سلسلة اللقاء الشهري-19b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
ما نصيحتكم في امرأة من خارج المملكة إذا سافرت منها تخلع العباءة وتتبرج وقد نصحها زوجها فلم تقبل وتطلب الطلاق وتدعي أن الحجاب في المملكة عادة وتقاليد وإذا أصرت على الطلاق هل تأثم بذلك أم لا .؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ : مشكلة أسأل الله عز وجل أن يجعل حلها على يدك لي ولإخواني الذين هم في مثل حالي، فقد جمع الله بيني وبين زوجتي على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وزوجتي معارة هنا، وبمجرد أن تركب الطائرة، تخلع العباءة وتكشف جسمها، ثم تذهب بعد ذلك إلى المصايف في بلادنا بمصر بما في ذلك من شرور وآثام، وهذا العام هداني الله عز وجل في رمضان، والحمد لله عرفت بأن ذلك محرم، ولم أستطع إقناع زوجتي حتى الآن بأن ترتدي الحجاب الشرعي، بعد الإجازة عندما نذهب إلى بلادنا، ولكنها مصرة لأن أعراف بعض الناس هنا على هذا الأمر لدرجة أنني عندما أكلمها تطلب مني الطلاق، وفي حالة إصراري على حجابها بحجة، في حالة إصراري على حجابها بحجة أن الحجاب هنا عادة وتقاليد لأهل هذا البلد، ثانيا : أن الحجاب هنا ضروري للحصول على المال طبقا لنظام هذا البلد، والمهم أن بيننا أطفال ثلاثة فهل من كلمة لها ولمن في مثل حالها، وهي حاضرة اليوم، راغبة في سماع رأي فضيلتكم فبماذا تنصحونها؟ وبماذا أتصرف والحال هذه نفع الله بك؟ وإذا أصرت على الطلاق فهل تأثم بذلك وهي تريد التبرج، جزاك الله عني وعنها وعن كل مسلم خير الجزاء؟
الشيخ : أقول : ورد في السؤال أن الحجاب عادات وتقاليد، وهذا خطأ، الحجاب عبادة وتدين، وتقرب إلى الله عز وجل، وليس من باب العادات والتقاليد، بل هو من باب الأوامر التي أمر الله بها ورسوله، فيكون فعله قربة إلى الله عز وجل، وهذه نقطة مهمة، لأننا إذا اعتقدنا أنه عادات وتقاليد، ثم سافرنا من بلد عاداته وتقاليده الاحتجاب إلى بلد لا يعتادون ذلك فهذا يقتضي أن لا تحتجب المرأة هناك، لأن عاداتهم وتقاليدهم لا يجب فيها الاحتجاب، ولكني أقول لإخواني من رجال ونساء : إن الحجاب شرع وليس عادة، لأمر الله به ورسوله، وإنه خلق وحياء، ولا شك أن الحياء من الإيمان، وإني أنصح هذه المرأة أن لا يكون للشيطان عليها سبيل، ليفرق بينها وبين زوجها، فإن أحب ما يكون للشيطان أن يفرق بين المرء وزوجه، ولهذا كان أشد السحر وأعظمه، هو التفريق بين الرجل والمرأة، لقول الله تعالى : (( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ))، أشير على هذه المرأة أولا : أن تتقي الله عز وجل، وأن ترتدي الحجاب الشرعي الذي كان عليه نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونساء المسلمين، تعبدا لله وتقربا إليه، واحتسابا للأجر والثواب
ثانيا : الزوج، بالنسبة للزوجة سيد، كما قال الله تعالى : (( وألفيا سيدها لدى الباب )) والزوجة بالنسبة للزوج أسيرة لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم ) والعوان جمع عاني، والعاني هو الأسير، إذا الزوج سيد، والزوج أيضا راع على أهله، نصبه النبي عليه الصلاة والسلام، لم ينصبه أحد من الناس، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته )، وإذا كان الأمر كذلك فالكلمة في هذا له، فالواجب على المرأة أن تطيعه في هذا، لأنها إذا أطاعته في هذا فقد أطاعته في طاعة الله عز وجل، نعم لو طلب الوزج من امرأته أن تمارس شيئا محرما فلا سمع له ولا طاعة، لكن إذا لم يكن محرما، بل هو مأمور به شرعا فإن ذلك يتأكد عليها أن تطيعه، فأشير على زوج هذا السائل، أي على زوجته، أشير عليها أن تتقي الله عز وجل، وأن تحتجب الحجاب الشرعي طاعة لله تعالى قبل كل شيء، ثم امتثالا لأمر زوجها الذي جعله الرسول عليه الصلاة والسلام راعيا عليها، والذي له الحق في أن يقول كلمته، وعليها الحق في أن تقبل هذه الكلمة
ثم إن طلبها الطلاق من أجل هذا، طلب بغير حق، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة )، ومعلوم أنها إذا سألت الطلاق من أجل أن زوجها يأمرها بأن تحتجب، معلوم أنها سألت هذا الطلاق من غير ما بأس، بل سألته من خير، ثم إنها يجب أن تعلم أن الأمر ليس بالهين إذا فارقها زوجها في هذه الحال، وبينهما أولاد، سوف يضيع الأولاد من وجه، وسوف لا يرغب الناس فيها ولها أولاد من زوج سابق، لأن الناس لايريدون أن يدخلوا في مشاكل مع الآخرين، فلتتق الله عز وجل، ولتوافق زوجها في ذلك، أي في الاحتجاب، احتجابا شرعيا، طاعة لله عز وجل، وامتثالا لأمر زوجها، وتجنبا لأسباب الشر والفواحش، وهي إذا فعلت ذلك ابتغاء وجه الله فما ينالها من الأذى في بلادها فهو زيادة خير لها وأجر وثواب نعم .
الشيخ : أقول : ورد في السؤال أن الحجاب عادات وتقاليد، وهذا خطأ، الحجاب عبادة وتدين، وتقرب إلى الله عز وجل، وليس من باب العادات والتقاليد، بل هو من باب الأوامر التي أمر الله بها ورسوله، فيكون فعله قربة إلى الله عز وجل، وهذه نقطة مهمة، لأننا إذا اعتقدنا أنه عادات وتقاليد، ثم سافرنا من بلد عاداته وتقاليده الاحتجاب إلى بلد لا يعتادون ذلك فهذا يقتضي أن لا تحتجب المرأة هناك، لأن عاداتهم وتقاليدهم لا يجب فيها الاحتجاب، ولكني أقول لإخواني من رجال ونساء : إن الحجاب شرع وليس عادة، لأمر الله به ورسوله، وإنه خلق وحياء، ولا شك أن الحياء من الإيمان، وإني أنصح هذه المرأة أن لا يكون للشيطان عليها سبيل، ليفرق بينها وبين زوجها، فإن أحب ما يكون للشيطان أن يفرق بين المرء وزوجه، ولهذا كان أشد السحر وأعظمه، هو التفريق بين الرجل والمرأة، لقول الله تعالى : (( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ))، أشير على هذه المرأة أولا : أن تتقي الله عز وجل، وأن ترتدي الحجاب الشرعي الذي كان عليه نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونساء المسلمين، تعبدا لله وتقربا إليه، واحتسابا للأجر والثواب
ثانيا : الزوج، بالنسبة للزوجة سيد، كما قال الله تعالى : (( وألفيا سيدها لدى الباب )) والزوجة بالنسبة للزوج أسيرة لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم ) والعوان جمع عاني، والعاني هو الأسير، إذا الزوج سيد، والزوج أيضا راع على أهله، نصبه النبي عليه الصلاة والسلام، لم ينصبه أحد من الناس، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته )، وإذا كان الأمر كذلك فالكلمة في هذا له، فالواجب على المرأة أن تطيعه في هذا، لأنها إذا أطاعته في هذا فقد أطاعته في طاعة الله عز وجل، نعم لو طلب الوزج من امرأته أن تمارس شيئا محرما فلا سمع له ولا طاعة، لكن إذا لم يكن محرما، بل هو مأمور به شرعا فإن ذلك يتأكد عليها أن تطيعه، فأشير على زوج هذا السائل، أي على زوجته، أشير عليها أن تتقي الله عز وجل، وأن تحتجب الحجاب الشرعي طاعة لله تعالى قبل كل شيء، ثم امتثالا لأمر زوجها الذي جعله الرسول عليه الصلاة والسلام راعيا عليها، والذي له الحق في أن يقول كلمته، وعليها الحق في أن تقبل هذه الكلمة
ثم إن طلبها الطلاق من أجل هذا، طلب بغير حق، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة )، ومعلوم أنها إذا سألت الطلاق من أجل أن زوجها يأمرها بأن تحتجب، معلوم أنها سألت هذا الطلاق من غير ما بأس، بل سألته من خير، ثم إنها يجب أن تعلم أن الأمر ليس بالهين إذا فارقها زوجها في هذه الحال، وبينهما أولاد، سوف يضيع الأولاد من وجه، وسوف لا يرغب الناس فيها ولها أولاد من زوج سابق، لأن الناس لايريدون أن يدخلوا في مشاكل مع الآخرين، فلتتق الله عز وجل، ولتوافق زوجها في ذلك، أي في الاحتجاب، احتجابا شرعيا، طاعة لله عز وجل، وامتثالا لأمر زوجها، وتجنبا لأسباب الشر والفواحش، وهي إذا فعلت ذلك ابتغاء وجه الله فما ينالها من الأذى في بلادها فهو زيادة خير لها وأجر وثواب نعم .
1 - ما نصيحتكم في امرأة من خارج المملكة إذا سافرت منها تخلع العباءة وتتبرج وقد نصحها زوجها فلم تقبل وتطلب الطلاق وتدعي أن الحجاب في المملكة عادة وتقاليد وإذا أصرت على الطلاق هل تأثم بذلك أم لا .؟ أستمع حفظ
ما نصيحتك لعموم الناس في الحث على إلحاق أبنائهم بالمراكز الصيفية وحلقات تحفيظ القرآن .؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ : تنتشر ولله الحمد في هذه البلاد المراكز الصيفية للبنين، ودور القرآن للنساء، فما نصيحتك لعموم الناس في إلحاق أبنائهم بهذه المراكز، خصوصا وأن لها ثمارا رأيتموها وفقكم الله في الأعوام السابقة؟
الشيخ : أما دار القرآن للنساء، فإننا نحث النساء على دخولها، لما فيها من الخير والمصلحة، وتعلم كتاب الله عز وجل، والثواب بتلاوته، وأما المراكز الصيفية فلا شك أن فيها فوائد كثيرة، لو لم يكن منها إلا كف الشباب عن التسكع في الأسواق وإضاعة الوقت، ولاسيما إذا كان على هذه المراكز أناس معروفون بالصلاح، والتربية الحسنة، والتوجيه الحسن، وأحث طلبة العلم على الاتصال بهذه المراكز، وإلقاء المحاضرات فيها، بل وإلقاء الدروس إذا أمكن في هذه المراكز لما في ذلك من الخير الكثير، ونحن نشكر الدولة على فتح الباب لهذه المراكز وعلى تشجيعها، ثم أحث إخواني المواطنين على أن يلحقوا أولادهم بكل عمل خيري، من المراكز، أو حلقات تحفيظ القرآن، أو غير ذلك مما فيه مصلحة ومنفعة، لأن ذلك يعينهم على تربية أولادهم، ويكف أولادهم عن أسباب الشر والفساد، نعم .
الشيخ : أما دار القرآن للنساء، فإننا نحث النساء على دخولها، لما فيها من الخير والمصلحة، وتعلم كتاب الله عز وجل، والثواب بتلاوته، وأما المراكز الصيفية فلا شك أن فيها فوائد كثيرة، لو لم يكن منها إلا كف الشباب عن التسكع في الأسواق وإضاعة الوقت، ولاسيما إذا كان على هذه المراكز أناس معروفون بالصلاح، والتربية الحسنة، والتوجيه الحسن، وأحث طلبة العلم على الاتصال بهذه المراكز، وإلقاء المحاضرات فيها، بل وإلقاء الدروس إذا أمكن في هذه المراكز لما في ذلك من الخير الكثير، ونحن نشكر الدولة على فتح الباب لهذه المراكز وعلى تشجيعها، ثم أحث إخواني المواطنين على أن يلحقوا أولادهم بكل عمل خيري، من المراكز، أو حلقات تحفيظ القرآن، أو غير ذلك مما فيه مصلحة ومنفعة، لأن ذلك يعينهم على تربية أولادهم، ويكف أولادهم عن أسباب الشر والفساد، نعم .
2 - ما نصيحتك لعموم الناس في الحث على إلحاق أبنائهم بالمراكز الصيفية وحلقات تحفيظ القرآن .؟ أستمع حفظ
سائل يقول : اشتريت بيتا وفيه ثلاث نخلات وفيها ثمر فهل علي زكاة وكيف معرفة نصابها وأنا أخرفها خرفا وهل يكون تقدير الزكاة وهل تدفع من كل نوع بنسبته أم يضم بعضها إلى بعض ، وهل يجوز أن أخرج الزكاة نقودا ، وماذا أصنع في السنوات الثلاث الماضية التي لم أزكي فيها . ؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ : اشتريت بيتا قبل ثلاث سنوات، وفيه ولله الحمد ثلاث نخل مثمرات من نوعين، وفيهن ثمر كثير، فهل علي زكاة والحال هذه، فإذا كان الجواب بنعم والناس يجهلون ذلك جدا، فأسأل أسئلة على ذلك، كيف يكون معرفة بلوغ النصاب من عدمه وأنا أخرفها خرفا؟، ثانيا : كيف يكون تقدير الزكاة؟ وهل تدفع من كل نوع بنسبته أم يضم بعضها إلى بعض وتخرج من نوع واحد؟ وهل يجوز أن أدفع نقودا؟،وماذا أصنع في السنوات الماضية؟
الشيخ : ما ذكره السائل من خفاء حكم هذه النخيل التي تكون في البيوت على كثير من الناس فهو صحيح، كثير من الناس يكون عنده سبع نخل، أو عشر نخل، أو أكثر أو أقل، وثمرتها تبلغ النصاب، لكنهم لا يعلمون أن فيها زكاة، يظنون أن الزكاة في البساتين فقط، والزكاة في ثمر النخل سواء في البستان أو في الدور، وعلى هذا فليأت بإنسان له خبرة، وليقدر ثمر هذا النخل، هل يبلغ النصاب أو لا، فإذا بلغ النصاب وجب عليه أن يزكيه، ولكن كيف يزكيه وهو يخرفه كما قال السائل؟ أرى أنه في مثل هذه الحال تقدر قيمة النخلة، ويخرج نصف العشر من قيمتها، لأن ذلك أسهل على المالك، وأنفع للمحتاج، يعني إعطاء الدراهم أنفع للمحتاج، وتقويمها بالدراهم أسهل على المالك، فتقدر هذه الثمرة بدراهم، وتخرج زكاتها من الدراهم، ولكن كم مقدار الزكاة؟ مقدار الزكاة خمسة في المائة، بينما زكاة المال في المائة كم؟ اثنين ونصف، لكن هذه فيها خمسة في المائة، لأن الثمار زكاتها نصف العشر أو العشر، ونصف العشر في المائة كم؟ خمسة، خمسة من عشرة، فهذا سؤال مهم
أما ما مضى من السنوات وهو لم يزكه جاهلا، فإنه يقدر الآن في نفسه كم يظن الثمرات الماضية ويخرج زكاتها الآن، وليس عليه إثم فيما سبق من تأخير الزكاة لأنه ربما يكون جاهلا بذلك، لكن لا بد من أداء زكاة ما سبق، نعم .
السائل : يقول فضيلة الشيخ : نحن مجموعة من الشباب، نخرج للصيد، وأحيانا نضع هدفا من شجر أو حجر، أو أي غرض، غير الحيوان، ثم نتبارى عليه أينا يصيب ذلك الهدف، فمن أخطأه فإن عليه ذبيحة أو عشاء أو نقودا معينة، فهل هذا العمل جائز؟ وما هو الضابط في قضية الرهن المنتشر بين الناس، أو ما يسمونه بالحق، فإذا صار بينه وبين أخيه أي أمر قال عليك رهن، أو عليك حق في كذا وكذا، أرجو توضيح هذه القضية لانتشارها وفقك الله؟
الشيخ : نعم، أما المراماة على هدف أو شجر، ومن أصاب فله كذا وكذا، ومن أخطأ فعليه كذا وكذا، فإنه جائز، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر ) والبنادق الآن من النصل، فإذا ترامى الناس وكان على المغلوب شيء وللغالب شيء، فإن هذا لا بأس به ولا حرج، لأنه مما جاءت الشريعة بحله
وأما ما ذكره فيما يكون بين الناس، فإني أرى أنه أكل للمال بالباطل، لأن بعض الناس صار يتخذ كل شيء في حق، كما يقول أنه حق وهو باطل، إذا تكلم بكلمة وأخطأ، أراد أن ينادي صاحبه واسمه عبد الله، فقال يا عبد الرحمن، قال ما هو باسمي عبد الرحمن، اسمي عبد الله عليك حق، كل ما حصل خطأ ولو قليلاا قال عليك حق، وألزمه، هذا لا يجوز، بأي شيء حل لك أخذ ماله؟ إذا كان يريد أن يجعل لكم مأدبة فليجعلها بغير هذا الوجه، يعني بعض الناس يقول أنا ودي إني أغلط، أو ربما إني أغلط نفسي علشان يصير علي حق، نقول : بلى، بدون هذا، قل يا جماعة أنا أدعوكم لوليمة في اليوم الفلاني وينتهي الموضوع، أما أن تجعل كل كلمة فيها حق، كما تزعم أنه حق، وليس بحق، فهذا ليس بصحيح، وهو أكل للمال بالباطل، نعم لو حصل خطأ صحيح، يعني في أمر خطر، ثم تدخل رجال بين المعتدي والمعتدى عليه، وأصلحوا بينهم بمال أو بمأدبة، أو ما أشبه ذلك، فلا حرج، نعم .
الشيخ : ما ذكره السائل من خفاء حكم هذه النخيل التي تكون في البيوت على كثير من الناس فهو صحيح، كثير من الناس يكون عنده سبع نخل، أو عشر نخل، أو أكثر أو أقل، وثمرتها تبلغ النصاب، لكنهم لا يعلمون أن فيها زكاة، يظنون أن الزكاة في البساتين فقط، والزكاة في ثمر النخل سواء في البستان أو في الدور، وعلى هذا فليأت بإنسان له خبرة، وليقدر ثمر هذا النخل، هل يبلغ النصاب أو لا، فإذا بلغ النصاب وجب عليه أن يزكيه، ولكن كيف يزكيه وهو يخرفه كما قال السائل؟ أرى أنه في مثل هذه الحال تقدر قيمة النخلة، ويخرج نصف العشر من قيمتها، لأن ذلك أسهل على المالك، وأنفع للمحتاج، يعني إعطاء الدراهم أنفع للمحتاج، وتقويمها بالدراهم أسهل على المالك، فتقدر هذه الثمرة بدراهم، وتخرج زكاتها من الدراهم، ولكن كم مقدار الزكاة؟ مقدار الزكاة خمسة في المائة، بينما زكاة المال في المائة كم؟ اثنين ونصف، لكن هذه فيها خمسة في المائة، لأن الثمار زكاتها نصف العشر أو العشر، ونصف العشر في المائة كم؟ خمسة، خمسة من عشرة، فهذا سؤال مهم
أما ما مضى من السنوات وهو لم يزكه جاهلا، فإنه يقدر الآن في نفسه كم يظن الثمرات الماضية ويخرج زكاتها الآن، وليس عليه إثم فيما سبق من تأخير الزكاة لأنه ربما يكون جاهلا بذلك، لكن لا بد من أداء زكاة ما سبق، نعم .
السائل : يقول فضيلة الشيخ : نحن مجموعة من الشباب، نخرج للصيد، وأحيانا نضع هدفا من شجر أو حجر، أو أي غرض، غير الحيوان، ثم نتبارى عليه أينا يصيب ذلك الهدف، فمن أخطأه فإن عليه ذبيحة أو عشاء أو نقودا معينة، فهل هذا العمل جائز؟ وما هو الضابط في قضية الرهن المنتشر بين الناس، أو ما يسمونه بالحق، فإذا صار بينه وبين أخيه أي أمر قال عليك رهن، أو عليك حق في كذا وكذا، أرجو توضيح هذه القضية لانتشارها وفقك الله؟
الشيخ : نعم، أما المراماة على هدف أو شجر، ومن أصاب فله كذا وكذا، ومن أخطأ فعليه كذا وكذا، فإنه جائز، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر ) والبنادق الآن من النصل، فإذا ترامى الناس وكان على المغلوب شيء وللغالب شيء، فإن هذا لا بأس به ولا حرج، لأنه مما جاءت الشريعة بحله
وأما ما ذكره فيما يكون بين الناس، فإني أرى أنه أكل للمال بالباطل، لأن بعض الناس صار يتخذ كل شيء في حق، كما يقول أنه حق وهو باطل، إذا تكلم بكلمة وأخطأ، أراد أن ينادي صاحبه واسمه عبد الله، فقال يا عبد الرحمن، قال ما هو باسمي عبد الرحمن، اسمي عبد الله عليك حق، كل ما حصل خطأ ولو قليلاا قال عليك حق، وألزمه، هذا لا يجوز، بأي شيء حل لك أخذ ماله؟ إذا كان يريد أن يجعل لكم مأدبة فليجعلها بغير هذا الوجه، يعني بعض الناس يقول أنا ودي إني أغلط، أو ربما إني أغلط نفسي علشان يصير علي حق، نقول : بلى، بدون هذا، قل يا جماعة أنا أدعوكم لوليمة في اليوم الفلاني وينتهي الموضوع، أما أن تجعل كل كلمة فيها حق، كما تزعم أنه حق، وليس بحق، فهذا ليس بصحيح، وهو أكل للمال بالباطل، نعم لو حصل خطأ صحيح، يعني في أمر خطر، ثم تدخل رجال بين المعتدي والمعتدى عليه، وأصلحوا بينهم بمال أو بمأدبة، أو ما أشبه ذلك، فلا حرج، نعم .
3 - سائل يقول : اشتريت بيتا وفيه ثلاث نخلات وفيها ثمر فهل علي زكاة وكيف معرفة نصابها وأنا أخرفها خرفا وهل يكون تقدير الزكاة وهل تدفع من كل نوع بنسبته أم يضم بعضها إلى بعض ، وهل يجوز أن أخرج الزكاة نقودا ، وماذا أصنع في السنوات الثلاث الماضية التي لم أزكي فيها . ؟ أستمع حفظ
ما هو الأفضل لطالب العلم البقاء في طلب العلم أم الجهاد في سبيل الله أم الدعوة إلى الله أم الإنفاق والصدقة على الفقراء .؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ : أمامي خيارات عدة، أريد أن أسلك واحدا منها وأريد رأي فضيلتكم في ذلك، فأنا طالب للعلم وأمامي الخيارات التالية : طلب العلم الشرعي بهذه البلاد، ثانيا : السفر إلى بلاد البوسنة والهرسك أو غيرها للجهاد في سبيل الله، ثالثا : السفر إلى بلادنا، والعمل لدين الله والدعوة إليه، علما بأنه في الغالب مصير هذا الطريق هو الأسر؟
الشيخ : هو إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : الأسر؟
السائل : أي نعم، رابعا : البقاء في هذه البلاد وجمع ما تيسر من ماله وإرساله، أو جزء منه إلى الفقراء والمساكين والمأسورين في بلادنا، فما نصيحتك لي وفقك الله؟
الشيخ : أرى أن طلب العلم الشرعي أفضل هذه الأشياء، أفضل هذه الخيارات، لأن الدين لا يقوم إلا بالعلم، والناس اليوم محتاجون إلى العلم الشرعي، محتاجون إلى العلم الراسخ، لئلا يهلك العلماء فيتخذ الناس رؤساء جهالا، يفتون بغير علم، فيضلون ويضلون، فطلب العلم الشرعي هو أفضل هذه الخيارات عندي، إلا إذا كنت ممن ليس أهلا للعلم، لأن بعض الناس ليس وعاء للعلم، إما أنه كالزنبيل تغرف به الماء، تعرفون هذا المثل؟ " كالزنبيل تغرف به الماء "، إذا غرفت الماء بالزنبيل ثم نهضته من الماء؟ أه؟ ما بقي شيء، لأن بعض الناس هكذا، ليس عنده حافظة إطلاقا، أو إنه رجل عنده قوة وشجاعة وإقدام، وإذا جلس للعلم وجد الكسل والخمول وعدم الانتفاع، في هذه الحال نقول الأفضل أن تذهب إلى جبهات القتال في بلاد المسلمين، وأحق الناس فيما أرى اليوم هم البوسنة والهرسك، لأننا متفائلون بانتصارهم على الصرب الطاغي الظالم، وكما تسمعون في الإذاعات ما هناك نشاط بالنسبة للأمم الكافرة في إيقاف عدوان الصرب، فإذا وجد من يشجع المجاهدين لصد عدوان هؤلاء كان فيه خير كثير، فالناس يختلفون في الواقع، كل إنسان يمكن أن نؤتيه بما يكون أنسب لحاله، ولهذا تجدون أجوبة الرسول عليه الصلاة والسلام فيمن يستفتيه تختلف بحسب حال الرجل، ( جاءه رجل فسأله، قال يا رسول الله : إني أريد الجهاد، قال أحي والداك؟ قال نعم، قال : ففيهما فجاهد )، لأن الرسول علم من حاله أن بقاءه عند والديه وبره خير من ذهابه إلى الجهاد، ولعله ليس بذاك الرجل الصالح للجهاد، لكن عندما تكلم على العموم، سأله عبد الله بن مسعود ( أي الأعمال أحب إلى الله قال : الصلاة على وقتها، قلت ثم أي؟ قال بر الوالدين، قلت ثم أي؟ قال الجهاد في سبيل الله )، وفي بعض الأحيان يكون الجواب مختلفا عن هذا حسب حال السائل، نعم .
الشيخ : هو إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : الأسر؟
السائل : أي نعم، رابعا : البقاء في هذه البلاد وجمع ما تيسر من ماله وإرساله، أو جزء منه إلى الفقراء والمساكين والمأسورين في بلادنا، فما نصيحتك لي وفقك الله؟
الشيخ : أرى أن طلب العلم الشرعي أفضل هذه الأشياء، أفضل هذه الخيارات، لأن الدين لا يقوم إلا بالعلم، والناس اليوم محتاجون إلى العلم الشرعي، محتاجون إلى العلم الراسخ، لئلا يهلك العلماء فيتخذ الناس رؤساء جهالا، يفتون بغير علم، فيضلون ويضلون، فطلب العلم الشرعي هو أفضل هذه الخيارات عندي، إلا إذا كنت ممن ليس أهلا للعلم، لأن بعض الناس ليس وعاء للعلم، إما أنه كالزنبيل تغرف به الماء، تعرفون هذا المثل؟ " كالزنبيل تغرف به الماء "، إذا غرفت الماء بالزنبيل ثم نهضته من الماء؟ أه؟ ما بقي شيء، لأن بعض الناس هكذا، ليس عنده حافظة إطلاقا، أو إنه رجل عنده قوة وشجاعة وإقدام، وإذا جلس للعلم وجد الكسل والخمول وعدم الانتفاع، في هذه الحال نقول الأفضل أن تذهب إلى جبهات القتال في بلاد المسلمين، وأحق الناس فيما أرى اليوم هم البوسنة والهرسك، لأننا متفائلون بانتصارهم على الصرب الطاغي الظالم، وكما تسمعون في الإذاعات ما هناك نشاط بالنسبة للأمم الكافرة في إيقاف عدوان الصرب، فإذا وجد من يشجع المجاهدين لصد عدوان هؤلاء كان فيه خير كثير، فالناس يختلفون في الواقع، كل إنسان يمكن أن نؤتيه بما يكون أنسب لحاله، ولهذا تجدون أجوبة الرسول عليه الصلاة والسلام فيمن يستفتيه تختلف بحسب حال الرجل، ( جاءه رجل فسأله، قال يا رسول الله : إني أريد الجهاد، قال أحي والداك؟ قال نعم، قال : ففيهما فجاهد )، لأن الرسول علم من حاله أن بقاءه عند والديه وبره خير من ذهابه إلى الجهاد، ولعله ليس بذاك الرجل الصالح للجهاد، لكن عندما تكلم على العموم، سأله عبد الله بن مسعود ( أي الأعمال أحب إلى الله قال : الصلاة على وقتها، قلت ثم أي؟ قال بر الوالدين، قلت ثم أي؟ قال الجهاد في سبيل الله )، وفي بعض الأحيان يكون الجواب مختلفا عن هذا حسب حال السائل، نعم .
4 - ما هو الأفضل لطالب العلم البقاء في طلب العلم أم الجهاد في سبيل الله أم الدعوة إلى الله أم الإنفاق والصدقة على الفقراء .؟ أستمع حفظ
هل من حث لطلبة العلم للدعوة وتعليم الناس في أمر دينهم في الإجازة .؟
السائل : يقول : ماذا تقول وفقك الله في الحث لعدد من طلبة العلم الذين حصلوا ما حصلوه من العلم الشرعي في مثل هذه الإجازات والناس قد فرغوا، هل من حث له على الذهاب إلى بلادهم لتفقيه الناس في دين الله تعالى، خصوصا والناس في فراغ في مثل هذه الإجازة؟
الشيخ : هذا جيد إذا كان الإنسان عنده قدرة على دفع ما يلقى عليه من شبهات، وأعني بذلك البلاد غير السعودية، السعودية قد لا ترد عليها شبهات كالشبهات التي تورد في الخارج، فإذا كان عنده قدرة فليذهب، لعل الله أن ينفع به، وفي هذه الحالة أرى أن لا يباشر الناس بإنكار ما هم عليه، لأنه إذا فعل ذلك نفروا منه، ولم يقبلوا منه، بل يبين لهم الحق، ويحثهم عليه، ويرغبهم فيه، ويدخل في أمور يتفقون معه على أهميتها، كالصلاة مثلا وإخلاصها لله، حتى لو كانوا يعبدون مثلا ما يعبدون من القبور، لا يدخل عليهم مباشرة، يندد بهم ويسبهم، ويسب عملهم، لأن هذا لا شك أنه سوف ينفرهم، لكن أدخلوا عليهم ببيان التوحيد وفضله، والصلاة، يعني الإنسان العاقل يعرف كيف يتصرف، وحينئذ يملك قلوبهم، ويقبلون قوله، نعم .
الشيخ : هذا جيد إذا كان الإنسان عنده قدرة على دفع ما يلقى عليه من شبهات، وأعني بذلك البلاد غير السعودية، السعودية قد لا ترد عليها شبهات كالشبهات التي تورد في الخارج، فإذا كان عنده قدرة فليذهب، لعل الله أن ينفع به، وفي هذه الحالة أرى أن لا يباشر الناس بإنكار ما هم عليه، لأنه إذا فعل ذلك نفروا منه، ولم يقبلوا منه، بل يبين لهم الحق، ويحثهم عليه، ويرغبهم فيه، ويدخل في أمور يتفقون معه على أهميتها، كالصلاة مثلا وإخلاصها لله، حتى لو كانوا يعبدون مثلا ما يعبدون من القبور، لا يدخل عليهم مباشرة، يندد بهم ويسبهم، ويسب عملهم، لأن هذا لا شك أنه سوف ينفرهم، لكن أدخلوا عليهم ببيان التوحيد وفضله، والصلاة، يعني الإنسان العاقل يعرف كيف يتصرف، وحينئذ يملك قلوبهم، ويقبلون قوله، نعم .
هل من ترغيب في لبس الحجاب وطاعة الزوج وما لها فيه من أجر .؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ : المرأة التي ذكر السائل في سؤاله جاءت هنا راغبة طامعة في بيان رأيكم، فهل من تطييب لخاطرها في بيان أجرها إذا أطاعت الله عز وجل في لبس الحجاب، أو أطاعت زوجها في ذلك الأمر وفقك الله؟
الشيخ : نعم، لا شك أن لها ثوابا عظيما في طاعة الله عز وجل، ثم بامتثال أمر زوجها، فإنها حينئذ ترضي الله وترضي زوجها، والإنسان في هذه الحياة لا يعمل عملا إلا وهو يريد بذلك رضا الله، لأنه هو المقصود، إذ أن ما في الدنيا كلها زائل، أو الإنسان زائل عنه، كما نشاهد الناس الآن يرحلون عنا إلى عالم آخر إلى عالم البرزخ، إلى عالم الجزاء، ولا يجد الإنسان حصيلة من دنياه كلها إلا ما أمضاه في طاعة الله، فلها لا شك، لها أجر عظيم، وثواب جزيل، ثم إنه ربما تكون سببا لهداية نساء أخريات، يقتدين بها، ويتبعنها، ويحصل في هذا خير كثير .
الشيخ : نعم، لا شك أن لها ثوابا عظيما في طاعة الله عز وجل، ثم بامتثال أمر زوجها، فإنها حينئذ ترضي الله وترضي زوجها، والإنسان في هذه الحياة لا يعمل عملا إلا وهو يريد بذلك رضا الله، لأنه هو المقصود، إذ أن ما في الدنيا كلها زائل، أو الإنسان زائل عنه، كما نشاهد الناس الآن يرحلون عنا إلى عالم آخر إلى عالم البرزخ، إلى عالم الجزاء، ولا يجد الإنسان حصيلة من دنياه كلها إلا ما أمضاه في طاعة الله، فلها لا شك، لها أجر عظيم، وثواب جزيل، ثم إنه ربما تكون سببا لهداية نساء أخريات، يقتدين بها، ويتبعنها، ويحصل في هذا خير كثير .
ما نصيحتك لأولياء أمور النساء في لبس بناتهم للنقاب في الأسواق .؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ : كثر في الأسواق اليوم لبس النقاب، وهي ظاهرة انتشرت عند النساء خاصة في مثل هذه البلاد التي اعتاد الناس فيها على الحجاب، فما نصيحتك لأولياء الأمور وهم يضعون نساءهم ولا يعلمون على أي حال يدخلن في هذه المحلات، وفقك الله لكل خير؟
الشيخ : دخول النساء للمحلات، محلات البيع والشراء، خطر عظيم، لا على المرأة، ولا على صاحب المحل، لأنها إذا دخلت وخلا بها حينئذ يأتي الشيطان، ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، وأنا أعجب من بعض الناس يقف عند الدكان، وهو في سيارته ويدع المرأة تبايع وتشاري الرجل، وربما تدخل الدكان وهو يشاهدها، ولا يهتم بذلك، أين الغيرة؟ أين الإيمان؟ أين الرجولة؟ الذي ينبغي، إذا كان ولا بد أن تذهب معك المرأة، تجعلها هي في السيارة، وتقول ماذا تريدين من البضاعة؟، وتأتي لها بالبضاعة تختار، أما أن تبقى أنت في سيارتك وهي تذهب إلى المتجر، وتدخل المتجر ويكلمها الرجل، ولا يدرى ما وراء ذلك، فهذا غلط عظيم، أما بالنسبة
أما بالنسبة للنقاب، فالنقاب لا شك أنه موجود في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن من عادة النساء النقاب، لكن أتعرفون النقاب الجائز؟ هو ما فتح فيه للعينين فقط، ونحن الآن فيما نرى أننا لو قلنا للنساء إن هذا جائز، وهو جائز، يعني لو أننا مكنا النساء من هذا النقاب، لو مكناهن من ذلك، لكان اليوم نقابا شرعيا، وغدا نقابا غير شرعي، لأن النساء يتوسعن ربما تبقى شهرا أو شهرين لا تنقب إلا العين نقبة صغيرة، ثم بعد ذلك، نعم؟ تنزل النقبة، توسعها شوي، وبعد ذلك أيضا توسع أكثر، ثم يأتي دور اللثام، أن المرأة لا تجعل نقابا إطلاقا، تجعل لثاما، يعني تغطي الفم والأنف، والباقي مفتوح، ومعلوم أن الشيء إذا كان ذريعة إلى محرم فلنا أن نمنعه وإن كان جائزا، من باب إيش؟ من باب السياسة الشرعية، ولقد كان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه من هذا الحظ الوافر، كيف الحظ الوافر؟ كان بيع أمهات الأولاد، وأم الولد هي الأمة التي ولدت من سيدها كان بيع أمهات الأولاد جائزا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، وفي عهد أبي بكر، ولكن الواحد منهم لا يبيع امرأة، أو لا يبيع أم ولد لها ولد، ثم توسع الناس في ذلك، فبدأ الرجل يبيع الأمة ولها ولد عنده، فمنع عمر رضي الله عنه من ذلك، منع بيع أمهات الأولاد، مع أنه في الأصل حلال، جائز، كذلك كان الرجل إذا طلق زوجته ثلاث مرات، قال أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، أو قال أنت طالق ثلاثا، كان يملك الرجعة، يراجع بلا عقد، فكثر هذا العمل في عهد عمر، فلما رأى الناس قد أكثروا منه وهو حرام، منعه من الرجوع، قال ما يمكن ترجع لزوجك، أنت طلقتها ثلاثا تريدها أن تبين منك، نجعلها تبين، ولهذا قال : ( أرى الناس تعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة، فلو أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم )
فالحاصل : أننا نرى منع النقاب خوفا من التوسع فيه، أما أصله فهو جائز، وليس لنا أن نحرم ما أحل الله، لكن لنا أن نمنع الحلال خوفا من ارتكاب، من ارتكاب الحرام، نعم .
السائل : قبل الختام يسأل بعض الإخوة عن موعد الدروس الصيفية لفضيلتكم.
الشيخ : بدؤها إن شاء الله إذا انتهى الاختبار هذا الأسبوع ففيه أسبوعان إجازة من أجل أن يذهب الناس إلى أهليهم ثم البدء بالدراسة وأظنها تصادف يمكن 15 صفر.
السائل : جزى الله فضيلة الشيخ عنا خير الجزاء ونفعنا بعلمه وأمده بعمره وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
الشيخ : دخول النساء للمحلات، محلات البيع والشراء، خطر عظيم، لا على المرأة، ولا على صاحب المحل، لأنها إذا دخلت وخلا بها حينئذ يأتي الشيطان، ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، وأنا أعجب من بعض الناس يقف عند الدكان، وهو في سيارته ويدع المرأة تبايع وتشاري الرجل، وربما تدخل الدكان وهو يشاهدها، ولا يهتم بذلك، أين الغيرة؟ أين الإيمان؟ أين الرجولة؟ الذي ينبغي، إذا كان ولا بد أن تذهب معك المرأة، تجعلها هي في السيارة، وتقول ماذا تريدين من البضاعة؟، وتأتي لها بالبضاعة تختار، أما أن تبقى أنت في سيارتك وهي تذهب إلى المتجر، وتدخل المتجر ويكلمها الرجل، ولا يدرى ما وراء ذلك، فهذا غلط عظيم، أما بالنسبة
أما بالنسبة للنقاب، فالنقاب لا شك أنه موجود في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن من عادة النساء النقاب، لكن أتعرفون النقاب الجائز؟ هو ما فتح فيه للعينين فقط، ونحن الآن فيما نرى أننا لو قلنا للنساء إن هذا جائز، وهو جائز، يعني لو أننا مكنا النساء من هذا النقاب، لو مكناهن من ذلك، لكان اليوم نقابا شرعيا، وغدا نقابا غير شرعي، لأن النساء يتوسعن ربما تبقى شهرا أو شهرين لا تنقب إلا العين نقبة صغيرة، ثم بعد ذلك، نعم؟ تنزل النقبة، توسعها شوي، وبعد ذلك أيضا توسع أكثر، ثم يأتي دور اللثام، أن المرأة لا تجعل نقابا إطلاقا، تجعل لثاما، يعني تغطي الفم والأنف، والباقي مفتوح، ومعلوم أن الشيء إذا كان ذريعة إلى محرم فلنا أن نمنعه وإن كان جائزا، من باب إيش؟ من باب السياسة الشرعية، ولقد كان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه من هذا الحظ الوافر، كيف الحظ الوافر؟ كان بيع أمهات الأولاد، وأم الولد هي الأمة التي ولدت من سيدها كان بيع أمهات الأولاد جائزا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، وفي عهد أبي بكر، ولكن الواحد منهم لا يبيع امرأة، أو لا يبيع أم ولد لها ولد، ثم توسع الناس في ذلك، فبدأ الرجل يبيع الأمة ولها ولد عنده، فمنع عمر رضي الله عنه من ذلك، منع بيع أمهات الأولاد، مع أنه في الأصل حلال، جائز، كذلك كان الرجل إذا طلق زوجته ثلاث مرات، قال أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، أو قال أنت طالق ثلاثا، كان يملك الرجعة، يراجع بلا عقد، فكثر هذا العمل في عهد عمر، فلما رأى الناس قد أكثروا منه وهو حرام، منعه من الرجوع، قال ما يمكن ترجع لزوجك، أنت طلقتها ثلاثا تريدها أن تبين منك، نجعلها تبين، ولهذا قال : ( أرى الناس تعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة، فلو أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم )
فالحاصل : أننا نرى منع النقاب خوفا من التوسع فيه، أما أصله فهو جائز، وليس لنا أن نحرم ما أحل الله، لكن لنا أن نمنع الحلال خوفا من ارتكاب، من ارتكاب الحرام، نعم .
السائل : قبل الختام يسأل بعض الإخوة عن موعد الدروس الصيفية لفضيلتكم.
الشيخ : بدؤها إن شاء الله إذا انتهى الاختبار هذا الأسبوع ففيه أسبوعان إجازة من أجل أن يذهب الناس إلى أهليهم ثم البدء بالدراسة وأظنها تصادف يمكن 15 صفر.
السائل : جزى الله فضيلة الشيخ عنا خير الجزاء ونفعنا بعلمه وأمده بعمره وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
كلمة للشيخ عن داء الحسد.
الشيخ : أهمها ما يفشو بين الناس، الأقران من طلبة العلم، أو التجار، أو المشتغلين في مهنة واحدة من الحسد، الحسد الذي هو كراهة ما أنعم الله به على العبد، وليس هو تمني زوال نعمة الله عن الغير، بل هو مجرد أن يكره الإنسان ما أنعم الله به على غيره، فهذا هو الحسد، سواء تمنى زواله، أو أن يبقى ولكنه كاره له، كما حقق ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقال : الحسد كراهة الإنسان ما أنعم الله به على غيرك، والحسد قد لا تخلو منه النفوس، يعني قد يكون أمرا اضطراريا للنفس، ولكن جاء في الحديث : ( إذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ )، يعني أن الإنسان يجب عليه إذا رأى في قلبه حسدا للغير أن لا يبغي عليه بقول أو فعل، فإن ذلك من خصال اليهود الذين قال الله عنهم : (( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ))، ثم إن الحاسد يقع في محاذير، المحذور الأول : كراهته ما حكم الله به، فإن كراهته لما أنعم الله به على هذا الشخص كراهة لما حكم الله به كونا، ومعارضة لقضاء الله عز وجل، ثانيا : أن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، لأن الغالب أن الحاسد يعتدي على المحسود، بذكره بما يكره، وتنفير الناس عنه، والحط من قدره، وما أشبه ذلك، الثالث : ما يقع في قلب الحاسد من الحسرة والجحيم والنار التي تأكله أكلا، فكلما رأى نعمة من الله على هذا المحسود اغتم، وضاق صدره، وصار يرقب هذا الشخص، كلما أنعم الله عليه بنعمة حزن، واغتم، وضاقت عليه الدنيا. رابعا : أن في الحسد شبها باليهود، ومعلوم أن من أتى خصلة من خصال الكفار صار منهم في هذه الخصلة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ). خامسا : أنه مهما كان حسده ومهما قوي لا يمكن أبدا أن يرفع نعمة الله عن الغير، لا يمكن أن يرفع نعمة الله على غيره، فإذا كان هذا غير ممكن، فكيف يقع في قلبه الحسد. سادسا : أن الحسد ينافي كمال الإيمان لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فكما أنك تكره أن تزول نعمة الله عليك، فإذا لم تكره أن تزول نعمة الله على غيرك، فأنت لم تحب لأخيك ما تحب لنفسك، وهذا ينافي كمال الإيمان. سابعا : أن الحسد يوجب إعراض العبد عن سؤال الله تعالى من فضله، فتجده دائما مهتما بهذه النعمة التي أنعم الله بها على غيره ولا يسأل لله من فضله، مع أن الله أرشد إلى أن يسأل الله الحاسد من فضله، فقال : (( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ))، (( اسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ )). ثامنا : أن الحسد يوجب ازدراء نعمة الله عليك، على الحاسد، يعني أنه يرى أنه ليس في نعمة، وأن هذا المحسود في نعمة أكبر منه، وحينئذ يحتقر نعمة الله عليه فلا يقوم بشكرها، بل يتقاعس. تاسعا : أن الحسد لا شك أنه خلق ذميم، لأن الحاسد بهذا الخلق الذميم تجده يتتبع نعم الله على الخلق في مجتمعه، ويحاول بقدر ما يمكن بقدر ما يمكن أن يحول بين الناس وبين هذا المحسود، بالحط من قدره أحيانا، وبازدراء ما يقوم به من الخير أحيانا، إلى غير ذلك. عاشرا : أن الحاسد إذا بغى على المحسود فإن المحسود يأخذ من حسناته يوم القيامة، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن بقي من حسناته شيء، وإلا أخذ من سيئاته فطرح عليه ثم طرح في النار. والخلاصة : أن الحسد خلق ذميم، ومن الأسف أكثر ما يوجد بين العلماء وطلبة العلم، يوجد بين التجار، يوجد بين الخرازين، يوجد بين النجارين، يوجد بين الحدادين، يوجد بين البنائين لا شك، كل ذي مهنة يحسد من شاركه فيها، لكن المشكل أنه بين العلماء أشد، أشد، وبين طلبة العلم أشد، مع أنه كان الأولى والأجدر أن يكون أهل العلم، علماء وطلبة أبعد الناس عن الحسد، وأقرب الناس إلى كمال الأخلاق، وأنت يا أخي إذا رأيت الله قد أنعم على عبده نعمة فاسع أن تكون مثله، لا تكره ما أنعم الله عليه، قل اللهم زده من فضلك وأعطني أفضل منه، (( واسألوا الله من فضله ))، والحسد لا يغير الشيء عن حاله، لكنه كما ذكرنا آنفا في هذه المفاسد أو هذه المحاذير العشرة، ولعل من تأمل يجد أكثر.
المسألة الثانية : مسألة تكون في طلبة العلم، أو في بعض طلبة العلم، وهي أنهم إذا رأوا المنحرف خلقيا أو فكريا أو عمليا يكرهونه، ويتخذون من هذه الكراهة نفورا منه، وبعدا عنه، ولا يحاولون أبدا أن يصلحوه، إلا من شاء الله من طلبة العلم الذين أنار الله قلوبهم، ويرون أن هجره وكراهته والبعد عنه والتنفير عنه، يرون ذلك قربة، وهذا لاشك أنه خطأ، وأن الواجب على طلبة العلم أن ينصحوا وينظروا، كم من إنسان في غفلة فإذا نصح استجاب، وما أشد تأثير جماعة أهل الدعوة في كلمته، الذين يسمون أنفسهم أهل الدعوة والتبليغ، ما أشد تأثيرهم على الناس، وكم من فاسق اهتدى فأطاع، وكم من كافر اهتدى فأسلم على أيديهم لأنهم وسعوا الناس بحسن الأخلاق، فلذلك، نحن نسأل الله أن يجعل إخواننا الذين أعطاهم العلم أن يطعمهم من أخلاق هؤلاء حتى ينفعوا الناس أكثر، وإن كان يؤخذ على جماعة الدعوة والتبليغ ما يؤخذ، لكنه في حسن الأخلاق والتأثير بسبب أخلاقهم لا أحد ينكر، لا أحد ينكر فضلهم، وقد رأيت كتابا للشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله وجهه إلى شخص كتب إليه ينتقد هؤلاء الجماعة، فقال في جملة رده، يعني الشيخ قال : " أقلوا عليهم، لا أبا لأبيكم من اللوم، أو سدوا المكان الذي سدوا "، نعم؟ فالحقيقة أن حسن الخلق لا شك أن له تأثيرا عظيما في استجابة الناس للداعي، أما إذا رأوا الإنسان خشنا فإنهم يسبونه ويذمونه على ما فيه من الأخلاق الشرعية، يسبونه ويذمونه على ما فيه من الأخلاق الشرعية، تجده مثلا يسبونه على لحيته مثلا، واللحية أخلاق شرعية، يسبونه على تقصير الثوب، يسبونه على المشي حافيا، نعم؟ لماذا؟ لأنه ما هو خسن الأخلاق فيما بين الناس، ما يدعو بالأخلاق، يدعوا بالجفاء والغلظة، ويريد أن يصلح الناس كلهم في ساعة واحدة، هذا خطأ، لا يمكن أن يصلح الناس في ساعة واحدة أبدا، أليس النبي عليه الصلاة والسلام قد بقي في مكة ثلاثة عشر سنة، ثلاثة عشر سنة يدعو الناس، وفي النهاية أخرج، أخرج من مكة، تآمروا عليه (( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ )) ليثبتوك يعني : يحبسوك، (( أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) فلا يمكن أن تصلح الخلق بمجرد دعوة أو دعوتين، لاسيما إذا لم تكن ذا قيمة بينهم، لكن اصبر، وأطل النفس، وادع بالحكمة، وأحسن الخلق، وسيتبين لك الأمر فيما بعد، ولا شك أن حسن المنطق له تأثير عظيم بالغ، بالغ، يحكى أن رجلا من أهل الحسبة، مر على فلاح، فلاح يسني على إبله، ما أعرف تعرفون السواني ولا لا؟ أه؟ الإبل تسني : يعني تخرج الماء من البير، وكان في أذان المغرب، وكان هذا الرجل يغني، يغني وهو يؤذن المغرب، لأن الإبل إذا سمعت الغناء تمشي كأنها مجنونة، لأنها تطرب، فكان يغني، وساهي، ويمكن ما سامع الأذان، فجاءه واحد من الحسبة فقال له : يا فيك، يا اللي ما فيك، وتكلم عليه كلام شديد، يا حمار، يا اللي، المهم، المؤذن يؤذن وأنت تغني صوت الشيطان، فقال أنا بغني وإذا ما راح ... العصا ... هذه العصا نكسره عنك، ... يقول لصاحب الحسبة، ليش؟ لأنه جاءه بعنف، مسكين هذا، يمكن يفكر في عشاء عياله بالليل، وساهي يغني، فجاء صاحب الحسبة إلى الشيخ، القاضي، قاله أنا رحت لفلان، وسمعته يغني على إبله وهو يأذن المغرب، ونصحته، وقال والله إذا ما ... نكسره عنك، قال الشيخ طيب، فلما كان من الغد، ذهب الشيخ إلى المكان هذا، وجعل يتوضأ لأن وقت المغرب قريب، أذن المغرب وهذا ماشي يسوق إبله، يسني عليه، فلما أذن جاء ووقف على العامل اللي يسني الإبل، قال له يا أخي ترى أذن المغرب، لو هذا المسجد قريب تذهب وتصلي، بعد الصلاة ترجع، فإن الله يقول : (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ )) أنت لو رحت تصلي هذا من أسباب الرزق، ربما يمدك الله برزق أكثر، قال الله يجزاك خير، جزاك الله خير، ويضع العصا اللي يسوق بها الإبل ويتوضأ ويمشي معه، وإيش اللي حصل؟ حصل المقصود، الأول هذاك لو تمادى معه، هو عامل ما يهمه، يكسر عليه العصا ولا يهمه، لكن هذا أتاه بالتي هي أحسن، فانقاد تماما، فأنا أقول إن بعض الإخوة طلبة العلم يكون عندهم غيرة لكنهم لا يحسنون التصرف، والواجب أن الإنسان يحسن التصرف، كثيرة فيها منفعة، ولا سيما كتاب ابن جماعة رحمه الله، في آداب السامع في طلب العلم، فإن هذا مهم جدا، ولولا أن الوقت ضيق لجعلنا فيه قراءة مذاكرة فيما بيننا وبينكم، يعني قراءة إمرار،
السائل : الحسد قد يكون اضطراري في النفوس ؟
الشيخ : نعم .
