تتمة أنا شاب لا يساويني أبي بإخواني وجعلني منبوذاً من بينهم دون سبب يذكر، فما نصيحتك لي يا فضيلة الشيخ مع العلم أني أدعو له في كل يوم.؟
الشيخ : أما نصيحتي لك فالصبر، اصبر فإن العاقبة للمتقين، عليك بالصبر والتحمل، لكن لا مانع من أن توعز إلى أحد من أصحاب أبيك الذين تثق بهم أن ينصح أباك، أو أن تأتي إليه بشريط تسمعه، أو برسائل صغيرة تسمعه أنه يجب عليه أن يعدل بين أولاده، ولقد أهدى بشير بن سعد الأنصاري إلى ابنه النعمان بن بشير، أهدى إليه هدية، ( فجاء إلى أم النعمان بن بشير وأخبرها، فقالت له : أشهد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره، قال : هل لك بنون ؟ قال : نعم. قال : أعطيتهم مثل ما أعطيت النعمان ؟ قال : لا. قال: أشهد على هذا غيري، فإني لا أشهد على جور ) فتبرأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : ( إني لا أشهد على جور ) فدل ذلك على أن عدم العدل بين الأولاد من الجور، حتى كان السلف رحمهم الله يعدلون بين أولادهم في القبل، يعني : إذا قبل واحداً قبل الثاني، وإذا ضحك في وجه واحد ضحك في وجه الثاني، والله تبارك وتعالى يحب المقسطين أي العادلين، وقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين، وهم الذين يعدلون في أهليهم وما ولوا )، وبهذه المناسبة أنبه على مسألتين مهمتين : المسألة الأولى : أن الإنسان يكون عنده أولاد كبار وصغار، الكبار يحتاجون إلى سيارة للدراسة أو للعمل أو ما أشبه ذلك لأنهم ما يستطيعون ثمنها، فيشتري لهم سيارة ولا يعطي الآخرين الصغار، وهذا لا يجوز، لأن هذا جور، فإذا قال الأب : ابني الكبير يحتاج إلى سيارة ولا يقدر على ثمنها، نقول : الحمد لله، اشتر السيارة باسمك أنت وقيدها باسمك، وأعطها إياه على سبيل العارية، نحن لا نقول : لا تساعده، ساعده، لكن السيارة باسمك وأعطها إياه على سبيل إيش ؟ العارية، تقضي حاجته ولا تجور على إخوانه، وكثير من الناس لا يفقه هذا الشيء كثير من الناس لا يفقه هذا الشيء وتجده يشتري السيارة لهذا الكبير ولا يعطي الصغار، المسألة الثانية : بعض الأولاد كبار يحتاجون إلى تزويج فيزوجهم، والآخرون صغار لا يحتاجون إلى التزويج، فهل يجب عليه أن يعطي الصغار مثل ما أعطى هؤلاء لمهر النكاح ؟ لا. ما يجب، بل ولا يجوز، لأن الصغار لا يحتاجون إلى المهر، يعني : إلى الصداق، لكن هل يجب عليه أن يوصي لهم ويقول : إذا مت فأعطوا ابني الفلاني والفلاني والفلاني مثلما أعطيت الابن الذي تزوج ؟ أقول : هل يجب أن يوصي بذلك أو لا ؟ لا يجوز، لا يجب ولا يجوز يا سعيد، لا يجوز أن يوصي لهم، ليش ما يجوز ؟ لأن التزويج مثل النفقة، كل يعطى ما يحتاج، هؤلاء صغار مات وهم صغار لم يبلغوا أن يتزوجوا فلا يجوز أن يوصي لهم، لا يجب ولا يجوز، أرأيت الآن إنسان عنده بنت وعنده ابن، البنت تحتاج إلى حلي : تحتاج إلى خروص في الأذن، وإلى خواتم في اليد، وإلى قلادة في العنق، وإلى ذهب فوق الرأس، والابن يحتاج إلى غترة وطاقية، كم قيمة الغترة والطاقية ؟ كم ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا مائة وخمسون كثيره يا شيخ الطاقية بخمسة ريالات والغتره بعشرين ريال والجميع خمسة وعشرون، وتلك بكم اشترى لها الذهب ؟ يمكن بخمسة آلاف أو ستة آلاف، هذا ليس بجور لأنه اشترى للبنت ما تحتاج واشترى للولد ما يحتاج، والنفقة ليست بالقدر بالكمية ولكن بالحاجة، طيب إنسان منهم مرض وأنفق على علاجه نفقات كثيرة، هل يعطي الآخرين الأصحاء مثلها ؟ لا، لأن هذه حاجة، إنسان طالب علم يحتاج إلى كتب يعني قصدي إنسان من الأولاد طالب علم يحتاج إلى كتب والآخرون لا يحتاجون إلى الكتب، اشترى لهذا كتباً يحتاجها هل يلزم أن يعطي الآخرين ؟ لا، إذاً العدل: أن يعطي كل إنسان ما يحتاج نعم .
