سلسلة اللقاء الشهري-13b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
إذا لقي الرجل جماعة وأراد السلام عليهم ومصافحتهم وكان من بينهم شيخ كبير أو صاحب قدر ومكانة فهل يبدأ به في السلام أم يبدأ باليمين ، وإذا ابتدأ بالرجل الكبير أو صاحب القدر فكيف يصنع هل يسلم على من بيمينه هو أو على من يمين الشيخ الكبير أو صاحب القدر .؟
الشيخ : بخلاف ما إذا كان على يمينه صغير وعلى يساره الكبير وهو جالس بينهما فإنه يقدم اليمين ولو كان صغيرا، وعلى هذا فإذا دخل المجلس بدأ بالكبير، ثم إذا أعطاه فإنه يبدأ بمن على يمينه هو، لا من على يمين الكبير، مثلا دخل إنسان بالشاي، دخل بالشاي على هذا المجلس، أعطى الكبير، من يعطي بعده؟ الذي على يمين المعطي، ما هو اللي على يمين الآخذ الأول، الذي على يمين المعطي حتى يتم الأيمنون ثم يأتي على اليسار، وعلى كل حال الناس والحمد لله يوقر بعضهم بعضا، فإذا رأوا الكبير لا يستحق أن يعطى وإنما يعطى الآخر، دائما يقدمونه على أنفسهم نعم .
1 - إذا لقي الرجل جماعة وأراد السلام عليهم ومصافحتهم وكان من بينهم شيخ كبير أو صاحب قدر ومكانة فهل يبدأ به في السلام أم يبدأ باليمين ، وإذا ابتدأ بالرجل الكبير أو صاحب القدر فكيف يصنع هل يسلم على من بيمينه هو أو على من يمين الشيخ الكبير أو صاحب القدر .؟ أستمع حفظ
ما حكم القيام لمن دخل على جماعة وهم جلوس .؟
السائل : ما حكم القيام للداخل ؟ سواء كان الداخل يحب أن يقام له أو لا، فإن بعض الناس إذا لم تقم له يرى ذلك استنقاصا له لأنها عادة عندهم وليس كبرا منهم؟
الشيخ : القيام للداخل خلاف عمل الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإن الصحابة كانوا لا يقومون إذا دخل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأنهم يعلمون أنه يكره ذلك، لكن إذا اعتاد الناس القيام، وصار في ترك القيام مفسدة وحمل القلب الداخل على من في المجلس فلا بأس أن يقوم الإنسان، وقد وفد ثقيف إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقام لهم، وقد قال العلماء : رحمهم الله " هناك قيام إلى الشخص ووقيام للشخص وقيام على الشخص "، تختلف باختلاف حرف الجر، الأول قيام إيش؟ إليه، والثاني قيام له، والثالث قيام عليه، أما القيام إليه فإنه سنة إذا كان الذي قمت إليه أهلا لذلك، مثل أن يدخل رجل فتقوم وتقابله وتصافحه وتسلم عليه، هذا سنة لمن كان أهلا، ودليل ذلك قصة سعد بن معاذ رضي الله عنه ( حين قدم من المدينة إلى مكان بني قريظة، فلما أقبل قال النبي : صلى الله عليه وعلى آله وسلم : قوموا إلى صاحبكم )
وأما القيام له فهو الذي سمعتم أن الأولى عدم اعتياد الناس له، وأن الإنسان إذا دخل يجلس حيث ينتهي به المجلس، لكن إذا اعتاده الناس وكان في تركه شيء من المفسدة أو حمل القلوب على الداخل فليقم ولا بأس
الثالث : القيام عليه فهذا منهي عنه، نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى إنه لما صلى ذات يوم جالسا وقام الناس وراءه يصلون قياما أشار إليهم أن اجلسوا وقال : ( لا تفعلوا كما تفعل الأعاجم على ملوكها ) يعني تقوم على الإنسان، إلا إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين وإغاظة للمشركين فإن هذا لا بأس به، كما حصل من المغيرة بن شعبة في غزوة الحديبية حين كان قائما على رأس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعه السيف، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفاوض رسل المشركين، فهذا لا شك أنه خير، لأن فيه إعزازا للمسلمين وفيه إذلال للمشركين، ومثل ذلك إذا قيم على الرجل خوفا عليه فيكون في هذا حراسة فهذا أيضا لا بأس به، أما إذا قيم على رأسه تعظيما له فإن هذا لا يجوز نعم .
الشيخ : القيام للداخل خلاف عمل الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإن الصحابة كانوا لا يقومون إذا دخل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأنهم يعلمون أنه يكره ذلك، لكن إذا اعتاد الناس القيام، وصار في ترك القيام مفسدة وحمل القلب الداخل على من في المجلس فلا بأس أن يقوم الإنسان، وقد وفد ثقيف إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقام لهم، وقد قال العلماء : رحمهم الله " هناك قيام إلى الشخص ووقيام للشخص وقيام على الشخص "، تختلف باختلاف حرف الجر، الأول قيام إيش؟ إليه، والثاني قيام له، والثالث قيام عليه، أما القيام إليه فإنه سنة إذا كان الذي قمت إليه أهلا لذلك، مثل أن يدخل رجل فتقوم وتقابله وتصافحه وتسلم عليه، هذا سنة لمن كان أهلا، ودليل ذلك قصة سعد بن معاذ رضي الله عنه ( حين قدم من المدينة إلى مكان بني قريظة، فلما أقبل قال النبي : صلى الله عليه وعلى آله وسلم : قوموا إلى صاحبكم )
وأما القيام له فهو الذي سمعتم أن الأولى عدم اعتياد الناس له، وأن الإنسان إذا دخل يجلس حيث ينتهي به المجلس، لكن إذا اعتاده الناس وكان في تركه شيء من المفسدة أو حمل القلوب على الداخل فليقم ولا بأس
الثالث : القيام عليه فهذا منهي عنه، نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى إنه لما صلى ذات يوم جالسا وقام الناس وراءه يصلون قياما أشار إليهم أن اجلسوا وقال : ( لا تفعلوا كما تفعل الأعاجم على ملوكها ) يعني تقوم على الإنسان، إلا إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين وإغاظة للمشركين فإن هذا لا بأس به، كما حصل من المغيرة بن شعبة في غزوة الحديبية حين كان قائما على رأس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعه السيف، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفاوض رسل المشركين، فهذا لا شك أنه خير، لأن فيه إعزازا للمسلمين وفيه إذلال للمشركين، ومثل ذلك إذا قيم على الرجل خوفا عليه فيكون في هذا حراسة فهذا أيضا لا بأس به، أما إذا قيم على رأسه تعظيما له فإن هذا لا يجوز نعم .
متى تكون المعانقة وما صفتها وهل تكون عند توديع المسافر وهل هي مشروعة أم لا .؟
السائل : متى تكون المعانقة ؟ وما صفتها؟ وهل تكون عند توديع المسافر ؟وهل هي مشروعة؟
الشيخ : المعانقة معناها في الأصل التقاء العنقين، لأنها مأخوذة من العنق، وهو أن يختلف عنق هذا وهذا، وهي من الأمور التي يتبع فيها العرف، فإذا كان فيها جلب مودة فلتفعل وإلا فلا، وقد اعتاد الناس اليوم أنهم يتعانقون عند اللقاء بعد الأسفار، ويتعانقون أيضا عند الوداع في الأسفار، فهي من الأمور التي تكون حسب العادة نعم .
