الكلام على أشياء يتهاون بها الناس في الطهارة.
أما بعد: فهذا هو اللقاء الشهري الذي يتم في مساء السبت الثالث من كل شهر، وهذا السبت هو العشرون من شهر محرم عام تسعة عشر وأربعمائة وألف .
نتكلم في هذا اللقاء على أشياء يتهاون بها الناس، ولكنها مهمة جداً، فمنها ما يتعلق بالصلاة، فإن كثيراً من الناس يتهاونون في الطهارة، ولا يبالي أتوضأ على الوجه المشروع أم لم يتوضأ، ولا يبالي أطهر ثوبه وبدنه وبقعته من النجاسة أم لم يطهر، ولا يبالي أصلى صلاةً يطمئن فيها ويأتي فيها بما يجب من قراءة وذكر أم لم يفعل .
أما الطهارة فإنه لا شك أن من شروط الصلاة التي لا تصح إلا بها : أن يتوضأ الإنسان من الحدث الأصغر وأن يغتسل من الحدث الأكبر، دليل ذلك قول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ )) هذا الوضوء، وأما الغسل فقال : (( وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا )) يعني : طهروا جميع البدن .
ثم إن الله عز وجل خفف على العباد في ما إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتوضأ بالماء أو يغتسل بالماء إما لمرض، وإما لفقد الماء، رخص للعباد أن يتيمموا، وذلك بأن يضربوا الأرض بأيديهم ويمسحوا بها وجوههم وأكفهم، قال الله تعالى : (( وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْه ))، ومن الناس من يتهاون في الطهارة من النجاسة، تجد الرجل يبول ثم يقوم من بوله دون أن يستقصي في تطهيره، أما في الماء فتطهيره سهل يغسل الإنسان رأس الذكر حتى يغلب على ظنه أنه تطهر، وهذا سهل، لا تظن أن الأمر صعب، أنت لو أن نقطة بول وقعت على أرض ملساء وصببت عليها الماء، فإن هذا البول سيجري في أول دفعة من الماء أو قل في ثاني دفعة، كذلك البول على رأس الذكر لا يحتاج إلى كبير عناء، ربما في ثلاث مرات أو أربع مرات يغلب على ظنك أن المحل نظف، أما ما يفعله بعض الناس من كونه يتزحر ويتكلف ويتشدد حتى يخرج بوله، حتى يخرج آخر بوله فهذا غلط، هذا غلط، لأن هذا مما يسبب سلس البول في الإنسان .
وكذلك بعض الناس تجده يمسح قناة الذكر من أصلها إلى رأس الذكر بحجة أنه يريد أن يخرج البول الباقي في القناة، وهذا غلط أيضاً، لا الأول ولا الثاني، كلاهما من البدع ومن التعمق في دين الله عز وجل، وما أكثر الذين يبتلون بالوسواس أو بسلسل البول إذا فعلوا مثل هذا الفعل .
الأمر سهل، إذا غلب على ظنك أنك طهرت رأس الذكر من البول انتهى الأمر، فلا حاجة إلى أن تعصره ولا أن تتحمل في إخراج ما بقي .
من الأشياء التي يتهاون فيها الناس الاطمئنان في الصلاة والتهاون بالصلاة نفسها.
ومن الناس من يتهاون بالصلاة على وجه أقبح وأطم وأعظم، لا يقوم لصلاة الفجر إلا إذا جاء وقت العمل، بل ويقول لأهله : لا توقظوني إلا إذا جاء وقت العمل، فماذا ترون في هذا الرجل الذي لا يقوم إلا إذا جاء وقت العمل ثم يقوم ويصلي ؟ أترون صلاته صحيحة ؟ من يعرف ؟
الطالب : غير صحيحة .
الشيخ : غير صحيحة، نعم صدقت، هذا الرجل صلاته غير صحيحة ولا مقبولة ولا مكفرة لسيئاته ولا رافعة لدرجاته، بل هي مردودة عليه، يضرب بها وجهه والعياذ بالله الدليل : قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) يعني : مردوداً، وإذا كان مردوداً فعمله هباء منثور، لا يقبل منه .
وعليه فنقول لهذا الرجل : إنه فعلاً لم يصل صلاة الفجر، لا يصلي في اليوم إلا كم صلاة ؟ أربع صلوات، لأن صلاة الفجر التي تعمد ألا يقوم إلا إذا جاء وقت العمل فيصليها غير مقبولة منه .
من الأشياء التي يتهاون فيها الناس أحكام حج بيت الله.
ويجب عليه ثانياً : إذا رجع وشك في شيء من أعمال الحج ولم يتمكن من عالم يسأله في مكة أن يسأل من حين يرجع .
يحرجنا أقوام يسألونا عن أخطاء في حج له عشر سنين أو أكثر، مثاله : رجل مثلا حج ولم يطف طواف الإفاضة لأنه رأى الزحام الشديد فلم يطف، ثم رجع وتزوج، فماذا تقولون في زواجه ؟ أكثر العلماء يقولون : ما يصح نكاحه، وأنه يجب عليه أن يذهب إلى مكة ويطوف طواف الإفاضة ثم يعقد للنكاح من جديد، شوف الخطر ! وكثير من الناس لا يبالي بهذا، ولو أنه سأل في مكة وأخبر بالحق وجاء بالحق لسلم من هذه المشاكل .
لذلك أقول : يجب على الإنسان إذا فعل شيئاً يظنه خطأً أن يسأل، إذا لم يوفق للسؤال قبل العمل فليبادر بالسؤال عما يظن فيه إشكال .
من الأشياء التي يتهاون فيها الناس قضايا البيوع.
يوجد بعض الناس يبيع السلعة، يعرف أن فيها عيباً ولكنه يكتمه، ثم يقول للمشتري مخادعاً له : أنا أبيع عليك هذا الهيكل سليماً أو معيباً وهو يدري عن العيب هل هذا ناصح أو غاش ؟ أجب يا رجل غاش، ومن ذلك بيع السيارات، وهو الذي يسمونه البيع تحت المكبر أو تحت المايكرفون، يأتي الرجل ويجلب سيارته وهو يعلم أن فيها العيب الفلاني ولكنه يكتمه ويقول : ليس لك إلا كفرات السيارة، هذا لا شك أنه غش وأنه كاتم، وأن الله تعالى ينزع البركة من بيعه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما ) .
ومن الناس من يخادع غيره، يوكله أن يشتري له سلعة يقول : يا فلان اشتر لي الكتاب الفلاني مثلاً فيذهب هذا الوكيل ويشتريه لنفسه ثم يبيعه على من وكله بربح، يشتري الكتاب بعشرة ثم يبيعه على موكله بكم ؟ باثني عشر مثلاً، هذا حرام، أنت إنما اشتريته لمن ؟
السائل : ... .
الشيخ : لا، هو وكيل اشتراه للموكل، اشتراه للموكل، فكيف يخدعه ويشتريه لنفسه ثم يبيع عليه بربح ؟ هذا لا شك أنه غش ولا أحد، ولا أحد يدري عنه إلا يذمه ويقول : هذا خداع وكذب .
طيب إذاً ماذا يصنع هذا الوكيل إذا كان يريد أن يشتغل بأجرة ؟ نقول : يتفق مع الموكل ويقول : أنا اشتري لك السلعة الفلانية لكن لي عشرة في المائة مثلاً، أو أشتريها بمائة ريال يعني : أجرة مائة ريال وما أشبه ذلك، أما أن يخدعه ويوكله الرجل ثم يذهب ويشتري السلعة لنفسه ثم يبيعها على هذا بربح فهذا عين الظلم وعين الغش .
من ذلك أيضاً أنه مع الأسف كثر في الناس الآن شراء الوظائف، يحاول الرجل أو المرأة أن تتوظف في بلدها مثلاً ولا يحصل لها، ثم يأتيها رجل ويقول : أعطيني عشرة آلاف ريال أضمن لك الوظيفة في البلد .
هذا الرجل أتظنون أن المسئولين بمجرد ما يقول لهم هذا الرجل : وظفوها في المكان الفلاني يوظفونها، أجيبوا ؟ لا، لا بد أن يأخذوا شيئاً، ويأخذ هذا شيئاً، والثالث شيئاً وتعود المسألة إلى شراء ضمائر والعياذ بالله وهذا لا يجوز، لأنه ليس من المعقول أن رجلاً يأخذ عشرة آلاف ريال بمجرد أن يقف على المسئول ويقول : يا فلان! هذا إنسان فقير ومحتاج، وظفه في المكان الفلاني، هذه ما تساوي عشرة آلاف ريال، لكنه سوف يرشي، سوف يرشي المسئولين حتى يتمكن من الوصول إلى غرضه والعياذ بالله .
والأشياء كثيرة وعلى الإنسان أن ينصح نفسه، وأن يعلم أن هناك حساباً وأننا في الدنيا إنما نعمل لإيش ؟ للآخرة، قال الله تعالى : (( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ))، وقال الله تبارك وتعالى في وصف الدنيا : (( كَمَثَلِ غَيْثٍ )) إيش ؟ (( أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً )) فكر في نفسك، في مثل هذا الشهر من العام الماضي معك أناس أصحاب، إخوان أصبحوا الآن في قبورهم مرتهنين، لا يملك الواحد منهم أن يزيل سيئة من سيئاته، ولا أن يكتسب حسنة فوق حسناته، وما أصابهم فسوف يصيبك، تعداك الموت إليهم وسيتعدى غيرك إليك، حاسب نفسك، أنقذ نفسك قبل أن لا تستطيع، وفي الحديث : ( ما من ميت يموت إلا ندم، إن كان محسناً ندم ألا يكون ازداد، وإن كان مسيئاً ندم ألا يكون استعتب ) أنقذ نفسك ما دمت في زمن الإمهال، كل شيء بيديك الآن، إن كنت ظالماً لأحد تستطيع أن تستحله من مظلمته أو تردها عليه، إن كنت مسرفاً على نفسك في ما بينك وبين ربك يمكنك أن تنقذ نفسك من هذا الإسراف فحاسب نفسك أيها الأخ .
أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الهداة المهتدين، الصالحين المصلحين، وأن يحسن لنا ولكم العاقبة، وأن يختم لنا ولكم بالتوحيد .
وإلى الأسئلة، نرجو الله أن يوفقنا للصواب .
بعض الموسوسين الذين أشرت إلى بعض أحوالهم يأتي إلى غسل الذراعين ويأخذ في غسلهما وقتاً طويلاً، فإذا قلنا له: إن هذا من الوسواس. قال: الذراع على شكل أسطواني لا ترى هل وصل الماء إلى أسفله أم لا. فننصحه ولا يتوجه، فما هي نصيحتكم له، وما هي الكتب التي تعالج مثل هذا الموضوع.؟
الشيخ : الذراع إيش ؟
السائل : على شكل إسطواني لا ترى، هل وصل الماء إلى أسفله أم لا، فننصحه ولا يتوجه، فما هي نصيحتكم له، وما هي الكتب التي تعالج مثل هذا الموضوع ؟
الشيخ : نعم، نصيحتي لهذا الأخ أن يتقي الله عز وجل، وأن يلتزم بالحدود الشرعية، جاء في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( توضأ مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً، وقال : من زاد على ذلك فقد أساء وتعدى وظلم ) هل تقبل أن تكون مسيئاً متعدياً ظالماً ؟ لا، ولا شك أن هذا الذي ذكر عن نفسه ما سمعتم لا شك أنه واقع في كثير مما وقع فيه، فيه غيره، بمعنى : أن الوسواس في الناس أصبح كثيراً، ولا أدري أهو كثير من زمان ولم نعلم به، أو هذا الكثر متجدد، على كل حال : سوف يتأثر، إذا اقتصر على المشروع على الثلاث بلا زيادة سوف يتأثر، ويضيق صدره، ويقول : إنه صلى بغير طهارة، نقول : لا بأس، اكسر هذا الحد ثم يلين كل شيء، لو قال لك الشيطان : إنك لم تكمل الطهارة قل : لا بأس، صل، وإذا عزمت ولاقيت هذا الشيء بحزم أزاله الله عنك، مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والصبر على تحمل ما يحصل لك من المشقة .
5 - بعض الموسوسين الذين أشرت إلى بعض أحوالهم يأتي إلى غسل الذراعين ويأخذ في غسلهما وقتاً طويلاً، فإذا قلنا له: إن هذا من الوسواس. قال: الذراع على شكل أسطواني لا ترى هل وصل الماء إلى أسفله أم لا. فننصحه ولا يتوجه، فما هي نصيحتكم له، وما هي الكتب التي تعالج مثل هذا الموضوع.؟ أستمع حفظ
إذا غسل الإنسان عورته بعد الحدث وجاء وقت الصلاة، فهل يغسل العورة من جديد عند الوضوء.؟
الشيخ : لا، إذا استنجى الإنسان عند البول ثم جاء وقت الصلاة فلا حاجة أن يعيد الاستنجاء مرة أخرى، لأن الاستنجاء إزالة نجاسة، إذا زالت النجاسة هل هناك حاجة إلى أن تعيد غسلها عند الوضوء ؟ لا، ولهذا قال الله تعالى : (( إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ )) ولا ذكر الاستنجاء، لأن الاستنجاء إزالة نجاسة متى أزلتها في أي وقت فإنها تزول ولا حاجة إلى إعادة غسلها نعم .
امرأة حامل نزل منها دم ما حكم صلاتها وصومها، هل تترك الصلاة والصوم.؟
الشيخ : الحامل إذا نزل منها الدم فهذا الدم دم فساد، ليس حيضاً، فتصلي وصلاتها صحيحة، تصوم وصومها صحيح، يحل لزوجها ما يحل لها إذا لم يأتها هذا الدم، لأن هذا الدم يسميه العلماء دم فساد، ولكن لا تتوضأ للصلاة إلا بعد دخول وقتها، إلا النافلة فمتى أرادت أن تصلي تتوضأ، في أي وقت غير أوقات النهي، أما الفريضة فلا تتوضأ لها إلا إذا دخل الوقت، هذا إذا كان الدم مستمراً، أما إذا كان متقطعاً وتوضأت ولم يخرج شيء حتى دخل وقت الصلاة فإنها تصلي الصلاة ولا حرج عليها نعم .
ما الحكم إذا وقع على الثوب دم من جرح في اليد، هل الدم نجس أم لا.؟ وما هو الدم الذي ينجس.؟
الشيخ : إذا صلى في ثوب أصابه دم من يده فإن صلاته صحيحة، لأن الدم الخارج من الإنسان ليس بنجس إلا ما خرج من السبيلين، فالرعاف دم طاهر، وما يخرج من جرح زجاجة أو مسمار أو ما أشبه ذلك هو دم طاهر، ولم يوجد لا في القرآن ولا في السنة أن دم الآدمي نجس إلا ما خرج من السبيلين، وما خرج من السبيلين فهو نجس، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم الحائض أن تغسل الدم عنها، لكن الدم الباقي لم يرد الأمر بغسله، والصحابة في الحروب يصلون بجراحاتهم، والجروح دمها كثير في الحرب، وأما غسل النبي صلى الله عليه وسلم وجهه من الدم حين جرح في أحد فهذا لا يدل على النجاسة، وإنما يدل على إزالة الدم لأنه مستقذر، ولا يريد الإنسان أن يرى الناس عليه شيئاً من الدم .
الخلاصة : أن دم الآدمي طاهر إلا إيش ؟ إلا ما خرج من السبيلين القبل أو الدبر، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن المؤمن لا ينجس ) وفي الحديث : ( ما أبين من حيٍ فهو كميتته ) وميتة الآدمي طاهرة ولا نجسة ؟ طاهرة، لكن لا ينبغي للإنسان أن يبقي أثر الدم على نفسه، بل يغسله لئلا يتقزز الناس من مشاهدته نعم .
8 - ما الحكم إذا وقع على الثوب دم من جرح في اليد، هل الدم نجس أم لا.؟ وما هو الدم الذي ينجس.؟ أستمع حفظ
في ظهري لزقة بمقدار شبر ولا تصل يدي لأمسح عليها، فهل أتيمم عند الغسل للجنابة.؟
الشيخ : في ؟
السائل : في ظهري لزقة بمقدار شبر ولا تصل يدي لأمسح عليها، فهل أتيمم عند الغسل للجنابة ؟
الشيخ : إذا لم تتمكن من مسحها فمن الممكن أن تجعل الماء يصب عليها على هذه اللزقة ويجزئ ما دام الماء يصب عليها كأنما يصب على ظهرك فإن ذلك مجزئ نعم .
أنا عندي أطفال صغار يتبولون على الفرش ولكن مع الوقت ينشف هذا البول ولا يوجد له أي أثر، فهل يجوز للمتوضئ أن يطأ على هذه الفرش.؟
الشيخ : نعم، الوطء على الفراش النجس إذا لم يكن الفراش رطباً ولا القدم رطبة لا يضر ولا يؤثر، ومن القواعد عند العوام وهي قاعدة صحيحة يقولون : " ما بين اليابسين نجاسة " انتبه للمثال الضابط، ضابط فقهي هذا : ما بين اليابسين نجاسة، يعني : إذا التقى شيئان يابسين فإنه لا ينجس أحدهما الآخر، لكن إذا كانت الرجل رطبة والمكان نجساً فإن الواجب غسل الرجل بعد ذلك، لكنني أنصح إخواننا بارك الله فيهم : إذا أصابت النجاسة الفرش فليبادروا بغسلها لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك أي : يبادر بغسل النجاسة لما بال الرجل الأعرابي في المسجد وانتهى من بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم فوراً أن يصب على بوله دلو من ماء، ( ولما جيء بصبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقعده في حجره، فبال الصبي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بماء فأتبعه بوله )، يعني : صب على بول الصبي بدون غسل ولا فرك، لأن بول الصبي الذكر الذي لم يأكل الطعام وإنما يتغذى بالحليب خفيف النجاسة، يكفي أن تصب عليه ماءً يغمره دون فرك ولا غسل .
فأقول : إنه ينبغي لنا إذا بال أحد الأولاد على الفراش أن نبادر بغسله، ولكن كيف نغسله إذا كان لاصقا بالأرض مثل الفرش الكبيرة هذه ؟ نقول : أولاً : نأتي باسفنج ونشفط به البول حتى ينشف، ثم نصب على البول مرتين أو ثلاثاً ماءً وبذلك يطهر .
وأما الصغار الأصل في الصغير النجاسة أو الطهارة ؟ الأصل الطهارة، حتى لو خرجوا من الحمام فهم طاهرون، يعني أقدامهم طاهرة، لأن الحمام، نعم، لأن النجاسة في الحمام هل تكون في كل الحمام أو في المكان المعد لها ؟ أجيبوا ؟ في المكان المعد لها الحوض وبقية أجزاء الحمام طاهرة، الحوض أيضاً إذا صب الماء وزالت النجاسة طهر نعم .
10 - أنا عندي أطفال صغار يتبولون على الفرش ولكن مع الوقت ينشف هذا البول ولا يوجد له أي أثر، فهل يجوز للمتوضئ أن يطأ على هذه الفرش.؟ أستمع حفظ
أنا أشتكي من عدم تيقن خروج المذي، فعندما أفكر بالشهوة لا أدري أخرج مني أم لا، هل هناك ضابط في خروجه بارك الله فيك.؟
الشيخ : نعم، إننا سنعطي الأخ السائل والسامع ضابطاً نافعاً عليه دليل من السنة : إذا شككت هل خرجت منك ريح أو بول أو مذي أو غيره مما يبطل الوضوء فالأصل إيش ؟ الأصل الطهارة ولا نقول لازم توضأ ؟ الأصل الطهارة، الدليل : أن الصحابة رضي الله عنهم شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل يحس في بطنه شيئاً ولا يدري أخرج منه شيء أم لا، فقال : ( لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً ) يعني : حتى يتيقن، فالأمر والحمد لله واسع، لكن بعض الناس يغلبه الوسواس فإذا شك ذهب ينظر إلى رأس الذكر مثلاً، ولا حاجة إلى هذا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل : إذا شك أحدكم فليستبرئ ولينظر، بل قال : ( فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً ) وهذا يعني أننا لا ننقب، ما دامت المسألة شكا، فإننا لا ننقب ولا نذهب ننظر، نقول : الحمد لله، نتلهى عنه ونتغافل عنه والأصل الطهارة .
كذلك يوجد بعض الناس يشك في حلقة الدبر، يحس برطوبة ولا يدري أهي عرق أو شيء خارج فماذا نقول ؟ الأصل الطهارة وهذا عرق ولا نقول الأصل النجاسة ؟ الأصل الطهارة، وهذا عرق، نحمله على العرق، لاسيما إذا كنت تحس بهذا في أيام الحر وتفقده في أيام البرد فإن هذا قرينة واضحة على أنه عرق، والأصل الطهارة والحمد لله نعم .
11 - أنا أشتكي من عدم تيقن خروج المذي، فعندما أفكر بالشهوة لا أدري أخرج مني أم لا، هل هناك ضابط في خروجه بارك الله فيك.؟ أستمع حفظ
أنا شاب ملتزم -ولله الحمد- ولكني بليت ببلوى وهي أن إخواني أتوا بجهاز الدش في استراحة لنا بالمزرعة، كنا نجتمع فيها اجتماع العائلة، ناصحتهم وخوفتهم بالله ولم يستجيبوا لي، ثم انقطعت عنهم في الاجتماع، ثم بعد فترة أتاني الشيطان وقال لي: لماذا لا تنظر إلى هذا الجهاز، إن كان حقاً قبلته وإن كان باطلاً رددته، ثم أخذ يوسوس لي حتى وقعت في هذه المصيبة فأخذت أنظر إليه وأهلي لا يعلمون ذلك إلى الآن، بل إني أناصحهم وأحذرهم منه أمامهم، أما في الخلوة فأذهب وأشغله بغير علمهم وأنا الآن على جرف يكاد ينهار، فما الحل في هذه المصيبة حماك الله من ذلك.؟
الشيخ : نسأل الله أن يحمينا وإياه وإخواننا المسلمين من هذه المصيبة .
الواقع أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأنه يتدرج به شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى غاية الكفر والعياذ بالله ولهذا قال العلماء رحمهم الله : " إن المعاصي بريد الكفر "، أتدرون بريد الكفر يعني ؟ يعني : أن الشيطان ينقله من مرحلة إلى مرحلة حتى يصل إلى الغاية، وكان الناس فيما سبق يرسلون رسائلهم عن طريق البريد، البريد عبارة عن خيل يركبها الناس، يسيرون فيها مثلاً عشرة كيلو أو أكثر، هذه محطة، ثم تقف هذه الخيول، وإذا خيول أخرى في المحطة تعدو بها إلى المحطة الثانية، والثالثة، والرابعة حتى تصل إلى البلد، فالمعاصي في الواقع بريد الكفر، يحمل الشيطان الإنسان عليها مرحلة مرحلة حتى ينال غايته منه أجارنا الله وإياكم من ذلك .
نصيحتي للأخ السائل : أن يكون عنده عزم، وأن يكون حازماً، وأن يبعد عن هذا، وإذا حدثته نفسه أن يذهب إليه فلينصرف إلى آخر، لينصرف إلى البيت، إلى المسجد، إلى أصحاب الخير، مع الاستعانة بالله، ودعاء الله عز وجل، أسأل الله أن يصرفني وإياه وإياكم عن كل سوء، وأن يصرف كل سوء عنا نعم .
12 - أنا شاب ملتزم -ولله الحمد- ولكني بليت ببلوى وهي أن إخواني أتوا بجهاز الدش في استراحة لنا بالمزرعة، كنا نجتمع فيها اجتماع العائلة، ناصحتهم وخوفتهم بالله ولم يستجيبوا لي، ثم انقطعت عنهم في الاجتماع، ثم بعد فترة أتاني الشيطان وقال لي: لماذا لا تنظر إلى هذا الجهاز، إن كان حقاً قبلته وإن كان باطلاً رددته، ثم أخذ يوسوس لي حتى وقعت في هذه المصيبة فأخذت أنظر إليه وأهلي لا يعلمون ذلك إلى الآن، بل إني أناصحهم وأحذرهم منه أمامهم، أما في الخلوة فأذهب وأشغله بغير علمهم وأنا الآن على جرف يكاد ينهار، فما الحل في هذه المصيبة حماك الله من ذلك.؟ أستمع حفظ
أنا امرأة قدمت من بلدي إلى جدة وكنت محرمة، وقبل أداء العمرة جاءني ما يأتي النساء فأدى زوجي العمرة ورجعنا، حيث أنه مرتبط بعمل، وسارت بنا الحياة طبيعية كزوجين، ثم نزلنا وأدينا مناسك العمرة والحج بعد ذلك، وكان ذلك منذ ثلاث سنوات تقريباً، ولم نعلم أنه كان ينبغي علي أداء العمرة إلا قريباً، فماذا علي الآن مع العلم أني عندما أديت مناسك العمرة لم أنو أنها عن العمرة التي لم يتيسر لي القيام بها.؟
السائل : ... .
الشيخ : ... هي مازالت في عمرتها .
13 - أنا امرأة قدمت من بلدي إلى جدة وكنت محرمة، وقبل أداء العمرة جاءني ما يأتي النساء فأدى زوجي العمرة ورجعنا، حيث أنه مرتبط بعمل، وسارت بنا الحياة طبيعية كزوجين، ثم نزلنا وأدينا مناسك العمرة والحج بعد ذلك، وكان ذلك منذ ثلاث سنوات تقريباً، ولم نعلم أنه كان ينبغي علي أداء العمرة إلا قريباً، فماذا علي الآن مع العلم أني عندما أديت مناسك العمرة لم أنو أنها عن العمرة التي لم يتيسر لي القيام بها.؟ أستمع حفظ
سألني أحد طلابي عن حكم قبر في بيتهم لأخ له ولد ميتاً فحفرت أمه له حفرة عميقة في أحد زوايا البيت وأخفته فيها ولم أعلم إلا قبل أيام، وقد مر عليه الآن ثمان سنوات، فما حكم الصلاة في البيت.؟ وكذلك هل ينبش هذا القبر الآن مع العلم أنه قد لا يوجد له أثر.؟
الشيخ : نعم، الواجب أولاً : أن يصلي عليه صلاة الجنازة، ثانياً : أن ننبشه وندفنه في المقبرة لأن البيوت ليست مقابر .
14 - سألني أحد طلابي عن حكم قبر في بيتهم لأخ له ولد ميتاً فحفرت أمه له حفرة عميقة في أحد زوايا البيت وأخفته فيها ولم أعلم إلا قبل أيام، وقد مر عليه الآن ثمان سنوات، فما حكم الصلاة في البيت.؟ وكذلك هل ينبش هذا القبر الآن مع العلم أنه قد لا يوجد له أثر.؟ أستمع حفظ
أنا إمام مسجد ألقي دروساً بعد صلاة العصر والعشاء باستمرار وبدون استثناء يوم من أيام الأسبوع، ولكن بعض كبار السن ينكر علي الحديث في يوم الجمعة بحجة أن مشائخهم الذين عاصروهم يكرهون ذلك، فهل هناك حكم شرعي.؟
الشيخ : أولا ً: إذا كانت الدروس التي يلقيها مواعظ فلا ينبغي أن يعظ الناس كل يوم فيملهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخول أصحابه بالموعظة، أما إذا كانت دروساً علمية فلا بأس أن يستمر كل يوم، ومشائخنا الذين كانوا لا يقرءون أو لا يدرسون يوم الجمعة على الناس يفعلون ذلك بحجة ألا يُملوا الناس، لأن الناس سمعوا خطبة الجمعة واكتفوا بها موعظةً، واكتفوا بها فقهاً، فلذلك كان علماؤنا الذين أدركناهم لا يحدثون الناس يوم الجمعة بعد العصر اكتفاءً بإيش ؟ أجيبوا ؟ اكتفاء بخطبة الجمعة، نعم، لكن لو فعلها الإنسان ليس عليه شيء، يعني : لو أن الإنسان صار يدرس الناس كل عصر ومن ذلك يوم الجمعة فلا بأس .
15 - أنا إمام مسجد ألقي دروساً بعد صلاة العصر والعشاء باستمرار وبدون استثناء يوم من أيام الأسبوع، ولكن بعض كبار السن ينكر علي الحديث في يوم الجمعة بحجة أن مشائخهم الذين عاصروهم يكرهون ذلك، فهل هناك حكم شرعي.؟ أستمع حفظ
أنا رجل مواظب على جميع الصلوات في المسجد، وفي بعض الأحيان تفوتني صلاة الفجر، وقد يمر عليَّ أيام ثلاثة لم أوفق فيها لحضورها، مع العلم أني أنام ونيتي القيام، وأكون نادماً قلقاً جداً إذا لم أصل صلاة الفجر، وهذا يا شيخ يتكرر في الشهر ثلاث أو أربعة أيام، فما العمل.؟
الشيخ : العمل أنه يجب عليك أن تحتاط في الاستيقاظ، تضع عندك ساعة منبهة، فإن كنت ثقيل النوم فاطلب من أهلك أن يأتوا إليك ويوقظوك، وإذا لم يكن عندك أحد في البيت اطلب من إخوانك .