سلسلة اللقاء الشهري-54a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
فضل العشر من ذي الحجة.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإننا في هذه الليلة ليلة السابع عشر من شهر ذي القعدة عام 1418، نلتقي بإخواننا كجاري العادة في اللقاءات الشهرية، التي نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بها وينفع كل من بلغته من الناس، وبما أن عشر ذي الحجة قد قرب والمسلمون يتهيئون إلى الحج إلى بيت الله الحرام رأيت من المناسب أن يكون لقاؤنا هذه الليلة حول هذين الموضوعين : الموضوع الأول : عشر ذي الحجة، هذه العشر قال فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ) وبناءً على هذا الحديث الشريف : ينبغي لنا أن نجتهد في الأعمال الصالحة في هذه الأيام العشر من الصيام والذكر وقراءة القرآن، وكثرة الصلاة والصدقة والإحسان إلى الخلق، وغير ذلك مما يقرب إلى الله تبارك وتعالى، فإن العمل الصالح في هذه الأيام العشر أفضل من العمل الصالح في عشرة رمضان الأخيرة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عمم تعميماً مؤكداً بمن فقال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر )، وينبغي لطلاب العلم أن يبثوا الوعي بين الناس في فضائل هذه الأيام العشر، لأن الناس عنها غافلون، وبفضلها جاهلون، فيحتاجون إلى التذكير وإلى المعرفة والعلم، وآكد أيامها في الصيام يوم عرفة، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده )، وأما ما يفعله بعض الناس من تخصيص السابع والثامن والتاسع بالصوم ظناً منهم أن لذلك مزية، فهذا غلط، نعم من كان من عادته أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر وصام السابع والثامن والتاسع عن الأيام التي كان يعتادها فلا بأس، أما أن يقول : إنه من السنة صوم السابع والثامن والتاسع، فهذا لا أصل له، فبالنسبة للعشر إما يوم عرفة فقط وإما العشر كلها، أما من كان من عادته أن يصوم ثلاثة أيام من الشهر وجعل السابع والثامن والتاسع هي الأيام فلا حرج عليه .
فإننا في هذه الليلة ليلة السابع عشر من شهر ذي القعدة عام 1418، نلتقي بإخواننا كجاري العادة في اللقاءات الشهرية، التي نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بها وينفع كل من بلغته من الناس، وبما أن عشر ذي الحجة قد قرب والمسلمون يتهيئون إلى الحج إلى بيت الله الحرام رأيت من المناسب أن يكون لقاؤنا هذه الليلة حول هذين الموضوعين : الموضوع الأول : عشر ذي الحجة، هذه العشر قال فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ) وبناءً على هذا الحديث الشريف : ينبغي لنا أن نجتهد في الأعمال الصالحة في هذه الأيام العشر من الصيام والذكر وقراءة القرآن، وكثرة الصلاة والصدقة والإحسان إلى الخلق، وغير ذلك مما يقرب إلى الله تبارك وتعالى، فإن العمل الصالح في هذه الأيام العشر أفضل من العمل الصالح في عشرة رمضان الأخيرة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عمم تعميماً مؤكداً بمن فقال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر )، وينبغي لطلاب العلم أن يبثوا الوعي بين الناس في فضائل هذه الأيام العشر، لأن الناس عنها غافلون، وبفضلها جاهلون، فيحتاجون إلى التذكير وإلى المعرفة والعلم، وآكد أيامها في الصيام يوم عرفة، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده )، وأما ما يفعله بعض الناس من تخصيص السابع والثامن والتاسع بالصوم ظناً منهم أن لذلك مزية، فهذا غلط، نعم من كان من عادته أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر وصام السابع والثامن والتاسع عن الأيام التي كان يعتادها فلا بأس، أما أن يقول : إنه من السنة صوم السابع والثامن والتاسع، فهذا لا أصل له، فبالنسبة للعشر إما يوم عرفة فقط وإما العشر كلها، أما من كان من عادته أن يصوم ثلاثة أيام من الشهر وجعل السابع والثامن والتاسع هي الأيام فلا حرج عليه .
الكلام على الأضحية.
الشيخ : ومما يتعلق بهذا الأضحية، الأضحية التي شرعها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله وفعله، فقد أمر بها وقام بها عليه الصلاة والسلام، وكان من عنايته بها أنه يخرج بأضحيته إلى مصلى العيد ليشهرها ويعلنها، فيذبحها هناك ويأخذ منها ما يريد أن يأكل ويتصدق بالباقي، فالأضحية شعيرة من شعائر الإسلام، وليس المراد منها أن يتصدق الإنسان بلحمها على الفقراء، لكن هذا من بعض ما يقصد بها، والمقصود الأعظم بها - أي بالأضحية - التقرب إلى الله تعالى بالذبح، وبهذا نعرف أن ما يصدر من بعض الناس من الدعوة إلى جبي الدراهم ليضحى بها في بلاد بعيدة أن ذلك صادر عن جهل، لأنه ظن أن المقصود بالأضحية ما يؤكل من لحمها، ولكن الله في القرآن يقول : (( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ))، ولهذا أقول لإخواني : إذا كنتم تريدون تطبيق السنة في الأضحية فعليكم أن تضحوا في بلادكم، لا تخرجوا بها إلى بلاد أخرى، إظهاراً للشعيرة، وتبياناً لها بين الأهل والأولاد، ولتباشروا أنتم ذبحها في بيوتكم إذا أمكن، فتذكروا اسم الله عليها، وتأكلوا منها، حتى توافقوا هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال الله تعالى : (( فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا )) فبدأ بالأكل وهذا يدل على أنه ليس المقصود الصدقة بها ولكن المقصود التعبد لله تعالى بنحرها تعظيماً له جل وعلا، وهذا يفوت بلا شك إذا أعطيت دراهم يضحى بها في بلاد بعيدة، ثم إنك إذا أعطيت هذه الدراهم لا تدري أيضحى بشيء مجزئ أو غير مجزئ، ولا تدري أيضاً هل يذبحها من يوثق بمعرفته في الذبح وبدينه، ولا ندري أيمكن أن تذبح في أيام الأضحية أو لا، لأن الأضاحي التي تبذل قد تكون كثيرة جداً، لا يستوعبها الناس في ثلاثة أيام أو أربعة، وربما لا يصل الخبر إلا بعد، والمقصود : أن إعطاء الدراهم ليضحى بها في بلاد ولو كانت أفقر البلاد، لا يحصل به المقصود الشرعي من الأضحية، أما إخواننا في البلاد الأخرى من الفقراء، فالباب واسع ولله الحمد يرسل إليهم دراهم، يرسل إليهم أطعمة، يرسل إليهم ألبسة، يرسل إليهم فرش، وغير ذلك من أنواع المنافع، أما أضحية، شعيرة، نسيكة قرنها الله تعالى بالصلاة فقال : (( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )) وقال : (( إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) وأمرنا أن نأكل منها وأن نذكر اسم الله عليها، فلا ينبغي أبداً أن تذبح خارج البلد، والذي أحث عليه أن تذبح في نفس البيت إذا أمكن، ولم يتيسر أن تذبح في المصلى مصلى العيد، الله الله أيها الإخوة، لا تعصف بكم العاطفة حتى تغفلوا عن مقاصد الشريعة .
الكلام على الحج وأهم شروطه.
الشيخ : ومما نريد أن نبحث فيه في هذا اللقاء : مسألة الحج : الكثير من المسلمين يعلمون أن الحج أحد أركان الإسلام التي لا يتم إلا بها ولكن بشروط أهمها : القدرة والاستطاعة، لقول الله تعالى : (( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )) فمن كان فقيراً فلا حج عليه، ومن كان مديناً فلا حج عليه، ومن كان عاجزاً ببدنه فلا حج عليه، لكن يقيم من يحج عنه، وبهذا نعرف قلة فقه الذين يكون عليهم الدين فيذهبون ويحجون، أو ربما يستدينون ليحجوا، فهذا خطأ، احمد الله على العافية، إذا كان الله قد أوسع عليك ولم يوجب عليك الحج إلا بعد أن تقضي دينك فاحمد الله على ذلك، أنت مطالب بالدين ولست مطالب بالحج ما دام عليك دين، أرأيتم الفقير هل نلزمه بالزكاة ؟ أجيبوا ؟ لا. من ليس عنده مال أو عليه دين لا نلزمه بالحج، وإذا لقي الله عز وجل يلقى الله تعالى وهو غير ناقص الإسلام، لماذا ؟ لأن الله لم يوجبه عليه، إنما يجب على من استطاع إليه سبيلاً، يقول بعض الناس : أنا أستأذن من الدائن وأحج. نقول : ماذا ينفعك الاستئذان ؟ هل إذا استأذنت يسقط عنك شيء من الدين ؟ الجواب : أجيبوا يا جماعة لا يسقط، إذاً ويش الفائدة ؟ أنت إذا كان عليك عشرة آلاف دين وحججت بألفين اجعل الألفين في قضاء دينك، كم يبقى عليك ؟ ثمانية، احمد الله على العافية، طيب لو أذن لك الدائن وقال : لا بأس حج، فحججت هل تكون العشرة ثمانية ؟ لا. إذاً لا فائدة، نعم الذي عليه دين ويعرف أنه كلما حل منه شيء فإذا هو واجد لوفائه فهذا إذا توفر عنده مال للحج فليحج، وأضرب لذلك مثلاً، للذين في ذمتهم دين لصندوق التنمية العقاري، يقول : أنه إذا حل علي القسط فأنا واجد، لكن الآن عندي مال أستطيع أن أحج به، وإذا حل القسط أديت ما علي. نقول : نعم، حج، لأن هذا الدين لا يمنع من وجوب الحج، لكن إنساناً ليس عنده شيء ولا يثق بنفسه أن يوفي إذا حل أجل الدين فلا يحج حتى لو أذن له صاحب الدين .
أهمية معرفة أحكام الحج.
الشيخ : والذي يجب على الإنسان إذا أراد الحج أن يفقه أحكام الحج قبل أن يحج، انتبه، الواجب على من أراد الحج أن يفقه أحكام الحج قبل أن يحج لأن من شرط العبادة : الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا تمكن المتابعة إلا بمعرفة كيف كان الرسول يحج، إذاً تعلم أحكام الحج قبل أن تحج، وبهذه المناسبة أحث إخواننا أئمة المساجد أن يقرءوا على الناس أحكام الحج ويفهموهم بقدر الاستطاعة، والكتب والحمد لله، موجودة، فيه كتب في الحج خاصة، من ذلك على سبيل المثال : كتاب الشيخ عبد العزيز بن باز * التحقيق والإيضاح * وكتابنا * المنهج لمريد العمرة والحج * أو * مناسك الحج والعمرة * ومناسك أخرى للعلماء الموثوقين، تقرأ على الناس، ويفسر لهم المشكل، ولهذا أقول : ينبغي لمن كان معهم حملة حملوا فيها كثيراً من الناس أن يكون معهم طالب علم يبين للناس، إذا جلسوا للفطور أو جلسوا للغداء أو جلسوا للعشاء أن يقرأ عليهم ويعلمهم، ما أكثر الذين يأتون بعد سنة أو سنتين يقصون علينا ما فعلوا في حجهم وإذا بهم قد تركوا ركناً من أركان الحج، وهذا شيء عظيم، يأتيك إنسان ويقول : والله أنا في اليوم الفلاني طفت طواف الإفاضة طواف الإفاضة ركن ولا واجب ؟ ركن من أركان الحج طفت طواف الإفاضة واحتجت إلى أن أنقض الوضوء وذهبت ونقضت الوضوء ثم رجعت وأكملت الطواف، ما بدأت من جديد، هذا ما صح طوافه، نقول : يلزمك الآن أن تذهب إلى مكة وتحرم بعمرة من الميقات وتطوف وتقصر للعمرة ثم تطوف إيش ؟ طواف الإفاضة، وربما يكون هذا المسكين قد تزوج ونكاحه غير صحيح عند كثير من العلماء، لأنه لم يحل التحلل الثاني، فالمسألة خطيرة، ولهذا أقول وأكرر القول : ألا يحج أحد حتى يعرف أحكام الحج .
من أحكام الحج.
