في بيتنا دش وفيديو وخادمة، وأبي وإخواني لا يصلون لا في البيت ولا في المسجد، ويشربون الدخان، نصحتهم كثيراً في كل هذا ولم يمتثلوا لنصحي، وأنا إذا ذهبت إليهم أضعف جداً حيث تكون الخادمة في البيت كاشفة الوجه والرأس، والدش موجود وصوته مرتفع بالموسيقى، فماذا أعمل يا فضيلة الشيخ.؟
السائل : سائل يقول : فضيلة الشيخ في بيتنا دش وفيديو وخادمة، وأبي وإخواني لا يصلون لا في البيت ولا في المسجد ويشربون الدخان، نصحتهم كثيراً في كل هذا ولم يمتثلوا لنصحي، وأنا إذا ذهبت إليهم أضعف جداً .
الشيخ : إيش يسوي ؟
الشيخ : أضعف جداً، حيث تكون الخادمة في البيت كاشفة لوجهها والرأس، والدش موجود وصوته مرتفع بالموسيقى، فماذا أعمل يا فضيلة الشيخ ؟ أرجو منكم لهم الدعاء بالهداية.
الشيخ : نسأل الله لهم الهداية ولكل إخواننا المسلمين، أقول : إذا كان يمكنك أن تنفرد بمسكن فافعل، وإذا كان لا يمكنك فاختر حجرةً من البيت تكون فيها وتبعد عن الأشياء المحرمة، وليس عليك من إثمهم شيء ما دمت لا تجد مكاناً وليس عندك دراهم تستأجر بها، فكن في حجرة خاصة في البيت واسأل الله لهم الهداية.
نعم .
1 - في بيتنا دش وفيديو وخادمة، وأبي وإخواني لا يصلون لا في البيت ولا في المسجد، ويشربون الدخان، نصحتهم كثيراً في كل هذا ولم يمتثلوا لنصحي، وأنا إذا ذهبت إليهم أضعف جداً حيث تكون الخادمة في البيت كاشفة الوجه والرأس، والدش موجود وصوته مرتفع بالموسيقى، فماذا أعمل يا فضيلة الشيخ.؟ أستمع حفظ
دخل مجموعة من الناس إلى المسجد قبل إقام الصلاة فصلوا قبل الإقامة، فما حكم صلاتهم.؟
الشيخ : نعم، لا يجوز للإنسان أن يقيم الجماعة في مسجد له إمام راتب إلا بإذن الإمام، وإذا قال هؤلاء : نحن مسافرون، لا يمكننا أن ننتظر حتى يأتي الإمام ويصلي، قلنا : الأمر واسع، إذا كنتم مسافرين فسافروا وصلوا في الطريق، أما أن تصلوا في مسجد له إمام قبل حضور إمامه فهذا لا يجوز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فقال : ( لا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ) فسلطان المسجد هو إمامه فيجب الانتظار حتى يحضر الإمام، فإن قالوا : نحن مسافرون لا يمكننا أن نبقى، قلنا : الحمد لله، أنتم معذورون بترك الجماعة، سافروا وصلوا في أي مكان شئتم .
ما حكم من دخل مسجداً مفروشاً على الإسفنج.؟ وما حكم السجود على الإسفنج في الصلاة.؟
الشيخ : لا بأس أن يصلي في هذا المسجد، لكن إذا سجد فليكبس على الإسفنج حتى يستقر لقول أنس بن مالك رضي الله عنه : ( كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه وسجد عليه ) فهذا يدل على أنه لا بد أن تمكن جبهتك لا أن تضعها على الإسفنج وضعاً، يعني إذا وضعتها وضعاً لم يصدق أنك سجدت، إذاً نقول : إذا صلى الإنسان في المسجد أو في بيته على الإسفنج فإنه لا بد أن يضغط عليه حتى يستقر .
ما هي كيفية الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير في الصلاة أي صيغة اللفظ الواردة جزاك الله خيراً.؟
الشيخ : نعم، الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هي : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد نعم .
4 - ما هي كيفية الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير في الصلاة أي صيغة اللفظ الواردة جزاك الله خيراً.؟ أستمع حفظ
شخص له عدة سوابق في السرقة، وعندما أراد التوبة عن ذلك لم يعرف الوسيلة إلى ذلك، فماذا يفعل حتى يتوب، مع العلم أن الأشخاص الذين سرق منهم لم يعودوا موجودين.؟
الشيخ : سوابق ؟
السائل : سوابق في السرقة، وعندما أراد التوبة عن ذلك لم يعرف الوسيلة إلى ذلك، فماذا يفعل حتى يتوب، مع العلم أن الأشخاص الذين سرق منهم لم يعودوا موجودين ؟
الشيخ : لم يكونوا ؟
السائل : لم يعودوا موجودين .
الشيخ : نعم، التائب من السرقة لا تتم توبته حتى يوصل المال إلى من سرق منه، ولكن إذا قلنا : لا بد أن توصل المال إلى من سرقته منه قد يكون فيه إشكال، ما هو الإشكال ؟ نعم ؟ الإشكال أن يقبضوا عليه، وإذا قال : إنه سرق ألفاً قالوا : لا، أنت سرقت ألفين، وهذه مشكلة، فما هي الطريق ؟ الطريق أن ينظر إلى أحد من أصحاب الرجل صاحب المال ويذهب إليه ويخبره بالخبر، وصديق هذا صاحب المال يعطيه ويقول : هذا من رجل تاب إلى الله ومن تحقيق التوبة أن يرد المال إليك، فإذا قال : لم أعرف الرجل، أو كنت أعرفه ولكن سافر إلى بلده ولا أدري أين هو، نقول : عليك أن تتصدق بقدر ما سرقت تخلصاً من السرقة لا تقرباً بذلك إلى الله، وهكذا القاعدة يا إخواني، القاعدة : في كل مال جهل مالكه أن تتصدق به تخلصاً منه نعم .
5 - شخص له عدة سوابق في السرقة، وعندما أراد التوبة عن ذلك لم يعرف الوسيلة إلى ذلك، فماذا يفعل حتى يتوب، مع العلم أن الأشخاص الذين سرق منهم لم يعودوا موجودين.؟ أستمع حفظ
ما حكم النظر في المصحف في صلاة الفرض والنفل.؟ وما حكم القراءة ببعض الأدعية كدعاء الاستخارة في صلاة النافلة.؟
الشيخ : نعم، القراءة من المصحف في الصلاة الفريضة والنافلة إن كان يمكن أن يقرأ بدون ذلك فهو أفضل، لأن القراءة في المصحف تحتاج إلى نظر، وتحتاج إلى حمل المصحف، وإلى وضعه، وإلى تقليب الأوراق، كلها حركات، فإذا كان الإنسان لا بد أن يقرأ فلا بأس سواء في الفريضة أو في النافلة، ومن ذلك أي : من القراءة في الفريضة أن بعض الناس في فجر يوم الجمعة لم يحفظ (( الم تنزيل )) السجدة ، ولا : (( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ )) فبعض الناس يترك هذه السنة لأنه لم يحفظها، فنقول : الحمد لله الأمر واسع، إذا كنت لا تحفظها عن ظهر قلب فاقرأ بها من المصحف ولا حرج في هذا، وقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقرأ في صلاتها في التهجد من المصحف، فلا حرج، أما إذا كان ليس له حاجة للقراءة في المصحف فلا يقرأ في المصحف .
وإنني بهذه المناسبة أود أن أنبه إلى شيء كان الناس يفعلونه ثم تقاصروا فيه والحمد لله وهو : أن بعض المأمومين في التراويح في رمضان أو في صلاة التهجد، بعض المأمومين يأخذ المصحف ليتابع الإمام، وهذا غلط، لأن هذا يؤدي إلى حركات لا داعي لها، ويمنع المصلي من وضع اليد على الصدر، وربما يسرح في نظره إلى الآيات في المصحف عن استماع الإمام، نعم لو أن الإمام لم يحفظ جيداً فقال لبعض المأمومين : يا فلان ! خليك وراي، صل ورائي، وإذا غلطت فرد علي، فهذا لا بأس به لأن فيها مصلحة، أما لمجرد المتابعة فلا .
6 - ما حكم النظر في المصحف في صلاة الفرض والنفل.؟ وما حكم القراءة ببعض الأدعية كدعاء الاستخارة في صلاة النافلة.؟ أستمع حفظ
نحن طلبة ندرس في إحدى الدول الغربية، ولكن نواجه مشكلة وهي: اختلاف الفتاوى في الصلاة: هل تجمع وتقصر، أم تقصر فقط، فماذا تقولون بالتفصيل وفقكم الله.؟
الشيخ : بقي قسم ثالث : أم لا تقصر ولا تجمع، هذه المسألة يا إخواني مبنية على خلاف العلماء رحمهم الله، إذا أراد المسافر أن يقيم في مكان مدةً محددة معلومة، فهل له أن يقصر الصلاة أو لا ؟ أكثر العلماء يقولون : لا يقصر الصلاة إذا زادت إقامته عن خمسة عشر يوماً، وبعضهم يقول : أربعة أيام، وبعضهم يقول : أربعة أيام لا يحسب منها يوم الدخول والخروج، وبعضهم يقول : تسعة عشر يوماً، وقد ذكر الحافظ النووي رحمه الله في كتابه * شرح المهذب * عشرين قولاً أو أكثر من عشرين قولاً في هذه المسألة، والقول الراجح : أنه ما دام الإنسان مسافراً فهو مسافر حتى لو حدد المدة، حتى لو زادت على أربعة أيام أو عشرة أو عشرين أو ثلاثين، هو مسافر، والدليل على هذا : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سافر وأقام عدة إقامات مختلفة وهو يقصر الصلاة، أقام في غزوة الفتح في مكة تسعة عشر يوماً، وأقام في تبوك عشرين يوماً، وأقام في حجة الوداع عشرة أيام وكلها يقصر، ولم يرد عنه حرف واحد يقول : من نوى أكثر من أربعة أيام أو أكثر من خمسة عشر يوماً لزمه الإتمام، أبداً، وإنما كان يقصر ما دام على سفر، وقد أطلق الله تبارك وتعالى هذا الحكم فقال : (( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ )) ولم يحدد، إذاً لا إشكال عندي في أن هؤلاء المبعوثين للدارسة يقصرون الصلاة، وإيش بقي ؟ ماذا بقي من الرخص ؟ الجمع، هل يجمعون أو لا ؟ أقول : الأفضل ألا يجمعوا إلا إذا كان يلحقهم في ترك الجمع مشقة كتباعد الأمكنة، أو وجود حصص دراسية تمنعهم من أن يصلوا الصلاة الثانية في وقتها فلهم لجمع، هذا هو القول الراجح عندي، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم، وشيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله ومشايخ آخرين على أن ذلك غير محدد، نعم .
السائل : يقول : فضيلة الشيخ .
السائل : بقي عادة الاختلاف، اختلاف الطلبة لا ينبغي أن يختلفوا في هذا، يتبعون الإمام إذا كان الإمام الذي يصلي بهم لا يرى القصر ويصلي أربعاً فليصلوا أربعاً وهم على خير، وإن كان يرى القصر ويصلي ركعتين فليصلوا ركعتين، ومن لا يرى القصر وصلى خلف الإمام الذي يقصر فإن الإمام إذا سلم يقوم المأموم فيتم.
نعم .
7 - نحن طلبة ندرس في إحدى الدول الغربية، ولكن نواجه مشكلة وهي: اختلاف الفتاوى في الصلاة: هل تجمع وتقصر، أم تقصر فقط، فماذا تقولون بالتفصيل وفقكم الله.؟ أستمع حفظ
قاربت على التقاعد فبماذا تنصحني: هل أستقيل وأصفي حقوقي بدلاً من التقاعد لأني سمعت أن فيه شبهة رغم أنه أفيد بالنسبة لي من التصفية، أم أنه ليس فيه شبهة فآخذ به يا فضيلة الشيخ.؟
الشيخ : نعم، أقول : ليس فيه شبهة إن شاء الله، معاشات التقاعد ليس فيها شبهة لأنها من بيت المال وليست معاملة بين شخص وآخر حتى نقول : إنها فيها شبهة الربا، بل هي استحقاق لهذا المتقاعد من بيت المال، فليس فيها شبهة، تبقى على وظيفتك وتأخذ معاش التقاعد، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعل فيه البركة لك نعم .
