سلسلة اللقاء الشهري-11b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
ما حكم احتجاب أم الزوجة عن زوج ابنتها حياء منه .؟
السائل : وهذا يسأل عن حكم احتجاب أم الزوجة عن زوج ابنتها .؟
الشيخ : نعم، أم الزوجة حلال أن تكشف لزوج ابنتها ، لكن ليس واجبا عليها أن تكشف، وفرق بين أن نقول حلال وبين أن نقول واجب، فإذا كانت امرأة خجولا وغطت وجهها حياء وخجلا لا كرها للشرع فلا حرج عليها نعم .
الشيخ : نعم، أم الزوجة حلال أن تكشف لزوج ابنتها ، لكن ليس واجبا عليها أن تكشف، وفرق بين أن نقول حلال وبين أن نقول واجب، فإذا كانت امرأة خجولا وغطت وجهها حياء وخجلا لا كرها للشرع فلا حرج عليها نعم .
هل من أماكن مخصصة لوضع الأطعمة المتبقية في الأفراح خير من وضعها في سلة المهملات .؟
السائل : وهذا يقول : ما رأيكم لو وضعت البلدية أماكن مخصصة للمتبقي من الأطعمة ؟ وما حكم غير الأطعمة في سلات المهملات .؟
الشيخ : أنا لا أدري هل أن هذه الأطعمة تذهب هباء أو أنها تجمع وتعطى.
السائل : الذي يبدو من السؤال أنها ليست.
الشيخ : لا تعطى للفقراء ؟ إذا لا بد أن يجتمع البلدية وجمعيات البر الخيرية للنظر في هذه المسألة، وعمل ما يكون فيه حفظ مالية الطعام ونعطي الفقراء، وقد علمت أن في بعض البلاد من خصصوا سيارات مبردة لحفظ هذه الفضلات من الطعام ثم يوزعونها على الفقراء والمحتاجين، فلو أنه وجد مشروعا في هذا لكان طيبا، وهو سهل، الجمعية الخيرية هذا من شئونها لأنه خير، والبلدية أيضا من شئونها لأنه خير، وبقية الناس الذين يحبون الخير يمكنهم أن يحصلوا عليه نعم .
الشيخ : أنا لا أدري هل أن هذه الأطعمة تذهب هباء أو أنها تجمع وتعطى.
السائل : الذي يبدو من السؤال أنها ليست.
الشيخ : لا تعطى للفقراء ؟ إذا لا بد أن يجتمع البلدية وجمعيات البر الخيرية للنظر في هذه المسألة، وعمل ما يكون فيه حفظ مالية الطعام ونعطي الفقراء، وقد علمت أن في بعض البلاد من خصصوا سيارات مبردة لحفظ هذه الفضلات من الطعام ثم يوزعونها على الفقراء والمحتاجين، فلو أنه وجد مشروعا في هذا لكان طيبا، وهو سهل، الجمعية الخيرية هذا من شئونها لأنه خير، والبلدية أيضا من شئونها لأنه خير، وبقية الناس الذين يحبون الخير يمكنهم أن يحصلوا عليه نعم .
ما حكم الأناشيد الإسلامية المصحوبة بالدف مع أنها حماسية ومعانيها جيدة .؟
السائل : وهذا يسأل على أن بعض الأناشيد الإسلامية تكون مصحوبة بالدف، علما أن هذه الأناشيد حماسيا ومعانيه جيدة فما رأيكم ؟
الشيخ : الأناشيد الإسلامية كثر الكلام حولها، وأنا لم أستمع إليها إلا من مدة طويلة، وهي أول ما خرجت لا بأس بها، ليس فيها دفوف، وتؤدى تأدية ليس فيها فتنة، وليست على نغمات الأغاني المحرمة، لكن تطورت في الواقع وصارت يسمع منها قرع، يمكن أن يكون دفا وممكن أن يكون غير دف، ثم تطورت باختيار ذوي الأصوات الجميلة الفاتنة، ثم تطورت أيضا إلى أنها تؤدى على صفة الأغاني المحرمة، لذلك بقي في المسألة في النفس منها شيء وقلق، ولا يمكن للإنسان أن يفتي بأنها جائزة على كل حال، ولا بأنها ممنوعة على كل حال، لكن إن خلت من الأمور التي أشرت إليها فهي جائزة، أما إذا كانت مصحوبة بدف أو كانت مختارا لها ذووا الأصوات الجميلة التي تفتن، أو أديت على نغمات الأغاني الهابطة فإنه لا يجوز الاستماع إليها .
الشيخ : الأناشيد الإسلامية كثر الكلام حولها، وأنا لم أستمع إليها إلا من مدة طويلة، وهي أول ما خرجت لا بأس بها، ليس فيها دفوف، وتؤدى تأدية ليس فيها فتنة، وليست على نغمات الأغاني المحرمة، لكن تطورت في الواقع وصارت يسمع منها قرع، يمكن أن يكون دفا وممكن أن يكون غير دف، ثم تطورت باختيار ذوي الأصوات الجميلة الفاتنة، ثم تطورت أيضا إلى أنها تؤدى على صفة الأغاني المحرمة، لذلك بقي في المسألة في النفس منها شيء وقلق، ولا يمكن للإنسان أن يفتي بأنها جائزة على كل حال، ولا بأنها ممنوعة على كل حال، لكن إن خلت من الأمور التي أشرت إليها فهي جائزة، أما إذا كانت مصحوبة بدف أو كانت مختارا لها ذووا الأصوات الجميلة التي تفتن، أو أديت على نغمات الأغاني الهابطة فإنه لا يجوز الاستماع إليها .
ما حكم الزواج من فتاة لا تغطي وجهها حتى تتزوج . ؟
السائل : وهذا يقول : ما حكم الزواج من فتاة تتبرج، أي لا تغطي وجهها وإذا تزوجت تلتزم بالحجاب الشرعي ؟
الشيخ : الواجب على هذه الفتاة أن تتقي الله عز وجل في نفسها وفي بنات جنسها، لأنها إذا تبرجت صارت مفتاح سوء وصارت ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة )، والواجب على وليها منعها من أن تخرج إلى الأسواق كاشفة وجهها أو متبرجة بزينة، والمرأة إذا رأت من ولي أمرها الحزم والقوة والنشاط فإنها تخضع له، أما إذا رأت منه التهاون فإنها سوف تفعل ما تشاء، أما بالنسبة لخطبة هذه المرأة فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك )، والمرأة التي تتبرج وتخرج إلى الأسواق متبرجة لا شك أنها ناقصة الدين، فليختر امرأة تكون خيرا من هذه المرأة نعم .
الشيخ : الواجب على هذه الفتاة أن تتقي الله عز وجل في نفسها وفي بنات جنسها، لأنها إذا تبرجت صارت مفتاح سوء وصارت ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة )، والواجب على وليها منعها من أن تخرج إلى الأسواق كاشفة وجهها أو متبرجة بزينة، والمرأة إذا رأت من ولي أمرها الحزم والقوة والنشاط فإنها تخضع له، أما إذا رأت منه التهاون فإنها سوف تفعل ما تشاء، أما بالنسبة لخطبة هذه المرأة فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك )، والمرأة التي تتبرج وتخرج إلى الأسواق متبرجة لا شك أنها ناقصة الدين، فليختر امرأة تكون خيرا من هذه المرأة نعم .