الشيخ : وأحكام الحج تخفى على كثير من الناس حتى على بعض طلبة العلم، لأن الحج ليس كالصلاة يتكرر كل يوم ويعرف، أو الصيام الذي يتكرر كل سنة ويعرف، لكنه يتكرر في العمر كم ؟ مرة واحدة، لذلك يتأكد على الإنسان أن يتعلم أحكام الحج قبل أن يحج.
- هنا جملة معترضة - فلنبدأ الآن وكأننا سافرنا من بلادنا إلى مكة. ينبغي للإنسان عند السفر أن يتأهب، يتأهب للسفر، وذلك بأن يوفر معه النفقة : الدراهم، والطعام، والشراب، والفرش في أيام الشتاء، لماذا ؟ لأنه ربما يحتاج هو في أمر لم يكن طرأ على باله، وربما يحتاجه أحد من رفقته فيحسن إليه بالصدقة، أو الهدية، أو القرض، فينبغي لمن أوسع الله عليه، أن يتأهب بأكثر مما يتصور أنه يحتاجه حتى ينفع غيره، ثم ليحافظ على الصلوات بواجباتها وشروطها، يتطهر بالماء إذا أمكن فإن لم يمكن فبالتيمم، ويؤديها في وقتها، ويصليها قصراً من حين أن يخرج من بلده إلى أن يرجع إليه، ولو طالت المدة، اقتداءً بمن ؟ بالرسول صلى الله عليه وسلم، قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( لم يزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي ركعتين منذ خرج من المدينة حتى رجع إليها ) وقال لما سئل: ( كم أقام في مكة ؟ قال : أقام عشرة ) يعني : عشرة أيام، أما الجمع فالجمع إن كان سائراً يعني : يمشي، فالأفضل أن يجمع إما جمع تقديم أو جمع تأخير حسب الأيسر له، وإن كان نازلاً فالأفضل ألا يجمع وإن جمع فلا بأس، لأنه مسافر، لكن إذا كان في مكة أو غيرها من البلاد مقيماً فإنه يلزمه أن يصلي مع الجماعة، فإن فاتته صلى ركعتين، فإذا وصل إلى الميقات اغتسل كما يغتسل للجنابة، وتطيب بأطيب ما يجد على رأسه ولحيته، ثم لبس ثياب الإحرام إزاراً ورداءً، والأفضل أن يكونا أبيضين نظيفين، ثم يلبي، والمرأة ليس لها لباس مخصوص في الإحرام، تلبس ما شاءت، إلا أنها لا تلبس ثياباً تعتبر زينة، لأن الناس سوف يشاهدونها، بل تلبس ثياباً بذلة، تلبس العباءة، تلبس الثياب التي ليست تلفت النظر، ثم يقول : ونحن الآن نريد أن نجعل نسكنا تمتعاً، يقول : لبيك عمرة، ولا يحتاج أن يقول : متمتعاً بها إلى الحج، لأنه قد نوى بقلبه أنه سيحج : " لبيك عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شرك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك "، ويرفع الرجل بها صوته، وليعلم أنه لا يسمعه شجر ولا حجر ولا مدر إلا شهد له يوم القيامة بهذه التلبية، ومضمون التلبية : إجابة الله عز وجل، لأن لبيك بمعنى : أجبتك، قال الله تعالى : (( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ )) يعني : أعلمهم به (( يَأْتُوكَ )) إيش ؟ (( رِجَالاً )) يعني : على أرجلهم (( وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ )) يعني : ويأتونك ركباناً (( وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ )) أي : على كل ناقة ضامر (( يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )) الله أكبر. الآن ما في ناقة ضامر وإيش في، ويش في ؟ طيارة أو سيارة، لكن كلها سواء، وليستمر في تلبيته، إلى أن يشرع في طواف العمرة، طواف العمرة، فيدخل المسجد الحرام ويقدم رجله اليمنى عند الدخول ويقول كما يقول إذا دخل غيره من المساجد، وليقصد الحجر الأسود يستلمه ويقبله إن تيسر فإن لم يتيسر أشار إليه، ويقول : ( بسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ). ويجعل البيت عن يساره، ويقول في طوافه ما شاء، من ذكر ودعاء وقراءة قرآن، وفيما بين الركن اليماني والحجر الأسود يقول : (( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ))، في هذا الطواف يضطبع الرجل بردائه في كل الطواف في كل الأشواط السبعة، ويرمل في الأشواط الثلاثة فقط، ويمشي في الباقي، والرمل : هو إسراع المشي، وهذا إذا تيسر، أما إذا لم يتيسر الرمل لكون الزحام شديداً فالأمر واسع ولله الحمد، فإذا أتم سبعة أشواط صلى ركعتين خلف المقام إن تيسر، وإن لم يتيسر ففي أي مكان من المسجد، يقرأ في الأولى : (( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )) وفي الثانية : (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )) مع الفاتحة، ويخفف هاتين الركعتين، وينصرف بعد السلام مباشرة بدون دعاء، فيتجه إلى الصفا، فإذا قرب من الصفا قرأ : (( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )) أبدأ بما بدأ الله به. فيرقى على الصفا ويتجه إلى القبلة، ويرفع يديه داعياً وذاكراً فيقول : ( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده )، ثم يدعو بما أحب، ثم يعيد هذا الذكر مرة ثانية، ثم يدعو بما أحب، ثم يعيد الذكر مرة ثالثة، ثم ينزل متجهاً إلى ؟ إلى ؟ إلى المروة، لأنه هو الآن فوق السطح، نازلاً إلى المروة، يمشي مشياً معتاداً حتى إذا وصل إلى العمود الأخضر سعى يعني : ركض ركضاً شديداً فإن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يسعى حتى إن إزاره ليدور به من شدة السعي، وإذا كان المسعى زحاماً فالأمر واسع والحمد لله، يمشي حسب القدرة، وإذا كان معه نساء يخاف عليهن لو سعى فيمشي، لأن المرأة لا تسعى، المرأة لا تسعى، لا تركض ثم إذا تجاوز العلم الأخضر الثاني، مشى على عادته حتى يصل إلى المروة، إذا دنا من المروة ماذا يقول ؟ ماذا يقول ؟ لا يقول شيئاً، العامة إذا دنوا من المروة قرأوا : (( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )) وهذا غلط، لا يقول شيئاً، يبقى في ذكره الذي كان يذكر الله به حتى يصعد على المروة ويتجه إلى القبلة ويرفع يديه داعياً وذاكراً بما فعل على الصفا، ويسعى سبعة أشواط، أخونا قم.كيف يسعى سبعة أشواط ؟ يعني من الصفا للصفا شوط ؟
الطالب : ... .
الشيخ : شوط آخر طيب. تمام.، الأشواط هنا - في السعي - ليست كأشواط الطواف، أشواط الطواف : من الحجر إلى الحجر، وأشواط السعي : من الصفا إلى المروة هذا واحد، ومن المروة إلى الصفا هذا ثاني، طيب. يكمل سبعة أشواط وحينئذٍ نعرف أنه يبتدئ بإيش ؟ الأخ. لا آخر آخر شوط بماذا ينتهي ؟ بالمروة ولا بالصفا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : متأكد ! طيب. استرح. فإذا رأيت أنك ختمت السعي بالصفا فاعلم أنك إيش ؟ غلطان، إما أنك زايد واحد، وإما ناقص واحد، إذا أتم السعي بقي عليه الآن الحلق أو التقصير، فأيهما أفضل ؟ الأفضل هنا التقصير لوجهين : الوجه الأول : أنه الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حين قدم في اليوم الرابع وأمرهم أن يقصروا، أمر من لم يكن معه هدي أن يحل ويقصر، طيب الوجه الثاني : أنه لو حلق وقد بقي مدة يسيرة للحج لم يبق للحج إيش ؟ شعر، فنقول : وفر الشعر للحج واقتصر على التقصير، فإن قال قائل : هل التقصير يعم جميع الرأس أو جوانب الرأس ؟ الجواب : إنه يعم جميع الرأس، ليس كل شعرة. لا، بس المهم أنه يبقى الرأس وقد تبين وظهر أنه مقصر لا أنه غير مقصر، وبذلك يحل التحلل كله، بذلك - فسر لى الإشارة بذلك - بذلك بإيش ؟ ما في شيء قبله؟ ما في صلاة ركعتين قبل التقصير. بذلك : أي بالطواف والسعي والتقصير، تمام استرح. يحل الحل كله، حتى لو كان أهله معه جاز له أن يباشر أهله، انتهت العمرة .
