سلسلة اللقاء الشهري-54b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
تتمة الكلام على أحكام فريضة الحج.
الشيخ : حتى لو كان أهله معه جاز له أن يباشر أهله، انتهت العمرة، ثم يحرم بالحج في اليوم الثامن من مكانه الذي هو نازل فيه، إن كان نازلاً في مكة فمن مكة ، في منى فمن منى ، في أي مكان من مكانه، يحرم بالحج فيغتسل كما سبق في العمرة، ويتطيب ويلبس ثياب الإحرام ويقول : " لبيك حجاً ولا عمرة " لماذا ؟ العمرة انتهت، ( لبيك حجا ) ثم يقول : ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك )، هذا يكون ضحى اليوم الثامن، ويذهب إلى منى فينزل بها، فيصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، كل صلاة في وقتها مقصورة، يعني : الظهر والعصر والعشاء تكون على ركعتين، فإذا طلعت الشمس في اليوم التاسع صار إلى عرفة، فينـزل بـنمرة إن تيسر وإن لم يتيسر ذهب رأساً إلى عرفة ونزل في مكانه، فإذا زالت الشمس صل الظهر، وينبغي لإمام الحجيج أن يخطب فيهم خطبة، قبل أذان الظهر ولا بعد أذان الظهر ؟ لا. قبل الأذان يا إخوان، يخطب خطبة قبل الأذان، خطبة يقرر فيها أصول الإسلام وحقوق الإسلام، ويبين أحكام النسك، ثم يؤذن لصلاة الظهر والعصر جمع تقديم، وقصراً أو إتماماً ؟ قصراً، طيب. لكن لو صادفت الحجة يوم الجمعة يصلي الجمعة أو لا ؟ لا يصلي الجمعة يا إخوان، السفر ما فيه جمعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صادف يوم عرفة في حجة الوداع يوم الجمعة ولا صلى الجمعة، صلى الظهر والعصر، ثم إذا فرغ من صلاة الظهر والعصر يتفرغ الآن للدعاء والذكر، ويكثر الابتهال إلى الله عز وجل في آخر النهار، فإن الله تعالى يباهي الملائكة بأهل الموقف، فإذا غربت الشمس صار من عرفة إلى مزدلفة ملبياً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة، ويؤخر الصلاة إلى أن يصل إلى إلى ؟ مزدلفة فينـزل بها، ويصلي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ويبيت في مزدلفة، إلى أن يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر أذن وصلى ركعتين الراتبة ثم صلى الفجر، ثم جلس يدعو الله سبحانه وتعالى بما أحب، إلى أن يسفر جداً، وليعلم أن عرفة كلها موقف، وأن مزدلفة كلها موقف، ولكن ليتحرى أشد التحري في حدود عرفة ، لأن بعض الناس يقصُر عن عرفة، وينزل قبل أن يصل إلى حدودها، ويبقى في مكانه حتى تغيب الشمس ثم ينصرف إلى مزدلفة، وهذا اعلموا أيها الإخوة ! أنه لا حج له.، رجع بدون حج، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الحج عرفة )،كذلك مزدلفة كلها موقف، لا يلزم أن تذهب إلى المشعر الحرام، أي مكان وقفت فيه أجزأك، ثم تنصرف من مزدلفة إذا أسفر جداً إلى أين ؟ إلى أين يا إخوان ؟ إلى منى ، بعد الانصراف من مزدلفة إلى منى ستفعل ما يأتي : أولاً : رمي جمرة العقبة قبل كل شيء، فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رمى جمرة العقبة على بعيره قبل أن يحط رحله، على بعير رأساً، فإذا تيسر لك أن تبدأ أول شيء برمي جمرة العقبة، فارمها بسبع حصيات تكبر مع كل حصاة، ( الله أكبر الله أكبر ) حتى تكمل سبع حصيات. ومن أين تأخذ الحصى ؟ من أي مكان، ليس من مزدلفة، من أي مكان، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقط الحصى من منى، لكن بعض السلف استحب أن يلقط الحصى من مزدلفة ليكون متأهباً حتى يبدأ بالرمي من حين أن يصل، أما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يلقطها من مزدلفة لقطها من منى ، حتى قال ابن حزم رحمه الله : " إنه أمر ابن عباس أن يلقط له الحصى وهو واقف على الجمرة "، المهم أن الحصى من أي مكان أخذتها لا بأس، ترمي جمرة العقبة بعد طلوع الشمس بسبع حصيات، ولا تقف للدعاء امش ! إلى أين ؟ إلى المنحر وانحر الهدي، ثم احلق رأسك، ثم قد حللت التحلل الأول، تلبس الثياب، تطيب، ثم تنـزل إلى مكة للطواف، طواف الإفاضة والسعي، تطوف بثيابك أو بإحرامك ؟ بثيابك لأنك حللت التحلل الأول، تطوف وتسعى، وبهذا حللت التحلل كله، حتى لو كانت زوجتك معك وقد حلت مثلك جاز لكما المباشرة، لأنها حلت التحلل الثاني، قف ! كم فعلنا يوم العيد بعد أن انصرفنا من المزدلفة ؟ عد هذه واحدة.
الطالب : ... .
الشيخ : هذه اثنين .
الطالب : ... .
الشيخ : هذا الحلق . خمسة أشياء أحسنت هذه هي، خمسة أشياء ترتبها على هذا الترتيب، الترتيب معروف الآن ؟ الجمرة، النحر، الحلق، الطواف، السعي. هذه هي، لو قدمت بعضها على بعض فلا حرج، شوف توسعة من الله عز وجل، لو أنك ذهبت من مزدلفة إلى البيت وطفت وسعيت ورجعت ورميت ما في بأس، لو رميت ثم نزلت إلى البيت وطفت وسعيت ثم خرجت ونحرت وحلقت، لا بأس، لو نزلت إلى مكة للطواف والسعي فوجدت المطاف ضيقاً وزحاماً والسعي أخف فبدأت بالسعي، قبل الطواف لا حرج لا حرج، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يوم العيد يسأل في الرمي والنحر والحلق والطواف والسعي ما سئل عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال : إيش؟ ( افعل ولا حرج ) اللهم لك الحمد، نعمة تيسير من الله عز وجل، لو ألزم الناس أن يرموا جميعاً وينحروا جميعاً ويطوفوا جميعاً ويسعوا جميعاً لكان في ذلك مشقة، لكنهم كلهم هذا ينحر، وهذا يرمي، وهذا يطوف وهذا يسعى، والحمد لله من نعم الله على العباد أن يسر عليهم، ثم بعد ذلك أي : بعد الطواف والسعي، يرجع إلى منى، ويبيت ليلة الحادي عشر في منى، ويبقى هناك، فإذا زالت الشمس من اليوم الحادي عشر، رمى الجمرات الثلاث : الأولى والوسطى والعقبة، كل واحدة بسبع، يكون الجميع ؟ الأخ. نعم الجميع كم ؟ كم الجميع ؟ 21 إيش حصاة طيب استرح.، ترمي الجمرة الأولى ثم الوسطى ثم العقبة، لكن إذا رمى الأولى بسبع حصيات تقدم حتى لا يصيبه الحصى أو الزحام، واتجه إلى القبلة ورفع يديه يدعو دعاءً طويلاً، ثم رمى الوسطى وفعل كما فعل في الأولى، يتقدم حتى لا يصيبه الزحام والحصى ويتجه إلى القبلة ويرفع يديه ويدعو دعاءً طويلاً، ثم العقبة ولا يقف للدعاء، ولا يقف للدعاء، لأن الإنسان قد يكون فيه شوق إلى رحله، فليذهب إلى رحله، ولأن جمرة العقبة هي ختام العبادة والدعاء يكون قبل ختام العبادة لا بعده، ولهذا الصلاة لو سألنا سائل : هل الأفضل أن أرفع يدي بعد الصلاة وأدعو، أو أن أدعو بما أريد الدعاء به بعد الصلاة قبل أن أسلم ؟ لقلنا : ادع قبل أن تسلم، يفعل هذا الفعل - رمي الجمرات - يفعله في اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر إن تأخر، وإن تعجل وخرج قبل غروب الشمس في اليوم الثاني عشر فقد انتهى حجه، قال الله تعالى : (( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ )) وهي أيام التشريق : الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر (( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى )) فرخص الله في التعجيل ورخص الله في التأخير، والحمد لله على نعمه .
الطالب : ... .
الشيخ : هذه اثنين .
الطالب : ... .