سائل يقول : نكون في المستشفى نحن الممرضون فيكون الاختلاط في بعض أوقات العمل فهل من نصيحة لنا بين هؤلاء الكفار وهل نحن آثمون بترك دعوتهم للإسلام .؟
السائل : يقول : نكون في المستشفى نحن الممرضين فيكون الاختلاط في بعض أوقات العمل فما النصيحة منكم لنا بين هؤلاء الكفار ؟ وهل نحن آثمون بترك دعوتهم للإسلام ولا سيما أن الممرضين السعوديين ولله الحمد قد كثروا .؟
الشيخ : الواجب على المسلم أن ينتهز الفرصة في كل مكان وفي كل وقت للدعوة إلى الله عز وجل، اكتسابا للثواب العظيم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) يعني من الإبل الحمر، وكانت أفضل أموال عند العرب، فإذا وجد فرصة فليدع إلى الإسلام، حتى لو فرض أنه دعا الرجل الكافر إلى بيته وعرض عليه الإسلام وأعطاه أشرطة أو كتيبات فيها الدعوة إلى الإسلام فإن هذا خير، أما بالنسبة للاختلاط بالمستشفيات فهذا أمر يحتاج إلى دراسة من فوق، ولا يكفي فيه الفتوى، لا بد أن يعالج الأمر من فوق، ونحن قد عالجنا، غيرنا أيضا قد عالج، لكن كل شيء له منتهى، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن ييسر فتفتح مستشفيات خاصة بالنساء ومستشفيات خاصة بالرجال، وهذا الأمر ليس بصعب، لكن قد جعل الله لكل شيء قدرا، ونسأل الله تعالى أن ييسر حتى نصل إلى هذه الحال التي فيها البعد عن الفتنة وإعفاء جميع الناس .
الشيخ : الواجب على المسلم أن ينتهز الفرصة في كل مكان وفي كل وقت للدعوة إلى الله عز وجل، اكتسابا للثواب العظيم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) يعني من الإبل الحمر، وكانت أفضل أموال عند العرب، فإذا وجد فرصة فليدع إلى الإسلام، حتى لو فرض أنه دعا الرجل الكافر إلى بيته وعرض عليه الإسلام وأعطاه أشرطة أو كتيبات فيها الدعوة إلى الإسلام فإن هذا خير، أما بالنسبة للاختلاط بالمستشفيات فهذا أمر يحتاج إلى دراسة من فوق، ولا يكفي فيه الفتوى، لا بد أن يعالج الأمر من فوق، ونحن قد عالجنا، غيرنا أيضا قد عالج، لكن كل شيء له منتهى، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن ييسر فتفتح مستشفيات خاصة بالنساء ومستشفيات خاصة بالرجال، وهذا الأمر ليس بصعب، لكن قد جعل الله لكل شيء قدرا، ونسأل الله تعالى أن ييسر حتى نصل إلى هذه الحال التي فيها البعد عن الفتنة وإعفاء جميع الناس .
5 - سائل يقول : نكون في المستشفى نحن الممرضون فيكون الاختلاط في بعض أوقات العمل فهل من نصيحة لنا بين هؤلاء الكفار وهل نحن آثمون بترك دعوتهم للإسلام .؟ أستمع حفظ
ما هي ضوابط خروج المرأة من أجل زيارتها للأقارب ، وما حكم خروج المرأة للسوق ، وهل يجوز للابن أن يذهب مع أمه للسوق .؟
السائل : هذا يقول : ما هي ضوابط خروج المرأة من أجل زيارتها للأقارب؟، وما حكم خروج المرأة للسوق؟، وهل يجوز للابن أن يرفض الذهاب مع أمه للسوق .؟
الشيخ : أما الأولى، المسألة الأولى، وهي زيارة المرأة أقاربها، فكلما قرت المرأة في بيتها فهو أفضل، والآن ولله الحمد تمكن الزيارة بسهولة والإنسان في بيته وذلك بواسطة الهاتف، ممكن أن يتصل الإنسان على أقاربه في اليوم مرتين، لكن إذا دعت الحاجة للزيارة، مثل أن تزور قريبا لها أصابه مرض أو ما أشبه ذلك مما تدعو الحاجة إلى زيارته فلتزره، ولكن لتكن غير متبرجة بزينة، ولا متطيبة، ولتمش مشية المرأة المستحية البعيدة عن مظاهر الفتنة،
وأما ذهاب المرأة إلى السوق وحدها، فلا بأس أن تذهب إلى السوق وحدها ولكن غير متطيبة ولا متبرجة بزينة، ومع هذا فالأفضل أن لا تذهب إلى السوق، وأن تصف الحاجة التي تريد لزوجها أو لأخيها أو لابنها وتقول اشتر الحاجة الفلانية، وتصف الحاجة ويؤتى بها إليها، فإن كان لا بد أن تذهب هي بنفسها فلا حرج مع أمن الفتنة، ولكن لو ذهبت لأحد من محارمها فهو أفضل، لا شك في هذا، وإذا دعت الأم ابنها إلى أن يذهب معها إلى السوق، وكان ذهابها إلى السوق على وجه مباح فإن من برها أن يطيعها وأن يذهب معها، لأن في ذلك إطاعة لها وفيه أيضا حفظا لها من العبث .
الشيخ : أما الأولى، المسألة الأولى، وهي زيارة المرأة أقاربها، فكلما قرت المرأة في بيتها فهو أفضل، والآن ولله الحمد تمكن الزيارة بسهولة والإنسان في بيته وذلك بواسطة الهاتف، ممكن أن يتصل الإنسان على أقاربه في اليوم مرتين، لكن إذا دعت الحاجة للزيارة، مثل أن تزور قريبا لها أصابه مرض أو ما أشبه ذلك مما تدعو الحاجة إلى زيارته فلتزره، ولكن لتكن غير متبرجة بزينة، ولا متطيبة، ولتمش مشية المرأة المستحية البعيدة عن مظاهر الفتنة،
وأما ذهاب المرأة إلى السوق وحدها، فلا بأس أن تذهب إلى السوق وحدها ولكن غير متطيبة ولا متبرجة بزينة، ومع هذا فالأفضل أن لا تذهب إلى السوق، وأن تصف الحاجة التي تريد لزوجها أو لأخيها أو لابنها وتقول اشتر الحاجة الفلانية، وتصف الحاجة ويؤتى بها إليها، فإن كان لا بد أن تذهب هي بنفسها فلا حرج مع أمن الفتنة، ولكن لو ذهبت لأحد من محارمها فهو أفضل، لا شك في هذا، وإذا دعت الأم ابنها إلى أن يذهب معها إلى السوق، وكان ذهابها إلى السوق على وجه مباح فإن من برها أن يطيعها وأن يذهب معها، لأن في ذلك إطاعة لها وفيه أيضا حفظا لها من العبث .
6 - ما هي ضوابط خروج المرأة من أجل زيارتها للأقارب ، وما حكم خروج المرأة للسوق ، وهل يجوز للابن أن يذهب مع أمه للسوق .؟ أستمع حفظ
هل صوت المرأة عورة .؟
السائل : هل صوت المرأة عورة مع العلم أن صوتها يختلف حسب ما تشاء .؟
الشيخ : ... ولكن المرأة تنهى أن تخضع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، يعني بمعنى أن لا تتكلم كلاما لينا، سواء في كلماته أو لينا في أدائه، أو تكون حين أداء الصوت متغنجة، أو ما أشبه ذلك، فإن هذا حرام، أما الكلام العادي فإنه ليس بحرام وليس بعورة نعم .