- هنا جملة معترضة - فلنبدأ الآن وكأننا سافرنا من بلادنا إلى مكة. ينبغي للإنسان عند السفر أن يتأهب، يتأهب للسفر، وذلك بأن يوفر معه النفقة : الدراهم، والطعام، والشراب، والفرش في أيام الشتاء، لماذا ؟ لأنه ربما يحتاج هو في أمر لم يكن طرأ على باله، وربما يحتاجه أحد من رفقته فيحسن إليه بالصدقة، أو الهدية، أو القرض، فينبغي لمن أوسع الله عليه، أن يتأهب بأكثر مما يتصور أنه يحتاجه حتى ينفع غيره، ثم ليحافظ على الصلوات بواجباتها وشروطها، يتطهر بالماء إذا أمكن فإن لم يمكن فبالتيمم، ويؤديها في وقتها، ويصليها قصراً من حين أن يخرج من بلده إلى أن يرجع إليه، ولو طالت المدة، اقتداءً بمن ؟ بالرسول صلى الله عليه وسلم، قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( لم يزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي ركعتين منذ خرج من المدينة حتى رجع إليها ) وقال لما سئل: ( كم أقام في مكة ؟ قال : أقام عشرة ) يعني : عشرة أيام، أما الجمع فالجمع إن كان سائراً يعني : يمشي، فالأفضل أن يجمع إما جمع تقديم أو جمع تأخير حسب الأيسر له، وإن كان نازلاً فالأفضل ألا يجمع وإن جمع فلا بأس، لأنه مسافر، لكن إذا كان في مكة أو غيرها من البلاد مقيماً فإنه يلزمه أن يصلي مع الجماعة، فإن فاتته صلى ركعتين، فإذا وصل إلى الميقات اغتسل كما يغتسل للجنابة، وتطيب بأطيب ما يجد على رأسه ولحيته، ثم لبس ثياب الإحرام إزاراً ورداءً، والأفضل أن يكونا أبيضين نظيفين، ثم يلبي، والمرأة ليس لها لباس مخصوص في الإحرام، تلبس ما شاءت، إلا أنها لا تلبس ثياباً تعتبر زينة، لأن الناس سوف يشاهدونها، بل تلبس ثياباً بذلة، تلبس العباءة، تلبس الثياب التي ليست تلفت النظر، ثم يقول : ونحن الآن نريد أن نجعل نسكنا تمتعاً، يقول : لبيك عمرة، ولا يحتاج أن يقول : متمتعاً بها إلى الحج، لأنه قد نوى بقلبه أنه سيحج : " لبيك عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شرك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك "، ويرفع الرجل بها صوته، وليعلم أنه لا يسمعه شجر ولا حجر ولا مدر إلا شهد له يوم القيامة بهذه التلبية، ومضمون التلبية : إجابة الله عز وجل، لأن لبيك بمعنى : أجبتك، قال الله تعالى : (( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ )) يعني : أعلمهم به (( يَأْتُوكَ )) إيش ؟ (( رِجَالاً )) يعني : على أرجلهم (( وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ )) يعني : ويأتونك ركباناً (( وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ )) أي : على كل ناقة ضامر (( يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )) الله أكبر. الآن ما في ناقة ضامر وإيش في، ويش في ؟ طيارة أو سيارة، لكن كلها سواء، وليستمر في تلبيته، إلى أن يشرع في طواف العمرة، طواف العمرة، فيدخل المسجد الحرام ويقدم رجله اليمنى عند الدخول ويقول كما يقول إذا دخل غيره من المساجد، وليقصد الحجر الأسود يستلمه ويقبله إن تيسر فإن لم يتيسر أشار إليه، ويقول : ( بسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ). ويجعل البيت عن يساره، ويقول في طوافه ما شاء، من ذكر ودعاء وقراءة قرآن، وفيما بين الركن اليماني والحجر الأسود يقول : (( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ))، في هذا الطواف يضطبع الرجل بردائه في كل الطواف في كل الأشواط السبعة، ويرمل في الأشواط الثلاثة