الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، خاتم النبيين، وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فإنني أبشركم أيها الإخوة الذين حضروا إلى هذا المكان لالتماس العلم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ). نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء. كلنا ينشد أن يصل إلى الجنة. كلنا يقوم بعبادة الله يبتغي من الله فضلا ورضوانا. وأسباب ذلك كثيرة، وطرقه ولله الحمد كثيرة. ومنها أن الإنسان يسعى إلى المحاضرات والملتقيات العلمية النافعة. فإنه يدخل في عموم هذا الحديث : ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ). وبما أننا في استقبال شهر مبارك، شهر رمضان الذي خصه الله تعالى بخصائص. - انتبه يا لا تقلب - الذي خصه الله تعالى بخصائص كثيرة، سابقة وباقية .

الشيخ : فمن خصائصه : أن الله تعالى أنزل فيه القرآن، كما قال الله تعالى : (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )). ونزل في ليلة القدر كما قال تعالى : (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )) ، (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ))، أي ابتدأ الله إنزاله على محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر. ولا شك أن القرآن العظيم فيه الهدى والشفاء والنور والسلامة والأجر والثواب والتمكين في الأرض. فيه كل هذا .

الشيخ : ومما حصل في هذا الشهر المبارك غزوتان عظيمتان : إحداهما غزوة بدر، كانت في السنة الثانية من الهجرة، وسمى الله تعالى يومها يوم الفرقان. قتل فيها صناديد قريش، وظهر فيها الحق على الباطل، وانتصر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على عدوه. وفيها يُتأول قوله تبارك وتعالى : (( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ )). وأما الغزوة الثانية : فهي غزوة الفتح، فتح مكة. فإن رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج من مكة أم القرى وهو أحق الناس بها. خرج منها خائفا على نفسه بما حصل له من أذية قريش حتى اجتمعوا وتشاوروا فيما بينهم ماذا يصنعون بهذا الرجل؟ وفي هذا يقول الله تعالى : (( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ )) ليثبتوك بالحبس فلا تتحرك، أو يقتلوك بإزهاق النفس، أو يخرجوك من البلد. ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج من البلد بإذن الله عز وجل. خرج مختفيا حتى بقي في غار ثور مختفيا ثلاث ليال، خوفا من أن يدركه طلب قريش ، لأن قريشا بثت البعوث لطلب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى إنهم أخرجوا مائة بعير على من يأتي به، ومائتي بعير على من يأتي به وبصاحبه أبي بكر رضي الله عنه. ولكن الله تعالى من ورائهم محيط، وبما يكيدون لنبيه صلى الله عليه وسلم عليم، كف الله أبصارهم عنه حتى كانوا يقفون على الغار الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ويقول أبو بكر : ( يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ) ، لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا لأنه ليس ثمة حائل، لا عش للعنكبوت، وليس ثمة ما يتروع بالبشر، فلا غصن عليه حمامة كما قاله المؤرخون بغير سند صحيح. بل إن باب الغار مفتوح، وليس فيه ما يمنع الرؤية. ولكن الله أعمى أبصارهم عز وجل، فكان يقول : ( لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ). فيجيبه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله : ( لا تحزن إن الله معنا، ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما ) حتى أنجاه الله. بعد ثمان سنوات رجع هذا الذي خرج من مكة مختفيا خائفا من أهلها، رجع فاتحا، ظافرا، منصورا، مؤيدا بنصر الله عز وجل بعد ثمان سنوات حتى أنه وقف على باب الكعبة وقريش تحته ينتظرون ماذا يفعل. فقال لهم : أي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر قريش ما تُرون أني فاعل بكم؟ ) ما تُرون أني فاعل بكم؟ أي ما تظنون أن أفعل بكم بعد أن قدرت عليكم؟ قالوا : أخ كريم، وابن أخ كريم، لا نقول شيئا. قال : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم. اذهبوا فأنتم الطلقاء ). انظروا إلى هذا العفو العظيم عند المقدرة لقوم أخرجوه من بلده ، أخرجوه من بلد الله الحرام الذي هو أحق الناس به ، كما قال الله تبارك وتعالى في قريش : (( وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )). هذه مناسبة عظيمة، بعدها ذلّ العرب، وأكمل الله هذا الذل بما حصل من هزيمة ثقيف. ودانت العرب لدعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

