الشيخ : وإذا ماطلت في حقه ربما لا يصلح العمل ولا ينصح فيه ويأخذ عنك وعن البلاد عموما سمعة سيئة، وهذا جناية على نفسك وعلى غيرك، ثم إن المماطلة هل تعني أن يسقط الحق ؟ لا، الحق لا بد باقي، وإذا قدر أن العامل لم يستوفه في الدنيا فإنه سوف يستوفيه يوم القيامة من صالح العمل
ثم إنك لا تدري فلعلك يوما من الأيام تكون أنت العامل في بلاد هذا العامل، يعني بمعنى أن الحاجة تضطرك إلى أن تذهب إلى البلاد لتكون عاملا تحصل لقمة كما هو معروف في بلانا هذه أولا : كان أهل البلاد يرحلون إلى الشام وإلى العراق وإلى مصر من أجل أن ينالوا لقمة العيش
فنصيحة لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل فيمن ولاهم الله عليه وأن يوفي لهم بالعهد على الوجه الأكمل بقدر المستطاع، كما أيضا أن العمال أن يتقوا الله عز وجل وأن يخلصوا وينصحوا بالعمل حتى يكون أدوا ما عليهم كما لهم الحق فيما لهم .

السائل : يقول فضيلة الشيخ : رجل جرى عليه حادث مرور وتوفي في السيارة المقابلة له شخصين وجاء في تقرير المرور نسبة الخطأ خمسين بالمائة لكلا الشخصين ، علما بأنه قام بدفع الدية فهل يصوم شهرين أو أربعة أشهر عن الشخصين ؟
الشيخ : الواجب أن يصوم أربعة أشهر لأن كل نفس لها كفارة مستقلة، لكن له أن يصوم شهرين عن نفس ثم يستريح ثم يستأنف الصوم عن النفس الأخرى
وأما الدية فالدية حق العباد ربما يأخذونها وربما يعفون عنها، أما الكفارة فلا بد منها وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فلا شيء عليه .نعم

السائل : يقول فضيلة الشيخ : بعض الأئمة إذا أقيمت الصلاة ينظر في الصف ويقول : صلوا صلاة مودع، فهل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالها أثناء تسوية الصفوف فيشرع لنا أن نقولها .؟
الشيخ : لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يقول للناس : صلوا صلاة مودع، بل كان يأمرهم أن يستووا وأن يقيموا صفوفهم ويبين لهم أن تسوية الصف من تمام الصلاة، وأما صلوا صلاة مودع فلم ترد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لكن وردت عن بعض العلماء فيما كتبوه أنه ينبغي للإنسان أن يتقن صلاته حتى كأنه يصلي صلاة مودع، لأن من يصلي صلاة مودع سوف يتقنها إذ أنه لا يدري هل يعود للصلاة مرة أخرى أو لا يعود، وأما أن يقولها الإمام فهذه من البدع، وننصح الإمام ننصحه ونقول لا تقلها بعد هذا اليوم .

السائل : يقول : فضيلة الشيخ إن أبي غني وأنا أريد الزواج وقال أبي ولن أساعدك بريال واحد حتى تتخرج من الجامعة وأنا في المستوى الأول فهل يجوز أن أذهب إلى جمعية خيرية أو أن آخذ من أهل العلم وأهل المساعدة دراهم مهرا لزواجي ؟
الشيخ : الواجب على الأب أن يزوج أولاده كل من طلب الزواج يجب أن يزوجه إذا كان قادرا، لأن الزواج من أهم ما تتطلبه الحياة، وإذا كان يجب على الأب أن ينفق على أولاده طعاما، وشرابا، وكسوة، وسكنا، فالواجب أن ينفق عليهم تزويجا أيضا وإذا لم يفعل فإنه آثم وعاص لله وإذا تأخر ولو دقيقة واحدة فإن مطل الغني ظلم ولا يحل له أن يقول لابنه إذا تخرجت من الجامعة، والآن في المستوى الأول، كم باقي عليه ؟ أربعة سنوات، وهو يريد أن يكون بعد أربع سنوات له أربعة أولاد، فهذا غلط من الأب وإذا قدر الابن على أن يأخذ شيئا من مال الأب يتزوج به فله ذلك .

