كلمة عن تحفيز الهمم إلى الأعمال الصالحة بعد رمضان من صيام وقيام وصدقات.
أما بعد : فإننا نشكر الله سبحانه وتعالى أن منّ علينا باستكمال شهر صيام رمضان وقيامه. ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا جميعا، وأن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية وهي أعز ما يكون شئنا، وأرفع ما يكون ذكرا. ولا شك أن الإنسان في شهر رمضان قد آتاه الله تبارك وتعالى قوة على الطاعات، على الصلاة والذكر وقراءة القرآن والصدقة والصيام وحسن الخلق وغير ذلك مما هو معروف لكثير منا. ولكن هل إذا انقضى رمضان انقضى العمل؟ لا، لا ينقضي العمل أبدا إلا بالموت لقول الله تبارك وتعالى : (( فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون )). فأمر الله تعالى أن نبقى على الإسلام إلى الموت. وقال الله تبارك وتعالى : (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )). قال الحسن البصري رحمه الله : إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أمدا إلا الموت، ثم تلا هذه الآية : (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ))، أي حتى يأتيك الموت. والإنسان يعلم أن الزمن يمضي سريعا، ويزول جميعا. وأنه لن يتقدم إلى الآخرة بالسنة أو بالشهر أو بالأسبوع أو باليوم أو بالساعة، بل باللحظة. اللحظة الواحدة كوميض البرق أو كارتداد الطرف هي تبعدك من الدنيا وتقربك إلى الآخرة. فالعاقل الحازم هو الذي يَدين نفسه، ويحاسب نفسه، ويعمل لما بعد الموت. والعاجز هو الذي أتبع نفسه هواها وتمنى على الأماني. فرط في الواجب وقال إن الله عفو. انتهك المحرم وقال إن الله غفور. توانى في طاعة الله عز وجل وقال رحمة الله أوسع من عملي. ولا شك أن هذا عجز وضعف في الهمة، فلننظر. الأعمال الصالحة في رمضان : صلاة، قيام، ذكر، قرآن، هل هذه الأعمال انقطعت بانتهاء رمضان؟ لا لم تنقطع. الصيام لم يزل مشروعا. فهناك أيام تصام. ويحصل بصيامها من الثواب والأجر ما يليق بها. فلنبدأ أولا بالصيام التابع لرمضان وهي : ستة أيام من شوال. هذه الأيام الستة بمنزلة الراتبة التي بعد صلاة الفريضة، بمنزلة الراتبة التي بعد صلاة الفريضة ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( من صام رمضان ثم أتْبَعَه بِسِت من شَوَّالٍ كان كصيام الدهرَ ). إذا الصيام مشروع. صيام ستة أيام من شوال سواء صامها الإنسان متتابعة أو صامها متفرقة يحصل له الأجر. لكن لا شك أنها إذا كانت متتابعة أفضل. هناك أيضا صيام آخر غير الست أيام من شوال مثل : صيام ثلاث أيام من كل شهر. فصيام ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وكان عليه الصلاة والسلام يصوم ثلاثة أيام من كل شهر لا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو آخره. لكن الأفضل أن تكون في أيام البيض : الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر. صيام يوم الاثنين والخميس مشروع. كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم الاثنين والخميس. ويقول : ( هما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ). صوم تسع ذي الحجة مشروع ، لأنه داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ). والصيام لا شك أنه عمل صالح، فيدخل في العموم. وبالأخص يوم عرفة لغير الحاج. فإن صوم يوم عرفة يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده. وهناك أيضا صيام عاشوراء العاشر من شهر محرم مشروع. لكن يصام يوم قبله أو يوم بعده. وأفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم. هناك صوم أوسع من هذا كله. هناك صوم أوسع من هذا كله وهو صيام داوود عليه الصلاة والسلام. كان يصوم يوما ويفطر يوما. إذن لم نعدم ولله الحمد مشروعية الصوم. فالصوم مشروع وباق مشروعيته.
قيام الليل هل انتهى بانتهاء رمضان؟ لا، قيام الليل مشروع كل ليلة لقول الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا )) ولقول الله تعالى في وصف المتقين : الذين هم أهل الجنة - جعلني الله وإياكم منهم - قال : (( كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَايَهْجَعُونَ )). وقال تعالى : (( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ )). وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له ) كل ليلة. ولهذا ينبغي للإنسان أن يجعل له نصيبا من آخر الليل ولو كان قليلا. ولا يحقرن شيئا فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ). لو تجعل لك نصف ساعة من آخر الليل تقوم فيها تصلي ما شاء الله وتختم الصلاة بالوتر لكان في هذا خير كثير. وكنت من القائمين بالأسحار، المستغفرين بالأسحار، فلا تحرم نفسك الأجر. قدم النوم نصف ساعة لتستيقظ قبل الفجر بنصف ساعة. الأذكار، قراءة القرآن ما زالت مشروعة ولله الحمد. قراءة القرآن مشروعة كل وقت. من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات. الذكر مشروع. من قال : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في اليوم مائة مرة فإنها تكون حرزا له من الشيطان ). ومن قال : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من بني إسماعيل ). ومن قال : ( سبحان الله وبحمده مائة مرة غُفرت له خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ). ومن قال : سبحان الله وبحمده فقد نال ما أخبر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حول هذه الكلمة حيث قال : ( كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان خفيفتان في اللسان : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ). وأبواب الخير كثيرة. النفقات ، الصدقات في كل وقت حتى ما تأتي به من الطعام لأهلك ، من الخبز، اللحم، الرز، الفواكه، البطيخ فإنه صدقة. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لسعد بن أبي وقاص : ( واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها - يعني نالك الأجر - حتى ما تجعله في في امرأتك ) أي في فم امرأتك. فالخير كثير. أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه : ( على كل سلامى من الناس صدقة ). والسلامى هي : الأعضاء والمفاصل. وفي الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلا. كل مفصل عليه صدقة كل يوم. ولكن أمر بمعروف صدقة. نهي عن منكر صدقة. الكلمة الطيبة صدقة، إماطة الأذى عن الطريق صدقة. تعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة. كل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة. كل تسبيحة صدقة. كل تهليلة صدقة. كل تكبيرة صدقة. كل عمل صالح صدقة. نعمة وخير كثير لكن الكسل. لذلك أحس نفسي وإياكم على العزيمة الصادقة والنشاط في طلب الخير والإحسان في عبادة الله، والإحسان إلى عباد الله (( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )). ولا تحقرن شيئا. إن الله عز وجل إذا تصدق العبد بصدقة تعادل تمرة ولكنها من كسب طيب فإن الله تعالى يأخذها بيمينه ويربيها له كما يربي الإنسان فلوه - يعني صغار خيله -حتى تكون مثل الجبل. فالخير واسع ولله الحمد. دراستنا الآن، دراسة الطالب في المدرسة هل هو من الخير أو لا؟ أسأل؟ من الخير مادام يريد به وجه الله فإنه من الخير. وهو يريد به وجه الله، يريد أن يصل إلى العلم. يريد أن يتبوأ مكانا قياديا يقود به الأمة في التعليم، في القضاء، في الأمر بالمعروف، في النهي عن المنكر، في التدبير. لأننا أصبحنا الآن في وقت لا يمكن أن يكون الإنسان قياديا حتى يكون معه شهادة. وأنت إذا نويت بهذه الدراسة تحصيل العلم مع الوصول إلى المرتبة القيادية كان ذلك أجر كثير وخير. ولا ينقص من أجرك شيئا، فأبواب الخير كثيرة.
الكلام على شروط وجوب الحج.
الطالب : جزى الله شيخنا ووالدنا على هذه الكلمات خير الجزاء ونفعنا بعلمه. والآن نعرض هذه الأسئلة.
شخص لا يستطيع الصيام وهو مريض مرضاً لا يرجى برؤه، وفي هذا العام أخرج الفدية نقوداً قبل شهر رمضان، فهل عمله صحيح.؟ فإن كان غير صحيح فماذا عليه الآن.؟
الشيخ : ما أخرجه من دراهم قبل رمضان فهو صدقة يثاب عليه إن شاء الله. لكنه لا يجزؤه عن الصيام لسببين : السبب الأول : أنه لم يحن وقت الصيام. والسبب الثاني : أنه أخرجه دراهم. والواجب أن يكون فدية طعامُ مسكين، طعامَ مسكين كما قال الله عز وجل : (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ )). فنقول للأخ الذي أخرج الدراهم قبل دخول رمضان نقول : هي صدقة وأخرج الآن إطعام. بل وأطعم الآن تسعة وعشرين مسكينا إما أن تجمعهم على غداء أو عشاء ولو متفرقين مثلا. لو صنعت طعاما ، عشاء أو غداء لخمسة، في اليوم الثاني لخمسة، في اليوم الثالث حتى تكمل فلا بأس. وإلا فأعطهم شيئا غير طعام يعني حبا. ومقداره لكل مسكين تقريبا كيلو من الرز وبذلك تبرأ الذمة. نعم .
3 - شخص لا يستطيع الصيام وهو مريض مرضاً لا يرجى برؤه، وفي هذا العام أخرج الفدية نقوداً قبل شهر رمضان، فهل عمله صحيح.؟ فإن كان غير صحيح فماذا عليه الآن.؟ أستمع حفظ
رجل عنده فشل كلوي، وهو يرى أنه يستطيع أن يقضي ما عليه من صوم رمضان، لكنه لا يستطيع أن يصوم في الأسبوع إلا في يوم واحد وهو يوم الجمعة من كل أسبوع حيث أنه اليوم الوحيد الذي لا ينشغل فيه، ففي الخميس يغسل وبقية الأسبوع يدرس، ولا يتمكن من الصوم إلا في يوم الجمعة فهل له أن يصومه مفرداً له أم يبقى حتى الإجازة الصيفية فيصوم.؟
الشيخ : نعم. الذي أرى أنه يبقى إلى الإجازة الصيفية ، لأن قضاء رمضان موسع. للإنسان أن يؤخره إلى أن يبقى من شعبان مقدار ما عليه من الصوم. وأما صوم يوم الجمعة فجائز إذا كان لسبب وإما إذا لم يكن لسبب يكره أن يفرده ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( دخل على إحدى نسائه وهي صائمة يوم الجمعة. فقال أصمتي أمس؟ قالت : لا. قال : أتصومين غدا؟ قالت لا، قال فأفطري ). فأمرها أن تفطر لئلا تفرد يوم الجمعة. وكذلك نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يخص يوم الجمعة بصيام أو ليلة الجمعة بقيام. لكن لو فرضنا أن الأمر، أن الإنسان احتاج إلى صوم ذلك اليوم أو صام يوم الجمعة لا لأنه يوم الجمعة لكن لأنه وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء فلا حرج عليه ، لأنه لم يصم الجمعة لأنها جمعة بلى. ولكن لأنها يوم عرفة أو لأنها يوم عاشوراء وما أشبه ذلك. نعم .
4 - رجل عنده فشل كلوي، وهو يرى أنه يستطيع أن يقضي ما عليه من صوم رمضان، لكنه لا يستطيع أن يصوم في الأسبوع إلا في يوم واحد وهو يوم الجمعة من كل أسبوع حيث أنه اليوم الوحيد الذي لا ينشغل فيه، ففي الخميس يغسل وبقية الأسبوع يدرس، ولا يتمكن من الصوم إلا في يوم الجمعة فهل له أن يصومه مفرداً له أم يبقى حتى الإجازة الصيفية فيصوم.؟ أستمع حفظ
هل صوم ست من شوال سنة مؤكدة أم لا.؟ لأني سمعت من بعض الإخوة أنهم قالوا: ليس بسنة ولا هي مؤكدة، إنما المؤكد أيام البيض، والخميس والإثنين، أما الست من شوال فلم ترد إلا عند مسلم ولم يذكرها أحد، فما قولك وفقك الله.؟
الشيخ : قولنا إنها سنة، حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ). وإذا كان مسلم قد انفرد بها فرضا، يعني لو فرضنا أنه انفرد بها فصحيح مسلم مقبول عند العلماء. وليس هذا الحديث فيه أي منافاة لأي أحاديث أخرى. وكون بعض الناس لا يرى أنه مستحب لا يعني أنه غير مستحب عند الله. فالصواب أنه من الأمور المطلوبة المسنونة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورغب فيها. لكن كون الإنسان يعتقد أنها فرض بحيث إنه إذا صامها في عام رأى أنه لزاما عليه أن يصومها كل سنة فليس كذلك. هي سنة من صامها حصل الأجر، ومن لم يصمها فليس عليه وزر.
نعم .
5 - هل صوم ست من شوال سنة مؤكدة أم لا.؟ لأني سمعت من بعض الإخوة أنهم قالوا: ليس بسنة ولا هي مؤكدة، إنما المؤكد أيام البيض، والخميس والإثنين، أما الست من شوال فلم ترد إلا عند مسلم ولم يذكرها أحد، فما قولك وفقك الله.؟ أستمع حفظ
امرأة قضت أياماً من رمضان في شهر شوال، ونوت صيام قضاء أيام من رمضان مع صيام ست من شوال فهل صيامها صحيح على هذا النحو.؟
الشيخ : يعني كأنها نوت اليوم عن القضاء والتطوع. وهذا لا يصح. ويكون صومها قضاء فقط ، لأن صيام ست أيام من شوال إنما يكون بعد انقضاء أيام رمضان. نعم .
السائل : الحكم؟ نقول الحكم؟
الشيخ : لا بأس، يكون عن قضاء، عن القضاء. .
6 - امرأة قضت أياماً من رمضان في شهر شوال، ونوت صيام قضاء أيام من رمضان مع صيام ست من شوال فهل صيامها صحيح على هذا النحو.؟ أستمع حفظ
جاء والدي لأداء العمرة من مصر عن طريق البحر ماراً بجدة ، ولم يحرم وذهب إلى المدينة للزيارة، ثم أحرم من الميقات وأدى العمرة، فهل عليه شيء.؟ وهو الآن يمكث في مكة منتظراً الحج، فهل عليه فدية أم لا.؟
الشيخ : آمين ومن سمع .
السائل : يقول : جاء والدي لأداء العمرة من مصر عن طريق البحر ماراً بجدة ، ولم يحرم وذهب إلى المدينة للزيارة. ثم أحرم من الميقات وأدى العمرة فهل عليه شيء؟ وهو الآن يمكث في مكة منتظراً الحج. فهل عليه فدو أم لا؟
الشيخ : نعم. ليس عليه شيء، مادام جاء قاصدا المدينة ثم تجاوز الميقات متجها إلى المدينة. ثم عاد فأحرم من ميقات أهل المدينة من ذي الحليفة فليس عليه شيء. ومادام منتظرا للحج فإنه متمتع. وقد قال الله تعالى : (( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي )). فعليه لهدي إذا قدر على ذلك، وإن لم يقدر فإنه يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع. يعني إذا انتهى من أعمال الحج. وله أن يصوم الأيام الثلاثة من الآن. مادام أنه يعرف نفسه أنه لن يستطيع الهدي فله أن يصومها من الآن. نعم. يعني يصوم الثلاثة. أما السبعة فبعد فراغ الحج.
7 - جاء والدي لأداء العمرة من مصر عن طريق البحر ماراً بجدة ، ولم يحرم وذهب إلى المدينة للزيارة، ثم أحرم من الميقات وأدى العمرة، فهل عليه شيء.؟ وهو الآن يمكث في مكة منتظراً الحج، فهل عليه فدية أم لا.؟ أستمع حفظ
أنا شاب متزوج من ابنة عمي بمهر معين، وعقد ابن عمي على أختي بمهر مختلف عني ولم يدخل بها وذلك بعدي بعدة أشهر، مع العلم أن كلا المرأتين قد وافقتا على الزواج ولم تكونا مكرهتين أبداً، ولقد سألت والدي: هل بينك وبين عمي اشتراط -أي: لا أزوج ابنك ابنتي حتى تزوج ابنتك من ابني- فقال: لا. وقال والدي: أنا لم أزوج أختك إلا برضاها ولو رفضت فلن أرغمها، سؤالي يا فضيلة الشيخ: هل هذا النكاح يعتبر شغاراً.؟ وإذا كان شغاراً فما الحل مع العلم أن زوجتي حامل الآن.؟
الشيخ : هذا ليس بشغار ، لأنه لم يشترط فيه أن يزوج أحدهما ابن الآخر. ومادام ليس فيه شرط وإنما وقع اتفاقا، يعني مصادفة، فإنه ليس بالشغار. على أن من العلماء من يقول : حتى لو وجد الشرط، مادام المهر هو المهر المعتاد. وكل من الزوجين كفئا للزوجة. وكل من الزوجتين راض بذلك فإنه ليس شغارا ، لأن الشغار هو ما خلا من المهر. وهذا لم يخلوا من المهر.
أما المسألة التي ذكرها السائل فلا شك أنها ليست من الشغار، وأن النكاح صحيح. ولا ينبغي أن يقلق من ذلك. نعم .
8 - أنا شاب متزوج من ابنة عمي بمهر معين، وعقد ابن عمي على أختي بمهر مختلف عني ولم يدخل بها وذلك بعدي بعدة أشهر، مع العلم أن كلا المرأتين قد وافقتا على الزواج ولم تكونا مكرهتين أبداً، ولقد سألت والدي: هل بينك وبين عمي اشتراط -أي: لا أزوج ابنك ابنتي حتى تزوج ابنتك من ابني- فقال: لا. وقال والدي: أنا لم أزوج أختك إلا برضاها ولو رفضت فلن أرغمها، سؤالي يا فضيلة الشيخ: هل هذا النكاح يعتبر شغاراً.؟ وإذا كان شغاراً فما الحل مع العلم أن زوجتي حامل الآن.؟ أستمع حفظ
شخص تجارته بالتقسيط -أي: تقسيط السيارات- والعملاء عنده على نوعين: نوع يسدد بانتظام، ونوع تمر السنوات ولا يسدد، كيف يزكي على هذا المال.؟ هل ينطبق على النوع الثاني مسألة المعسر والمليء أم أنها عروض تجارة.؟ وكيف يزكي على النوع الأول.؟ هل الحولان حول واحد أم بماذا.؟
الشيخ : هل؟
السائل : كيف يزكي على هذا المال؟ هل ينطبق على النوع الثاني مسألة المعسر والمليء أم أنها عروض تجارة؟ وكيف يزكي على النوع الأول؟ هل الحولان حول واحد أم بماذا؟
الشيخ : نعم. أما الأول الذي يسدد في وقت حلول الدين فهذا موسر، يجب على الإنسان أن يزكي ما في ذمته من الدين مع ماله، وإن شاء قيده فإذا قبض منه الدين زكاه لما مضى. وأما الثاني : الذي لا يستطيع الوفاء يحل عليه القسط وليس عنده شيء، فهذا معسر. لا يجب في دينه زكاة. لكن إذا قبض دينه زكاه لسنة واحدة. ولو كان قد مضى عليه سنوات ، لأن القاعدة في الديون هكذا. الديون على الموسرين تجب زكاتها كل سنة. لكن الدائن مخير بين أن يخرج الزكاة مع ماله أو ينتظر حتى يقبض فيزكي لما مضى. أما الثاني : وهي الديون على المعسرين فلا زكاة فيها. لكن إذا قبضها الإنسان زكاها مرة واحدة. فإذا قدر أن شخصا له على فقير عشرة آلاف ريال وبقيت العشرة عند هذا الفقير عشر سنوات. ولكن الله منّ عليه فأيسر وأوفى، فإنه لا زكاة على صاحب الدين إلا مرة واحدة. نعم.
9 - شخص تجارته بالتقسيط -أي: تقسيط السيارات- والعملاء عنده على نوعين: نوع يسدد بانتظام، ونوع تمر السنوات ولا يسدد، كيف يزكي على هذا المال.؟ هل ينطبق على النوع الثاني مسألة المعسر والمليء أم أنها عروض تجارة.؟ وكيف يزكي على النوع الأول.؟ هل الحولان حول واحد أم بماذا.؟ أستمع حفظ
امرأة جاءتها الدورة الشهرية في رمضان، وفي آخر أيام الدورة نامت من الليل وهي ما زالت لم تطهر، ونوت إن طهرت فسوف تصوم، ولم تصح إلا بعد الفجر فنظرت فإذا هي قد طهرت، فهل تكمل الصيام ويكون صحيحاً أم تقضي يوماً مكانه.؟
الشيخ : عليها القضاء، عليها أن تقضي يوما مكانه. وذلك لأنها نامت على نية مترددة. لا تدري هل يزول المانع من الصيام وهو الحيض أو لايزول؟ فعليها الآن أن تقضي بدل ذلك اليوم. وهي إذا كانت ذلك اليوم قد صامت تؤجر على نيتها. وأما إبراء الذمة فلابد من أن تقضي ذلك اليوم .
10 - امرأة جاءتها الدورة الشهرية في رمضان، وفي آخر أيام الدورة نامت من الليل وهي ما زالت لم تطهر، ونوت إن طهرت فسوف تصوم، ولم تصح إلا بعد الفجر فنظرت فإذا هي قد طهرت، فهل تكمل الصيام ويكون صحيحاً أم تقضي يوماً مكانه.؟ أستمع حفظ
في يوم العيد وقبل دخول الإمام لصلاة العيد انشغل الناس بعضهم بالتكبير والبعض الآخر بقراءة القرآن، فأنكر بعض الحاضرين على الذين يقرءون القرآن وقالوا: إن الأولى أن تكبروا وتتركوا قراءة القرآن، فأيهما على الصواب.؟
الشيخ : الصواب التكبير. ولكن من قرأ القرآن لا ينكر عليه ، لأن القرآن ذكر ومن أفضل الأذكار. لكن لما كان التكبير مخصوصا بهذا الوقت. والقرآن في كل وقت. صارت المحافظة على التكبير أولى. ولكن لا ينكر على الآخر. ولهذا كان الصحابة مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حجة الوداع. منهم من يلبي ومنهم من يكبر. ولا ينكر أحد على أحد.
نعم .
11 - في يوم العيد وقبل دخول الإمام لصلاة العيد انشغل الناس بعضهم بالتكبير والبعض الآخر بقراءة القرآن، فأنكر بعض الحاضرين على الذين يقرءون القرآن وقالوا: إن الأولى أن تكبروا وتتركوا قراءة القرآن، فأيهما على الصواب.؟ أستمع حفظ
ما صحة ما ينسب إليكم بأنكم قلتم: بأن الرجل إذا كان عليه دين فاستأذن من صاحب الدين في الحج فلا حرج عليه.؟
الشيخ : لا. هذا غير صحيح. الذي عليه الدين يقضي الدين أولا حتى لو أذن له الدائن أن يحج فإنه لا يجب عليه الحج ، لأنه إذا أذن له أن يحج هل يسقط الدين؟ لا يسقط. إذن ما في فائدة. نعم لو كان الإنسان عليه دين ، دين يسير يعلم أنه إذا جاء الراتب في آخر شهر ذي الحجة فسوف يوفيه. فحينئذ لا بأس أن يحج ، لأنه واثق من نفسه. أما الديون الكثيرة هذه فالأولى أن يقضيها قبل أن يحج. نعم .
12 - ما صحة ما ينسب إليكم بأنكم قلتم: بأن الرجل إذا كان عليه دين فاستأذن من صاحب الدين في الحج فلا حرج عليه.؟ أستمع حفظ
ما حكم تحسين الصوت في قراءة القرآن للطالبات عند المدرس في الكلية مع أنها غير مطالبة بذلك.؟
الشيخ : لا أرى أن تحسن صوتها ، لأن الله تعالى يقول : (( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا )). فكون الطالبة تأتي بالقرآن على وجه الغنة وتحسين الصوت يخشى منه الفتنة. ويكفي أن تقرأ القرآن قراءة مرسلة عادية. نعم .
13 - ما حكم تحسين الصوت في قراءة القرآن للطالبات عند المدرس في الكلية مع أنها غير مطالبة بذلك.؟ أستمع حفظ
ما حكم الصلاة للمرأة وهي واضعة العباءة على الكتف فقد وصلني عن سماحتكم بإبطال الصلاة في هذه الحالة لأنها تشبه لباس الرجل.؟
الشيخ : الله المستعان. هذه المرأة على عكس أيضا ما أشاعته النساء من أننا نقول : لا بأس بلبس العباءة على الكتف ولو كان ذلك في السوق والمتاجر، وكلا الأمرين خطأ. نحن نقول : وضع المرأة عباءنها على الكتفين في الصلاة لا بأس به ، لأن هذا شيء معتاد عند النساء. وليس من خصائص الرجال حتى نقول إن هذا من باب التشبه بالرجل. وأما لبسها العباءة على الكتفين في الأسواق وبين الناس فلا ، لأن لبسها العباءة على الكتفين في الأسواق يؤدي إلى بيان حجم كتفيها ورقبتها. وهل هي طويلة وإلا قصيرة - أعني الرقبة - فيكون في ذلك فتنة. ثم من الذي يأمن إذا رخص للنساء في لبس العباءة على الكتف في الأسواق، من الذي يأمن أن تتطور المسألة، ثم تبدأ النساء تخروج إلى الأسواق بالمِقْطَعْ، يعني بالقميص بدون عباة ، لأن النساء في الغالب إذا فتح لهن الباب الصغير صار بابا كبيرا. وربما قلعن الباب كله ودخلن من غير أبواب. لذلك نقول : وضع العباة على الكتفين في الصلاة لا بأس به ولا يبطل الصلاة. وأما المشي به في الأسواق فلا ، لأنه يجر إلى فتنة، وهو ذريعة إلى توسع النساء في اللباس.
نعم .
14 - ما حكم الصلاة للمرأة وهي واضعة العباءة على الكتف فقد وصلني عن سماحتكم بإبطال الصلاة في هذه الحالة لأنها تشبه لباس الرجل.؟ أستمع حفظ
أخي في دولة إسلامية، يريد أن يوكلني بالحج وهو قادر على الحج، ولكن دولته لا تسمح له بالذهاب إلى الحج؛ لأنه لم يصل إلى سن الحاج الذي حددته تلك الدولة، فقلت له: سوف أسأل الشيخ عن حكم المسألة ثم أخبرك بذلك، فهل يصح بأن أحج عنه أم ماذا.؟
الشيخ : أخبره بأنه لا يصح أن تحج عنه ، لأن هذا المانع يرجى زواله. متى يزول؟ أه؟ إذا بلغ السن النظامي عندهم. والعجز إذا كان يرجى زواله ، فإنه لا يجوز لمن وجب عليه الحج أن ينيب غيره. ولهذا نقول : إذا جاء وقت الحج والإنسان مريض مرضا عاديا يرجى أن يشفى منه. هل له أن يوكل؟ لا. لكن لو كان مرضا مستمرا لا يرجى الشفاء منه فله أن يوكل. فليخبر صاحبه بأنه لا حج عليه ، لأنه عاجز. وأنه لا يجوز أن يوكل لأنه يرجى زوال عجزه.
نعم .
15 - أخي في دولة إسلامية، يريد أن يوكلني بالحج وهو قادر على الحج، ولكن دولته لا تسمح له بالذهاب إلى الحج؛ لأنه لم يصل إلى سن الحاج الذي حددته تلك الدولة، فقلت له: سوف أسأل الشيخ عن حكم المسألة ثم أخبرك بذلك، فهل يصح بأن أحج عنه أم ماذا.؟ أستمع حفظ
هل الفتور في عمل الصالحات بعد رمضان دليل على عدم القبول، أنا أحس بفتور وأخشى ألا يكون الله قد تقبل مني.؟
الشيخ : هذا لا، ليس دليلا على أن الله لم يقبل منك. لكنه دليل على ضعف الهمة، وعدم الرغبة. ولذلك ينبغي للإنسان أن يُصَبِّرَ نفسه، وأن يحملها على العمل الصالح ، لأن رمضان مدرسة في الواقع. ثلاثون يوما، أو تسعة وعشرون يوما تمضي وأنت متلبس بالعبادات المتنوعة. لابد أن يؤثر على قلبك وعلى مسيرك. فاغتنم هذه الفرصة. أما أن نقول : إن من عاد إلى المعاصي بعد رمضان فإنه علامة على عدم القبول فلا نستطيع أن نقول هكذا. نعم .
16 - هل الفتور في عمل الصالحات بعد رمضان دليل على عدم القبول، أنا أحس بفتور وأخشى ألا يكون الله قد تقبل مني.؟ أستمع حفظ
فضيلة الشيخ.. جاءتني ناقة من البر فدخلت مع إبلي وحاولت طردها عدة مرات ولكن لم أستطع، ولها الآن أربع سنوات قد تركتها مع إبلي تأكل معها وتشرب، وقد أخبرت بها في الأسواق وفي البوادي ولكن لم أعرف صاحبها، أرجو الإفادة عن الحكم عليه؟
الشيخ : نعم. قدر قيمتها كم تكون أو بعها. وتصدق بالثمن أو بالقيمة التي تقدرها على الفقراء. النية عن صاحبها ، لأن هذا هو الذي تستطيعه. نعم .
17 - فضيلة الشيخ.. جاءتني ناقة من البر فدخلت مع إبلي وحاولت طردها عدة مرات ولكن لم أستطع، ولها الآن أربع سنوات قد تركتها مع إبلي تأكل معها وتشرب، وقد أخبرت بها في الأسواق وفي البوادي ولكن لم أعرف صاحبها، أرجو الإفادة عن الحكم عليه؟ أستمع حفظ
أفطرت في رمضان متعمداً ثلاثة أيام وقد تزيد، ثم تبت إلى الله والحمد لله، فماذا يجب عليَّ.؟
الشيخ : يجب عليك أن تقضي هذه الأيام التي أفطرتها. إذا كنت أفطرتها في أثناء النهار. أما إن كنت تركتها من الأصل ولم تشرع في الصوم فإنها لا تقبل منك ولو قضيتها. ولكن عليك أن تتوب إلى الله وتكثر من الأعمال الصالحة.
السائل : يقول فضيلة الشيخ. أنا شاب مقترض من صندوق الراغبين في الزِواج مبلغ ثلاثين ألف ريال، ومقترض من بنك التسليف بمبلغ عشرين ألف ريال. وأنا في منزل مستأجر وراتبي الشهري ستمائة وألفي ريال. فهل يجوز أن آخذ الزكاة وأدفع بها ديني الذي علي. مع العلم أني أملك أرضاً تقدر قيمتها بمائة وعشرين ألف ريال. وأنا حالياً في حيرة هل أبيع الأرض التي أود أن أعمر عليها مسكناً لي أم أسدد الدين الذي علي وآخذ من الزكاة؟
الشيخ : لا يلزم هذا السائل أن يبيع.