الشيخ : هذا الحلق . خمسة أشياء أحسنت هذه هي، خمسة أشياء ترتبها على هذا الترتيب، الترتيب معروف الآن ؟ الجمرة، النحر، الحلق، الطواف، السعي. هذه هي، لو قدمت بعضها على بعض فلا حرج، شوف توسعة من الله عز وجل، لو أنك ذهبت من مزدلفة إلى البيت وطفت وسعيت ورجعت ورميت ما في بأس، لو رميت ثم نزلت إلى البيت وطفت وسعيت ثم خرجت ونحرت وحلقت، لا بأس، لو نزلت إلى مكة للطواف والسعي فوجدت المطاف ضيقاً وزحاماً والسعي أخف فبدأت بالسعي، قبل الطواف لا حرج لا حرج، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يوم العيد يسأل في الرمي والنحر والحلق والطواف والسعي ما سئل عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال : إيش؟ ( افعل ولا حرج ) اللهم لك الحمد، نعمة تيسير من الله عز وجل، لو ألزم الناس أن يرموا جميعاً وينحروا جميعاً ويطوفوا جميعاً ويسعوا جميعاً لكان في ذلك مشقة، لكنهم كلهم هذا ينحر، وهذا يرمي، وهذا يطوف وهذا يسعى، والحمد لله من نعم الله على العباد أن يسر عليهم، ثم بعد ذلك أي : بعد الطواف والسعي، يرجع إلى منى، ويبيت ليلة الحادي عشر في منى، ويبقى هناك، فإذا زالت الشمس من اليوم الحادي عشر، رمى الجمرات الثلاث : الأولى والوسطى والعقبة، كل واحدة بسبع، يكون الجميع ؟ الأخ. نعم الجميع كم ؟ كم الجميع ؟ 21 إيش حصاة طيب استرح.، ترمي الجمرة الأولى ثم الوسطى ثم العقبة، لكن إذا رمى الأولى بسبع حصيات تقدم حتى لا يصيبه الحصى أو الزحام، واتجه إلى القبلة ورفع يديه يدعو دعاءً طويلاً، ثم رمى الوسطى وفعل كما فعل في الأولى، يتقدم حتى لا يصيبه الزحام والحصى ويتجه إلى القبلة ويرفع يديه ويدعو دعاءً طويلاً، ثم العقبة ولا يقف للدعاء، ولا يقف للدعاء، لأن الإنسان قد يكون فيه شوق إلى رحله، فليذهب إلى رحله، ولأن جمرة العقبة هي ختام العبادة والدعاء يكون قبل ختام العبادة لا بعده، ولهذا الصلاة لو سألنا سائل : هل الأفضل أن أرفع يدي بعد الصلاة وأدعو، أو أن أدعو بما أريد الدعاء به بعد الصلاة قبل أن أسلم ؟ لقلنا : ادع قبل أن تسلم، يفعل هذا الفعل - رمي الجمرات - يفعله في اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر إن تأخر، وإن تعجل وخرج قبل غروب الشمس في اليوم الثاني عشر فقد انتهى حجه، قال الله تعالى : (( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ )) وهي أيام التشريق : الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر (( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى )) فرخص الله في التعجيل ورخص الله في التأخير، والحمد لله على نعمه .
حكم من ترك المبيت في منى.
الشيخ : وهنا مسائل : المسألة الأولى : لو أن الإنسان خرج من مكة في اليوم الثاني إلى عرفة رأساً ولم يبت في منى ؟ ما الحكم ؟ الحكم أنه ترك سنة، إن نزل في منى قبل عرفة فهو أفضل وإلا فلا شيء عليه، لا فدية ولا إثم ولا صيام ولا شيء، يعني لو ذهب من مكة إلى عرفة رأساً فلا شيء عليه، الدليل : أن رجلاً من طيء، طيء : جبل حول حائل، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي الفجر يوم العيد في مزدلفة، وأخبره بأنه أتعب نفسه وأكلّ راحلته يعني : أتعبها، وأنه ما ترك جبلاً إلا وقف عنده. فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه ) ولم يذكر المبيت في منى ، فدل ذلك على أن المبيت في منى قبل يوم عرفة إيش هو؟ سنة، إن تيسر لك فهذا المطلوب وإن لم يتيسر فلا بأس .
حكم من خرج من مزدلفة قبل الفجر خوفاً من الزحام ورمى حين وصل.
