تتمة ما حكم جمع الصلاتين في يوم مطير ، وهل يستشير الإمام المأمومين في الجمع أم لا .؟
المطر : اختلف العلماء رحمهم الله : هل يجوز الجمع للمطر أو لا يجوز ؟ فمنهم من قال : لا يجوز أبداً، لا في صلاة الظهرين ولا في صلاة العشائين، ومنهم من قال : يجوز الجمع بين صلاة المغرب والعشاء دون الظهر والعصر، وهذا هو مذهب الحنابلة الذي عليه عامة علماء هذه البلاد، يقولون : الجمع بين الظهر والعصر حرام، ولا تقبل صلاة العصر، وإنما الجمع بين المغرب والعشاء فقط، لأنه الذي يحصل به المشقة، وهذا هو المشهور من مذهب الحنابلة الذي عليه عامة علماء أهل هذه البلاد، وقال بعض العلماء : " يجوز الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، إذا وجد السبب الشرعي "، وهذا القول أصح وأرجح، لأنه ثبت في * صحيح مسلم * عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في المدينة من غير خوف ولا مطر ) هذا كلام ابن عباس ، وابن عباس من فقهاء الأمة ومن حفاظ الأمة، فالصحيح : أنه يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء إذا وجد السبب الشرعي، ابن عباس عندما حدث بهذا الحديث لم يتركه الناس، لأننا لو أخذنا بهذا الحديث على إطلاقه لفاتت الفائدة من تحديد وقت الصلاة، أليس كذلك يعني : لو قلنا : اجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء لعذر أو لغير عذر، صار تحديد الرسول عليه الصلاة والسلام لوقت الصلاة لا عبرة به، ولهذا ناقشه الناس، قالوا : يا ابن عباس ما أراد إلى ذلك ؟ ليش يفعل هذا ؟ قال : ( أراد ألا يحرج أمته ) والمعنى : ألا يلحق الأمة حرجٌ إذا لم يجمعوا، فنقول لمن جمع بين الظهر والعصر : هل أنت حين جمعت ترى أن الناس يلحقهم حرج ومشقة لو حضروا لصلاة العصر، أو لا ؟ الغالب أنه لا يلحقهم، هذا هو الغالب، وقد قال العلماء رحمهم الله : " لا يجوز الجمع للمطر، إلا لمطر يبل الثياب " وبللها معناه : أنه لو عصرت الثياب لخرج منها المطر، ما هو مجرد النقطة والنقطتين، إلا لمطر يبل الثياب، وتوجد معه مشقة احترازاً مما لو جاء المطر في أيام الصيف، أيام الصيف الواحد يفرح إذا جاء ثوبه ماء يبرده، ما في مشقة، لكن قالوا : لا بد من مطر يبل الثياب، وتوجد معه مشقة، ولنسأل هذا الإمام الذي شاور الناس وسكتوا ثم في المرة الثالثة أجابه واحد يمكن لا يعرف الحكم، وقال : توكل على الله اجمع، نقول له : هل بربك تعتقد أن المطر يبل الثياب ويشق على الناس أن يأتوا إلى العصر ؟ لا بد أن يتحقق الإنسان هذا، وأما التلاعب بدين الله، وبعض الناس أدنى نقطة يقول : يلا ( من غير خوف ولا مطر ) هكذا قال ابن عباس ، هكذا في * صحيح مسلم * طيب، لا تكن كالذي قال : (( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ )) وسكت لم يقل بعدها : (( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ )) ابن عباس رضي الله عنه لما حدث بهذا الحديث ناقشه الصحابة قالوا : ليش ؟ قال : ( أراد ألا يحرج أمته ) أنت إذا فعلت مثلما يدل عليه حديث ابن عباس فعلى العين والرأس، أما مجرد نقطة مطر أو بلل في الأرض والسماء واقفة هذا لا يجوز يا إخواني تلاعب والله بدين الله، يعني أن يقدم الصلاة عن وقتها بدون عذر شرعي مثل من فعل أكبر كبيرة، أكبر كبيرة، مع أننا لو شاهدنا أحداً يزني أو يشرب الخمر أنكرنا عليه، الصلاة قبل وقتها بدون عذر شرعي أكبر من هذا لماذا ؟ لأن إضاعة الصلاة ركن من أركان الإسلام، ما هي هينة، المسألة ليست لعباً، وفقه الشرع ليس إلى المبتدئين في العلم، إلى العلماء الذين رسخوا في العلم، وعلموا موارد الشريعة ومقاصدها، ما هو مجرد ما يعرف الإنسان حديثاً واحداً يقول : أنا ابن جلا وطلاع الثنايا، ما هو صحيح هذا، اتق الله، يا أخي بنفسك، واعلم أنك مسئول يوم القيامة، يسألك الله عز وجل : لماذا تعديت حدودي ؟ لماذا أذنت للناس بصلاة قبل دخول وقتها بدون عذر ؟ لا بد للإنسان يجب عليه أن يتقي الله عز وجل في عباد الله وفي نفسه أولاً، ولقد حدثت أن قوماً صلوا الجمعة، لكن في غير بلادهم في غير عنيزة وصلوا معها العصر، شوف الجهل المركب، جهل مركب إلى أبعد الحدود، من قال : إن الرسول جمع بين العصر والجمعة ؟ ائتونا بحديث صحيح أو ضعيف أنه جمع بين العصر والجمعة، وقياس الجمعة على الظهر خطأ، لأن بينهما من الفروق ما يمتنع معه القياس، الفروق بين الجمعة والظهر أكثر من عشرين فرقاً، الجمعة صلاة مستقلة بوقتها وشروطها وأحوالها ومكانها، كل البلاد يمكن أن تصلي الظهر في كل مسجد، أليس كذلك ؟ بل يمكن أن يصلي أهل المكاتب في مكاتبهم على قول بعض العلماء، لكن الجمعة يجب أن تكون في مكان واحد في البلد إلا للضرورة كتباعد الأحياء، أو ضيق المكان، أو ما أشبه ذلك، فكيف يقاس هذا على هذا ؟ أليست الشريعة حدوداً حدها الله ؟ هل أنزل في كتابه، أو على لسان رسوله، أو بفعل الرسول عليه الصلاة والسلام أنه جمع بين العصر والجمعة ؟ أنا أتحدى أي واحد، أي إنسان يقف على حديث صحيح أو ضعيف أن الرسول جمع بين العصر والجمعة فليتفضل بإرشادنا إليه، وإلا فليتق الله في أمة محمد، لا يتلاعب، ولهذا قيل لي : إنه صدرت فتوى من لجنة الإفتاء في الرياض بأن على هؤلاء القوم أن يعيدوا صلاة العصر، لأنهم تعدوا حدود الله، قدموا العصر قبل دخول وقته، وكذلك يقال أيضاً في العصر مع الظهر : إذا لم يكن هناك سبب شرعي يبيح الجمع .
إذا جمع بين الصلاتين المغرب والعشاء فهل تصلى رواتبهما وأذكارهما أم يقتصر ببعضها .؟
الشيخ : أما الراتبتان فتصليان، راتبة المغرب أولاً ثم راتبة العشاء ثانيا، وأما الأذكار فالظاهر أنه يكتفى بذكر واحد، لكن أيهما أكثر : ذكر المغرب أو ذكر العشاء ؟ ذكر المغرب، فإذا اقتصر عليه الإنسان فأرجو أن يكون كافياً .