الشيخ : ثم مناسبة، مناسبة باقية، وهي صوم رمضان، وقيام رمضان، والاعتكاف فيه، وليلة القدر، هذه كلها باقية. ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ). هكذا قاله محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ( من صام رمضان إيمانا ) ، أي إيمانا بالله، وبفريضة الصيام. ( واحتسابا ) ، أي لثواب الله تعالى وأجره. فلابد من نيتين : الإيمان والإحتساب. من صام على هذا الوصف ( غفر الله تعالى ما تقدم من ذنبه ). ( ما تقدم ) كل ما تقدم. ولكن جاءت الأحاديث بأن المراد ما عدا الكبائر، لأن الكبائر لابد فيها من توبة خاصة. قيام رمضان قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه : ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ). الاعتكاف. اعتكف النبي صلى اله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان حينما تقرر أن ليلة القدر في العشر الأواخر فقط.
في هذا الشهر المبارك يخرج عامة الناس زكاتهم لمستحقيها ، لأنه شهر فاضل ، ينبغي فيه الجود بالمال والنفس والجاه. فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان أجود الناس. - انتبه - ( كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن أجود بالخير من الريح المرسلة ). الريح المرسلة التي يرسلها الله عز وجل سريعة. فالرسول عليه الصلاة والسلام بالخير أجود من الريح المرسلة في رمضان. لذلك.
- اجلس يا ولد ، كلم الرجل هذا، اجلس -.
اعتاد أن يخرج زكاته في رمضان.

الشيخ : وحينئذ يحسن بنا أن نتكلم عن الزكاة
فنقول : الزكاة ركن من أركان الإسلام أين يقع من أركانه؟ أه؟
الطالب : ...
الشيخ : الثالث بارك الله فيكم. الأول : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. والثاني : الصلاة، إقام الصلاة. والثالث : الزكاة، إيتاء الزكاة. يقع في الركن الثالث ، يقع ، نعم ، موقعه الركن الثالث من أركان الإسلام. وما أكثر ما تجدونه مقرونا بالصلاة في كتاب الله عز وجل ، لأن الزكاة حق المال. حتى إن أبا بكر رضي الله عنه قاتل الذين يمنعونها. وقال : ( والله لأقاتلن من فرق بين الزكاة والصلاة ). الزكاة حق المال. فهي عظيمة جدا. يجب على الإنسان أن يعتني بها. يجب على الإنسان أن يعرف ما الذي تجب زكاته والذي لا تجب. يجب على الإنسان أن يعرف أين يضع هذه الزكاة ، لأنه إذا لم يضعها في موضعها لم تنفعه، ولم تبرأ بها ذمته .

الشيخ : الزكاة تجب في الغالب في كل مال نام. نام يعني : يتزايد. هذا الغالب. وأحيانا تجب حتى في المال الذي لاينمو كما سيتبين. فتجب في الذهب والفضة، في الذهب والفضة، سواء كانت نقودا، وهي الريالات والجنيهات، أو تبرا، يعني قطع من الذهب أو قطع من الفضة، أو حليا أو غير ذلك. ما فيه استثناء. ولم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا في إجماع أهل العلم ولا في قياس صحيح التفريق بين الحلي وغيره أبدا. وهذا هو القول الراجح، أعني القول بوجوب الزكاة في الحلي هو القول الراجح الذي تدعمه الأدلة. إذن الذهب والفضة تجب فيهما الزكاة على إيش؟ على كل حال. ولكن بشرط أن يبلغ النصاب. والنصاب في الذهب عشرون مثقالا، وفي الفضة مائة وأربعون مثقالا. أعيد. نصاب الذهب كم؟ عشرون مثقالا. نصاب الفضة مائة وأربعون مثقالا. وكم تساوي بالمعايير الحاضرة؟ يقولون : إن عشرين المثقال يساوي خمسة وثمانين غرام، خمسة وثمانين غرام. وأن مائة وأربعون مثقالا يساوي خمسمائة وخمسة وتسعين غراما. الورق ليس ذهبا ولا فضة. لكن تقدر قيمته بالفضة. فإذا كان عند الإنسان من الورق ما تساوي قيمته كم؟ خمسمائة وخمسة وتسعين غراما من الفضة ففيه الزكاة. وقدره علماؤنا بالريالات السعودية الفضية بستة وخمسين ريالا، فاسأل الصراف مثلا كم تساوي مائة ورقة بالنسبة لدراهم الفضة السعودية؟ وتعرف الواجب. وهل يضم الذهب إلى الفضة في تكميل النصاب؟ أو لكل واحد منهما نصاب منفصل؟ الثاني على القول الراجح. يعني : إذا كان عند الإنسان نصف نصاب من الذهب ونصف نصاب من الفضة فلا زكاة عليه. مع أنه لو جمع أحدهما إلى الآخر لأتم نصابا. لكن الصحيح أنه لا يضم الذهب إلى الفضة في تكميل النصاب. كما لا يضم الشعير إلى البر في تكميل النصاب. يعني : لو كان عند إنسان نصف نصاب من البر ونصف نصاب من الشعير فلا زكاة عليه ، لأنه لا يضم الشعير إلى البر. فكذلك لا يضم الذهب إلى الفضة. هذا واحد. الذهب والفضة، واحد ولا اثنان؟ اثنان. طيب.