1 - تتمة أنا شاب لا يساويني أبي بإخواني وجعلني منبوذاً من بينهم دون سبب يذكر، فما نصيحتك لي يا فضيلة الشيخ مع العلم أني أدعو له في كل يوم.؟ أستمع حفظ
امرأة لديها طفلة، وهذه الطفلة تبلغ من العمر شهرين وضعتها في ظل الجدار وذهبت تؤدي عملها في المنزل، فانشغلت عنها، فلما رجعت وجدت الشمس قد أتت عليها وذهب عنها الظل، ثم بعد ذلك مرضت هذه الطفلة، وذُهِب بها إلى المستشفى، ثم بعد أسابيع توفيت هذه الطفلة، هل يلحق هذه المرأة كفارة أو شيء.؟ وهل تعتبر متسببةً في وفاة طفلتها.؟
الشيخ : نعم. أولاً يجب أن نعلم أنه لا بد أن نتيقن أنها ماتت بسبب أمها، وهذا لا يمكن أن نعلمه، لأنها قد تمرض بدون أن الشمس وصلت إليها، وحينئذٍ لا يلزم الأم شيء، ونظير ذلك أن بعض الناس أو بعض النساء تُنوم بنتها أو طفلها إلى جنبها فإذا أصبحت وجدته ميتاً، فتقول : أخشى أنني انقلبت عليه وأنا نائمة ولا دريت فهل يلزمها ذلك يعني هل يلزمها شيء على هذا ؟ لا، لأنها قد تكون ماتت بدون سبب، فلا يلزمها شيء، إذاً هذه الطفلة التي وضعتها تحت الجدار، ثم جاءتها الشمس هل هي تتيقن أنها ماتت بسبب الشمس ؟ إن قدر أنها تيقنت ذلك فننظر : هل هي ذهبت عن البنت والشمس قريبة منها أو لا ؟ إن كانت الشمس بعيدة ولا كان يخطر ببالها أن تأتي الشمس إليها حتى تهلكها، فليس عليها شيء، وإن كانت قريبة فقد تسببت لوفاتها فعليها أن تكفر كفارة قتل النفس الخطأ، وعلى عاقلتها دية لمن يرث هذه الطفلة، لكن الدية الغالب أن الناس يتسامحون فيها ويبقى الكفارة، الكفارة لا بد أن نتيقن أن الطفلة ماتت بسبب وصول الشمس إليها وإلا فلا شيء عليها نعم .
2 - امرأة لديها طفلة، وهذه الطفلة تبلغ من العمر شهرين وضعتها في ظل الجدار وذهبت تؤدي عملها في المنزل، فانشغلت عنها، فلما رجعت وجدت الشمس قد أتت عليها وذهب عنها الظل، ثم بعد ذلك مرضت هذه الطفلة، وذُهِب بها إلى المستشفى، ثم بعد أسابيع توفيت هذه الطفلة، هل يلحق هذه المرأة كفارة أو شيء.؟ وهل تعتبر متسببةً في وفاة طفلتها.؟ أستمع حفظ
أنا شاب لا أتجاوز الخامسة عشرة من عمري، وأنا إن شاء الله من الشباب الملتزم، ولكن في بيتنا خادمة وهي وسيمة، فهل يصح أن أراها علماً أني لا أستطيع إخراجها لأن أمي مريضة وتريدها أيضاً، ولكن يا فضيلة الشيخ تعرض لي هذه الفتاة حتى في المنام فما نصيحتك لي وفقك الله.؟
الشيخ : الحمد لله
السائل : فضيلة الشيخ : أنا شاب لا أتجاوز الخامسة عشرة من عمري، وأنا إن شاء الله من الشباب الملتزم، ولكن في بيتنا خادمة وهي وسيمة، فهل يصح أن أراها علماً بأني لا أستطيع إخراجها لأن أمي مريضة وتريدها أيضاً، ولكن يا فضيلة الشيخ تعرض لي هذه الفتاة حتى في المنام
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله
السائل : فما نصيحتك لي وفقك الله ؟
الشيخ : نعم. أقول : أحبه الله الذي أحبنا فيه، وأخبركم - أيها الإخوة - أن المحبة في الله من أوثق عرى الإيمان
أما بالنسبة لالتزامه فأسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياه على الحق
وأما بالنسبة للخادم فأرى أن يفر منها فراره من الأسد، وألا يكلمها وألا ينظر إليها، وأن يسعى في ترحيلها وجلب خادم لا يكون بها فتنة، وإلا فمن المعلوم أن الخادمة هذه إذا كانت وسيمة وهو شاب فإما أن يدعوها هو أو تدعوه هي، الشيطان لا بد أن يلقي بينهما الوساوس حتى يحصل الشر، فلهذا أقول : لو أنه هو يخدم أمه كما تخدمها هذه الخادمة ولا تبقى هذه الخادمة في البيت، لكان هذا أحسن له، فأرى أن يبادر بإعطاء هذه الخادمة حقها وترحيلها إلى أهلها، وأن يأتي بخادم لا يفتتن بها ولا تفتتن به، وإلا فالأمر خطير إن لم يصبها قريباً أصابها على المدى البعيد، إلا أن يشاء الله عز وجل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )
ومن ثم أقول أيها الإخوة : إن خطر الخادمات خطر عظيم، كنت بالأول أتساهل في مسألة المحرم أن تأتي الخادمة بلا محرم بمعنى : أنه إذا جاء بها ثم رجع فلا بأس، لكن بعد أن سمعت ما أكره، رأيت أنه لا بد أن تأتي الخادم بمحرم ويكون ملازماً لها إلى أن ترجع، سمعنا أشياء عجيبة لا أحب أن أذكرها لأنها تحزن كل مسلم من هذه الخدم، فالواجب أن نتقي الله في أنفسنا وفي مجتمعنا، وقد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ( ما ظهر الزنا في قوم إلا ظهرت فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ) أعاذنا الله وإياكم من ذلك نعم .
