نصائح قبل بداية العام الدراسي.
أما بعد : فإنه بمناسبة قرب افتتاح المدارس لهذا العام ، عام ثمانية عشر وأربعمائة وألف أُذكِّر في هذه الليلة الحادية والعشرين من شهر ربيع الثاني عام ثمانية عشر وأربعمائة وألف. أذكر بما ينبغي التذكير به في هذه المناسبة .
نصائح للآباء للاهتمام بالأبناء.
كذلك بالنسبة للنساء - ما في صوت يا - كذلك بالنسبة للنساء قد تختلف دروسهن اللاتي تحتاجها المرأة عما يحتاجه الرجل أو الذكر فيعطي كل إنسان ما يحتاجه.
ثانياً : على الآباء أن يحرصوا على مراعاة الأولاد ، لأن الأولاد في ابتداء الدراسة يرون الزمن بعيدا. فيهملون في أول السنة ويتكاسلون ويقول القائل منهم : إذا قرب الاختبار راجعت. وهذا لا شك تفكير خاطئ ، لأن الإنسان إذا أخر هضم الدروس إلى آخر الوقت فإنه لا يهضمها وتكون علوماً سطحية لا يستفيد منها. لكن إذا كرَّسَ الجهود من أول السنة صار يتلقى العلوم شيئاً فشيئاً وترسخ في ذهنه. وإذا جاء وقت الامتحان لم يتعب التعب الشديد. أكثر الناس بهذا يهملون أولادهم ولا يبالون بهم. ولا يقول : يا ولدي ماذا صنعت اليوم؟ ولا يا ابنتي ماذا صنعت اليوم؟ وهذا غلط، لأن الوالد صاحب البيت راع في بيته ومسئول عن رعيته.
ثالثاً : الأولاد سوف يختلطون بأولاد آخرين. والبنات كذلك تختلط ببنات أخريات. فيجب أن يلاحظ من الذين يصحبون ولده. أهم جلساء صالحون أم بالعكس؟ وذلك لأن الجليس يتأثر من جليسه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مثل الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يحذيك - بمعنى : يعطيك هدية - وإما أن يبيعك وإما أن تجد منه رائحة طيبة. ومثل الجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه رائحة كريهة ). فعلى الوالد أن يسأل : من أصحاب الولد؟ أهم من السفهاء أم من الراشدين؟ فإذا كانوا من السفهاء حجب ولده عنهم بكل ما يستطيع من ترغيب أو ترهيب. وإذا كانوا من الراشدين حثه على ملازمتهم وعلى التخلق بأخلاقهم ، لأن الجليس له أثر، أثر بالغ.
وكذلك -أيضاً- من الأمور المهمة أن يحرص الأب على متابعة الأولاد في عملهم الصالح : في الصلاة ، في الطهارة ، في البِرّ، في الصدق حتى يكونوا صالحين. وهم إذا صلحوا فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال فيما صح عنه : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ). فالولد الصالح ينفعك في الحياة وبعد الممات. وغير الصالح ليس كالصالح في المنفعة لا في الدنيا ولا في الآخرة.
كذلك -أيضاً-: أوصي إخواننا أن يحرصوا على إلحاق أولادهم بحلقات تحفيظ القرآن في المساجد ، لأن هذه الحلقات -ولله الحمد- يحصل فيها خير كثير : يحفظ الطالب من الصغر كلام الله عز وجل، ويتأدب بالآداب، ويستغل وقته الذي ليس وقتاً للدراسة النظامية بما ينفعه في الدين والدنيا. ولا تغتر بما يتوهمه بعض الناس من أن الطالب إذا التحق بهذه الحلقات فإنه تتسع عليه العلوم تكثر عليه العلوم ويُضيِّع بعضها بعضا. فإن هذا التوهم من إملاء الشيطان -أعاذنا الله وإياكم منه-. ولقد شهد الأساتذة الذين يدرسون في المدارس النظامية، شهدوا بأن الأولاد الذين يلتحقون بحلق القرآن في المساجد أحسن، أحسن أخلاقاً من الآخرين، وأكثر متابعة للدروس النظامية. ولهذا تجدهم في مقدمة الطلاب مما يدل على أن هذا الوهم وهم كاذب لا حقيقة له .
نصائح للمدرسين بتقوى الله في تعليمهم.
