مباحث في السلام.
أما بعد فهذا هو لقاؤنا الشهري الذي يتم ليلة كل أحد ثالث من الشهر. وهذه الليلة هي ليلة الأحد السادس عشر من شهر ربيع الأول، عام ثمانية عشر وأربعمائة وألف.
موضوع هذا اللقاء : بيان أن المؤمنين إخوة، كما قال الله تبارك وتعالى : (( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا )). وقوله تبارك وتعالى : (( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إنما المؤمنون إخوة )). وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( كونوا عباد الله إخوانا ). هذه الأخوة الإيمانية التي رتبها الله تعالى في القرآن، ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم في السنة يجب أن يكون لها، أن يكون لها مقتضاها. وهو النصيحة التامة لإخوانك المؤمنين، والقيام بحقوقهم، وأن يكون الأخ المؤمن لك كأنه أخوك من النسب. ولقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حقوق المسلم على أخيه. فمنها : أن يسلم عليه إذا لقيه. قال النبي النبي صلى الله عليه وسلم : ( حق المسلم على المسلم ست، إذا لقيته فسلم عليه ). والسلام سنة مؤكدة على كل من لاقى أخاه، وليكن السلام باللغة الفصحى، البينة، الواضحة : السلام عليك ، أو سلام عليك، إما بأل، أو بحذف أل. كلاهما جائز. لكن بعض العلماء يفضل أل أي يفضل أن تقول السلام عليك. وبعضهم يقول حذفها أولى. وبعضهم يفرق بين الكتابة وبين المشافهة. ففي الكتابة يقول : السلام عليك، وفي المشافهة يقول : سلام عليك. والأمر في هذا واسع. إن شئت قل : سلام عليك. وإن شئت قل : السلام عليك، وإن شئت قل : السلام عليكم. وإن شئت قل بالإفراد : السلام عليك. المهم : أن لا تدع السلام، ولا يجزئ عن السلام الإشارة. بل الإشارة بدون سلام منهي عنها. ولا يجزئ عن السلام أن تقول : أهلا ومرحبا، أو كيف أصبحت، أو كيف أمسيت. بل لابد أن تقول السلام عليك، أو سلام عليك. وبماذا يرد المسَّلم عليه؟ يرد بقوله عليك السلام، عليك السلام. وهو إذا سلم أتاه عشر حسنات. وإذا رد أتاه عشر حسنات. وإذا زاد مرحبا، أهلا، حياك الله، وما أشبه ذلك فإنه من الأشياء المحبوبة ، لأن هذا يزيد القلوب محبة. ولا يحل للإنسان أن يهجر المسلم فوق ثلاثة أيام مهما كانت الأسباب مادام مسلما فإنك لا تهجره فوق ثلاثة أيام. تلاقيه ولا تسلم عليه. قال النبي النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ). طيب. أيجوز أن يهجره إن كان مجاهرا بالمعصية؟ كرجل حالق اللحية، مسبل الثوب، شارب الدخان، قليل الحضور إلى المسجد. هل يحل له أن يهجره لهذه المعاصي؟ الجواب : ننظر. هل هذا خرج من الإسلام بهذه الأفعال؟ أجيبوا، لا. هو مازال مسلما وإن كان لا يصلي مع الجماعة، وإن كان يشرب الدخان، وإن كان يحلق اللحية، وإ كان يسبل الثوب. هو مسلم، فيدخل في قوله : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ). نعم لو فرض أنك لو هجرته ولم تسلم عليه خجل واستحيى وترك المعصية. فهنا يكون الهجر حسنا، لأنه دواء. لكن إذا علمت أنك إذا هجرته لم يزدد إلا نفورا منك، وكراهية لنصحك، وهو مستمر في معصيته فهنا نقول : الأفضل إيش؟ أن لا تهجره. الأفضل أن لا تهجره، ولا فرق بين القريب منك والبعيد، المؤمنون كلهم إخوة.
المبحث الأول: الابتداء بالسلام .. والسلام على النساء.
المبحث الأول : من الذي يبتدي بالسلام الصغير أم الكبير؟ الذي يبتدئ هو الصغير، لأن الكبير له حق عليه. فيبتدئ الصغير بالسلام. فإن لم يفعل فهل يسلم الكبير؟ الجواب : نعم يسلم. ولا تترك السنة عنادا، فإذا قدرنا أن رجلين تلاقيا، أحدهما له أربعون سنة والثاني له ستون سنة. من الذي يؤمر بالسلام؟ من له أربعون. فإذا قدر أن الذي له أربعون لم يسلم، فليسلم من له ستون، حتى لا تضيع السنة بينهما من أجل عنادهما. طيب. يسلم القليل على الكثير، القليل يسلم على الكثير. فإذا تلاقا خمسة بستة، من الذين عليهم الحق؟ الخمسة لأنهم الأقل. فإن لم يفعلوا فليسلموا الستة، الكثيرين، ولا تترك السنة ضائعة بعنادهما.