هل يجوز للإنسان أن يذهب إلى مكة للتطوع بالعمرة والصيام هناك وعليه دين .؟
الشيخ : إنني أسأل سؤالاً : هل الصدقة أفضل أو الزكاة الواجبة ؟ طيب، هل التطوع أفضل أو الواجب ؟ طيب هل العقل يقتضي أن أبدأ بالواجب قبل التطوع أو بالعكس ؟ يقتضي أن أبدأ بالواجب قبل التطوع، فلا يجوز للإنسان أن يذهب إلى مكة للتطوع بالعمرة وعليه دين، الدين يجب عليه الوفاء، وفائه. والتطوع في العمرة هل يجب عليه ؟ لا يجب، حتى الفريضة تسقط مع وجود الدين، يا إخواني : الدين شرع وليس عاطفة، الفرض الذي فرضه الله على العباد وهو حج البيت والعمرة، إذا كان الإنسان مديناً سقط عنه، ولقي ربه بغير ذنب، يعني إنسان مدين ولا حج لم يؤدِ الفريضة، نقول : كلمة لم يؤد الفريضة، غلط، ليش غلط ؟ لأن ما عليه فريضة، حتى الآن ما عليه فريضة، لكن لا يكون الحج فريضة إلا لمن سلم من الدين، ولذلك نقول لهذا الأخ : هون على نفسك، أمسك عليك مالك، ابق في بلدك، وفِّر الدرهم لقضاء دينك، ولا تكن كالذي عمر قصراً وهدم مصراً، فنرى لهذا الأخ : أنه يجب عليه البقاء في بلده، نعم لو فرض أن أحداً من الناس تبرع له بكل النفقات، وقال : لا تعطني ولا درهماً واحداً. فهنا نقول : إذا كان سفره إلى العمرة لا يعطل شغلاً يحصل به على المال فليذهب، لأنه في هذه الحالة هل يضر غريمه أو لا يضره ؟ ما أدري والله عاد إي ولا لا. قال له شخص : أنا أعرف أن عليك عشرة آلاف ريال، وأعرف أن الدين يجب تقديمه على التطوع، لكن تفضل معي أنت وأهلك مجاناً من حين تركب حتى ترجع، هل له أن يذهب معه ؟ هنا نقول : إذا كان صاحب عمل، وكان غيابه عن عمله ينقص من تحصيله فلا يذهب، أما إذا لم يكن صاحب عمل، وأن ذهابه معه لا ينقصه شيئاً، فلا بأس أن يذهب معه.
السائل : هل يفرق إذا كان الدين حالاً أو غير حال ؟
الشيخ : نعم. لا يفرق بين كون الدين حالاً ولا مؤجلاً، كله واحد، إلا إذا كان مؤجلاً وهو يعرف من نفسه أنه إذا حلَّ الأجل فهو قادر على الوفاء فلا بأس، كرجلٍ موظف عليه دين يحل بعد شهرين مثلاً، ويعرف أنه إذا حل الدين فهو قادر على الوفاء، فحينئذٍ نقول : اذهب، لأن بقاءه في بلده لا يغني الغريم شيئاً .
ما رأيك فيمن يذهب مع عائلته إلى مكة لأداء العمرة والصلاة في الحرم ويترك بناته وزوجته في الأسواق والشوارع فهل يأثم بذلك أم يؤجر .؟
الشيخ : نعم. أقول وأقول عن عقيدة مبنية على أصل، إنه آثم وليس بمأجور، لماذا ؟ لأنه أهمل أمراً حمله الله إياه لأمرٍ ليس بواجب، ما الذي حمله الله؟ رعاية أهله، قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الرجل راعٍ في أهل بيته ومسئول عن رعيته ) أين تحذير الله عز وجل أن نقي أنفسنا وأهلينا ناراً ؟ وأين الرعاية التي حملنا إياها رسوله صلى الله عليه وسلم والإنسان يجلس في المسجد الحرام مع ما فيه من الشدة والضيق ومشاهدة النساء وغير ذلك، وأولاده الذكور والإناث يتسكعون في الأسواق، أين الرعاية ؟ أين الأمانة ؟ فأقول : إنه آثم، فإذا قال : إذا أثمتموني بذهابي وأهلي معي أبقي أهلي في البلد وأذهب أنا، قلنا : طيب، هل إذا أبقيت أهلك في البلد هل لهم راعٍ يرعاهم ؟ إن قال : نعم. قلنا : لا بأس اذهب، لأنه لا يترتب على ذهابه شيء، ولا نقص رعاية، ولا إخلال بأمانة، أما إذا قال : إذا ذهبت ما بقي أحد يرعاهم، وسفهوا في البلد، وحصل إهمال، فنقول : لا تذهب ولا للعمرة، اللهم إلا أن تذهب في أول النهار بالطائرة وترجع في آخر النهار بالطائرة، حتى لا يضيع الوقت عليك بالنسبة لرعاية أهلك، وإني أقول وأكرر أمانة أبلغها لمن شاء الله، إن الدين ليس بالعاطفة، الدين حدود وتشريعات من الله عز وجل، انظر عملك قبل أن تفعل ما تهوى نفسك، هل عملك مطابق للشريعة أو لا ؟ إن كان مطابقاً للشريعة فذلك من فضل الله، وإلا فافعل ما تقتضيه الشريعة، لو كان الدين بالعاطفة لكان جميع أهل البدع على إيش ؟ على حق، لكانوا على حق، لأن هذا هو الذي تمليه عليهم عاطفتهم، الصوفية يقولون : هذا أعلى رتب الإيمان، والمعطلة لأسماء الله وصفاته يقولون : هذا أعلى رتب التنزيه، والممثلة يقولون: هذا أعلى رتب الامتثال، وهلم جراً، لكن الدين شرع محدد من قبل من ؟ من قبل الله ورسوله، فإذا كان كذلك فليس كلما يروق لي ويدخل مخي ويتحلاه ذوقي يكون شرعاً، ماهو صحيح، المشركون حينما يشركون هل هذا ذوق لهم أو اتباع ؟ أجيبوا. ذوق. هم يقولون : (( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى )) ولَكُنَّا نقول : هذا حق أيضاً، فكون الإنسان يعمل بهواه وبما يتذوقه ويقول : هذا هو الشرع ويعرض عما أوجب الله عليه فهذا خطأ عظيم، يقول الله عز وجل : (( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ )) إيش ؟ كمل (( بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ )) .
4 - ما رأيك فيمن يذهب مع عائلته إلى مكة لأداء العمرة والصلاة في الحرم ويترك بناته وزوجته في الأسواق والشوارع فهل يأثم بذلك أم يؤجر .؟ أستمع حفظ
قول النبي صلى الله عليه وسلم :( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) هل تشمل هذه المغفرة للكبائر والصغائر وحقوق الناس .؟
الشيخ : الحديث هكذا جاء عاماً ( غفر له ما تقدم من ذنبه ) وما : اسم موصول من صيغ العموم، تقتضي أن جميع الذنوب مغفورة، ولكن هذا العموم مخصص بأدلة أخرى، وهي أنه لا بد من اجتناب الكبائر، الدليل قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة،- والثالث- رمضان إلى رمضان ) ويعني برمضان إلى رمضان: صيامه وقيامه، ( ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ) انتبه ! ( ما اجتنبت الكبائر ) وعلى هذا فيكون هذا العموم مخصوصاً بالسنة بقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( رمضان إلى رمضان مكفر لما بينهن ) إيش ؟ ( ما اجتنبت الكبائر ) فلا تطمع يا أخي فيما ليس لك، ولا تيأس مما هو لك، أنت صم رمضان إيماناً واحتساباً وقم رمضان إيماناً واحتساباً وأبشر بالخير نعم .
5 - قول النبي صلى الله عليه وسلم :( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) هل تشمل هذه المغفرة للكبائر والصغائر وحقوق الناس .؟ أستمع حفظ
إذا كان الإنسان مريضا بالسكر وهو يعتمد على الحبوب دون الإبر وصحته لا بأس بها فأيهما أفضل له صوم رمضان أم الفطر .؟
الشيخ : هذا حسب القاعدة التي ذكرناها : هل الصوم يشق عليه ؟ هل الصوم يضره ؟ إن كان الصوم يشق عليه فالصوم في حقه مكروه، وإن كان يضره فالصوم في حقه حرام، فإذا قال الأطباء : إنك إذا تركت أكل الحبوب في الساعات المقررة فإن السكر ربما يؤدي إلى هلاكك، فإن الواجب عليه أن يفطر، والحمد لله ( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ) بل إن الفطر في حال الضرر بالصوم عزيمة وليس رخصة نعم .
6 - إذا كان الإنسان مريضا بالسكر وهو يعتمد على الحبوب دون الإبر وصحته لا بأس بها فأيهما أفضل له صوم رمضان أم الفطر .؟ أستمع حفظ
يهتم كثير من الأئمة بكثرة المصلين معه في رمضان ولو كان على حساب الصلاة الفريضة أو على العبادة ومن ذلك تقديم الأذان قبل وقته بربع ساعة وترك الإستعاذة من الأربع في صلاة التراويح وسببه لكي يخرج الناس مبكرين وكذلك التخفيف في صلاة العشاء والتسبيح بعدها وتطويل صلاة التراويح وعدم الإطمئنان في الركوع والسجود حتى ولو قرأ وجها في الركعة فإنه لا يزيد على ثلاث تسبيحات فما نصيحتك للأئمة في هذه الأمور .؟
الشيخ : وأزيده أيضاً : ترك الاستفتاح في أول كل صلاة، نبدأها نقطة نقطة، نقول : أولاً : ولي الأمر قرر أن أذان العشاء بعد مضي ساعتين من غروب الشمس، هكذا، فهل أمر بمحرم ؟ أجيبوا ؟ لا لأن تأخير صلاة العشاء أفضل من تقديمها، ثم إن تأخيرها إلى مضي ساعتين بعد غروب الشمس أرفق بالناس، حتى يجلس بعد صلاة المغرب من يتعشى منهم يتعشى بهدوء ومن يتقهوى ويتوضأ كذلك، فهو أرفق بالناس، وطاعة ولي الأمر في غير المعصية طاعة لله، ومعصية ولي الأمر في غير المعصية، معصية لله، ولهذا إذا قرر ولي الأمر أن الأذان في العشاء في الساعة الثانية أي : بعد مضي ساعتين من الغروب فأرى أن يجب امتثاله، وهل فاتنا شيء ؟ حتى الفضيلة يا إخواني ما فاتتنا، لأن صلاة العشاء الأفضل فيها التأخير، يعني لو قال قائل : ولي الأمر لو قال : أخروا نصف ساعة عن الوقت العادي، هذا أمر بترك الفضيلة ؟ نقول: ماهو بصحيح، أنت لا تفهم الفضيلة، الفضيلة كلما أخرت فهو أفضل، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج وقد ذهب عامة الليل في صلاة العشاء قال : ( إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي ) وليس على الأمة بمشقة إذا أخر أذان العشاء إلى الساعة الثانية، أي : إلى بعد ساعتين بعد الغروب،هذه واحدة ، ثانياً : يقول : إنه يعجل في صلاة العشاء، يعجل، يقرأ فيها سور قصيرة، ويمكن الركوع والسجود أيضاً يقصره، وهذا خطأ، أيهما أفضل : الفريضة أو النافلة ؟ الفريضة أفضل ؟ النافلة زيادة خير يا جماعة، النافلة زيادة خير هداكم الله، طيب إذا قلت : السلام عليكم، وقال الثاني : عليك السلام، أيهما أفضل : قولي أنا : السلام، أو قوله : وعليك السلام، أنا أفضل منه، أنا أفضل منه، مع أن رده واجب، وسلامي سنة، إذاً الآن نسأل : هل السنة أفضل في قيام رمضان أو الفريضة ؟ لعلكم تراجعوني يا جماعة. الفريضة أفضل، طيب محتاج إلى دليل، الدليل : نقلي وعقلي. الدليل النقلي : قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أنه قال : ( ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) هذا كلام رب العالمين، رواه عنه أصدق الخلق عليه الصلاة والسلام محمد عليه الصلاة والسلام، ( ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) هذا كلام الله عز وجل، رواه عنه خليله محمد صلى الله عليه وسلم، إذاً الفريضة أفضل إيش ؟ أفضل من النوافل، طيب فهي أحق بأن يتأنى فيها الإنسان أكثر من التأني في التراويح، بالعقل : أن الواجب أفضل من التطوع، أنه لولا تأكده ما أوجبه الله، فلم يوجبه الله على عباده إلا لأنه أحب إليه ولأنه أوكد، فلم يجعل للإنسان خياراً في الواجب بل جعله حتماً عليه، وهذا يدل على أن الواجب أفضل من التطوع، وأن الإنسان ضرورته إلى الواجب أعظم من ضرورته إلى التطوع، وهذا ... بقي الإشكال الذي أوردته أنا ابتداء السلام أفضل من رده، لماذا ؟ لأن أصل رد السلام مبني على ابتداء السلام، فلولا أني ابتدأت بالسلام ما رد عليَّ، فمن ثم صار ابتداؤه أفضل، لأنه يترتب عليه الرد الذي هو الواجب، فصار الابتداء فيه تطوع وواجب، تطوع لأنه ابتداء، وواجب لأنه ذريعة إلى الرد الذي هو واجب، طيب، هذا محظور كونه يقصر في صلاة العشاء ويتأنى في التراويح خطأ، خطأ في الأول، أما التأني في التراويح فنحن نحمده على ذلك نعم ترك الاستفتاح، أكثر الذين يصلون التراويح يستفتحون في أول تسليمة فقط، والباقي لا، سبحان الله ! لماذا تترك الاستفتاح ؟ أليست التسليمة الثانية مستقلة عن الأولى ؟ نعم. بلى، لو بطلت الثانية لم تبطل الأولى، مستقلة عنها تماماً، فإذا كانت مستقلة عنها فإن المشروع في الأولى يكون مشروعاً في الثانية، فكما أن الاستفتاح مشروع في التسليمة الأولى فهو مشروع في التسليمة الثانية، وأيضا : يتركون الاستعاذة، وهي : ( أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ).
وأزيد على ذلك أن بعضهم يترك بقية الصلاة الإبراهيمية، إذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد، السلام عليكم. فقط، لا يكملون حتى الصلاة الإبراهيمية، سبحان الله ! نحن جئنا نتعبد الله، (( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ )) تركنا الأهل والفرش لأجل أن نتقي الله، تقتصر بنا على : اللهم صلِّ على محمد، وربما يكون الإمام سريع القراءة فينتهي من : اللهم صلِّ على محمد قبل أن يقول ذاك : السلام عليك أيها النبي، وهذا غلط، وهذا غلط عظيم، أما ترك الاستعاذة من الأربع : ( أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ) فإن مذهب الإمام أحمد رحمه الله في أحد الوجهين : أن الاستعاذة من هذه الأربع واجبة، مثل التشهد الأول، لا بد أن تستعيذ بالله من هذه الأربع، وهذا القول له وجهة قوية من النظر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا تشهد أحدكم التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع ) فأمر بالاستعاذة، ولأن الاستعاذة وقاية عظيمة للإنسان إذا استجاب الله له، فترك الاستعاذة يرى بعض العلماء من التابعين وغير التابعين أن من تركها وجب عليه إعادة الصلاة، ولهذا أمر طاوس وهو أحد التابعين المشهورين، أمر ابنه لما ترك الاستعاذة من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، أمره أن يعيد الصلاة، لأنه خالف أمر النبي عليه الصلاة والسلام في قوله : ( إذا تشهد أحدكم التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع )، وهذه قاصمة الظهر وهي عدم الاطمئنان في الركوع والسجود، حتى كأنه ملحوق، كأن ناراً لحقته، أو وادياً لحقه، أو عدواً لحقه، لا يطمئن في ركوعه، ولا في سجوده ولا في قيامه بعد ركوعه، ولا في جلوسه بين السجدتين، بل هو دايد دايم كأنه ملحوق، لماذا يا أخي ؟ ألست تناجي الله عز وجل في صلاتك ؟ ألست بين يدي الله ؟ لماذا تفر من الله ؟ أنت الآن ما أتيت للصلاة إلا لإيش ؟ إلا للتقرب إلى الله، كيف تفر من الله وأنت تريد التقرب إليه ؟ إن ركعتين متقبلتان من عند الله أفضل من ألف ركعة من هذا النوع، يعني لو أن الأئمة اقتصروا في التراويح على ما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقتصر عليه على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة مع التأني والطمأنينة لكان والله أفضل لهم، لا من جهة مقامهم بين يدي الله ولا من جهة اتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن أم المؤمنين وهي من أخص الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلم الناس بحياته سئلت: كيف كانت صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ قالت : ( ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ) فأما كونه يحافظ على ثلاث وعشرين ركعة ولكن يسرع هذه السرعة، هذا غلط عظيم. نعم.
السائل : ... الصلاة على أقل القليل والاستمرار على ذلك ؟
الشيخ : نعم. كذلك أيضاً يهضمون الفرائض حقها من التسبيح بعد الصلاة، وهذا لو كان هناك حاجة لا بأس، لأنه ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام في التسبيح بعد الصلاة أربعة أوجه : أربعة أوجه يا سعيد أربعة أوجه : الأول : سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمساً وعشرين مرة، تكون الجميع مئة سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، مائة مرة يكون الجميع ؟ قولوا يا جماعة ؟ مائة مرة. طيب. ثانيا : سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، جميعاً هكذا ثلاثاً وثلاثين مرة، فالجميع تسع وتسعون، وكمال المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثالثاً : سبحان الله ثلاثاً وثلاثين مرة سرداً، الحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة سرداً، كم هذه ؟ ستون، طيب، الله أكبر أربع وثلاثون مرة، كم هذه ؟ مائة، والفرق بين هذه والتي قبلها : أن التي قبلها يجعل: سبحان الله والحمد لله والله أكبر عدداً واحدا، وهذه يجعلها : سبحان الله وحدها، والحمد لله وحدها، والله أكبر وحدها، الفرق الثاني : ختم الصفة الأولى : بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأما الثانية : فيختمها بزيادة التكبير أربعاً وثلاثين، طيب كم من هذه من صفة ؟ ثلاثة. الصفة الرابعة : أن يقول : سبحان الله عشر مرات، والحمد لله عشر مرات، والله أكبر عشر مرات، وتكفي لأن كل هذا ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام. نعم .
7 - يهتم كثير من الأئمة بكثرة المصلين معه في رمضان ولو كان على حساب الصلاة الفريضة أو على العبادة ومن ذلك تقديم الأذان قبل وقته بربع ساعة وترك الإستعاذة من الأربع في صلاة التراويح وسببه لكي يخرج الناس مبكرين وكذلك التخفيف في صلاة العشاء والتسبيح بعدها وتطويل صلاة التراويح وعدم الإطمئنان في الركوع والسجود حتى ولو قرأ وجها في الركعة فإنه لا يزيد على ثلاث تسبيحات فما نصيحتك للأئمة في هذه الأمور .؟ أستمع حفظ
هل صحيح أنكم قلتم بتحريم جهاز الصدى في المساجد الذي يكرر الكلام ويجلب الخشوع وهل يأثم المصلي في تلك المساجد الموجودة فيه تلك الجهاز أم لا وما حكم الإمامة حينئذ . ؟
الشيخ : نعم أفتيت بأن الصدى حرام، وأرجو ممن سمع مقالي هذا أن يبلغه، لأن الصدى كما سمعت يردد الحرف ولاسيما الحرف الأخير، هو يردد كل الحروف لكن الحروف التي قبل الأخير تدخل في الحرف الثاني ولا يبين التردد لكن في الحرف الأخير يبين، ولا شك أن هذا زيادة في كلام الله عز وجل، وإلحاق للقرآن الكريم بالأغاني المطربة، وهذا مما نهي عنه وذمه السلف، السلف ليس عندهم هذا لكن يقولون : إن الإنسان إذا جعل نغماته في القرآن الكريم كنغمات الأغاني فإن ذلك منهي عنه ومذموم، فكيف إذا جعلت هذه الآلة التي تزيد في القرآن ما ليس منه، يجعل الراء كم مرة ؟ عدة راءات، والنون عدة نونات وهكذا بقية الآية، ونحن ما جئنا لنطرب، الذي يريد الطرب يروح محلٍ آخر، وأما كونه أزيد في الخشوع فهذا ليس عند من يرى أن ذلك حرام، عند إنسان جاهل سمع هذا الإطراب والتغني وتلذذ به، لكن عند من يرى أن ذلك حرام وأنه زيادة في كلام الله ما ليس منه، فلا يمكن أن يخشع، بل لا يزداد إلا نفوراً عن المكان والمسجد والإمام، وأرى أن الإمام الذي يفعل هذا يجب أن ينصح ويقال : يا أخي الناس يتعلقون بذمتك، وهذا أمر ليس جائزاً فلا تفعل، لا بأس إن اكتفى بالميكرفون الداخلي خاصة دون المنارة، لا بأس إذا كان هذا أبين لصوتك وأهون لك أنت، لأن الإنسان في التراويح إذا لم يكن صوته قوياً جداً ربما يزداد يعني في رفع الصوت فيتكلف ويشق عليه، فإذا جعل مكبر الصوت مكبراً عادياً أعانه على ذلك، هذا لا بأس لكن بشرط : ألا يكون في المنارة، نعم .
السائل : أقول : قولكم بشرط الصدى أو المكرفون يا شيخ ؟
الشيخ : بشرط أن يكون مكبر الصوت بلا صدى، الصدى يقطع سلكه على طول ويبعد في الحال .
8 - هل صحيح أنكم قلتم بتحريم جهاز الصدى في المساجد الذي يكرر الكلام ويجلب الخشوع وهل يأثم المصلي في تلك المساجد الموجودة فيه تلك الجهاز أم لا وما حكم الإمامة حينئذ . ؟ أستمع حفظ
من المعلوم أنكم قد ذكرتم أن في تقويم أم القرى تقديم بعض الدقائق فما اللازم في الإمساك والفطر على المرء وعلى المؤذن خاصة .؟
الشيخ : أما الإمساك فليحتط الإنسان فيه بمعنى : لا يؤذن قبل الوقت، إذا قال : دخل الوقت أو ما يدخل ؟ نقول : انتظر حتى يغلب على ظنك، أو تتيقن أن الوقت دخل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ) شوف ( لا يؤذن حتى يطلع الفجر ) قال الراوي : " وكان ابن أم مكتوم رجلاً أعمى لا يؤذن حتى يقال له : أصبحت أصبحت "، يقال للمؤذن : تأن يا أخي، لا تحرم عباد الله ما أحل الله لهم، الإنسان قد أحل الله له أن يأكل ويشرب إلى متى ؟ حتى يتبين الفجر، حتى يتبين الفجر، فلا تحرم عباد الله لا تقول : أؤذن قبل الوقت بخمس دقائق احتياطاً، ثم إنك إذا احتطت من جهة الصيام أخللت بالاحتياط من جهة الصلاة، والصلاة أهم، الصيام أباح الله لنا أن نأكل حتى يتبين الفجر، والصلاة نهانا أن نصلي حتى يتبين الفجر، فأنت لو احتطت للصيام وقعت في الخطأ بالنسبة للصلاة، والصلاة أهون، لأنه كم من امرأة أو مريض في البيت ينتظر الأذان وبمجرد ما يؤذن يقوم ويصلي، فربما يصلي قبل الوقت، وتكون أنت الذي تحملت هذا الإثم، في الغروب يحتاط أيضاً، لا يؤذن حتى يرى الشمس قد غابت، أو يغلب على ظنه أن الشمس قد غابت، يعني مو لازم يتيقن غروب الشمس، إذا غلب على ظنه أن الشمس قد غابت فلا بأس، وأظن أن التقويم مع الساعة المضبوطة أظنه في الغروب لا بأس به، لكن في الفجر مقدم خمس دقائق بالتأكيد، خمس دقائق ما فيه إشكال عندنا أن فيه تقديماً، لكن في الغروب الظاهر أنه على الصواب، ولكن لا بد أن تكون ساعة المؤذن إيش ؟ مضبوطة، بعض الناس بعض المؤذنين ساعاتهم مخربطة، تغره، ربما تقدم من من يوم يشوف الساعة فيؤذن، وهذا لا بد أن يحتاط، فيحتاط الإنسان في الفجر ويحتاط في الغروب، ويضبط ساعته تماماً، والحمد لله الآن ضبط الساعة سهل، أنا سمعت أن التليفون فيه رقم معين تضغطه يقول الشيخ محمود : 961، اضرب هذا وتعرف أنه دخل الوقت ولا ما دخل الوقت، نعم مضبوط إن شاء الله .هذا هو الظاهر أن ساعة الإذاعة وساعة التوقيت كلها هي مضبوطة لا شك أنها أضبط من الساعة التي في يد الإنسان .
9 - من المعلوم أنكم قد ذكرتم أن في تقويم أم القرى تقديم بعض الدقائق فما اللازم في الإمساك والفطر على المرء وعلى المؤذن خاصة .؟ أستمع حفظ
ما نصيحتك للناس في خروجهم للبراري حتى في إجازة الربيع التي توافق شهر رمضان وماذا تنصح به من توزيع الأشرطة والكتيبات .؟
الشيخ : طيب، الواقع أن الأمر كما قال السائل : ستصادف إجازة نصف السنة هذا العام في رمضان، ولكن هل الخير أن أخرج إلى البر للنزهة وإضاعة الوقت، وربما يحصل من الكلام واللغو ما لا ينبغي في هذا الشهر المبارك، أو الأفضل أن أكون في بلدي أتعبد لله وأنتهز هذه الفرصة ؟ لا شك أن الثاني أفضل، أن الثاني أفضل، ولكن الأول مباح مع الإتيان بما لا بد منه من واجبات وترك المحرمات، وفي هذه الحالة ينبغي لإخوتنا الدعاة إلى الله عز وجل أن يختاروا بعض الرسائل القصيرة، أو الملفات التي يسمونها مطويات، أو الشرائط التي تدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، حتى يوزعوها على هؤلاء، فلعل الله أن يفتح عليهم. نعم .
السائل : جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء ونفعنا بعلمه، وجزاه عنا أولا وآخرا، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد .