الكلام على فتنة الغزو الفكري والخلقي عبر القنوات.
أما بعد:
أيها الإخوة، فهذا هو اللقاء التاسع والثلاثون من اللقاء الشهري الذي يتم في ليلة الأحد الثالث من كل شهر، وشهرنا هذا هو شهر جمادي الثانية عام 1417. أسأل الله تعالى أن يكثر من اللقاءات النافعة بين المسلمين، بين شبابهم وشيوخهم. بين علمائهم ومتعلميهم إنه على كل شيء قدير، أيها الإخوة : إلى أين نسير ؟ إلى أين نسير ؟ وإلى أين نتجه ؟ أنحن نعيش كما تعيش البهائم ؟ أنعيش كما تعيش الأنعام ليس لنا هم إلا ملء البطن وشهوة الفرج ؟ إلى أين ؟ الواقع أن هذا سؤال عظيم، ينبني عليه حياة الإنسان الحاضرة والمستقبلة، إننا في الحقيقة نعلم أين نذهب، ونعلم إلى أي شيء نعيش، ونعلم لماذا وجدنا في هذه الحياة، من كلمة واحدة من كلام الله عز وجل ألا وهي قول الله تعالى : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) لم يخلق الله الجن والإنس إلا لعبادته، وعبادته توحيده والقيام بطاعته فعلاً للمأمور وتركاً للمحظور، ولقد أكرم الله تعالى بني آدم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلاً، خلق لهم ما في الأرض جميعاً لينتفعوا به ويستعينوا به على ما خلقوا من أجله، وهي العبادة، ولقد أكرم الله بني آدم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلاً حين سخر لهم ما في السماوات وما في الأرض، كما قال الله عز وجل : (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً )) وقال تعالى : (( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ )) ولكن هل نحن استخدمنا هذا المسخر لنا والمخلوق لنا فيما خلقنا له، أم أننا ألغينا ما خلقنا له، واشتغلنا بما خلق لنا ؟ الجواب : أن كثيراً من بني آدم على هذا الوضع، تركوا ما خلقوا له، واشتغلوا بما خلق لهم، ويدلك على هذا قول الله تبارك وتعالى : (( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )) (( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )) من أكثر من في الأرض يا إخوان أجيبوا ؟ الكفرة، الكفار هم أكثر من في الأرض إن أطعناهم أضلونا عن سبيل الله : (( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا )) (( وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ )) (( وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ )) (( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً )) أكثر أهل الأرض ضُلَّال، ليسوا على هدى : (( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ))، ولكن تدرون هل من في الأرض من هؤلاء هل يصدرون الأوامر بلفظ : افعلوا ؟ أجيبوا. لا، لا يصدرون الأوامر بلفظ : افعلوا كذا، ولو أنهم أصدروا ذلك لكشفوا عن أنفسهم، ولتبين خطؤهم، لكنهم يسرون في جسم الأمة الإسلامية، كما تسري النار في الفحم أو كما يسري السم في البدن، إنهم يأمروننا أمراً غير مباشر بسخافة الأخلاق، ونحاتة الأفكار، وفساد الأديان بما يغزوننا به من أنواع الغزو الفكري والخلقي والمالي والاقتصادي والاجتماعي، في كل ما يستطيعون من قوة، لأنهم يعلمون أنه لو كان الميدان بيننا وبينهم في الأخلاق والعبادة، لكان الظفر لمن ؟ أجيبوا يا جماعة ؟ للمسلمين، يعلمون ذلك، لكنهم لم يجابهونا مجابهةً نعلم بها حقدهم وعداوتهم وبغضاءهم، إنما دسوا لنا هذه الأخلاق عبر وسائل الإعلام، عبر وسائل الإعلام، ولهذا تجدهم جادِّين ليلاً ونهاراً في اختيار الأساليب المغرية والصور الفاضحة التي يبثونها عبر الأقمار الصناعية، ولا شك أن هذا من فتنة الله عز وجل لعباده : (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ))، الذي يسر هذه السبل حتى أوصلوا أخلاقهم الرذيلة، وأفكارهم المنحرفة إلى بلادنا، إلى حجرنا، إلى غرفنا، إلى مدارسنا إنما ذلك لحكمة، امتحاناً من الله عز وجل، والله تعالى يمتحن عباده بتيسير أسباب المعصية، ليبلوهم أيهم يصبر أو أيهم ينحدر، ألم تعلموا إخوانكم وسلفكم حين ابتلوا بتسهيل أسباب المعصية، ولكنهم امتنعوا، امتحن الله الصحابة رضي الله عنهم وهم محرمون بشيء من الصيد، ونحن نعلم جميعاً أن المحرم يحرم عليه الصيد، حتى ولو كان خارج الحرم، لأن الصيد يشغف القلب، ولو استرسل الإنسان وراءه لنسي أنه محرم، فحرم من أجل ألا يشتغل به عن إحرامه، حرم الله عليهم الصيد، لكنه ابتلاهم ابتلاهم بشيء من الصيد، تناله أيديهم ورماحهم، يعني واحد يمسك الصيد بيده أو برمحه، قال العلماء : ينالون الصيد الزاحف باليد مثل الأرنب، وينالون الصيد الطائر بالرمح، بدون سهم ليبلوهم عز وجل أيهم يصبر عن هذا الصيد أو لا يصبر، هذا تسهيل لإيش ؟ لطرق المعصية انتبه يا ولد ! تسهيل لطرق المعصية حتى يبتلى العبد أيصبر عنها أو لا ؟ فماذا كان منهم ؟ أن صبروا وهجروها وتركوها، وربما يكونون جياعاً يحتاجون إلى الأكل، لكن الله حرم ذلك، نحن الآن في محنة، في زمننا الآن في فتنة، في محنة، هذه الأقمار الصناعية التي يبث بها أعداؤنا من اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم ما يدمرون به عقائدنا ويدمرون به أخلاقنا، ويدمرون به مجتمعاتنا، من أكبر الفتن، هذه الوسائل الإعلامية القوية الزاحفة أضلت أناساً كثيرين، إما مباشرة وإما غير مباشرة، إننا تكلمنا قبل جمعتين أو أكثر على موضوع الدشوش، وبينا أنها مدمرة للأخلاق، وأنها مدمرة حتى للعقيدة، لأن أقول لكم أيها الاخوة : لأن الشعوب إذا دمرت أخلاقها، وارتفع حياؤها، دمر إيش ؟ دينها وعقيدتها، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان )، أين الحياء من قوم يبثون بيننا شباباً وشابات سافرات متبرجات ؟ تجد هذه تعانق الشاب، إذا رأى الشاب والشابة هذا المنظر فهو بشر، تعصف به الشهوة إلى مكان سحيق، إنهم يأتون بالشبهات حتى فيما يتعلق بالعقيدة، كما سمعنا أنهم يشبهون السحب المتراكمة وفوقها شيخ كبير يصب عليها براميل الماء ! وكأنهم يقولون: هذا الشيخ هو الله والعياذ بالله، قاتلهم الله، إلى غير ذلك من الأشياء المزعجة المخزية، والمسلمون الآن ممتحنون مفتونون بهذا، إننا نسمع أنه بواسطة ما منَّ الله به علينا من السعة في الأموال، وكثرة الأرزاق بنيت الاستراحات، وبنيت الأحواش، وصار يجتمع فيها الناس من شيوخ وكهول وشباب ومراهقين يجتمعون فيها إلى ساعات متأخرة من الليل، ولقد بلغنا أنهم يصطحبون معهم هذه الدشوش ليسهروا عليها والعياذ بالله، ولقد بلغنا أيضاً أنهم يحملون الشيش ليدخنوا بها، ويحملون عُلب السجائر ليدخنوا بها، ويحصل عندهم من آلات العزف والموسيقى ما يفسد أخلاقهم، فلماذا ؟ لماذا لا يكون كل واحد منا رقيباً على أولاده ؟ أين ذهبتم ؟ لماذا تأخرتم في المنام ؟ إنكم مسئولون، إنكم محاسبون ! أتظنون أن هذه النعم التي ابتليتم بها اليوم لن تسألوا عنها ! أبداً لا بد أن يسأل الإنسان كما قال عز وجل : (( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )) تسأل عن النعيم وأنت ترى الجحيم : (( لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )) لا بد أن نسأل أين ذهب هؤلاء الشباب .
الذين يجب عليهم تحمل المسئولية في إنكار هذا المنكر.
ولنقتصر على هذا القدر من الكلام، ونسأل الله تعالى أن يصلح قلوبنا وأعمالنا، وأن يجمع كلمتنا على الحق، وأن يجعلنا من الهداة المهتدين والقادة المصلحين .
نصيحة الشيخ للطلاب والحضور بالصراحة في الأسئلة.
نعم.
فضيلة الشيخ: تعرضت -وفقك الله- في الخطبة واللقاء إلى الأحواش والاستراحات، وما تكلمت وفقك الله عن البيوت وغزو الدشوش لها، فهذا والد له أولاد كبار ألزموا والدهم بإحضار الدش، فأحضروه من مالهم، فأقرهم الوالد ومكنهم منه مع أنه ممن يصلي في الروضة ولا يريده، لكنه مكره، فما نصيحتك له ولأولاده والبيت فيه نساء وأطفال.؟
الشيخ : حقيقة أني تكلمت على الأحواش والاستراحات، لأنه بلغني أنها شاعت شيوعاً عجيباً، وبسرعة، حتى بلغت نحو ألفين في مدينة كعنيزة، هذا صعب جداً، أما الذي في البيوت فهو من مدة كثيرة، وأقول : إن هذا الرجل الذي وافق أهله، إما أبناءه أو بناته أو زوجاته على أن يحضر هذا الدش، ويستمعون إلى ما شاءوا فيه، وينظرون إلى ما شاءوا، أرى أنه أخطأ، وأنه مسئول عن ذلك، وهو صاحب البيت يستطيع أن يمنع، وأنصحه الآن بأحد أمرين : إما أن يكون رقيباً مباشراً على هذا الدش بحيث لا ينظر فيه إلا إلى ما فيه المصلحة، وإما أن يكسره، يجب عليه، سواء رضي الأولاد أم لم يرضوا، لأنه مسئول عن ذلك، ولا يمكن أن يبيعه هو الآن ما يمكن يبيعه، لأنه إذا باعه إنما يبيعه على قوم يستعملونه في المعصية فيكون معيناً على معصية الله، ولا سبيل إلى التوبة منه إلا أن يكسره، فإذا قال : خسر عليه مثلاً ألف ريال أو ألفي ريال نقول : الحمد لله، الخسارة فيما يقرب إلى الله ربح، وسوف يخلف الله عليك خيراً منه، وإتلاف الأموال لرضا الله عز وجل غضباً على النفس وانتقاماً منها، من سنن المرسلين، - الأخ يروح يمين ولا يسار قم إي نعم أنت أنت ماذا قلت ؟ ها ما يصح ما يصح إتلاف الأموال إرضاء لله وغضبا لله غضبا على النفس من سنن المرسلين قال سليمان عليه الصلاة والسلام : (( إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ )) يعني : ألهاني حب المال عن ذكر الله حتى توارت الشمس بالحجاب أي : حتى غابت (( رُدُّوهَا عَلَيَّ )) وكان ذلك الخير الذي شغله عن الله كانت خيولاً أفراساً يجاهد عليها : (( رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ )) أكثر المفسرين على أن المعنى : جعل يقص أعناقها ويقص أرجلها، لماذا ؟ غضباً على نفسه وإرضاءً لربه حتى لا يعود مرةً ثانية، وها هو النبي عليه الصلاة والسلام صلى يوماً في خميصة أهداها له أحد أصحابه وهو أبو جهم، فنظر إلى أعلامها وهو يصلي أعلامها يعني : خطوطها، نظر إليها نظرةً واحدة، فلما انصرف من صلاته قال : ( اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم ) ردوها عليه لماذا ؟ قال : ( لأنها ألهتني آنفاً عن صلاتي ) وهو لم ينظر إليها إلا مرة واحدة، لكنها ألهته، ولكنه من أجل ألا ينكسر قلب صاحبه قال : ( ائتوني بأنبجانية أبي جهم ) من أجل ألا يقول : إنه ردها علي، ائتوني بأنبجانيته فأتوه بها، المهم أني أقول لصاحب هذه العائلة : عليك تقوى الله، فإما أن تبقى عند هذا الدش ليلاً ونهاراً حتى لا تنظر العائلة إلى ما لا يجوز، وإما إيش ؟ وإما أن تكسره ويخلف الله عليك نعم .
4 - فضيلة الشيخ: تعرضت -وفقك الله- في الخطبة واللقاء إلى الأحواش والاستراحات، وما تكلمت وفقك الله عن البيوت وغزو الدشوش لها، فهذا والد له أولاد كبار ألزموا والدهم بإحضار الدش، فأحضروه من مالهم، فأقرهم الوالد ومكنهم منه مع أنه ممن يصلي في الروضة ولا يريده، لكنه مكره، فما نصيحتك له ولأولاده والبيت فيه نساء وأطفال.؟ أستمع حفظ
رجل عنده استراحة وقد أجرها على أناس يستعملونها فيما حرم الله تعالى، ولم يشترط عليهم في العقد عدم استعمال ذلك، فما الحل.؟ وإذا كان قد اشترط عليهم فهل ينفسخ العقد ويحق له إخراجهم.؟ وماذا عن قيمة الإيجار.؟
الشيخ : نحن تكلمنا عن شيء من ذلك، قلنا : أولاً : إذا كان يغلب على ظنه أو يعلم علم اليقين أن هؤلاء استأجروها ليعصوا الله فيها فهذا لا يجوز تأجيرهم أصلاً، والإجارة باطلة، ولم تنعقد، ولا يملك الأجرة وهم لا يملكون الانتفاع بهذه الاستراحة، عقد باطل، والعقد الباطل عند العلماء هو الذي لا يترتب عليه أثره، أما إذا آجرهم وهو لا يدري ماذا يصنعون ثم حدد لهم مدة معينة وصاروا يفعلون هذا الشيء، يعني : يستعملونها في معصية الله، فالأجرة باقية إلى أمدها، لا يملك إخراجهم، لكن عليه أن ينصحهم وينهاهم عن المنكر، والأجرة التي أخذها، حلال له، لأنه لم يؤجرهم إياها ليعصوا الله فيها، ولا علم بذلك، ولا غلب على ظنه، فالمسألة إذاً فيه تفصيل : إن كان يعلم أو يغلب على ظنه أنهم سوف يستعملونها في معصية الله فما الجواب ؟ العقد باطل، والأجرة ليست ملكاً له، وهم لا حق لهم بالانتفاع، وله أن يخرجهم فوراً، ثانياً : إذا كان لا يغلب على ظنه ذلك جاءه قوم استأجروها ولكن صاروا يعصون الله فيها، فهذا يجب إنظارهم إلى مدتهم، لأن عقد الإجارة عقد لازم، لكن إن شرط عليهم كما في السؤال إن شرط عليهم ألا يستعملوا ذلك واستعملوه، وجب عليه فسخ الإجارة وجوباً، وله ما سبق الفسخ من الأجرة.
نعم .
5 - رجل عنده استراحة وقد أجرها على أناس يستعملونها فيما حرم الله تعالى، ولم يشترط عليهم في العقد عدم استعمال ذلك، فما الحل.؟ وإذا كان قد اشترط عليهم فهل ينفسخ العقد ويحق له إخراجهم.؟ وماذا عن قيمة الإيجار.؟ أستمع حفظ
هل يأثم صاحب المكتب العقاري وما ذنبه.؟ فإنه مجرد واسطة بين المؤجر والمستأجر، يأتيه أناس فيؤجرهم هذه الاستراحات والأحواش وقد يعلم أنهم يشاهدون فيها الدشوش، ويجتمعون فيها على ما حرم الله، وقد لا يعلم ذلك، فهل يلحقه الإثم.؟
االشيخ : نعم، الدلال كصاحب الملك، إذا كان يعلم أن هؤلاء استأجروها للمعصية فهو حرام عليه، وما أخذه من الدلالة حرام عليه، وإذا كان لا يعلم فلا شيء عليه نعم .
6 - هل يأثم صاحب المكتب العقاري وما ذنبه.؟ فإنه مجرد واسطة بين المؤجر والمستأجر، يأتيه أناس فيؤجرهم هذه الاستراحات والأحواش وقد يعلم أنهم يشاهدون فيها الدشوش، ويجتمعون فيها على ما حرم الله، وقد لا يعلم ذلك، فهل يلحقه الإثم.؟ أستمع حفظ
حول موضوع الاستراحات أنا موظف وراتبي قليل، أريد أن يكون لي استراحة لي ولأولادي أتنزه فيه، وليس عندي مال أعمل به هذه الاستراحة، فهل يجوز أن أستدين أموالاً لأعمل هذه.؟
الشيخ : لا أرى أن يستدين ليعمل هذه ونقول : الاستراحة الحمد لله موجودة، نم على الفراش، فراش هادئ وواطئ نعم وهذه استراحة، أما أن تستدين من أجل أن تعمل هذا الحرث أو تبني هذا القصر في هذه الاستراحة ويكون في ذمتك دين لا تدري أتستطيع وفاءه في حياتك أو لا، ولا تدري أيضاً ربما هذه الطفرة في الاستراحات والأحواش ربما تنزل كما نزل غيرها، ربما تنزل ولا تساوي ولا ربع ما أفنيته فيها نعم .
7 - حول موضوع الاستراحات أنا موظف وراتبي قليل، أريد أن يكون لي استراحة لي ولأولادي أتنزه فيه، وليس عندي مال أعمل به هذه الاستراحة، فهل يجوز أن أستدين أموالاً لأعمل هذه.؟ أستمع حفظ
فضيلة الشيخ لقد تألم قلبي كثيراً مما سمعت منك عن واقع الناس اليوم، وسمعت الكثير عن ذلك، وسؤالي يا فضيلة الشيخ: كيف نتعامل مع هؤلاء.؟ هل يقوم طلاب العلم بالزيارة لهم وتوجيههم وإهداء الأشرطة لهم داخل هذه الأحواش والاستراحات أم ماذا نعمل نحن حتى تبرأ ذممنا ونعذر، ونكون قد أعذرنا إلى الله تعالى أرشدنا أرشدك الله ونفع بك، ورد المسلمين إليه رداً جميلاً.؟
الشيخ : ما قبل. كل الذي سبق ما قبل الأخير، سؤال وبس .
السائل : فضيلة الشيخ. يقول : لقد تألم قلبي كثيراً مما سمعت منك عن واقع الناس اليوم، وسمعت الكثير عن ذلك، وسؤالي يا فضيلة الشيخ : كيف نتعامل مع هؤلاء ؟ هل يقوم طلاب العلم بالزيارة لهم وتوجيههم وإهداء الأشرطة لهم داخل هذه الأحواش والاستراحات أم ماذا نعمل نحن حتى تبرأ ذممنا ونعذر، ونكون قد أعذرنا إلى الله تعالى أرشدنا أرشدك الله ونفع بك، ورد المسلمين إليه رداً جميلاً ؟
الشيخ : الظاهر أن كاتب السؤال كتبه ونحن نتكلم عما يجب علينا نحو هؤلاء الإخوة، أليس كذلك ؟ بينا أن الواجب نصيحتهم، وإذا لم نستطع لخجل أو عجز أو خوف بلغنا من يستطيع أن ينصحهم أو يمنعهم نعم .
8 - فضيلة الشيخ لقد تألم قلبي كثيراً مما سمعت منك عن واقع الناس اليوم، وسمعت الكثير عن ذلك، وسؤالي يا فضيلة الشيخ: كيف نتعامل مع هؤلاء.؟ هل يقوم طلاب العلم بالزيارة لهم وتوجيههم وإهداء الأشرطة لهم داخل هذه الأحواش والاستراحات أم ماذا نعمل نحن حتى تبرأ ذممنا ونعذر، ونكون قد أعذرنا إلى الله تعالى أرشدنا أرشدك الله ونفع بك، ورد المسلمين إليه رداً جميلاً.؟ أستمع حفظ
من كان له قريب قد وضع دشاً على ظهر بيته، فهل يزوره في بيته أم يهجره.؟ ومتى يكون الهجر، لأني أخشى أن تكون زيارتي له إقراراً وأنا أعلم أنه لن يستجيب للنصيحة.؟
الشيخ : أيها الإخوة ! الهجر لا يجوز، لا يجوز هجر العاصي مهما بلغت معصيته، إلا إذا كان في الهجر مصلحة، إلا إذا كان في الهجر مصلحة، دليل ذلك : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) هل العاصي مؤمن ولا غير مؤمن ؟ أجيبوا ؟ مؤمن، لو كانت معصيته أعظم المعاصي بعد الشرك فهو مؤمن، ليس هناك ذنب فيما يتعلق بمعاملة المخلوقين أشد من القتل، قتل المؤمن عمداً من أعظم الذنوب، حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ) ومع ذلك قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ )) أخيه من هو ؟ (( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ )) من الأخ ؟ المقتول، مع أن القتل عمد، لأنه لا قصاص إلا بعمد : (( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ )) فجعل الله تعالى المقتول أخاً للقاتل، مع أنه قاتل من أعظم الذنوب، وإذا كان مؤمناً فإنه لا يجوز هجره إلا ثلاثة أيام فقط، نعم لو كان في الهجر مصلحة وفائدة هجرناه، كيف المصلحة ؟ أن يخجل، ويحسب ذنوبه، ويقول : إنه لم يهجرني قريبي أو أخي إلا لهذا السبب، إذاً نترك هذا السبب، فهنا يحسن الهجر أو يجب الهجر، اذكروا لي هجراً صار مفيداً ؟ نعم. الثلاثة الذين خلفوا، صار هجرهم مفيداً، هجرهم النبي عليه الصلاة والسلام، وهجرهم الصحابة، لكن يا له من هجر، أثمر ثمرات يانعة لا نظير لها في مثل قصتهم، أنزل الله فيهم قصةً تتلى في المساجد، في الصلوات، يتقرب إلى الله تعالى بها، في كل حرف منها كم ؟ عشر حسنات، ثم في النهاية قال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )) لكن أين هجر يورث هذا ؟ بعض الناس يقول: أنا والله ما عندي نفس أتحمل أن أُسلِّم على إنسان عاص، يا أخي العاصي هذا عنده مرض، هل نترك المرضى ونقول : لا نعالجهم ؟ الجواب: لا، نعالجهم لا نغلب العاطفة والغيرة على المصلحة العامة، عالجهم، صحيح أن الإنسان ربما يجد من نفسه ثقلاً عظيماً أن يلقاه إنسان معه سيجارة ويسلم عليه، لكن ما دمت تعلم أنك تريد أن تداوي هذا الرجل من مرضه فاسلك أقرب طريق يكون دواءً له ولا عليك، الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعامل الناس باللطف واللين والرفق، وقال الله له : (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ )) .
السائل : يقول : فضيلة الشيخ تطرقت للحديث عن الغزو الفكري وأثره عبر هذه القنوات، وإن هناك خطراً لم تتحدث عنه وهي هذه الصحف التي أصبحت تنشر صور النساء العاريات، بل أساءت إلى القلوب والأفكار، خصوصاً وأن الرجل أو الأب يأتي بها إلى بيته، وتكون بين يدي نسائه دون رقيب ودون رعاية، فما نصيحتك له ولإخواننا المسلمين ؟
الشيخ : هذه المشكلة صحيحة حقيقةً، لكنها مشكلة قديمة تكلمت عنها عدة مرات على المنبر، وتكلم عليها غيري في مقالات وخطب .