هل يسلم الرجل على المرأة والمرأة على الرجل؟ في هذا تفصيل : إذا كانت من محارمه أو من جيرانه وهي في البيت فلا حرج أن يسلم بشرط أن يأمن الفتنة. وأما إذا كان لا يعرفها، لاقاها في السوق وأراد أن يسلم فلا يسلم ، لأن هذا يؤدي إلى الفتنة، ويؤدي إلى سوء الظن به. وأنه رجل يسلم على النساء وما أشبه ذلك. فلا يسلم. حتى لو مر بها وهي جالسة، لا يسلم. لما في ذلك من إيش؟ الفتنة وإساءة الظن. ولهذا لو سلم رجل على امرأة وهي قاعدة وليس من معارفها لوجدتها ترتعد خوفا وتصبب عرقا. لا تريد هذا.
المبحث الثاني: السلام باللسان أو الإشارة.
الجواب : الثاني القول باللسان. والسلام بالإشارة منهي عنه، إلا في حالين : إذا كان الإنسان بعيدا، ويخشى أن لا يسمع المسلم عليه فإنه يشير بيده مع اللفظ. السلام عليكم.
الحالة الثانية : إذا كان يصلي، فإنه إذا سلم عليه مسَّلِم لا يرد عليه باللسان، وإنما يرد عليه بالإشارة، يرفع يده هكذا، سواء كان واقفا يقول هكذا، أو جالسا يقول هكذا، إشارة إلى، إلى أنه يصلي وأنه لا يمكن أن يرد.
نزيد حالا ثالثا : إذا كان الإنسان يستمع إلى خطبة الجمعة، وسلم عليه مسلم فإنه لا يرد السلام ، لأن الكلام حال خطبة الجمعة حرام إلا للخطيب، ومن يكلمه الخطيب لحاجة أو مصلحة. فإذا صلى إنسان إلى جنبك مثلا والإمام يخطب، وهو دخل المسجد والإمام يخطب، وصلى تحية المسجد وسلم عليك لا ترد عليه السلام. لكن من المستحسن أن تشير إليه أن لا رد. وإذا انتهت الخطبة فرد عليه السلام وبين له أن الخطبة ليست محل سلام. أعرفتم؟ طيب.
كذلك نزيد حالا رابعة : إذا كان الإنسان على قضاء الحاجة - يعني في الحمام - سلم عليه مسلم لا يرد السلام عليه ، لأنه الآن قد كشف عورته. وهو في محل لا يمكن فيه الرد. بل إن النبي صلى الله عليه وسلم سلم عليه رجل ذات يوم، وليس على وضوء فتيمم بالجدار ثم رد عليه السلام ثم قال : ( إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر ). وينبغي لمن سلَّم على قوم فيهم مسلمون وكافرون أن ينوي بالسلام على من؟ على المسلمين فقط. سلم على قوم في مجلس بعضهم نيام وبعضهم أيقاظ، يسلم على من؟ على الأقياظ ويخفت صوته لئلا يوقظ النائمين، لأن هذا من السنة أن لاتجهر بالصوت عند النائمين لأنك ربما توقظهم. وبعض الناس إذا استيقظ بعد نومه ما عاد ينام. يبقى قلقا يتقلب على فراشه، وتطول عليه الليلة. فكلما أمكن أن تخفض صوتك فهذا هو المطلوب حتى لا توقظ النيام.
المبحث الثالث: السلام على الكافر.
الجواب : لا تسلم، أي كافر لا تسلم عليه، يهودي أو نصراني، أو بوذي، أو شيوعي، أو غيره ممن ليس على الإسلام لا تسلم عليه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام ) ، ولأن في التسليم عليهم إكراما لهم واحتراما لهم ، وليسوا أهلا لذلك. طيب ماذا يصنع؟ لاقاه رجل كافر ماذا يصنع؟ أجيبوا؟ لا يسلم، يسكت. فإن سلم الكافر فهل يجب أن ترد عليه؟ الجواب : نعم إذا سلم الكافر يجب أن ترد عليه لقول الله تعالى : (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )). ما قال : إذا حياكم المسلم. قال : إذا حييتم، أي تحية تحيونها فردوا بأحسن منها. نعم. (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )). ولكن كيف تقول؟ قل مثل ما قال لك تماما، قل كما قال لك. إن قال : حياك الله يا أبا فلان فقل حياك الله. إن قال : السلام عليك، قل : عليكم السلام. إن قال : السام عليك قل : وعليكم. وإن شئت فقل : وعليكم السام. لكن إذا كان المسألة فيها اشتباه لا تقل : عليكم السلام، ولا عليكم السام. ولكن قل : عليكم وكفى. لكن بعض الناس قد يبتلى. قد يكون في دائرة رئيسها كافر.كما يوجد في بعض الشركات، يكون الرئيس المدير كافرا. فماذا يصنع؟ أيدخل عليه بدون سلام؟ أجيبوا؟ هذا هو الأصل أن يدخل بدون سلام. لكن هو يعلم إن لم يسلم لحفر له هذا المدير حفرة ورمسه فيها. ما هي حفرة حقيقية يعني يعني أبعده عن نزله إلى عمل شاق وما أشبه ذلك. فماذا يصنع؟ نقول : لا بأس أن يقول مرحبا، مرحبا بفلان أو يقول السلام بس، وينوي إيش؟ ينوي علي وعلى عباد الله الصالحين. وإلا فلا يسلم. لا يسلم عليه السلام الشرعي ابتداء. أما لو سلم الكافر فرد عليه، هذا هو العدل .