السائل : يقول فضيلة الشيخ : في هذه الأيام أعني كل عام دراسي يتعاقد بعض أولياء الأمور، أو بعض المعلمات مع سائق سيارات لنقل المعلمات أو لنقل البنات من البيت إلى المدرسة ولكن يلاحظ على هذا أمور، إما أن يكون السائق سفيها في مظهره غير متزوج نجد أن مظهره مظهر ميوعة، وكذلك نجد أنه لا محرم له، فما نصيحتك في هذه البداية التي نبتدأ بها هذا العام الدراسي وفقك الله .؟
الشيخ : نصيحتي أنه لا يجوز للإنسان أن يستأجر لمحارمه من بنات، وأخوات، وزوجات، مثل هذا الرجل لأن هذا خطر عليهن، فهو كما وصف السائل شاب ليس معه زوجة تكون محرما تكون بينه وبين النساء، ثم إن مظهره، مظهره المائع، فلا يجوز أن يستأجر مثل هذا الرجل وعلى إدارة تعليم البنات في البلد أن تلاحظ مثل هذه الأمور وأن تمنع من استئجار مثل هذا الرجل لأن حماية العرض أهم من كل شيء ومثل هذا الرجل يفتتن هو بنفسه ويفتن غيره من النساء وربما يكون معه أشرطة أغاني غرام وغزل فيثير كوامن النفوس، وأكرر أنه يجب على إدارة التعليم في المنطقة أن تلاحظ هذا وأن تمنع من استئجار مثل هؤلاء
وهنا أيضا مسألة أخرى وهي أنه إذا كان الرجل أمينا وموثوقا فإنه أحيانا يحمل امرأة واحدة إما في ابتداء السير أو في انتهاءه، أما في ابتدائه بحيث يأتي للمرأة وتركب معه حتى يصل للنساء الأخريات، أو في النهاية يبقى معه امرة واحدة يوصلها إلى بيتها، وهذا أيضا حرام لا يجوز، لا يجوز أن يخلو السائق بالمرأة مهما كان في عفته وعقله لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والمسألة خطيرة، وأشد الفتن على الرجال وأضرها هي فتنة النساء .

السائل : يقول فضيلة الشيخ : إذا كان في المسجد رجل كبير في بالسن ولا يصل إلى الأرض في السجود إلا قريبا من رفع الإمام من السجود مع طمأنينة الإمام وتطويله فماذا يصنع المأموم الذي في هذه الحالة هل يوافق الإمام من حين أن يهوي بالسجود أم لا فلا يضره تأخره عنه، وكذلك الحال في القيام لا يعتدل قائما إلا قريبا من فراغ الإمام من الفاتحة، فما هو الأفضل له؟ وهل على الإمام من حرج وهو يحس بذلك المأموم أنه لا يصل إلى الأرض إلا قريبا من قيامه، أم أن على الإمام أن يؤخر الصلاة ويطيلها من أجله مع أنه ربما بلغ عشر تسبيحات فما الأفضل في هذه الحالة .؟
الشيخ : الواجب على هذا المأموم الذي لا يستطيع متابعة الإمام لعجزه أو كبره أن لا ينتقل من مكانه حتى يصل الإمام إلى الركن الذي يليه، مثلا هو قائم الآن، سجد الإمام نقول انتظر حتى يصل الإمام إلى الأرض، في الركوع هو قام الآن نقول انتظر حتى يصل الإمام إلى الركوع ثم إذا رفع الإمام فارفع معه، على حسب الحال، أما بالنسبة للإمام فإنه ينبغي له أن يراعي مثل هؤلاء لأنه إذا كنا مأمورين أن نراعيهم في التخفيف فلنراعيهم أيضا في مثل هذه الحال إلا إذا كان يشق على المأمومين فإن الواجب اتباع الأكثر .