وكذلك عليه - أي : على الأستاذ - ألا يفرق بين الشريف والوضيع، والقريب والبعيد، والغني والفقير. يجب أن يكون الطلبة عنده سواء ، لأن المدرس كالحاكم، كالقاضي يجب أن يجعل الناس عنده سواء. لا يقول : هذا قريبي، أو هذا ابن صديقي، أو هذا ابن الأمير، أو هذا ابن الوزير أو هذا ابن الرئيس. يجب أن يكون الكل عنده سواء (( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا )). وإني أرشد الأساتذة إلى أمر هام جداً ألا وهو تكوين الشخصية أمام الطلبة بمعنى : أن يري الأستاذ الطلبة بأنه له السلطة عليهم حتى يهابوه ويحترموه. وليعلم أن الهيبة إنما تكون من أول وهلة بمعنى : أن الأستاذ إذا ضاعت هيبته في أول الأمر فلن يستطيع ردها في آخر الأمر. لكن إذا أرى الطلبة هيبة من أول أمره هابوه، وصار يتحكم فيهم من جهة حضور القلب في الدرس أو عدم حضوره. ولهذا يبلغنا عن أناس من الأساتذة تهاونوا في أول أمرهم مع الطلبة ثم عجزوا بعد ذلك عن إدراك ما يريدونه من الطلبة. تجد الطلبة يمتهنونهم غاية الامتهان لأنهم لم يروهم هيبةً في أول الأمر. ويقول العوام : " إن الرمح الأول - إيش؟ - على أول ركزة ". إذا كانت الهيبة في قلوب الطلاب من أول الأمر فحينئذٍ يملك الأستاذ الطلاب تماماً.
وإنني أوصي مدراء المدارس والمسئولين عنها من كتّاب أو غيرهم : أن يراقبوا ويتابعوا الدراسة والعمل بين الأساتذة وبين الطلاب ، بمعنى ألا يقولوا نحن نعتمد على الأساتذة فقط. فالأستاذ قد يقصر. تجد بعض الأساتذة ربما يتأخر عن حضور الدوام من أوله أو يتقدم في الخروج أو ما أشبه ذلك. المهم أنه على المدراء - مدراء المدارس والمعاهد والعمداء - أن يتابعوا من تحت أيديهم من أساتذة وطلاب وكتاب وغير ذلك، حتى يتعاونوا على البر والتقوى.
وأما الإهمال وكون المدير يبقى في إدارته، في مكان إدارته ولا يسأل ولا يبحث. فهذا فيه قصور. ينبغي للمدير أن يذهب هو بنفسه ويتفقد الفصول والطلاب والأساتذة ومعاملتهم مع طلابهم لا سيما إذا كان الأستاذ جديداً حتى يعرف القصور فيه ويحاول أن يتمم ذلك.
ثم إني أوصي الطلاب - أوصيهم ولا سيما من تقدموا في العلم - أوصيهم بحسن النية والقصد، بأن ينووا بطلبهم العلم إحياء الشريعة والدفاع عنها، وهداية الخلق ، وبيان الحق ، حتى يجعل الله في علمهم بركة. وأن يكونوا هم أول من يعمل بعلمهم حتى لا يكونوا من أول من تسعر بهم النار يوم القيامة - أعاذنا الله وإياكم منها -. على طلاب العلم أن يحرصوا على تنفيذ ما علموه حتى لا يضيع عليهم الوقت. وهم بذلك سيحصلون على العلم. فإن من تعلم فعمل ورَّثه الله علم ما لم يكن يعلمه. ولهذا قيل في الحكمة : " العلم يهتف بالعمل فإن أجاب وإلا ارتحل ".ويدل لهذا قول الله تبارك وتعالى : (( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ )). وقوله تعالى : (( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ )).
أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل عامنا هذا عام خير وبركة وعلم نافع وعمل صالح ، وأن يجعلنا من دعاة الحق وأنصاره إنه على كل شيء قدير. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
السائل : والآن مع أسئلة هذا اللقاء وهو الثامن والأربعون.