الشيخ : الثالث : عروض التجارة. الثالث : عروض التجارة. فما معنى عروض؟ العروض معناها : ما يعرض. وهو الذي ليس للإنسان فيه قصد. وإنما قصده الربح. أما عين المال فليس له قصد فيه، قصده الربح. فكل مال أعده الإنسان للربح بيعا وشراء فهو عروض تجارة. طيب رجل عنده معرض سيارات، السيارة نفسها ليس فيها زكاة. لكن هذا الرجل يتجر في السيارات ، عنده معرض. فيه الزكاة؟ لماذا؟ لأنها معروضة، معروضة، وما يريد السيارة، يريد الاتجار. يمكن هذا الشهر يتجر بالسيارات والشهر الثاني يتجر بالمكاين. أليس كذلك؟ لأنه رجل تاجر، ما له غرض بنفس السلعة، غرضه بالربح. طيب. رجل عنده سيارة ، طابت نفسه منها واشترى أخرى ووضع هذه السيارة بالمعرض، وبقت سنة كاملة. فيها زكاة؟ ما فيها زكاة ، لأن الرجل ليس تاجر سيارات. الرجل عنده سيارة طابت نفسه منها يريد أن يبيعها. طيب رجل عنده منحة أرض من الحكومة أعطاها صاحب مكتب العقار. أعطاها صاحب مكتب العقار ليبيعها. أفيها زكاة؟ لا. ليش؟ الرجل ليس تاجر أراضي، ليس تاجر أراضي. لكن هذه أرض أعطيها يريد أن يبيعها، ما فيها زكاة ، لأن عروض التجارة بارك الله فيكم هي التي يتجر بها الإنسان. الآن مثلا صاحب الدكان عنده أقمشة للبيع. عليه الزكاة فيها ولا ما عليه؟ عليه الزكاة لأنه يتجر، يشتري اليوم هذا النوع من القماش واليوم الثاني نوعا آخر. طيب. وضع رجل من الناس عنده قماشا ليبيعه مع قماشه. هل على الثاني هذا الذي وضع قماشه زكاة وهو ليس صاحب عروض؟ لا. شوف الآن. عندك مثلا هذا القماش من اليمين فيه زكاة. هذا القماش من اليسار ليس فيه زكاة. ليش؟ لأن هذا عروض تجارة. والثاني ليس عروض تجارة. طيب. هل تدخل عروض التجارة في رجل عنده آلات كهربائية أو ما تدخل؟ إي يتاجر فيها؟ تدخل؟ نعم تدخل ، لأن عروض التجارة ما تقيد بمال معين ، قد تكون أراضي، قد تكون أدوات كهربائية ، قد تكون مكاين، قد تكون سيارات، قد تكون أقمشة، قد تكون أواني، قد تكون طيبا. المهم لا تتقيد بمال. لها ضابط، وليس لها حد. إيش الضابط؟ أن يعدها للتجارة. طيب. رجل عنده عماير كثيرة، يؤجرها، ويستغل من أجرتها كل سنة مليون أو مليونين. فيها زكاة؟ أسأل عن العماير؟ ما فيها زكاة ، لأن الرجل يريد أن تبقى العماير. لكن رجل صاحب عقارات، يشتري العمارة اليوم ويبيعها باكر. فيها الزكاة؟ فيها الزكاة. ولهذا عروض التجارة تشكل على بعض طلبة العلم. لكن إذا عرفت الضابط سهل عليك. طيب. إذا كان الإنسان متردد، يقول : ما أدري والله أتجر بها أو أخبيها. مثلا عنده أرض يقول : لا أدري أتجر بها أو أبقيها أعمل عليها عمارة. فيها زكاة وإلا لا؟ ما فيها زكاة ، لأن الأصل عدم وجوب الزكاة حتى تتمحض النية لإرادة التجارة. طيب.كم نصابها؟ يعني : بعد أن نعرف عروض التجارة أن فيها زكاة، كم نصابها؟ نقول : إذا كان عنده دراهم يضمها إلى الدراهم. فإذا قدرنا عنده نصف نصاب من الفضة ونصف نصاب من العروض. فيها زكاة وإلا لا؟ افهم السؤال. عنده نصف نصاب من الفضة، نصف نصاب من العروض. فيها الزكاة. فيها الزكاة. العروض تضم إلى الفضة. لماذا؟ لأن قصد صاحب العروض هي الفضة، القيمة، ما له قصد بالسلعة إطلاقا. قصده إيش؟ القيمة. طيب، رجل عنده سيارتان : إحداهما للركوب، والثانية للأجرة. لا. نقول ثلاث. والثالث يبيع ويشتري بالسيارات. انتبه الآن سيارة للركوب، سيارة للأجرة، سيارة للتجارة. طيب. الأولى ما فيها زكاة. الثانية ما فيها زكاة، لكن الزكاة في أجرته. قد يكون أجرتها كثيرة. الثالثة فيها الزكاة بعينها ، يعني بمعنى : أن يقدر السيارة هذه إذا تم الحول ويزكيها، واضح؟ طيب.