السائل : يقول : يوجد في مسجدنا رجل كبير يأتي أثناء الصلاة فيحرك المصلين خلف الإمام حتى يوجد لنفسه فراغ في مكان اعتاد الصلاة والجلوس فيه فما نصيحتكم لهذا الرجل لأنه كثيرا ما يشوش على المصلين بهذه الطريقة .؟
الشيخ : الرجل الآن ليس أمامي كيف أنصحه؟
السائل : بالشريط
الشيخ : نعم
السائل : يريد أن يصل الشريط .
الشيخ : أنا أنصح هذا الرجل أن لا يفعل هذا الشيء لا يؤذي المسلمين فيتخلل الصفوف حتى يصل إلى مكانه، فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أنه رأى رجل يتخطى الرقابب فقال له : اجلس فقد آذيت )
ثم نقول لهذا الرجل إذا كنت تريد المحافظة على مكانك فتقدم إليه والأمكنة ليست ملكا لأحد من جاء أولا فهو أحق بالمكان، ثم إنه إذا آذى إخوانه المسلمين بتخطي الرقاب ثم بالتضييق على من يقف معه في الصف، فإنه إلى الإثم أقرب، أقرب منه إلى السلامة فليصل في المكان الذي يجد الناس منتهين إليه يعني يقوم في الصف حيث انتهى الصف، سواء في الثاني أو في الثالث أو في الرابع هذا هو المشروع في حقه .

السائل : يقول : رجل توفيت والدته وعند وفاتها قالت له : أوصي بالثلث وأنت حر في التصرف في هذا الثلث فقام هذا الابن بتنمية هذا المال إلى أن نما فجعل يخرج أضحيتها من هذا المال فترة من الزمن ولكنه بعد مدة جعل يخرج أضحيتها من ماله الخاص تارة ويتركها مع أضحيته أحيانا، والسؤال هل ينمي هذا المال فيزيده أو يجعل هذا المال صدقة جارية لها كأن يضعه في بناء مسجد أو توفير مياه أو نحو ذلك وجهونا حفظكم الله إلى الطريق التي إذا جعل هذا المال فيها انتفع بها هذا الميت .؟
الشيخ : أقول للأخ جزاه الله خيرا على صنيعه وعلى إحسانه في تنمية هذا المال، ولكنى أقول له ضعه من الآن في مسجد لأن تنمية المال صحيح أنه يحصل بها زيادة في المال لكن يفوتها الأجر الكثير في هذه المدة والأجر أهم من المال فالذي أرى أن يجعله في مسجد حتى يكون لهذه المرأة ثوابه من الآن .

السائل : يقول : ذكرتم قول الله عز وجل : (( وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ )) فهل معنى هذا أن يهجرها بعيدا عن الفراش أو يهجرها على الفراش، فينام معها ولكنه لا يتحدث معها ويهجرها في الجماع أرجو التوضيح .؟
الشيخ : الآية عامة تشمل ما إذا نام معها في الفراش ولكن لم يحدثها ولم يستمتع بها أو إذا نام في مكان آخر، وقد ذكرنا هذا الأخير قلنا ينام في مكان آخر في غرفة أخرى في خارج البيت المهم يرى ما هو أقرب إلى إصلاحها .

السائل : يقول : رجل قال لامرأته عندما طلبت منه المبيت عند أهلها أنها إن لم تعد ضحى الغد فلا تعد، فما عليه أفتونا مأجورين .؟
الشيخ : ليس عليه شيء، لكننا ننصحه أن لا يتكلم بمثل هذا الكلام لأنه يؤثر في قلبها، أما الطلاق فلا يقع عليها الطلاق بهذه الصيغة لأنه لم يطلقها، قال : لا تعد ويحتمل أنه أراد بقوله لا تعد أي أن تبقى عند أهلها تأديبا والحبل بيديه إن شاء طلق فيما بعد وإن شاء لم يطلق .

السائل : يقول : فضيلة الشيخ أنا غريب عن هذه البلدة وكنت جاء أجلس فترة طويلة في المملكة بعيدا عن زوجتي ومارست العادة السرية مرة تلو مرة وأحلف ألا أعود لعدة مرات، ثم حلفت مرة بالطلاق ولكني قد فعلت مرة أخرى فما الحكم والحالة هذه وما نصيحتك لي ولأمثالي، وفقك الله .؟
الشيخ : نصيحتي لك ولأمثالك أن تصبر وتحتسب، فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من يستعفف يعفه الله ) وعليك بالصوم فإن هذا يقلل الشهوة، ثم حاول أن تضم زوجتك إليك، باستقدامها إذا كانت في بلاد غير البلاد التي أنت فيها أو أن تذهب أنت إليها، لأن في ذلك مصلحتين، مصلحة لك ومصلحة لها حتى هي أيضا ربما تكون كحالك متعبة تحتاج إلى زوج، فهذا هو الذي أنصح به .