نحن مجموعة من الشباب على عتبة باب الجامعة، وقد سمعنا وقرأنا فتوى فضيلتكم: في أن طلب العلم الشرعي أفضل من طلب غيره من العلوم، وأن صاحب العلم الشرعي هو الذي يحصل له الأجر أكثر من غيره، وهذا يعني أنه سيستحسن كثير من أبناء المسلمين طلب العلم الشرعي وترك غيره من العلوم كدراسة علم الطبيعة، مما يقتضي امتلاك الكفار لزمام الحياة وتقدمهم على المسلمين في شتى المجالات، وهذا جعلنا في حيرة من أمرنا، فسؤالنا يا فضيلة الشيخ: هل إذا توجهنا لدراسة علم الطبيعة بنية خدمة الإسلام فهل نستحق الأجر في الآخرة ونفع العباد كصاحب العلم الشرعي.؟
الشيخ : إيش س؟
السائل : سيستحسن كثير من أبناء المسلمين طلب العلم الشرعي وترك غيره من العلوم كدراسة علم الطبيعة مما يقتضي امتلاك الكفار لزمام الحياة وتقدمهم على المسلمين في شتى المجالات. وهذا جعلنا في حيرة من أمرنا. فسؤالنا يا فضيلة الشيخ : هل إذا توجهنا لدراسة علم الطبيعة بنية خدمة الإسلام فهل نستحق الأجر في الآخرة ونفع العباد كصاحب العلم الشرعي؟ نرجوا توجيهنا في ذلك جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وفي علمكم .
الشيخ : نعم. بسم الله الرحمن الرحيم
نحن إذا. أقول : إذا قيل هذا أفضل من هذا فليس يعني أن المفضول يترك ويهدر. بل من الناس من يلائمه العلوم الشرعية. ومن الناس من يلائمه العلوم العربية. ومنهم من يلائمه علم الفيزياء. ومنهم من يلائمه علم الطبيعة. ومنهم من يلائمه علم الصناعة. والناس كأصابع اليد كل إصبع يعين الآخر. وبتعاون الأصابع تشتد القبضة على ما في قبضة الإنسان. فإذا قلنا : إن تعلم العلم الشرعي أفضل العلوم فلا يعني ذلك أن العلوم الأخرى ليس فيها فضل. بل فيها فضل. وقد يكون الإنسان بإرادته نفع الإسلام والمسلمين حائزاً على أجر كبير.
والتفضيل بين العلوم هو تفضيل لذات العلوم بعضها على بعض. أما ما يحتك بها من أمور أخرى فقد يعرض في المفضول ما يجعله أفضل من الفاضل. فمثلاً : علم الطب لا شك أنه علم فيه خير للأمة ، فيه إنقاذ لحياة البشر، فيه إعادة لصحة المريض وما أشبه ذلك. علم الصنائع أيضاً فيه خير كثير للأمة، يسد العالم حاجة أمته ويعينها على شؤون دنياها. فأيهما أفضل وأنفع؟ أحياناً نقول : هذا أنفع وأحياناً نقول هذا أنفع. حسب ما تقتضيه الحاجة الملحة. والأمة الإسلامية في أوج عزها كانت تملك زمام الأمر كله في العلوم الشرعية والعربية والصناعية والفلكية والطبية وغير ذلك. يعرف هذا من قرأ التاريخ وتأمل حياة الأمة الإسلامية في أوج عزها وكرامتها . نعم .
4 - نحن مجموعة من الشباب على عتبة باب الجامعة، وقد سمعنا وقرأنا فتوى فضيلتكم: في أن طلب العلم الشرعي أفضل من طلب غيره من العلوم، وأن صاحب العلم الشرعي هو الذي يحصل له الأجر أكثر من غيره، وهذا يعني أنه سيستحسن كثير من أبناء المسلمين طلب العلم الشرعي وترك غيره من العلوم كدراسة علم الطبيعة، مما يقتضي امتلاك الكفار لزمام الحياة وتقدمهم على المسلمين في شتى المجالات، وهذا جعلنا في حيرة من أمرنا، فسؤالنا يا فضيلة الشيخ: هل إذا توجهنا لدراسة علم الطبيعة بنية خدمة الإسلام فهل نستحق الأجر في الآخرة ونفع العباد كصاحب العلم الشرعي.؟ أستمع حفظ
أنا مدرس في مدرسة، وأحياناً يصحح المدرس ورقة طالب من الطلاب فيبقى عليه حتى ينجح -مثلاً- خمس درجات فنجد أن بعض الناس يقول: يجب على المدرس أن يزيده في الدرجات حتى ينجح، وبعضهم يقول: على المدرس ألا يعطي للطالب إلا حقه، فما رأي فضيلتكم حفظكم الله.؟
الشيخ : إيش يصادف؟
السائل : وأحياناً يصحح المدرس ورقة طالب من الطلاب، فيبقى عليه حتى ينجح -مثلاً- خمس درجات. فنجد أن بعض الناس يقول : على المدرس أن يزيده في الدرجات حتى ينجح. وبعضهم يقول : على المدرس ألا يعطي الطالب إلا حقه. فما رأي فضيلتكم حفظكم الله؟
الشيخ : رأيي أنه يرجع في ذلك إلى النظام. إذا كان يسمح للمصحح أن يزيد في الدرجات هذا العدد الكبير - خمسة - قد تكون خمسة من كم؟ ما ندري. خمسة من مائة، نصف العشر، خمسة من ثلاثين؟ كم نسبتها؟ السدس. فهذا يرجع فيه إلى النظام.
