سلسلة اللقاء الشهري-33a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
خصائص شهر رمضان المبارك.
الشيخ : إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، وحجة على من أرسله إليهم أجمعين، آتاه من البينات ما على مثله يؤمن البشر، هدى به من الضلالة، وبصر به من العمى، وأرشد به من الغي، وفتح الله به أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد: فهذا اللقاء في هذه الليلة ليلة الأحد السادس عشر من شهر شعبان عام 1416 وهو اللقاء الذي لا يأتي دوره إلا في رمضان المبارك وبما أنه في استقبال شهر رمضان
فإنه يحسن أن نتحدث عن ذلك الشهر الفاضل، هذا الشهر أعني شهر رمضان خصه الله بخصائص: منها : أنه أنزل فيه أشرف وأعظم كتابٍ أنزله على أي رسول من الرسل، ألا وهو القرآن، كما قال الله تبارك وتعالى : (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )) ونعم هذه الفضيلة لهذا الشهر الفضيل، ومنها : أنه الشهر الذي فيه ليلة القدر التي قال الله عنها : إنها مباركة، وقال : إنها خير من ألف شهر، فقال تعالى : (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ )) أي : أن شأنها عظيم، وهذا الاستفهام للتفخيم والتعظيم كما قاله علماء اللغة (( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ )) الملائكة ملائكة الرب عز وجل ينزلون إلى الأرض ومعهم الروح الأمين وهو جبريل عليه الصلاة والسلام (( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ )) أي : أنهم ينزلون بإذن الله، لأنه لا أحد يعمل عملاً لا في السماوات ولا في الأرض إلا بإذن الله عز وجل وبمشيئة الله، فإن الله تعالى يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وربك هو الخلاق العليم : (( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ )) فينزلون، وهي سلام إلى مطلع الفجر، إذا طلع الفجر انتهت الليلة، وقال الله تعالى في هذه الليلة : (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ )) يفرق : يفصل ويبين، لأنه يكتب فيها ما يكون في تلك السنة، (( كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ )) أي : كل شأن فيه حكمة، لأن كل ما يرتبه الله عز وجل وكل ما يخلقه ويقدره فإنه حكمة، لا تظن أن شيئاً يفعله الله إلا وله حكمة، إن نزل الفقر بالعباد فلحكمة، إن نزل الغنى بالعباد فلحكمة، وإن أجدبت الأرض وقحطت السماء فلحكمة، إن أخصبت الأرض وأمطرت السماء فلحكمة، كل شيء يفعله الله فإنه لحكمة (( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ )) محكم متقن، كل شيء في موضعه (( أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))، ففي رمضان هذه الليلة المباركة، في رمضان تصفد مردة الشياطين، الأشداء منهم، أي: من الشياطين يصفدون ويغلون، ولا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه من قبل، ولهذا تجد المعاصي تقل جداً من المؤمنين، ويقبل المؤمنون على ربهم إقبالاً لا يجدون مثله في غير رمضان، لماذا ؟ لأن الشياطين مردتهم تغل، توثق لا يستطيعون الخلاص إلى ما كانوا يخلصون إليه من قبل، في رمضان خصائص منها ما سبق ومنها : أن صومه فرضٌ على جميع العباد، بل ركن من أركان إسلامهم، لا يتم الإسلام إلا بصيام شهر رمضان، لو صام الإنسان أحد عشر شهراً من السنة إلا رمضان هل يتم إسلامه ؟ 11 شهر لا يتم إسلامه، لماذا ؟ لأن الله عين الصيام المفروض في رمضان، وهذا من خصائص هذا الشهر، ومن خصائصه : أن من قام ليله إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه، إيماناً بإيش؟ إيماناً بالله عز وجل، إيماناً بإيش؟ إيمانا بالله عز وجل إيمانا بوعده وتصديقاً بخبره واحتساباً لثوابه وأجره يغفر الله ما تقدم من ذنبه، ولو قام الليل كله في غير رمضان لم ينل هذا الأجر، بل من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، القيام كل الليل، أو بعض الليل، أو ماذا ؟ نقول : الأمر والحمد لله واسع، قام النبي صلى الله عليه وسلم ليلة بأصحابه إلى نصف الليل، قالوا : ( يا رسول الله : لو نفلتنا بقية ليلتنا، لو نفلتنا بقية ليلتنا - يعني: لو قمت فينا بقية الليلة، لأنهم نشطاء على الخير - قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) الحمد لله، يعني لو كان قيام الإمام مقدار ساعة فقط من ليلٍ طوله اثني عشرة ساعة كتب للإنسان قيام ليلة كاملة، ولهذا ينبغي لنا أن نحرص إذا قمنا مع إمام ألا نفارقه حتى ينصرف، خلافاً لبعض العامة مساكين بعض العامة يضيعون أوقاتهم ولياليهم بغير فائدة، يصلون مع هذا تسليمة أو تسليمتين ثم يذهبون إلى مسجدٍ آخر يصلون معه كذلك، ثم مسجد ثالث، وهذا خطأ، إذا دخلت مع إمام في صلاة العشاء اثبت حتى ينصرف من التراويح من أجل أن يكتب لك إيش ؟ قيام ليلة وأنت نائم على فراشك، وأنت تلهو مع أهلك يكتب لك القيام، ولله الحمد، هذه من خصائص رمضان، ومن خصائصه أيضاً : أنه مع كون صومه فرضاً وركناً من أركان الإسلام : ( من صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) كالقيام تماماً، يغفر له ما تقدم من ذنبه، كل ما تقدم يغفره الله، يستره عليه، يعفو عنه، ومن فضائل رمضان : أن الإنسان إذا صام، هل يصوم عن الأكل والشرب فقط والنكاح هل يصوم عن الأكل والشرب والنكاح ؟ لا، هذا عذاب، والله لا يعذب أحداً، ولا يريد أن يعذبنا، لكن إذا أمسكنا عن هذه الشهوات، الأكل والشرب والجماع، ابتغاء فضل الله فإنه يكون سبباً لتقوى الله، لأن من اتقى الله تعالى بترك محبوباته كان تقواه فيما دون ذلك أولى، ولهذا قال عز وجل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) ها أتموا (( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) هذه الحكمة، ليست حكمة الله عز وجل من الصيام أن يحرمنا الأكل والشرب والنكاح، بل الحكمة أن نتقي الله، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤكداً ذلك : ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) الله غني عنك، عن أكلك وشربك وعبادتك وعن كل شيء، لا يحتاج الله إليك، لكن من أجل التقوى فرض الله علينا الصيام، فرض الله علينا الصيام بأن نتقيه، بأن نفعل ما أمر به ونترك ما نهى عنه خوفاً منه عز وجل .
أما بعد: فهذا اللقاء في هذه الليلة ليلة الأحد السادس عشر من شهر شعبان عام 1416 وهو اللقاء الذي لا يأتي دوره إلا في رمضان المبارك وبما أنه في استقبال شهر رمضان
فإنه يحسن أن نتحدث عن ذلك الشهر الفاضل، هذا الشهر أعني شهر رمضان خصه الله بخصائص: منها : أنه أنزل فيه أشرف وأعظم كتابٍ أنزله على أي رسول من الرسل، ألا وهو القرآن، كما قال الله تبارك وتعالى : (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )) ونعم هذه الفضيلة لهذا الشهر الفضيل، ومنها : أنه الشهر الذي فيه ليلة القدر التي قال الله عنها : إنها مباركة، وقال : إنها خير من ألف شهر، فقال تعالى : (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ )) أي : أن شأنها عظيم، وهذا الاستفهام للتفخيم والتعظيم كما قاله علماء اللغة (( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ )) الملائكة ملائكة الرب عز وجل ينزلون إلى الأرض ومعهم الروح الأمين وهو جبريل عليه الصلاة والسلام (( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ )) أي : أنهم ينزلون بإذن الله، لأنه لا أحد يعمل عملاً لا في السماوات ولا في الأرض إلا بإذن الله عز وجل وبمشيئة الله، فإن الله تعالى يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وربك هو الخلاق العليم : (( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ )) فينزلون، وهي سلام إلى مطلع الفجر، إذا طلع الفجر انتهت الليلة، وقال الله تعالى في هذه الليلة : (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ )) يفرق : يفصل ويبين، لأنه يكتب فيها ما يكون في تلك السنة، (( كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ )) أي : كل شأن فيه حكمة، لأن كل ما يرتبه الله عز وجل وكل ما يخلقه ويقدره فإنه حكمة، لا تظن أن شيئاً يفعله الله إلا وله حكمة، إن نزل الفقر بالعباد فلحكمة، إن نزل الغنى بالعباد فلحكمة، وإن أجدبت الأرض وقحطت السماء فلحكمة، إن أخصبت الأرض وأمطرت السماء فلحكمة، كل شيء يفعله الله فإنه لحكمة (( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ )) محكم متقن، كل شيء في موضعه (( أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))، ففي رمضان هذه الليلة المباركة، في رمضان تصفد مردة الشياطين، الأشداء منهم، أي: من الشياطين يصفدون ويغلون، ولا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه من قبل، ولهذا تجد المعاصي تقل جداً من المؤمنين، ويقبل المؤمنون على ربهم إقبالاً لا يجدون مثله في غير رمضان، لماذا ؟ لأن الشياطين مردتهم تغل، توثق لا يستطيعون الخلاص إلى ما كانوا يخلصون إليه من قبل، في رمضان خصائص منها ما سبق ومنها : أن صومه فرضٌ على جميع العباد، بل ركن من أركان إسلامهم، لا يتم الإسلام إلا بصيام شهر رمضان، لو صام الإنسان أحد عشر شهراً من السنة إلا رمضان هل يتم إسلامه ؟ 11 شهر لا يتم إسلامه، لماذا ؟ لأن الله عين الصيام المفروض في رمضان، وهذا من خصائص هذا الشهر، ومن خصائصه : أن من قام ليله إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه، إيماناً بإيش؟ إيماناً بالله عز وجل، إيماناً بإيش؟ إيمانا بالله عز وجل إيمانا بوعده وتصديقاً بخبره واحتساباً لثوابه وأجره يغفر الله ما تقدم من ذنبه، ولو قام الليل كله في غير رمضان لم ينل هذا الأجر، بل من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، القيام كل الليل، أو بعض الليل، أو ماذا ؟ نقول : الأمر والحمد لله واسع، قام النبي صلى الله عليه وسلم ليلة بأصحابه إلى نصف الليل، قالوا : ( يا رسول الله : لو نفلتنا بقية ليلتنا، لو نفلتنا بقية ليلتنا - يعني: لو قمت فينا بقية الليلة، لأنهم نشطاء على الخير - قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) الحمد لله، يعني لو كان قيام الإمام مقدار ساعة فقط من ليلٍ طوله اثني عشرة ساعة كتب للإنسان قيام ليلة كاملة، ولهذا ينبغي لنا أن نحرص إذا قمنا مع إمام ألا نفارقه حتى ينصرف، خلافاً لبعض العامة مساكين بعض العامة يضيعون أوقاتهم ولياليهم بغير فائدة، يصلون مع هذا تسليمة أو تسليمتين ثم يذهبون إلى مسجدٍ آخر يصلون معه كذلك، ثم مسجد ثالث، وهذا خطأ، إذا دخلت مع إمام في صلاة العشاء اثبت حتى ينصرف من التراويح من أجل أن يكتب لك إيش ؟ قيام ليلة وأنت نائم على فراشك، وأنت تلهو مع أهلك يكتب لك القيام، ولله الحمد، هذه من خصائص رمضان، ومن خصائصه أيضاً : أنه مع كون صومه فرضاً وركناً من أركان الإسلام : ( من صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) كالقيام تماماً، يغفر له ما تقدم من ذنبه، كل ما تقدم يغفره الله، يستره عليه، يعفو عنه، ومن فضائل رمضان : أن الإنسان إذا صام، هل يصوم عن الأكل والشرب فقط والنكاح هل يصوم عن الأكل والشرب والنكاح ؟ لا، هذا عذاب، والله لا يعذب أحداً، ولا يريد أن يعذبنا، لكن إذا أمسكنا عن هذه الشهوات، الأكل والشرب والجماع، ابتغاء فضل الله فإنه يكون سبباً لتقوى الله، لأن من اتقى الله تعالى بترك محبوباته كان تقواه فيما دون ذلك أولى، ولهذا قال عز وجل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) ها أتموا (( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) هذه الحكمة، ليست حكمة الله عز وجل من الصيام أن يحرمنا الأكل والشرب والنكاح، بل الحكمة أن نتقي الله، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤكداً ذلك : ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) الله غني عنك، عن أكلك وشربك وعبادتك وعن كل شيء، لا يحتاج الله إليك، لكن من أجل التقوى فرض الله علينا الصيام، فرض الله علينا الصيام بأن نتقيه، بأن نفعل ما أمر به ونترك ما نهى عنه خوفاً منه عز وجل .
شروط من يجب عليهم صوم رمضان.
الشيخ : وبما أننا في استقبال رمضان أحب أن أتكلم كلاماً يسيراً ببيان من يجب عليه أداء الصوم ببيان من يجب عليه أداء الصوم. الصوم يجب أداءً على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم خالٍ من الموانع، الشروط ؟ كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم خالٍ من الموانع، إذا تمت هذه الشروط الستة وجب أداء الصوم في رمضان : فقولنا كل مسلم : يعني : لا كافر، الكافر لا نقول له: صم، ماذا نقول له ؟ نقول : أسلم أولاً ثم صم، فالكافر لا يؤمر بالصوم، لكن هل يعاقب عليه في الآخرة ؟ الجواب : نعم يعاقب عليه في الآخرة، طيب إذا أسلم في منتصف رمضان هل يجب عليه قضاء النصف الماضي ؟ لا، لأنه كان كافراً، لكن يجب عليه أن يصوم ما بقي، لأنه الآن مسلم إذا تمت الشروط، بالغ : ضده من ليس ببالغ وهو الصغير، فالصغير لا يجب عليه الصوم، لأن القلم مرفوع عنه، لكن كان الصحابة رضي الله عنهم يصوّمون أولادهم الصغار، حتى إن الطفل ليبكي ويعطونه لعبة يتلهى بها إلى الغروب، ولهذا قال العلماء رحمهم الله : " يجب على ولي كل صبي أن يأمره بالصوم إذا أطاقه، ليألفه، ويتمرن عليه، ويسهل عليه بعد البلوغ "، لكن لو فرض أننا صومنا الصبي وفي أثناء النهار أفطر، قلنا : كمل الصوم، قال : لا، بأكل وأشرب، نلزمه بالإمساك أم لا ؟ لا نلزمه بالإمساك، لأنه لم يجب عليه الصوم، الشرط الثالث : عاقل، يا سعيد الشرط الثاني الأول الإسلام ثم البلوغ الشرط الثالث إيش ؟ عاقل : وضد العاقل المجنون الذي لا عقل له كالذي سُلِبَ العقل والعياذ بالله، وصار مشدوهاً، أو من بلغ من الكبر عتياً حتى صار لا يميز، حتى صار لا يميز، هذا أيضاً ليس عليه صوم، المجنون ليس عليه صوم، والذي لا يميز لكبره ليس عليه صوم، والذي لا يميز لكبره هل يطعم عنه، لأنه لا يجب عليه الصوم، فلا صوم ولا إطعام، الشرط الرابع : أن يكون قادراً، وضد القادر العاجز، والعاجز نوعان : عاجزٌ لا يرجى أن يزول عجزه، وعاجزٌ يرجى أن يزول عجزه، العاجز الذي لا يرجى عجزه لا صوم عليه، ولكن يطعم عن كل يومٍ مسكيناً، مثل : الكبير الذي يعجز عن الصوم لكبره لا يرجى زوال عجزه، لماذا ؟ أجيبوا يا جماعة ؟ لأن الكبير لا يمكن أن يعود شاباً، كبير لا يمكن أن يعود شاباً فيقدر على الصوم، وهو الآن لا يستطيع، هذا نقول : أطعم عن كل يومٍ مسكيناً وتبرأ ذمتك، طيب مثل أصحاب المرض الذي لا يرجى زوال مرضهم، مثل : السرطان نسأل الله العافية، أصحاب الكلى الذين معهم مرض في كلاهم، أصحاب السكر الذين لا يستطيعون أن يصبروا عن الماء، ومن أشبههم، هؤلاء أيضاً عجزهم لا يُرجى زواله، نقول : أطعموا عن كل يوم مسكيناً، وتكونون كالذين صاموا، أما العجز الذي يُرجى زواله فهو النوع الثاني فهذا نقول له : انتظر حتى يزول عجزك ثم اقض ما فاتك، كالمريض مرضاً عادياً، نقول : انتظر حتى يشفيك الله ثم اقض، لقوله تعالى : (( وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) الشرط الخامس : أن يكون مقيماً، وضده المسافر، فالمسافر لا يجب عليه الصوم، يعني : لا يجب عليه أداءً لكن يبقى في ذمته، لقوله تعالى : (( وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ))، ولكن هنا نسأل : هل الأفضل للمريض أن يصوم أو يفطر ؟ نقول : إن كان يشق عليه الصوم فالصوم في حقه مكروه، وإن كان يضره الصوم مثل أن يقول الطبيب : لا بد أن تتناول هذه الحبوب كل أربع ساعات وإلا انتقض مرضك. فهنا إيش ؟ يحرم عليه الصوم ويجب أن يفطر، وإن كان لا يشق عليه الصوم ولا يضره وجب عليه، لأنه إنما رخص للمريض من أجل التيسير عليه، وإذا كان كله واحد سواءً صام أو أفطر قلنا : يجب عليك أن تصوم، المسافر لو سألنا : الأفضل الإفطار أو الأفضل الصوم؟ نقول : فيه التفصيل : أما إذا كان يشق عليك الصوم مشقة شديدة فالصوم في حقك حرام، وأما إن كان يشق عليك مشقة يسيرة فالصوم في حقك مكروه، وأما إن كان لا يشق عليك فهنا اختلف العلماء، قال بعضهم : الصوم أفضل، وقال بعضهم : الفطر أفضل، ونحن نقول : الصوم أفضل ما دام الكل سواء عندك سواءً أفطرت أم صمت، فالصوم أفضل، لماذا ؟ أولاً : لأن الإنسان إذا صام مع الناس صار أسهل، يتسحر مع الناس ويفطر مع الناس، فيجد كل من عن يمينه وشماله كلهم صوَّام، فيكون أسهل عليه بلا شك، وثانياً : أنه إذا عيَّد عيَّد مع الناس، لأنه الآن أتم صومه، لكن إذا عيَّد ثم ذكر أن عليه صياماً يكون العيد في فطره ناقصاً لا يفرح به ذاك الفرح، ثالثاً : أنه إذا صام فإنه أسهل من جهة أنه لو قضى، أو قلنا : اقض، صعب عليه القضاء يكون القضاء صعباً حتى إن بعضهم يماطل هذا الأسبوع، الأسبوع الثاني، الثالث، وإذا برمضان الثاني قد جاء، فالقضاء صعب على الإنسان، رابعاً : أنه لا يدري فلعله يموت ويكون الصوم ديناً عليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من مات وعليه صيام صام عنه وليه ) وسألته امرأة قالت : ( إن أمي نذرت أن تصوم فلم تصم حتى ماتت، قال : أرأيت لو كان على أمك دينٌ أكنت قاضيته ؟ ) خامساً : وهو ختام المسك : أنه أكمل اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أكمل اتباعاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر ولم يفطر إلا من أجل أصحابه، ودليل ذلك: قال أبو الدرداء : ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في يوم شديد الحر وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء )، تصور الحالة الآن، أكثرهم ظلاً صاحب الكساء ما فيه خيام، ( ومنا من يتقي الشمس بيده ) ما عنده شيء، يتقيه بيده من شدة الحر، قال : ( وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة )، إذاً الأسوة التامة بالرسول صلى الله عليه وسلم هو أن يصوم الإنسان مع الفوائد الأربع التي ذكرناها قبل ولكن الحمد لله، الأمر ميسر لو قال : أنا أفطر وأقضي، قلنا : لا بأس، هذا كلام الله عز وجل، الشرط السادس : الخلو من الموانع، ونعني بذلك : الحيض والنفاس، لأن المرأة إذا كانت حائضاً لا تصوم، يحرم عليها الصوم بإجماع المسلمين، وبالنص عن سيد المرسلين، قال النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( ما رأيت ) استمع ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) الله أكبر، شوف وصفهن بأنهن ناقصات عقل ودين، وقال : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل ) لب : العقل الكميل، لأن اللب داخل القشور محصن بها، فاللب : العقل العقل العقل ( أذهب للب الرجل ) من الرجل ؟ الحازم ما هو بالرخو ( أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) فكيف بالرجل الرخو، الضعيف النفس، الضعيف الدين، هل يذهب عقله وراء النساء، أو لا يذهب ؟ يذهب عقله وماله ( أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) شوف كلام الرسول عليه الصلاة والسلام، فتباً لقوم يريدون الآن أن يظهروا النساء المحجبات إلى الشوارع سافرات، قاتلهم الله وأفسد عليهم أمرهم، إن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بمصالح الأمة، ولا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام إلا تحذيراً للأمة أن يقعوا في شَرَكَ الشر : ( أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن، قالوا : يا رسول الله، كيف ينقص دينها ؟ ) لأن المرأة لا تحب أن ينقص دينها قال : ( أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قلن : بلى، قال : فذلك من نقصان دينها ) المسلمون يصومون وهنَّ مفطرات، المسلمون يصلون وهن لا يصلين، قال : طيب ( ونقص العقل؟ قال : أليس شهادة المرأتين بشهادة رجل واحد ؟ قلنا : بلى. قال : ذلك من نقصان عقلها ) صح ولا لا ؟ الرجل أضبط للشهادة تحملاً وأداءً، لا عند التحمل والمشاهدة، ولا عند الأداء عند القاضي، الرجل أحفظ للشهادة من المرأة، المرأة يجي يشهد واحد من الرجال وآخر معه تقبل الشهادة، فلو قال زيد : أنا أطلب عمراً ألف ريال، فقال له القاضي: هات الشهود، قال: عندي شهود فلان وفلان، هل يثبت الحق على عمرو أو لا المدعى عليه ؟ يثبت، قال آخر : أنا عندي رجل وامرأة يثبت أو لا يثبت ؟ لا يثبت، لأن شهادة المرأتين عن شهادة رجل واحد، المهم أن المرأة إذا حاضت أو نفست فإنها لا تصوم بالإجماع، ولكن : قولوا لي هل هي حين صبرت على قضاء الله وشرع الله هل هي مأجورة ؟ نعم مأجورة، لكنها ليست كأجر الفاعل، ليست كأجر الفاعل، بدليل : رجل غني يتصدق ويعتق ويحج، وآخر فقير لا يقدر على الحج ولا على الصدقة ولا على العتق، أيهما أعظم أجر ؟ أجيبوا، الأول، ولهذا شكا الصحابة رضي الله عنهم للرسول صلى الله عليه وسلم، قالوا : ( يا رسول الله! ذهب أهل الدثور بالأجور، راحوا بها، يتصدقون ويعتقون فكيف بنا ؟ علمهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يسبحوا الله ويحمدوا الله ويكبروا الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وقال : إنكم تدركون من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحدٌ أفضل منكم ) لكن ما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : إنكم مثلهم في الأجر، فالفاعل ليس كغير الفاعل، وإن كان من لم يفعل غير قادرٍ شرعاً أو غير قادرٍ حساً .
هل المرأة تثاب على صبرها على حبسها عن الصلاة والصيام في أيام الحيض.؟
الشيخ : طيب المرأة أقول : هل المرأة تثاب على صبرها على حبسها عن الصلاة والصيام في أيام الحيض ؟ الجواب : نعم. ولهذا لا ينبغي للمرأة أن تتكلف في رمضان وتستعمل الحبوب المانعة من الحيض حتى لا تفطر وحتى لا تترك القيام، نقول : لا، احمدي الله، أبقي الأمر على طبيعته، فهذا أحسن للبدن وأسلم من العواقب، وهو شيء كتبه الله على بنات آدم، أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أفضل زوجات هذه الأمة، لو سئلنا : من أفضل زوجات هذه الأمة ؟ قلنا : عائشة وخديجة رضي الله عنهما، كانت مع النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع معتمرة متمتعة بالحج إلى العمرة كسائر نساء النبي عليه الصلاة والسلام، فجاء أثناء الطريق أتاها الحيض، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، لأنها تعرف أن الحائض لا يمكن أن تطوف ولا تسعى، قال : ( ما يبكيك ؟ ) أخبرته أنها حاضت، قال لها : ( هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ) تسلية وعزاء : ( شيء كتبه الله على بنات آدم ) يعني : ليس خاصاً بك، ومعلوم أن الإنسان يتسلى إذا رأى غيره مثله، ويتأسى به، ( شيء كتبه الله على بنات آدم ) ثم أرشدها ماذا تفعل، الشاهد : أننا نقول للمرأة : إذا أتاها الحيض في رمضان لا تأسفي لا تحزني لا تبكي هذا شيء كتبه الله على بنات آدم، فدعي البدن على طبيعته أسلم وأقل خطراً من الأمراض، ثم إذا أفطرتِ فاقضي بعد ذلك إذاً الشرط السادس ما هو ؟ الخلو من الموانع، والمانع : هو الحيض وإيش ؟ والنفاس، فالمرأة لو كانت صحيحة قوية قادرة على الصوم في حال الحيض لا تصوم، وكذلك في النفاس حتى تطهر، طيب إذا طهرت في أثناء اليوم، امرأة حائض فطهرت في أثناء النهار واغتسلت وصلت هل يلزمها أن تمسك بقية يومها أو لها أن تأكل وتشرب في بقية ذلك اليوم ؟ للعلماء في ذلك قولان : وهما روايتان عن إمام أهل السنة أحمد ابن حنبل رحمهم الله جميعا، الإمام أحمد مرة قال : تمسك، ومرة قال : لا تمسك، أما القضاء فلا بد من القضاء، قضاء هذا اليوم الذي طهرت في أثنائه، ولكن من تدبر الأدلة وجد أن القول الراجح : أنه لا يلزمها الإمساك، وأن لها أن تأكل وتشرب بقية يومها، لأن الإمساك لا يفيدها شيئاً، الإمساك لا يفيدها شيئاً، هل سيحسب لها نصف يوم ؟ نعم لا، إذاً ما الفائدة ؟ (( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً )) فلا يلزمها إمساك، ولكن من الحسن أن يكون أكلها وشربها خفية عمن في بيت أهلها، لأنه ربما يظن الصبيان والصغار أن رمضان بالخيار من شاء أفطر ومن شاء صام، وبالمناسبة أقول : إن من خطر الخدم غير المسلمات أن في وجودهن في البيت ضرراً على العائلة، ضرر على العائلة، لأن العائلة الصغار يشاهدون أهليهم يصلون، يتوضئون، يصومون، وهذه الخادمة النجسة لا تصوم ولا تصلي، سيبقى في أذهانهم، لأن الصغير لا ينسى، الصغير لا ينسى، ما رآه في صغره ينطبع في مخيلته، يبقى لا ينسى فيبقى يتساءل : الصلاة هي هي واجبة ولا غير واجبة ؟ ما الذي حمله على هذا التساؤل ؟ أن الخادمة لا تصلي، ولا يعرف أن هناك فرقاً بين الكافر والمسلم، لكن إذا كان كل من في البيت يصلي ما بقي عنده إشكال، وكذلك كل من في البيت يصوم ما بقي عنده إشكال، إنما الإشكال إذا رأى هذه الخادمة تأكل وتشرب وتمرح والأهل صائمون، وهذا من خطر الخدم غير المسلمات، مع أن الإنسان العاقل كيف يرضى أن يكون عدو الله، وعدو رسوله، وعدو المؤمنين، وعدو صاحب البيت موجوداً في أحضانه في البيت يأكل ويشرب عنده والله عز وجل حرَّم على المشركين أن يقربوا المسجد الحرام، والمسجد الحرام جماد، حرَّم المشركين أن يقربوه تعظيماً لله عز وجل، فكيف ترضى أن يكون النجس عندك في البيت ؟ لكن القلوب قست، وأبعدت عن ذكر الله، وصار الناس يقلد بعضهم بعضاً جهراً وعمىً والعياذ بالله، ولا يبالون، المهم أن طبخها زين، وشويها اللحم زين، نعم، وغسيلها الثياب زين، وفي الصباح والمساء تغسل البيت هذه درة، ولكنها في الواقع بلاء وفتنة، فالحاصل أن هذه شروط من يجب عليه الصوم إيش ؟ أداءً .
حكم صيام من يلحقه الضرر بالصوم.
الشيخ : ما تقول في رجل مريض يلحقه الضرر بالصوم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لكن هل يجوز الصوم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا يجوز له الصوم ويلزمه القضاء، توافقون على هذا ؟ طيب أحسنتم، لا يجوز له الصوم لماذا ؟ لأنه يتضرر، واعلموا أن من قاعدة الشريعة : أنه لا يجوز للإنسان أن يتناول شيئاً مضراً في بدنه، لأن الشريعة جاءت لحماية الأبدان فلا يجوز للإنسان أن يتناول شيئاً يضر ببدنه إطلاقاً، حتى لو رضي قال : أنا راضٍ بالضرر، قلنا : الأمر ليس إليك، أنت مربوب وربك الله عز وجل هو الذي قال : (( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً )) والنهي عن قتل النفس ليس معناه : أن رجلاً يأخذ سكيناً ويذبح نفسه، لا. هو لا شك يتناول هذا، لكن أيضاً يتناول كل ضرر يصيب الإنسان فإن الإنسان منهي عنه، والدليل على هذا : أن عمرو بن العاص رضي الله عنه كان في سرية، تعرفون السرية ؟ طائفة تقاتل لكنها ليست جيشاً، فأجنب ذات ليلة، أصابته جنابة، والإنسان إذا أجنب يجب عليه إيش ؟ أن يغتسل، لكن الوقت بارد، خاف على نفسه إذا اغتسل، فتيمم وصلى بأصحابه، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( أصليت بأصحابك وأنت جنب ؟ قال : يا رسول الله. ذكرت قول الله تعالى : (( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً )) فتيممت، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه أو أنيابه ) إقراراً، أو إنكار ؟ إقراراً ولهذا جاء في الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( لا ضرر ولا ضرار ) فإذا كان المريض يضره الصوم فإنه لا يجوز له أن يصوم، حتى لو قال : أنا بضغط على نفسي وبصوم، لست جالساً من بين عباد الله، نقول : اجلس، الذي أوجب عليك أن تصوم في حال الصحة أوجب عليك أن تفطر في حال الضرر، وننتهي إلى هنا لأن الوقت قد انتهى إي نعم نقف إلى هنا ونأخذ ما تيسر من الأسئلة، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً للصواب، وأن يجعلنا ممن يصوم رمضان ويقومه إيماناً واحتساباً إنه على كل شيء قدير .
الطالب : ... .
الشيخ : لكن هل يجوز الصوم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا يجوز له الصوم ويلزمه القضاء، توافقون على هذا ؟ طيب أحسنتم، لا يجوز له الصوم لماذا ؟ لأنه يتضرر، واعلموا أن من قاعدة الشريعة : أنه لا يجوز للإنسان أن يتناول شيئاً مضراً في بدنه، لأن الشريعة جاءت لحماية الأبدان فلا يجوز للإنسان أن يتناول شيئاً يضر ببدنه إطلاقاً، حتى لو رضي قال : أنا راضٍ بالضرر، قلنا : الأمر ليس إليك، أنت مربوب وربك الله عز وجل هو الذي قال : (( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً )) والنهي عن قتل النفس ليس معناه : أن رجلاً يأخذ سكيناً ويذبح نفسه، لا. هو لا شك يتناول هذا، لكن أيضاً يتناول كل ضرر يصيب الإنسان فإن الإنسان منهي عنه، والدليل على هذا : أن عمرو بن العاص رضي الله عنه كان في سرية، تعرفون السرية ؟ طائفة تقاتل لكنها ليست جيشاً، فأجنب ذات ليلة، أصابته جنابة، والإنسان إذا أجنب يجب عليه إيش ؟ أن يغتسل، لكن الوقت بارد، خاف على نفسه إذا اغتسل، فتيمم وصلى بأصحابه، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( أصليت بأصحابك وأنت جنب ؟ قال : يا رسول الله. ذكرت قول الله تعالى : (( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً )) فتيممت، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه أو أنيابه ) إقراراً، أو إنكار ؟ إقراراً ولهذا جاء في الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( لا ضرر ولا ضرار ) فإذا كان المريض يضره الصوم فإنه لا يجوز له أن يصوم، حتى لو قال : أنا بضغط على نفسي وبصوم، لست جالساً من بين عباد الله، نقول : اجلس، الذي أوجب عليك أن تصوم في حال الصحة أوجب عليك أن تفطر في حال الضرر، وننتهي إلى هنا لأن الوقت قد انتهى إي نعم نقف إلى هنا ونأخذ ما تيسر من الأسئلة، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً للصواب، وأن يجعلنا ممن يصوم رمضان ويقومه إيماناً واحتساباً إنه على كل شيء قدير .
هل من نصيحة في اغتنام ليالي رمضان وعدم ضياعها في المعاصي .؟
السائل : يقول السائل : فضيلة الشيخ نقاط مهمة أحب أن يكون لكم فيها لنا نصيحة وتوجيه، رمضان في هذا العام الليل طويل والنهار قصير بارد، ومن المتوقع أن يضيع الليل على الكثير شيباً وشباباً، أما الكبار من الرجال والنساء فإن المسلسلات والأفلام لهم بالمرصاد، إذا طال الليل طالت، ونوعت على حُبٍّ وغرام، وأما الشباب فالبراري والأحواش والدشوش ولعب البلوت والورق، أرجو من فضيلتكم بسط الجواب عسى الله أن ينفع بكم عباده ؟
الشيخ : الجواب على هذا السؤال، أن واقع هذا السؤال مؤلم، أن يفني الإنسان عمره في مثل هذه الأمور، سواء في رمضان أو في غير رمضان، إنني أقول : لو أن إنساناً فقد درهماً واحداً من ماله لصار يبكي عليه ويطلبه، ولو أنه ضاع عليه في الحساب خطأً درهم واحد لذهب يكرر الحساب مرة بعد أخرى حتى يعرف أين كان هذا الدرهم، أليس كذلك ؟ لا شك لأن هذا هو الواقع عند كثير من الناس أو أكثرهم، وهؤلاء المساكين يضيعون ساعات العمر اللحظة منها أفضل من الدنيا كلها، اللحظة منها إذا لم يصرفها الإنسان في طاعة الله فهي خسارة لا تعوض، المال يمكن أن يعوض يتجر الإنسان ويربح، أو يموت له قريب غني ويرث، لكن العمر لا يعوض أبداً، إذا فات منه لحظة أبعدتك من الدنيا وأقربتك من الآخرة، ويدلك على أن العمر أغلى من المال كله، أن الله قال في كتابه : (( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ )) هذا المال الذي أفنى عمره به يطلب من الله أن يرجع ليعمل بهذا المال صالحاً، ولكن أنَّى ذلك، قال الله تعالى : (( كَلَّا )) يعني : لن ترجع، ثم أكد عز وجل أنها كلمة حق : (( إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا )) الله أكبر، يقولها الإنسان لو إن لم يسمع، يمكن من عنده لا يسمعونه لكنه قائلها، ولهذا جاءت الجملة اسمية، لم يقل : إنها كلمة يقولها، قال : (( كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا )) بالتأكيد، ولكن لا تنفع (( وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ )) إلى متى ؟ (( إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) ولا يمكن أن يعودوا إلى الدنيا، هؤلاء الذين يمضون أوقاتهم في هذه المقولات، في السؤال هم أعظم الناس خسارة وأفدحهم، والعياذ بالله هذا في غير رمضان فما بالك في رمضان ؟ الذي ساعته غرر، وأوقاته درر، والإنسان لا يدري هل يدركه بعد عامه أو لا يدركه، كم من إنسان استقبله فلم يدركه، وكم من إنسان أدرك أوله ولم يدرك آخره ؟ وكم من إنسان أدركه كله ولم يستفد منه شيئاً، لأنه أمضاه في المعصية ؟ الله أكبر، السلف الصالح يقال عنهم : إنهم يسألون الله ستة أشهرٍ أن يبلغهم رمضان، فإذا أتى سألوا الله ستة أشهر أن يقبل منهم رمضان، وهؤلاء يفرطون في هذا الشهر هذا التفريط، والعياذ بالله، الشيوخ والعجائز تمضي ليلها في المسلسلات واللغو من القول، بل والمنكر من القول أحياناً، ولست أقول هذا معمماً لكل الشيوخ والعجائز بل في الشيوخ والعجائز ولله الحمد من يبيتون لربهم سجداً وقياماً في رمضان وفي غيره، لكن الناس ابتلوا الآن بفتنة دخلت عليهم البيوت، ولم يستطع أن يتخلص منها إلا من شاء الله هدايته، فنصيحتي لإخواني : أن يتقوا الله تعالى في هذا الشهر، وأن يقبلوا على العبادة، وإني ليغلب على ظني أن قوماً انقطعوا إلى الله عز وجل شهراً كاملاً في عبادته صياماً في النهار، وقياماً في الليل، وصدقات، وقرآن، وذكرا لله عز وجل، أعتقد أنهم سيجدون تربية، وأن هذا سيؤثر على قلوبهم حتى يستقيموا على أمر الله، الله الله يا إخوان، أوصي نفسي قبلكم وأوصيكم أيضاً : بأن ننتهز هذه الفرصة العظيمة. نعم .
الشيخ : الجواب على هذا السؤال، أن واقع هذا السؤال مؤلم، أن يفني الإنسان عمره في مثل هذه الأمور، سواء في رمضان أو في غير رمضان، إنني أقول : لو أن إنساناً فقد درهماً واحداً من ماله لصار يبكي عليه ويطلبه، ولو أنه ضاع عليه في الحساب خطأً درهم واحد لذهب يكرر الحساب مرة بعد أخرى حتى يعرف أين كان هذا الدرهم، أليس كذلك ؟ لا شك لأن هذا هو الواقع عند كثير من الناس أو أكثرهم، وهؤلاء المساكين يضيعون ساعات العمر اللحظة منها أفضل من الدنيا كلها، اللحظة منها إذا لم يصرفها الإنسان في طاعة الله فهي خسارة لا تعوض، المال يمكن أن يعوض يتجر الإنسان ويربح، أو يموت له قريب غني ويرث، لكن العمر لا يعوض أبداً، إذا فات منه لحظة أبعدتك من الدنيا وأقربتك من الآخرة، ويدلك على أن العمر أغلى من المال كله، أن الله قال في كتابه : (( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ )) هذا المال الذي أفنى عمره به يطلب من الله أن يرجع ليعمل بهذا المال صالحاً، ولكن أنَّى ذلك، قال الله تعالى : (( كَلَّا )) يعني : لن ترجع، ثم أكد عز وجل أنها كلمة حق : (( إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا )) الله أكبر، يقولها الإنسان لو إن لم يسمع، يمكن من عنده لا يسمعونه لكنه قائلها، ولهذا جاءت الجملة اسمية، لم يقل : إنها كلمة يقولها، قال : (( كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا )) بالتأكيد، ولكن لا تنفع (( وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ )) إلى متى ؟ (( إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) ولا يمكن أن يعودوا إلى الدنيا، هؤلاء الذين يمضون أوقاتهم في هذه المقولات، في السؤال هم أعظم الناس خسارة وأفدحهم، والعياذ بالله هذا في غير رمضان فما بالك في رمضان ؟ الذي ساعته غرر، وأوقاته درر، والإنسان لا يدري هل يدركه بعد عامه أو لا يدركه، كم من إنسان استقبله فلم يدركه، وكم من إنسان أدرك أوله ولم يدرك آخره ؟ وكم من إنسان أدركه كله ولم يستفد منه شيئاً، لأنه أمضاه في المعصية ؟ الله أكبر، السلف الصالح يقال عنهم : إنهم يسألون الله ستة أشهرٍ أن يبلغهم رمضان، فإذا أتى سألوا الله ستة أشهر أن يقبل منهم رمضان، وهؤلاء يفرطون في هذا الشهر هذا التفريط، والعياذ بالله، الشيوخ والعجائز تمضي ليلها في المسلسلات واللغو من القول، بل والمنكر من القول أحياناً، ولست أقول هذا معمماً لكل الشيوخ والعجائز بل في الشيوخ والعجائز ولله الحمد من يبيتون لربهم سجداً وقياماً في رمضان وفي غيره، لكن الناس ابتلوا الآن بفتنة دخلت عليهم البيوت، ولم يستطع أن يتخلص منها إلا من شاء الله هدايته، فنصيحتي لإخواني : أن يتقوا الله تعالى في هذا الشهر، وأن يقبلوا على العبادة، وإني ليغلب على ظني أن قوماً انقطعوا إلى الله عز وجل شهراً كاملاً في عبادته صياماً في النهار، وقياماً في الليل، وصدقات، وقرآن، وذكرا لله عز وجل، أعتقد أنهم سيجدون تربية، وأن هذا سيؤثر على قلوبهم حتى يستقيموا على أمر الله، الله الله يا إخوان، أوصي نفسي قبلكم وأوصيكم أيضاً : بأن ننتهز هذه الفرصة العظيمة. نعم .
ما حكم جمع الصلاتين في يوم مطير ، وهل يستشير الإمام المأمومين في الجمع أم لا .؟
السائل : يقول السائل : فضيلة الشيخ نحن في هذه الأيام نعيش فصل الشتاء وهو موسم الأمطار، ولقد حدث في مسجد حينا أن أم الناس في صلاة الظهر أحد الإخوة، وهو يصلي بالناس كان المطر يتساقط وبعد أن انصرف من صلاته شاور الجماعة ما تقولون : أنجمع صلاة العصر مع الظهر، وبعد أن كرر ذلك ثلاث مرات أجابه أحدهم : بأن يتوكل على الله ويجمع، سؤالي : ما رأي فضيلتكم في جمع صلاة العصر مع الظهر جمعاً، وما تقولون في مثل هذه الاستشارة ؟
الشيخ : أولاً أقول : إن الله تعالى فرض الصلاة على العباد فرضاً مؤقتاً محدداً، فقال جل وعلا : (( إِنَّ الصَّلاةَ )) .
الشيخ : أولاً أقول : إن الله تعالى فرض الصلاة على العباد فرضاً مؤقتاً محدداً، فقال جل وعلا : (( إِنَّ الصَّلاةَ )) .
اضيفت في - 2009-05-19