3 - أنا شاب لا أتجاوز الخامسة عشرة من عمري، وأنا إن شاء الله من الشباب الملتزم، ولكن في بيتنا خادمة وهي وسيمة، فهل يصح أن أراها علماً أني لا أستطيع إخراجها لأن أمي مريضة وتريدها أيضاً، ولكن يا فضيلة الشيخ تعرض لي هذه الفتاة حتى في المنام فما نصيحتك لي وفقك الله.؟ أستمع حفظ
رجل مقعد يشق عليه الوضوء، وهو رجل تستعمل له الحفائظ، فهل يتيمم.؟
الشيخ : نعم. أقول : إذا كان هذا الرجل يشق عليه تكرار الوضوء فهنا طريقة : إذا أمكن أن يجمع بين الظهر والعصر جمع تأخير، وبين المغرب والعشاء جمع تقديم فيتوضأ في وقت العصر لأي الصلوات ؟ لأي الصلوات ؟ الظهر والعصر، ويكفيه ذلك للمغرب والعشاء، يقدم العشاء من حين يدخل وقت المغرب، يكفيه وضوءه واحداً لأربع صلوات، لأن المريض يجوز له الجمع، بالنسبة للفجر يكون وضوءه واحداً، فإذا لم يتمكن وشق عليه ذلك فله أن يتيمم، لأن الله سبحانه وتعالى جعل هذا الدين والحمد لله، يسراً، قال الله تبارك وتعالى : (( وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ )) أو : هنا بمعنى الواو (( وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ وجَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ )) فنقول : تيمم وفضل الله واسع، ودين الله يسر نعم .
نحن الأطباء نعاني من شيئين آمل منكم الإجابة: أولاً: يطلب منا في بعض الأحيان أن نقنع ولي أمر المريض المتوفى دماغياً بالتبرع بأعضائه، فهل ذلك جائز.؟ وهل التبرع بالأعضاء جائز.؟ ثانياً: يطلب منا كذلك عمل بعض العمليات التجميلية كتعديل الأنف، شفط الدهون، تصغير أو تكبير الثديين ... إلخ، فما حكم هذه العمليات.؟ وما الضابط وفقك الله وجزاك خيراً ونفع بك.؟
ثانياً : يطلب منا كذلك عمل بعض العمليات التجميلية كتعديل الأنف، شفط الدهون، تصغير أو تكبير الثديين إلى آخره فما حكم هذه العمليات ؟ وما الضابط وفقك الله وجزاك خيراً ونفع بك ؟
الشيخ : آمين أما الأول وهو التبرع بأعضاء الميت فهذا حرام ولا يجوز، لأن الله سبحانه وتعالى جعل جسم الإنسان أمانة عنده، أمانة عند الإنسان، فقال عز وجل : (( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ )) ولا فرق في التبرع بالأعضاء بين الحياة والموت، بمعنى : أن الحي لا يجوز أن يتبرع بشيء من أعضائه، وأن الميت لا يجوز أن يتبرع بشيء من أعضائه، وأولياؤه ليس لهم الحق بالتبرع بشيء من أعضائه بعد وفاته، لأن الأولياء يرثون إيش ؟ المال، ولا ألاعضاء ؟ المال أما أعضاء الميت فهي محترمة، حتى لو سمح الورثة أن تقطع أعضاء الميت للتبرع بها فإنه لا يجوز، بل قال الفقهاء رحمهم الله في كتبهم قالوا في كتاب الجنائز : " لا يجوز أن يؤخذ شيء من أعضائه ولو أوصى به "، حتى لو أوصى المريض بأن يؤخذ شيء من أعضائه فإنه لا يجوز تنفيذه، لأن جسم الإنسان أمانة، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( كسر عظم الميت ككسره حياً ) فكما أنه لا يجوز أن تكسر عظم الحي فلا يجوز أن تكسر عظم الميت، وما أكثر الفساد الذي حصل، من أجل التبرع بالأعضاء، سمعنا في بلاد أنهم يأتون إلى الصبيان في الأسواق يخطفونهم ويذبحونهم، ويبادرون بأخذ الأكباد وأخذ الكلى، يبيعونها، سباع، فلذلك نرى أن هذا حرام، لا يجوز ولو أوصى به الميت، وإذا لم يوص به فهو أشد، حتى الحي لا يجوز أن يتبرع، لو أن ابنك أو أباك أو أخاك أو أختك احتاجت إلى كلية فلا يجوز أن تتبرع بكليتك له، حرام عليك