ثم يجب أن ننظر - أيضاً - هل سبب النقص هو أن الطالب فهم السؤال على غير المراد أو أن الطالب فهم السؤال لكن جوابه ناقص. أحياناً يفهم الطالب السؤال على غير المراد فيجيب إجابة تامة على حسب فهمه السؤال. ويكون هذا الطالب معلوماً بين الأساتذة بأنه حريص مجتهد محصل. فهذا قد يقال : إنه ينبغي أن يشكل له لجنة تنظر في موضوعه وإلا فالأصل اتباع النظام على كل حال . نعم .
5 - أنا مدرس في مدرسة، وأحياناً يصحح المدرس ورقة طالب من الطلاب فيبقى عليه حتى ينجح -مثلاً- خمس درجات فنجد أن بعض الناس يقول: يجب على المدرس أن يزيده في الدرجات حتى ينجح، وبعضهم يقول: على المدرس ألا يعطي للطالب إلا حقه، فما رأي فضيلتكم حفظكم الله.؟ أستمع حفظ
أنا أدرس مادة التاريخ، وأحياناً أتكلم عن بعض الشخصيات بالذم والسب، فهل هذا يعتبر من الغيبة.؟
الشيخ : ما زال العلماء رحمهم الله الذين يؤلفون في تراجم الرجال ، ما زالوا يذكرون الإنسان بما فيه من خير وشر. وما دام المقصود بيان حال هذا الشخص فإنه لا بأس به. لكن هنا مسألة مهمة وهي : ما حصل بين الصحابة رضي الله عنهم من القتال والمنازعة فإنه لا يجوز التحدث فيه ، لأن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإمساك عما جرى بين الصحابة كالذي حصل بين علي بن أبي طالب ومعاوية رضي الله عنهما فإنه لا يجوز أن يتعرض لذلك ، لأن الأمر كما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : " هي دماء طهر الله سيوفنا منها فيجب أن نطهر ألسنتنا منها ".
وإن كان الإنسان إذا قرأ التاريخ تبين له أن علي بن أبي طالب أقرب إلى الصواب من معاوية. لكن كل منهما مجتهد. والمجتهد قد يصيب وقد يخطئ. والمجتهد من هذه الأمة إذا بذل وسعه في الوصول إلى الحق ولكنه لم يصب الحق فإن له أجراً كاملاً كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر ) .
مثل هذه الأشياء الواقعة بين الصحابة لا ينبغي نشرها إطلاقاً بين الطلاب ، لأنها قد تجعل في قلب الإنسان حقداً على بعض الصحابة. وهذا أمره خطير جداً. فالصحابة نكن لهم كلهم، نكن لهم كلهم المحبة. ونرى أن بعضهم أفضل من بعض، وأن بعضهم أصوب من بعض. لكن كلهم من حيث المحبة كلهم محبوبون لدينا. لا نقدح في أحد منهم .نعم .
6 - أنا أدرس مادة التاريخ، وأحياناً أتكلم عن بعض الشخصيات بالذم والسب، فهل هذا يعتبر من الغيبة.؟ أستمع حفظ
إذا قصد مدرس المواد الشرعية طلب المعيشة والرزق، فهل يكون داخلاً في من أراد بعلمه الدنيا.؟
الشيخ : لا شك أن هذه النية نية قاصرة إذا كان دخل من أجل المال. ولكن خير من ذلك أن يدخل بنية طلب العلم والمال سيأتي ، لأن المال حاصل على كل حال. والثواب ينقص إذا أراد الإنسان بعمله الدنيا. ولهذا نقول في الجواب عما يورده بعض الإخوة من الإشكال. يقول : كل هؤلاء الذين يدرسون في المدارس النظامية كلهم نيتهم باطلة وليس لهم أجر. - أعوذ بالله! -. هذا خطأ، خطأ عظيم ، لأن هؤلاء الدارسين في المدارس النظامية يريدون أن يتوصلوا إلى شهادة تؤهلهم إلى توجيه الأمة ، تؤهلهم أن يتبوؤوا مقعداً يدرسون فيه، أو مقعداً قيادياً يوجهون فيه من إدارة أو غيرها. وهذه نية صحيحة يثاب عليها العبد.
ولذلك أقول : ينبغي للذين يدرسون هؤلاء أن يوجهوهم إلى هذه النية أنهم يريدون بطلب العلم الوصول إلى مراتب لا تحصل لهم إلا إذا حصلوا على الشهادة. وهم يريدون من هذه المراتب أن يتوصلوا إلى نفع الناس بالتدريس والتوجيه والإدارة وغير ذلك. وهذه نية لا شك أنها نية سليمة، وليس من نواها مريداً للدنيا إنما أراد المصلحة العامة . نعم .
7 - إذا قصد مدرس المواد الشرعية طلب المعيشة والرزق، فهل يكون داخلاً في من أراد بعلمه الدنيا.؟ أستمع حفظ
ما حكم طلب العلم علماً أن والدي رفض ذهابي للمعاهد بسبب حاجته لي، وأخي مدرس في المنطقة التي فيها والدي.؟
الشيخ : أرى أن الوالد أخطأ في منع ولده من دخول المعاهد ، لأننا في عصر لا ينتفع به الإنسان ولا ينفع غيره إلا إذا نال الشهادة. فمشورتي لهذا الرجل : أن يدع أولاده يدرسون في ما يناسب حالهم من معاهد أو مدارس أو غير ذلك مما عِلْمُه علم نافع. وإذا كان محتاجاً إلى خدمة فبإمكانه إن كان الله قد أغناه أن يستجلب خادماً يكون عنده يقضي حاجته. أما أن يحرم ولده العلم من أجل أنه محتاج إليه فهذا فيه شيء من الضرر على الابن . نعم .
8 - ما حكم طلب العلم علماً أن والدي رفض ذهابي للمعاهد بسبب حاجته لي، وأخي مدرس في المنطقة التي فيها والدي.؟ أستمع حفظ
هل يجب على مدرس القرآن للطلاب الصغار أن يلزمهم بالطهارة قبل مس المصحف في حصة القرآن الكريم إذا كان ذلك قد يؤدي إلى ضياع جزء من وقت الحصة.؟
الشيخ : الصحيح أن الصغار يتساهل فيهم بالنسبة لمسّ المصحف.
أولاً : لأنهم غير مكلفين. وثانياً : أن بعضهم قد لا يعرف يتوضأ كالذين في الابتدائي. وثالثا ً: أنه ربما تضيع الحصة كما قال السائل. فليحثهم على الوضوء ويقول : لا تأتوا إلا متوضئين. ولكن يسترخي معهم بعض الشيء. وإذا علم أن الطالب استأذن ليتوضأ وأن الطالب بريء ونزيه لا يريد أن يتحيل على الخروج من الفصل فليأذن له . نعم .
9 - هل يجب على مدرس القرآن للطلاب الصغار أن يلزمهم بالطهارة قبل مس المصحف في حصة القرآن الكريم إذا كان ذلك قد يؤدي إلى ضياع جزء من وقت الحصة.؟ أستمع حفظ
فضيلة الشيخ: ذكرت وفقك الله هيبة المربي، ولكن بعض المدرسين يفهم أن الهيبة في الشدة والضرب وغيره، فيهابه الطلاب لكن مع الكراهة له فلا يأخذون عنه علماً بسبب كرههم له، فما رأي فضيلتكم وما توجيهكم.؟
الشيخ : إيش؟
السائل : هيبة المربي. ولكن بعض المدرسين يفهم أن الهيبة بالشدة والضرب وغيره، فيهابه الطلاب لكن مع الكراهة له فلا يأخذون عنه علماً بسبب كرههم له. فما رأي فضيلتكم وما توجيهكم؟
الشيخ : نعم. أنا قلت : إنه ينبغي للإنسان أن يتخذ لنفسه شخصيةً مهيبة، لا أن يكون شديداً، لأن الذي يريد أن يكون مهيباً بالشدة.