8 - قاربت على التقاعد فبماذا تنصحني: هل أستقيل وأصفي حقوقي بدلاً من التقاعد لأني سمعت أن فيه شبهة رغم أنه أفيد بالنسبة لي من التصفية، أم أنه ليس فيه شبهة فآخذ به يا فضيلة الشيخ.؟ أستمع حفظ
هل من كلمة توجهنا فيها لدعم إخواننا المظلومين في إقليم كوسوفا حيث إن هناك الهجمة الشرسة كالتي كانت في البوسنة من الصرب النصارى بل أشد، وخصوصاً مع هذا التعتيم على وضعهم وهذا التكالب من أعداء المسلمين والتلاعب فيهم، حتى لم نرهم يعملون شيئاً، وما هو حثكم للمسلمين في دعمهم.؟
الشيخ : نعم، والله هذه المسائل لا شك أنها تؤلمنا، والله نتألم، الإنسان لو تصور لا قدر الله أن مدينة من مدن المملكة تسلط عليها أعداء شرسون، وأخرجوا النساء والأطفال وقتلوا الرجال والشيوخ لن يصبر على هذا، ولتألم أو مات ألماً، ولا شك أن إخواننا المسلمين في كوسوفو يلحقهم مثل هذا كما نسمع في الأخبار على أن الأخبار معتمة، ولكن ما موقفنا ؟ إننا لا نستطيع إلا الدعاء، أن ندعو الله لهم في الصلوات والخلوات، في آخر الليل، فيما بين الأذان والإقامة، في السجود أن ينصرهم الله وأن يخذل أعداءهم من الصرب، وكذلك أيضاً يجب أن نعلم أيها الإخوة أن النصارى واليهود وسائر المشركين أعداء للمسلمين، كلهم أعداء للمسلمين، ومعلوم أن العدو لا يمكن أن يفرش الأرض وروداً لعدوه أبداً، بل يحب القضاء عليه بأسرع وقت، يقول الله تبارك وتعالى : (( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ )) إيش ؟ (( أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ )) ويقول عز وجل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ )) ويقول جل وعلا : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ )) ويقول تبارك وتعالى : (( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً)) ويقول تعالى : (( وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ )) ويقول تعالى : (( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ )) هذه حقيقة يجب أن تكون في قلب كل مسلم، وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتوحد الأديان أبداً، الدين واحد ما هو ؟ الإسلام كما قال الله تعالى : (( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً )) وقال تعالى : (( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ )) اليهود والنصارى على دين لكن بعد أن بعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نسخ الله به جميع الأديان، وهم لو كانوا صادقين بأنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر لاتبعوا محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لكن هم الآن اليهود مكذبون لموسى وهم يدعون أنهم أتباعه، النصارى مكذبون لعيسى وهم يدعون أنهم أتباعه، قال الله تعالى : (( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ )) كل أمة تكفر أخرى، النصارى مكذبون لعيسى عليه الصلاة والسلام لأن عيسى قال لهم : (( إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ )) فلما جاءهم محمد : (( قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ )) لم يقبلوا بشارة عيسى ولم يصدقوا به.
ثم إني أقول لكم بارك الله فيكم : من كذب رسولاً واحداً من الرسل فقد كذب الجميع، اسمعوا قول الله عز وجل : (( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ )) وهل بعث أحد قبل نوح ؟ لا، ومع ذلك يقول الله عن قومه الذين كذبوه إنهم كذبوا المرسلين، لأن من كذب رسولاً من الرسل فقد كذب الجميع، يجب أن نعرف هذا، وأنا الآن أعلم أن هناك أناساً يداهنون الكفار ويقولون : كلنا إبراهيميون، لأن اليهود يقولون : إبراهيم منا، والنصارى يقولون : إبراهيم منا، فكذبهم الله فقال : (( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ )) إيش ؟ (( يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) هؤلاء الذين يداهنون ويقولون : كلنا نؤمن بالله واليوم الآخر، كلنا إبراهيميون نقول : هذه مغالطة، لو كانوا يؤمنون بالله واليوم الآخر ما كذبوا الرسول عليه الصلاة والسلام.
نعم.
9 - هل من كلمة توجهنا فيها لدعم إخواننا المظلومين في إقليم كوسوفا حيث إن هناك الهجمة الشرسة كالتي كانت في البوسنة من الصرب النصارى بل أشد، وخصوصاً مع هذا التعتيم على وضعهم وهذا التكالب من أعداء المسلمين والتلاعب فيهم، حتى لم نرهم يعملون شيئاً، وما هو حثكم للمسلمين في دعمهم.؟ أستمع حفظ
نقرأ في التقاويم اليومية أن لبعض الأبراج خواص تنسب إليها، فهذا المرفق يقول: خواص برج العقرب -مما ذكر- غزير قلما يخلف مطره إلا أنه مذموم؛ لأنه ينبت النشرة وهو نبت إذا رأته الإبل مرضت.؟
الشيخ : ينبت إيش ؟
السائل : النشرة .
الشيخ : النشرة ؟
السائل : النشرة أو النشر، وهو نبت إذا رأته الإبل مرضت .
