرضه خفيفا، ما دام الصوم يشق عليه بسبب المرض فالأفضل أن يفطر، الأفضل أن يفطر، حتى ولو كان زكاما لأن الزكام في الغالب يحتاج فيه إلى ماء لأن الجسم يفرز ماء كثيرا مع الزكام فيحتاج إلي الماء، فإذا كان يشق عليه نقول أفطر ، الحمد لله (( ُيرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ )) اللهم لك الحمد يا ربنا، (( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )) اليسر محبوب إلى الله، والعسر مكروه إلى الله، لا تعسر، ولهذا لما قال عبد الله بن عمرو بن العاص قال : ( إني أقوم ولا أنام وأصوم ولا أفطر ) منعه الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( لا تفعل إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ) وفي بعض ألفاظ الحديث ( ولزورك عليك حق ) الزائر لك ( فأعط كل ذي حق حقه ) وتدرج به إلى أن رخص له في شئ واحد في الصيام، ما هو ؟ يصوم، يصوم يوم ويفطر يوم، وفي القيام ينام نصف الليل ويقوم ثلث الليل وينام ثلث الليل، (( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) اللهم لك الحمد، (( لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّه )) متى يكون التكبير ؟ عند تمام العدة ليلة العيد، على ما هداكم له، هداية توفيق أو هداية دلالة ؟ أيهما ؟ الاثنين، على ما هداكم ودلكم عليه وعلي ما وفقكم، لأن الإنسان إذا استكمل العدة فهو توفيق من الله وهداية (( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))، (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )) قال بعض العلماء :ذكرت هذه الآية بعد آية الصوم إشارة إلى أن الصيام من أسباب إجابة الدعوة، ولهذا جاء في الحديث ( أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد )، هذا ما يسر الله من الكلام على آية الصيام، أحببت أن آتي بذلك لما أشرت إليه أولا، أنني أن أحب أن يربط المسلمون، بماذا ؟ بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كلنا يتوضأ إذا أراد الصلاة، لكن هل منا من يشعر بأنه إذا قام يتوضأ للصلاة بأن الله يأمره، يقول (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ )) ويغسل وجهه وهو يشعر بأن الله يأمره بهذا الغسل، هل نشعر بهذا ؟ أو قام يتوضأ ليصلي، الثاني هو الأكثر، الثاني هو الأكثر، ولهذا أقول ذق طعم هذا الشعور أنك إذا قمت تتوضأ وكأنك تقرأ قول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ )) ذق طعمها تجد لهذا الوضوء الذي هو تنظيف للجسم ظاهرا، تجد أنه ينظف القلب باطنا، طيب عندما نتوضأ هل نحن نشعر وكأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمامنا يتوضأ، فنكون بهذا الوضوء متبعين له، نعم قليل، لكن لو شعرت بهذا بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كأنه يتوضأ أمامك وأنت متبع له ماذا يكون طعم الوضوء؟، إخلاص، إذا استحضرت الآية واتباع، إذا استحضر أن هذا صفة وضوء الرسول عليه الصلاة والسلام، فلهذا أقول أن الواجب علي طلبة العلم من فقهاء ودعاة ووعاظ أن يربطوا الناس بالكتاب والسنة، لأن فيه فائدة كبيرة .
أما بعد: فإنها لمناسبة كبيرة جليلة أن نلقي هذا اللقاء الذي سماه أخونا الشيخ محمود بن عبد العزيز الصائغ محاضرة، والمقصود هو الفائدة، وسمها ما شئت، محاضرة، لقاء مفتوح غير مفتوح كما تحب، المهم هو الفائدة هذا اللقاء في وقته المناسب وفي مكانه المناسب أما وقته فإنه باستقبال شهر رمضان المبارك، الذي أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم ممن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابه، ويغفر له ما تقدم من ذنبه، وأما مكانه ففي الجامع الكبير في مدينة عنيزة الذي هو أقدم الجوامع في هذا البلد فيما نعلم، ويقع هذا اللقاء ليلة الأحد الثالث والعشرين من شهر شعبان عام ثلاثة عشر وأربعمائة وألف، إن موضوع هذا اللقاء أن نتكلم عن الصيام وعن القيام، وفي اللقاء الذي سيكون إن شاء الله دوريا في رمضان سيكون الكلام عن الزكاة أيضا، وقد طلب مني الأخ الشيخ محمود بن عبد العزيز الصائغ، أن أقدم بين يدي الكلام تفسيرا موجزا لآيات الصيام، وكان هذا قد وقع في قلبي من قبل فإني قد هممت أن أتكلم علي آيات الصيام في كتاب الله عز وجل لأن خير ما يربط به المؤمنون كتاب الله عز وجل، ولهذا ينبغي لكل فقيه ولكل محافظ ولكل داعية أن يربط الناس بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لفوائد متعددة منها : ربط الناس بالأصول لأن أصول شريعتنا تنحصر في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والقياس والإجماع فرع عنهما ولأن الناس إذا ربطوا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم شعروا بأنهم يؤدون العبادات ويقومون بالمعاملات اتباعا لإرشاد الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وكون الإنسان يعتقد وهو يعمل العمل أنه متبع لكتاب الله ولسنة الرسول خير من كونه يعمل وأنه يعتقد بأنه آخذ بالكتاب الفلاني أو الكتاب الفلاني، المقلدون تقليدا محضا الذين يعتمدون علي كتب الفقهاء دون الرجوع إلى الأصول من الكتاب والسنة، تجد الواحد منهم إذا عمل العمل يشعر بأنه مربوط بكلام العالم الذي قلده، لكن إذا حاولنا أن نربط الناس بكتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام كان ذلك خيرا وأفضل، كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلن في خطبة الجمعة، يقول أما بعد : ( فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم )، والذي أرجوه من إخواني طلبة العلم والدعاة إلى الخير والمرشدين، أن يلاحظوا هذه المسألة، وأن يربطوا الناس بكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام، حتى يعبد الناس ربهم وهم يشعرون بأنهم ما يفعلون امتثالا لأمر الله واتباع لسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولهذا نجد الصحابة والتابعين عندما يريد أحد منهم أن يتكلم، يقول لأن الله قال، لأن رسول الله قال، وهذا أمر مهم جدا وبناء علي ذلك أقول إن الله تعالى في كتابه قال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) تأمل الخطاب (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) يخاطبنا الله عز وجل وينادينا باسم الإيمان أو بوصف الإيمان (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) إذا نحن مؤمنون، فماذا تريد منا يا ربنا؟ (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) كتب : أي فرض، وليس هذا الفرض تكليفا لكم أيها الأمة وحدكم، بل هو مكتوب علي من قبلكم (( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) وفي قوله : (( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) فائدتان الأولى : تسلية هذه الأمة إذا أصابها ما يصيبها من الجوع والعطش بسبب الصيام لأن الإنسان يتسلى بما يصيب غيره، والثاني : بيان أن الله استكمل لهذه الأمة الفضائل التي نالتها الأمم السابقة (( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ))، ولهذا كانت شريعتنا ولله الحمد ونسأل الله أن يثبتنا عليها، كانت شريعتنا متممة للشرائع السابقة، حتى أن الرسول عليه الصلاة والسلام وصف رسالته بأنها كقصر تامة البناء إلا موضع لبنة، فجعل الناس يطوفون بهذا القصر، يدورون عليه ويتعجبون منه، إلا أنهم يقولون هذا الموضع، موضع اللبنة يعتبر ثلمة في القصر ونقصا فيه قال الرسول عليه الصلاة والسلام، فأنا اللبنة الذي تمم هذا القصر، ولهذا بعث عليه الصلاة والسلام ليتمم مكارم الأخلاق، (( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) لماذا هل لأجل أن نجوع ونعطش ؟ لا (( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) أي من أجل أن تتقوا الله، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ) ومن هنا يجب أن نشعر ونحن نصوم نمسك عما أحل الله من الأكل والشرب والنكاح، نشعر بأننا نفعل هذا تعبد لله وامتثالا لأمره وتمجيدا لفرضه، وأننا نتوسل بذلك ونتوصل إلى التقوى، إلى اجتناب المحرمات والقيام بالواجبات، أكثر الناس يظنون أن الصيام مجرد حبس النفس عن الأكل والشرب والنكاح، فتجدهم يمضون أوقات النهار بالنوم أو العبث أو اللعب أو ما أشبه ذلك، وهذا خطأ، إذا صمت فليصم منك السمع والبصر واللسان والجوارح، اتق الله، تجنب محارم الله ، قم بما أوجب الله عليك من الواجبات، صل مع الجماعة، أكثر من قراءة القرآن، أكثر من الصدقة، أكثر من الإحسان، حتى تنال الحكمة التي من أجلها فرض الصوم، وما هذا الصوم؟، هل هو أشهر؟ هل هو سنوات؟ هل هو أسابيع؟ استمع (( أَيَّاما مَعْدُودَاتٍ )) لماذا قال (( أَيَّاما مَعْدُودَاتٍ ))؟ لتقليلها وتهوينها على الإنسان ليست شهور ولا سنين (( أَيَّاما مَعْدُودَاتٍ )) (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) هذا تيسير آخر، مع ذلك لا يجب على كل واحد أن يصوم، المريض الذي يشق عليه الصوم يفطر ، ومتى يصوم ؟ (( فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) المسافر ولو في الطائرة ولو في سيارة مكندشة ولا في أيام الشتاء ، يفطر تيسير (( فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) ثم قال تسهيل ثالث : (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ )) هذا تيسير ثالث، أن الإنسان مخير إن شاء صام وإن شاء أفطر وفدى، (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ )) يعني يستطيعون أن يصوموا، (( فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا )) ودفع الفدية (( خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ )) الصيام خيرا من الفدية، لكن كله جائز إن شئت فصم وإن شئت فأفطر وافد، هذا تسهيل، إذا ثلاثة تسهيلات ، الأول : (( أَيَّاماٍ مَعْدُودَاتٍ )) ، الثاني : سقوط الصيام عن المسافر والمريض إلى أيام أخر، الثالث : التخير إن شئت فصوم وإن شئت فأفطر، ولكن إذا أفطرت فلا بد من الفدية، (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا )) وأدي الفدية (( فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ )) ولكن (( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) ولكن هل هذه التخييرات الثلاثة بقيت؟ وهل الأيام بقيت مبهمة؟ يعني (( أَيَّاماٍ مَعْدُودَاتٍ )) ما ندري قد تكون في، في شعبان في رمضان في رجب في شوال في ربيع، (( أَيَّامٍا مَعْدُودَاتٍ )) هل بقيت الأيام مبهمة وهل بقي التخير بين الصيام والفدية على ما هو عليه من التخيير وهل بقي التخيير للمريض والمسافر بالفطر؟، لننظر اقرأ الآية التي بعدها (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )) هذه هي الأيام إذا، الأيام مبهمة أولا، عينت إيش في الآية الثانية عينة بأنها (( شَهْرُ رَمَضَانَ )) ولماذا خص شهر رمضان ؟ لماذا لم يكن في رجب الصوم، لماذا لم يكن في ذي القعدة؟ لماذا لم يكن في ذي الحجة؟ لماذا لم يكن في المحرم ؟ هذه الأشهر الأربعة هي الحرم، فلماذا لم يكن الصيام في الأشهر الحرم ؟ لأن الأشهر الحرم ( ... ) السنة ، قال الله تعالى : (( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ )) لماذا لا يكون الصيام في أحد الأشهر الحرم؟ استمع (( شَهْرُ رَمَضَانَ )) ولماذا خص رمضان ؟ (( الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )) فشهر حصلت فيه هذه البركة العظيمة جدير بأن يكون محل الصوم، ولهذا كان ارتباط القرآن بالصوم، كان النبي عليه الصلاة والسلام ينزل عليه جبريل في كل رمضان يدارسه القرآن، ولا ينزل عليه في غيره من الشهور، ينزل عليه بالوحي لا بأس، لكن للمدارسة، لا ينزل للمدارسة إلا في شهر رمضان، يدارسه القرآن، كل سنة مرة، إلا في السنة التي توفي فيها، دارسه إياه مرتين، إذا هناك ارتباط بين الصيام وبين رمضان ما هو ؟ أنه أنزل فيه القرآن، أشرف كتاب أنزل هو القرآن، كتاب حاكم سلطان علي جميع الكتب (( وأنزلنا عليك كتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب )) مهيمنا عليه، الهيمنة للقرآن هو سلطان الكتب هو الحاكم علي الكتب، كما أن محمدا صلي الله عليه وآله وسلم سلطان الأنبياء وإمام الأنبياء، والناسخ لجميع أديان الأنبياء طيب (( الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )) لماذا أنزل ؟ (( وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ))، (( هُدًى لِلنَّاسِ )) كلهم، كل من قرأ القرآن وجد فيه العلم الكثير ، حتى اليهود والنصارى لو قرؤوا القرآن لوجدوا فيه علم كثير، (( وَبَيِّنَاتٍ )) علامات ودلالات واضحات (( مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )) ففي القرآن فرقان بين الحق والباطل، فرقان بين الضار والنافع، فرقان بين أولياء الله و أولياء الشيطان فرقان في كل ما يحتاج إلى تحرير مبين موضح، (( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ )) أي شهر ؟ رمضان، لأن أل هنا للعهد الذكري، (( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) في الآية الآن بيان شيء مبهم في الآية التي قبلها، ما هو المبهم في الآية التي قبلها ، (( أَيَّاماٍ مَعْدُودَاتٍ )) بينت أنها شهر رمضان، في الآية الثانية تقرير لحكم سابق في الآية الأولي ما هو ؟ (( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) هذا تقرير للحكم السابق، ويش بقي علينا من الحكم السابق التخير بين الصيام والفدية، هل بقي ؟ لا ولذلك لم يأت في الآية الثانية، قال (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ )) إذا التخيير الذي كان في الآية الأولي نسخ ولا بقي ؟ نسخ، وكأني رأيت في بعضكم لما كنت أتكلم على الآية الأولى، رأيت في وجوه بعضكم استنكار، كيف يخير الإنسان بين الصيام والفطر، لكن الآن تبين أن لا خيار وأنه يتعين إيش ؟ يتعين الصيام ولهذا قال : (( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ )) لابد من الصيام، لابد من الصيام ولا تخيير، إذا ما الحكمة بأن الله يخيرنا أولا، ثم يلزمنا بالصيام ثانيا؟، ما الحكمة ؟ الحكمة، الحكمة بأن الصيام فيه نوع من المشقة ولاسيما في الحجاز ، ولاسيما في الحجاز، وإن كان الصوم إنما فرض في المدينة وهي أخف حرا من مكة لكن فيه نوع حرارة، ولاسيما إن كان أول ما فرض الصوم في الصيف، ففي الصيام نوع مشقة، وليس من الحكمة أن تجابه النفوس بأول الأمر بالإلزام، صح ليس من الحكمة، يبين أن الصوم خير، وأن الإنسان مخير، ذو الهمة العالية إذا قيل الفدية جائزة والصوم خير، ماذا يختار ؟ يختار الصوم ، فتنقاد النفوس وتترقى شيئا فشيئا حتى تصل إلى الجزام، وهذه من حكمة الله عز وجل، التدرج في التشريع، الخمر أنزل الله فيه أربع آيات، مراتب، أحله في آية، وأشار إلى تحريمه في آية، ومنعه في وقت دون وقت، ومنعه منا نهائيا، ليش ؟ لأن النفوس متعلقة به، لو جوبهت من أول مرة قيل لا تشرب الخمر، ربما يشرب أو يحصل مخالفة، والإنسان بشر، من الصحابة ومن بعدهم، كلهم بشر، (( وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا )) هذه ويش فيها إباحة ولا تحريم ؟ إباحة، لأن الله ذكرها في سياق الامتنان، (( تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا )) أي ليسكر ويطرب وليبيع و يرتزق به هذه آية، (( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا )) ويش فيها ؟ إشارة إلى أنها ضرر، وضررها أكبر، والإنسان العاقل هل يأخذ ما ضرره أكبر وإثمه أكبر أو يتجنبه ؟ يتجنبه طوعا واختيار، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى )) الآية الثالثة ، ويش فيها منعه في وقت دون وقت، متى ؟ وقت الصلاة (( لاَ تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى )) إذا لا تسكر عند الصلاة، في وقت الصلاة تجنب السكر، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ )) الآية الرابعة اجتنبوه، ما فيه تفصيل، إذا نجد الله بحكمته لا يأتي النفوس فيما قد يكون شاق عليها مباشرة، لكن بالتدريج، طيب، قال الله عز وجل : (( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )) ماذا تفهم من هذا الجملة بعد قله : (( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) ماذا تفهم ؟ أفهم منها أنه لا ينبغي للمريض أن يشق علي نفسه بالصوم ولا ينبغي للمسافر أن يشق علي نفسه بالصوم بل يفعل ما هو أسهل ولو كان مرضه خفيفا، ما دام الصوم يشق عليه بسبب المرض فالأفضل أن يفطر، الأفضل أن يفطر، حتى ولو كان زكاما لأن الزكام في الغالب يحتاج فيه إلى ماء لأن الجسم يفرز ماء كثيرا مع الزكام فيحتاج إلي الماء، فإذا كان يشق عليه نقول أفطر ، الحمد لله (( ُيرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ )) اللهم لك الحمد يا ربنا، (( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )) اليسر محبوب إلى الله، والعسر مكروه إلى الله، لا تعسر، ولهذا لما قال عبد الله بن عمرو بن العاص قال : ( إني أقوم ولا أنام وأصوم ولا أفطر ) منعه الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( لا تفعل إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ) وفي بعض ألفاظ الحديث ( ولزورك عليك حق ) الزائر لك ( فأعط كل ذي حق حقه ) وتدرج به إلى أن رخص له في شئ واحد في الصيام، ما هو ؟ يصوم، يصوم يوم ويفطر يوم، وفي القيام ينام نصف الليل ويقوم ثلث الليل وينام ثلث الليل، (( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) اللهم لك الحمد، (( لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّه )) متى يكون التكبير ؟ عند تمام العدة ليلة العيد، على ما هداكم له، هداية توفيق أو هداية دلالة ؟ أيهما ؟ الاثنين، على ما هداكم ودلكم عليه وعلي ما وفقكم، لأن الإنسان إذا استكمل العدة فهو توفيق من الله وهداية (( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))، (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )) قال بعض العلماء :ذكرت هذه الآية بعد آية الصوم إشارة إلى أن الصيام من أسباب إجابة الدعوة، ولهذا جاء في الحديث ( أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد )، هذا ما يسر الله من الكلام على آية الصيام، أحببت أن آتي بذلك لما أشرت إليه أولا، أنني أن أحب أن يربط المسلمون، بماذا ؟ بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كلنا يتوضأ إذا أراد الصلاة، لكن هل منا من يشعر بأنه إذا قام يتوضأ للصلاة بأن الله يأمره، يقول (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ )) ويغسل وجهه وهو يشعر بأن الله يأمره بهذا الغسل، هل نشعر بهذا ؟ أو قام يتوضأ ليصلي، الثاني هو الأكثر، الثاني هو الأكثر، ولهذا أقول ذق طعم هذا الشعور أنك إذا قمت تتوضأ وكأنك تقرأ قول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ )) ذق طعمها تجد لهذا الوضوء الذي هو تنظيف للجسم ظاهرا، تجد أنه ينظف القلب باطنا، طيب عندما نتوضأ هل نحن نشعر وكأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمامنا يتوضأ، فنكون بهذا الوضوء متبعين له، نعم قليل، لكن لو شعرت بهذا بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كأنه يتوضأ أمامك وأنت متبع له ماذا يكون طعم الوضوء؟، إخلاص، إذا استحضرت الآية واتباع، إذا استحضر أن هذا صفة وضوء الرسول عليه الصلاة والسلام، فلهذا أقول أن الواجب علي طلبة العلم من فقهاء ودعاة ووعاظ أن يربطوا الناس بالكتاب والسنة، لأن فيه فائدة كبيرة .
مفهوم الصيام.
الشيخ : أما ما استقرأه أهل العلم من الأحكام المستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فإنا نذكر منها الآن ما تيسر، فنقول ما هو الصيام ؟ ما هو الصيام ؟ الصيام في اللغة : بمعنى الإمساك، يقال صام فلان عن الكلام، يعني أمسك، ومنه قوله تعالى : (( فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا )) إمساك عن الكلام بدليل قوله : (( فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا )) هذا هو الصيام في اللغة ومنه قول العامة عندنا، صامت عليه الأرض، أي أمسكته وحجبته، فالصوم الإمساك، ولكن الصوم، الصوم شرعا : التعبد لله، انتبه لهذا القيد، التعبد لله بترك الأكل والشرب والجماع وجميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، انتبه التعبد لله هذا الأمر الذي يجب أن نلحظه في التعاريف الشريعة، كثير من الفقهاء، يقول لك أن الصيام هو الإمساك عن الأكل والشرب و الجماع وما يفطر من طلوع الفجر إلى غروب الشمس هذا تعريف لكن قاصر، ما فيه دعوة للروح بأن يقال التعبد، ما تعريف الصلاة عند الفقهاء أقوال وأفعال معلومة مفتحه بالتكبير مختتما بالتسليم، وهذا قاصر، قل في الصلاة : التعبد لله بأقوال وأفعال معلومة مفتحه بالتكبير مختتمة بالتسليم، اقرن الناس بالعبادة .
شروط وجوب الصوم.
الشيخ : فمن الذي يجب عليه الصوم؟ نقول الذي يجب عليه الصوم، من استكمل شروطا خمسة أو ستة، أن يكون مسلم بالغا ، عاقلا ، قادرا، مقيما، خاليا من الموانع، كم ؟ ستة، أن يكون مسلما ، بالغا ، عاقلا ، قادرا ، مقيما ، خاليا من الموانع، هذا الذي يجب عليه الصوم أداء، يجب أن يصوم رمضان في وقته، فالمسلم ضده الكافر لا يجب عليه الصوم لكن هل يعاقب عليه في الآخرة؟ نعم يعاقب عليه، الكافر يا إخواني يعاقب علي كل واجب أوجبه الله وتركه، ولو فعله ما قبل منه، يعاقب علي ترك كل واجب، الكافر يعاقب على كل شيء حلال تناوله وأنتفع به، والمسلم لا يعاقب على الحلال، الكافر يعاقب إن أكل عوقب يوم القيامة، إن لبس عوقب، يعاقب يوم القيامة كل لقمة يأكل الكافر يعاقب بها يوم القيامة، كل شربة يشربها يعاقب عليها يوم القيامة، ما هو الدليل ؟ قول الله تبارك وتعالى : (( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا )) وغير الذين آمنوا وعملوا الصالحات عليهم جناح ولا ما عليه ؟ عليهم جناح هذا في الطعام، وقال في اللباس : (( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) غير المؤمنين وإن كانت لهم في الدنيا لكن ليس خالصة يوم القيامة يعاقبون عليها، إذا الإسلام ضده إيش ؟ الكفر، الكافر لا نلزمه بالصوم لكن نمنعه في بلاد المسلمين بإظهار الأكل والشرب، وهذه مسألة يجب أن ننتبه لها، لا يجوز فتح المطاعم ولو للكفار وطبعا المسلمين غير مفتوحة في أيام رمضان، ومن رأى منكم صاحب مطعم فتحه في رمضان وجب عليه أن يبلغ الجهات المسئولة لمنعه ولا يمكن لأي كافر أن يظهر أكل أو شرب في نهار رمضان في بلاد المسلمين يجب أن يمنعوا من ذلك، طيب الثالث البالغ ضده الصغير، الصغير لا يجب عليه أن يصوم لكن قال العلماء يجب علي وليه أن يأمره بالصوم ليعتاده اتباعا للصحابة رضي الله عنهم، كان الصحابة يصومون الصبيان حتى أن الصبي يصيح لا يأكل ولا شرب ، ويعطونه اللعبة من العهن، يصنعوا له لعبة من العهن، ما هو العهن ؟ الصوف، وكذلك القطن وما أشبه ذلك، يعطونه لعبة يتلهى به إلى غروب الشمس إذا كانت بنت صغيرة خذ بنيتك العبي بها تلعب تلهى بها إلى الغروب قال أهل العلم فنحن تبع لسلفنا الصالح نأمر أبنائنا بالصوم ونلهيهم ونلعبهم حتى تغيب الشمس، عاقل ضده من لا عقل له من المجانين والمهذرين والمعتوهين وما أشبه ذلك، هؤلاء ليس عليهم صوم ولا إطعام أيضا، قادر ضده العاجز، فالعاجز عن الصوم فقد سمعتم (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) لكن العلماء بالتتبع، يقولون إن العجز علي قسمين ، القسم الأول عجز مستمر، كعجز الشيخوخة وأمراض السرطان وما أشبه ذلك فهذه لا يرجي زاولها ، ألا أن يمكن يرجع الشيخ شاب؟ ما يمكن أبدا، يقول الشاعر : " ألا ليت الشباب يعود يوما *** فأخبره بما فعل المشيب " أشكل عليه المشيب، إذا من عجز عن لكبر ففرضه الإطعام ومن عجز عن الصوم بمرض لا يرجي زواله ففرض الإطعام ، يطعم عن كل يوم مسكين ، أتدرون ماذا يفعل الصحابة كان أنس بن مالك لما كبر لا يستطيع الصوم وصار في آخر يوم في رمضان يصنع طعاما فيجمع عليه ثلاثين فقيرا ويعشيهم، وتنتهي المسألة ، أما القسم الثاني من العجز، فهو عجز طارئ يرجى زواله، وهذا هو المذكور في الآية، ويش عليه؟ (( فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )، ومقيم ضده المسافر، فالمسافر لا يلزمه الصوم في السفر، له أن يأكل وأن يشرب ويجامع زوجته إن كانت معه ولا حرج عليه ويقضى إذا عاد إلى وطنه وله فسحة في القضاء من رمضان إلى رمضان، كم شهر ؟ إحدى عشر شهرا، مفسوح له، صم في شوال صم في ذي القعدة صم في ذي الحجة ، لكن لا تصوم يوم العيد ولا أيام التشريق، صم في محرم في صفر في ربيع في ربيع في جمادى في جمادى في رجب لكن لا تؤخر إلى رمضان الثاني، طيب المسافر إذا كان ذاهبا للعمرة في رمضان هل يفطر؟ في مكة يفطر في أم القرى في أفضل البقاع في أيام العشر يفطر؟ يفطر لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الأسوة وهو صلى الله عليه وآله وسلم أحرص الناس على الخير بلا شك، فتح مكة في رمضان في العشرين من رمضان أو في الثامن عشر منه وبقي في العشر الأواخر في مكة ولم يصوم،ثبت ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح البخاري أنه لم يصم، ما قال والله زمن شريف ومكان شريف فأنا آسف إن لم أصم، بل أخذ بتيسير الله، (( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )) ولقد شاهدت من يعتمرون في العشر الأواخر يدخل المسجد الحرام ويطوف وهو على آخر نفس من المشقة ويسعى وهو على آخر نفس من المشقة ، يا رجل افطر قال احسافي تعرفون معنى احسافي عند الناس أه يأسف يقول ما يمكن أفطر في العشر الأواخر في مكة، أتحمل الأجر على قدر المشقة، هذا خطأ هذا فهم خاطئ، نقول إذا كان أنشط لك أن تفطر فأفطر فأنت مأمور بالفطر، في غزوة الفتح كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سافر من المدينة في رمضان في السفر كان يقول لهم أفطروا، ولكن لم يأمرهم بعزم فلما قرب من مكة، استمع ماذا قال النبي الذي أعطاه الله الحكمة : ( إنكم ملاقوا العدو غدا والفطر أقوى لكم فأفطروا ) ألزمهم بالفطر ، كان في الأول رخصة ثم صار عزيمة، لأنه أقوى له على العدو، فكذلك أيضا في العمرة إذا كان أقوى لك أفطر، أنت جئت للعمرة فأدي العمرة علي ما ينبغي، ولكن لو سألنا سائل وقال هل الأفضل أن أبادر بالعمرة بالنهار وأفطر أو أؤخرها إلي الليل وأبقي صائما ؟ الأول أو الثاني؟ أنتم فهمين السؤال يقول هل الأفضل أن أؤدي العمرة نهارا من حين وصولي أو أن استمر صائما وأجعل قضاء العمرة في الليل ؟ الأول أفضل لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قدم مكة معتمرا لا يتأخر حتى أنه ينيخ راحلته عند المسجد ويدخل ويطوف قبل أن ينزل منزله، فهذا أفضل، طيب قلنا المقيم وأن يكون خاليا من الموانع، وهذا خاص بالنساء وهو أن لا تكون حائضا ولا نفساء، فإن كانت حائضا أو نفساء فإنه لا يلزمها أن تصوم، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحائض : ( أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ) الحائض لا تصوم ولو صامت هل يجزئها ؟ لا، قال أهل العلم : " يحرم عليها الصوم بإجماع العلماء، ولا يصح منها الصوم بإجماع العلماء، وتقضي الصوم بإجماع العلماء "، ثلاث إجماعات، الإجماع الأول : يحرم، والثاني : لو صامت لم يصح بالإجماع، والثالث : يلزمها القضاء بالإجماع، هذه شروط وجوب الصوم .
انتبه يا أخي الشروط إذا الشروط قبل أن يبدأ المؤذن بالأذان كم صارت ؟ عدها لنا قم يا علي إي.
السائل : ... .
الشيخ : لا قبل ها شروط وجوب الصوم طيب مسلم نعم نعم نعم باقي واحد خاليا من الموانع طيب بعد الأذان نكمل إن شاء الله ما تيسر والأسئلة إذا سمحتم نجعلها بعد الصلاة يكون أطيب عشان.
شروط وجوب صيام رمضان في شهر رمضان ستة وعرفتم ما يخرج بهذه الشروط.
انتبه يا أخي الشروط إذا الشروط قبل أن يبدأ المؤذن بالأذان كم صارت ؟ عدها لنا قم يا علي إي.
السائل : ... .
الشيخ : لا قبل ها شروط وجوب الصوم طيب مسلم نعم نعم نعم باقي واحد خاليا من الموانع طيب بعد الأذان نكمل إن شاء الله ما تيسر والأسئلة إذا سمحتم نجعلها بعد الصلاة يكون أطيب عشان.
شروط وجوب صيام رمضان في شهر رمضان ستة وعرفتم ما يخرج بهذه الشروط.
مفسدات الصوم.
الشيخ : فما هي المفطرات ؟ المفطرات الأكل والشرب والجماع، هذه ذكرت الثلاثة في آية واحدة (( فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ )) ما هذا ؟ الجماع ، باشروهن أي النساء، (( وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا )) هذا الأكل والشرب، (( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ )) يتبين لكم ولم يقل حتى يطلع قال : (( حَتَّى يَتَبَيَّنَ )) ولو فرض أننا شككنا هل طلع الفجر أو لم يطلع فهل لنا أن نأكل ونشرب؟ نعم نأكل ونشرب، لو تبين بعد ذلك أن الفجر قد طلع هل علينا القضاء ؟ لا ما علينا قضاء لماذا؟ لأن الله قد أذن أن نأكل ونشرب حتى يتبين، ونحن الآن ننظر إلى الأفق ونحن في شك أحد يقول طلع وواحد يقول ما طلع الفجر نأكل، ما دمنا شاكين، وإذا تبين أن الفجر قد طلع قبل أكلنا فلا قضاء علينا، سبحان الله نأكل بالنهار ولا قضاء علينا، نقول نحن حين أكلنا نعتقد إننا إيش في الليل وقد أذن الله لنا حتى يتبين لنا وقال النبي صلى الله عليه وسلم ..
اضيفت في - 2009-05-19