سلسلة اللقاء الشهري-13a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
كلمة للشيخ حول مسائل في تحية السلام .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فإنه يسرنا في هذه الليلة، ليلة الأحد الثالث والعشرين، السابع عشر من شهر ربيع الثاني، عام أربعة عشر وأربعمائة وألف، أن نلتقي بكم لقاء هذا الشهر، ونعتذر عن فوات اللقاء في الشهر السابق، لأنه لم يتيسر فكنا مسافرين، لقاؤنا في هذه الليلة كنت أريد أن أستمر في تفسير سورة (( ق )) ولكن رأيت أن يكون موضوع اللقاء هو السلام وآدابه، والمصافحة، وتقبيل الرأس أو الجبهة أو ما أشبه هذا، لأن ذلك من المهم، فنقول : السلام اسم من أسماء الله كما قال الله تعالى في آخر سورة الحشر وكما سمعتموها في قراءة صلاة العشاء الليلة (( القدوس السلام )) ومعنى السلام الذي هو اسم من أسماء الله معناه : السالم من كل نقص وعيب، فهو حي لا يموت، وهو حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، وهو عالم بما مضى وما يستقبل، لا يضل ربي ولا ينسى، وهو قوي عزيز قادر، (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض ))، (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ))، (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ )) والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، أن الله منزه عن كل عيب، ومن العيب أن يكون مماثلا للمخلوق، لأن المخلوق ناقص، فلو جعلنا الله مثل المخلوق لكان ذلك نقصا وعيبا قال الله تعالى : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ))، وقال تعالى : (( ولم يكن له كفوا أحد ))، وقال تعالى : (( هل تعلم له سميا ))، معنى سميا : أي نظيرا ومشابها، إذا السلام من أسماء الله ومعناه إيش؟ السالم من كل عيب ونقص .
معنى قول المسلم: (السلام عليك).
الشيخ : فهل معنى قول المسلم السلام عليك، هل معناه الله عليك؟ أو معناه رحمة السلام عليك؟ لا، معنى قول المسلِّم السلام عليك، معناه الدعاء بالسلامة أن يسلمك الله من السوء في دينك ودنياك، في نفسك وأهلك، في بيتك، في مالك، سلام من كل شيء، السلام عليك، هذا هو المعنى الذي يبدأ به الإنسان أخاه عند ملاقاته، السلام عليك، أي أنك تدعو الله بأن يسلمه من كل آفة، من كل بلاء، من كل سوء، من كل مكروه، هذا هو معنى السلام، مع ما يتضمنه من التحية والترحيب والانبساط إلى الشخص، ولهذا إذا لاقاك إنسان ولم يسلم عليك صار في نفسك عليه شيء، لكن إذا سلم زال ما في نفسك وعرفت أنه أخوك وأنه يحبك، وعلى هذا فمعنى السلام عليك : أي أسأل الله لك السلامة من كل آفة، في دينك، في دنياك، في بدنك، في أهلك، في مالك، في مجتمعك، في كل شيء .
لفظ السلام المختار.
الشيخ : ثم إن اللفظ المختار أن يقول الإنسان : السلام عليك، وهو أفضل من أن تقول سلام عليك، وذلك لأنه معرف، السلام، معرف محلى بأل، وسلام نكرة، والمعرف أكمل من النكرة، ولهذا قال العلماء : تعريف السلام أفضل من تنكيره، أي أن تقول السلام عليك، أفضل من أن تقول سلام عليك، ثم هل تقول عليك، أم عليكم؟ تقول عليك بالإفراد إن كنت تسلم على واحد، وإن كنت تسلم على جماعة فقل عليكم، على أن بعض أهل العلم يقول، تقول السلام عليكم ولو كان واحدا، لأنه ما من إنسان إلا ومعه ملكان عن اليمين وعن الشمال، فإذا قلت السلام عليكم فأنت تريد بهذا الجمع المسلم عليه من البشر ومن معه من الملائكة عن اليمين وعن الشمال قعيد، لكن الإفراد هو الذي جاءت به السنة، السلام عليك إذا كان واحدا، وإذا كانوا جماعة السلام عليكم .
حكم السلام وأجره وفواءده.
الشيخ : أما حكم السلام، فحكمه سنة مؤكدة ما لم يكن تركه هجرا، فإن كان تركه هجرا كان واجبا، مرة ثانية، السلام الأصل أنه إيش؟ سنة مؤكدة ما لم يصل تركه إلى حد الهجر فيكون واجبا، ومتى يكون تركه يصل إلى حد الهجر؟ إذا زاد على ثلاثة أيام تلاقي أخا لك ولا تسلم عليه فإن هذا حرام، يجب أن تسلم لأنه ( لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، هكذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما أجر السلام، فقد بينه الرسول عليه الصلاة والسلام، أن في قول القائل السلام عليك عشر حسنات، عشر حسنات، حسنات تجدها متى؟ تجدها أحوج ما تكون إليها في يوم القيامة، ثم هذه الحسنات تكسب القلب زيادة في الإيمان، كل حسنة يفعلها الإنسان مخلصا لله فيها متبعا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن إيمانه يزداد بها، (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )) ثم في السلام أيضا سبب لدخول الجنة التي كل إنسان يريد الوصول إليها، دليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( والله لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم )، أفشوا السلام، أي أظهروا السلام بينكم، فإفشاء السلام من أسباب المودة، والمودة من كمال الإيمان، والإيمان يدخل الجنة، إذا ففائدته عظيمة، مع العشر حسنات، مع التآلف بين الناس والمحبة، فائدته أنه سبب لدخول الجنة .
أما أجر السلام، فقد بينه الرسول عليه الصلاة والسلام، أن في قول القائل السلام عليك عشر حسنات، عشر حسنات، حسنات تجدها متى؟ تجدها أحوج ما تكون إليها في يوم القيامة، ثم هذه الحسنات تكسب القلب زيادة في الإيمان، كل حسنة يفعلها الإنسان مخلصا لله فيها متبعا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن إيمانه يزداد بها، (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )) ثم في السلام أيضا سبب لدخول الجنة التي كل إنسان يريد الوصول إليها، دليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( والله لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم )، أفشوا السلام، أي أظهروا السلام بينكم، فإفشاء السلام من أسباب المودة، والمودة من كمال الإيمان، والإيمان يدخل الجنة، إذا ففائدته عظيمة، مع العشر حسنات، مع التآلف بين الناس والمحبة، فائدته أنه سبب لدخول الجنة .
جواب السلام.
الشيخ : والصيغة المشروعة هي كما قلت السلام عليك، الجواب إذا سلمت على شخص السلام عليك، فالجواب لا بد أن يكون مثل الابتداء، لقول الله تعالى : (( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ))، حيوا بأحسن منها: هذا الأكمل، أو ردوها : هذا الواجب، فإذا كنت إذا قلت السلام عليك، يعني أنك تدعو لصاحبك بالسلامة، فهل يكفي في الرد أن يقول أهلا ومرحبا؟ ننظر، هل إذا قال أهلا ومرحبا هل هو دعا لك بالسلامة؟ أبدا، وإنما هو ترحيب فقط، فلو قال ألف مرة أهلا ومرحبا فإنه لا يجزء، لا يجزء عن الواجب، فيكون الراد الذي يقتصر على أهلا ومرحبا، يكون آثما إذا كان يعلم أن هذا الرد لا يكفي فإنه يأثم، قل : عليك السلام ثم رحب بما شئت، ولهذا جاء في الحديث الصحيح حين عرج برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى السماء، بل إلى السماوات، كلما سلم على واحد في السماء رد عليه السلام، وقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، إلا آدم وإبراهيم فإنهما قالا : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح، على كل حال الحديث فيه : فرد السلام وقال مرحبا، فدل ذلك على أن قول الإنسان في الجواب مرحبا أو أهلا أو حياك الله أو ما أشبه ذلك ليس برد، وأن الإنسان لم تبرأ ذمته، لابد أن يقول عليك السلام ثم يهلي ويرحب بما شاء، ومن عجب أن هذه الصيغة المحمدية النبوية، " السلام عليك، عليك السلام "، تكاد تفقد في مكالمات الهاتف، الهاتف إذا زهمت على صاحبك ورفع السماعة ماذا تقول؟ أه؟ تقول هالو، هالو معناها إيش؟ مرحبا أو أهلا أو ما أشبه ذلك، قل السلام عليك، ليرد عليك فيقول عليك السلام، إذا قلت هذا حصّلت عشر حسنات، وهو إذا رد يحصل أيضا عشر حسنات، وأرأيت لو أن بعض الناس قيل له كلما قلت السلام عليك نعطيك ريال واحد، يسلم أو لا؟ نعم؟ يسلم، يسلم على كل أحد يلقاه، الصغير والكبير، وربما يتوهم العمود إنسانا فيسلم عليه، لأنه يريد أن يأخذ إيش؟ ريالا، لكن هذا عشر حسنات مدخرة في يوم تكون أنت أحوج ما تكون إليها.
من الذي يبدأ بالسلام.
الشيخ : ثم إن السلام يكون بالترتيب التالي : من الصغير إلى الكبير، ومن الراكب إلى الماشي، ومن الماشي إلى القاعد، هكذا جاء في الحديث، من القليل على الكثير إذا تلاقى اثنان مع ثلاثة، من المطالب بالسلام؟ من؟ الاثنان، إذا تلاقى رجل له ثلاثون سنة وآخر له أربعون سنة، من المطالب؟ من له ثلاثون سنة، إذا تلاقى راكب وماشي من المطالب؟ الراكب، ولكن إذا لم يقم المطالب بما يطلب منه من السلام فهل الآخر يترك السلام؟ لا، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يبدأ من لقيه بالسلام، ولو كان أصغر منه، أنت لا تقل هو الذي عليه السلام فأنا لا أسلم، إذا كان هو لا يعلم بالسنة، أو متهاونا بالسنة، أو متهاونا بك أنت فابدأه بالسلام، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( خيرهما الذي يبدأ بالسلام )، ولا تحقرن من المعروف شيئا .
المصافحة بعد السلام.
الشيخ : ثم إن المشروع في السلام عند الملاقاة المصافحة، وقد جاء في الحديث ( أن الرجلين إذا التقيا فتصافحا فإن ذنوبهما تتحات كما تحات ورقة الشجرة منها )، لأن المصافحة تجلب المودة، فمن السنة عند الملاقاة المصافحة، ولكن ليس من السنة ما صار بعض الناس اليوم يفعله، إذا لاقاك أخذ برأسك ولم يصافحك، هذا لا شك أنه خلاف السنة، ولم أعلم أحدا من أهل العلم قال إنه يسن الأخذ بالرأس، وإنما قالوا يصافح باليد ثم إن كان الرجل أهلا لأن يقبل رأسه أو جبهته كالأب والأخ الكبير وما أشبه ذلك، فليقبل رأسه أو جبهته، أما أن يكون من أول ما يلقاك يأخذ برأسك، ثم يقبل رأسك ولا يصافح، يقبل رأسك ويسلم وينصرف، هكذا يفعل بعض الناس فهذا خلاف السنة، صافح أولا ثم إذا كان الإنسان أهلا لأن يقبل رأسه أو جبهته فليقبل .
حكم السلام على المشغول.
الشيخ : ثم إن السلام لا ينبغي أن يلقى إلى شخص متشاغل بحيث نشوش عليه، فإذا رأينا شخصا يقرأ القرآن يتحفظه، ويغلب على ظننا أو نجزم بأننا إذا سلمنا عليه شوشنا عليه، فالسنة أن لا نسلم، لأن ذلك يشغله، إلا إذا رأيناه متهيئا ينظر إلينا يريد أن نسلم فحينئذ نسلم، لأن ترك السلام عليه حينئذ يبقي في قلبه شيئا، وأما من يصلي، أما من يصلي، فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسلمون على النبي صلى الله علي وعلى آله وسلم وهو يصلي، لكن لا ترد باللفظ، رد بالإشارة، يعني ارفع يدك هكذا حتى يتبين له أنك رددت عليه، ثم إن بقي حتى تسلم فرد عليه باللفظ، وإن انصرف كفت الإشارة، لأن الإنسان المصلي ممنوع من كلام الآدميين، والممنوع شرعا كالمحروم حسا، ولهذا يكون رد الأخرس بماذا؟ إيش؟ بالإشارة، لأنه محروم من الكلام، ما يستطيع، المصلي أيضا ممنوع من الكلام لأنه لا يجوز له أن يرد السلام لأنه كلام الآدميين، وكلام الآدميين في الصلاة محرم، ولكن ما تقولون لو أن رجلا سلمنا عليه وهو يصلي فسها ورد السلام، قال عليك السلام، أتبطل صلاته؟ الجواب لا، لا تبطل صلاته، لماذا؟ لقول الله تبارك وتعالى : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) وهذا عام، وهذه الآية خذوها قاعدة من الله عز وجل، كل عمل محرم فعلته خطئا أو نسيانا فإنه معفو عنه، لا تؤاخذ به ولا يبطل العبادة، ولا يترتب عليه كفارة، لأن الإنسان معذور، بل قد ورد العذر بالجهل في الكلام، والجهل أخو النسيان، ورد العذر بالجهل في الكلام في قصة معاوية بن الحكم رضي الله عنه، معاوية بن الحكم دخل مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يصلي فعطس رجل من القوم فقال : الحمد لله، فقال معاوية بن الحكم، ما هو معاوية بن أبي سفيان، معاوية بن الحكم قال يرحمك الله، جملة يرحمك الله كلام آدمي تبطل الصلاة، فرماه الناس بأبصارهم، أي جعلوا ينظرون إليه بأبصارهم منكرين عليه، فقال : واثكل أمياه، كلمة يؤتى بها للتحسر، فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت، فلما انصرف من صلاته، دعاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال معاوية : فبأبي هو وأمي، والله ما كهرني ولا نهرني، وإنما قال : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن )، أو كما قال، ولم يأمره بالإعادة، ولو كان الكلام في حال الجهل مبطلا للصلاة لأمره بإيش؟ بإعادة الصلاة، كما أمر الرجل الذي دخل وصلى وهو لا يطمئن في صلاته أمره أن يعيد الصلاة، على كل حال نقول : إذا سلمت على شخص وهو يصلي وسها فرد عليك، فصلاته صحيحة ولا تبطل، لأنه ساه وقد قال الله تعالى : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )).
حكم السلام على المبتدع والكافر والفاسق.
الشيخ : ومن مباحث السلام هل نسلم على المبتدع؟ هل نسلم على الفاسق؟ هل نسلم على الكافر؟ ثلاثة أسئلة، هل نسلم على المبتدع؟ الجواب في ذلك تفصيل، إن كانت البدعة مكفرة فإنه لا يسلم عليه، لأن الكافر لا يجوز أن تسلم عليه، وإن كانت لا تبلغ الكفر كما لو كان مبتدعا في بعض الأذكار التي لا تخرج من الملة وما أشبه ذلك فإنه ينظر، إن كان في ترك السلام عليه مصلحة وجب أن نترك السلام عليه، كيف يكون مصلحة في ترك السلام؟ نعم، يعرف أنه إنما هجر لأنه مبتدع فيرتدع عن بدعته ويتوب، فهنا يجب أن نهجره لحصول توبته، وإن كان لا يزداد بالهجر إلا مفسدة وإقداما على البدعة ودعوة إليها فإننا لا نهجره لأنه مسلم، ولا يجوز هجر المسلم.
الثاني : الفاسق، كيف الفاسق ؟مثل إيش؟ كأن يكون هذا الرجل معروفا بأكل الربا، أو يكون هذا الرجل معروفا بعقوق الوالدين، أو معروفا بالتساهل بالصلاة لكنه يصلي، هذا فاسق، هل نسلم عليه أو لا؟ نقول : فيه ما قلنا في صاحب البدعة غير المكفرة، وهو أنه إذا كان هجرنا إياه يؤدي إلى صلاح حاله هجرناه، وإن كان لا يؤدي إلى صلاح حاله لم نهجره لأنه مؤمن، الفاسق يا إخواني مؤمن لكنه مؤمن ناقص الإيمان، فإذا رأينا هذا الرجل الذي نعرف أنه منهمك في أكل الربا فإن كان في هجرنا إياه يرتدع عن أكل الربا هجرناه، فلا نسلم عليه ولا نجيب دعوته إذا دعانا، ولا ندعوه نحن إلى وليمه، لأنه إذا فعلنا به هكذا ارتدع، وهل لهذا أصل؟ أعني هجر العاصي، الجواب : نعم له أصل، وأصله أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج إلى غزوة تبوك في أي سنة؟ التاسعة، في أي فصل؟ في فصل الصيف حين طابت الثمار، يعني أنه في أشد ما يكون من الحر، والثمار قد طابت، الرطب، والظل، والماء البارد، ولهذا تخلف المنافقون عنها، وتخلف عنها من الرجال المؤمنين حقا ثلاثة وهم من؟ كعب بن مالك، والثاني هلال بن أمية، والثالث مرارة بن الربيع، تخلفوا عن الغزوة مع أنهم قادرون ليس لهم عذر، فلما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جاء المعذرون من الأعراب، جاء المنافقون يحلفون، يحلفون بأنهم معذورون، فكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستغفر الله لهم ويكل سرائرهم إلى الله، أما كعب بن مالك فقد أخبر بالصدق، وقال إنه تخلف لغير عذر، وأنه في هذه الغزوة يملك بعيرين، ولكنه رضي الله عنه كان صريحا، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : ( اذهب فسوف يقضي الله فيك ما شاء ) ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجر الثلاثة، أمر بهجر الثلاثة فهجرهم الناس، حتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هجرهم، يقول كعب كنت آتي فأسلم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأقول هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ مع أنه أحسن الناس خلقا، فهذا أصل في هجر من؟ في هجر الفاسق، وهم لا شك أنهم تابوا فتاب الله عليهم، وأنزل فيهم آية تتلى إلى يوم القيامة، يقرؤها الناس في صلاتهم وفي خلواتهم، ولكننا نقول : هجر العاصي جائز أو واجب متى؟ إذا كان في ذلك مصلحة حيث يرتدع، أما إذا كان في ذلك مفسدة بحيث يزداد في فسقه ويقول ما هؤلاء المطاوعة الذين لا يسلمون علينا، نحن لا يهمننا وما أشبه ذلك من الكلام الذي يدل على أنه متمرد، فهنا لا نهجره لأنه مؤمن، والأصل تحريم هجر المؤمن إلا لمصلحة، من بقي علينا؟ الكافر، هل نسلم على الكافر؟ لا نسلم عليه أبدا لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه ) مع أن اليهود والنصارى هم خير الكفار، والكفار كلهم لا خير فيهم، لكن لهم أحكام خاصة بهم، ولهذا تحل نساؤهم وتحل ذبائحهم، ويقرون على دينهم بالجزية، وغيرهم لا تحل نساؤهم ولا تحل ذبائحهم، ولا يقرون على دينهم بالجزية عند أكثر أهل العلم، واضح يا جماعة، إذا كان الرسول نهى أن نبدأ اليهود والنصارى بالسلام، فغيرهم من البوذيين والمجوسييين والوثنيين والشيوعيين من باب أولى، ولهذا لا يجوز أن تسلم على يهودي أو نصراني أو غيرهما من الكفار حتى لو دخلت عليهم في مجالسهم لا تسلم، امتثالا لأمر من؟ لأمر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )) لكن إذا سلموا هل أرد عليهم السلام؟ نقول نعم ترد عليهم السلام، لأن الله يأمر بالعدل والإحسان، وليس من العدل إذا سلم عليك أحد أن لا ترد عليه، ولهذا كان من محاسن دين الإسلام أنهم أي الكفار، إذا سلموا علينا رددنا عليهم السلام، ولكن كيف نرد؟ نرد إذا صرحوا بالسلام علينا وقالوا السلام عليكم، سلاما واضحا، قلنا عليكم السلام، إذا كان غير صريح، غير واضح، نقول عليكم بس، أو وعليكم، ولا نقل السلام، لأن اليهود كانوا في المدينة مع الرسول عليه الصلاة والسلام، كانوا ساكنين في المدينة، فيمرون بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيقولون السام عليك يا محمد، السام، معنى السام؟ أي الموت، ولكنهم ما يوضحون توضيحا كاملا، ما يقولون السام عليك، يجعلونها بين اللام وبين عدمها، السام، يعني ما هي واضحة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن اليهود إذا سلموا عليكم يقولون السام عليكم فقولوا وعليكم ) ومر يهودي بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعنده أم المؤمنين عائشة، فقال السام عليك يا محمد، قالت عائشة عليك السام واللعنة، عليك الموت وعليك أيضا زيادة، (( وإذا حييتم بتحية فحيوا )) نعم، هذا حيى بتحية سيئة فحيي بأسوأ منها، ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهاها وقال : ( إن الله رفيق يحب الرفق، فإذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم)، جازوهم بالعدل، في باب الفضل حيوا بأحسن منها، لكن في باب العدل لا تحيوا بأسوأ منها، تقولوا وعليكم، وبهذا يحصل الرد الواجب، إن كانوا قد قالوا السام عليكم فهو لهم، وإن كانوا قد قالوا السلام عليكم فهو لهم، فإذا صرحوا قالوا السلام عليكم كما يوجد الآن في كثير من الأعاجم، من الهنود وغير الهنود، يقول السلام عليك، وهو كافر فماذا تقول؟ لك أن تقول عليك السلام، عليك السلام لأن الإسلام ميزان قسط عدل، تقول عليك السلام، ولا حرج عليك في هذا .
الثاني : الفاسق، كيف الفاسق ؟مثل إيش؟ كأن يكون هذا الرجل معروفا بأكل الربا، أو يكون هذا الرجل معروفا بعقوق الوالدين، أو معروفا بالتساهل بالصلاة لكنه يصلي، هذا فاسق، هل نسلم عليه أو لا؟ نقول : فيه ما قلنا في صاحب البدعة غير المكفرة، وهو أنه إذا كان هجرنا إياه يؤدي إلى صلاح حاله هجرناه، وإن كان لا يؤدي إلى صلاح حاله لم نهجره لأنه مؤمن، الفاسق يا إخواني مؤمن لكنه مؤمن ناقص الإيمان، فإذا رأينا هذا الرجل الذي نعرف أنه منهمك في أكل الربا فإن كان في هجرنا إياه يرتدع عن أكل الربا هجرناه، فلا نسلم عليه ولا نجيب دعوته إذا دعانا، ولا ندعوه نحن إلى وليمه، لأنه إذا فعلنا به هكذا ارتدع، وهل لهذا أصل؟ أعني هجر العاصي، الجواب : نعم له أصل، وأصله أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج إلى غزوة تبوك في أي سنة؟ التاسعة، في أي فصل؟ في فصل الصيف حين طابت الثمار، يعني أنه في أشد ما يكون من الحر، والثمار قد طابت، الرطب، والظل، والماء البارد، ولهذا تخلف المنافقون عنها، وتخلف عنها من الرجال المؤمنين حقا ثلاثة وهم من؟ كعب بن مالك، والثاني هلال بن أمية، والثالث مرارة بن الربيع، تخلفوا عن الغزوة مع أنهم قادرون ليس لهم عذر، فلما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جاء المعذرون من الأعراب، جاء المنافقون يحلفون، يحلفون بأنهم معذورون، فكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستغفر الله لهم ويكل سرائرهم إلى الله، أما كعب بن مالك فقد أخبر بالصدق، وقال إنه تخلف لغير عذر، وأنه في هذه الغزوة يملك بعيرين، ولكنه رضي الله عنه كان صريحا، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : ( اذهب فسوف يقضي الله فيك ما شاء ) ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجر الثلاثة، أمر بهجر الثلاثة فهجرهم الناس، حتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هجرهم، يقول كعب كنت آتي فأسلم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأقول هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ مع أنه أحسن الناس خلقا، فهذا أصل في هجر من؟ في هجر الفاسق، وهم لا شك أنهم تابوا فتاب الله عليهم، وأنزل فيهم آية تتلى إلى يوم القيامة، يقرؤها الناس في صلاتهم وفي خلواتهم، ولكننا نقول : هجر العاصي جائز أو واجب متى؟ إذا كان في ذلك مصلحة حيث يرتدع، أما إذا كان في ذلك مفسدة بحيث يزداد في فسقه ويقول ما هؤلاء المطاوعة الذين لا يسلمون علينا، نحن لا يهمننا وما أشبه ذلك من الكلام الذي يدل على أنه متمرد، فهنا لا نهجره لأنه مؤمن، والأصل تحريم هجر المؤمن إلا لمصلحة، من بقي علينا؟ الكافر، هل نسلم على الكافر؟ لا نسلم عليه أبدا لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه ) مع أن اليهود والنصارى هم خير الكفار، والكفار كلهم لا خير فيهم، لكن لهم أحكام خاصة بهم، ولهذا تحل نساؤهم وتحل ذبائحهم، ويقرون على دينهم بالجزية، وغيرهم لا تحل نساؤهم ولا تحل ذبائحهم، ولا يقرون على دينهم بالجزية عند أكثر أهل العلم، واضح يا جماعة، إذا كان الرسول نهى أن نبدأ اليهود والنصارى بالسلام، فغيرهم من البوذيين والمجوسييين والوثنيين والشيوعيين من باب أولى، ولهذا لا يجوز أن تسلم على يهودي أو نصراني أو غيرهما من الكفار حتى لو دخلت عليهم في مجالسهم لا تسلم، امتثالا لأمر من؟ لأمر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )) لكن إذا سلموا هل أرد عليهم السلام؟ نقول نعم ترد عليهم السلام، لأن الله يأمر بالعدل والإحسان، وليس من العدل إذا سلم عليك أحد أن لا ترد عليه، ولهذا كان من محاسن دين الإسلام أنهم أي الكفار، إذا سلموا علينا رددنا عليهم السلام، ولكن كيف نرد؟ نرد إذا صرحوا بالسلام علينا وقالوا السلام عليكم، سلاما واضحا، قلنا عليكم السلام، إذا كان غير صريح، غير واضح، نقول عليكم بس، أو وعليكم، ولا نقل السلام، لأن اليهود كانوا في المدينة مع الرسول عليه الصلاة والسلام، كانوا ساكنين في المدينة، فيمرون بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيقولون السام عليك يا محمد، السام، معنى السام؟ أي الموت، ولكنهم ما يوضحون توضيحا كاملا، ما يقولون السام عليك، يجعلونها بين اللام وبين عدمها، السام، يعني ما هي واضحة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن اليهود إذا سلموا عليكم يقولون السام عليكم فقولوا وعليكم ) ومر يهودي بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعنده أم المؤمنين عائشة، فقال السام عليك يا محمد، قالت عائشة عليك السام واللعنة، عليك الموت وعليك أيضا زيادة، (( وإذا حييتم بتحية فحيوا )) نعم، هذا حيى بتحية سيئة فحيي بأسوأ منها، ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهاها وقال : ( إن الله رفيق يحب الرفق، فإذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم)، جازوهم بالعدل، في باب الفضل حيوا بأحسن منها، لكن في باب العدل لا تحيوا بأسوأ منها، تقولوا وعليكم، وبهذا يحصل الرد الواجب، إن كانوا قد قالوا السام عليكم فهو لهم، وإن كانوا قد قالوا السلام عليكم فهو لهم، فإذا صرحوا قالوا السلام عليكم كما يوجد الآن في كثير من الأعاجم، من الهنود وغير الهنود، يقول السلام عليك، وهو كافر فماذا تقول؟ لك أن تقول عليك السلام، عليك السلام لأن الإسلام ميزان قسط عدل، تقول عليك السلام، ولا حرج عليك في هذا .
رد السلام بالأمثل.
الشيخ : طيب ومن الأمور التي تجب ملاحظتها في السلام أن ترد بالمثل كما وكيفا، يعني في الكمية وفي الكيفية، فإذا قال المسلم : السلام عليك ورحمة الله، فما الجواب؟، عليكم السلام ورحمة الله، إذا قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فالجواب عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إذا قال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه وخيراته، اقتصر على عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لأن هذا ما جاءت به السنة، هذا باعتبار الكمية، يعني أعطه من الجمل مثل ما أعطاك، وباعتبار الكيفية، كيف؟ باعتبار الكيفية يسلم بعض الناس بكلام واضح صريح برفع صوته، يجي الراد، يرد عليه بأنفه، ما معنى بأنفه؟ يعني يتكلم بأنفه، بكلام ربما لا يسمع، فهل يجزىء هذا الرد أو لا يجزىء ؟ أجيبوا يا جماعة؟ المسلم قال السلام عليكم، وهذا قال عليكم السلام، هل يجزىء هذا أو لا؟ لا يجزىء، لأن هذا أنقص في الكيفية من السلام، والله يقول : (( فحيوا بأحسن منها أو ردوها ))، ولهذا تجد المسلّم في نفسه شيء ويعتب على هذا، يقول ليش أخي؟ أنا أسلم عليك بلسان فصيح صريح وأنت تسلم علي بأدنى أنفك، فهذه أيضا من المسألة التي يجب التنبه لها .
مسائل أخرى متعلقة بالسلام.
الشيخ : طيب، إذا دخلت على جماعة وفيهم كفار ومسلمون فهل تسلم أو لا تسلم؟ نقول : سلم، لكن تنوي بالسلام من؟ المسلمين، تقول : السلام عليكم تخاطب المجموع وتنوي المسلمين، لا تنوي الكفار، لأن الكفار لا يجوز ابتداؤهم بالسلام، والأعمال بالنيات، فأنت تنوي المسلمين في هذه الحال ولا تنوي غيرهم، طيب، إذا دخلت مجلسا وفيهم رجل كبير لعلمه أو فضله أو ما أشبه ذلك، وسلمت وأنت تقصد هذا العالم ورد غيره، هل تبرأ ذمة هذا العالم الذي نعلم أن المسلّم إنما قصده هو بنفسه في السلام؟ الجواب لا، ولهذا إذا دخل إنسان وسلم، وأنا أعلم أنه إنما يريد العالم، قلنا للعالم لا بد أن ترد، إن رد غيرك فإنه لا يجزي، لأننا نعلم أن مراد هذا الداخل بالسلام السلام على هذا العالم قبل كل شيء، فهذه جمل من المسائل في السلام، وفي النهاية أوصيكم أن تفشوا السلام بينكم، أفشوا السلام، لا يمر أحد على أحد إلا ويسلم عليه، تزرعوا المودة بينكم، ويزداد بذلك إيمانكم، ويكون هذا سببا لدخولكم الجنة، وهو من مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، وفقنا الله وإياكم لذلك، وجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وإلى الأسئلة.
كيف يرد السلام على من سلم عليه وهو في الحمام .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم
سائل يقول فضيلة الشيخ، بعد هذا الكلام عن السلام، أريد أن نعرف طريقة رد السلام على من سلم علينا ونحن في دورة المياه فماذا نفعل .؟
الشيخ : أولا : الذي في دورة المياه لا يسلم عليه حتى يخرج، لكن لو فرض أنه سلم فهنا لا طريق إلى رد السلام، لأنه إن أشار لم يره، وإن نطق فلا ينبغي أن يدعو الله تعالى في مثل هذا المحل، بل ينتظر حتى يخرج، ثم إن كان صاحبه قد بقي رد عليه السلام، وإلا سقط عنه الرد، لأنه سلم عليه في حال لا يمكن له أن يرد، نعم .
سائل يقول فضيلة الشيخ، بعد هذا الكلام عن السلام، أريد أن نعرف طريقة رد السلام على من سلم علينا ونحن في دورة المياه فماذا نفعل .؟
الشيخ : أولا : الذي في دورة المياه لا يسلم عليه حتى يخرج، لكن لو فرض أنه سلم فهنا لا طريق إلى رد السلام، لأنه إن أشار لم يره، وإن نطق فلا ينبغي أن يدعو الله تعالى في مثل هذا المحل، بل ينتظر حتى يخرج، ثم إن كان صاحبه قد بقي رد عليه السلام، وإلا سقط عنه الرد، لأنه سلم عليه في حال لا يمكن له أن يرد، نعم .
هل يجوز رد السلام على المرأة ، وهل يسلم على المرأة ابتداء ، وهل يفرق بين المرأة الصغيرة والكبيرة التي لا يوجد منها فتنة ، وما حكم المصافحة وتقبيل رأس العجوز .؟
السائل : ماذا يفعل الإنسان بالنسبة لرد السلام على المرأة، وهل يسلم على المرأة ابتداء؟ وهل يفرق بين المرأة الصغيرة أو المرأة الكبيرة التي لا يوجد منها فتنة ؟ وما حكم المصافحة وتقبيل الرأس لهن يعني العجائز.؟
الشيخ : الرجل لا يسلم على المرأة، والمرأة لا تسلم على الرجل، لأن هذا فتنة، اللهم إلا عند المكالمة الهاتفية فتسلم المرأة أو الرجل بقدر الحاجة فقط، أو إذا كانت المرأة من معارفه، مثل أن يدخل بيته فيجد فيه امرأة يعرفها وتعرفه فيسلم، هذا لا بأس، أما أن يسلم على امرأة لقيته في السوق فهذا من أعظم الفتنة فلا يسلم، وأما تقبيل المحارم فتقبيلهن على الرأس والجبهة لا بأس به، تقبيلهن على الخد لا بأس به من مثل الأب، لأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل على ابنته عائشة رضي الله عنها وهي مريضة فقبل خدها، فهذا لا بأس به، أما إذا كان من غير البنت فإنه يكون على التقبيل على الجبهة وعلى الرأس، أما مصافحة المرأة غير ذات المحرم فإنها حرام، لأن مصافحتها أبلغ في حصول الفتنة من مشاهدتها، نعم .
السائل : تقبيل رأس العجائز؟
الشيخ : تقبيل رأس العجائز من ذوات المحارم لا بأس به، من غير ذوات المحارم لا تقبلها، لكن سؤال هل يجوز أن يقبل رأس زوجة أبيه؟ اللي عارف يرفع يده، هل يجوز أن يقبل رأس زوجة أبيه؟ قل؟
السائل : نعم لأنها أصبحت حراما عليه بالمصاهرة.
الشيخ : من المحارم، نعم يجوز لأنها من محارمه، طيب، وهل يجوز أن يصافح بنت زوجته؟ نعم
السائل : نعم يجوز لأنه المسؤل عنها .
الشيخ : خطأ، نعم قل فيه تفصيل.
السائل : إن دخل على أمها هو يسلم عليها .