أولاً : لأنها قد تزرع الكلية التي أخذت من موضعها إلى موضع آخر قد تنجح وقد لا تنجح، حتى وإن غلب على الظن النجاح فهو جائز ألا تنجح، وأنت الآن ارتكبت مفسدة وهي إيش ؟ إخراج هذه الكلية من مقرها الذي أقرها الله فيه إلى موضع قد ينجح وقد لا ينجح، وإذا غلب النجاح فالمفسدة محققة
ثانياً : أعندك علم بأن الكلية الباقية ستستمر سليمة إلى أن تموت ؟ أجيبوا يا جماعة ؟ لا، ربما تمرض الكلية الباقية، فإذا مرضت ما في شيء يعوض، تكون أنت سبباً لقتل نفسك، وعلى هذا فلا يجوز التبرع بالكلى مطلقاً، ولا بالكبد مطلقاً، ولا بأي عضو مطلقاً، لا في الحياة ولا بعد الممات
طيب فإذا قال قائل : الدم ؟ قلنا : الدم لا بأس بالتبرع به عند الحاجة، بشرط ألا يحصل على المتبرع ضرر، والفرق بين الدم والعضو أن الدم يأتي خلَفه، والعضو لا يأتي خلَفه، الدم بمجرد ما ينتهي أخذ الدم منه يعطى غذاءً ويرجع الدم بإذن الله عز وجل، لكن العضو إذا فقد لا يرجع
أما موضع التجميل الذي ذكر، فالتجميل نوعان : النوع الأول : إزالة عيب، والنوع الثاني : زيادة تحسين.، - انتبه لها يا أخي -، النوع الأول : إزالة عيب. والثاني : إيش ؟ زيادة تحسين
أما الأول فجائز إزالة العيب، يعنى لو كان الإنسان أنفه مائل، لو كان الإنسان أنفه مائل، يجوز أن يسوى عملية لتعديله، لأن هذا إيش ؟ لا ما هو تحسين هذا إزالة عيب، الأنف ليس طبيعياً بل هو مائل فيريد أن يعدله، كذلك رجل أحول، الحول عيب ولا غير عيب ؟ عيب الحول نعم، عيب لا شك، لو أراد الإنسان أن يسوى عملية لتعديل العيب يجوز أو لا يجوز ؟ يجوز، ما في مانع، هذا إزالة عيب، طيب، لو قطع أنف الإنسان بحادث هل يجوز أن يركب أنفاً بدله ؟ نعم يجوز، لأن هذا إزالة عيب، وقد وقعت هذه الحادثة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، ( قطع أنف أحد الصحابة في حرب من الحروب، فقال النبى عليه الصلاة والسلام اجعل عليه أو الرجل جعل عليه أنفاً من فضة، ركب على الأنف، فأنتنت الفضة، الفضة تنتن، صار لها رائحة كريهة، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفاً من ذهب فاتخذ أنفاً من ذهب )، إذاً هذا نقول : تجميل ولا إزالة عيب ؟ إزالة عيب، هذا جائز، كذلك لو أن الشفة انشرمت، فيجوز أن نصل بعضها بعض لأن هذا إيش ؟ إزالة عيب.
أما النوع الثاني : فهو زيادة تحسين، هذا هو الذي لا يجوز، ولهذا ( لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتفلجات للحسن )، المتفلجات للحسن بمعنى : أن تبرد أسنانها حتى تتفلج وتتوسع للحسن، لعن الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، ولعن الواصلة التي تصل شعرها القصير بشعر، وما أشبه ذلك، بقي أن ننظر العملية لتكبير الثدي أو لتصغيره يجوز أو لا يجوز ؟ تحسين هذا، هذا تحسين، إلا إذا كانت المرأة الصغيرة لثدي تريد أن يكبر لأجل أن يتسع للبن، يعني : بحيث يكون ثديها صغيراً لا يروي ولدها، فهذا ربما نقول : أنه لا بأس به، أما للتجميل فإنه لا يجوز، فهذا هو الضابط أخي الطبيب الضابط لمسألة التحسين، التحسين إذاً كم ؟ نوعان : الأول : لإزالة عيب وهذا لا بأس به، والثاني : لزيادة تجميل فهذا لا يجوز نعم .
5 - نحن الأطباء نعاني من شيئين آمل منكم الإجابة: أولاً: يطلب منا في بعض الأحيان أن نقنع ولي أمر المريض المتوفى دماغياً بالتبرع بأعضائه، فهل ذلك جائز.؟ وهل التبرع بالأعضاء جائز.؟ ثانياً: يطلب منا كذلك عمل بعض العمليات التجميلية كتعديل الأنف، شفط الدهون، تصغير أو تكبير الثديين ... إلخ، فما حكم هذه العمليات.؟ وما الضابط وفقك الله وجزاك خيراً ونفع بك.؟ أستمع حفظ
لنا أرض تركة تم تجزئتها وبيعها، وسيتم تقسيم ثمنها علينا، إلا أنه انتشر بين الناس أن في بيع القطع نجش من أحد الورثة، ولا نعلم صحة هذا الخبر، علماً أن الذي تدور حوله الشكوك قام بشراء مجموعة من القطع بالمزاد العلني أثناء البيع، فسؤالي يا فضيلة الشيخ: هل يحل لنا أخذ نصيبنا من التركة، أم ماذا نفعل جزاك الله خيراً.؟
الشيخ : نعم، أقول أولاً : لا بد من أن نثبت أن هذا الشريك مناجش، لأنه قد يرى أن القطعة قيمتها قليلة فيشتريها، ثانياً : إذا ثبت أنه مناجش وصار الدور عليه بمعنى : أنه هو الذي اشتراه، فإن كان هناك زيادة فهي عليه ولا شيء عليكم أنتم، فصار المسألة لا بد من أمرين : أن نعلم أنه مناجش، والثاني : إذا علمنا أنه مناجش ووقف الدور عليه واشتراها فإن ذلك لا حرج عليكم فيه نعم .
6 - لنا أرض تركة تم تجزئتها وبيعها، وسيتم تقسيم ثمنها علينا، إلا أنه انتشر بين الناس أن في بيع القطع نجش من أحد الورثة، ولا نعلم صحة هذا الخبر، علماً أن الذي تدور حوله الشكوك قام بشراء مجموعة من القطع بالمزاد العلني أثناء البيع، فسؤالي يا فضيلة الشيخ: هل يحل لنا أخذ نصيبنا من التركة، أم ماذا نفعل جزاك الله خيراً.؟ أستمع حفظ
ما هي شروط الرد على الإمام إذا أخطأ في قراءته في الصلاة، علماً أن هناك من الأئمة من لا ينتظر ويعيد القراءة.؟
الشيخ : ويش معنى لا ينتظر ؟
السائل : يعيد القراءة من الأول .
الشيخ : الرد على الإمام في الصلاة لا بد منه، سواء في الفاتحة أو غير الفاتحة، والإمام إذا سمع الرد يجب عليه أن يرجع للصواب، بعض الأئمة يقول : إنني إذا رد عليَّ الناس تلخبطت، وعجزت أن أقرأ نقول : الحمد الله، دواء هذا سهل، ما هو الدواء ؟ أن يركع، وإذا ركع فلا بأس، هاهو النبي عليه الصلاة والسلام قرأ مرةً في صلاة الفجر سورة المؤمنون (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ )) لما وصل قصة موسى وهارون أصابته سعلة - يعني : كحة - فوقف وركع، هذا أيضا الإمام إذا تلخبط فليركع، ولكل داء دواء والحمد لله، لكن أما أن يقول للناس : لا تردوا علي، فهذا غلط، وإذا رد عليه يجب أن يعدل، القرآن كلام الله عزَ وجل لا بد أن يكون كما أنزل نعم .
7 - ما هي شروط الرد على الإمام إذا أخطأ في قراءته في الصلاة، علماً أن هناك من الأئمة من لا ينتظر ويعيد القراءة.؟ أستمع حفظ
توفي والدي وقد قتل نفساً بغير عمد في حادث مروري، وقد أدى ما عليه من الدية وصام شهراً ونصف شهر لكنه لم يستطع أن يصوم باقي الشهر الثاني فأوصاني أن أصوم عنه البقية وذلك قبل أن يتوفى بسنين، وقد تصدق هو وتصدقنا عنه بعد وفاته، مع العلم أنه خلال هذه السنين لم نستطع أن نصوم الباقي، هل يجب علي أن أصوم عنه.؟
الشيخ : نعم، لا يجوز أن يصوم عنه، ما هو يجب، لا يجوز أن نصوم عنه، لأن الذي فهمنا من السؤال : أن أباه قد عوفي وتمكن من الصيام، ولكنه لم يفعل، وبناءً على ذلك فإنه لا يصح أن يصوم عنه، أرأيت لو قلت لواحد من الناس : يا فلان أنا اليوم تعبان، توضأ عني وأنا أصلي، يجوز ولا ما يجوز ؟ ما يجوز، أو قال : والله أنا اليوم تعبان وعليَّ قضاء من رمضان صم عني، ما يجوز، فالذى فهمت من السؤال .