الشيخ : مسألة أخرى : رجل خرج من مزدلفة قبل الفجر خوفاً من الزحام، ورمى حين وصل إليها يعني قبل الفجر جائز ولا غير جائز ؟
جائز، وقد قيده بعض أهل العلم بما إذا كان ضعيفاً أو صغيراً لا يستطيع المزاحمة، لكن في وقتنا هذا كل يخشى المزاحمة، أليس كذلك ؟ الصغير والكبير، فيما سبق ما في هناك زحام إلا قليل، ولا يشق الزحام إلا على شخص ضعيف جداً أو مريض، وأنا أدركت ذلك، أدركت أن الناس يرمون جمرة العقبة يوم العيد ونحن مخيمون عند مسجد الخيف نشاهد الذين يرمون، وتجدهم قليلاً، الذين يذهبون للرمي فكان الناس يقولون : من كان ضعيفاً أو مريضاً أو صغيراً فيدفع خوفاً من الزحام، أما الآن أجيبوا يا جماعة ؟ فالزحام موجود على الكبير والصغير والقوي والضعيف، وعليه فنقول : لا بأس أن يدفع الإنسان قبل الفجر، ومتى وصل إلى منى رمى، وأما حديث : ( ... لا ترموا حتى تطلع الشمس ) فهو حديث فيه نظر، وقد ثبت في * صحيح البخاري * : ( أن ابن عمر يرسل أهله إليه من مزدلفة ويوافون منى عند الفجر أو نحو ذلك ويرمون )، وكذلك كانت أسماء بنت أبي بكر تفعل ذلك، ومن المعلوم : أن الناس إذا وصلوا إلى منى قبل الفجر ممن رخص لهم هل سيبقون هكذا في الخيام حتى تطلع الشمس وترتفع ؟ لا. أبداً، سيبدءون بالرمي، والرمي هو تحية منى كما قال العلماء، بمعنى: أنك من حين أن تدخل منى ارم الجمرة، كما أنك إذا دخلت المسجد إيش ؟ تبادر بصلاة ركعتين، فالقول بأن من جاز له الدفع من مزدلفة في آخر الليل لا يرمي إلا إذا طلعت الشمس قول ضعيف، والصواب : أنك متى وصلت ارم، طيب لو وصلت قبل الفجر ورميت، ونزلت إلى مكة وطفت قبل الفجر طواف الإفاضة ؟ يجوز أو لا يجوز ؟ يجوز، نعم يجوز .
جائز، وقد قيده بعض أهل العلم بما إذا كان ضعيفاً أو صغيراً لا يستطيع المزاحمة، لكن في وقتنا هذا كل يخشى المزاحمة، أليس كذلك ؟ الصغير والكبير، فيما سبق ما في هناك زحام إلا قليل، ولا يشق الزحام إلا على شخص ضعيف جداً أو مريض، وأنا أدركت ذلك، أدركت أن الناس يرمون جمرة العقبة يوم العيد ونحن مخيمون عند مسجد الخيف نشاهد الذين يرمون، وتجدهم قليلاً، الذين يذهبون للرمي فكان الناس يقولون : من كان ضعيفاً أو مريضاً أو صغيراً فيدفع خوفاً من الزحام، أما الآن أجيبوا يا جماعة ؟ فالزحام موجود على الكبير والصغير والقوي والضعيف، وعليه فنقول : لا بأس أن يدفع الإنسان قبل الفجر، ومتى وصل إلى منى رمى، وأما حديث : ( ... لا ترموا حتى تطلع الشمس ) فهو حديث فيه نظر، وقد ثبت في * صحيح البخاري * : ( أن ابن عمر يرسل أهله إليه من مزدلفة ويوافون منى عند الفجر أو نحو ذلك ويرمون )، وكذلك كانت أسماء بنت أبي بكر تفعل ذلك، ومن المعلوم : أن الناس إذا وصلوا إلى منى قبل الفجر ممن رخص لهم هل سيبقون هكذا في الخيام حتى تطلع الشمس وترتفع ؟ لا. أبداً، سيبدءون بالرمي، والرمي هو تحية منى كما قال العلماء، بمعنى: أنك من حين أن تدخل منى ارم الجمرة، كما أنك إذا دخلت المسجد إيش ؟ تبادر بصلاة ركعتين، فالقول بأن من جاز له الدفع من مزدلفة في آخر الليل لا يرمي إلا إذا طلعت الشمس قول ضعيف، والصواب : أنك متى وصلت ارم، طيب لو وصلت قبل الفجر ورميت، ونزلت إلى مكة وطفت قبل الفجر طواف الإفاضة ؟ يجوز أو لا يجوز ؟ يجوز، نعم يجوز .
من لم يجد مكاناً في منى ينزل حيث شاء.
الشيخ : طيب مسألة أخرى : إذا لم يجد الإنسان مكاناً في منى فأين ينـزل ؟ يقول بعض العلماء : ينزل حيث شاء، في مكة، قريباً من الحجاج، في أي مكان، وعللوا ذلك : لأن مكان الفرض تعذر المبيت فيه فهو كما لو قطعت يد الإنسان من فوق المرفق فإنه يسقط عنه إيش ؟ غسلها، فهو الآن تعذر عليه المبيت لتعذر المكان فله أن يبيت في أي مكان، وعندي أن الأحوط والأبرأ للذمة : أن يخيم عند آخر خيمة من الحجاج، ليكون مظهر الناس إيش ؟ واحداً، ويتحد المكان ويشعر الناس أن بعضهم مع بعض، وقياساً على المسجد إذا امتلأ، إذا امتلأ المسجد هل نقول للإنسان : صل في أي مكان، أو صل حيث تتصل الصفوف ؟ الثاني ولا الأول ؟ الثاني، إذاً نقول : الأحوط والأبرأ للذمة أن تضع خيمة عند آخر خيمة من خيام الحجاج، سواء من جهة مكة أو من جهة مزدلفة ، أو من شمال أو من جنوب، طيب .
حكم التوكيل في الرمي.
الشيخ : مسألة أخرى : إذا كان الإنسان لا يستطيع زحام الناس، ككبير ومريض وامرأة وما أشبه ذلك، فهل له أن يوكل ؟ أجيبوا ؟ في هذا خلاف بين العلماء :
من العلماء من قال : إذا كان لا يستطيع سقط عنه الرمي، أخذاً بقوله تعالى : (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )) وهذا لا يستطيع، وأخذاً بقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الصلاة وهي أعظم من الحج قال : ( صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب ) فأسقط عنه القيام مع أنه ركن، لأنه عاجز، فمن العلماء من قال : إذا عجز عن الرمي سقط عنه. ولا شك أننا في هذا الوقت في الزحام الشديد الإنسان الكبير الذكر الرجل القوي، يا الله يتمكن من الرمي، وربما لا يرمي إلا من بعيد، يمكن تقع الحصاة في المكان أو لا تقع، والنساء في الواقع أمرهن مشكل، ضعيفات، متحجبات، محتشمات، أحياناً تخرج المرأة بلا عباءة، تسقط عباءتها مع الزحام، وأحياناً قد تكون نشأ فيها حمل قد تسقط، وأحياناً تدوخ، وهذا والله لا يأتي به الإسلام، لأن الله قال في كتابه العظيم : (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ))، ويقول : (( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )) كيف نحرج أنفسنا والله قد وسع علينا والحمد لله ؟ فصار الآن إذا كان الإنسان عاجزاً عن الرمي فمن العلماء من قال إيش ؟ يسقط، لأن جميع الواجبات تسقط بالعجز، ومنهم من قال : فليوكل، يوكل. واستند إلى حديث هو في * السنن *: أن الصحابة كانوا يرمون عن الصغار، قالوا : فإذا كان الصحابة رضي الله عنهم وهم خير هذه الأمة، بل خير الناس كلهم إذا كانوا يتوكلون عن صبيانهم في الرمي دل هذا على جواز الرمي، وهم يفعلون ذلك مع وجود الرسول عليه الصلاة والسلام. وهذا القول أحوط وأبرأ للذمة : أن من يشق عليه الرمي فليوكل، أفهمتم يا جماعة ! طيب وكل، الوكيل، هل نقول : ارم الثلاث عن نفسك ثم ارجع ولا ارمها كلها في موقف واحد ؟ الثاني، في موقف واحد، لأن هذا ظاهر فعل الصحابة رضي الله عنهم، لم يقولوا : فكنا نرمي عن أنفسنا ثم نرجع ونرمي عن صبياننا، فترمي سبعاً عن نفسك أولاً ثم عن موكلك في الأولى، ثم في الثانية كذلك ثم في الثالثة، مسألة أيضاً : إذا وكل الإنسان من يرمي عنه، فهل يجوز أن يخرج من منى قبل أن يرمي الوكيل ؟ الظاهر نعم يجوز، لأن بقاءه في منى إلى ما بعد الزوال إنما هو من أجل الرمي، والرمي الآن سقط عنه وتعلق بالوكيل فله أن يخرج، لكن ليس له أن يطوف طواف الوداع حتى يرمي من ؟ الوكيل، ليس له أن يطوف طواف الوادع حتى يرمي الوكيل، وعلى هذا فليحدد وقتاً معيناً، يقول لوكيله : متى تظن أنك تنتهي من الرمي ؟ قال : أظن أنني أنتهي من الرمي الساعة الثانية، فإذا تمت الساعة الثانية حينئذٍ إيش ؟ يطوف للوداع ولا حرج، هذا إن لم يكونوا قد تواعدوا أن يكون طواف وداعهم وهم جميع، فهنا ينتظر حتى يأتي رفقته ويطوفون جميعاً، ولعلنا نقتصر على هذا القدر .
من العلماء من قال : إذا كان لا يستطيع سقط عنه الرمي، أخذاً بقوله تعالى : (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )) وهذا لا يستطيع، وأخذاً بقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الصلاة وهي أعظم من الحج قال : ( صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب ) فأسقط عنه القيام مع أنه ركن، لأنه عاجز، فمن العلماء من قال : إذا عجز عن الرمي سقط عنه. ولا شك أننا في هذا الوقت في الزحام الشديد الإنسان الكبير الذكر الرجل القوي، يا الله يتمكن من الرمي، وربما لا يرمي إلا من بعيد، يمكن تقع الحصاة في المكان أو لا تقع، والنساء في الواقع أمرهن مشكل، ضعيفات، متحجبات، محتشمات، أحياناً تخرج المرأة بلا عباءة، تسقط عباءتها مع الزحام، وأحياناً قد تكون نشأ فيها حمل قد تسقط، وأحياناً تدوخ، وهذا والله لا يأتي به الإسلام، لأن الله قال في كتابه العظيم : (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ))، ويقول : (( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )) كيف نحرج أنفسنا والله قد وسع علينا والحمد لله ؟ فصار الآن إذا كان الإنسان عاجزاً عن الرمي فمن العلماء من قال إيش ؟ يسقط، لأن جميع الواجبات تسقط بالعجز، ومنهم من قال : فليوكل، يوكل. واستند إلى حديث هو في * السنن *: أن الصحابة كانوا يرمون عن الصغار، قالوا : فإذا كان الصحابة رضي الله عنهم وهم خير هذه الأمة، بل خير الناس كلهم إذا كانوا يتوكلون عن صبيانهم في الرمي دل هذا على جواز الرمي، وهم يفعلون ذلك مع وجود الرسول عليه الصلاة والسلام. وهذا القول أحوط وأبرأ للذمة : أن من يشق عليه الرمي فليوكل، أفهمتم يا جماعة ! طيب وكل، الوكيل، هل نقول : ارم الثلاث عن نفسك ثم ارجع ولا ارمها كلها في موقف واحد ؟ الثاني، في موقف واحد، لأن هذا ظاهر فعل الصحابة رضي الله عنهم، لم يقولوا : فكنا نرمي عن أنفسنا ثم نرجع ونرمي عن صبياننا، فترمي سبعاً عن نفسك أولاً ثم عن موكلك في الأولى، ثم في الثانية كذلك ثم في الثالثة، مسألة أيضاً : إذا وكل الإنسان من يرمي عنه، فهل يجوز أن يخرج من منى قبل أن يرمي الوكيل ؟ الظاهر نعم يجوز، لأن بقاءه في منى إلى ما بعد الزوال إنما هو من أجل الرمي، والرمي الآن سقط عنه وتعلق بالوكيل فله أن يخرج، لكن ليس له أن يطوف طواف الوداع حتى يرمي من ؟ الوكيل، ليس له أن يطوف طواف الوادع حتى يرمي الوكيل، وعلى هذا فليحدد وقتاً معيناً، يقول لوكيله : متى تظن أنك تنتهي من الرمي ؟ قال : أظن أنني أنتهي من الرمي الساعة الثانية، فإذا تمت الساعة الثانية حينئذٍ إيش ؟ يطوف للوداع ولا حرج، هذا إن لم يكونوا قد تواعدوا أن يكون طواف وداعهم وهم جميع، فهنا ينتظر حتى يأتي رفقته ويطوفون جميعاً، ولعلنا نقتصر على هذا القدر .
الكلام عن أحكام زيارة المدينة.
الشيخ : هنا مسألة خارجة عن النسك : هل يلزم الإنسان إذا حج أن يذهب إلى المدينة أو لا يلزم ؟ لا يلزم، ولا علاقة لزيارة المدينة بالحج إطلاقاً، هذا شيء وهذا شيء، زيارة المدينة في أي وقت، وليعلم أنك إذا زرت المدينة فإنما تقصد المسجد النبوي لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى ) لكن من المعلوم أن الإنسان إذا ذهب وصلى في المسجد النبوي ما شاء الله، أنه سوف يزور النبي عليه الصلاة والسلام، فيسلم عليه، ويجعل وجهه إلى القبر الشريف وظهره إلى ؟ أجيبوا يا جماعة، إلى القبلة، ويسلم على النبي عليه الصلاة والسلام، فإن قال قائل : ما هو أفضل سلام على الرسول ؟ قلنا : أفضل سلام على الرسول ما علمناه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث علمنا أن نقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. هذا أفضل سلام، ولا حاجة أن نطول ونسجع : السلام عليك يا من بالمؤمنين رءوف رحيم، السلام عليك يا خيرة خلق الله، وما أشبه ذلك، ما في داعي، كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا سلم يقول : ( السلام عليك يا رسول الله ) بس. وابن عمر من هو ؟ صحابي من أجل الصحابة، لكن لا بأس أن تسلم بما علم الرسول صلى الله عليه وسلم أمته : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد - إذا زدت هذا طيب - اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.، ثم بعد ذلك تخطو عن اليمين خطوةً واحدة لتسلم على من ؟ على من ؟ على أبي بكر رضي الله عنه، تقول : السلام عليك يا خليفة رسول الله ! رضي الله عنك، وجزاك عن أمة محمد خيراً، وتقول كذلك بالنسبة لـعمر رضي الله عنه، وتنتهي، وإذا شئت أن تخرج إلى مسجد قباء بعد أن تتطهر في بيتك وتصلي فيه ركعتين في غير وقت النهي فهذا طيب، لأن من تطهر في بيته وخرج وصلى في قباء ركعتين كان كعمرة، وتسلم أيضاً على أهل البقيع وفيهم من ؟ عثمان رضي الله عنه الخليفة الثالث للمسلمين، تسلم عليهم بما كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسلم : السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم.، كم زرنا من القبور الآن ؟ قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقبر صاحبيه، والبقيع، كذلك تخرج إلى أحد لتسلم على الشهداء هناك، وأجلهم حمزة بن عبد المطلب، تسلم عليهم بما يسلم به الرسول عليه الصلاة والسلام على أهل القبور، ولا يجوز أبداً أن يعتقد الإنسان أن الرسول عليه الصلاة والسلام ينفعه أو يضره، أو ينجيه من الشدة أبداً، لأن ذلك لمن ؟ لله عز وجل وحده، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يوصي ابن عباس : ( اعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) وأمر الله نبيه أن يقول علناً : (( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً )) ما أملكه، لا أقدر أضركم ولا أقدر أرشدكم، وأمره أن يقول : (( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ))، وقال الله له : (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ )) فأعطيكم منها (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ )) حتى إن أصحابه رضي الله عنهم يغيبون عنه قريباً ولا يدري، قال أبو هريرة : ( كنت مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بعض طرق المدينة، وكان رضي الله عنه على جنابة، فانخنس يعني : ذهب بخفية، واغتسل ثم جاء، فقال : أين كنت ؟ الذي يقول : أين كنت يدري ولا ما يدري ؟ ما يدري، أين كنت ؟ قال : كنت جنباً فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: سبحان الله إن المؤمن لا ينجس )، يدخل بيته أحياناً ولا يدري ما الذي فيه، جاء يوم ودخل البيت وطلب طعاماً، وأتوا له بطعام أو تعذروا منه - نسيت أنا - فقال لهم : ( ألم أر البرمة على النار؟ ) - وهو ما يدري إيش اللي فيه - قالوا : بلى، لكن هذا لحم تصدق به على بريرة .بريرة ماهي ؟ أمة اشترتها عائشة وأعتقتها، وبقيت عند عائشة تخدم قالوا : هذا لحم تصدق بها على بريرة، هل كان يدري ؟ ما كان يدري، يرى البرمة على النار لكن ما يدري ما الذي فيها .
اضيفت في - 2009-05-19