الشيخ : المواشي فيها زكاة. المواشي من بهيمة الأنعام فيها زكاة. وبهيمة الأنعام ثلاثة أنواع : إبل، بقر، غنم، خيل. يا إخوان. خيل ما هي من بهيمة الأنعام؟ لا. الخيل ما فيها زكاة. طيب إلا إذا كانت عروض عروض تجارة. طيب هذا إنسان عنده ماشية، عنده إبل، عنده غنم، عنده بقر. إذا كان أعدها للتنمية. - انتبه -. إذا كان أعدها للتنمية فلها حال. إذا كانت تجارة فلها حال. طيب إذا كانت تجارة فهي عروض تجارة. وقد عرفنا أن فيها الزكاة. إذا كانت للتنمية نظرنا، هل هو يرعاها أو يعلفها؟ إن كان يرعاها أكثر السنة ففيها الزكاة. وإن كان يعلفها أكثر السنة فليس فيها زكاة. أنتم معنا؟ طيب. يوجد بعض الناس عندهم بساتين والحمد لله. وبعض البادية عندهم غنم. لكنهم يعلفونها الشعير والعلف، وهم يريدون بها التنمية. لا يريدون التجارة، عليهم زكاة أو لا؟ لا، ما عليهم زكاة. حتى لو تبلغ مائة بعير، ما فيها زكاة، أو تبلغ ألف شاة ما فيها زكاة. ليش؟ لأنها معلوفة، والمعلوفة ما فيها زكاة. لابد أن تكون سائمة ، أي : ترعى الحول أو أكثره. واضح يا إخوان؟ فما تقولون في رجل عنده بستان، وعنده مائة شاة للتنمية. تتوالد، يأخذ لبنها، يبيع ما فضل عن حاجته من أولادها. فيها الزكاة؟ يعلفها يعلفها. ما فيها زكاة. طيب. آخر بدوي، عنده مائة شاة للتنمية، لكنها ترعى، لا ينفق عليها ولا فلسا. فيها زكاة؟ فيها زكاة. طيب. بارك الله فيكم. رجل عنده شاة للتجارة، إنسان يبيع ويشتري بالغنم. عنده شاة للتجارة، تبلغ قيمتها نصابا من الفضة. فيها زكاة؟ ليش؟ لأنها عروض تجارة. آخر عنده تسع وثلاثين شاة للتنمية، وترعى، ولا يعلفها. فيها زكاة؟ ليس فيها زكاة. لماذا؟ لأنها لم تتم النصاب. نصاب الغنم التي للتنمية لا يقل عن أربعين شاة. شوف سبحان الله! عروض التجارة الشاة الواحدة فيها زكاة ، لأنه المعتبر إيش؟ قيمتها. المعتبر قيمتها. للتنمية تسع وثلاثون شاة ما فيها زكاة ، لأن أقل نصاب الغنم للتنمية كم؟ إيش؟ أربعون.

الشيخ : طيب، تجب الزكاة في الخارج من الأرض مثل الحبوب والثمار. الحبوب كالشعير والحنطة والرز وما أشبه ذلك. الثمار كالعنب والتمر والتين عند بعض العلماء. هذه فيها الزكاة. ولها شروط لا نحب أن نطيل بها ، لأن الحاجة إليها قليلة .

الشيخ : يبقى النظر - بارك الله فيكم - أن من شروط الزكاة تمام الحول. وفي الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول ). فلو أن الإنسان ورث مالا من شخص، مات قريب له وهو وارثه، ورث عشرة آلاف ريال في شهر محرم. وفي شهر ذي القعدة اشترى له بها بيتا، بالعشرة آلاف ريال. هل عليه زكاة؟ يا جماعة عشرة آلاف ريال! نصاب. لماذا؟ لأنه لم يتم حولها. ومن شرط وجوب الزكاة تمام الحول ، إلا شيئا واحدا، يعني مما تدعوا الحاجة إلى بيانه وإلا هناك أشياء مستثنيات، وهو ربح التجارة. ربح التجارة حوله حول أصل. ربح التجارة حوله حول أصله. مثال هذا : رجل اشترى أرضا للتجارة بعشرة آلاف ريال. وشراؤه إياها في محرم ، يعني : ملك مالا عشرة آلاف ريال، وعلى طول اشترى بها أرضا للتجارة. في ذي الحجة في ذي الحجة زادت الأراضي فبلغت قيمة الأرض التي اشتراها بعشرة آلاف ريال بلغت عشرين ألف ريال. هل تجب الزكاة في عشرة آلاف ريال عند تمام الحول حول العشرة أو في العشرين؟ في العشرين. - انتبه لهذا يا أخ -. الربح يتبع الأصل. ليس له حول، حوله حول أصله.

الشيخ : طيب. بقي عندنا شيء يحتاج الناس إلى بيانه، وهو الرواتب. الرواتب التي تعطى للإنسان كل شهر.كيف يزكيها؟ إذا كان الرجل لا يأتي راتب الشهر إلا وقد استهلك راتب الشهر الأول. رجل راتبه ثلاثة آلاف ريال وينفق ثلاثة آلاف ريال. لا يأتي الشهر الثاني إلا وقد أنفقها. هل عليه زكاة؟ لا ، لأنه ما يتم عليه الحول. رجل آخر ينفق من راتبه النصف ويبقي النصف. فكيف الزكاة والمال يتجدد كل شهر يأتيه. نقول : له طريقان. الطريق الأول : أن يحصي ما يوفره كل شهر، وإذا تم عليه الحول زكاه. وعلى هذا يجب أن يلاحظ ماله كل شهر. وهذا فيه نوع مشقة، وقد يكون فيه غفلة الإنسان ينسى. وربما يقف عليه الشهران أوالثلاثة ما زكاها. لكن طريق آخر أهون من هذا . مثلا : أول راتب استلمه في رمضان. نقول إذا جاء رمضان الثاني زك ما عندك، حتى وإن لم يتم عليه (...) سنة. طيب، الذي تمت سنته واضح أنه أدى زكاته في وقتها. والذي لم تتم تكون الزكاة فيه معجلة، وتعجيل الزكاة لا بأس به. ولهذا لو كان الرجل تحل زكاته في رمضان ثم جاءه فقير في شعبان وقال أنا محتاج وقدم زكاته فلا بأس. إذن نقول : الطريق الثاني في مسألة الرواتب أسهل. انظر أول شهر بدأت تأخذ الراتب، اجعله هو رأس الحول، كل سنة. إذا كان الرجل أخذ أول راتب في محرم، متى يجعل الحول؟ محرم. كل ما جاء محرم أحصى الذي عنده، وأخرج زكاته ويستريح. ما يحتاج تعب ولا غفلة ولا شيء. هذا أحسن طريق في الرواتب. مثل ذلك الأجور. بعض الناس عنده عقارات، يؤجرها وتختلف المدة. هذا أجره في أول السنة، وهذا في أثناء السنة، وهذا في آخر السنة، تختلف. نقول : لك الآن طريقان. الطريق الأول : أن تزكي كل أجرة على حدة. والطريق الثاني : أن تأخذ أول أجرة وإذا حال الحول عليها وتعجل الباقي الذي لم يتم حوله.

الشيخ : ثم إننا بعد أن عرفنا ما يسر الله تعالى من أحكام الزكاة. لابد أن تقع الزكاة موقعها. ما هو الإنسان، ليس للإنسان خيار أن يعطي زكاته من شاء ، لأن الله تعالى تولى قسمها. وليتل علينا الأخ آية صرف الصدقة. ما غيبت. مين غيب؟ نعم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
الطالب : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) .
الشيخ : أحسنت. بارك الله فيك. (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ )) إنما : للحصر، تفيد أن الزكاة، أن الصدقات لا تخرج عن هذه. نتكلم على صنفين، بل ثلاثة أصناف. صنفان كأنهما شيء واحد، وصنف مستقل. نتكلم عن الفقراء والمساكين. فمن هم الفقراء والمساكين؟ الفقراء والمساكين هم الذين لا يجدون كفايتهم وكفاية عيالهم. هم الذين لا يجدون كفايتهم وكفاية عيالهم ، إما إنه ليس عنده شيء ، يتكسب، يوم يربح عشرة ريالات، ويوم يربح عشرين، ويوم ما يربح. المهم أنه لا يجد كفايته وكفاية أهله. هذا الفقير. وكذلك المسكين. لكن المسكين أخف حاجة، يعطى، لكن يعطى كم؟ هل يعطى حتى يصبح غنيا؟ أو يعطى مقدارا معينا؟ الثاني هو الأرجح، وإلا بعض العلماء يقول : تعطيه من الزكاة حتى يزول عنه وصف الفقر. وهذا ربما يتطلب مئات الألوف. لكن أكثر العلماء يقول : أعطه مقدار كفايته سنة واحدة فقط. وإذا انتهت السنة، وإذا الزكوات أقبلت زكوات السنة الأخرى. طيب. كيف نعرف أن المال الذي عنده لا يكفيه سنة، وأنتم تعلمون أنه قد يعتري الإنسان حوادث. قد يكون على الناس مسغبة. كيف نقدر هذا؟ نفرض هذا في رجل له وظيفة. وظيفته خمسة آلاف. لكنه ينفق عشرة آلاف ، لأنه صاحب عائلة كبيرة. والأجور غالية، مرتفعة. فماذا نصنع؟ كم نعطيه؟ خمسة آلاف، لتكمل حاجته. خمسة آلاف مضروبة في اثني عشر؟ لا. غلط. ستين ألفا. تبلغ ستين ألفا. يعني نعطيه الستين ألفا، لكن قد يكون بعض الناس أخرق، تعطيه الستين ألف على طول يطخ بالسيارة بستين ألف. ويبقى جائعا. إيش نعمل؟ نعطيه على. نعم نعطيه بقدر، نعطيه بقدر. وهذا لا بأس به وإن كان فيه تأخير للزكاة لكن لمصلحة الفقير. طيب الثالث : وهو في الحقيقة هو الثاني : الغارم، يعني : المدين. المدين : يعني الذي عليه دين. وأقصد بالدين أن في ذمته حق لأحد لكن لا يستطيع وفاءه. هذا أيضا يعطى من الزكاة، في أي الأصناف دخل في الآية؟ قوله : (( والغارمين )). فإذا كان الإنسان عنده راتب يكفيه هو وعائلته طعاما وشرابا وكسوة وسكنا ولكنه مدين. تدين لزواجه، تدين لشراء بيت وما أشبه ذلك. ولا يستطيع الوفاء. هل نعطيه من الزكاة؟ نعم. ولكن هل نعطيه هو ويوفي أو نذهب إلى الذي يطلبه ونعطيه؟ هذا ينظر للمصلحة يا إخواني. إذا كان هذا الرجل المدين حريصا على إبراء ذمته، وأمين. ونعلم أننا إذا أعطيناه ذهب على طول وأدى الدين. فهذا نعطيه ، لأنه أستر، وأبعد عن الرياء، ويتولى هو بنفسه قضاء دينه. أما إذا كنا نخشى أن هذا الرجل لو أعطيناه المال ليوفي به تلاعب به. وقال : الدين يجيب الله الرزق. هل نعطيه أو نذهب للذي يطلبه ونعطيه؟ الثاني. نذهب لصاحبه ونقول : يا فلان بلغنا أنك تطلب فلان بن فلان كذا وكذا من الدراهم. قال : نعم. تفضل هذه ونعطيه إياه. هذا هو ما يمكن أن نتكلم عليه فيما يتعلق بأهل الزكاة.

الشيخ : ويبقى النظر هل تصرف الزكاة للأقارب؟ هل تصرف للزوج؟ هل تصرف للزوجة إذا كانوا مستحقين؟ الجواب : على القول الراجح نعم. تصرف، على القول الراجح تصرف. لكن لا تصرف في شيء يجب علي المزكي أن يقوم به. خليك معي. لا تصرف على شيء يجب علي المزكي أن يقوم به. تصوروا هذا. إنسان له ولد منعزل عنه في بيت. والولد فقير هو وزوجته وأولاده فقير. أبوه عنده زكاة. هل يجوز للأب أن يعطي زكاته لهذا الابن؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا. لا تقل لا ولا تقل نعم. ينظر. إذا كان مال الأب واسعا يمكن أن ينفق منه على ولده الذي خرج عنه، فهنا لا يجوز أن يعطيه الزكاة. وإنما ينفق عليه من ماله. ينفق عليه من ماله رغما على أنفه حتى أن العلماء رحمهم الله قالوا : يجوز في هذه الحال أن الولد يطالب أباه عند القاضي، حتى يرغمه القاضي على النفقة ، لأن هذا حق واجب لله عز وجل. ليس الولد هو الذي أوجبه كالدين مثلا. الدين الولد ما يطالب لا يطالب أباه به. لكن النفقة يطالب أباه بها ، لأنها لحفظ النفس، ولحق الله. - أرجوا الانتباه الآن -. هذا رجل له ولد فقير منعزل عن بيته، في بيت وحده. هل يعطيه من الزكاة؟ ها؟ ينظر. إذا كان مال الأب واسعا يمكنه أن ينفق على ولده حرم أن يعطيه من الزكاة. ووجب إيش؟ إيش؟ أن ينفق. أما إذا كان مال الأب قليلا ففي هذه الحال يجوز أن يعطي ولده من الزكاة. طيب. إنسان له ولد في بيته ، في بيته ، حصل من الولد حادث تلفت به سيارة شخص آخر، وقُدّرت هذه السيارة بعشرين ألفا. هل يجوز للأب أن يدفع هذه الغرامة عن ابنه الذي في بيته؟ يجوز. يجوز أن يدفع ، لأن الأب لا يلزمه أن يدفع الغرامات عن ابنه. النفقة يلزمه. لكن دفع الغرامات عن الابن لا يلزم. ولهذا يجوز للأب في هذه الحال أن يقضي دين ابنه من زكاته. العلة؟ لقول الله تعالى : (( والغارمين )). وهذا الابن من الغارمين. والأب لا يلزمه قضاء دين ابنه ، وكذلك بالعكس. لو كان الإنسان له أب عليه دين. لو كان للإنسان أب عليه دين، والأب ما يستطيع أن يوفي. فهل يجوز لابنه الغني الذي عنده مال كثير، هل يجوز أن يقضي دين أبيه من زكاته؟ نعم؟ نعم يجوز. لكن هل يجوز أن ينفق على أبيه من زكاته؟ لا ، لأن الإنفاق واجب على الابن. لكن قضاء الدين لا يجب. لا يجب على الابن. وحينئذ نقول : اقض دين أبيك من زكاتك ولا حرج. والخلاصة أن الإنسان إذا كان دفع الزكاة يسقط واجبا عليه لم يجزه. وإذا كان لا يسقط واجبا أجزأه. أرأيتم لو أن إنسانا نزل به ضيف، نزل به ضيف وعنده زكاة تمر. فقال أخرجها لهذا الضيف، بدل ما أروح أدور فقير الضيف عندي أخرجها له. يجوز؟ لا يجوز. ليش؟ لأنه يسقط عن نفسه واجبا عليه وهو الضيافة. فاعرفوا هذا الضابط.

الشيخ : طيب. سؤال : هل يجوز أن يقضى من الزكاة دين على ميت؟ الصحيح أنه لا يجوز. وقد حكى ابن عبد البر رحمه الله وأبو عبيد -صاحب كتاب الأموال - : " أن العلماء أجمعوا على أنه لا يجوز أن يقضى من الزكاة دين على ميت ". أفهمتم؟
لكن الواقع أن فيها خلاف. إلا أن الصواب أنه لا يقضى من الزكاة دين على ميت. والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم. الدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قبل أن يفتح الله عليه ويكثر عنده المال، كان إذا قدم إليه.