الشيخ : المعانقة معناها في الأصل التقاء العنقين، لأنها مأخوذة من العنق، وهو أن يختلف عنق هذا وهذا، وهي من الأمور التي يتبع فيها العرف، فإذا كان فيها جلب مودة فلتفعل وإلا فلا، وقد اعتاد الناس اليوم أنهم يتعانقون عند اللقاء بعد الأسفار، ويتعانقون أيضا عند الوداع في الأسفار، فهي من الأمور التي تكون حسب العادة نعم .
سائل يقول : ذكرتم أن السلام المعرف ب " أل " هو الأفضل فماذا نقول في قوله تعالى :(( تحيتهم يوم يلقونه سلام )) وقوله :(( سلام عليكم طبتم )) .؟
السائل : فضيلة الشيخ، ذكرتم وفقكم الله أن السلام المعرف ب " أل " أفضل فماذا نقول في قول الله تعالى في سلام الملائكة على أهل الجنة وأنه ورد بالنكرة (( تحيتهم يوم يلقونه سلام )) وكذلك (( سلام عليكم طبتم )) .؟
الشيخ : نعم أما الأول (( تحيتهم يوم يلقونه سلام )) فليس معناه أنه يقال لهم سلام، بل المعنى أنها تحية يكون فيها السلام، وأنه يبين لهم أنهم سالمون من كل نقص ومن كل عيب، وأما قوله تعالى : (( وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُم )) فإنه يدل على الجواز، وهناك فرق بين أن نقول الأفضل التعريف مع جواز التنكير، أو أن نقول الواجب التعريف مع امتناع التنكير، والتنكير جائز لكن الأفضل التعريف للوجه الذي ذكرناه سابقا نعم .
الشيخ : نعم أما الأول (( تحيتهم يوم يلقونه سلام )) فليس معناه أنه يقال لهم سلام، بل المعنى أنها تحية يكون فيها السلام، وأنه يبين لهم أنهم سالمون من كل نقص ومن كل عيب، وأما قوله تعالى : (( وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُم )) فإنه يدل على الجواز، وهناك فرق بين أن نقول الأفضل التعريف مع جواز التنكير، أو أن نقول الواجب التعريف مع امتناع التنكير، والتنكير جائز لكن الأفضل التعريف للوجه الذي ذكرناه سابقا نعم .
4 - سائل يقول : ذكرتم أن السلام المعرف ب " أل " هو الأفضل فماذا نقول في قوله تعالى :(( تحيتهم يوم يلقونه سلام )) وقوله :(( سلام عليكم طبتم )) .؟ أستمع حفظ
هل من توجيه لأصحاب الدشوش مع بيان خطره .؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ أمر خطير ومنكر صار يسري في البيوت وانتشر وقل المنكر وضعف التذكير ويخشى له من مزيد
الشيخ : لا حولا ولا قوة إلا بالله
السائل : ألا وهي أجهزة استقبال البث المباشر وهي الدشوش التي صار الناس يتبارون في اقتنائها وشرائها وتركيبها، بل أصبح الإنسان يراها تزداد يوم إثر يوم، بل صار بعض أولئك الذين يركبونها يفتخرون بأنهم ركبوا ما يزيد على أربعمائة جهاز ونحو ذلك، فهل من توجيه وهل من تذكير سواء في هذا المجلس أو في غيره لعل الله أن ينفع بكم، وجزاكم الله خيرا؟
الشيخ : هذا السؤال حصل جوابه سابقا بما كتبته من فتوى، وبما كتبه سماحة الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وبيان خطره، وأن الذي يقتنيه قد أضاع نفسه وأضاع أهله، لأنه ينشر فيه حسب ما سمعنا من المنكرات ما لا يمكن لأي إنسان أي يدفعه إلا بتجنب هذه الدشوش، ولكننا قد بشرنا بخير من جهة المسئولين وأنها سوف يقضى عليها، لكن بعد أن يعمل ما يمنع من البث الذي يحصل فيه الشر، لأنه من الممكن حسب ما سمعنا أن تجعل محطة كبيرة تتلقى ما يرد من الأقمار الصناعية، ولا يبث منها إلا ما كان لا خطر فيه، وعلى كل حال فإني أقول لهؤلاء الذين يكونون سببا لجيرانهم في تلقي ما ينشر فيها من البلاء، أقول إنهم سوف يأثمون هم لإثم هؤلاء الذين أخذوا من هذه الدشوش، بمعنى أن الإنسان قد يكون نائما في فراشه وليس يشغل التلفزون لكن جيرانه الذين يلتقطون الصور من دشه سوف يعاقب إذا كانوا يشاهدون ما كان محرما كما هو الغالب في هذه الدشوش، فنصيحتي لإخواني أن يقاطعوا هذه الدشوش وإذا كانوا قد ركبوها أن يتوبوا إلى الله عز وجل وأن يتلفوها، وأن يعلموا أن الإنسان ما خلق ليكون كالبهيمة يتمتع في بطنه وفرجه كما تتمتع الأنعام فإن هذا من خصال الكفار (( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ))، خلق لأمر عظيم، لعبادة الله عز وجل وما يقيم هذه العبادة من الأعمال التي تكون مساندة ومساعدة لعبادته لله عز وجل، نعم .
الشيخ : لا حولا ولا قوة إلا بالله
السائل : ألا وهي أجهزة استقبال البث المباشر وهي الدشوش التي صار الناس يتبارون في اقتنائها وشرائها وتركيبها، بل أصبح الإنسان يراها تزداد يوم إثر يوم، بل صار بعض أولئك الذين يركبونها يفتخرون بأنهم ركبوا ما يزيد على أربعمائة جهاز ونحو ذلك، فهل من توجيه وهل من تذكير سواء في هذا المجلس أو في غيره لعل الله أن ينفع بكم، وجزاكم الله خيرا؟
الشيخ : هذا السؤال حصل جوابه سابقا بما كتبته من فتوى، وبما كتبه سماحة الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وبيان خطره، وأن الذي يقتنيه قد أضاع نفسه وأضاع أهله، لأنه ينشر فيه حسب ما سمعنا من المنكرات ما لا يمكن لأي إنسان أي يدفعه إلا بتجنب هذه الدشوش، ولكننا قد بشرنا بخير من جهة المسئولين وأنها سوف يقضى عليها، لكن بعد أن يعمل ما يمنع من البث الذي يحصل فيه الشر، لأنه من الممكن حسب ما سمعنا أن تجعل محطة كبيرة تتلقى ما يرد من الأقمار الصناعية، ولا يبث منها إلا ما كان لا خطر فيه، وعلى كل حال فإني أقول لهؤلاء الذين يكونون سببا لجيرانهم في تلقي ما ينشر فيها من البلاء، أقول إنهم سوف يأثمون هم لإثم هؤلاء الذين أخذوا من هذه الدشوش، بمعنى أن الإنسان قد يكون نائما في فراشه وليس يشغل التلفزون لكن جيرانه الذين يلتقطون الصور من دشه سوف يعاقب إذا كانوا يشاهدون ما كان محرما كما هو الغالب في هذه الدشوش، فنصيحتي لإخواني أن يقاطعوا هذه الدشوش وإذا كانوا قد ركبوها أن يتوبوا إلى الله عز وجل وأن يتلفوها، وأن يعلموا أن الإنسان ما خلق ليكون كالبهيمة يتمتع في بطنه وفرجه كما تتمتع الأنعام فإن هذا من خصال الكفار (( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ))، خلق لأمر عظيم، لعبادة الله عز وجل وما يقيم هذه العبادة من الأعمال التي تكون مساندة ومساعدة لعبادته لله عز وجل، نعم .
هل يجوز جلوس الرجل مع زوجة أخيه وخلوته بها .؟
السائل : يقول : فضيلة الشيخ أنا متزوج ولله الحمد ولي أخوان متزوجان أيضا، وكل منا في بيت، وبيننا ألفة شديدة وود كبير، حتى إنه مع كل واحد منا مفتاح بيت الآخر، ينام بعضنا عند بعض إذا احتجنا لذلك، ونجلس جميعا أنا وزوجتي وأولادي وأخي على مائدة واحدة، وعلى هذا جرت عادتنا، وأنا أخرج من البيت أحيانا في حال وجود أخي في بيتي وزوجتي فيه وأخي في المجلس وزوجتي داخل البيت، وأنا واثق تمام الثقة من أخي وزوجتي، ولكن لي أختا متدينة وهي دائما تؤنبني على هذا الفعل، وتقول بأنه قد يحصل ما لا تحمد عقباه، والشيطان موجود، وما خلى رجل بامرأة إلاكان الشيطان ثالثهما، وأنا دائما أزجرها عن قولها وأغضب عليها إذا قالت مثل ذلك وأقول لها لا تكوني سببا في الفرقة بيني وبين إخوتي، وهذه طباع قد عرفناها منذ زمن، ولم يحدث مما تتكلمين به شيء، وزوجتي أعرفها وأخواي كذلك، ولكنها لا تنزجر، فهل في هذا الفعل شيء ؟، وإن كان ليس فيه شيء أرجو أن تنصح هؤلاء المتشددين من الناس في الدين بلا علم جزاك الله خيرا ؟
الشيخ : هذا السؤال كما سمعتم فيه أشياء طيبة، وهي أن هؤلاء الإخوة وإن كانوا متفرقين في البيوت فكأنهم في بيت واحد لأن كل واحد منهم معه مفتاح بيت الآخر، وهذا يدل على الثقة التامة والمودة التامة، وهذا طيب ويشكرون عليه
لكن كون أحدهم يخرج من البيت وفيه أخوه وليس في البيت إلا زوجته هذا لا يجوز وهو حرام لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( إياكم والدخول على النساء ) وإيا، معناها التحذير ( قالوا يا رسول الله أرأيت الحمو، قال الحمو الموت ) من الحمو؟ الحمو قريب الزوج، قال : ( الحمو الموت )، يعني أنه جائز أن يبقى في البيت مع المرأة أو أنه حرام؟ لنسأل هل الموت مرغوب؟ لا، الإنسان يفر من الموت، إذا فر من هذا القريب كما تفر من الموت، وذلك لأن القريب أشد خطرا من البعيد، الأجنبي قد يهاب أن يأتي إلى البيت ويدخل، لكن القريب لا يهاب ولا يستغرب ولا يستنكر، فلذلك نقول إن الصواب مع هذه الأخت التي تنهاهم عن هذا العمل، ولكن قد يقول إذا كنت أنا في عمل وأخي ليس عنده عمل، وأخي في بيتي فماذا أصنع؟ نقول له اصنع أولا : قل له يا أخي أنا بمشي تفضل، والله لا يستحي من الحق، أو اعمل بابا بين المجلس وبين البيت الذي به المرأة ويكون هذا الباب مغلقا إذا خرجت، ويكون مفتاحه معك، لا بد من أحد الأمرين أما أن تخرج وأخوك في المجلس وليس بينه وبين البيت باب مغلق فالخطر واقع بلا شك، وكم من قصة نسأل عنها حول هذا الموضوع، قصة لا أحب أن نذكرها الآن لأننا ننزه مجلسنا هذا عن مثلها، في خلو أخي الزوج بامرأة أخيه مما يترتب عليه أمور عظيمة، قد لا يكون هذا في أول أسبوع، أو أول شهر، لكن على المدى البعيد الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فأقول لهذا الأخ السائل يجب عليك الآن أحد أمرين، إما أن تخرج أخاك معك إذا خرجت، وإما أن تجعل بين المجلس الذي هو فيه وبين البيت باب مغلق يكون مفتاحه معك، نعم .
الشيخ : هذا السؤال كما سمعتم فيه أشياء طيبة، وهي أن هؤلاء الإخوة وإن كانوا متفرقين في البيوت فكأنهم في بيت واحد لأن كل واحد منهم معه مفتاح بيت الآخر، وهذا يدل على الثقة التامة والمودة التامة، وهذا طيب ويشكرون عليه
لكن كون أحدهم يخرج من البيت وفيه أخوه وليس في البيت إلا زوجته هذا لا يجوز وهو حرام لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( إياكم والدخول على النساء ) وإيا، معناها التحذير ( قالوا يا رسول الله أرأيت الحمو، قال الحمو الموت ) من الحمو؟ الحمو قريب الزوج، قال : ( الحمو الموت )، يعني أنه جائز أن يبقى في البيت مع المرأة أو أنه حرام؟ لنسأل هل الموت مرغوب؟ لا، الإنسان يفر من الموت، إذا فر من هذا القريب كما تفر من الموت، وذلك لأن القريب أشد خطرا من البعيد، الأجنبي قد يهاب أن يأتي إلى البيت ويدخل، لكن القريب لا يهاب ولا يستغرب ولا يستنكر، فلذلك نقول إن الصواب مع هذه الأخت التي تنهاهم عن هذا العمل، ولكن قد يقول إذا كنت أنا في عمل وأخي ليس عنده عمل، وأخي في بيتي فماذا أصنع؟ نقول له اصنع أولا : قل له يا أخي أنا بمشي تفضل، والله لا يستحي من الحق، أو اعمل بابا بين المجلس وبين البيت الذي به المرأة ويكون هذا الباب مغلقا إذا خرجت، ويكون مفتاحه معك، لا بد من أحد الأمرين أما أن تخرج وأخوك في المجلس وليس بينه وبين البيت باب مغلق فالخطر واقع بلا شك، وكم من قصة نسأل عنها حول هذا الموضوع، قصة لا أحب أن نذكرها الآن لأننا ننزه مجلسنا هذا عن مثلها، في خلو أخي الزوج بامرأة أخيه مما يترتب عليه أمور عظيمة، قد لا يكون هذا في أول أسبوع، أو أول شهر، لكن على المدى البعيد الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فأقول لهذا الأخ السائل يجب عليك الآن أحد أمرين، إما أن تخرج أخاك معك إذا خرجت، وإما أن تجعل بين المجلس الذي هو فيه وبين البيت باب مغلق يكون مفتاحه معك، نعم .
هل يجوز للمرأة أن تنزع من المرأة شعر الساقين والفخذين .؟
السائل : يقول : فضيلة الشيخ يوجد امرأة وهي ثقة لدينا وتأتي إلينا في المنزل إذا طلبناها فتقوم بإزالة الشعر من اليدين والفخذين تقول السائلة : فهل يجوز لها أن ترى مني الفخذين؟ وخصوصا أني سمعت لك شريطا وهو بعنوان نصائح عامة تقول فيه، لا يجوز للمرأة أن ترى عورة المرأة، فهل هذه الحالة من الضرورة؟
الشيخ : نعم، هذه الحالة ليست من الضرورة، لأن إزالة شعر الفخذين والساقين في حلها نظر، لأن الشعر من خلق الله، وتغيير خلق الله في غير ما أذن الله فيه من وحي الشيطان قال الله تعالى عن الشيطان : (( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) والشعر من خلق الله فلا يزال إلا فيما شرعت إزالته كالعانة والأبط والشارب بالنسبة للرجل فهذا يزال، أما السيقان والفخذان فإنها لا تزال، لكن لو كان الشعر كثيرا في المرأة بحيث يكون ساقها كساق الرجل فلا بأس أن تزيله، أما الأفخاذ إذا كثر فيها الشعر فلا تزيله امرأة أخرى، بل تزيله المرأة التي فيها هذا الشعر، لأنه لا حاجة إلى الاستعانة بامرأة ثانية، فهنا الآن وسائل بإزالة الشعر من دهن أو غيره بمجرد ما يمسح الشعر يزول، فيستعمل هذا لكن بشرط أن يراجع في ذلك الطبيب
والخلاصة أن الشعر الذي لم نؤمر بإزالته لا يزال إلا إذا كثر بالنسبة للمرأة وصار كشعر الرجال فلها أن تزيله، ولا حاجة أن تستعين بامرأة لإزالته لأن المزيلات الآن موجودة وبسهولة فليس لها حاجة أن تستعين بامرأة أخرى نعم .
الشيخ : نعم، هذه الحالة ليست من الضرورة، لأن إزالة شعر الفخذين والساقين في حلها نظر، لأن الشعر من خلق الله، وتغيير خلق الله في غير ما أذن الله فيه من وحي الشيطان قال الله تعالى عن الشيطان : (( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) والشعر من خلق الله فلا يزال إلا فيما شرعت إزالته كالعانة والأبط والشارب بالنسبة للرجل فهذا يزال، أما السيقان والفخذان فإنها لا تزال، لكن لو كان الشعر كثيرا في المرأة بحيث يكون ساقها كساق الرجل فلا بأس أن تزيله، أما الأفخاذ إذا كثر فيها الشعر فلا تزيله امرأة أخرى، بل تزيله المرأة التي فيها هذا الشعر، لأنه لا حاجة إلى الاستعانة بامرأة ثانية، فهنا الآن وسائل بإزالة الشعر من دهن أو غيره بمجرد ما يمسح الشعر يزول، فيستعمل هذا لكن بشرط أن يراجع في ذلك الطبيب
والخلاصة أن الشعر الذي لم نؤمر بإزالته لا يزال إلا إذا كثر بالنسبة للمرأة وصار كشعر الرجال فلها أن تزيله، ولا حاجة أن تستعين بامرأة لإزالته لأن المزيلات الآن موجودة وبسهولة فليس لها حاجة أن تستعين بامرأة أخرى نعم .
يقول بعض الناس عند سلامهم : الله بالخير ثم يرد عليه الآخر : بمرحبا فما حكم قوله : الله بالخير في السلام .؟
السائل : يقول : فضيلة الشيخ نسمع من بعض الناس أحيانا عند سلامهم يقولون : الله بالخير ثم يرد عليه الآخر : بمرحبا، فهل قوله الله بالخير حرام أو حلال؟ وأعتقد أن قوله : الله بالخير اختصارا لقول مساكم الله بالخير؟
الشيخ : نعم، هذا الاعتقاد الذي قاله السائل هو الظاهر، الإنسان يقول الله بالخير، لا يريد أن الله فيه خير، أبدا لكن الله بالخير يعني صبحك الله بالخير، لكن نقول للذي قال الله بالخير وحذف الجملة الفعلية نقول : يا أخي ما الذي يضرك لو قلت صبحك الله بالخير، تتعب؟ ما يتعب، إذا يقول صبحك الله بالخير، وهذا يقول ولك بمثله، ولكن إذا قال صبحك الله بالخير، وقال الثاني أهلا ومرحبا، هل تكفي؟ لا، لأن صبحك الله بالخير دعاء، وأهلا ومرحبا ترحيب فقط، ومع ذلك نقول للأول قولك صبحك الله بالخير لم تأت بالسنة، قل السلام عليكم وصبحك الله بالخير إذا شئت، نعم .
الشيخ : نعم، هذا الاعتقاد الذي قاله السائل هو الظاهر، الإنسان يقول الله بالخير، لا يريد أن الله فيه خير، أبدا لكن الله بالخير يعني صبحك الله بالخير، لكن نقول للذي قال الله بالخير وحذف الجملة الفعلية نقول : يا أخي ما الذي يضرك لو قلت صبحك الله بالخير، تتعب؟ ما يتعب، إذا يقول صبحك الله بالخير، وهذا يقول ولك بمثله، ولكن إذا قال صبحك الله بالخير، وقال الثاني أهلا ومرحبا، هل تكفي؟ لا، لأن صبحك الله بالخير دعاء، وأهلا ومرحبا ترحيب فقط، ومع ذلك نقول للأول قولك صبحك الله بالخير لم تأت بالسنة، قل السلام عليكم وصبحك الله بالخير إذا شئت، نعم .
8 - يقول بعض الناس عند سلامهم : الله بالخير ثم يرد عليه الآخر : بمرحبا فما حكم قوله : الله بالخير في السلام .؟ أستمع حفظ
هل يجوز الاحتفاظ بالصورة الفوتوغرافية لوقت الضرورة .؟
السائل : سائلة تقول : فضيلة الشيخ اضطررت مرة إلى السفر إلى خارج المملكة، وطلب مني التصوير لجواز السفر عدة صور، فقمت لذلك ولم أجد إلا محل تصوير للرجال فصورت للضرورة وبقي معي صورة من الصور التي أخذتها، فخفت إن أتلفتها أن أحتاج إليها مرة أخرى، فأضطر للكشف للرجال مرة أخرى كذلك فأبقيتها، وأخشى من إبقائها الآن أن أحرم من دخول الملائكة بيتي فماذا أفعل أفتونا مأجورين؟
الشيخ : نقول إن إبقاءها خير من إتلافها، وهي إذا بقيت مغطاة مغمومة في وسط الشنطة أو في أقصى الدولاب فإنها ليست ظاهرة وبينة ومعلنة، وهي إذا أتلفتها فسوف تضطر إن اضطرت في المستقبل إلى أن يصورها الرجال مرة ثانية، وتخسر أيضا زيادة دراهم، فإبقاؤها أولى، وكذلك أيضا بالنسبة للرجال فإنهم ربما يصورون التابعية أو ما أشبه ذلك يصورونها عدة صور يحتاجونها في المستقبل، فنقول لا بأس من اقتنائها للمستقبل،
نعم .