السائل : ... .
الشيخ : مثل ما قال الرسول : ( إذا حسدت فلا تبغ )، يعني لا تعتدي على المحسود بقول أو فعل أو حط من قدره أو ما أشبه ذلك، قل الحق، والشيء الثاني : أن تعلم أن الحسد، يعني تتأمل تفكر، هل حسدك هذا يضره؟ وهل حسدك بينفعك؟ أبدا، امش أنت في دربك، وخلي الناس يمشون في دربهم، نعم؟ فالإنسان العاقل يتفكر بأن هذا الحسد لا يمكن أن يستفيد أحد منه، هو في الحقيقة حسرة على الإنسان وتعب ونار في قلبه، ويأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، امش أنت في دربك ويمكن يصير أحسن من ... نعم ؟
المسألة الثانية : مسألة تكون في طلبة العلم، أو في بعض طلبة العلم، وهي أنهم إذا رأوا المنحرف خلقيا أو فكريا أو عمليا يكرهونه، ويتخذون من هذه الكراهة نفورا منه، وبعدا عنه، ولا يحاولون أبدا أن يصلحوه، إلا من شاء الله من طلبة العلم الذين أنار الله قلوبهم، ويرون أن هجره وكراهته والبعد عنه والتنفير عنه، يرون ذلك قربة، وهذا لاشك أنه خطأ، وأن الواجب على طلبة العلم أن ينصحوا وينظروا، كم من إنسان في غفلة فإذا نصح استجاب، وما أشد تأثير جماعة أهل الدعوة في كلمته، الذين يسمون أنفسهم أهل الدعوة والتبليغ، ما أشد تأثيرهم على الناس، وكم من فاسق اهتدى فأطاع، وكم من كافر اهتدى فأسلم على أيديهم لأنهم وسعوا الناس بحسن الأخلاق، فلذلك، نحن نسأل الله أن يجعل إخواننا الذين أعطاهم العلم أن يطعمهم من أخلاق هؤلاء حتى ينفعوا الناس أكثر، وإن كان يؤخذ على جماعة الدعوة والتبليغ ما يؤخذ، لكنه في حسن الأخلاق والتأثير بسبب أخلاقهم لا أحد ينكر، لا أحد ينكر فضلهم، وقد رأيت كتابا للشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله وجهه إلى شخص كتب إليه ينتقد هؤلاء الجماعة، فقال في جملة رده، يعني الشيخ قال : " أقلوا عليهم، لا أبا لأبيكم من اللوم، أو سدوا المكان الذي سدوا "، نعم؟ فالحقيقة أن حسن الخلق لا شك أن له تأثيرا عظيما في استجابة الناس للداعي، أما إذا رأوا الإنسان خشنا فإنهم يسبونه ويذمونه على ما فيه من الأخلاق الشرعية، يسبونه ويذمونه على ما فيه من الأخلاق الشرعية، تجده مثلا يسبونه على لحيته مثلا، واللحية أخلاق شرعية، يسبونه على تقصير الثوب، يسبونه على المشي حافيا، نعم؟ لماذا؟ لأنه ما هو خسن الأخلاق فيما بين الناس، ما يدعو بالأخلاق، يدعوا بالجفاء والغلظة، ويريد أن يصلح الناس كلهم في ساعة واحدة، هذا خطأ، لا يمكن أن يصلح الناس في ساعة واحدة أبدا، أليس النبي عليه الصلاة والسلام قد بقي في مكة ثلاثة عشر سنة، ثلاثة عشر سنة يدعو الناس، وفي النهاية أخرج، أخرج من مكة، تآمروا عليه (( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ )) ليثبتوك يعني : يحبسوك، (( أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) فلا يمكن أن تصلح الخلق بمجرد دعوة أو دعوتين، لاسيما إذا لم تكن ذا قيمة بينهم، لكن اصبر، وأطل النفس، وادع بالحكمة، وأحسن الخلق، وسيتبين لك الأمر فيما بعد، ولا شك أن حسن المنطق له تأثير عظيم بالغ، بالغ، يحكى أن رجلا من أهل الحسبة، مر على فلاح، فلاح يسني على إبله، ما أعرف تعرفون السواني ولا لا؟ أه؟ الإبل تسني : يعني تخرج الماء من البير، وكان في أذان المغرب، وكان هذا الرجل يغني، يغني وهو يؤذن المغرب، لأن الإبل إذا سمعت الغناء تمشي كأنها مجنونة، لأنها تطرب، فكان يغني، وساهي، ويمكن ما سامع الأذان، فجاءه واحد من الحسبة فقال له : يا فيك، يا اللي ما فيك، وتكلم عليه كلام شديد، يا حمار، يا اللي، المهم، المؤذن يؤذن وأنت تغني صوت الشيطان، فقال أنا بغني وإذا ما راح ... العصا ... هذه العصا نكسره عنك، ... يقول لصاحب الحسبة، ليش؟ لأنه جاءه بعنف، مسكين هذا، يمكن يفكر في عشاء عياله بالليل، وساهي يغني، فجاء صاحب الحسبة إلى الشيخ، القاضي، قاله أنا رحت لفلان، وسمعته يغني على إبله وهو يأذن المغرب، ونصحته، وقال والله إذا ما ... نكسره عنك، قال الشيخ طيب، فلما كان من الغد، ذهب الشيخ إلى المكان هذا، وجعل يتوضأ لأن وقت المغرب قريب، أذن المغرب وهذا ماشي يسوق إبله، يسني عليه، فلما أذن جاء ووقف على العامل اللي يسني الإبل، قال له يا أخي ترى أذن المغرب، لو هذا المسجد قريب تذهب وتصلي، بعد الصلاة ترجع، فإن الله يقول : (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ )) أنت لو رحت تصلي هذا من أسباب الرزق، ربما يمدك الله برزق أكثر، قال الله يجزاك خير، جزاك الله خير، ويضع العصا اللي يسوق بها الإبل ويتوضأ ويمشي معه، وإيش اللي حصل؟ حصل المقصود، الأول هذاك لو تمادى معه، هو عامل ما يهمه، يكسر عليه العصا ولا يهمه، لكن هذا أتاه بالتي هي أحسن، فانقاد تماما، فأنا أقول إن بعض الإخوة طلبة العلم يكون عندهم غيرة لكنهم لا يحسنون التصرف، والواجب أن الإنسان يحسن التصرف، كثيرة فيها منفعة، ولا سيما كتاب ابن جماعة رحمه الله، في آداب السامع في طلب العلم، فإن هذا مهم جدا، ولولا أن الوقت ضيق لجعلنا فيه قراءة مذاكرة فيما بيننا وبينكم، يعني قراءة إمرار،
السائل : الحسد قد يكون اضطراري في النفوس ؟
الشيخ : نعم .
السائل : ... .
الشيخ : مثل ما قال الرسول : ( إذا حسدت فلا تبغ )، يعني لا تعتدي على المحسود بقول أو فعل أو حط من قدره أو ما أشبه ذلك، قل الحق، والشيء الثاني : أن تعلم أن الحسد، يعني تتأمل تفكر، هل حسدك هذا يضره؟ وهل حسدك بينفعك؟ أبدا، امش أنت في دربك، وخلي الناس يمشون في دربهم، نعم؟ فالإنسان العاقل يتفكر بأن هذا الحسد لا يمكن أن يستفيد أحد منه، هو في الحقيقة حسرة على الإنسان وتعب ونار في قلبه، ويأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، امش أنت في دربك ويمكن يصير أحسن من ... نعم ؟
اضيفت في - 2009-05-19