فقط، ويمشي في الباقي، والرمل : هو إسراع المشي، وهذا إذا تيسر، أما إذا لم يتيسر الرمل لكون الزحام شديداً فالأمر واسع ولله الحمد، فإذا أتم سبعة أشواط صلى ركعتين خلف المقام إن تيسر، وإن لم يتيسر ففي أي مكان من المسجد، يقرأ في الأولى : (( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )) وفي الثانية : (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )) مع الفاتحة، ويخفف هاتين الركعتين، وينصرف بعد السلام مباشرة بدون دعاء، فيتجه إلى الصفا، فإذا قرب من الصفا قرأ : (( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )) أبدأ بما بدأ الله به. فيرقى على الصفا ويتجه إلى القبلة، ويرفع يديه داعياً وذاكراً فيقول : ( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده )، ثم يدعو بما أحب، ثم يعيد هذا الذكر مرة ثانية، ثم يدعو بما أحب، ثم يعيد الذكر مرة ثالثة، ثم ينزل متجهاً إلى ؟ إلى ؟ إلى المروة، لأنه هو الآن فوق السطح، نازلاً إلى المروة، يمشي مشياً معتاداً حتى إذا وصل إلى العمود الأخضر سعى يعني : ركض ركضاً شديداً فإن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يسعى حتى إن إزاره ليدور به من شدة السعي، وإذا كان المسعى زحاماً فالأمر واسع والحمد لله، يمشي حسب القدرة، وإذا كان معه نساء يخاف عليهن لو سعى فيمشي، لأن المرأة لا تسعى، المرأة لا تسعى، لا تركض ثم إذا تجاوز العلم الأخضر الثاني، مشى على عادته حتى يصل إلى المروة، إذا دنا من المروة ماذا يقول ؟ ماذا يقول ؟ لا يقول شيئاً، العامة إذا دنوا من المروة قرأوا : (( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )) وهذا غلط، لا يقول شيئاً، يبقى في ذكره الذي كان يذكر الله به حتى يصعد على المروة ويتجه إلى القبلة ويرفع يديه داعياً وذاكراً بما فعل على الصفا، ويسعى سبعة أشواط، أخونا قم.كيف يسعى سبعة أشواط ؟ يعني من الصفا للصفا شوط ؟
الطالب : ... .
الشيخ : شوط آخر طيب. تمام.، الأشواط هنا - في السعي - ليست كأشواط الطواف، أشواط الطواف : من الحجر إلى الحجر، وأشواط السعي : من الصفا إلى المروة هذا واحد، ومن المروة إلى الصفا هذا ثاني، طيب. يكمل سبعة أشواط وحينئذٍ نعرف أنه يبتدئ بإيش ؟ الأخ. لا آخر آخر شوط بماذا ينتهي ؟ بالمروة ولا بالصفا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : متأكد ! طيب. استرح. فإذا رأيت أنك ختمت السعي بالصفا فاعلم أنك إيش ؟ غلطان، إما أنك زايد واحد، وإما ناقص واحد، إذا أتم السعي بقي عليه الآن الحلق أو التقصير، فأيهما أفضل ؟ الأفضل هنا التقصير لوجهين : الوجه الأول : أنه الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حين قدم في اليوم الرابع وأمرهم أن يقصروا، أمر من لم يكن معه هدي أن يحل ويقصر، طيب الوجه الثاني : أنه لو حلق وقد بقي مدة يسيرة للحج لم يبق للحج إيش ؟ شعر، فنقول : وفر الشعر للحج واقتصر على التقصير، فإن قال قائل : هل التقصير يعم جميع الرأس أو جوانب الرأس ؟ الجواب : إنه يعم جميع الرأس، ليس كل شعرة. لا، بس المهم أنه يبقى الرأس وقد تبين وظهر أنه مقصر لا أنه غير مقصر، وبذلك يحل التحلل كله، بذلك - فسر لى الإشارة بذلك - بذلك بإيش ؟ ما في شيء قبله؟ ما في صلاة ركعتين قبل التقصير. بذلك : أي بالطواف والسعي والتقصير، تمام استرح. يحل الحل كله، حتى لو كان أهله معه جاز له أن يباشر أهله، انتهت العمرة .
اضيفت في - 2009-05-19