الشيخ : ... ولكن المرأة تنهى أن تخضع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، يعني بمعنى أن لا تتكلم كلاما لينا، سواء في كلماته أو لينا في أدائه، أو تكون حين أداء الصوت متغنجة، أو ما أشبه ذلك، فإن هذا حرام، أما الكلام العادي فإنه ليس بحرام وليس بعورة نعم .
يسافر بعض الناس في الإجازة إلى الخارج فتقوم الفتاة بكشف وجهها وتعلل بالحاجة وأن هناك قولا ثان في المسألة فما قولكم ، وما رأيكم في تصوير المرأة في جواز السفر.؟
السائل : وهذا يسأل عن، يقول : أناسا في العطلة الصيفية يسافر البعض إلى الخارج فتقوم الفتاة بلبس الحجاب المعروف وهو تغطية الرأس والرقبة ولا يبقى إلا دائرة الوجه فقط ويتعللن بالحاجة وبالقول الثاني في المسألة فما قولكم؟ ثم ما رأيكم في تصوير المرأة في الجواز الخاص بالسفر مع أنه مطلوب رسميا .؟
الشيخ : أرى من أنعم الله عليه بالمال أن لا يسافر إلى البلاد الخارجية، وأما من لم يمن الله عليه بكثرة مال ولكنه ابتلاه بالفقر فهو ليس بذاهب، لكن المشكلة من أغناه الله، أرى أن لا يذهب للبلاد الخارجية لأن في ذلك مفاسد، أولا : أهله سيتغيرون بما يشاهدون، سواء تغيروا فجأة أو على المدى الطويل، ثانيا : أنه كما قال السائل ربما تغطي جميع بدنها إلا وجهها، يعني تغطي البدن وتبقي ما فيه الفتنة، لأن إظهار الوجه هو الفتنة في الواقع، والمرأة جمالها في إيش ؟ في وجهها، ومحل الفتنة وجهها لا شك في هذا، والرجل عندما تتعلق نفسه بالمرأة لا يهمه شيء وراء الوجه، ولهذا تجد الذي يسأل عن الجمال لا يقول كيف رجلها؟، كيف أصبعها؟ إنما يقول قبل كل شيء كيف وجهها؟ فهو محل الرغبة وموضع الفتنة، ولا يجوز للإنسان أن يعبد الله سبحانه وتعالى على هواه، فإذا كان في بلده عبد الله على قول من يقول إنه يجب تغطية الوجه، وإذا ذهب إلى بلد آخر عبد الله على قول من يقول بجواز كشف الوجه، هذا من باب التلاعب بدين الله، ما دمت تعتقد بأن دين الله كذا وكذا فلا تحد عنه، ولا تتحول إلى غيره، وإلا صرت متلاعبا متتبعا للرخص، وقد قال العلماء : " من تتبع الرخص فهو فاسق "، ولكنني والحمد لله أسمع أن الذين يحتاجون إلى السفر للخارج إذا لبست المرأة نقابا فإنه لا ينظر إليها، ولا تكون شهرة بين الناس، والنقاب أن تغطي وجهها وأن تفتح لعينيها فقط بقدر العينين ما تبصر به طريقها، وهذا جائز، فإذا احتاجت المرأة إلى السفر إلى الخارج واستعملت هذا النقاب فلا بأس .
الشيخ : أرى من أنعم الله عليه بالمال أن لا يسافر إلى البلاد الخارجية، وأما من لم يمن الله عليه بكثرة مال ولكنه ابتلاه بالفقر فهو ليس بذاهب، لكن المشكلة من أغناه الله، أرى أن لا يذهب للبلاد الخارجية لأن في ذلك مفاسد، أولا : أهله سيتغيرون بما يشاهدون، سواء تغيروا فجأة أو على المدى الطويل، ثانيا : أنه كما قال السائل ربما تغطي جميع بدنها إلا وجهها، يعني تغطي البدن وتبقي ما فيه الفتنة، لأن إظهار الوجه هو الفتنة في الواقع، والمرأة جمالها في إيش ؟ في وجهها، ومحل الفتنة وجهها لا شك في هذا، والرجل عندما تتعلق نفسه بالمرأة لا يهمه شيء وراء الوجه، ولهذا تجد الذي يسأل عن الجمال لا يقول كيف رجلها؟، كيف أصبعها؟ إنما يقول قبل كل شيء كيف وجهها؟ فهو محل الرغبة وموضع الفتنة، ولا يجوز للإنسان أن يعبد الله سبحانه وتعالى على هواه، فإذا كان في بلده عبد الله على قول من يقول إنه يجب تغطية الوجه، وإذا ذهب إلى بلد آخر عبد الله على قول من يقول بجواز كشف الوجه، هذا من باب التلاعب بدين الله، ما دمت تعتقد بأن دين الله كذا وكذا فلا تحد عنه، ولا تتحول إلى غيره، وإلا صرت متلاعبا متتبعا للرخص، وقد قال العلماء : " من تتبع الرخص فهو فاسق "، ولكنني والحمد لله أسمع أن الذين يحتاجون إلى السفر للخارج إذا لبست المرأة نقابا فإنه لا ينظر إليها، ولا تكون شهرة بين الناس، والنقاب أن تغطي وجهها وأن تفتح لعينيها فقط بقدر العينين ما تبصر به طريقها، وهذا جائز، فإذا احتاجت المرأة إلى السفر إلى الخارج واستعملت هذا النقاب فلا بأس .
8 - يسافر بعض الناس في الإجازة إلى الخارج فتقوم الفتاة بكشف وجهها وتعلل بالحاجة وأن هناك قولا ثان في المسألة فما قولكم ، وما رأيكم في تصوير المرأة في جواز السفر.؟ أستمع حفظ
ما حكم إجابة دعوة العرس التي تكون بطريقة البطاقة ، وما قولكم فيمن يحرم قصور الأفراح مطلقا حتى ولو لم يكن فيه منكرات .؟
السائل : سؤالين آخرين حول العرس، ما حكم إجابة دعوة العرس التي تأتي عن طريق البطاقة ؟، والآخر يقول : هناك بعض الناس يرى تحريم الذهاب لقصور الأفراح مطلقا حتى ولو لم يكن فيه منكرات .؟
الشيخ : أما إجابة وليمة العرس إذا عين الداعي من دعاه بأن كتب إليه كتابة خاصة، أو ذهب إليه وكلمه مشافهة، فإنه يجوز، بشرط أن لا يكون هناك منكر لا يقدر على تغييره، فإن كان في ذلك منكر وهو يقدر على تغييره حضر إجابة للدعوة وإزالة للمنكر، وإن كان لا يقدر فلا يحضر، أما البطاقات العامة فإن الإجابة إليها لا تجب، لأن الواقع أنها عامة، لكن ترسل للإنسان للإحاطة، والدليل على ذلك أن الذي يرسلها لا يتابعها، ولا يأتي لك ويقول هل وصلتك البطاقة ؟ أرجو أن لا تغيب، وإذا لم تحضر ولاقاك من بعد لا يقول ليش ما حضرت ؟ فالذي أرى أن مجرد البطاقة التي ترسل للإنسان ما هي إلا بطاقة للإحاطة أو خوفا من أن يشره عليه ويقول ليش ما أرسلت البطاقة ؟ ولكن إذا عينه، أو ذهب إليه أو كتب إليه كتابة خاصة فإنه تجب عليه الإجابة إذا لم يكن هناك منكر، فإن كان هناك منكر، فإن كان إن حضر قدر على إزالته وجب عليه الحضور، وإن كان لا يقدر على إزالته فلا يحضر، أما القول بأنه لا يجوز الذهاب إلى قصور الأفراح مطلقا فلا أرى له وجها، ومن رأى ذلك ورأى له وجهة شرعية فعليه أن يعمل بما ظهر له .