الشيخ : على كل حال الإخبار بما يقع في البروج أو في النجوم إذا كان مجرد خبر بأن يقال : جرت العادة أنه في النجم الفلاني أو البرج الفلاني يحصل كذا وكذا هذا لا بأس به لأنه خبر، أما إذا اعتقد أن للبروج تأثيراً في الحوادث فهذا حرام، وهو نوع من الشرك، وكذلك لو اعتقد أن للنجوم التي ليست البروج تأثيراً في الحوادث فهذا نوع من الشرك لا يجوز ولا يصدق، فهذ هو القاعدة : إذا كان يخبر عما كان عادةً مثل أن يقول : إذا دخل البرج الفلاني كثر المطر في العادة، لا بأس به، هذا شيء واقع، أما إذا كان يعتقد أن للبرج تأثيراً فهذا نوع من الشرك، وفي الصحيح عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : ( صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح في الحديبية على إثر سماء كانت من الليل يعني : على إثر مطر فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، قال : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) .
آخر سؤال، انتهى الوقت ؟ لو خليت واحد يساعدك .
10 - نقرأ في التقاويم اليومية أن لبعض الأبراج خواص تنسب إليها، فهذا المرفق يقول: خواص برج العقرب -مما ذكر- غزير قلما يخلف مطره إلا أنه مذموم؛ لأنه ينبت النشرة وهو نبت إذا رأته الإبل مرضت.؟ أستمع حفظ
رجل يوجد عنده مؤسسة وسيمر عليه فترة من الزمن بعد أيام يريد أن يحتفل بها لإظهار الأعمال التي قام بها، فما توجيهك له في ذلك هل يفعل أم لا.؟ ولماذا.؟ وما حكم تهنئته بذلك.؟
الشيخ : أرى أن لا يفعل، لأني أخشى أن يتخذ ذلك عيداً، كلما حال الحول أقام احتفالاً، ولم يجعل الله لهذه الأمة عيداً يحتفل فيه إلا الفطر والأضحى والجمعة عيد الأسبوع ولها خصائصها، لكن العيدان : الأضحى والفطر يجوز فيهما من اللعب والدف ما لا يجوز في غيرهما، فهذه الأعياد الثلاثة الإسلامية، ولا ينبغي للإنسان أن يتخذ عيداً سواها، ولكنه لا بأس أن الإنسان إذا تم الحول على تجارته وهي مستقيمة أن يشكر الله تعالى ويحمد الله عليها، بل هذا من الأمور المطلوبة، أما اتخاذ احتفال أو عيد أو عزائم فلا، نعم .
في توزيع الكتيب هذا بنخليها أقسام الناس، كل قسم يوزع عليه الطلاب، علشان ما تكون فوضى، فلذلك اجلسوا في أماكنكم علشان نوزع لكم الكتاب .
11 - رجل يوجد عنده مؤسسة وسيمر عليه فترة من الزمن بعد أيام يريد أن يحتفل بها لإظهار الأعمال التي قام بها، فما توجيهك له في ذلك هل يفعل أم لا.؟ ولماذا.؟ وما حكم تهنئته بذلك.؟ أستمع حفظ
تطرقت فضيلة الشيخ إلى بر الوالدين، فإذا كان الوالدان لا يسمحان بزيارة أخ عاق، فما حكم مخالفتهم في ذلك.؟
الشيخ : بزيارة ؟
السائل : بزيارة أخ عاق .
الشيخ : أهلها ؟
السائل : لا، بزيارة أخ عاق، أخ لنا عاق، فما حكم مخالفتهم في ذلك ؟
الشيخ : هذا السؤال الذي سأل عنه أخونا يقع كثيراً، يكون بين الأم وبين أختها أو قريبتها سوء تفاهم، أو بين الأب وأخيه أو قريبه سوء تفاهم، ويقول لأولاده : لا تزوروا فلاناً، أو تقول المرأة : لا تزوروا خالتكم مثلاً، ولا شك أن هذا أمر بقطيعة رحم، فهو أمر بمنكر ولا بمعروف ؟ بمنكر، فلا يطاع الولدان بهذا، لكن تداريهما فتذهب إلى هؤلاء الذين نهوك عن زيارتهم وتزورهم خفية من غير أن يشعر الوالدان بذلك، فتجمع بين تحصيل المصلحة ودرء المفسدة.
نعم .
12 - تطرقت فضيلة الشيخ إلى بر الوالدين، فإذا كان الوالدان لا يسمحان بزيارة أخ عاق، فما حكم مخالفتهم في ذلك.؟ أستمع حفظ
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد فعل سنة الضحى ورغب فيها، ونحن طلاب لنا رغبة في أدائها، فهل من كلمة إلى مدراء المدارس والوكلاء والأساتذة لتخصيص غرفة لمن يرغب في أدائها.؟
الشيخ : ما أستطيع أن أقول هذا، أنا أخشى أنه يروح بيصلي، نعم ويتلهى مع زميله وتضيع عليه الفرصة، وهم إن شاء الله ما داموا في طلب العلم فطلب العلم أفضل من النافلة، على أن من العلماء من قال : إن سنة الضحى غير مشروعة، وبعضهم قال : غير مشروعة لمن يقوم الليل، ولكن القول الراجح : أن سنة الضحى سنة في كل الأيام، لو لم يكن منها إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه : ( يصبح على كل عضو من أعضاء البدن صدقة ) ، والأعضاء يعني : المفاصل، ثلاثمائة وستون مفصلاً تحتاج كل يوم إلى كم ؟ إلى ثلاثمائة وستين صدقة لكن التسبيح صدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، قال : ( ويجزئ من ذلك - يعني يجزء عنه - ركعتان يركعهما من الضحى ) فإن تيسر لك أن تركعهما فهذا المطلوب وإن لم يتيسر فأنت في خير إن شاء الله.
السائل : في الفسحة يا شيخ ؟
الشيخ : الفسحة يمكن، الفسحة يمكن، لكن كوننا نخصص مكاناً لمن أراد أن يصلي أخشى أن يكون فيه تلاعب، وأنتم تعرفون أن الشباب الصغار ليسوا على مستوى واحد.
نعم، اختم .
السائل : جزى الله عنا فضيلة الشيخ خير الجزاء وبارك في عمره، وجمعنا وإياكم على طاعته، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد .
13 - النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد فعل سنة الضحى ورغب فيها، ونحن طلاب لنا رغبة في أدائها، فهل من كلمة إلى مدراء المدارس والوكلاء والأساتذة لتخصيص غرفة لمن يرغب في أدائها.؟ أستمع حفظ
تتمة الشريط من شرح كتاب البر والصلة من بلوغ المرام.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، نتكلم الآن على بقية حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه فيما يتعلق بالبر والصلة وغيرهما، قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله كره لكم قيل وقال ) وسبق الكلام على هذا، وكثرة السؤال : يعني كره الله سبحانه وتعالى لنا أن نكثر السؤال، وهذا يحتمل أنه يراد به سؤال المال، وأن يراد به السؤال عن العلم، وكل منهما فيه تفصيل، أما سؤال المال : فسؤال المال محرم إلا للحاجة، فمن سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا والعياذ بالله يعني إنسان ما هو محتاج إلى المال لكن يريد أن يجمع المال ويكثره، فجعل يسأل الناس، فإن هذا يسأل كأنما يسأل جمرا، إن أكثر كثر الجمر وإن أقل قل الجمر، وهذا تحذير من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن سؤال الناس المال، والثاني : أن يسأل لحاجة، لحاجة وضرورة، كإنسان فقير لا يجد قوته فهذا له أن يسأل بقدر ما يدفع به ضرورته، وإن تورع عن السؤال فهو أفضل، حتى لو صار يكد كدة لا تليق بمثله إذا كان ليس عليه ضرر فهو أولى، أولى من سؤال الناس، وربما يكون إذا لجأ إلى ذلك سببا لرزقه من حيث لا يحتسب، لأنه اتقى الله عز وجل، الثالث : أن يسأل من يرى أن في سؤاله له منة عليه، كإنسان تعرف منزلتك عنده ومحبته لك وتمون عليه، يأتيه مثلا شيء وتذهب إليه وتقول : يا فلان أهد علينا من هذا الذي أتاك، أهد علينا من نخلك مثلا، أهد علينا من طعامك، أو ما أشبه ذلك، المهم أنك تعرف أنك إذا سألته فلك المنة عليه، هذا أيضا لا بأس به، مثل أن يسأل الإنسان أخاه، صديقه الصداقة التامة وما أشبه ذلك، هذا سؤال المال .
أما سؤال العلم : فسؤال العلم أقسام : قسم واجب أن تسأل وذلك فيما يخفى عليك من أمور دينك الذي تحتاج إليه، مثل إنسان فعل شيئا في الصلاة لا يدري هل هو جائز أو لا، يجب أن يسأل، إنسان عنده مال، يجب أن يسأل هل فيه زكاة أو ما فيه زكاة، إنسان يريد أن يحج يجب أن يسأل كيف يحج، المهم : السؤال عن ما لا يمكنك جهله في الدين واجب، الثاني : السؤال لزيادة العلم وكثرة العلم، وهذا ما يحصل من الطلبة، تجد الطالب يسأل ليزاد علما، فهذا لا شك أنه مطلوب، وينبغي للإنسان أن يسأل ليزداد علما، ولقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يتتبع أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسألهم عن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى أنه ليأتي الرجل في وقت القائلة يعني عند منتصف النهار فيجده قائلا، فيتوسد ابن عباس رداءه عند عتبته حتى يخرج ويسأله عن الحديث، وهو ابن عباس ابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام، لم يتكبر عن العلم، بل يفعل هذا لينال حديثا واحدا عن الرسول عليه الصلاة والسلام، هذا طيب ومحمود ويشكر الإنسان عليه، الثالث : أن يسأل ليتتبع الرخص، يسأل عن العلم ليتتبع الرخص، مثلا : يأتي إلى شخص من العلماء يسأله يقول : ما تقول في هذا ؟ قال له العالم : هذا حرام ما يجوز، فقال بنفسه : هذا شديد، هذا متشدد دور واحد آخر، ذهب لآخر قال : هذا مكروه، قال : بعد نبي الدرجة الثالثة، ما يكفيني هذا دور واحد، ذهب إلى آخر قال : هذا مباح، قال : هذا الصواب، هذا حرام عليه، يحرم على الإنسان أن يسأل ليتتبع الرخص، وقد ذكر العلماء رحمهم الله : " أن من تتبع الرخص فسق "، أي صار فاسقا غير مقبول الشهادة ولا متبوع الولاية، لأنه يلعب بدين الله، كيف تسأل هذا الرجل على أن ما يقوله، على أن ما يقوله هو شرع الله ثم إذا لم يوافق هواك تذهب إلى آخر، معناه : أنك تريد أن تكون الشريعة على حسب إيش ؟ على حسب هواه ومزاجه، هذا لا يجوز، حتى قال بعض العلماء : من تتبع الرخص تزندق، صار زنديق والعياذ بالله، فأنت إذا أتيت إلى عالم تثق به، بعلمه وأمانته وأن ما يقوله ويفتيك به هو شريعة الله لا تتعداه إلا عند الضرورة، أحيانا يكون الإنسان في قرية ليس عنده إلا طالب علم صغير لكنه أعلم منه، فيسأله ومن نيته أنه إذا وجد عالما أعلم من هذا الطالب العلم سأله فهذا لا بأس، يشبه هذا أكل الميتة عند إيش ؟ عند الضرورة، الإنسان إذا اضطر للأكل بياكل ولو ميتة وبعدين يأكل الطيب، هذا لا بأس به، كم قسم ذكرنا ؟ ثلاثة أقسام، القسم الرابع : أن يسأل تعنتا، وإحراجا للمسؤول وإشقاقا عليه، ما قصده العلم، لكن قصده أن يحرج هذا العالم، فهذا يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من ضار ضار الله به ) وإذا علمت من السائل أنه يريد هذا يريد التعنت والإشقاق فلك أن تحجب العلم عنه، لك أن تقول : ما لك عندي فتوى، ولا يعد هذا من كتمان العلم، بل هذا من التعذير المفيد، ولهذا قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام في الذين يأتونه من أهل الكتاب يستفتونه قال : (( فإن جاءوك فاحكم بينهم )) نعم ؟ (( أو أعرض عنهم وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ )) فمثل هؤلاء الذين يتتبعون العلماء ليحرجوهم إما في مجالس علم وحلق العلم وإما على انفراد هؤلاء أحق ما يكون فيهم أن يسفهوا ويهجروا ولا يجابوا، متى علمت أن هذا الرجل، رجل يريد إشقاق العلماء وتعنتهم فإنه لا يجاب، أما بالنسبة لفعله فهو مؤذي ومريد للإضرار، ومن ضار ضار الله به، فصارت هذه الجملة من رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كثرة السؤال ) تحتاج إلى هذا التفصيل، لا سؤال العلم ولا سؤال المال، بقي هناك شيء آخر : السؤال عن الحال، بعض الناس يأتي إليك يسألك يحرجك ماذا تفعل ؟ إذا قمت من النوم ويش تسوي ؟ إذا صليت الفجر ويش تسوي ؟ إذا صار في الضحى ويش تسوي ؟ يسألك عن حالك، أو إيش لون صلتك بأولادك ؟ إيش لون صلتك بأهلك ؟ هذا لا يجوز، اللهم إلا رجلا يسأل طالب علم كيف يرتب وقته من أجل أن يقتدي به فهذا لا بأس به، به مصلحة، لأن بعض الناس يحب أن يعرف من العالم كيف يمضي وقته من أجل إيش ؟ يفعل مثله، ومن ذلك : سؤال الصحابة رضي الله عنهم نساء النبي صلى الله عليه وسلم ماذا كان يعمل في السر، وإيش عمله في بيته ؟ فلما أخبروهم، فلما أخبرت النساء هؤلاء القوم، قالوا : هذا عمل قليل، والنبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ثم كل منهم أراد أن يتبع طريقا، والقصة المعروفة المشهورة لا يتسع المقام لذكرها، إذا صار السؤال كم ؟ عن سؤال المال وإيش ؟ والعلم والحال، والله الموفق .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، آخر الجمل التي في حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن الله تبارك وتعالى كره لنا إضاعة المال، المال جعله الله عز وجل قياما للناس في أمور دينهم وأمور ودنياهم، ودليل ذلك قوله تعالى : (( وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا )) أي تقوم به مصالح دينكم ودنياكم، فالصدقات تقوم بالمال، والنفقات الواجبة تقوم بالمال، والجهاد يقوم بالمال، وكسوة العاري تقوم بالمال، وطلب العلم يقوم بالمال، كل المصالح في الدين والدنيا تقوم بالمال، فهو قيام للناس لمصالح دينهم ودنياهم، وتصريف المال يسأل عنه المرء يوم القيامة، لأنه يسأل عن ماله من أين اكتسبه ويسأل عن ماله فيما أنفقه، ثم الإنسان إما أن ينفق المال يبتغي به وجه الله في سبل الخير، كالصدقة على الفقراء والمساكين وبذله في الجهاد في سبيل الله، وفي كتب العلم، وإعانة طلبة العلم، وبناء المساجد، وغير هذا من أنواع البر فهذا هو صاحب المال حقيقة، وهو الذي انتفع بماله حقيقة، لأنه قدمه لنفسه يجده أحوج ما يكون إليه يوم القيامة، القسم الثاني : بالعكس بذل المال فيما يغضب الله عز وجل، وفيما لا يرضاه، إما بآلات اللهو وإما بشرب الدخان وإما بشرب الخمر وإما بالمسكرات وإما بالمخدرات أو بغير ذلك، هذا صار ماله خسارة عليه في الدنيا والآخرة والعياذ بالله، ومنه قوله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )) ومن ذلك أمم النصارى التي تخسر الأموال العظيمة من أجل بث النصرانية، ذلك الدين الباطل، الدين المبني على أوهام وخرافات، ليس على عقيدة ولا على معقود، فتجدهم ينفقون الأموال الطائلة الهائلة في سبيل تضليل المسلمين وتنصير المسلمين، هؤلاء ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون . القسم الثالث : من ينفق ماله لا بهذا ولا بهذا، عبثا ولعبا فهذا من السفه، وهو من إضاعة المال، فلا يجوز للإنسان أن يبذل ماله إلا لما فيه مصلحة دينية أو دنيوية، ولهذا منع الله عز وجل أن نعطي السفهاء أموالنا، لأن السفهاء لا يحسنون التصرف، يصرفونها في أشياء غير نافعة، وقد أشرنا إلى أن بذل المال في شرب الدخان من إضاعة المال، وهو كذلك لا شك في هذا، إذ أن شرب الدخان ليس فيه مصلحة للبدن ولا تقوية للعقل ولا ترتيب للفكر، بل هو ضرر محض، ولهذا ذهب العلماء المحققون إلى تحريمه، هذا قبل أن يحدث الطب الحديث، الذي أجمع علماء الطب على أن الدخان ضار، ولم يختلف منهم اثنان، فإذا كان الطب يشهد بضرره وفيه إضاعة المال كان حراما، فالعاقل هو الذي يحمي نفسه من هذا العمل الخبيث، وإذا كان قد ابتلي به فليحاول الإقلاع عنه، ولو رويدا رويدا، يعني قد لا يكون عند الإنسان عزيمة قوية بحيث يتركه بتاتا، فنقول : اتركه شيئا فشيئا، وجانب الذين يشربونه، لا تجلس إليهم، ابتعد عنهم، مع الاستعانة بالله وصدق النية، وإذا فعلت ذلك فإن الله عز وجل سوف يعينك على هذا،
أسأل الله أن يحمينا وإياكم عما يغضبه ويوفقنا وإياكم لما يرضيه .