الشيخ : نقول إن إبقاءها خير من إتلافها، وهي إذا بقيت مغطاة مغمومة في وسط الشنطة أو في أقصى الدولاب فإنها ليست ظاهرة وبينة ومعلنة، وهي إذا أتلفتها فسوف تضطر إن اضطرت في المستقبل إلى أن يصورها الرجال مرة ثانية، وتخسر أيضا زيادة دراهم، فإبقاؤها أولى، وكذلك أيضا بالنسبة للرجال فإنهم ربما يصورون التابعية أو ما أشبه ذلك يصورونها عدة صور يحتاجونها في المستقبل، فنقول لا بأس من اقتنائها للمستقبل،
نعم .
ما رأيكم في رواية القصص والفكاهات في المجالس للتسلي بها .؟
السائل : يقول : فضيلة الشيخ ما رأي فضيلتكم في ما يحصل في مجالس الناس الخاصة والعامة من رواية للفكاهات والقصص بقصد التسلي بها، مع العلم أن هذه المرويات غالبا ما تكون غير واقعية وغير صحيحة، وحجتهم في ذلك أن السامع لهذه المرويات يعلم أنها غير صحيحة ؟
الشيخ : المرويات والقصص الخيالية التي تنسج من الخيال ولا أصل لها تدخل في قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم، ويل له ثم ويل له ) فكررها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثلاث مرات، وهذا يدل على أنه حرام، فمن أتى بقصص خيالية محرمة، يعني ليست واقعة، من أجل أن يضحك الناس بذلك فإنه آثم ومتوعد بهذا الوعيد والعياذ بالله، ( ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم، ويل له ثم ويل له ) .
الشيخ : المرويات والقصص الخيالية التي تنسج من الخيال ولا أصل لها تدخل في قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم، ويل له ثم ويل له ) فكررها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثلاث مرات، وهذا يدل على أنه حرام، فمن أتى بقصص خيالية محرمة، يعني ليست واقعة، من أجل أن يضحك الناس بذلك فإنه آثم ومتوعد بهذا الوعيد والعياذ بالله، ( ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم، ويل له ثم ويل له ) .
هل يجزئ غسل الجنابة عن الوضوء ويصلي مباشرة دون وضوء .؟
السائل : يقول : فضيلة الشيخ اغتسلت للجنابة ولم أتوضأ فهل يجزىء عن الوضوء وأصلي مباشرة؟
الشيخ : نعم يجوز للإنسان الذي عليه جنابة أن يقتصر على الاغتسال مع المضمضة والاستنشاق، لأن الله تعالى قال في القرآن الكريم : (( وإن كنتم جنبا فاطهروا )) ولم يذكر وضوءا، وفي * صحيح البخاري * من حديث عمران بن الحصين رضي الله عنه القصة الطويلة ( أن رجلا اعتزل ولم يصل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما منعك أن تصل؟ قال أصابتني جنابة ولا ماء، فقال عليك بالصعيد فإنه يكفيك، ثم حضر الماء، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الفضلة، وقال : ( خذ هذا أفرغه على نفسك )، ولم يذكر له الوضوء، فدل الكتاب والسنة على أن من عليه الجنابة إذا اغتسل أجزأه عن الوضوء، ولا حاجة إلى أن يتوضأ، لكن الأفضل الغسل التام، أن يتوضأ أولا وضوءا كاملا ثم يحثي على رأسه ثلاث حثيات ترويه ثم يغسل سائر جسده .
الشيخ : نعم يجوز للإنسان الذي عليه جنابة أن يقتصر على الاغتسال مع المضمضة والاستنشاق، لأن الله تعالى قال في القرآن الكريم : (( وإن كنتم جنبا فاطهروا )) ولم يذكر وضوءا، وفي * صحيح البخاري * من حديث عمران بن الحصين رضي الله عنه القصة الطويلة ( أن رجلا اعتزل ولم يصل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما منعك أن تصل؟ قال أصابتني جنابة ولا ماء، فقال عليك بالصعيد فإنه يكفيك، ثم حضر الماء، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الفضلة، وقال : ( خذ هذا أفرغه على نفسك )، ولم يذكر له الوضوء، فدل الكتاب والسنة على أن من عليه الجنابة إذا اغتسل أجزأه عن الوضوء، ولا حاجة إلى أن يتوضأ، لكن الأفضل الغسل التام، أن يتوضأ أولا وضوءا كاملا ثم يحثي على رأسه ثلاث حثيات ترويه ثم يغسل سائر جسده .
هل مس الفرج بغير شهوة ينقض الوضوء ويؤثر في الغسل.؟
السائل : يقول : هل يؤثر عليه إذا مس الإنسان الفرج والقبل وهذا اللمس بدون شهوة فهل يؤثر على الغسل؟ وهل هو ناقض للوضوء ليتوضأ؟
الشيخ : هذا لا يؤثر على الغسل ولا على الوضوء، لأن مس القبل أو الدبر بغير شهوة لا ينقض الوضوء .
الشيخ : هذا لا يؤثر على الغسل ولا على الوضوء، لأن مس القبل أو الدبر بغير شهوة لا ينقض الوضوء .
هل إعفاء اللحية سنة ، وهل يجوز حلقها عند خوف الظلم والاعتداء .؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ أنا شاب من غير هذه البلاد وإذا تركت لحيتي وأطلقتها أخشى من الظلم والسجن إذا رجعت إلى بلدي، فماذا أعمل؟ وقد يقال لي إذا كنت أذهب وأجي أنني منافق لأنني آتي إلى هذه البلاد فأتركها، ثم أذهب إلى تلك البلاد فأحلقها فماذا أصنع؟ وهل يجوز لي تركها، وهل هي سنة لي أن أعمل بها ولي أن أتركها أرجو إفادتي؟
الشيخ : نعم، حلق اللحية محرم ولا يحل للإنسان أن يحلقها، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( خالفوا المجوس وفروا اللحى وجفوا الشوارب ) والإنسان إذا أعفى لحيته في هذا البلد ثم رجع إلى بلده معفيا لها فإنه قد اتقى الله (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ))، (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا )) ونحن نشاهد أناسا من إخواننا يذهبون إلى البلاد التي يشير إليها السائل وهم قد أطلقوا لحاهم ويرجعون لم يصابوا بأذى، لأن الله يقول : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) .
وليكن هذا آخر سؤال لأننا لا نحب أن نطيل لأن انصراف الناس وهم يقولون ليتنا زدنا في الجلوس خير من أن ينصرفوا وهم يقولون الحمد لله الذي فكنا منه.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.
السائل : جزى الله شيخنا على هذه الكلمات ونفعنا جميعا بما سمعنا وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
الشيخ : نعم، حلق اللحية محرم ولا يحل للإنسان أن يحلقها، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( خالفوا المجوس وفروا اللحى وجفوا الشوارب ) والإنسان إذا أعفى لحيته في هذا البلد ثم رجع إلى بلده معفيا لها فإنه قد اتقى الله (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ))، (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا )) ونحن نشاهد أناسا من إخواننا يذهبون إلى البلاد التي يشير إليها السائل وهم قد أطلقوا لحاهم ويرجعون لم يصابوا بأذى، لأن الله يقول : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) .
وليكن هذا آخر سؤال لأننا لا نحب أن نطيل لأن انصراف الناس وهم يقولون ليتنا زدنا في الجلوس خير من أن ينصرفوا وهم يقولون الحمد لله الذي فكنا منه.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.
السائل : جزى الله شيخنا على هذه الكلمات ونفعنا جميعا بما سمعنا وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
شرح كتاب السلام من صحيح البخاري.
القارئ : أيها الأحبة يسعدنا أن نكمل ما تبقى من هذا الشريط بهذه المادة.
القارئ : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) وذكر سفيان أنه سمع منه ثلاث مرات .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الترجمة باب السلام للمعرفة وغير المعرفة، اللام للتعليل، يعني سواء كان السلام من أجل معرفتك لهذا المسلم عليه أو لغير المعرفة، لأنك تسلم للسلام نفسه، لا للمسلم عليه، ثم ذكر حديث ( أي الإسلام خير ؟ قال تطعم الطعام ) ويشمل هذا إطعام الطعام حتى للأهل، لأن إطعام الطعام للأهل صدقة، والثاني ( وتقرأ السلام ) يعني تقول السلام عليك (على من عرفت ومن لم تعرف ) كثير من الناس اليوم لا يسلم إلا على من عرف فقط، والذي لا يسلم إلا على من عرف سلم للمعرفة، لا لأجل السلام نفسه، أما الحديث الثاني، فقال : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا ) يدل على أنه يجب أن يسلم الإنسان حتى على الرجل الفاسق، لأن الرجل الفاسق أخ لك كما قال الله تعالى في آية القصاص : (( فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف )) وقال تعالى في المؤمنين يقتتلون قال : (( فأصلحوا بين أخويكم )) فلا يجوز أن تهجر العاصي إلا إذا كان في هجره مصلحة، مثل أن يكون في هجره تخفيف للمعصية أو توبة منها فحينئذ يتعين الهجر، أما إذا لم يكن فيه مصلحة فهو أخوك لا يجوز أن تهجره فوق ثلاث، وكثير من الفساق إذا هجروا ازدادوا فسقا وبعدا عن أهل الخير، وإذا سلم عليهم صار فيهم لين وربما يقبلون الموعظة والتوجيه، وفي هذا الحديث دليل على أن ابتداء السلام ليس بواجب، وعلى هذا فيكون قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : ( حق المسلم على المسلم ست وذكر منها، إذا لقيته فسلم عليه ) أن هذا الحق ليس بواجب، لأنه لو كان واجبا ما رخص في الهجر لمدة ثلاثة أيام، ويستفاد من هذا الحديث أن الهجر يزول بالسلام، لقوله : ( وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )، وهو كذلك، لأنك إذا قلت السلام عليك فقد خاطبته وبهذا يزول الهجر. نعم، نعم.
القارئ : مما ذكر أن الهجر ليس مقيدا بثلاثة أيام وإنما يجوز للمصلحة أن يهجر أكثر من ثلاثة أيام واستدلوا بحديث عائشة.
الشيخ : يجوز للمصلحة في إيش؟
القارئ : يجوز الهجر في أكثر من ثلاثة أيام كشهر أو شهرين، لقصة عائشة مع ابن الزبير .
الشيخ : هذا صحيح إذا كان لمصلحة.
القارئ : كيف نوفق بينه وبين الحديث ( ولا يحل أن يهجر فوق ثلاثة أيام ) ؟
الشيخ : إذا كان لمصلحة، إذا كان لمصلحة، ومن المصلحة أن يكون هذا تعزيرا للمهجور، يعني تصلح به حاله، وقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه إلى خمسين ليلة، نعم، نعم يا أخي عبد الوهاب.
القارئ : أحسن الله إليك، ما يستفاد من حديث عائشة مع اليهود يعني جواز لعن ... على سبيل الخصوص و.
الشيخ : تعني المعين.
القارئ : المعين.
الشيخ : إي نعم، وإيش تقولون؟ استدل بعض العلماء بهذا على جواز لعن المعين حال تلبسه بما يقتضي اللعن، ما هو على سبيل الإطلاق، وبعضهم قال لا، إن عائشة أرادت بهذا الخبر، عليكم السام واللعنة، لأن رسول الله قال : ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) ولكن كلا الأمرين فيهما نظر، لأن ظاهر الحديث أن عائشة أرادت الدعاء ولكن يحمل على أن هذا من باب الغيرة، لشدة غيرتها لم تملك نفسها، ولهذا أمرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق، نعم.
القارئ : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( قوموا إلى سيدكم )، حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة بن سعد بن حنيف عن أبي سعد رضي الله عنه ( أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليه فجاء فقال قوموا إلى سيدكم أو قال خيركم، فقعد عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هؤلاء نزلوا على حكمك قال : فإني أحكم أن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، فقال : لقد حكمت بما حكم به الملك ).
الشيخ : الملك .
القارئ : فقال : ( لقد حكمت بما حكم به الملك) قال أبو عبد الله : أفهمني بعض أصحابي، عن أبي الوليد، من قول أبي سعيد : ( إلى حكمك ).
الشيخ : هذا أيضا، قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( قوموا إلى سيدكم )، وكأن المؤلف رحمه الله يشير إلى أن هناك فرقا بين قوموا لسيدكم وإلى سيدكم، وقد ذكر أهل العلم أن هذه المسألة، يعني القيام، إما أن تتعدى بإلى أو باللام أو بعلى، القيام يتعدى بإلى أو بعلى أو باللام، فإن تعدى بإلى فلا بأس به، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قوموا إلى سيدكم ) وهذا يدل على أن المراد امشوا إليه، لأن إلى للغاية، فلابد من مغية، لا بد من مغية، فإذا قلت قم إلى فلان، فمعناه أن فلان بعيد عنك، يجتاج إلى مشي حتى ينتهي قيامك إليه فهذا لا بأس به، فلو رأينا شخصا دخل الباب فقمنا ومشينا إليه فإن هذا جائز ولا بأس به، وإذا كان أهلا للإكرام كان إكرامنا إياه من الأمور المسنونة،أن نستقبله عند الباب إذا رأيناه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قوموا إلى سيدكم ) وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه قد أصابه سهم في أكحله في غزوة الخندق، ولمحبة النبي صلى الله عليه وسلم له ولشرف منزلته عنده أمر أن يضرب له خباء في المسجد، مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل أن يعوده من قريب، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه لأنه أهل لذلك رضي الله عنه، فدعا الله فقال : ( اللهم لا تمتني حتى تقر عيني ببني قرظة )، في غزوة الأحزاب فأقر الله عينه، وأنزلهم على حكمه، هم الذين اختاروا سعد بن معاذ أن يحكم فيهم، وإنما اختاروه لأنه كان حليفهم فظنوا أن سوف يجعل يدا دونهم، وسوف يشفع لهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه رضي الله عنه لم تأخذه في الله لومة لائم، لما جاء وقال حكمي نافذ فيهم؟ قالوا نعم، قال وعلى من هاهنا يشير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ينظر إليه احتراما له، ما ينظر إلى الرسول احتراما له، قال وعلى من هاهنا قال الرسول صلى الله عليه وسلم نعم، قال أحكم فيهم بكذا وكذا، كما ذكر البخاري، الشاهد : قول الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( قوموا إلى سيدكم ) الصورة الثانية : أن تتعدى بعلى، على، فيقال قام على فلان، فهذا لا يجوز، نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا في مقام يغيظ فيه الأعداء، إلا في مقام يغاظ فيه الأعداء ودليل ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوموا كما تقوم الأعاجم على ملوكها ) حتى أنه في الصلاة لما صلى جالسا وكانوا قعودا أشار إليهم أن اجلسوا، لئلا يقوموا على رأسه فيصنعوا كما تصنع الأعاجم في ملوكها، لكن في غزوة الحديبية وهي في السنة السادسة من الهجرة، كان المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قائما على رأس النبي صلى الله عليه وسلم وبيده السيف من أجل إغاظة المشركين، لأن المشركين كانوا يراسلونه، يرسلون إليه الرسل للمفاوضة، فكان الصحابة يفعلون شيئا لم يكونوا يفعلونه في غير هذا الحال، كان الرسول إذا تنخم نخامة تلقوها بأيديهم فجعلوا يدلكون بها صدورهم ووجوهم، وما كانوا يفعلون هذا، لكن من أجل إغاظة المشركين، لأجل يروحون لقومهم يقولون رأينا ورأينا، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ولهذا أثرت فيه، لما رجع إليهم رسولهم إلى قريش قال والله لقد دخلت على الملوك وكسرى وقيصر والنجاشي، فلم أر أحدا يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمدا، شوف سبحان الله! فأثر فيه، فالحاصل أنه إذا كان فيه إغاظة الأعداء القيام على الشخص فلا بأس به، كما فعل المغيرة بن شعبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا دليل يا إخواني على أن إغاظة أعداء الله محبوبة إلى الله، يجوز مثل هذه الحال، ويجوز للإنسان أن يمشي الخيلاء أمام أعداء الله، مع أن الخيلاء من كبائر الذنوب، حرام، لكن يجوز تمشي متبخترا، متبخترا أمام الأعداء، ويجوز أن تلبس الحرير وأنت رجل إغاظة لهم، لأعداء الله إذا كانوا حاضرين، ونحن الآن ما نقدر ها الأمور هذه الآن كاد أن يكون أعداء الله أولياء لنا، نسأل الله أن يعاملنا بعفوه، مع أن أعداء الله كفار يجب علينا إغاظتهم وجوبا، (( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم )) طيب، بقي علينا الثالث : القيام للشخص، القيام له، فالقيام له لا شك أن الأفضل تركه، وأن الناس لو اعتادوا عدم القيام للشخص لكان أولى، لأن هذا فعل الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم، لأنهم يعلمون أنه يكره ذلك، لكنه لا بأس به للإكرام، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم وفد ثقيف إليه وهو في الجعرانة قام لهم، قام، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اعتاد الناس قيام بعضهم لبعض فلا بأس به، فإذا قام الإنسان لشخص دخل كما جرت به العادة إكراما له فلا حرج، لكن يمكن أن يتلافى هذا بأن إيش؟ بأن يقوم إليه، يتقدم، بدل ما يقف مكانه يقوم ويمشي إلى باب القهوة مثلا، ويكون حينئذ قد قام إليه، لكن مع ذلك لا بأس، ولا يعارض هذا قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) لأن هذا بالنسبة للداخل، بالنسبة للداخل إذا أحب أن يتمثل الناس له قياما فهذا لا شك أنه عنده إعجاب بنفسه وكبرياء، لكن بالنسبة للمدخول عليهم فصاروا قيام محمد والثاني والثالث.
القارئ : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) وذكر سفيان أنه سمع منه ثلاث مرات .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الترجمة باب السلام للمعرفة وغير المعرفة، اللام للتعليل، يعني سواء كان السلام من أجل معرفتك لهذا المسلم عليه أو لغير المعرفة، لأنك تسلم للسلام نفسه، لا للمسلم عليه، ثم ذكر حديث ( أي الإسلام خير ؟ قال تطعم الطعام ) ويشمل هذا إطعام الطعام حتى للأهل، لأن إطعام الطعام للأهل صدقة، والثاني ( وتقرأ السلام ) يعني تقول السلام عليك (على من عرفت ومن لم تعرف ) كثير من الناس اليوم لا يسلم إلا على من عرف فقط، والذي لا يسلم إلا على من عرف سلم للمعرفة، لا لأجل السلام نفسه، أما الحديث الثاني، فقال : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا ) يدل على أنه يجب أن يسلم الإنسان حتى على الرجل الفاسق، لأن الرجل الفاسق أخ لك كما قال الله تعالى في آية القصاص : (( فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف )) وقال تعالى في المؤمنين يقتتلون قال : (( فأصلحوا بين أخويكم )) فلا يجوز أن تهجر العاصي إلا إذا كان في هجره مصلحة، مثل أن يكون في هجره تخفيف للمعصية أو توبة منها فحينئذ يتعين الهجر، أما إذا لم يكن فيه مصلحة فهو أخوك لا يجوز أن تهجره فوق ثلاث، وكثير من الفساق إذا هجروا ازدادوا فسقا وبعدا عن أهل الخير، وإذا سلم عليهم صار فيهم لين وربما يقبلون الموعظة والتوجيه، وفي هذا الحديث دليل على أن ابتداء السلام ليس بواجب، وعلى هذا فيكون قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : ( حق المسلم على المسلم ست وذكر منها، إذا لقيته فسلم عليه ) أن هذا الحق ليس بواجب، لأنه لو كان واجبا ما رخص في الهجر لمدة ثلاثة أيام، ويستفاد من هذا الحديث أن الهجر يزول بالسلام، لقوله : ( وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )، وهو كذلك، لأنك إذا قلت السلام عليك فقد خاطبته وبهذا يزول الهجر. نعم، نعم.
القارئ : مما ذكر أن الهجر ليس مقيدا بثلاثة أيام وإنما يجوز للمصلحة أن يهجر أكثر من ثلاثة أيام واستدلوا بحديث عائشة.
الشيخ : يجوز للمصلحة في إيش؟
القارئ : يجوز الهجر في أكثر من ثلاثة أيام كشهر أو شهرين، لقصة عائشة مع ابن الزبير .
الشيخ : هذا صحيح إذا كان لمصلحة.
القارئ : كيف نوفق بينه وبين الحديث ( ولا يحل أن يهجر فوق ثلاثة أيام ) ؟
الشيخ : إذا كان لمصلحة، إذا كان لمصلحة، ومن المصلحة أن يكون هذا تعزيرا للمهجور، يعني تصلح به حاله، وقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه إلى خمسين ليلة، نعم، نعم يا أخي عبد الوهاب.