... أرغب أن الناس يخرجون ويقولون ليتنا بقينا أحسن من أن يقول خرجنا ولكن تعبنا توافقوني على هذا الرأي ولا لا ؟ نعم أجيبوا لا ولا نعم ؟
السائل : نعم
الشيخ : طيب إذا هذا آخر سؤال.
الشيخ : أما إجابة وليمة العرس إذا عين الداعي من دعاه بأن كتب إليه كتابة خاصة، أو ذهب إليه وكلمه مشافهة، فإنه يجوز، بشرط أن لا يكون هناك منكر لا يقدر على تغييره، فإن كان في ذلك منكر وهو يقدر على تغييره حضر إجابة للدعوة وإزالة للمنكر، وإن كان لا يقدر فلا يحضر، أما البطاقات العامة فإن الإجابة إليها لا تجب، لأن الواقع أنها عامة، لكن ترسل للإنسان للإحاطة، والدليل على ذلك أن الذي يرسلها لا يتابعها، ولا يأتي لك ويقول هل وصلتك البطاقة ؟ أرجو أن لا تغيب، وإذا لم تحضر ولاقاك من بعد لا يقول ليش ما حضرت ؟ فالذي أرى أن مجرد البطاقة التي ترسل للإنسان ما هي إلا بطاقة للإحاطة أو خوفا من أن يشره عليه ويقول ليش ما أرسلت البطاقة ؟ ولكن إذا عينه، أو ذهب إليه أو كتب إليه كتابة خاصة فإنه تجب عليه الإجابة إذا لم يكن هناك منكر، فإن كان هناك منكر، فإن كان إن حضر قدر على إزالته وجب عليه الحضور، وإن كان لا يقدر على إزالته فلا يحضر، أما القول بأنه لا يجوز الذهاب إلى قصور الأفراح مطلقا فلا أرى له وجها، ومن رأى ذلك ورأى له وجهة شرعية فعليه أن يعمل بما ظهر له .
... أرغب أن الناس يخرجون ويقولون ليتنا بقينا أحسن من أن يقول خرجنا ولكن تعبنا توافقوني على هذا الرأي ولا لا ؟ نعم أجيبوا لا ولا نعم ؟
السائل : نعم
الشيخ : طيب إذا هذا آخر سؤال.
9 - ما حكم إجابة دعوة العرس التي تكون بطريقة البطاقة ، وما قولكم فيمن يحرم قصور الأفراح مطلقا حتى ولو لم يكن فيه منكرات .؟ أستمع حفظ
هل من نصيحة للقائمين على المراكز الصيفية .؟
السائل : وردت أسئلة كثيرة حول المراكز الصيفية، ما توصي القائمين عليها ؟
الشيخ : أنا أوصيت عليها في الخطبة، وأرى أنها من نعمة الله علينا ولله الحمد أن يسر الله عز وجل هذه المراكز، وأن يسر أيضا أن يكون القائمون عليها ممن نثق بهم، حسب ما بلغنا، وكون الشاب يذهب إلى هذه المراكز ينتفع وينفع ويقضي وقته في غير اللعب وغير اللهو لا شك أن هذا خير كثير، وكذلك أحث أيضا على الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن، لأن الصغير يسهل عليه الخفظ .
الشيخ : أنا أوصيت عليها في الخطبة، وأرى أنها من نعمة الله علينا ولله الحمد أن يسر الله عز وجل هذه المراكز، وأن يسر أيضا أن يكون القائمون عليها ممن نثق بهم، حسب ما بلغنا، وكون الشاب يذهب إلى هذه المراكز ينتفع وينفع ويقضي وقته في غير اللعب وغير اللهو لا شك أن هذا خير كثير، وكذلك أحث أيضا على الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن، لأن الصغير يسهل عليه الخفظ .
ما رأيكم فيما يحصل يوم الجمعة بحيث يكثر خروج النساء إلى الأسواق مما يؤدي إلى فوات صلاة المغرب عليهن.؟
السائل : ... ؟
الشيخ : والله كثرة النساء في الأسواق يوم الجمعة لعله من أجل أنه يوم إجازة، ولا يحصل للمرأة فراغ إلا في ذلك اليوم، لكن أظن الإخوان رجال الهيئة سيحرصون على ضبط السوق، لا ما عليهم حرج رجال الهيئة بالنسبة لفوت صلاة المغرب مع الجماعة لا حرج عليهم، النساء لها إلى العشاء الآخر، إي نعم .
الشيخ : والله كثرة النساء في الأسواق يوم الجمعة لعله من أجل أنه يوم إجازة، ولا يحصل للمرأة فراغ إلا في ذلك اليوم، لكن أظن الإخوان رجال الهيئة سيحرصون على ضبط السوق، لا ما عليهم حرج رجال الهيئة بالنسبة لفوت صلاة المغرب مع الجماعة لا حرج عليهم، النساء لها إلى العشاء الآخر، إي نعم .
11 - ما رأيكم فيما يحصل يوم الجمعة بحيث يكثر خروج النساء إلى الأسواق مما يؤدي إلى فوات صلاة المغرب عليهن.؟ أستمع حفظ
هل يؤذن في صلاة الفجر على توقيت أم القرى أم يؤخر بعشرين دقيقة .؟
السائل : يا شيخ محمد، بالنسبة لأذان الفجر يؤذن بعد عشرين دقيقة (...) ؟
الشيخ : لا، بالنسبة للأذان، عودا على بدء، يقول أذان الفجر الآن هل نؤذن على توقيت أم القرى ولا ننتظر عشرين دقيقة ؟ هذا يرجع إلى مدير الأوقاف هنا، يرجع إلى مدير الأوقاف مثل في الأذان، لكن مسألة الصلاة يتحكم فيها الإنسان.
السائل : مسئولون الأوقاف يقولون نمشي على هذا النمط .
الشيخ : خلاص ما دام قال كده نمشي عليه تعال عشان تكلم في الميكروفون.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ... أجمعين أيها الإخوة نشاهد جمعية خيرية أن بعضا منالناس هدانا الله وإياهم يأتون لجمعية ويلومونها بالنسبة إلى كونها لم توفر سيارات لحملك إلى الطعام من قصور الأفراح أود أن أنبه يا إخواني أن الجمعية لا تقصد نعم لم تقصر الجمعية إخواني حصل أن أتى مجموعة من الإخوان فقالوا نحن نستعد أن نتعاون مع الجمعية فتوفر لنا سيارات فتوفر لنا الأواني لنقل فائض الأطعمة من قصور الأفراح فاستجابت الجمعية منذ سنتين لهذا الأمر ولكن هؤلاء الإخوان همتهم نقصت وفي نفس الوقت أيضا الجمعية استعدت بالسيارت نقل فائض الأطعمة واستعدت أيضا بالأواني وأيضا حصل هناك سؤال في قصور الأفراح من قبل أفراد الجمعية لمسألة فائض الطعام هل هو يمكن أن يخزن وأن يعطى للفقراء أم أنكم مباشرة تعطونه لأناس يأكلونه فرد أصحاب القصور بأن فائض الطعام لا يبقى وأنه إما يعطى للمزارعين يستفيدوا منه لبهائمهم أو أنه يعطى للعمال الفقراء فإنه لا يبقى إلا الشيء اليسير الذي لا يمكن أن توفر له سيارات تنقله فهذه الفكرة إخواني أود أذكر أن أنبه إخواني جميعا الذين قد يلومون الجمعية الخيرية في عنيزة على هذا الأمر نسأل الله التوفيق
كما أنني أود أن أنبه شيخي جزاه الله خيرا بأننا وأنا من ضمن ... أننا قد نعقد على مبالغ كبيرة لبعض الناس هداهم الله يكون فيها ذهب وهذا الذهب قد يصل إلى مئة ألف ريال كيف للشخص الذي يريد الزواج أن يتحمل هذا المبلغ متى يوفره ومتى يدخل على زوجته ومتى ترتاح نفسه وربما حصل شيء كثير يا إخواني من الاضطرابات عند الزوجة وعند الزوج وينبغي لنا يا إخواني أن ننبه إخواننا جميعا بأن يخففوا من هذا وأرجو من شيخي أيضا أن يعلق زيادة على ذلك وشكرا للجميع .
الشيخ : جزاك الله خيرا على كل حال نحن استفدنا مما قال الشيخ محمد استفدنا منها فائدتين
الأولى استعداد الجمعية الخيرية لتقبل ما يحصل من بقايا الطعام وإن كان حصل منها بعض الفتور
الشيء الثاني الحث على تقليل المهور وهذا شيء جاءت به الشريعة وأن أعظم النكاح بركة أيسر مؤونة نسأل الله لنا ولكم التوفيق وأن يعيدنا وإياكم عودا حميدا وأن يجعل لنا من هذه اللقاءات خيرا وبركة.
الشيخ : لا، بالنسبة للأذان، عودا على بدء، يقول أذان الفجر الآن هل نؤذن على توقيت أم القرى ولا ننتظر عشرين دقيقة ؟ هذا يرجع إلى مدير الأوقاف هنا، يرجع إلى مدير الأوقاف مثل في الأذان، لكن مسألة الصلاة يتحكم فيها الإنسان.
السائل : مسئولون الأوقاف يقولون نمشي على هذا النمط .
الشيخ : خلاص ما دام قال كده نمشي عليه تعال عشان تكلم في الميكروفون.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ... أجمعين أيها الإخوة نشاهد جمعية خيرية أن بعضا منالناس هدانا الله وإياهم يأتون لجمعية ويلومونها بالنسبة إلى كونها لم توفر سيارات لحملك إلى الطعام من قصور الأفراح أود أن أنبه يا إخواني أن الجمعية لا تقصد نعم لم تقصر الجمعية إخواني حصل أن أتى مجموعة من الإخوان فقالوا نحن نستعد أن نتعاون مع الجمعية فتوفر لنا سيارات فتوفر لنا الأواني لنقل فائض الأطعمة من قصور الأفراح فاستجابت الجمعية منذ سنتين لهذا الأمر ولكن هؤلاء الإخوان همتهم نقصت وفي نفس الوقت أيضا الجمعية استعدت بالسيارت نقل فائض الأطعمة واستعدت أيضا بالأواني وأيضا حصل هناك سؤال في قصور الأفراح من قبل أفراد الجمعية لمسألة فائض الطعام هل هو يمكن أن يخزن وأن يعطى للفقراء أم أنكم مباشرة تعطونه لأناس يأكلونه فرد أصحاب القصور بأن فائض الطعام لا يبقى وأنه إما يعطى للمزارعين يستفيدوا منه لبهائمهم أو أنه يعطى للعمال الفقراء فإنه لا يبقى إلا الشيء اليسير الذي لا يمكن أن توفر له سيارات تنقله فهذه الفكرة إخواني أود أذكر أن أنبه إخواني جميعا الذين قد يلومون الجمعية الخيرية في عنيزة على هذا الأمر نسأل الله التوفيق
كما أنني أود أن أنبه شيخي جزاه الله خيرا بأننا وأنا من ضمن ... أننا قد نعقد على مبالغ كبيرة لبعض الناس هداهم الله يكون فيها ذهب وهذا الذهب قد يصل إلى مئة ألف ريال كيف للشخص الذي يريد الزواج أن يتحمل هذا المبلغ متى يوفره ومتى يدخل على زوجته ومتى ترتاح نفسه وربما حصل شيء كثير يا إخواني من الاضطرابات عند الزوجة وعند الزوج وينبغي لنا يا إخواني أن ننبه إخواننا جميعا بأن يخففوا من هذا وأرجو من شيخي أيضا أن يعلق زيادة على ذلك وشكرا للجميع .
الشيخ : جزاك الله خيرا على كل حال نحن استفدنا مما قال الشيخ محمد استفدنا منها فائدتين
الأولى استعداد الجمعية الخيرية لتقبل ما يحصل من بقايا الطعام وإن كان حصل منها بعض الفتور
الشيء الثاني الحث على تقليل المهور وهذا شيء جاءت به الشريعة وأن أعظم النكاح بركة أيسر مؤونة نسأل الله لنا ولكم التوفيق وأن يعيدنا وإياكم عودا حميدا وأن يجعل لنا من هذه اللقاءات خيرا وبركة.
خطبة جمعة للشيخ عن الزواج والإجازة.
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( تزوجوا الودود الولود ) فالواجب على الشاب المسلم إذا أوجد الله عليه وكان به شهوة للنكاح، الواجب عليه أن يتزوج امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم واقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم وبإخوانه من المرسلين، فقد قال الله عز وجل : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ))، وإذا لم يجد الشاب ما يتزوج به، وكان له أب يستطيع أن يزوجه فإن على أبيه أن يزوجه، فإن لم يفعل فإنه آثم وواقع في معصية الله، ومتهاون بأمره ومتهاون بحق لولده، فإن من حق الولد على أبيه إذا احتاج إلى الزواج أن يزوجه، كما أن للولد حقا على أبيه أن يطعمه ويكسوه ويسكنه، فاتقوا الله أيها الآباء، اتقوا الله أيها الآباء الذين أغناكم الله، وزوجوا أولادكم المحتاجين للزواج، فإن ذلك واجب عليكم، وإذا كان من الواجب على الآباء الذين عندهم قدرة أن يزوجوا أولادهم الذين ليس لهم قدرة وبهم شهوة، فإن من الواجب أيضا أن يتقي الله أولئك الأولياء الذين عندهم بنات يمنعونهن من الزواج إلا بمن يشاءون لا بمن يخترنه هؤلاء النساء، فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله تعالى فيمن ولاكم الله عليه من النساء، لأن هذه الولاية أمانة حملكم الله إياها، وسوف يسألكم عنها يوم القيامة.