السائل : يقول : صام شهر ونصف
الشيخ : إيه
السائل : وعجز عن النصف الباقي ماستطاع صيامه .
الشيخ : لكن اقرأ الباقي من السؤال .
السائل : يقول : لم يستطع أن يصوم باقي الشهر .
الشيخ : كمل السؤال .
السائل : لم يستطع أن يصوم الباقي هل يجب علي أن أصوم ؟
الشيخ : لا هو يقول : باقي سنوات .
السائل : لا .
الشيخ : يعاد السؤال، يعاد السؤال .
السائل : يقول: فضيلة الشيخ توفي والدي وقد قتل نفساً بغير عمد في حادث مروري، وقد أدى ما عليه من الدية، وصام شهراً ونصف لكنه لم يستطع أن يصوم باقي الشهر الثاني فأوصاني أن أصوم عنه البقية وذلك قبل أن يتوفى بسنين.
الشيخ : قبل أن يتوفى بسنين معناه !
السائل : في آخر السؤال يقول : أنه لا يستطع أن يصوم الباقي السائل موجود الآن يعلمنا بالقضية ؟
الشيخ : على كل حال نحن نجيب إن شاء الله بإذن الله، إذا كان هذا الرجل قد تمكن من بقية الصوم ولم يفعل فإنه لا يصام عنه ولا يصح أن يصام عنه
أما إذا امتد به المرض حتى مات، فهذا لا بأس أن يصوم عنه، ولكن تكون الأيام متتابعة، يعني : لا يفطر بينها إلا لعذر شرعي.
نعم .
8 - توفي والدي وقد قتل نفساً بغير عمد في حادث مروري، وقد أدى ما عليه من الدية وصام شهراً ونصف شهر لكنه لم يستطع أن يصوم باقي الشهر الثاني فأوصاني أن أصوم عنه البقية وذلك قبل أن يتوفى بسنين، وقد تصدق هو وتصدقنا عنه بعد وفاته، مع العلم أنه خلال هذه السنين لم نستطع أن نصوم الباقي، هل يجب علي أن أصوم عنه.؟ أستمع حفظ
أنا امرأة كبيرة كان عدد أيام الحيض في بداية الدورة سبعة أيام، ثم أصبت بمرض قبل مدة عشر سنوات فأصبح دم الحيض يستمر نزوله مدة ما يقارب الخمسة والعشرين يوماً أو العشرين أو الخمسة عشر يوماً، فكم يوماً أجلس بدون صلاة.؟ وأحياناً قبل نزول الدم أرى خيوطاً حمراء بغزارة، فهل أصلي عند رؤية هذه الخيوط أما لا.؟
الشيخ : ما دام الدم يستمر معها إلى خمسة وعشرين يوماً أو عشرين يوماً فهذا استحاضة، ترجع إلى عادتها الأولى قبل أن تصاب بهذا المرض، ثم تجلس العادة وتغتسل وتصلي، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم المستحاضة التي لها عادة سابقة أن ترجع إلى عادتها ثم تغتسل وتصلي ولو كان الدم يجري، ولا يضرها هذا الدم، وكذلك ما تراه المرأة من صفرة أو كدرة قبل ابتداء الحيض فلا عبرة به، قالت أم عطية رضي الله عنها : ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً ) وفي لفظ البخاري : ( كنا لا نعدها شيئاً ) بدون تقييد بعد الطهر نعم .
9 - أنا امرأة كبيرة كان عدد أيام الحيض في بداية الدورة سبعة أيام، ثم أصبت بمرض قبل مدة عشر سنوات فأصبح دم الحيض يستمر نزوله مدة ما يقارب الخمسة والعشرين يوماً أو العشرين أو الخمسة عشر يوماً، فكم يوماً أجلس بدون صلاة.؟ وأحياناً قبل نزول الدم أرى خيوطاً حمراء بغزارة، فهل أصلي عند رؤية هذه الخيوط أما لا.؟ أستمع حفظ
أنا أدرس مادة القرآن في إحدى المدارس، ما حكم الكتابة بالطباشير وأنا غير متوضئ للقرآن.؟ وما حكم غبار تلك الطباشير الممسوح من تلك الآيات المكتوبة الذي يسقط على الأرض بعد مسحه.؟
الشيخ : نعم ، هذا كله لا شيء فيه، أما إمساك الإنسان الطباشير أو الكتابة عليها فإنه لم يمس القرآن، كما لو أن الإنسان أخذ قلماً عادياً وكتب في ورقة سورة الفاتحة مثلاً، لكنه لم يمس الورقة فلا شيء في ذلك، وكذلك ما يتناثر من الطباشير التي كتب بها القرآن لا يضر ولا يؤثر، لأن الممنوع هو أن يمس الإنسان المكتوب فيه لا الدواة ولا القلم نعم .