السائل : يقول : فضيلة الشيخ ساهمت فى إنكار منكر وترتب عليه عداوة من الأطراف الأخرى فقط وهجرانهم لي وأنا لا أكن لهم أي قدر من العداوة على الرغم من الإهانات التي تلقيتها منهم، والسؤال يا فضيلة الشيخ هل أدخل ضمن من يقول الله عنهم : ( أمهلوا عبدي حتى يصطلحا ) وذلك عند رفع الأعمال.؟
الشيخ : لا تدخل في هذا لأن عداوتهم إياك إثمها عليهم، إذا أنك لم تفعل ما يقتضي العداوة بل فعلت ما يقتضي الولاية والمحبة لو كانوا عاقلين، لو كانوا عاقلين، لأن كل إنسان يأمرك بمعروف أو ينهاك عن منكر فقد أسدى إليك خيرا فبدلا من أن تهجره وتبغضه أكرمه واشكره على هذا، فأنت ليس عليك شيء، أما هم فعليهم الإثم لأنهم أبغضوك لله عز وجل والعياذ بالله يعني بمعنى أنهم أبغضوك لأنك قمت بأمر الله عز وجل .

السائل : يقول نسمع الكثير من الناس خاصة كبار السن ولربما سرى ذلك إلى بعض الشباب، أنه يقولون بذمتك أو أحلف عليك بذمتك، فهل هذا حلف بغير الله وما معنى ذلك؟، وهل إذا قيل للإنسان بذمتك ثم لم يفعل الشيء فهل عليه من حرج .؟
الشيخ : هذه الصيغة مشهورة عند العامة، يقول بذمتك، وبذمتك تسوي كذا يقول نعم بذمتي، والمراد بالذمة هنا العهد وليس المراد بذلك اليمين، لكن كأنه يقول أنا أكلمك بالعهد، والمعاهدة، ولهذا لو فرض أنه حنث في ذلك فليس عليه كفارة يمين لأن هذا ليس بيمين .

