سلسلة اللقاء الشهري-10a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
كلمة للشيخ عن العشر من ذي الحجة وفضلها .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين، وإمام المتقين، وخليل رب العالمين، وعل آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد : فقد سمعتم كلام أخينا الشيخ محمود بن عبد العزيز الصايغ، بأن هذه المحاضرة عوض عن اللقاء الشهري الذي تقرر ولله الحمد في هذا العام، والكل من المحاضرة واللقاء ذو فائدة عظيمة لأنه يحضره ما شاء الله من عباد الله، يأتون إلى هذا المكان يلتمسون العلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ) والطرق التي يلتمس بها العلم، طرق للمشاة على الأرجل، وطرق للمشاة بالقلوب، أما الأول فظاهر أن يمشي الإنسان في الأسواق إلى مكان العلم، في المساجد أو في المدارس أو في غيرها، وأما الثاني فأن يمشي الإنسان في طريق العلم بقراءة الكتب النافعة التي ألفها من يوثق بعلمهم ودينهم، ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم من المحققين من أهل العلم، كل ذلك طرق يلتمس فيها العلم، وهذه بشرى سارة أن من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، ونحن أيها الإخوة في هذه الأيام، والليلة هي الخامسة والعشرون من شهر ذي القعدة عام ثلاثة عشرة وأربعمائة وألف نستقبل موسما عظيما، موسما عظيما ألا وهو العشر الأول من ذي الحجة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة )، ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة )، يعني حتى عشر رمضان، العمل الصالح في العشر الأول من ذي الحجة أحب إلى الله من العمل الصالح في عشر رمضان الأخيرة، لأن الحديث عام ( ما من أيام ) وأيام نكرة في سياق النفي مؤكدة بمن فتفيد العموم القطعي، أنه لا يوجد أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، والقائل بهذا القول من هو؟ رسول الله، أعلم الخلق بشريعة الله، وأعلم الخلق بالله، وأعلم الخلق بما يحب الله، فلا تستغرب إذا سمعت من يقول : إن العمل الصالح في ذي الحجة أفضل من العمل الصالح في عشر رمضان، لا تستغرب، لأن هذا له دليل من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا القول الذي قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يريد منا أن نفهم أن العمل الصالح في هذه الأيام العشر أحب إلى الله من غيرها، وإنما يريد أن نفهم ونعمل، أن نفهم ونعمل، نكثر العمل الصالح في أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، العمل الصالح متنوع، قرآن، ذكر، تسبيح، تحميد، تكبير، أمر بمعروف، نهي عن منكر، صلاة، صدقات، بر بالوالدين، صلة للأرحام، الأعمال الصالحة لا تحصى، إذا تصدقت بدرهم في هذه العشر وتصدقت بدرهم في العشر من رمضان أيهما أحب إلى الله؟ العشر هذه، العشرة ذي الحجة الصدقة فيها أحب إلى الله من الصدقة في عشر رمضان : ( قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ ) والجهاد ذروة سنام الإسلام قال : ( ولا الجهاد في سبيل الله ) إلا في صورة واحدة ( إلا رجلا خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء )، خرج بنفسه وماله الذي يجاهد عليه كالفرس والرحل، فقتل فلم يرجع بنفسه، وعقر جواده فلم يرجع بجواده، وأخذ ماله فلم يرجع بماله، هذا هو الذي يكون أفضل من العمل الصالح في العشر الأول من شهر ذي الحجة، وما عدا ذلك فالعمل الصالح فيها أحب إلى الله من أي وقت كان، فالعمل الصالح أحب إلى الله من أي وقت كان .
ما يشرع من العمل في عشر ذي الحجة.
الشيخ : فلنستعرض ما الذي يشرع في هذه الأيام بخصوصه، فنقول يشرع فيها ذكر الله لقول الله تعالى : (( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ )) والأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، فيكثر فيها من الذكر، ومن ذلك التكبير والتهليل والتحميد، تقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، تكثر من هذا، تقوله في المساجد جهرا، في الأسواق، في البيوت، وربما يكون ذكرك هذا في البيوت حرزا لبيتك من الجن والشياطين، لأن الله وصف الشياطين والجن بأنهم خناس، يخنسون عند ذكر الله ويختفون ويبعدون، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، في كل وقت، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه، ومن ذلك صيام هذه الأيام العشر ما عدا يوم العيد، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصومها، كما روى ذلك الإمام أحمد وأصحاب السنن عن حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يدع صيامها ) وهذا هو القول الراجح، وأما حديث عائشة رضي الله عنها الذي في * مسلم * ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يصوم في العشر ) فإن العلماء قالوا إذا تعارض عدلان ثقتان، أحدهما مثبت والثاني نافي، فإنه يقدم المثبت، لأن معه زيادة علم، وقد يكون نفي عائشة رضي الله عنها نفي علم لا نفي واقع، وبهذا نجمع بين الحديثين، ثم على فرض أن حديث حفصة غير محفوظ، فإن الصيام من أفضل الأعمال الصالحة، فإن الصيام من أفضل الأعمال الصالحة، فيدخل في قوله : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر )، ومما يسن في هذه الأيام الرحيل إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة والحج، وهذ أفضل ما يعمل في هذه الأيام بخصوصه، يعني بمعنى أن الأعمال الخاصة في هذه الأيام أفضلها السير إلى بيت الله لأداء العمرة والحج، فإن الحج نوع من الجهاد في سبيل الله، سألت عائشة النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (هل على النساء جهاد؟ قال عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة ) ويشير إلى هذا قول الله عز وجل : (( وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ )) فعطف إتمام الحج والعمرة على الإنفاق في سبيل الله، وهو يشعر بأن الحج نوع من الجهاد في سبيل الله، وعلى هذا فإنه يجدر بنا أن نتكلم ولو يسيرا على الحج والعمرة، ومن ذلك أيضا، أي مما يفعل في هذه الأيام العشر في آخرها، في آخر يوم منها التقرب إلى الله بالأضاحي، التقرب إلى الله بالأضاحي، وهذا يكون لمن لم يحج، للمسلمين في بلادهم، أما الحجاج فالمشروع في حقهم الهدي، لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أهدى في حجه ولم يضح، وضحى في المدينة في غير حجه، في غير سنة حجه .
الكلام على شروط الحج .
الشيخ : فنقول بالنسبة للحج : الحج أحد أركان الإسلام التي بني عليها لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام )، وقد أجمع المسلمون على فرضيته، لم يختلف اثنان من المسلمين في أن الحج فريضة، وهو من المعلوم بالضرورة من الدين، كل المسلمين يعلمون أن الحج فريضة، ولكنه لا يجب إلا بشروط، الشرط الأول : الإسلام، وضده الكفر، فالكافر لا يجب عليه الحج ولا يؤمر به، يقال للكافر أسلم أولا ثم صل ثم زك ثم نأمره ببقية شرائع الإسلام، ولو حج الكافر لم يصح حجه، لم يصح حجه، وبناءا على ذلك نذكر مسألة قد تكون مشكلة، وهي حج من لا يصلي، هل يصح حجه ويقبل منه الحج أو لا؟ لا، لماذا؟ لأنه غير مسلم، ولا يجوز أن يمكن من لا يصلي من دخول حدود الحرم، لقول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا )) ومن كان معه من لا يصلي، يعني في رفقته، من كان معه في رفقته من لا يصلي فإنه يجب عليه أن يقول له أسلم وإلا منعناك من دخول حدود الحرم، الثاني : البلوغ وضده الصغر، فالصغير لا يجب عليه الحج ولكن يصح منه ولا يجزئه، لا يجب عليه، ويصح منه، ولا يجزئه، الدليل على أنه يصح منه ( أن امرأة رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم صبيا فقالت يا رسول الله ألهذا حج؟ قال : نعم ولك أجر )، ولكن نسأل الآن، هل الأولى لمن كان معه أولاد أن يجعلهم يحجون أو لا؟ نقول في عصرنا نرى أن لا يجعلهم يحجون، لمشقة الزحام عليهم وعلى أولياء أمورهم، وما دام الله عز وجل لم يفرض الحج عليهم فلنستمتع بهذه الراحة، ثم إن كثيرا من العلماء يقول : إن الإنسان إذا طاف بولده فإنه لا يجزئه الطواف، بل لا بد أن يطوف لنفسه أولا ثم يطوف بولده ثانيا، وهذا لاشك أن فيه مشقة شديدة، كبيرة، لهذا نشير على إخواننا الذين معهم أولاد ذكور أو إناث دون البلوغ أن لا يمكنوهم من الحج، راحة لهم وراحة لأهليهم، والله عز وجل يحب من عباده ويريد بعباده اليسر ولا يريد بهم العسر، الثالث : من شروط وجوب الحج العقل وضده الجنون، فلو أن إنسانا من قبل أن يبلغ كان مجنونا مخبولا ليس عنده عقل فإنه لا يجب عليه الحج، لا يجب عليه الحج، لأن القلم مرفوع عنه، حتى ولو كان من أبناء الأغنياء فإنه لا حج عليه، ولا يلزمنا أن نحجج عنه، لأن الحج ساقط عنه، كما أن الصلاة ساقطة عنه، والصيام ساقط عنه، ولا يجب على المجنون من الأركان الخمسة إلا ركن واحد وهو الزكاة، الرابع : الحرية، وضدها الرق، فالرقيق لا يجب عليه الحج ويصح منه ولا يجزئه، ما الذي يشبهه ممن سبق؟ الصغير، لا يجب عليه ويصح منه ولا يجزئه، الرقيق لا يجب عليه ويصح منه ولا يجزئه، هذا هو المشهور عند أكثر أهل العلم، الخامس : الاستطاعة، لقوله تعالى : (( من استطاع إليه سبيلا )) فالفقير لا يجب عليه الحج، إلا إذا كان قريبا من مكة يمكنه المشي على قدميه فإنه يجب عليه، أما إذا كان لا يمكنه المشي على قدميه وليس عنده مال يكتري به راحلة توصله إلى مكة فإنه لا حج عليه، لا يجب عليه، لكن لو فرض أنه تجشم المشاق، تجشم المشاق وذهب مع الناس وحج أيجزئه أم لا؟ يجزئه، إذا من لا يستطيع بماله لو أنه حج وتكلف المشاق فإنه يصح منه الحج ويجزئه، ومن الاستطاعة أن لا يكون على الإنسان دين، فإن كان على الإنسان دين فإن الحج لا يجب عليه، لا يجب عليه لأنه غير مستطيع، والدين حق آدمي مبني على المشاحة، فالآدمي لا يسمح عن حقه، إن أديته حقه في الدنيا وإلا أخذه منك يوم القيامة من أعمالك الصالحة، لكن حق الله مبني على العفو، ولهذا لا يجب الحج على من عليه دين إلا في حال واحدة إذا كان الدين مؤجلا، أي مقسطا، وكان المدين واثقا من وفائه كلما حل قسط وجد الوفاء عنده، وبيده مال عند الحج فهذا يجب عليه الحج لأنه مستطيع أما إذا كان لا يثق من وفاء الدين فإنه لا يجب عليه الحج، حتى لو كان الدين كثيرا، بعض الناس إذا صار الدين كثيرا قال الدين كثير ولو وفرت نفقة الحج ما قضت من الدين شيئا، نقول هذه نظرية خاطئة، قدر أن الدين عشرة ملايين وأنك وفرت من نفقة الحج ألفين ريال، إذا أوفيتها كم يكن عليك من الدين؟ هاه؟ عشرة ملايين إلا ألفين، إذا سقط، وأنت متق لله ما استطعت، فمن العجب أن بعض الناس لشدة شوقه إلى المسجد الحرام تقول له : يا أخي الحج ليس واجبا عليك، لأنك مدين وليس لك قدرة على الوفاء، اقض دينك وحج، وأنت لو وافيت الله عز وجل ولم تحج فلا ذنب عليك، كما أن الفقير لا زكاة عليه، ولو وافى الله عز وجل هل يعاقبه على عدم الزكاة؟ لا، لأنه ليس له مال، هذا أيضا، أعني المدين الذي يريد أن يحج، نقول لو وافيت الله فإنه ليس عليك ذنب، لأن من شروط الحج أن يكون لديك مال فاضل عن الدين الذي عليك، فإذا تمت الشروط وجب على الإنسان أن يبادر بالحج ولا يؤخر لقول الله تبارك وتعالى : (( فاستبقوا الخيرات ))، (( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ))، ولما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال فيمن كان يريد الحج : ( فليتعجل فإن الإنسان لا يدري ما يعرض له ) فإذا تمت الشروط، شروط الوجوب فإنه لا يجوز للإنسان أن يتأخر، بل يحج .
الكلام على صفة العمرة .
الشيخ : أما كيف نؤدي الحج؟ وهو أمر مهم، لأن العبادات لا تصح إلا بأمرين : الإخلاص لله، والموافقة لشريعة الله عز وجل، إذا لا بد لكل من أراد الحج، لا بد أن يعرف كيف يحج، ومن أين نعرف كيف نحج؟ من أفواه العلماء، ومن الكتب المؤلفة في ذلك ممن يوثق بعلمه ودينه، وما أكثر الكتب ولله الحمد المؤلفة في المناسك من مختصر جدا ومتوسط ومطول، ولكننا نوجز هذا الآن في الكلمات الآتية، إذا وصلت إلى الميقات فاغتسل كما تغتسل للجنابة، ثم تطيب، ثم البس الإزار والرداء وهما ثياب الإحرام، هذا بالنسبة للرجل، أما المرأة فتلبس ما شاءت من الثياب، إلا أنها لا تلبس ثياب زينة تكون متبرجة بذلك، ثم صل ركعتين سنة الوضوء، أو إذا كانت الفريضة وقتها حاضر فصل الفريضة، ثم بعد ذلك اركب سيارتك وقل : لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، لبيك عمرة، فتلبي بالعمرة، وتستمر في التلبية، تكثر من التلبية وترفع صوتك بها إذا كنت رجلا، أما المرأة فتسر بها، واعلم أنه لا يسمع صوتك شجر ولا حجر ولا مدر إلا شهد لك يوم القيامة، فإذا وصلت إلى مكة فبادر بأداء العمرة، اذهب إلى المسجد الحرام، وتدخل المسجد، فتقدم رجلك اليمنى، وتقول : بسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، كسائر المساجد، ثم تتقدم إلى الكعبة وتبدأ بالطواف، فتحاذي الحجر الأسود، تتجه إليه، تستقبله، إن قدرت على أن تصل إليه بسهولة بدون مشقة عليك ولا على الناس فافعل، وقبله وامسحه باليد، وإن لم تقدر فالإشارة كافية، وفي هذا الطواف يسن للرجل شيئان : الشيء الأول : الاضطباع، والإضطباع أن يجعل الرداء وسطه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر في جميع الطواف، ولا يضطبع قبل الطواف ولا يضطبع إذا فرغ من الطواف، أما الشيء الثاني الذي يسن فهو الرمل، ولكن الرمل إنما يسن في الأشواط الثلاثة الأولى فقط، وأما الأربعة الباقية فيمشي فيها كما يمشي على عادته، ماذا يقول عند استلام الحجر؟ يقول عند أول مرة : بسم الله والله أكبر، اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك، ووفاءا بعهدك، واتباعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ثم إذا دار وحاذى الحجر يقول الله أكبر فقط، وماذا يقول عند استلام الركن اليماني؟ لا يقول شيئا، لا تكبيرا ولا تسمية، لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وماذا يفعل في الركن اليماني؟ يستلمه بيده فقط، يعني يمسح عليه بيده اليمنى فقط، ولا تقبيل فيه ولا إشارة إليه لو لم تتمكن من الاستلام، وبين الركن اليماني والحجر الأسود يقول : (( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ))، فإن كان المطاف زحاما وانتهيت من هذا الدعاء قبل أن تحاذي الحجر الأسود فكرر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا، دعا ثلاثا، كرر ثلاثا، أربعا، خمسا، حتى تصل إلى الحجر الأسود، فإذا أتممت سبعة أشواط، نعم، قبل أن أقول وماذا تقول في بقية الطواف؟ ماذا تقول؟ تقول ما شئت من ذكر ودعاء وقراءة قرآن لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله )، وأما الكتيب الذي بأيدي كثير من الحجاج والعمار الذي فيه لكل شوط دعاء فإنه بدعة، وكل بدعة ضلالة، بدعة، ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخصص كل شوط بدعاء.
اضيفت في - 2009-05-19