أيها الأولياء أدوا الأمانة في هؤلاء النساء، لا تتحكموا في مصيرهن ومستقبلهن، لا تجعلوهن بينكم بمنزلة السلع، إن أعطيتم بها ثمنا يرضيكم بعتموها، وإلا أمسكتموها، أيها الأولياء إن أمانة النساء فيكم، وإن مستقبلهن في دينهن ودنياهن أعظم وأجل من أن تنظروا في ذلك إلى المال وإلى لعاعة من العيش تتمتعون بها على حساب أمانتكم، إن الواجب عليكم أيها الأولياء أن تنظروا إلى الخاطب إذا كان فيه خير للمرأة وسعادة في دينها ودنياها، في نفسها وأولادها، أن تختاروا مثل هذا، وأن تقبلوا خطبته، فإن المدار على الخلق والدين، وإياكم أن تمنعوا الخاطب إذا كان كفئا في دينه ورضيته المرأة، إياكم أن تمنعوه من قبوله، فإن ذلك تضييع للأمانة، ووقوع في المعصية، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) ففي هذا الحديث : توجيه وإرشاد إلى أن ينظر إلى الخاطب من ناحيتين فقط هما الدين والخلق، لأن الدين والخلق هما الأساس الذي به صلاح الدين وسعادة الحياة، فصاحب الدين صالح بنفسه، مصلح لأهله، فيه خير وفلاح، إن أمسكها، أمسكها بمعروف، وإن فارقها، فارقها بمعروف، لأن عنده من الدين والتقوى ما يمنعه من ظلم المرأة والمطل بحقها، وإن صاحب الخلق المستقيم في أخلاقه يكون مقوما لغيره، فيتلقى أهله بالبشر وطلاقة الوجه، ويعودهم بأقواله وحاله على مكارم الأخلاق ومعالي الآداب.
أيها الأولياء : وإن من أهم ما تجب به العناية النظر إلى الدين، إلى سلامة العقيدة، إلى إقامة أركان الإسلام، أما سلامة العقيدة فأن يكون الرجل الخاطب مؤمنا بالله ورسوله، لم يذكر عنه ما يدل على شكه، ولا ما يدل على استهزائه بالدين وأهله، أن يكون معظما لله ورسوله، أن يكون معظما لدين الله، وأولياء الله، لا يذكر عنه ما يدل على السخرية في ذلك، فإن من شك في إيمانه بالله أو شك في إيمانه باليوم الآخر أو شك في إيمانه بالملائكة أو بالرسل أو بالكتب أو بالقدر خيره وشره فذلك كافر لا يجوز أن يزوج، وإن من حفظ عنه أنه يستهزء بالله أو بآيات الله فإنه كافر لا يجوز أن يزوج، لقول الله تعالى : (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )) ولكن إذا علم من هذا الرجل أنه تاب إلى الله وعظم دين الله، واستمسك بشريعة الله فإن التوبة تهدم ما قبلها، أما إقامة الصلاة فهي أن يأتي الإنسان بالصلوات الخمس في أوقاتها، بأدنى ما يجب فيها، معتقدا فريضتها، فمن أنكر فرضية الصلوات الخمس أو بعضها فهو كافر، لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين، اللهم إلا أن يكون ممن أسلم قريبا ولا يدري عن فرائض الدين فإنه يعلم، فإذا بلغه ذلك فأنكر فإنه كافر، وإذا كان الخاطب يقر بالفريضة، يقر بأن الصلوات الخمسة فريضة، ولكنه لا يصلي فإنه لا يجوز أن يزوج لأنه كافر، والمسلمة لا تحل لكافر، ودليل كفره قوله تعالى : (( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ))، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة )، وفي الحديث، وفي الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ) وقال عبد الله بن شقيق : ( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة )، فهذه نصوص الكتاب، ونصوص السنة، وقول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإلى أي قول نذهب بعد دلالة الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الكفر هو الكفر الأكبر المخرج عن الإسلام، الموجب للقتل في الدنيا، والخلود في الآخرة في النار .
أيها المسلمون عليكم بانتقاء ذي الدين والخلق فإن هذا الذي أمرتم به، وإياكم، إياكم أن تغركم الدنيا فتختاروها على الدين والخلق، لأن هؤلاء النساء أمانة بين أيديكم، فاتقوا الله أيها المسلمون واختاروا لبناتكم وأخواتكم وأمهاتكم وجميع من لكم عليهم ولاية، من لكم عليهن ولاية اختاروا لهن ذا الدين والخلق، ولا تتعجلوا في القبول، ابحثوا بحثا دقيقا من جميع الجوانب، لأن الناس اليوم قد تخفى كثير من أحوالهم، وتحتاج إلى تأن ونظر دقيق، وإذا تبين لكم صلاحه في دينه، وصلاحه في خلقه فلا تترددوا طرفة عين.
أيها المسلمون : أيها الأولياء، إن من الأولياء من يتحكمون في بناتهم ومن تحت ولايتهم من النساء فيمنعونهن من الخطاب الأكفاء مع رضا المرأة بالخاطب، وهذا حرام عليه، ولقد كنا نكلم عن طريق الهاتف من بعض النساء تشكو من أوليائهن، حيث تخطب من إنسان كفء ولكن وليها يتحكم به، ولكن وليها يتحكم في ذلك فلا يزوجه، فاتقوا الله أيها المسلمون لا تعتدوا على حقوق هؤلاء النساء، فإنهن سوف يكن خصما لكم يوم القيامة، اللهم إلا، إلا أن ترضى المرأة بخاطب لا يرضى دينه، مثل أن ترضى بشخص لا يصلي، أو بشخص يشرب الخمر، أو بشخص يمارس من المعاصي ما يخل بالشرف والدين، فلوليها في هذه الحال، بل يجب على وليها في هذه الحال أن يمنعها من التزوج به، ولو بقيت بلا زوج طول حياتها، وليس عليه في ذلك حرج، لأن هذا مقتضى الأمانة التي حملها،
أيها المسلمون : أيها الأولياء، إنه كما لا يجوز لكم أن تمنعوا النساء من تزويجهن بمن يرضى دينه وخلقه إذا رضين بذلك، فكذلك لا يجوز لكم أن تكرهوهن على الزواج بمن لا يرغبن نكاحه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فقال : : ( لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت )، ولا فرق في هذا بين الأب وغيره من الأولياء، فالأب لا يجبر ابنته ولو كانت بكرا على نكاح من لا ترغبه، وكذلك الأخ وغير الأخ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( البكر يستأذنها أبوها في نفسها وإذنها صماتها )، فاتقوا الله عباد الله، لا تزوجوا نساء من غير أكفائهن، لا تمنعوهن من نكاح أكفائهن، لا تجبروهن على نكاح من لا يرغبن نكاحه، ولا يكن همكم المال والدنيا، فإن ذلك من السخف، إن ذلك من السخف، إن من السخف أن ينزل الرجل بنفسه فيزوج من أجل المال، ويرد من أجل المال، حتى إنه ليقبل الخاطب وترضى به المرأة وأهلها، فإذا أرسل الجهاز وكان قاصرا ع عن ما يريدون ردوه وتركوا تزويج هذا الخاطب بعد قبوله، كأنما المقصود المال، وكأن المرأة سلعة تباع وتشترى، وشأن النكاح أعظم مما يريد هؤلاء السفهاء، فإنه قصيم القرابة في الصلة بين الناس كما قال الله تعالى : (( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا )) وإنني أقول، إنني أقول لهؤلاء الأولياء الذين ليس لهم هم إلا المال، إنه ليس لكم من مهر المرأة شيئا، إن جميع مهر المرأة لها، لا يحل لأخيها ولا لعمها ولا لأمها ولا لأبيها أن يشترط لنفسه شيئا منه، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر أن المهر لها، ولكن بعد عقد النكاح لا بأس أن يكرم أبوها أو أخوها بكرامة، وأما اشتراط ذلك في العقد فإن هذا لا يجوز، ولا يحل لمن اشترط له أن يأخذ منه شيئا، يقول الله تعالى : (( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا )) فجعل الصداق للنساء، وهذا يعني أنه لا حق لأوليائهن فيه، ولو كانوا من أقرب الناس إليهن، فاتقوا الله أيها المسلمون وعظموا شأن الأمانة، ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة يرجو بها قائلها النجاة يوم يلاقيه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد : أيها الإخوة المسلمون، اتقوا الله تعالى، واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الأولاد، فإن نعمة الأولاد من نعم الله الكبرى، سواء كانوا بنين أم بنات، سواء كانوا بنين أم بناتا، وذلك لأن الله سبحانه إذا أنعم على الإنسان بما يسره فإنها نعمة يجب عليه أن يشكر الله عليها، وأن يستعين الله تعالى على شكره عليها، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل أن يقول : ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ).