الشيخ : قد دخل بأمها فيصافحها، وإلا فلا، كيف يكون لها بنت وهو ما دخل بها؟
السائل : البنت للأم غيره
الشيخ : من غيره، ويكون هو قد عقد عليها لكن لم يدخل بها، أي لم يجامعها، وحينئذ لا تكون هذه البنت محرما له، تمام نعم .
الشيخ : الرجل لا يسلم على المرأة، والمرأة لا تسلم على الرجل، لأن هذا فتنة، اللهم إلا عند المكالمة الهاتفية فتسلم المرأة أو الرجل بقدر الحاجة فقط، أو إذا كانت المرأة من معارفه، مثل أن يدخل بيته فيجد فيه امرأة يعرفها وتعرفه فيسلم، هذا لا بأس، أما أن يسلم على امرأة لقيته في السوق فهذا من أعظم الفتنة فلا يسلم، وأما تقبيل المحارم فتقبيلهن على الرأس والجبهة لا بأس به، تقبيلهن على الخد لا بأس به من مثل الأب، لأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل على ابنته عائشة رضي الله عنها وهي مريضة فقبل خدها، فهذا لا بأس به، أما إذا كان من غير البنت فإنه يكون على التقبيل على الجبهة وعلى الرأس، أما مصافحة المرأة غير ذات المحرم فإنها حرام، لأن مصافحتها أبلغ في حصول الفتنة من مشاهدتها، نعم .
السائل : تقبيل رأس العجائز؟
الشيخ : تقبيل رأس العجائز من ذوات المحارم لا بأس به، من غير ذوات المحارم لا تقبلها، لكن سؤال هل يجوز أن يقبل رأس زوجة أبيه؟ اللي عارف يرفع يده، هل يجوز أن يقبل رأس زوجة أبيه؟ قل؟
السائل : نعم لأنها أصبحت حراما عليه بالمصاهرة.
الشيخ : من المحارم، نعم يجوز لأنها من محارمه، طيب، وهل يجوز أن يصافح بنت زوجته؟ نعم
السائل : نعم يجوز لأنه المسؤل عنها .
الشيخ : خطأ، نعم قل فيه تفصيل.
السائل : إن دخل على أمها هو يسلم عليها .
الشيخ : قد دخل بأمها فيصافحها، وإلا فلا، كيف يكون لها بنت وهو ما دخل بها؟
السائل : البنت للأم غيره
الشيخ : من غيره، ويكون هو قد عقد عليها لكن لم يدخل بها، أي لم يجامعها، وحينئذ لا تكون هذه البنت محرما له، تمام نعم .
13 - هل يجوز رد السلام على المرأة ، وهل يسلم على المرأة ابتداء ، وهل يفرق بين المرأة الصغيرة والكبيرة التي لا يوجد منها فتنة ، وما حكم المصافحة وتقبيل رأس العجوز .؟ أستمع حفظ
إذا لقي الرجل جماعة وأراد السلام عليهم ومصافحتهم وكان من بينهم شيخ كبير أو صاحب قدر ومكانة فهل يبدأ به في السلام أم يبدأ باليمين ، وإذا ابتدأ بالرجل الكبير أو صاحب القدر فكيف يصنع هل يسلم على من بيمينه هو أو على من يمين الشيخ الكبير أو صاحب القدر .؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ إذا لقيت جماعة وأردت السلام عليهم ومصافحتهم وكان من بين هؤلاء شيخ كبير أو صاحب قدر ومكانة في وسط القوم فهل أبدأ به بالسلام أو أبدأ من اليمين؟ ثم إذا سلمت عليه فكيف أصنع هل هو على من يمينه أو على من يميني ؟
الشيخ : نعم، هذه المسألة تخفى على بعض الناس، إذا لاقيت أحدا أو دخلت مكانا فابدأ بالأكبر سواء بالمصافحة أو بتقديم الشاي أو القهوة أو ما أشبه ذلك، وبعض الناس يبدأ باليمين ولو كان أصغر وهذا خلاف السنة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان بيده سواك وكان أمامه رجلان فأراد أن يناوله الأصغر فقيل له كبر كبر، بخلاف ما إذا كان على يمينه صغير وعلى يساره الكبير وهو جالس بينهما فإنه يقدم اليمين ولو كان صغيرا، وعلى هذا فإذا دخل المجلس بدأ بالكبير، ثم إذا أعطاه فإنه يبدأ بمن على يمينه هو، لا على من يمين.
الشيخ : نعم، هذه المسألة تخفى على بعض الناس، إذا لاقيت أحدا أو دخلت مكانا فابدأ بالأكبر سواء بالمصافحة أو بتقديم الشاي أو القهوة أو ما أشبه ذلك، وبعض الناس يبدأ باليمين ولو كان أصغر وهذا خلاف السنة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان بيده سواك وكان أمامه رجلان فأراد أن يناوله الأصغر فقيل له كبر كبر، بخلاف ما إذا كان على يمينه صغير وعلى يساره الكبير وهو جالس بينهما فإنه يقدم اليمين ولو كان صغيرا، وعلى هذا فإذا دخل المجلس بدأ بالكبير، ثم إذا أعطاه فإنه يبدأ بمن على يمينه هو، لا على من يمين.
اضيفت في - 2009-05-19