المبحث الرابع: لو ورد السلام عليك بكتاب.
المبحث الخامس: السلام بأحسن منه أو مثله.
السائل : جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء. وهذه هي أسئلة اللقاء السابع والأربعين.
نلحظ في الآونة الأخيرة أن الجفاء يقع من بعض الصالحين من طلاب علم وشباب، يحاذيك ولا يسلم عليك، أو يقتصر على السلام على من يعرف فقط، فهل من نصيحة، وخاصة لمن أمامك من الشباب حتى يكونوا قدوة للناس فلا يمروا على أحد إلا ويسلموا عليه كائناً من كان.؟
الشيخ : نعم لا شك أن من تمام الصلاح أن يقوم الإنسان بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ). فإفشاء السلام من كمال الإيمان، وكمال الإيمان به يدخل الإنسان رياض الجنان. ولا يليق بطالب العلم ولا بالشاب الملتزم أن يكون كلاّ لا يسلم، وإذا سلم فبأنفه، يسمع أو لايسمع. وإذا سُلِم عليه يرد أو لا يرد. هذا غلط.كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( كان دائم البشر كثير التبسم ) صلوات الله وسلامه عليه. إذا وجد ما يوجب التبسم تبسم. أما البشر فهو دائم، دائم البشر، دائما مسرور. ولاشك أن أخاك إذا لقيك وهو مسرور، واسع الوجه، تبرق أسارير وجهه، لاشك أنه يضفي عليكم هذا السرور. وبالعكس إذا لاقيته بوجه عبوس.
فأكرر النصيحة لإخواني طلبة العلم أولا، ولإخواني الملتزمين ثانيا، ولعموم المسلمين ثالثا أن يفشوا السلام بينهم إن كانوا يريدون كمال إيمانهم، ويريدون الوصول إلى جنات النعيم. وكلنا نريد الوصول إلى ذلك. لكن لابد أن نسلك الأسباب. فنصيحتي : أن يفشوا السلام بينهم. الشباب الملتزم وغير الملتزم. إنه إذا لاقاك إنسان وسلم عليك، وإن كان ترى فيه بعض النقص في دينه فإنك تسر به. وتقول هذا قريب. وتسعى أن تنصحه وتقرب منه، والعكس بالعكس.
نعم .
7 - نلحظ في الآونة الأخيرة أن الجفاء يقع من بعض الصالحين من طلاب علم وشباب، يحاذيك ولا يسلم عليك، أو يقتصر على السلام على من يعرف فقط، فهل من نصيحة، وخاصة لمن أمامك من الشباب حتى يكونوا قدوة للناس فلا يمروا على أحد إلا ويسلموا عليه كائناً من كان.؟ أستمع حفظ
هل ورد السلام قبل الخروج من المسجد بعد الصلاة فإننا نرى كثيراً من إخواننا -جزاهم الله خيراً- يسلمون فيقولون: السلام عليكم إذا قاموا من الصف ليخرجوا من المسجد، وذلك من حرصهم على الخير، فهل لهذا أصل.؟ وهل يدخل في الحديث العام الذي ورد عند القيام من المجلس.؟
الشيخ : نعم. هذا داخل في العموم أن الإنسان يسلم إذا دخل ويسلم إذا خرج.
أما أن يكون نص خاص بهذا فلا أعلم في هذا نصا خاصا. لكن العموم كاف. إذا أراد الإنسان أن يقوم وقام فليسلم لأنه يغادر إلا إذا كان ذلك يستلزم التشويش على الذين يسبحون أو يقرءون فلا تفعل. نعم .
8 - هل ورد السلام قبل الخروج من المسجد بعد الصلاة فإننا نرى كثيراً من إخواننا -جزاهم الله خيراً- يسلمون فيقولون: السلام عليكم إذا قاموا من الصف ليخرجوا من المسجد، وذلك من حرصهم على الخير، فهل لهذا أصل.؟ وهل يدخل في الحديث العام الذي ورد عند القيام من المجلس.؟ أستمع حفظ
هل من إفشاء السلام؛ السلام والمصافحة بعد الانتهاء من الصلاة سواء كانت فريضة أو نافلة.؟
الشيخ : السلام بعد انتهاء الصلاة يكفي عنه سلام الصلاة ، لأن الإنسان إذا سلم على يمينه وعلى يساره فهو مسلم عليهم. يكفي. لكن جرت العادة والمروءة أن الإنسان إذا انتهى من الصلاة - النافلة خاصة - يسلم على من على يمينه أو يساره. ويرون هذا من كمال المروءة وكمال التودد والمحبة. وأنا لا أرى بذلك بأسا بشرط أن لا يعتقد الإنسان أن ذلك مشروع بعد الصلاة. وإنما يشعر بأنه يسلم لأنه تفرغ الآن من المصافحة والسؤال عن حاله. أما في الأول فإنه مشتغل بتحية المسجد أو بالسنة الراتبة. نعم .
9 - هل من إفشاء السلام؛ السلام والمصافحة بعد الانتهاء من الصلاة سواء كانت فريضة أو نافلة.؟ أستمع حفظ
كثر في المجالس التعرض للغير من غير الحاضرين، حتى لتكاد تجزم أنه لا يوجد رجل صالح بيننا سواء ممن عرفوا بالخير والعلم أو ممن عرفوا بالفسق، حتى كدت أكره المجالس والخلطة حتى ولو كانت في صلة الرحم، فبماذا تنصحني حفظك الله.؟
الشيخ : الذي فهمته من كلامه أنه يقول : كثر في المجالس القدح في الناس، وأن الناس ما فيهم خير. وأن الناس انصرفوا عن دين الله وما أشبه ذلك من الكلام.
وأقول : إن هذا دأب المتشائمين الذين لا يرجون لهذه الأمة صلاحا، وإنما منظارهم أسود والعياذ بالله. ولا شك أن الشعوب الإسلامية من أولها إلى آخرها فيها الرجل الصالح وغير الصالح. فيها من يحافظ على الصلاة ومن لا يحافظ. وفيها من يحافظ على العفة والمروءة ومن لا يحافظ. ولكن كوننا نتشاءم ونقول : فسد الناس، وضل الناس، وضاع الناس، ونجمل القول هذا خطأ. ولهذا قال بعض السلف : إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم لأن هذا الكلام لا ينبغي. بل يقابل بما يوجد والحمد لله في الساحة من صلاح كثير من الشباب وغير الشباب. نراهم والحمد لله الآن يعني بحسب ما يصل إلينا من استفتاءات أنهم يرجعون إلى الله عز وجل، ويستقيمون على دين الله. هذا إن كان السؤال كما فهمت.
أما إذا كان السؤال يسأل عن مجالس يكثر فيها الغيبة والسب والقدح في الناس. فنعم هذه مجالس سوء لا يجوز للإنسان أن يحضر إليها إلا من أراد أن ينكر ويؤثر. فهذا يجب عليه الحضور من أجل أن ينهى عن المنكر. أما إذا كان لا طاقة له بذلك، ولا يمكن أن يقبلوا كلامه، فإنه لا يحل له أن يجلس أولا، فإن جلس فعليه أن يقوم ويغادر، سواء كانوا من أقاربه أو من غير أقاربه ، لأن تقوى الله مقدمة على تقوى كل إنسان. نعم .
10 - كثر في المجالس التعرض للغير من غير الحاضرين، حتى لتكاد تجزم أنه لا يوجد رجل صالح بيننا سواء ممن عرفوا بالخير والعلم أو ممن عرفوا بالفسق، حتى كدت أكره المجالس والخلطة حتى ولو كانت في صلة الرحم، فبماذا تنصحني حفظك الله.؟ أستمع حفظ
ما حكم السلام على من لا تعلم هل هو مسلم أم كافر؛ حيث أني لو تركت السلام عليه قد يؤدي ذلك للبغضاء والبعد عن الإسلام.؟
الشيخ : هذا يرجع فيه إلى المجتمع. إذا كان المجتمع أكثره غير مسلمين فهنا لا يسلم بناء على إيش؟ على الأكثر ، لأن الأكثر يعطى حكم الكل إذا تعذر العلم. وأما إذا كان أكثر المجتمع مسلمين فليسلم. وإذا قدر أنه سلم على غير مسلم فلا حرج عليه ، لأنه لم يعلم. ثم ربما يكون سلامه على غير المسلم سببا لإيش؟ لإسلامه وإقباله على الإسلام. والحاصل أنه إذا كان أكثر المجتمع مسلمين فإيش؟ فليسلم، أكثره غير مسلمين.