سلسلة اللقاء الشهري-10b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
تتمة الكلام على صفة العمرة.
الشيخ : وبين الركن اليماني والحجر الأسود يقول : (( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ))، فإن كان المطاف زحاما وانتهيت من هذا الدعاء قبل أن تحاذي الحجر الأسود فكرر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا، دعا ثلاثا، كرر ثلاثا، أربعا، خمسا، حتى تصل إلى الحجر الأسود، فإذا أتممت سبعة أشواط، نعم، قبل أن أقول وماذا تقول في بقية الطواف؟ ماذا تقول؟ تقول ما شئت من ذكر ودعاء وقراءة قرآن لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله )، وأما الكتيب الذي بأيدي كثير من الحجاج والعمار الذي فيه لكل شوط دعاء فإنه بدعة، وكل بدعة ضلالة، بدعة، ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخصص كل شوط بدعاء، فإذا أتممت سبعة أشواط فتقدم إلى مقام إبراهيم واقرأ : (( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )) وصل ركعتين خلف المقام، تقرأ في الأولى : (( قل يا أيها الكافرون )) وفي الثانية : (( قل هو الله أحد )) ثم تنصرف ولا تمكث في هذا المكان، لا لدعاء ولا لغيره، لأن غيرك من الطائفين أحق منك إذا أديت السنة فلا تحجزه على غيرك، ثم إذا فرغت من الركعتين فاذهب إلى الركن، أي إلى الحجر الأسود واستلمه، أي امسحه بيدك اليمنى بدون تقبيل وبدون تكبير، فإن لم يتيسر فلا تذهب، ولا فيه إشارة، اخرج إلى الصفا، فإذا دنوت من الصفا، إذا دنوت من الصفا فاقرأ قول الله تعالى : (( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )) وقرر ذلك بقولك أبدأ بما بدأ الله به، واصعد الصفا حتى ترى الكعبة ثم استقبلها رافعا يديك رفع دعاء، هكذا، هكذا، ثم تكبر ثلاثا وتقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، ثم تدعو بما شئت، ثم تعيد الذكر مرة ثانية، ثم تدعو، ثم تعيده مرة ثالثة ثم تنزل متجها إلى المروة، وحينئذ تجد بين يديك عمودين أخضرين، فالسنة للرجل فيما بين هذين العمودين أن يسعى سعيا شديدا، يعني يركض ركضا شديدا إذا كان المسعى واسعا، أما إذا كان ضيقا فلا تتعب نفسك ولا تتعب غيرك، امش كما يمشي الناس، فإذا وصلت إلى العلم الآخر فامش ولو كان في المسعى سعة، امش مشيا عاديا إلى أن تصل إلى المروة فتصعد عليها وتستقبل القبلة وترفع يديك وتقول ما قلته على الصفا، طيب، هل يكرر الساعي قول الله تعالى : (( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )) كلما أتى على الصفا أو كلما أتى على المروة؟ لا، ولا تغتروا بفعل العامة، هذه الآية لا تتلى إلا إذا دنوت من الصفا أول مرة فقط، وماذا يقول الساعي في بقية سعيه؟ يقول ما شاء، إلا أنه يروى عن ابن مسعود أنه كان يقول بين العلمين وهو يركض : ( رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم )، فإن قلتها فحسن، وإن قلت غيرها فحسن، ليس فيه توقيف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا أتممت سبعا، وهنا أسأل أين يكون الختام؟ على الصفا أو على المروة؟ لا انتبه، أين يكون الختام؟سبعة أشواط، على المروة؟ طيب، إن قالت لك نفسك عند الصفا إنك قد أتممت، فخطأ، لأنك إما أن تكون زدت شوطا أو نقصت، لا يمكن أن يكون آخر السعي إلا على المروة، فإذا أتممت السعي سبعا فقصر من شعر رأسك، وليكن التقصير تقصيرا مجزئا عاما لكل الرأس، فلا يجزء أن يقص شعرات من رأسه ولو من كل جانب، لا بد أن يشمل الرأس بحيث يظهر على الرأس أنه مقصر، وبذلك تحل الحل كله وتعود كما كنت قبل الإحرام، تلبس ما شئت مما أباح الله، تتطيب، إذا كانت أهلك معك فهم حلال، وتبقى محلا إلى يوم الثامن من ذي الحجة.
الكلام على صفة الحج وماذا نفعل في اليوم الثامن.؟
الشيخ : في اليوم الثامن، ماذا نفعل في اليوم الثامن من ذي الحجة؟ نغتسل في المكان الذي نحن فيه، ونتطيب، ونلبس ثياب الإحرام، ونقول : لبيك حجا، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك، ونبقى في منى نصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا بلا جمع، قصرا بلا جمع، فإذا طلعت الشمس فقد انتهى عمل اليوم الثامن .
ماذا نعمل في اليوم التاسع.؟
الشيخ : فماذا نعمل في اليوم التاسع؟ إذا طلعت الشمس فإن الحاج يسير إلى عرفة، فإن تيسر له أن ينزل في نمرة وهي مكان معروف فليفعل، وإن لم يتيسر فليستمر حتى يصل إلى عرفة، وينزل في أي مكان كان من عرفة، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقف في عرفة وقال : ( وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف ) فيقف في أي مكان، لكن لا بد أن يتأكد أنه داخل حدود عرفة، وقد وضعت الدولة وفقها الله علامات واضحة بارزة تحدد عرفة، ولا تغتر بمن ينزل قبل الحدود ولو كثروا، سر حتى تتيقن أنك دخلت في حدود عرفة، وتبقى في عرفة، فإذا زالت الشمس فأذن وصل الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل ذلك، صلى في بطن عرنة الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، جمع بينهما جمع تقديم، فاتبع نبيك، ثم بعد هذا تفرغ للذكر والدعاء وقراءة القرآن، ولو أن تكرر لا إله إلا اله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لو تكررها من صلاة العصر المجموعة إلى الظهر إلى الغروب كان هذا خيرا، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيين من قبلي : لا إله إلا اله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مع أن الإنسان عنده ولله الحمد أذكار أخرى، أكثر المسلمين عندهم أذكار أخرى، عندهم القرآن، عندهم دعاء يدعون الله بما شاءوا من خير الدنيا والآخرة، هذا مكان دعاء وزمان دعاء، ادع الله بما شئت ولاسيما في آخر اليوم، إذا ماذا فعلنا في اليوم التاسع ؟ صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا، التفرغ للدعاء والذكر، فإذا لحقك ملل، لأن الإنسان قد يمل من الظهر إلى المغرب، إذا لحقك ملل فلا بأس أن تعطي نفسك حظها من الراحة، إما بنوم أو بمطالعة كتاب، أو ببحث مع إخوانك فيما ينفع بدون جدال، وينبغي إذا أراد الإنسان أن يقرأ كتابا في هذا اليوم أن يحرص على الكتب التي ترقق القلوب، وتقتضي الخشوع، لأن المقام يقتضي ذلك، وبعد غروب الشمس انتهى العمل في عرفة، فيسير الحاج منها إلى مزدلفة ويصلي بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا، الذي يقصر هي العشاء، أما المغرب فلا تقصر، وينام فيها، في مزدلفة إلى أن يطلع الفجر، ثم إذا طلع الفجر صلى الفجر بعد الأذان وسنة الفجر يصلي الفجر، ويبقى يذكر الله عز وجل إما في مكانه، أو إن تيسر له أن يذهب إلى المشعر الحرام الذي فيه المسجد اليوم فليفعل، وإن لم يتيسر ففي مكانه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وقفت هاهنا وجمع ) يعني مزدلفة ( كلها موقف ) حتى يسفر، فإذا أسفر جدا دفع قبل أن تطلع الشمس، إذا ماذا نفعل في هذه الليلة؟ نتوجه إلى أين؟ لا إلى مزدلفة من عرفة، ونصلي فيها المغرب والعشاء جمعا وقصرا، ونبيت إلى أن يطلع الفجر ثم نصلي الفجر بعد الأذان وركعتي الفجر، ثم بعد ذلك نبقى في مزدلفة إلى الإسفار جدا نذكر الله عز وجل ونستغفره، ثم ندفع إلى منى، وهنا نسأل هل يجوز أن ندفع من مزدلفة قبل الفجر؟ نقول نعم يجوز لكن في آخر الليل، وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ترقب القمر فإذا غاب مشت إلى منى، فيجوز أن يدفع من مزدلفة في آخر الليل، يعني حوالي الساعة الثانية من الليل أو قريبا من ذلك، ولكن الأفضل أن تبقى في مزدلفة حتى تصلي الفجر وتذكر الله عز وجل ثم تنصرف، إلا إذا كان معك نساء أو صغار أو ضعفاء يشق عليهم مزاحمة الناس فانصرف أنت وإياهم قبل الفجر، لأجل أن تصلوا إلى منى قبل الفجر فترموا الجمرة، جمرة العقبة قبل أن يحصل الزحام من القادمين من مزدلفة، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رخص للنساء ولاسيما الضعيفات من مزدلفة في آخر الليل، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يبعث بأهله من مزدلفة في آخر الليل حتى يوافوا منى لصلاة الفجر، أما هو فيبقى في مزدلفة فيرموا الجمرة هناك، قبل الفجر أو مع الفجر، وهذا هو فائدة الترخيص أن يرخص للناس الضعفة في الدفع في آخر الليل، وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثه في أغينمة عبد المطلب وقال : ( أبني لا ترموا حتى تطلع الشمس ) فهذا الحديث اختلف العلماء في صحته فمنهم من ضعفه وقال لا حجة فيه، ومنهم من صححه، وعلى القول بالتصحيح يكون هذا النهي من باب التنزيه والأولى، لا من باب التحريم، إذ أننا لا نعلم أن للتقدم من مزدلفة فائدة إلا أن يرمي الإنسان قبل حطمة الناس .
ماذا نعمل في اليوم العاشر.؟
الشيخ : ثم إن رمي جمرة العقبة يكون من أول ما يأتي الإنسان إلى منى، ولهذا قال بعض العلماء رمي جمرة العقبة تحية منى، كما أن الركعتين تحية المسجد، ويدل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رمى جمرة العقبة يوم العيد على بعيره قبل أن يذهب إلى رحله، يعني ما نزل برحله، مشى على طول، سلك الطريق الوسطى التي تخرج على جمرة العقبة ثم رماها وهو على بعيره، مما يدل على أن الأفضل لمن وصل إلى منى، سواء كان بعد طلوع الشمس أو في آخر الليل أن يبادر بالرمي، وهو كذلك، ولننظر ماذا يفعل يوم العيد، وهو أكثر الأيام أنساكا، يوم العيد أكثر الأيام أنساكا، ولهذا يسمى يوم الحج الأكبر، وإذا وصل الحاج إلى منى ماذا يبدأ به؟ يبدأ بإيش؟ برمي جمرة العقبة، بسبع حصيات متعاقبات، يكبر مع كل حصاة، الله أكبر، الله أكبر، حتى يتم سبع حصيات، وليس من الشرط أن تصيب الحصاة الشاخص، العمود القائم، ما هو شرط، لأن هذا العمود إنما جعل علامة على المكان، الشرط الذي لا بد منه أن تقع الحصاة في الحوض، في المرمى، هذا الشرط، أما أن تضرب العمود القائم فليس بشرط، بعد رمي جمرة العقبة نذبح الهدي، وبعد ذبح الهدي نحلق، ثم نتحلل، ونتطيب، وننزل إلى مكة لطواف الإفاضة والسعي، والطواف هنا طواف الحج، لأن طواف العمرة سبق، والسعي سعي الحج، لأن سعي العمرة قد سبق، ثم نرجع إلى منى ونبقى فيها، وحينئذ نجد أن الحاج يفعل يوم العيد خمسة أنساك، الأول : رمي جمرة العقبة، والثاني : النحر، والثالث : الحلق أو التقصير، والرابع : الطواف والخامس : السعي، والأفضل أن ترتبها هكذا، فإن قدمت بعضها على بعض فلا حرج عليك، الأمر واسع حتى لو قدمت السعي على الطواف، فإن ذلك جائز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل في الرمي والتقديم والتأخير، فما سئل عن شي يومئذ قدم ولا أخر إلا قال : ( افعل ولا حرج )، افعل ولا حرج، وهذا من توسيع الله عز وجل على العباد، أن جعل كل واحد يفعل ما يتيسر له حتى لا يجتمع الناس على شيء واحد فيتضايقوا، ولهذا تجد الناس يوم العيد متفرقين، هذا يرمي وهذا ينحر وهذا يطوف وهذا يسعى، حتى يتسع المجال للأعمال، إذا نرجع إلى يوم العيد، ماذا يصنع الحاج يوم العيد؟ يدفع من مزدلفة إلى منى فيرمي جمرة العقبة، ثم النحر، ثم الحلق أو التقصير، ثم الطواف أو السعي، ثم الطواف والسعي، ثم الطواف والسعي، والأفضل أن تكون مرتبة هكذا، وإن قدم بعضها على بعض فلا حرج .
مسائل للأعمال التي تفعل في يوم العيد.
الشيخ : وهنا مسائل للأعمال التي تفعل في يوم العيد، أولا : هل يجب أن نلقط الحصى من مزدلفة، أو السنة أن نلقطه من منى؟ الثاني، السنة أن يلقط من منى، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر ابن عباس أن يلقط له الحصى وهو على بعيره، وهذا يدل أنه لقطه من منى، والظاهر أنه لقطه له وهو واقف على الجمرة لأجل أن يرمي به، ثانيا : لو سقطت الحصاة من يدك وأنت ترمي فهل يجوز أن تأخذ من الحصى الذي تحت قدميك وترمي به؟ الجواب نعم يجوز، ولو كانت الحصاة قريبة من الحوض، الثالث : أنه لو رمى خمسا وسقط حصاتان من يده، ومع الزحام خرج وأخذ حصاتين ورمى بهما بعد أن أبعد عن الزحام، هل يجوز هذا أو لا ؟ يجوز، يجوز لأن الموالاة في الرمي ليست بشرط عند كثير من العلماء، وإذا قلنا إنها شرط فإن فواتها في مثل هذه الصورة ضرورة، ضرورة، فلا بأس، طيب، هل يجوز أن يؤخر الرمي إلى ما بعد الظهر؟ نعم يجوز، وإلى ما بعد الغروب؟ نعم يجوز، لكنه سيتوقف على ذلك التحلل، لأنه إذا لم يرم فإنه لا يتحلل، لكن بعض الفقهاء يقول : إنك إذا فعلت اثنين من ثلاثة حللت التحلل الأول، والثلاثة هي الرمي والحلق والطواف، يقول إذا فعلت اثنين من هذه الثلاثة حللت التحلل الأول، وإذا أضفت إلى ذلك السعي حللت الحل كله، طيب، هل يتوقف الحل على ذبح الهدي أو لا يتوقف؟ بمعنى لو رمى الإنسان وحلق قبل أن ينحر هل يحل أو نقول لا تحل حتى تنحر؟ يحل، ولا علاقة للذبح في التحلل، يعني بمعنى أنك تحل وإن لم تذبح الهدي، وبهذا يزول الإشكال الذي يشكل على بعض الحجاج الذين يعطون دراهمهم شركة الراجحي أو غيرها للهدي، فيقول مثلا هل أحل وأنا لا أدري أذبحوا الهدي أم لم يذبحوه؟، نقول ليس لك شأن في هذا، سواء ذبحوه أم لم يذبحوه، لأن النحر لا علاقة له في إيش؟ في التحلل، طيب ونسأل هل يجوز أن يؤخر الطواف والسعي إلى الليل؟ الجواب نعم يجوز، إلى الغد؟ يجوز، إلى ما بعد الغد؟ يجوز، إلى آخر يوم من الشهر ولا يجوز أن يؤخر عن الشهر، شهر ذي الحجة، لأن الله قال : (( الحج أشهر معلومات ))، فلا يجوز أن تؤخر الطواف إلى آخر شهر ذي الحجة، ومع ذلك ما دمت لم تطف فإنه باق عليك التحلل الثاني، فلا يحل لك النساء حتى تكمل ما يكون به التحلل الثاني.
- الأذان -.
ونسأل لو أن الإنسان طاف اليوم وأخر السعي إلى اليوم الثاني هل يجوز ذلك؟ الجواب نعم يجوز، لأنه لا تشترط الموالاة بين الطواف والسعي، لكن الأفضل الموالاة، أما الوجوب فليس بواجب، ولهذا يجوز أن تطوف في أول النهار وتسعى في آخره، أو أن تطوف في النهار وتسعى في الليل، أو بالعكس لأن الأمر في هذا واسع، الموالاة ليست بشرط.
- الأذان -.
ونسأل لو أن الإنسان طاف اليوم وأخر السعي إلى اليوم الثاني هل يجوز ذلك؟ الجواب نعم يجوز، لأنه لا تشترط الموالاة بين الطواف والسعي، لكن الأفضل الموالاة، أما الوجوب فليس بواجب، ولهذا يجوز أن تطوف في أول النهار وتسعى في آخره، أو أن تطوف في النهار وتسعى في الليل، أو بالعكس لأن الأمر في هذا واسع، الموالاة ليست بشرط.
أعمال أيام منى .
الشيخ : ثم في اليوم الثاني من أيام منى وهو اليوم الحادي عشر، يذهب الحجاج إلى رمي الجمرات الثلاثة بعد زوال الشمس، أي بعد دخول وقت الظهر، فيرمون الجمرة الأولى، وهي التي تلي مسجد الخير، وهي أبعد الجمرات الثلاث عن مكة، بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، ثم يتقدم فيقف مستقبل القبلة رافعا يديه، يدعو الله سبحانه وتعالى دعاء طويلا، ثم يرمي الوسطى كذلك، ويقف بعدها مستقبل القبلة رافعا يديه، فيدعو الله تعالى دعاء طويلا، ثم يرمي جمرة العقبة كذلك أي بسبع حصيات ولا يقف بعدها، هكذا السنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن شق عليه الوقوف طويلا وقف ولو يسيرا من أجل إحياء السنة، وفي اليوم الثاني عشر كذلك يرمي الجمرات الثلاث بعد الزوال كما ذكرنا، ثم إن شاء بقي لليوم الثالث عشر وإن شاء خرج، فإن خرج فهو المتعجل، وإن بقي فهو أفضل، لقول الله تعالى : (( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ )) وهنا نسأل قوله : (( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ )) هل يدخل فيهما يوم العيد أو لا يدخل؟ لا يدخل، لأنه لو دخل فيهما يوم العيد لكان يجوز أن يتعجل في اليوم الحادي عشر، وليس كذلك، وقد فهم بعض العامة أن قوله : (( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ )) منهما يوم العيد وليس كذلك، لأن الله قال : (( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ )) والأيام المعدودات هي أيام التشريق .
اضيفت في - 2009-05-19