10 - أنا أدرس مادة القرآن في إحدى المدارس، ما حكم الكتابة بالطباشير وأنا غير متوضئ للقرآن.؟ وما حكم غبار تلك الطباشير الممسوح من تلك الآيات المكتوبة الذي يسقط على الأرض بعد مسحه.؟ أستمع حفظ
آمل توجيهكم لي ودلالتي على الطريقة التي تخلصني من هذه المشكلة: فأنا أثناء الاغتسال من الجنابة أجلس تحت الدش فترةً طويلة قد تصل إلى الساعة أو الساعتين، وهذا أدخل عليَّ الحرج، وهذا بسبب كثرة الدلك، سؤالي يا فضيلة الشيخ: ما هي الأماكن التي يركز عليها في الدلك والتي لا يصل إليها الماء.؟
الشيخ : أعوذ بالله
السائل : وهذا أدخل عليَّ الحرج، وهذا بسبب كثرة الدلك، سؤالي يا فضيلة الشيخ : ما هي الأماكن التي يركز عليها في الدلك والتي لا يصل إليها الماء ؟
الشيخ : أولا ً: لاشك أن الرجل الذي سأل هذا السؤال مصاب بالوسواس، نسأل الله أن يرفعه عنه، لأن الاغتسال سهل : أمر يدك على جسمك بدون دلك يكفي، بل لو إن الإنسان لو انغمس في بركة بنية رفع الحدث ثم خرج منها ارتفع حدثه، وليس عليه إلا أن يتمضمض ويستنشق، هذا في الجنابة
أما الوضوء فلا بد من الترتيب وأن يغسل الوجه أولاً ثم اليدين ثم يمسح الرأس ثم الرجلين
فنصيحتي لهذا الأخ : ألا يلتفت لهذا، يتوضأ أولاً وضوءه للصلاة، ثم يفيض الماء على رأسه حتى يرويه، ثم يغسل سائر جسده، ويتعاهد الإبط، لأنه يزل عنه الماء، وكذلك يتعاهد ما بين فخذيه، والباقي واضح، وهو إذا أمرّ يده على جسمه فقد حصل المقصود نعم .
11 - آمل توجيهكم لي ودلالتي على الطريقة التي تخلصني من هذه المشكلة: فأنا أثناء الاغتسال من الجنابة أجلس تحت الدش فترةً طويلة قد تصل إلى الساعة أو الساعتين، وهذا أدخل عليَّ الحرج، وهذا بسبب كثرة الدلك، سؤالي يا فضيلة الشيخ: ما هي الأماكن التي يركز عليها في الدلك والتي لا يصل إليها الماء.؟ أستمع حفظ
يعيش عدد من الأزواج بدون أولاد، وذلك لامتناع الإنجاب عنده، فهل الأفضل للرجل العلاج مع الصبر والاحتساب، أو أن يبحث عن بديل.؟
الشيخ : لا شك أن تأخر الإنجاب قد يكون لكون الرجل عقيماً، وقد يكون لمرض يزول بالمعالجة، وحينئذٍ ننصح الذي تأخر إنجابه، أن يعرض نفسه على الأطباء، لأن كثرة الأولاد أمر مطلوب للشارع، فليبحث إن قالوا إنه عقيم فالحمد لله لا يعلم ما هو الصالح، وإن قالوا : إنه ضعيف فليستعمل المقويات، المهم أنه يعرض نفسه على الأطباء لعله يجد علاجاً، ولا ينافي ذلك أن يتوكل على الله، بل فعل الأسباب من التوكل
ولكن أنا فهمت من السؤال شيئاً آخر وهو : هل المرأة تصبر وتحتسب مع هذا الرجل أو لها أن تطالب بالفسخ ؟ فنقول : تنظر للمصلحة، إن رأت المصلحة أن تبقى معه على حاله، فهو خير، وإن قالت : إنها تريد الأولاد فلتستسمح منه ولتطلب منه أن يفسخ النكاح أو يطلقها .