أيها المسلمون : اتقوا الله تعالى في هذه النعمة، راقبوا أولادكم من بنين وبنات، أدوا حق الله عليكم فيهم، علموهم وأدبوهم، مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر، وإننا في هذه الإجازة سوف يكون لأولادنا فراغ كبير، فعلينا أن نلاحظ ماذا يصنع أولادنا في هذه الإجازة، وإذا كان هناك مراكز صيفية يقوم عليها أناس أمناء، فإن من المستحسن أن يدخل الشباب هذه المراكز حفظا للأوقات، وتحصيلا للمنفعة التي تحصل في هذه المراكز من محاضرات ودراسة وتوجيه وغير ذلك مما يعرف في برامج هذه المراكز، وكذلك احرصوا على إدخالهم في حلقات تحفيظ القرآن في المساجد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) ومن استعان أحدا على تعلم القرآن، فإنه يناله من هذه الخيرية نصيب.
اللهم أعنا على ما حملتنا من الأمانة، اللهم أعنا عليها حتى نقوم بها على الوجه الذي يرضيك عنا يا رب العالمين، اللهم أصلح قلوبنا، وأصلح أعمالنا، وأصلح ذرياتنا، وأصلح مجتمعنا، وأصلح ولاة أمورنا يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين، واعلموا أيها المسلمون أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، فعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار، واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما : (( إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا))، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم يا ذا الجلال والإكرام .
أما بعد :
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( تزوجوا الودود الولود ) فالواجب على الشاب المسلم إذا أوجد الله عليه وكان به شهوة للنكاح، الواجب عليه أن يتزوج امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم واقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم وبإخوانه من المرسلين، فقد قال الله عز وجل : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ))، وإذا لم يجد الشاب ما يتزوج به، وكان له أب يستطيع أن يزوجه فإن على أبيه أن يزوجه، فإن لم يفعل فإنه آثم وواقع في معصية الله، ومتهاون بأمره ومتهاون بحق لولده، فإن من حق الولد على أبيه إذا احتاج إلى الزواج أن يزوجه، كما أن للولد حقا على أبيه أن يطعمه ويكسوه ويسكنه، فاتقوا الله أيها الآباء، اتقوا الله أيها الآباء الذين أغناكم الله، وزوجوا أولادكم المحتاجين للزواج، فإن ذلك واجب عليكم، وإذا كان من الواجب على الآباء الذين عندهم قدرة أن يزوجوا أولادهم الذين ليس لهم قدرة وبهم شهوة، فإن من الواجب أيضا أن يتقي الله أولئك الأولياء الذين عندهم بنات يمنعونهن من الزواج إلا بمن يشاءون لا بمن يخترنه هؤلاء النساء، فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله تعالى فيمن ولاكم الله عليه من النساء، لأن هذه الولاية أمانة حملكم الله إياها، وسوف يسألكم عنها يوم القيامة.
أيها الأولياء أدوا الأمانة في هؤلاء النساء، لا تتحكموا في مصيرهن ومستقبلهن، لا تجعلوهن بينكم بمنزلة السلع، إن أعطيتم بها ثمنا يرضيكم بعتموها، وإلا أمسكتموها، أيها الأولياء إن أمانة النساء فيكم، وإن مستقبلهن في دينهن ودنياهن أعظم وأجل من أن تنظروا في ذلك إلى المال وإلى لعاعة من العيش تتمتعون بها على حساب أمانتكم، إن الواجب عليكم أيها الأولياء أن تنظروا إلى الخاطب إذا كان فيه خير للمرأة وسعادة في دينها ودنياها، في نفسها وأولادها، أن تختاروا مثل هذا، وأن تقبلوا خطبته، فإن المدار على الخلق والدين، وإياكم أن تمنعوا الخاطب إذا كان كفئا في دينه ورضيته المرأة، إياكم أن تمنعوه من قبوله، فإن ذلك تضييع للأمانة، ووقوع في المعصية، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) ففي هذا الحديث : توجيه وإرشاد إلى أن ينظر إلى الخاطب من ناحيتين فقط هما الدين والخلق، لأن الدين والخلق هما الأساس الذي به صلاح الدين وسعادة الحياة، فصاحب الدين صالح بنفسه، مصلح لأهله، فيه خير وفلاح، إن أمسكها، أمسكها بمعروف، وإن فارقها، فارقها بمعروف، لأن عنده من الدين والتقوى ما يمنعه من ظلم المرأة والمطل بحقها، وإن صاحب الخلق المستقيم في أخلاقه يكون مقوما لغيره، فيتلقى أهله بالبشر وطلاقة الوجه، ويعودهم بأقواله وحاله على مكارم الأخلاق ومعالي الآداب.
أيها الأولياء : وإن من أهم ما تجب به العناية النظر إلى الدين، إلى سلامة العقيدة، إلى إقامة أركان الإسلام، أما سلامة العقيدة فأن يكون الرجل الخاطب مؤمنا بالله ورسوله، لم يذكر عنه ما يدل على شكه، ولا ما يدل على استهزائه بالدين وأهله، أن يكون معظما لله ورسوله، أن يكون معظما لدين الله، وأولياء الله، لا يذكر عنه ما يدل على السخرية في ذلك، فإن من شك في إيمانه بالله أو شك في إيمانه باليوم الآخر أو شك في إيمانه بالملائكة أو بالرسل أو بالكتب أو بالقدر خيره وشره فذلك كافر لا يجوز أن يزوج، وإن من حفظ عنه أنه يستهزء بالله أو بآيات الله فإنه كافر لا يجوز أن يزوج، لقول الله تعالى : (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )) ولكن إذا علم من هذا الرجل أنه تاب إلى الله وعظم دين الله، واستمسك بشريعة الله فإن التوبة تهدم ما قبلها، أما إقامة الصلاة فهي أن يأتي الإنسان بالصلوات الخمس في أوقاتها، بأدنى ما يجب فيها، معتقدا فريضتها، فمن أنكر فرضية الصلوات الخمس أو بعضها فهو كافر، لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين، اللهم إلا أن يكون ممن أسلم قريبا ولا يدري عن فرائض الدين فإنه يعلم، فإذا بلغه ذلك فأنكر فإنه كافر، وإذا كان الخاطب يقر بالفريضة، يقر بأن الصلوات الخمسة فريضة، ولكنه لا يصلي فإنه لا يجوز أن يزوج لأنه كافر، والمسلمة لا تحل لكافر، ودليل كفره قوله تعالى : (( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ))، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة )، وفي الحديث، وفي الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ) وقال عبد الله بن شقيق : ( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة )، فهذه نصوص الكتاب، ونصوص السنة، وقول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإلى أي قول نذهب بعد دلالة الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الكفر هو الكفر الأكبر المخرج عن الإسلام، الموجب للقتل في الدنيا، والخلود في الآخرة في النار .
أيها المسلمون عليكم بانتقاء ذي الدين والخلق فإن هذا الذي أمرتم به، وإياكم، إياكم أن تغركم الدنيا فتختاروها على الدين والخلق، لأن هؤلاء النساء أمانة بين أيديكم، فاتقوا الله أيها المسلمون واختاروا لبناتكم وأخواتكم وأمهاتكم وجميع من لكم عليهم ولاية، من لكم عليهن ولاية اختاروا لهن ذا الدين والخلق، ولا تتعجلوا في القبول، ابحثوا بحثا دقيقا من جميع الجوانب، لأن الناس اليوم قد تخفى كثير من أحوالهم، وتحتاج إلى تأن ونظر دقيق، وإذا تبين لكم صلاحه في دينه، وصلاحه في خلقه فلا تترددوا طرفة عين.
أيها المسلمون : أيها الأولياء، إن من الأولياء من يتحكمون في بناتهم ومن تحت ولايتهم من النساء فيمنعونهن من الخطاب الأكفاء مع رضا المرأة بالخاطب، وهذا حرام عليه، ولقد كنا نكلم عن طريق الهاتف من بعض النساء تشكو من أوليائهن، حيث تخطب من إنسان كفء ولكن وليها يتحكم به، ولكن وليها يتحكم في ذلك فلا يزوجه، فاتقوا الله أيها المسلمون لا تعتدوا على حقوق هؤلاء النساء، فإنهن سوف يكن خصما لكم يوم القيامة، اللهم إلا، إلا أن ترضى المرأة بخاطب لا يرضى دينه، مثل أن ترضى بشخص لا يصلي، أو بشخص يشرب الخمر، أو بشخص يمارس من المعاصي ما يخل بالشرف والدين، فلوليها في هذه الحال، بل يجب على وليها في هذه الحال أن يمنعها من التزوج به، ولو بقيت بلا زوج طول حياتها، وليس عليه في ذلك حرج، لأن هذا مقتضى الأمانة التي حملها،
أيها المسلمون : أيها الأولياء، إنه كما لا يجوز لكم أن تمنعوا النساء من تزويجهن بمن يرضى دينه وخلقه إذا رضين بذلك، فكذلك لا يجوز لكم أن تكرهوهن على الزواج بمن لا يرغبن نكاحه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فقال : : ( لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت )، ولا فرق في هذا بين الأب وغيره من الأولياء، فالأب لا يجبر ابنته ولو كانت بكرا على نكاح من لا ترغبه، وكذلك الأخ وغير الأخ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( البكر يستأذنها أبوها في نفسها وإذنها صماتها )، فاتقوا الله عباد الله، لا تزوجوا نساء من غير أكفائهن، لا تمنعوهن من نكاح أكفائهن، لا تجبروهن على نكاح من لا يرغبن نكاحه، ولا يكن همكم المال والدنيا، فإن ذلك من السخف، إن ذلك من السخف، إن من السخف أن ينزل الرجل بنفسه فيزوج من أجل المال، ويرد من أجل المال، حتى إنه ليقبل الخاطب وترضى به المرأة وأهلها، فإذا أرسل الجهاز وكان قاصرا ع عن ما يريدون ردوه وتركوا تزويج هذا الخاطب بعد قبوله، كأنما المقصود المال، وكأن المرأة سلعة تباع وتشترى، وشأن النكاح أعظم مما يريد هؤلاء السفهاء، فإنه قصيم القرابة في الصلة بين الناس كما قال الله تعالى : (( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا )) وإنني أقول، إنني أقول لهؤلاء الأولياء الذين ليس لهم هم إلا المال، إنه ليس لكم من مهر المرأة شيئا، إن جميع مهر المرأة لها، لا يحل لأخيها ولا لعمها ولا لأمها ولا لأبيها أن يشترط لنفسه شيئا منه، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر أن المهر لها، ولكن بعد عقد النكاح لا بأس أن يكرم أبوها أو أخوها بكرامة، وأما اشتراط ذلك في العقد فإن هذا لا يجوز، ولا يحل لمن اشترط له أن يأخذ منه شيئا، يقول الله تعالى : (( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا )) فجعل الصداق للنساء، وهذا يعني أنه لا حق لأوليائهن فيه، ولو كانوا من أقرب الناس إليهن، فاتقوا الله أيها المسلمون وعظموا شأن الأمانة، ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة يرجو بها قائلها النجاة يوم يلاقيه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد : أيها الإخوة المسلمون، اتقوا الله تعالى، واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الأولاد، فإن نعمة الأولاد من نعم الله الكبرى، سواء كانوا بنين أم بنات، سواء كانوا بنين أم بناتا، وذلك لأن الله سبحانه إذا أنعم على الإنسان بما يسره فإنها نعمة يجب عليه أن يشكر الله عليها، وأن يستعين الله تعالى على شكره عليها، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل أن يقول : ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ).
أيها المسلمون : اتقوا الله تعالى في هذه النعمة، راقبوا أولادكم من بنين وبنات، أدوا حق الله عليكم فيهم، علموهم وأدبوهم، مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر، وإننا في هذه الإجازة سوف يكون لأولادنا فراغ كبير، فعلينا أن نلاحظ ماذا يصنع أولادنا في هذه الإجازة، وإذا كان هناك مراكز صيفية يقوم عليها أناس أمناء، فإن من المستحسن أن يدخل الشباب هذه المراكز حفظا للأوقات، وتحصيلا للمنفعة التي تحصل في هذه المراكز من محاضرات ودراسة وتوجيه وغير ذلك مما يعرف في برامج هذه المراكز، وكذلك احرصوا على إدخالهم في حلقات تحفيظ القرآن في المساجد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) ومن استعان أحدا على تعلم القرآن، فإنه يناله من هذه الخيرية نصيب.
اللهم أعنا على ما حملتنا من الأمانة، اللهم أعنا عليها حتى نقوم بها على الوجه الذي يرضيك عنا يا رب العالمين، اللهم أصلح قلوبنا، وأصلح أعمالنا، وأصلح ذرياتنا، وأصلح مجتمعنا، وأصلح ولاة أمورنا يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين، واعلموا أيها المسلمون أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، فعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار، واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما : (( إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا))، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم يا ذا الجلال والإكرام .
اضيفت في - 2009-05-19