القارئ : أحسن الله إليك، ما يستفاد من حديث عائشة مع اليهود يعني جواز لعن ... على سبيل الخصوص و.
الشيخ : تعني المعين.
القارئ : المعين.
الشيخ : إي نعم، وإيش تقولون؟ استدل بعض العلماء بهذا على جواز لعن المعين حال تلبسه بما يقتضي اللعن، ما هو على سبيل الإطلاق، وبعضهم قال لا، إن عائشة أرادت بهذا الخبر، عليكم السام واللعنة، لأن رسول الله قال : ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) ولكن كلا الأمرين فيهما نظر، لأن ظاهر الحديث أن عائشة أرادت الدعاء ولكن يحمل على أن هذا من باب الغيرة، لشدة غيرتها لم تملك نفسها، ولهذا أمرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق، نعم.
القارئ : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( قوموا إلى سيدكم )، حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة بن سعد بن حنيف عن أبي سعد رضي الله عنه ( أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليه فجاء فقال قوموا إلى سيدكم أو قال خيركم، فقعد عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هؤلاء نزلوا على حكمك قال : فإني أحكم أن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، فقال : لقد حكمت بما حكم به الملك ).
الشيخ : الملك .
القارئ : فقال : ( لقد حكمت بما حكم به الملك) قال أبو عبد الله : أفهمني بعض أصحابي، عن أبي الوليد، من قول أبي سعيد : ( إلى حكمك ).
الشيخ : هذا أيضا، قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( قوموا إلى سيدكم )، وكأن المؤلف رحمه الله يشير إلى أن هناك فرقا بين قوموا لسيدكم وإلى سيدكم، وقد ذكر أهل العلم أن هذه المسألة، يعني القيام، إما أن تتعدى بإلى أو باللام أو بعلى، القيام يتعدى بإلى أو بعلى أو باللام، فإن تعدى بإلى فلا بأس به، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قوموا إلى سيدكم ) وهذا يدل على أن المراد امشوا إليه، لأن إلى للغاية، فلابد من مغية، لا بد من مغية، فإذا قلت قم إلى فلان، فمعناه أن فلان بعيد عنك، يجتاج إلى مشي حتى ينتهي قيامك إليه فهذا لا بأس به، فلو رأينا شخصا دخل الباب فقمنا ومشينا إليه فإن هذا جائز ولا بأس به، وإذا كان أهلا للإكرام كان إكرامنا إياه من الأمور المسنونة،أن نستقبله عند الباب إذا رأيناه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قوموا إلى سيدكم ) وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه قد أصابه سهم في أكحله في غزوة الخندق، ولمحبة النبي صلى الله عليه وسلم له ولشرف منزلته عنده أمر أن يضرب له خباء في المسجد، مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل أن يعوده من قريب، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه لأنه أهل لذلك رضي الله عنه، فدعا الله فقال : ( اللهم لا تمتني حتى تقر عيني ببني قرظة )، في غزوة الأحزاب فأقر الله عينه، وأنزلهم على حكمه، هم الذين اختاروا سعد بن معاذ أن يحكم فيهم، وإنما اختاروه لأنه كان حليفهم فظنوا أن سوف يجعل يدا دونهم، وسوف يشفع لهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه رضي الله عنه لم تأخذه في الله لومة لائم، لما جاء وقال حكمي نافذ فيهم؟ قالوا نعم، قال وعلى من هاهنا يشير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ينظر إليه احتراما له، ما ينظر إلى الرسول احتراما له، قال وعلى من هاهنا قال الرسول صلى الله عليه وسلم نعم، قال أحكم فيهم بكذا وكذا، كما ذكر البخاري، الشاهد : قول الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( قوموا إلى سيدكم ) الصورة الثانية : أن تتعدى بعلى، على، فيقال قام على فلان، فهذا لا يجوز، نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا في مقام يغيظ فيه الأعداء، إلا في مقام يغاظ فيه الأعداء ودليل ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوموا كما تقوم الأعاجم على ملوكها ) حتى أنه في الصلاة لما صلى جالسا وكانوا قعودا أشار إليهم أن اجلسوا، لئلا يقوموا على رأسه فيصنعوا كما تصنع الأعاجم في ملوكها، لكن في غزوة الحديبية وهي في السنة السادسة من الهجرة، كان المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قائما على رأس النبي صلى الله عليه وسلم وبيده السيف من أجل إغاظة المشركين، لأن المشركين كانوا يراسلونه، يرسلون إليه الرسل للمفاوضة، فكان الصحابة يفعلون شيئا لم يكونوا يفعلونه في غير هذا الحال، كان الرسول إذا تنخم نخامة تلقوها بأيديهم فجعلوا يدلكون بها صدورهم ووجوهم، وما كانوا يفعلون هذا، لكن من أجل إغاظة المشركين، لأجل يروحون لقومهم يقولون رأينا ورأينا، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ولهذا أثرت فيه، لما رجع إليهم رسولهم إلى قريش قال والله لقد دخلت على الملوك وكسرى وقيصر والنجاشي، فلم أر أحدا يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمدا، شوف سبحان الله! فأثر فيه، فالحاصل أنه إذا كان فيه إغاظة الأعداء القيام على الشخص فلا بأس به، كما فعل المغيرة بن شعبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا دليل يا إخواني على أن إغاظة أعداء الله محبوبة إلى الله، يجوز مثل هذه الحال، ويجوز للإنسان أن يمشي الخيلاء أمام أعداء الله، مع أن الخيلاء من كبائر الذنوب، حرام، لكن يجوز تمشي متبخترا، متبخترا أمام الأعداء، ويجوز أن تلبس الحرير وأنت رجل إغاظة لهم، لأعداء الله إذا كانوا حاضرين، ونحن الآن ما نقدر ها الأمور هذه الآن كاد أن يكون أعداء الله أولياء لنا، نسأل الله أن يعاملنا بعفوه، مع أن أعداء الله كفار يجب علينا إغاظتهم وجوبا، (( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم )) طيب، بقي علينا الثالث : القيام للشخص، القيام له، فالقيام له لا شك أن الأفضل تركه، وأن الناس لو اعتادوا عدم القيام للشخص لكان أولى، لأن هذا فعل الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم، لأنهم يعلمون أنه يكره ذلك، لكنه لا بأس به للإكرام، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم وفد ثقيف إليه وهو في الجعرانة قام لهم، قام، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اعتاد الناس قيام بعضهم لبعض فلا بأس به، فإذا قام الإنسان لشخص دخل كما جرت به العادة إكراما له فلا حرج، لكن يمكن أن يتلافى هذا بأن إيش؟ بأن يقوم إليه، يتقدم، بدل ما يقف مكانه يقوم ويمشي إلى باب القهوة مثلا، ويكون حينئذ قد قام إليه، لكن مع ذلك لا بأس، ولا يعارض هذا قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) لأن هذا بالنسبة للداخل، بالنسبة للداخل إذا أحب أن يتمثل الناس له قياما فهذا لا شك أنه عنده إعجاب بنفسه وكبرياء، لكن بالنسبة للمدخول عليهم فصاروا قيام محمد والثاني والثالث.
اضيفت في - 2009-05-19