السائل : يقول : فضيلة الشيخ نفع الله بعلمك، هل لنا أن نطلب منك دون أن نشق عليك، تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، بدون خلاف وبدون أقوال وذلك لتكون لعامة المسلمين من رجال ونساء لأن البعض يجهل صفة الصلاة مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ولذلك نرى على الكثير ملاحظات ومخالفات، وفقك الله لنفع عباده .؟
الشيخ : نعم الصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، ويجب على المرء أن يعتني بها عناية كاملة لأنها عمود الإسلام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ) ولقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعلم أصحابه صفة الصلاة إما بالقول وإما بالفعل، أما القول فكقوله للرجل الذي صلى بلا طمأنينة قال له : ( إذا قمت للصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ) إلى آخر الحديث، وأما الفعل فقد كان الوافدون إلى رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم يصلون معه ثم يقول لهم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي )، فالإنسان يتطهر من الحدث الأكبر، والأصغر، والنجاسة، ثم يستقبل القبلة فيكبر رافع يديه إلى حذو منكبيه أو إلى فروع أذنيه مع التكبير أو بعده أو قبله، كل ذلك جائز ثم يضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى على صدره، ثم يستفتح فيقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد. أو يقول، سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ثم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يقرأ الفاتحة ويتقدم عليها البسملة، فيقول : (( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )) يقف على كل آية كما وقفت الآن على كل آية، ثم يقرأ ما تيسر من القرآن، وتكون القراءة في الفجر قراءة طويلة من طوال المفصل وفي المغرب قراءة قصيرة من قصار المفصل، ولا بأس أن يقرأ قراءة طويلة في المغرب أحيانا كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما الظهر والعصر والعشاء فيقرأ قراءة وسطا بين هذا وهذا ثم يرفع يديه مكبرا راكعا ويضع يديه على ركبتيه مفرجة الأصابع ويمد ظهره مستويا ويكون رأس حيال ظهره ويقول سبحان ربي العظيم ثلاث مرات أو أكثر، ويقول كذلك : سبحانك اللهم ربنا وبحمد اللهم اغفر لي، ويقول أيضا : سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ثم يرفع رأسه ويديه كما رفعهما عند الركوع فيقول : سمع الله لمن حمده، إلا المأموم فيقول بدلها ربنا ولك الحمد، يقول سمع الله لمن حمده فإذا قام قال : ربنا ولك الحمد، حمدا كثيرا مباركا فيه ملأ السماء وملأ الأرض وملأ ما شئت من شيء بعد، ثم يخر ساجدا مكبرا، ويقدم ركبتيه ثم كفيه ثم جبهته وأنفه، ويقول : سبحان ربي الأعلى ثلاث أو أكثر كمل أحب، ويقول أيضا : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، ويقول أيضا : سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ثم يدعو بما شاء ويكثر من الدعاء في السجود لأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذلك حيث قال : ( أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم. ) وفي حال السجود لا يرفع يديه، ثم يرفع من السجود ويجلس بين السجدتين مفترشا رجله اليسرى ناصبا رجله اليمنى وأعني بالرجل هنا القدم، لا الساق والفخذين، ينصب القدم ويجلس على اليسرى ويقول رب اغفر لي رب اغفر لي رب اغفر لي وارحمني وعافني واهديني واجبرني، ثم يسجد السجدة الثانية كالأولى، ثم ينهض إلى الركعة الثانية ويفعل فيها كما فعل في الركعة الأولى إلا الاستفتاح فلا يستفتح والتعوذ فيه خلاف بعض العلماء يقول كلما قام إلى ركعة تعوذ وبعضهم يقول يكفي التعوذ الأول في الركعة الأولى، ثم إذا صلى ركعتين جلس للتشهد، فإن كانت الصلاة ثنائية أكمل التشهد كله، وإن كانت ثلاثية أو رباعية فإذا تشهد التشهد الأول قام وأتى بالباقي من صلاته، لكنه يقتصر فيه على الفاتحة، أما التشهد فالأول ينتهي عند قوله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأما الأخير فإنه لا نهاية له، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما ذكر التشهد قال : ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) فلو بقيت أكثر من نصف ساعة أو ساعة وأنت جالس للتشهد تدعو الله عز وجل فلا حرج إلا الإمام فإنه لا يطيل على المأمومين، ثم تسلم عن يمينك السلام عليكم ورحمة الله وعن يسارك السلام عليكم ورحمة الله. هذا ملخص ما نعلمه من صفة الصلاة الواردة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

السائل : يقول : فضيلة الشيخ في بعض البلدان أحيانا لا يستطيع الإنسان قضاء مصلحة من مصالحه إلا بدفع مبلغ إلى موظف هذه المصالح وهذا الأمر شائع ومعروف، أنه لا تقضى لك المصلحة إلا إذا دفعت كذا إلى فلان فهل هذا يعتبر رشوة وأنت تريد أن تخلص مصلحتك أرجو التوضيح بإسهاب لأن هذا الأمر يقع فيه غالبية أهل البلاد، جزاكم الله خيرا .؟
الشيخ : يقول أهل العلم : " إن الإنسان إذا بذل مالا لاستنقاذ حقه فليس برشوة لكن الإثم على الآخذ " فإذا كان هؤلاء الموظفون لا يمكن أن يقضوا حاجتك التي يلزمهم أن يقضوها إلا برشوة فأعطهم والإثم عليهم إلا إذا كان من الممكن أن يرفع أمرهم إلى ولاة الأمور حتى يؤدبهم فحينئذ لا تعطهم ارفع أمرهم لكن الغالب في البلاد التي يشير إليه السائل أن هذا غير ممكن وعليه فلا بد للإنسان أن يستخلص حقه بأي وسيلة فإذا أعطاهم شيئا ليمشوا معاملته فلا حرج عليه والإثم على الآخذ هكذا قال العلماء
وإلى هنا ينتهي هذا اللقاء ونشكركم على الاستماع ونسأل الله لنا ولكم الانتفاع والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
السائل : جزى الله فضيلة شيخنا خير الجزاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد .