الكلام عن أحكام اللباس ومنكراته .
أما بعد: فإنني أذكركم - أيها الإخوة - بما أنعم الله علينا في هذه البلاد، بما أنعم الله به علينا في هذه البلاد، من الرخاء والأمن والاستقرار، وغير ذلك مما لا يوجد في كثير من البلاد، وأنتم تعلمون أو كثير منكم يعلم ما يحدث في العالم من الشرور والفتن والكوارث، من الفيضانات والزلازل وغير ذلك، ولا شك أن النعم تستوجب منا الشكر، لأننا إذا شكرنا الله عز وجل فقد قال الله تعالى : (( وإذ تأذن ربكم لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )) فبين الله عز وجل أنه بالشكر يزيد النعم، أما إذا صار العكس الكفر فإن الله تعالى سيعذب هؤلاء الذين أنعم الله عليهم فبدلوا نعمة الله كفراً .
تهافت النساء على الموضة.
مع الأسف يوجد الآن ألبسة للنساء ملأت الأسواق، ألبسة إذا لبستها المرأة صارت شبه عارية، كأنها عارية، ألبسة يوجد عليها صور لا يجوز لبسها، ألبسة يكتب عليها عبارات بذيئة سخيفة باللغة الإنجليزية، والناس كإبل نافرة ينكبون على هذه الألبسة ويشترونها من غير أن يفكروا فيها .
تحريم لبس النساء للبنطلونات وسبب التدهور في اللباس.
هناك ألبسة ذكرت منها بعض الشيء، في ألبسة من الحلي تكون على شكل حيوان، على شكل فراشة أو على شكل حية أو فيها صورة رئيس أو زعيم للكفار، أو مكتوب فيها كلمات سخيفة، كلها موجودة الآن، والواجب مقاطعة هذه الأشياء لأنها حرام، الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، وسبحان الله تلبس المرأة خاتماً أو حلياً آخر لتطرد ملائكة الرحمن عنها، لأنها إذا كانت صورة فالملائكة لا تدخل البيت، وتكون هذه المرأة شؤماً على نفسها وعلى من في البيت حيث إن الملائكة لا تدخل بيتهم، وإذا لم تدخل الملائكة البيت ما الذي يدخله ؟ الشياطين، تدخله الشياطين، فهل أحد يرضى بذلك ؟ إنك الآن تمشي في السوق يقابلك طفلان : أحدهما ذكر والثاني أنثى، أيهما أرفع ثوباً ؟ الأنثى، الأنثى هي الأرفع ثوباً، تجد ثوبها إلى الركبة والصبي الذكر إلى الكعب إن لم يكن أنزل، انعكست القضية يا إخواني، انقلبت الأوضاع، كان الذي ينبغي لنا أن تكون الطفلة أسبغ ثوبا وأطول ثوباً من الطفل، ولكن التقليد الأعمى، صاروا يشاهدون في المجلات أو في ما يسمونه البردة أو في القنوات الفضائية مثل هذه الألبسة فظنوا أن هذا هو الخير .
يوجد - أيضاً - ألبسة للذكور، تجد الذكر عليه هافاً - هافا يعني سروالاً قصيراً - وعليه قميص - أعني ثوباً خفيفاً جداً - يصف البشرة، ومع ذلك يمشي بين الناس، وأدهى من ذلك أنه يصلي به، يقف بين يدي الله عز وجل عارياً نسأل الله العافية، وهذا لا تجزئه صلاته إذا صلى على هذا الوجه، لأن الله تعالى يقول : (( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ )) وهذه زينة ناقصة، وذكر ابن عبد البر رحمه الله : " أن العلماء أجمعوا على بطلان صلاة من صلى عرياناً وهو قادر على الستر "، العلماء أجمعوا على ذلك، فالواجب الحذر من هذه الألبسة المحرمة فإن الله يقول : (( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً )) اللباس الذي يواري السوءات هو الضروري، ومعنى يواري إيش ؟ يغطي، وريشا ً: لباس الكمال، (( وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ )) وهذا حث من الله عز وجل أن نأخذ بلباس التقوى أن نتقي الله عز وجل في أنفسنا وفي أهلنا فإنه خير .
أسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم التوفيق لما يحب ويرضى، والذي ينبغي للإنسان أن يشكر نعمة الله وأن ينفق، لا يسرف ولا يقتر وكان بين ذلك قواما، وإذا اشترى ثوباً جديداً وعنده ثوب خلق فالأفضل أن يتصدق به على الفقراء إما في بلده وإما في بلد آخر، ويكون هذا من شكر نعمة الله عز وجل، وإن بعض الناس لا يهتم بهذا إذا اشترى الثوب الجديد رمى بالأول وإن كان صالحاً للاستعمال وهذا من إضاعة المال، ولهذا قال العلماء : ينبغي للإنسان إذا لبس ثوباً جديداً أن يتصدق بالثوب الخلق - يعني : القديم - حتى يلبس ثوباً جديداً حسياً ويلبس ثوباً معنوياً، لأن الصدقة قربة إلى الله عز وجل، ثم إن الواجب ألا يبخل الإنسان على أهله في ما يجب من كسوة أو طعام أو شراب، لأنه مسئول عن ذلك إذا ضيعه، ولكن ليكن قيامه بذلك على وجه لا إسراف فيه ولا تقتير، نسأل الله لنا ولكم السلامة والتوفيق لما يحب ويرضى .
وأمامي أسئلة كثيرة لعل فيها شيئا لم نذكره، وإلى الأسئلة إن شاء الله .
حول موضوع لباس المرأة: رفعت المرأة ثوبها من أسفل ولبست المشقوق من الخلف أو من الجانبين، وفي الآونة الأخيرة ظهرت موضة جديدة وهي كشف أعلى الجسد الصدر والأكتاف وأعلى الظهر، فلا يسترها شيء بحجة أن ذلك أمام النساء، والمرأة مع المرأة لا يجب عليها إلا ستر العورة المغلظة، فهل هذا العمل والقول حق أم باطل.؟ وما هو دور الرجال والصالحات من النساء.؟
الشيخ : هذا فهم خاطئ، وقول باطل أن تقول المرأة : إن المرأة أمام النساء تكشف كل شيء إلا العورة المغلظة، من قال هذا ؟ هذا ولا لباس الكفار - والعياذ بالله - يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : لباس نساء الصحابة في البيوت لباس يستر من الكف - كف اليد - إلى الكعب -كعب القدم - في البيوت، فإذا خرجت لبست القفازين لتستر إيش ؟ اليدين، وأرخت ذيل ثوبها إلى شبر أو إلى ذراع حتى لا تنكشف الأقدام، هكذا لباس الصحابة، ولا يمكن أن تجد في الصحابة أو أن يروى عن الصحابة أن المرأة تلبس ما يستر ما بين السرة والركبة فقط أبداً، لو تصور الإنسان هذه الصورة لوجدها بشعة يعني : المرأة تخرج الثدي طالعة، والأكتاف وأعلى الظهر، من يقول هذا ؟ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ) يعني : أنها لا تتقصد أن تنظر إلى العورة لو كشفتها المرأة المنظورة لحاجة، كما لو كانت تبول مثلاً فلا يجوز للمرأة الأخرى أن تنظر إليها في هذه الحال، لأنها تنظر إلى عورة، وإذا كان الله عز وجل يقول : (( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنّ )) دل على أن الثوب يصل إلى أين ؟ إلى أي مكان ؟ الخلاخيل، ما يخفين من زينتهن هي الخلاخيل في الرجل، وبأي شيء تخفيها ؟ بالثوب، وهذا دليل على أن ثياب نساء الصحابة تصل إلى الكعب، فلا تضرب بالرجل فيعلم الناس ما تخفي من الزينة، لأن هذا فتنة .
نعم .
4 - حول موضوع لباس المرأة: رفعت المرأة ثوبها من أسفل ولبست المشقوق من الخلف أو من الجانبين، وفي الآونة الأخيرة ظهرت موضة جديدة وهي كشف أعلى الجسد الصدر والأكتاف وأعلى الظهر، فلا يسترها شيء بحجة أن ذلك أمام النساء، والمرأة مع المرأة لا يجب عليها إلا ستر العورة المغلظة، فهل هذا العمل والقول حق أم باطل.؟ وما هو دور الرجال والصالحات من النساء.؟ أستمع حفظ
أنا آمر زوجتي بخلع البنطال فترفض وتقول: أنا عندك ولا يوجد أحد غيرنا. فماذا أفعل يا فضيلة الشيخ.؟ هل أهجرها في المنام.؟ أرشدني جزاك الله خيراً، وهل علي إثم بعد النصيحة.؟
فماذا أفعل يا فضيلة ؟
الشيخ : في إيش ؟
السائل : يقول : فترفض وتقول : أنا عندك .
الشيخ : الأول الأول ؟
السائل : يقول : أنا آمر زوجتي بخلع البنطال .
الشيخ : البنطال ؟
السائل : نعم، فترفض وتقول : أنا عندك ولا يوجد أحد غيرنا، فماذا أفعل يا فضيلة الشيخ ؟ هل أهجرها في المنام ؟ أرشدني جزاك الله خيراً، وهل علي إثم بعد النصيحة ؟
الشيخ : هذا أمر سهل، أنت قوام عليها، خذ البنطلون منها وأحرقه وهي تنظر إليه، وتلبس القميص وما يسترها، وكيف تغلبك ؟ أنت رجل وهي امرأة ؟ (( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ )) وإيش؟ (( وَاضْرِبُوهُنَّ )) المرأة لما قال عز وجل : (( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً )) ما قال : تضربه، الرجل قال : (( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ )) لك السلطة عليها، ولولا أنها تريد هذا اللباس ما ذهبت تجادلك لأنها بالنسبة لك تستطيع في الفراش أن تتعرى نهائياً، ولا يكون عليها لا بنطلون ولا سروال ولا شيء أبداً، لكن يكون عليكما جميعاً الرداء لئلا تنكشفا، وإذا كان هذا سائغاً بالنسبة للزوج فما الفائدة من البنطلون ؟ وأنا أقول لك : استعن بالله عليها وخذ بنطلونها وأحرقه، وهي سوف ترضخ للحق إن شاء الله .
نعم .
5 - أنا آمر زوجتي بخلع البنطال فترفض وتقول: أنا عندك ولا يوجد أحد غيرنا. فماذا أفعل يا فضيلة الشيخ.؟ هل أهجرها في المنام.؟ أرشدني جزاك الله خيراً، وهل علي إثم بعد النصيحة.؟ أستمع حفظ
فضيلة الشيخ.. ذكرت التصدق بالثوب الخلق، فهل يعارض قول الله عز وجل:(( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تنفقون )).؟
الشيخ : ... ؟
السائل : فهل يعارض قول الله عز وجل : (( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ )) ؟
الشيخ : لا، لا يعارض لأن هذا في الزكاة، الآية، الآية في الزكاة، لا يجوز للإنسان أن يقصد الرديء من ماله ويخرجه في الزكاة، وأما ما ليس واجباً عليه إخراجه فليخرج ما شاء، ولا شك أن التصدق بهذا خير من إتلافه نعم .
6 - فضيلة الشيخ.. ذكرت التصدق بالثوب الخلق، فهل يعارض قول الله عز وجل:(( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تنفقون )).؟ أستمع حفظ
ركبت الطائرة من الرياض إلى جدة بنية العمرة، ثم أعلن قائد الطائرة أنه بعد خمس وعشرين دقيقة سنمر فوق الميقات ولكن غفلت عن زمن المرور فوق الميقات بمقدار أربع أو خمس دقائق وأتممنا مناسك العمرة، فما الحكم يا فضيلة الشيخ.؟
الشيخ : الحكم أنه على ما ذكره العلماء يلزمه، بل يلزم هذا السائل أن يذبح شاةً في مكة ويوزعها على الفقراء، فإن لم يجد فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، لكني أنصح الإخوة : أنه إذا أعلن القائد أنه بقي خمسةً وعشرين دقيقة أو عشر دقائق أن يحرموا، لأن بعض الناس ينام بعد هذا الإعلان ولا يشعر إلا وهو قريب من مطار جدة، وأنت إذا أحرمت قبل الميقات بخمس دقائق أو عشر دقائق أو ساعة أو ساعتين فلا عليك شيء، المحذور أن تؤخر الإحرام حتى تجاوز الميقات، وخمسة دقائق للطيارة كم تبلغ ؟ كم مسافة ؟ مسافة طويلة، فأقول للأخ السائل : اذبح فدية في مكة ووزعها على الفقراء عن كل واحد منكم لم يحرم إلا بعد الميقات، لكن في المستقبل انتبهوا إذا أعلن قائد الطائرة فالأمر واسع أحرموا، حتى إذا نمتم بعد ذلك لم يضركم نعم .
7 - ركبت الطائرة من الرياض إلى جدة بنية العمرة، ثم أعلن قائد الطائرة أنه بعد خمس وعشرين دقيقة سنمر فوق الميقات ولكن غفلت عن زمن المرور فوق الميقات بمقدار أربع أو خمس دقائق وأتممنا مناسك العمرة، فما الحكم يا فضيلة الشيخ.؟ أستمع حفظ
شخص ذهب بعدما فعل -نفس السؤال السابق- لكن يقول: وأما الثالث فعند وصوله مطار جدة ذهب إلى السيل وأحرم من هناك وأتى بعمرته، فهل عليه شيء أم لا.؟
الشيخ : إذا، نعم، إذا كان هذا من أهل الرياض وذهب إلى السيل وأحرم منه فلا شيء عليه، لأنه أحرم من ميقاته، أحرم من ميقاته، وأما إذا كان جاء عن طريق المدينة فالواجب أن يذهب إلى ميقات أهل المدينة ويحرم منه، فإن أحرم من السيل فعليه فدية لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما وقت المواقيت قال : ( هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ) فتجاوز ميقات أهل المدينة لمن مر به من غيرهم كتجاوز أهل نجد ميقات أهل نجد وهم لم يحرموا نعم .
8 - شخص ذهب بعدما فعل -نفس السؤال السابق- لكن يقول: وأما الثالث فعند وصوله مطار جدة ذهب إلى السيل وأحرم من هناك وأتى بعمرته، فهل عليه شيء أم لا.؟ أستمع حفظ
امرأة قضت الأربعين من مدة نفاسها، ثم خرج منها الدم بعد الأربعين، فما الحكم أرجو التوضيح والإفادة.؟
الشيخ : نعم، القول الراجح أنه ما دام الدم مستمراً فإنها يجب عليها أن تبقى في نفاسها حتى تتم ستين يوماً، فإذا أتمت ستين يوماً، واستمر الدم فما زاد عن الستين إن وافق عادتها - أي : عادة حيضها - فهو حيض، وإن لم يوافق عادة حيضها فهو دم فساد، تغتسل وتصلي وتحل لزوجها، وإن طهرت قبل الأربعين وجب عليها أن تغتسل وتصلي، ويجوز لزوجها أن يأتيها ولو قبل الأربعين ما دامت طهرت، لأنه إذا حلت الصلاة .