12 - يعيش عدد من الأزواج بدون أولاد، وذلك لامتناع الإنجاب عنده، فهل الأفضل للرجل العلاج مع الصبر والاحتساب، أو أن يبحث عن بديل.؟ أستمع حفظ
سمعت منكم في إحدى خطب يوم الجمعة أنك تقول: يجب ألا يتابع المأموم الإمام إذا زاد في صلاته عن عدد ركعات الفرض كما لو زاد خامسة، فما صفة التنبيه للإمام.؟ أرجو التوضيح، وإذا لم يجلس الإمام واستمر في صلاته في الركعة الخامسة فماذا يفعل المأموم، هل يقوم بمتابعة الإمام، أم يستمر في جلوسه.؟
الشيخ : نعم، التنبيه، تنبيه الإمام بينه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( ليسبح الرجال ولتصفق النساء ) فيقول الرجل : سبحان الله، لكن أحياناً يقول للإمام وهو قائم إلى الخامسة في الرباعية : يقول سبحان الله ! ولكن الإمام يستمر فماذا يصنع ؟ نقول : اجلس أنت المأموم يجلس ولا يتابع الإمام، ثم إذا سلم الإمام سلم معه، وذلك لأن بعض الأئمة انتبهوا لهذا، بعض الأئمة يقوم إلى الخامسة لأنه نسي الفاتحة في إحدى الركعات، وإذا نسي الفاتحة في إحدى الركعات لغت الركعة وقامت الركعة التي تليها مقامها، فيأتي بالخامسة بدلاً عن إيش ؟ الركعة التي نسي فيها الفاتحة، فتكون صلاة الإمام الآن غير باطلة لأنه أتى بالخامسة ليكمل صلاته التي نقصت بترك ركن من أركانها
أما لو علمنا أن الإمام قام إلى خامسة، أو إلى زائدة أعم، فإننا ننوي المفارقة ونسلم وحدنا وندعه، كما لو كان يصلي الفجر ونعلم أن الرجل قرأ الفاتحة تماما والركوع تام والسجود تام والقيام من الركوع تام والجلوس تام والتشهد الأخير أيضاً : نعلم أنه قرأه فإذا تيقنا أنه قام إلى زائدة فإننا لا نتابعه ونجلس ونسلم
أما إذا لم نتيقن فإننا نجلس، ولكن ننتظر حتى يسلم ونسلم معه .
13 - سمعت منكم في إحدى خطب يوم الجمعة أنك تقول: يجب ألا يتابع المأموم الإمام إذا زاد في صلاته عن عدد ركعات الفرض كما لو زاد خامسة، فما صفة التنبيه للإمام.؟ أرجو التوضيح، وإذا لم يجلس الإمام واستمر في صلاته في الركعة الخامسة فماذا يفعل المأموم، هل يقوم بمتابعة الإمام، أم يستمر في جلوسه.؟ أستمع حفظ
الكلام عن الفتن التي وقعت بين الصحابة والخوارج.
الطالب : ... .
الشيخ : ورجال اليوم أنت وأمثالك بارك الله فيك هذه هي أحسنت، في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حصلت فتن منذ قتل عثمان حصلت فتن عظيمة وبين الصحابة أنفسهم، لكن هذه الفتن التي حصلت زاد الناس فيها ونقصوا، زاد الناس فيها ونقصوا، وكذبوا أيضاً ووضعوا، فكثير من التاريخ في هذه المسألة بالذات - أي : في ما وقع بين الصحابة - في صفين والجمل وغيرها كثير منها كذب، وكثير منها ضعيف، والصحيح فيها كما قال شيخ الإسلام في * العقيدة الواسطية * : الصحيح منها هم فيه معذورون متأولون، من أخطأ منهم فله إيش ؟ أجر، ومن أصاب فله أجران، ولا يحل لنا أن نميل مع واحد منهم أبداً، وإن كنا نعتقد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الخليفة الرابع، وأن خلافته لم تنته إلا بموته، وأنه أقرب إلى الحق من غيره، هذا لا شك عندنا فيه، لكن كوننا نبغض هذا ونحب هذا غلط، ولذلك قال العلماء : يجب علينا - وهو مذهب أهل السنة والجماعة - " يجب علينا أن نمسك عما جرى بين الصحابة "، وعبر بعضهم بقوله :" ونسكت عن حرب الصحابة فالذي جرى بينهم كان اجتهاداً مجرداً "، نسكت، ما نتكلم فيه، ولا ننشره بين الناس، لأنك إذا نشرت هذا بين الناس فلا بد أن ينقدح في قلب أحدهم الميل إلى هذا أو إلى هذا فيهلك، فالأولى أن ندع الحديث عما جرى بين الصحابة، ولهذا لما سئل عمر بن عبد العزيز رحمه الله الذي اعتبره بعض العلماء الخليفة الخامس لما سُئل عما وقع بين علي و معاوية قال كلمةً هي حقيقة أن تكتب أو هي جديرة أن تكتب بماء الذهب، قال للذي سأله : قال : " هذه دماء طهر الله أسيافنا منها، فيجب أن نطهر ألسنتنا منها " شوف هالكلام يعني : تلك أمة قد خلت، ولا ينبغي لنا أن نقرأ ما جرى بينهم، لأن هذا لا بد أن يوقع في قلب الإنسان الميل مع أحدهم، وما ذهب إليه أهل السنة والجماعة هو الحق، وهو الخير، أن نمسك عما جرى بينهم كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في * العقيدة الواسطية * وغيره من العلماء، وأن نقول : هؤلاء أمة قد خلت لها ما كسبت ولنا ما كسبنا، ولا نسأل عما كانوا يعملون .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى، ونسأل الله تعالى أن نكون ممن قال الله فيهم : (( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )) .
السائل : جزى الله والدنا وشيخنا خير الجزاء، ونفعنا بعلمه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد .