كلمة عن شهر رجب .. ما ثبت فيه من الفضل ومالم يثبت.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الأربعون من اللقاءات الشهرية التي تتم ليلة الأحد الثالث من كل شهر، وهذه الليلة ليلة الأحد الحادي والعشرين من شهر رجب عام 1417، أحمد الله سبحانه وتعالى أن يسر مثل هذه اللقاءات، وأسأله تبارك وتعالى أن يثيبنا جميعاً، وأبشر الإخوة الذين يحضرون إلى هذه اللقاءات أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ) وأن مجالس الذكر هي رياض الجنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا : وما رياض الجنة يا رسول الله ؟ قال : حلق الذكر )، إنني أحمد الله سبحانه وتعالى على تيسير مثل هذه اللقاءات، وأسأله تعالى أن يجعلها لقاءات نافعة مباركة.
نتكلم فيه إلا شيئا يسيرا ألا وهو أننا الآن في شهر رجب، وشهر رجب هو أحد الأشهر الأربعة الحرم، والأشهر الأربعة الحرم هي : ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب، كما قال الله تعالى : (( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ )) وقد ورد في هذا الشهر صلوات وصيام وأذكار لكنها كلها ضعيفة، لا تثبت بها حجة، ولا تُثبت بها سنة، وإذا كان كذلك فإنه لا يجوز وإذا ثبت ذلك فإنه لا يجوز للإنسان أن يقول : هذا شهر محرم، سأزيد فيه من صلاتي، أو أزيد فيه من ذكري، أو أزيد فيه من صيامي، أو ما أشبه ذلك، لماذا لا يجوز ؟
لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أدرك هذا الشهر، أليس كذلك ! هل زاد فيه على غيره ؟ لا، إذا لم يزد فيه على غيره فليس من حقنا أن نقول : إنه شهر محرم نزيد فيه على غيره، لأننا نحن متبعون ولسنا مبتدعين، ولو أن الإنسان اتبع فيما يتقرب به إلى الله اتبع ذوقه أو اتبع رأيه، لأصبح بلا دين، لأنه إنما يتبع هواه، وقد قال الله تعالى : (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )) إذاً علينا ألا نخص شهر رجب إلا بما خصه الله به ورسوله، أنه شهر محرم يتأكد فيه اجتناب المحرمات، وأنه لا يحل فيه القتال مع الكفار فإنه شهر محرم، والأشهر الحرم لا قتال فيها إلا إذا بدءونا بالقتال، أو إذا كان ذلك سلسلةً قتالية امتدت إلى الشهر المحرم، كذلك أيضاً نحن الآن في النصف الأخير من شهر رجب، مقبلون على شهر شعبان، فهل لشهر شعبان مزية على غيره ؟ الجواب : نعم، له مزية على غيره في الصيام فقط، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يكثر من صيامه حتى كان يصومه كله أو إلا قليلاً منه، فإكثار الصيام في شعبان من السنة أما في رجب فلا .
بدعية الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج.
تفسير آيات من آخر سورة الفرقان :(( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً )).
ثلاث دعوات : قرة أعين للأزواج، قرة أعين من الذرية، والجملة الثالثة : (( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً )) أي : أسوة حسنة يقتدي بنا المتقون، ويكون لنا مثل أجورهم، لأننا أسوتهم : (( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ )) يدعو بها عباد الرحمن، لكن هل يقتصرون على الدعاء، أو يفعلون الأسباب التي يحصل بها مطلوبهم ؟ أجيبوا ؟ الثاني، لو أن الإنسان قال : اللهم ارزقني ذريةً صالحة وبقي لم يتزوج أيكون مصيباً، أم مخطئاً ؟ مخطئاً. طيب (( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ )) يعني : ارزقنا أزواجاً يكنَّ لنا قرة أعين، وهذا في غير المتزوجين، أو هب لنا من أزواجنا اللاتي بين أيدينا قرة أعين، يعني يشمل هذا وهذا، لكن لا بد من فعل الأسباب .
3 - تفسير آيات من آخر سورة الفرقان :(( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً )). أستمع حفظ
حسن معاشرة الزوج لزوجته وقيامه بحقوقها.
تكون الزوجة قرة عين لزوجها والزوج قرة عين لزوجته إذا قاما بما يجب عليهما في دين الله، قال الله عز وجل : (( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ))، وقال : (( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ )) لو قام كل زوج بما يجب عليه لزوجته من حقوق، فأنفق الإنفاق الواجب من كسوة وطعام وشراب ومسكن، وقام بما يجب عليه من العشرة بالمعروف من طلاقة الوجه، ومساعدة الزوجة فيما ينبغي مساعدتها فيه، وكذلك هي قامت بما يجب عليها من حقٍ لزوجها، لدامت العشرة بينهما، ولسعدا في حياتهما، ولاستقامت الأحوال بينهما، لكن مع الأسف الشديد، أن بعض الأزواج، وأعني بهم الرجال لا يقومون بالواجب عليهم بالنسبة لحق الزوجات، بل كأن الزوجة خادم، ليس له هم إلا أن يقضي وطره منها أو يستخدمها في مصالح البيت، ولا يسفر وجهه أمامها يوماً من الأيام، ولا يتكلم عليها إلا بطرف أنفه، ويحتقرها، ثم مع ذلك يريد أن تقوم بواجب حقه. فهل هذا من الظلم أو من العدل ؟ من الظلم (( عَاشِرُوهُنَّ )) معاشرة من الجانبين ((بِالْمَعْرُوفِ ))، لكن لو أنه بذل الواجب عليه، وصار كما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله، يحلب الشاة لأهله عليه الصلاة والسلام، ويرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويقول : ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ) وهي كذلك أيضاً لو أنها صبرت واحتسبت الأجر، وانتظرت الفرج، وقامت بحق زوجها وإن قصر في حقها كانت العاقبة لها، وهذه قاعدة اعتبرها في كل من بينك وبينه حقوق، إذا قمت أنت بالواجب وقصر هو نصرك الله عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي كان يصل رحمه ويحسن إليهم ويحلم عليهم، وهم بالعكس، قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملَّ، ولا يزال لك من الله ظهير عليهم ) ظهير يعني : معين عليهم، لأن ظهير بمعنى : معين، كما قال تعالى : (( وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ )) شوف كيف قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال لك من الله ظهير عليهم ) كذلك الزوجة إذا قامت بحق زوجها وصبرت على تفريطه، وعلى عدم قيامه بالواجب ستكون العاقبة لها، والزوج كذلك، يعني : أنه يوجد من الأزواج الذكور والإناث من يُخل بالواجب عليه فعلى كُلّ منا أن يصبر، ولكن أسألكم أيها الرجال : من الذي يخاطب بالصبر والتحمل الذكر أم الأنثى ؟ إذا قلتم فاعدلوا، أيهما أحق ؟ الذكر ؟ نعم الذكر الدليل ؟ الدليل : قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا يفرك مؤمن مؤمنة ) قال العلماء : أي : لا يكرهها ( إن سخط منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر ) فبين الرسول عليه الصلاة والسلام أن الرجل يجب أن يكون رجلاً، يتحمل أكثر، لأنه رجل عاقل يملك نفسه ويعرف المنافع فينظر إلى المستقبل، والمرأة كما تعلمون تنظر إلى ما بين قدميها فقط، لا يمتد طرفها إلى بعيد، والنبي صلى الله عليه وسلم قال أيضاً : ( إن استمتعت بها استمتعت بها على عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها ) وكسرها : طلاقها، لذلك على الأزواج أن يتحملوا ما يجدون من تقصير بالنسبة لزوجاتهم، وأن يلاطفوهن، ثم اعلم أن المرأة قريبة بعيدة، قريبة بعيدة، لو سمعت منك كلمة لينة لزال كل ما في قلبها من الغل، لأنها قريبة، ولو سمعت منك كلمةً سهلة وتصورتها صعبة انتفخت وغضبت، لأنها كما قلت قريبة، فيجب على الرجال أن يداروا النساء حتى يتحقق دعاؤهم : (( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ )) ومن المهم في هذا الباب من المهم : أن يكون الإنسان حريصاً على استقامة أهله، يأمرهم بالمعروف، ينهاهم عن المنكر، يتحدث إليهم في الترغيب والترهيب، ولا يقول : أنا لست بشاق عليهم، أخشى أن يملوا مني لا أبدا ما يمل، والله متى فعل الإنسان شيئاً لله، أو قال قولاً لله ولو كان يعتقد أن الناس سيستثقلونه، فإن العاقبة ستكون لمن ؟ له مهما كان .
تعليم الأولاد وبين حقوقهم الشرعية.
متطلبات الإمامة في الدين .
"لو ساوت الدنيا جناح بعوضة *** لم يسق منها الرب ذا الكفران
لكنها والله أحقر عنده *** من ذا الجناح القاصر " الطيران، هكذا يقول ابن القيم رحمه الله وصدق.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من دعاة الخير، وأنصار الحق، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب، وإلى ما تيسر من الأسئلة نجيب عليها، ونسأل الله أن يعصمنا من الزلل، وأن يوفقنا للصواب إنه على كل شيء قدير.
فضيلة الشيخ: لقد قدر الله علي فتعرضت لحادثٍ في العام الماضي، ولم أستطع صيام شهر رمضان، وقد كنت أتوقع في ذلك الوقت أنه بعد شهرين أو ثلاثة سوف يعافيني الله تعالى وبعدها أصوم، والآن لا أستطيع الصيام حيث ما زلت على الفراش ولا أستطيع الحركة، لذا أرجو الإفادة عن الكفارة من الطعام، وهل تجزئ أن أطعم عائلةً كيساً من الأرز مثلاً الذي يحتوي على خمسة وأربعين كيلاً؛ لأنه يشق علينا أن نعطي كل مسكين على حدة، علماً أنه يوجد في حارتنا عائلة فقيرة وأبوهم عليه دين، ولديه كثير من الأولاد، فهل تجزئ الكفارة إذا منحناهم إياها دفعةً واحدة.؟ وكم تكون الكفارة من أكياس الرز.؟
السائل : لقد قدر الله علي فتعرضت لحادثٍ في العام الماضي، ولم أستطع صيام شهر رمضان، وقد كنت أتوقع في ذلك الوقت أنه بعد شهرين أو ثلاثة سوف يعافيني الله تعالى وبعدها أصوم، والآن لا أستطيع الصيام حيث ما زلت على الفراش ولا أستطيع الحركة، لذا أرجو الإفادة عن الكفارة من الطعام، وهل تجزئ أن أطعم عائلةً كيساً من الأرز مثلاً الذي يحتوي على خمسة وأربعين كيلاً، لأنه يشق علينا أن نعطي كل مسكين على حدة، علماً أنه يوجد بحاراتنا عائلة فقيرة وأبوهم عليه دين، ولديه كثير من الأولاد، فهل تجزئ الكفارة إذا منحناهم إياها دفعةً واحدة ؟ وكم تكون الكفارة من أكياس الرز ؟
الشيخ : أسأل الله سبحانه وتعالى لأخينا السائل أن يشفيه ويعافيه، وأن يرزقه الصبر والاحتساب، وأن يجعل ما أصابه رفعةً في درجاته وتكفيراً لسيئاته، أما موضوع السؤال فنقول : يطعم عن كل يومٍ مسكيناً، وليس بلازم أن يعطي كل مسكين على حدة، فإذا قدر أن في البيت عشرة مساكين أعطاهم ما يكفي عشرة، لكل واحد كيلو من الرز، ويجعل معه شيئاً من اللحم يكون إداماً له، ثم ينظر إلى بيتٍ آخر فيه عشرة فيعطيهم، ثم إلى بيت ثالث فيه عشرة ويعطيهم، وبذلك تبرأ ذمته، وإذا قدر أنه في قرية صغيرة لا يجد وثلاثين واحداً فلا بأس أن يكررها على الموجودين في أيام متعددة حتى يستكمل ثلاثين.
نعم .
7 - فضيلة الشيخ: لقد قدر الله علي فتعرضت لحادثٍ في العام الماضي، ولم أستطع صيام شهر رمضان، وقد كنت أتوقع في ذلك الوقت أنه بعد شهرين أو ثلاثة سوف يعافيني الله تعالى وبعدها أصوم، والآن لا أستطيع الصيام حيث ما زلت على الفراش ولا أستطيع الحركة، لذا أرجو الإفادة عن الكفارة من الطعام، وهل تجزئ أن أطعم عائلةً كيساً من الأرز مثلاً الذي يحتوي على خمسة وأربعين كيلاً؛ لأنه يشق علينا أن نعطي كل مسكين على حدة، علماً أنه يوجد في حارتنا عائلة فقيرة وأبوهم عليه دين، ولديه كثير من الأولاد، فهل تجزئ الكفارة إذا منحناهم إياها دفعةً واحدة.؟ وكم تكون الكفارة من أكياس الرز.؟ أستمع حفظ
ذكرت بارك الله فيك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمع صريف الأقلام ليلة المعراج، فكيف نجمع بين هذا وبين ما ثبت أن الله تعالى أول ما خلق القلم فقال له:( اكتب. قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) فالله قد كتب مقادير الخلق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فنرجو إزالة هذا الإشكال أحسن الله لنا ولكم الحياة والمعاد.؟
الشيخ : أولاً : أنصح أخي السائل والمستمعين أن مسائل الغيب لا يجوز فيها أن يعارض بعضها ببعض، يجب القبول، يجب أن نقبل أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى يوم القيامة، ويجب أن نؤمن بأن محمداً رسول الله سمع صريف الأقلام ما دام كل منهما صحيحاً، يجب علينا أن نؤمن ولا نقول : لماذا أو كيف ؟ لأن هذه أمور غيبية يا إخواني كما أننا نؤمن بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، هل يقول قائل : طيب كيف ينزل وهو فوق كل شيء ؟ نقول : ما يجوز هذا، الأمور الغيبية قل : سمعنا وصدقنا ولا تعارضها، أسألكم كلكم الآن : هل يمكن واحدا منكم أن يصف لنا نفسه التي بها حياته ؟ أجيبوا لا (( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي )) كيف تحاولون أن تعرفوا صفة الرحمن عز وجل أو أن تعرفوا أقداره ؟ هذا لا يمكن، نصيحتي لكل واحد، أن مثل أمور الغيب يجب إيش ؟ أن يؤمن بها ولا يسأل، أشرنا قبل قليل في المعراج أن الرسول صلى بالرسل إماماً في بيت المقدس ، وحين صعد إلى السماء وجد فيها من المرسلين من وجد، هل نقول : كيف يكون ذلك ؟ أبداً، الأمور إذا صحت في القرآن أو في السنة قل : آمنا بالله ورسله، لا تضرب القرآن بعضه ببعض ولا السنة بعضها ببعض، هذه أمور أكبر من عقولنا، أعرفتم الآن، على أنه لا يستحيل عقلاً أن تكتب الأشياء مرتين، الإنسان مثلاً عنده مثلا دفتر يكتب فيه اليوميات ويعيدها أيضاً مرةً ثانية في أوراق أخرى، هذا ممكن عقلاً ؟ على أن الأمور الغيبية لا تحاول أن تقيسها بعقلك، لأنها أكبر من عقلك، فنقول : إن الله تعالى قال : (( يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ )) كل يوم هو في شأن عز وجل، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وهذه الأقلام التي سمعها الرسول عليه الصلاة والسلام من الممكن أن تكون أقلاماً تعيد ما كتب في اللوح المحفوظ، والله أعلم، إن كان هذا هو الحق فالحمد لله الذي وفقنا له، وإن كنا أخطأنا فنستغفر الله ونتوب إليه، لكننا نؤمن بما أخبر الله به ورسوله، وإياك أيها الأخ إياك أن تعارض القرآن بعضه ببعض أو السنة بعضها ببعض هذه أمور غيبية، الأمور الحكمية الفقهية نعم صحيح الإنسان للعقل فيها مجال ومدخل، أما الأمور الخبرية المحضة فلا تتعب نفسك نعم .
8 - ذكرت بارك الله فيك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمع صريف الأقلام ليلة المعراج، فكيف نجمع بين هذا وبين ما ثبت أن الله تعالى أول ما خلق القلم فقال له:( اكتب. قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) فالله قد كتب مقادير الخلق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فنرجو إزالة هذا الإشكال أحسن الله لنا ولكم الحياة والمعاد.؟ أستمع حفظ
كثير من خطباء المساجد في هذا الشهر تكون خطبهم عن الإسراء والمعراج، فهل في هذا حرج أم لا.؟
الشيخ : نعم. أرى أنه ليس بالمناسب، لأن الخطبة في الإسراء والمعراج في هذا الشهر يعني توكيد أن المعراج في هذا الشهر، وهذا غلط، أقرب ما يكون من الأقوال في المعراج : أنه كان في ربيع الأول، لأن ربيع الأول هو مبتدأ الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أول ما بدئ بالوحي في ربيع الأول، وصار يرى الرؤيا حتى تأتي مثل فلق الصبح، وفي رمضان نزل عليه القرآن، فأقرب ما يقال مع أنه ليس هناك نص صريح صحيح : أنه في ربيع الأول وليس في رجب، ولذلك لا ينبغي للخطباء أن يقرءوا المعراج في الخطب في هذا الشهر، لأن ذلك يعني تثبيته، وإذا ثبت في قلوب العوام ماذا يكون ؟ صار عقيدة نعم .
9 - كثير من خطباء المساجد في هذا الشهر تكون خطبهم عن الإسراء والمعراج، فهل في هذا حرج أم لا.؟ أستمع حفظ
يقول الله جل وعلا:(( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) والعبد مأمور بالخوف من الله تعالى، وكذلك أن الإنسان مأمور بعدم الإعجاب بعمله، ويقول: أنا أصلي وأزكي، كيف الجمع بين هذه الأقوال والآية.؟
الشيخ : يقول الله عز وجل : (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) أي : يعطون ما أعطوا (( َوقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) يعني : خائفة ألا يقبل منهم، خائفة ألا يقبل منهم، لا استبعاداً لكرم الله عز وجل لكن خوفاً من ذنوبهم، يخشى الإنسان أن يكون ما آتاه من المال لا يقبل، إما لإعجابه، وإما لمنه بالصدقة، وإما لكون المال حراماً، أو ما أشبه ذلك، هل كل منا يجزم بأن صدقاته مقبولة ؟ لا، كل يخاف، وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه ) فمراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذلك، حث الإنسان على العمل الصالح إلى الموت، لأن الإنسان لا يمكن أن يحسن الظن بربه وهو يبارزه بالعصيان، لو أنه أحسن الظن بالله وهو يبارزه بالعصيان لكان مستهتراً، إحسان الظن بالله أن تعمل ما يكون سبباً لما تظنه بالله عز وجل، ولهذا يخطئ بعض الناس أن يكون مهملاً ثم يقول : أحسن الظن بالله. لا، أحسن الظن بالله بمعنى : صل، وقل : إن الله سيقبل عبادتي، هذا إذا نظرت إلى كرم الله، إذا نظرت إلى نفسك أخشى أن أكون مقصراً، فتكون بين الخوف والرجاء نعم .
10 - يقول الله جل وعلا:(( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) والعبد مأمور بالخوف من الله تعالى، وكذلك أن الإنسان مأمور بعدم الإعجاب بعمله، ويقول: أنا أصلي وأزكي، كيف الجمع بين هذه الأقوال والآية.؟ أستمع حفظ
ما حكم تغميض العينين في الصلاة من أجل الخشوع فقد سمعت أن ابن القيم يقول إنه جائز وقد يكون مندوبا لأجل الخشوع؟
الشيخ : نعم. أما إذا طرأ ما يوجب التغميض فلا بأس، مثل : أن دخل في الصلاة ثم حصل أمامه صبيان يلعبون، أو لاحظ شيئاً يشغله عن الصلاة، فهنا لا بأس أن يغمض، وأما بدون سبب إذا غمض رأى من نفسه أنه يخشع فهذا من وحي الشيطان لأن تغميض العين .