تتمة ما حكم النُشرة، فإننا نسمع من البعض يقول في ذلك: الضرورات تبيح المحرمات. فهل هذه القاعدة مطردة في جميع الضروريات، جزاك الله خيراً.؟
على كل حال : هذه المسألة قسمها ابن القيم هذا التقسيم. ومن أراد المزيد من ذلك فليرجع إلى كتاب التوحيد لشيخ الإسلام. محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. فقد ذكر باباً مستقلاً في هذا. وقال : "باب ما جاء في النُشرة ". نعم.
1 - تتمة ما حكم النُشرة، فإننا نسمع من البعض يقول في ذلك: الضرورات تبيح المحرمات. فهل هذه القاعدة مطردة في جميع الضروريات، جزاك الله خيراً.؟ أستمع حفظ
ما حكم المداومة أو الإكثار من مسح الوجه باليدين عقب الدعاء، خاصةً أن الناس يحتج بحديث ذكره ابن حجر رحمه الله في بلوغ المرام .؟
الشيخ : إي نعم. مسح الوجه باليدين بعد الدعاء يرى بعض العلماء أنه بدعة. وممن رأى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. وقال : إن الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة ولا ينجبر بعضها ببعض. ويرى بعض العلماء أن الأحاديث الواردة في ذلك بمجموعها تكون من الأحاديث الحسنة التي يعمل بها. والأمر في هذا واسع. من مسح وجهه فلا حرج عليه. ومن تركه فهو أفضل. نعم.
2 - ما حكم المداومة أو الإكثار من مسح الوجه باليدين عقب الدعاء، خاصةً أن الناس يحتج بحديث ذكره ابن حجر رحمه الله في بلوغ المرام .؟ أستمع حفظ
ما حكم وطء المرأة في النفاس.؟ وكم مدة النفاس.؟ وما حكم من فعل ذلك.؟
الشيخ : وطء المرأة حال النفاس محرم كما هو أيضاً في حال الحيض لقول الله تبارك : (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ )). وأما مدة النفاس فتختلف. بعض النساء يكون نفاسها عشرين يوماً وبعضهن دون ذلك. حتى إن بعضهن تبقى خمسة أيام وتطهر. وبعضهن يزيد على الأربعين إلى ستين. فتختلف النساء. أما من فعل ذلك فعليه أن يتوب إلى الله مما صنع وأن لا يعود. وقد جعل الله تبارك وتعالى له ما تزول به الشهوة من غير الجماع. يستطيع أن يجامع بين الفخذين مثلاً. ويستطيع أن يستمني بيد امرأته يعني: يفعل العادة السرية مثلاً. فالأمر والحمد لله له حل. وأما وطؤها وهي نفساء فإن ذلك حرام. لكن لو طهرت قبل أربعين يوماً هل يحل له أن يجامعها؟ الجواب : نعم ، لأنه إذا جازت الصلاة جاز الجماع من باب أولى. وأما ما روي عن بعض السلف : أن امرأته أتت إليه وقد طهرت قبل الأربعين فتركها. فهذا رأيه. ولكن الصحيح الذي لا إشكال فيه : أن من جازت لها الصلاة من الزوجات جاز لزوجها وطؤها.
هناك مجموعة من المدرسات تم تعيينهن في بلد بعيد جداً، فعرض عليَّ أن أستأجر بيتاً لهن وأسكن أنا وزوجتي معهن بمقابل مادي، على أن أعيدهن أنا وزوجتي في يوم الأربعاء إلى أهلهن فنسافر يوم السبت، وهكذا طوال العام الدراسي، فما رأيك يا فضيلة الشيخ في هذا.؟ وهل من كلمة توجهها لي ولأهلهن.؟
الشيخ : لا أرى هذا ، لأن بقاءهن في البلد على سفر. والمرأة لا يحل لها أن تسافر إلا مع ذي محرم ، إلا إذا مثلاً جاء محارمهن وسكنوا معهن لا بأس. وإلا فتذهب بهن أول النهار وترجع بهن آخر النهار. وفي هذه الحالة نرى أن ذلك جائز، لأن هذه المدة مع قصر المسافة لا تعد سفراً.
نعم.
4 - هناك مجموعة من المدرسات تم تعيينهن في بلد بعيد جداً، فعرض عليَّ أن أستأجر بيتاً لهن وأسكن أنا وزوجتي معهن بمقابل مادي، على أن أعيدهن أنا وزوجتي في يوم الأربعاء إلى أهلهن فنسافر يوم السبت، وهكذا طوال العام الدراسي، فما رأيك يا فضيلة الشيخ في هذا.؟ وهل من كلمة توجهها لي ولأهلهن.؟ أستمع حفظ
جامعت امرأتي في رمضان، ولكن يا فضيلة الشيخ لا أستطيع الصيام وظرفي أني أعمل، فهل هناك كفارة أخرى.؟
الشيخ : نعم هناك كفارة أخرى وهي إطعام ستين مسكيناً ، لأن الذي يجامع زوجته في نهار رمضان في البلد عليه عتق رقبة. فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين. فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً. أما لو جامعها في غير بلده كرجل سافر إلى العمرة مثلاً : وهو صائم هو وأهله. ثم بدا له أن يجامعها في هذا السفر سواءً في الطريق أو في مكة فلا بأس. حتى وإن كان يريد أن يبقى كل شهر رمضان ، لأن المسافر لا يلزمه الصوم. نعم.
السائل : هل من نصيحة؟
الشيخ : ايش؟ معلوم. لا شك النصيحة هو أن الإنسان يجب عليه أن يتقي الله عز وجل، وأن لا يبدل نعمة الله كفراً حيث أنعم الله عليه بالزوجة فلا يجعل ذلك سبباً لانتهاك حرمات الله عز وجل فيجامع في نهار رمضان. وقد أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله، هلكت، قال: ما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم ). فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على قوله : ( هلكت ). وجعل هذا هُلكة. والليل قريب والحمد لله. قد يجامعها في نصف النهار ولم يبق عليهم إلا نصف النهار، أو في أول النهار ويبقى باقي النهار. نعم.
5 - جامعت امرأتي في رمضان، ولكن يا فضيلة الشيخ لا أستطيع الصيام وظرفي أني أعمل، فهل هناك كفارة أخرى.؟ أستمع حفظ
أيهما أفضل للمرأة: أن تذهب لأداء العمرة في رمضان قبل العشر الأواخر، أو في العشر الأواخر.؟
الشيخ : المرأة؟ المرأة والرجل سواء. ( عمرة في رمضان تعدل حجة ) سواءً في أوله أو وسطه أو آخره. لكن هنا مسألة يجب أن نتنبه لها : بعض الناس يذهب بأهله إلى مكة من بنين وبنات ويدعهم يتسكعون في الأسواق. وربما يتعرضهم سيئ من السيئين. فتجده هو في المسجد الحرام يعبد الله عز وجل. لكنه قد أضاع أمانة أهم من بقائه في المسجد الحرام وهي رعاية أهله. ولذلك نرى أن الإنسان إذا كان لا يستطيع السيطرة على أهله فيبقى في بلده والحمد لله. ( عمرة في رمضان تعدل حجة ). ولكنها ليست فريضة. أو يذهب بأهله ويرجع في يومه، ويحصل على عمرة في رمضان ويسلم من الشر الذي قد يأتيه وهو لا يريده. نعم.
6 - أيهما أفضل للمرأة: أن تذهب لأداء العمرة في رمضان قبل العشر الأواخر، أو في العشر الأواخر.؟ أستمع حفظ
لدينا سيارات نقل بضائع (تريلات) تعمل على الطرق البرية في المملكة بالأجرة، والبضاعة ذات قيمة عالية جداً، أحياناً يقدر الله على إحدى هذه التريلات حادث مروري وهي محملة بالبضاعة، ويكون هناك تلف في البضاعة والسيارة كاملة أو جزء منها، ونتحمل نحن قيمة البضاعة التالفة مع إصلاح سياراتنا على حسابنا وندفع لصاحب البضاعة قيمة التالف، سؤالي يا فضيلة الشيخ: ما حكم التأمين الشامل على البضاعة والسيارة تأميناً شاملاً.؟ ثانياً: ما حكم التأمين على البضاعة فقط.؟ ثالثاً: ما حكم التأمين ضد الغير فقط.؟
ثانياً : ما حكم التأمين على البضاعة فقط؟
ثالثاً : ما حكم التأمين ضد الغير فقط؟
الشيخ : أما الأول : فإن السيارة إذا حصل عليها حادث وتلف ما فيها من البضاعة بدون تفريط من صاحب السيارة وبدون تعدٍّ منه فلا ضمان عليه. ولا يحل لصاحب المال الذي حمله أن يضمِّن راعي السيارة ، لأن هذا المال بيده أمانة أخذه هو برضى صاحبه وحمله في السيارة فهو أمين. وكل أمين يحصل التلف تحت يده بدون تعدٍّ ولا تفريط فلا ضمان عليه. ولا يحل لصاحب المال أن يطالبه حتى لو فرض أنه طالبه وأنه خصمه وهو يعلم أن صاحب السيارة لم يتعد ولم يفرط فإنّ ما أخذه ولو بحكم القاضي حرام عليه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما أقضي بنحو ما أسمع. فمن اقتطعت له شيئاً من حق أخيه فإنما أقتطع له جمرةً من النار فليستقل أو ليستكثر ). هذه واحدة.
أما لو كان ذلك بتعدٍّ منه أو بتفريط ، كسرعة غير عادية، أو تفريط في الكفرات ما رجع إليها، أو غير ذلك، فنعم عليه الضمان.
أما بالنسبة للتأمين: فإنه حرام ، سواءٌ على السيارة ، أو على المال ، أو على السيارة والمال ، أو ضد الغير. كله حرام، كله ميسر. قال الله عز وجل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )). فقرن الله الميسر بالخمر والأنصاب والأزلام. والتأمين من الميسر. وقد لبَّس بعض الناس على دار الإفتاء في المملكة العربية السعودية أنها تجيز التأمين التجاري كالذي أراده السائل. وأصدرت لجنة الإفتاء وعلى رأسها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز أصدرت بياناً بأن هذا كذبٌ على اللجنة. وأن اللجنة إنما تجيز التأمين التعاوني ، بمعنى : أن يُجعل صندوق بين العائلة توضع فيه دراهم. ومن حصل عليه حادث أعانوه منه ولا يرجع إليه شيء. وأن هذا الذي نسب إلى هيئة كبار العلماء تلبيس ودجل. فنصيحتي لإخواني المسلمين عموماً : أن يتقوا الله عز وجل، وأن لا ينتهكوا حرمات الله ، وأن يعلموا أن المال خُلِقَ لهم ولم يخلقوا للمال ، وأن يعلموا أن المال عارية، إما أن تفقده في حياتك أو تموت ويكون لمن خلفك. فالتأمين بجميع أنواعه وأشكاله حرام.
لكن قيل لنا : إن بعض البلاد يجبرون الإنسان على التأمين. ولا يعطونه رخصة للسيارة ولا أي معاملة إلا بالتأمين. فماذا يصنع الإنسان؟ نقول : هذه ضرورة. أعطهم ما طلبوا منك للتأمين. ولكن إذا حصل عليك حادث لا ترجع عليهم إلا بمقدار ما أعطيتهم ، لأن العقد الذي بينكم عقدٌ باطل شرعاً. وإذا كان باطلاً شرعاً بطل ما يستلزمه هذا العقد وما يقتضيه هذا العقد. ولا يحل لك أن تأخذ إلا بمقدار ما أُخذ منك فقط.
نعم.
7 - لدينا سيارات نقل بضائع (تريلات) تعمل على الطرق البرية في المملكة بالأجرة، والبضاعة ذات قيمة عالية جداً، أحياناً يقدر الله على إحدى هذه التريلات حادث مروري وهي محملة بالبضاعة، ويكون هناك تلف في البضاعة والسيارة كاملة أو جزء منها، ونتحمل نحن قيمة البضاعة التالفة مع إصلاح سياراتنا على حسابنا وندفع لصاحب البضاعة قيمة التالف، سؤالي يا فضيلة الشيخ: ما حكم التأمين الشامل على البضاعة والسيارة تأميناً شاملاً.؟ ثانياً: ما حكم التأمين على البضاعة فقط.؟ ثالثاً: ما حكم التأمين ضد الغير فقط.؟ أستمع حفظ
صليت مع الإمام ودخلت معه في تكبيرة الإحرام وسمعت قراءة الفاتحة، ثم فجأة انقطع صوت الإمام ولم أسمع التكبيرة للركوع بسبب خلل في مكبر الصوت، فلم أستطع متابعة الإمام وأكملت صلاتي منفردة. فهل الصلاة صحيحة بمخالفتي للإمام.؟
الشيخ : نعم. الصلاة صحيحة. إذا انقطع صوت الإمام وانفرد الإنسان عن الإمام فصلاته صحيحة ، لأنه معذور. لكن لو فرضنا أن هذا في صلاة الجمعة وانقطع الصوت في الركعة الأولى وانفرد الإنسان عن الإمام فإنه لا يصلي جمعة ، لأنه لم يدرك منها ركعة. ولو انقطع في الركعة الثانية وانفرد عن الإمام أتمها جمعة ، لأنه أدرك ركعة كاملة. ولكن لا ينبغي للمأموم ذكراً كان أو أنثى، إذا انقطع الصوت أن ينوي الانفراد في الحال. ينتظر، لأنه أحياناً ينقطع الصوت ثم يصلحونه، فإذا أيس حينئذٍ ينفرد. نعم.
8 - صليت مع الإمام ودخلت معه في تكبيرة الإحرام وسمعت قراءة الفاتحة، ثم فجأة انقطع صوت الإمام ولم أسمع التكبيرة للركوع بسبب خلل في مكبر الصوت، فلم أستطع متابعة الإمام وأكملت صلاتي منفردة. فهل الصلاة صحيحة بمخالفتي للإمام.؟ أستمع حفظ
ذكرت أن التأجير المنتهي بالتمليك حرام وأنا قد اشتريت هذه السيارة، فما العمل الآن ولم يبق سوى أقساط قليلة.؟
الشيخ : لا بالتقسيط؟
السائل : والضمان يقول.
الشيخ : لا. ذكرنا التأجير المنتهي بالتمليك. نعم.
السائل : يقول : وأنا قد اشتريت هذه السيارة، فما العمل الآن ولم يبق سوى أقساط قليلة؟
الشيخ : أرى أن تسدد الأقساط القليلة هذه. وتنتهي. وينتهي العقد وتكون السيارة لك، وتسلم من غائلتها وشرها. نعم.
9 - ذكرت أن التأجير المنتهي بالتمليك حرام وأنا قد اشتريت هذه السيارة، فما العمل الآن ولم يبق سوى أقساط قليلة.؟ أستمع حفظ
زوجي يطلب مني أن يأتيني من الخلف -أي: من فتحة الشرج- وأنا أرفض ذلك، وهو يجبرني على ذلك لدرجة أني أبكي وأرفض ولكنه يجبرني على هذا الشيء، أرجو الإفادة جزاك الله خيراً.؟
الشيخ : أولاً : أنصح هذه السائلة، إذا أرادت أن تقدم هذا السؤال لا تقدمه هكذا علناً ، لأن هذا والحمد لله غير موجود. لا يوجد اللهم إلا كان في المليون واحد. وإيراد مثل هذا السؤال في هذا المجتمع يفتح الباب. ثم هو أيضاً يعني في رأيي منافٍ للحياء. أن المرأة تحكي عن زوجها هذا. لو اتصلت بي أو بغيري من أهل العلم في هذا الأمر إما بالتلفون أو برسالة ترسلها لكان خيراً.
على كل حال نحن نبين الحكم في هذا : وطء المرأة في دبرها من كبائر الذنوب حتى جاء فيه الوعيد الشديد. جاء الوعيد بالكفر. وجاء الوعيد باللعن. وسمي هذا : اللوطية الصغرى. والنصوص في هذا كثيرة. وما ذكر عن بعض السلف أنه أباحه غلط عليهم، كما ذكر ذلك ابن القيم في زاد المعاد، وغيره. وإنما أرادوا أن يأتيها في الفرج من ناحية الدبر. وهذا جائز لا بأس به. أن الإنسان يطأ زوجته في فرجها لكن من الخلف. يأتيها من الخلف هذا لا بأس به ، لقوله تعالى : (( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )).
أما أن يطأها مع الدبر فلا.
وهنا مسألة : يظن بعض الناس أنه إذا فعل هذا أي: أتى أهله من الدبر، انفسخ النكاح. وليس كذلك. النكاح باقٍ. لكن لو عاود واستمر وجب أن يفرق بينهما. أي : بين المرأة وزوجها الذي يفعل هذا الفعل. وبالنسبة لها عليها أن تمنع تمتنع منه بقدر الاستطاعة.
فنصيحتي أولاً للأزواج : أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم وفي أهليهم ، وأن لا يعرضوا أنفسهم للعقوبة. ونصيحتي للزوجات : أن يمتنعن من هذا إطلاقاً. حتى لو أدى ذلك إلى الخروج من البيت إلى أهلها. فلتفعل ولا تبق عند هذا الزوج. وهي في هذه الحالة ليست بناشز ، لأنها فرت من معصية. وهي في هذا الحال أيضا لها النفقة على زوجها. لو بقيت عند أهلها شهراً أو شهرين فإنها تطالبه بالنفقة ، لأن الظلم منها وإلا منه؟ منه هو، لأنه لا يحل له أن يكرهها على هذا الأمر.
نعم.
10 - زوجي يطلب مني أن يأتيني من الخلف -أي: من فتحة الشرج- وأنا أرفض ذلك، وهو يجبرني على ذلك لدرجة أني أبكي وأرفض ولكنه يجبرني على هذا الشيء، أرجو الإفادة جزاك الله خيراً.؟ أستمع حفظ
توفي والدي وخلف مبلغاً من المال فوضعته في شركةٍ لاستثماره حتى لا تفنيه الزكاة، وكنت أحياناً أزكيه من مالي الخاص، ثم بعد عدة سنوات رأيت أن أسحبه من تلك الشركة وأضعه في مشروع آخر، وقد نما وكثر، ولكن بعد سنوات صار أقل، فهل يلزمني أن أدفع للورثة أصل المال، أم ما لحقه من النماء.؟
الشيخ : الإستئمان أو الإستثمار
السائل : الإستثمار، فوضعته في شركةٍ لاستثماره حتى لا تفنيه الزكاة ، وكنت أحياناً أزكيه من مالي الخاص. ثم بعد عدة سنوات رأيت أن أسحبه من تلك الشركة وأضعه في مشروع آخر. وقد نما وكثر. ولكن بعد سنوات صار أقل. فهل يلزمني أن أدفع للورثة أصل المال أم ما لحقه من النماء؟
الشيخ : المال ما دام موروثاً عن الأب فإن أصله وربحه للورثة. لكن لا يجوز لأحد الورثة أن يضعه في شركة إلا برضى الجميع ، إما أن يوكلوه وإما أن يستأذن منهم ويدفعه للشركة. فما حصل من نماء فإنه تابع لأصله ، يعني : يوزع على كل وارث بقدر إرثه. نعم.
11 - توفي والدي وخلف مبلغاً من المال فوضعته في شركةٍ لاستثماره حتى لا تفنيه الزكاة، وكنت أحياناً أزكيه من مالي الخاص، ثم بعد عدة سنوات رأيت أن أسحبه من تلك الشركة وأضعه في مشروع آخر، وقد نما وكثر، ولكن بعد سنوات صار أقل، فهل يلزمني أن أدفع للورثة أصل المال، أم ما لحقه من النماء.؟ أستمع حفظ
جاء في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل حين احتضاره للموت المؤمن والكافر: أن المؤمن تفتح له أبواب السماء لروحه، وينادى بأحسن أسمائه، ويكتب كتابه في عليين، وورد في الكافر أنه في سجين، ويفرش له في قبره من النار، فهل هناك غير تلك الحالتين.؟
الشيخ : الذي يظهر والله أعلم أن المؤمن تصعد نفسه إلى السماء وتفتح لها أبواب السماء. والكافر لا. بقينا في المؤمن العاصي. المؤمن العاصي لا شك أنه ليس كالكافر. ولكن هل يلحق بالمؤمن المتقي أو لا؟ الله أعلم. لا ندري. ثم إني أقول أيها الإخوة : أمور الغيب لا تبحثوا فيها. خذوا بما بلغكم ودعوا ما لم يبلغ ، لأن أمور الغيب فوق مستوى الإنسان. أرأيتم الآن أرواحكم في أجسادكم. هل يستطيع أحدٌ منكم أن يصف روحه؟ أجيبوا. أبداً إلا ما بلغنا من الكتاب والسنة. وهي روحه بين جنبيه. في يوم القيامة تدنو الشمس من الخلائق مقدار ميل. الميل : إما أن يكون المسافة ، وإما أن يكون ميل المكحلة مثل الأصبع. هذه الشمس البعيدة عنا الآن لو نزلت مقدار ميل عن مجراها الآن لاحترقت الدنيا. وفي يوم القيامة لا تحرق الناس مع أنها تنزل هذا النزول ، لأن أحوال الآخرة لا يمكن أبداً أن تقاس بأحوال الدنيا. في يوم القيامة المؤمنون : (( يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ )) جعلنا الله وإياكم منهم. الكافرون في ظلمة. يقول المنافقون للمؤمنين : (( انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً )). ومع ذلك الناس في صعيد واحد. هؤلاء يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم. وهؤلاء في ظلمة. هذا. فالعقل لا يدرك هذا الشيء.لكن الواجب علينا فيما يتعلق بأمور الغيب أن نقول : سمعنا وآمنا وصدقنا. وأن لا نقيسه بأحوال الدنيا، لظهور الفرق العظيم بين هذا وهذا.
آخر سؤال.
12 - جاء في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل حين احتضاره للموت المؤمن والكافر: أن المؤمن تفتح له أبواب السماء لروحه، وينادى بأحسن أسمائه، ويكتب كتابه في عليين، وورد في الكافر أنه في سجين، ويفرش له في قبره من النار، فهل هناك غير تلك الحالتين.؟ أستمع حفظ
انتشر في الأسواق صبغة للشعر ذات ألوان متعددة ما عدا الأسود، ولكنها إذا وضعت على الشعر الأبيض انقلب أسود، فهل يجوز استعمالها، حيث أنها قبل أن توضع على الشعر لونها غير أسود.؟ وهل من السنة تغيير الشيب بالكتم أو الحناء.؟
الشيخ : ما دام أن هذه الصبغة إذا وضعت على الشعر الأبيض اسودَّ فهي حرام ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتغيير الشيب لكنه نهى عن السواد. قال : ( جنبوه السواد ). وورد الوعيد الشديد على قوم يخضبون بالسواد. فعلى المرء أن يتقي الله عز وجل. وهو وإن كان شعره أبيض وهو نشيط وقوي فهو شاب. ولو كان شعره أسود وهو ضعيف هزيل فهو شيخ شايب. فالأفضل تغيير الشيب بالحناء والكتم. يعني يخلطان جميعاً. الحناء أصفر والكتم أسود إلى الزرقة يميل قليلاً حتى يخرج منهما لونٌ بني. يعني: أدهم. هذا هو الأفضل. وإن صبغ بالحناء فقط فلا بأس. وإن صبغ بالكتم فقط فلا ، لأنه يكون أسود. نعم.
هذا آخر سؤال؟ أعطي سؤال لامرأة. اتقوا الله واعدلوا.
13 - انتشر في الأسواق صبغة للشعر ذات ألوان متعددة ما عدا الأسود، ولكنها إذا وضعت على الشعر الأبيض انقلب أسود، فهل يجوز استعمالها، حيث أنها قبل أن توضع على الشعر لونها غير أسود.؟ وهل من السنة تغيير الشيب بالكتم أو الحناء.؟ أستمع حفظ
لقد علمت أن مدة النفاس أربعين يوماً، ولكن قد يزيد على ستين يوماً، ولا أعرف هل أصلي بعد الأربعين أم لا.؟
الشيخ : امرأة هذه؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب.
السائل : لقد علمت أن مدة النفاس أربعين يوماً. ولكن قد يزيد على ستين يوماً. ولا أعرف هل أصلي بعد الأربعين أم لا؟ أرجو إيضاح ذلك حتى لا تضيع صلاتي.
الشيخ : أقول : العلماء مختلفون رحمهم الله في أكثر مدة النفاس. فمنهم من قال: أكثر مدة النفاس أربعون يوماً. وعلى هذا فإذا جاوز الدم أربعين يوماً فإن وافق عادة حيضها قبل الحمل جلست. وإن لم يوافق فهو دم فساد. تصلي وتصوم وتحل لزوجها. أفهمتم الآن؟
إذا جاوز الأربعين فإن وافق العادة فهو حيض. وإن لم يوافقها فهو دم فساد. هذا هو مذهب الإمام أحمد رحمه الله عند أصحابه.
القول الثاني : أكثره ستون يوماً. وأن الدم ما دام على وتيرة واحدة لم يتغير ، فإنها تبقى إلى ستين يوماً. وهذا مذهب الشافعي رحمه الله عند أصحابه. وعليه: فإذا تمت الستون يوماً والدم باقٍ قلنا فيه، فيما زاد على الستين كما قلنا فيما زاد على الأربعين. إن وافق العادة فهو حيض. وإن لم يوافق العادة فهو دم فساد تغتسل وتصلي وتصوم.
14 - لقد علمت أن مدة النفاس أربعين يوماً، ولكن قد يزيد على ستين يوماً، ولا أعرف هل أصلي بعد الأربعين أم لا.؟ أستمع حفظ
كنت شاباً منحرفاً عن الدين بما تعنيه كلمة الانحراف، ثم منَّ الله عليَّ بتوبة من عنده فرجعت إلى الدين، ولكن العقبات -كما تعلمون- كثيرة والمعوقات أكثر، ثم صار يتوب ويرجع عدة مرات ويعاهد الله ويقسم على الله بألا يعود فيرجع، يقول: بعد مدة استمرت أربع سنوات وأنا على تلك الحال، أفعل المعصية ثم أقسم ألا أعود ثم أعود، ثم منَّ الله علي بفضله ومنته ورحمته فتركت جميع المعاصي التي كنت أرتكبها، سؤالي يا فضيلة الشيخ: هل تقبل توبة كهذه التوبة التي لم تكن صافية نقية؟ وماذا أصنع تجاه هذه الأيمان هل أكفّرها.؟ علماً بأني لا أعلم لها عدداً، أم يكفي الإقلاع عن تلك المعاصي؟ وفي آخر السؤال يقول: ماذا أفعل في العهد.؟ وهل أدخل تحت قول الله تعالى:(( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ )).؟
وفي آخر السؤال يقول : ماذا أفعل في العهد؟ وهل أدخل تحت قول الله تعالى: (( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ))؟
الشيخ : نعم. أقول : الحمد لله الذي منَّ الله على أخينا في آخر الأمر بالتوبة وإصلاح العمل. وأبشره حسب ما أعلم من الكتاب والسنة أن توبته صحيحة. وأسأل الله له الثبات فليثبت ولا يلتفت إلى الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلبه. توبته مقبولة. وليستمر على طاعة الله واجتناب معصيته.
أما ما حصل من الأيمان والعهود فإنه يجزئ عنها جميعها أن يطعم عشرة مساكين ، لأنها أيمان أو نذور بمعنى الأيمان. والمحلوف عليه شيء واحد. وإذا تعددت الأيمان والمحلوف عليه شيء واحد كفاه عنها كلها كفارة واحدة. فنقول لأخينا : أطعم عشرة مساكين لكل مسكين كيلو من الرز. واجعل معه لحماً يكون طعماً له وإلا فادع عشرة من الفقراء إلى غداء أو عشاء ويكفيك.
أسأل الله له الثبات وأن يديم علينا وعليكم نعمته، وهذه من نعمة الله عليه أنه يحس بالذنب ويعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به. وهو سبحانه وتعالى أرحم الراحمين.
السائل : جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء. وجزاكم الله خير على حضوركم. والحمد لله رب العالمين وصلى وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
15 - كنت شاباً منحرفاً عن الدين بما تعنيه كلمة الانحراف، ثم منَّ الله عليَّ بتوبة من عنده فرجعت إلى الدين، ولكن العقبات -كما تعلمون- كثيرة والمعوقات أكثر، ثم صار يتوب ويرجع عدة مرات ويعاهد الله ويقسم على الله بألا يعود فيرجع، يقول: بعد مدة استمرت أربع سنوات وأنا على تلك الحال، أفعل المعصية ثم أقسم ألا أعود ثم أعود، ثم منَّ الله علي بفضله ومنته ورحمته فتركت جميع المعاصي التي كنت أرتكبها، سؤالي يا فضيلة الشيخ: هل تقبل توبة كهذه التوبة التي لم تكن صافية نقية؟ وماذا أصنع تجاه هذه الأيمان هل أكفّرها.؟ علماً بأني لا أعلم لها عدداً، أم يكفي الإقلاع عن تلك المعاصي؟ وفي آخر السؤال يقول: ماذا أفعل في العهد.؟ وهل أدخل تحت قول الله تعالى:(( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ )).؟ أستمع حفظ
تتمة الشريط من شرح كتاب الأدب من بلوغ المرام.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نقل المؤلف - رحمه الله تعالى - في سياق الأحاديث في باب الأدب. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انظروا إلى من هو أسفل منكم. ولا تنظروا إلى من هو فوقكم. فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ). متفق عليه.
وعن النواس بن سمعان - رضي الله عنه - قال : ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم؟ فقال: البر: حُسن الخُلق. والإثم: ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطَّلع عليه الناس ). أخرجه مسلم.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال: ابن حجر - رحمه الله - في كتابه بلوغ المرام فيما نقله عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في باب الأدب، من الكتاب الجامع. قال : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( انظروا إلى من هو أسفل منكم. ولا تنظروا إلى من هو فوقكم. فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ). هذا من الآداب الشرعية التي فيها راحة العبد وطمأنينته، وقناعته. فإن الله سبحانه وتعالى، خلق مقادير كل شيء، وقدر كل شيء قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. فإن الله قدر مقادير كل شيء قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. لما خلق الله القلم الذي يكتب بالأقدار. قال له: اكتب. قال : ربي وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة. فكتب ذلك. فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه. وما أخطئه لم يكن ليصيبه. ولما قالت قريش : (( لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ )) يعني ولم ينزل على محمد. وهم يقولون هذا بألسنتهم، وإلا فيعلمون أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرهم وأشرفهم نسباً، وأعظمهم قدراً، حتى كانوا يسمونه قبل أن يُبعث الأمين، ويحترمونه ويعظمونه. فلما بعثه الله برسالته، شرقت أفئدتهم. وقالوا : (( لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ )) يعني : الطائف ومكة. (( عَظِيمٍ )). قال الله تعالى ردا عليهم : (( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ )) يعني: هل هم الذين يعطون فضل الله؟ (( نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا )). يعني : ننظر إلى أمر واقع. لقد فضل الله بعض الناس على بعض. هذا غني وهذا فقير. وهذا متوسط. هذا صحيح. وهذا سقيم مريض. وهذا بين ذلك. وهذا طويل. وهذا قصير. وهذا بين ذلك. وهذا عالم. وهذا جاهل. وهذا بين ذلك. وهلم جرا. كل شيء جعله الله تعالى متفاضلاً، حتى يتبين الناس أن كل شيء بقضاء الله وقدره. تجد رجُلين يدخلان العلم، ليتعلمان، فيتأخر هذا كثيراً عن الآخر، ويتفوق الآخر عليه. والمدرس واحد والدرس واحد والوقت واحد. تجد اثنين يتجران كل واحد منهم يبذل الجهد في حصول المال. هذا من خسارة إلى خسارة. والآخر من ربح إلى ربح. كل ذلك بقضاء الله وقدره. فإذا أردت أن تعرف قدر نعمة الله عليك. فلا تنظر للذي فوقك. إن نظرت للذي فوقك احتقرت نعمة الله عليك. مثلاً إنسان عنده عشرة آلاف ريال. إن نظر إلى من فوقه من عنده عشرة ملاين ريال. قال: إن الله لم يرزقني ما عندي شيء. وإن نظر إلى شخص ليس عنده إلى عشرة أريل. قال أنا في خير أنا رزقني الله. ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن ينظر الإنسان إلى من هو أسفل منه. كذلك أيضا إنسان، بقي سنة أو سنتين في طلب العلم. وقد شاركه أخوه. ففاقه فوقاً عظيما. وصار أعلم منه وأفهم منه وأجرء منه على العلم. وهو دون ذلك. لكن في ثالث شاركهما لا يعرف شيء. إن نظر إلى الذي فوقه. ماذا يقول؟ ازدرى النعمة. وقال ما عطاني الله شيء. إن نظر للذي دون قال الحمد لله أن في خير. إنسان أعطاه الله تعالى صحة، صحة يستطيع بها أن يقوم بطاعة الله، وبحوائجه وحوائج أهله، وماشي. لكن هناك أحد أعظم منه صحة، ومالا، وسرورا. وهناك ثالث دونه، كثير الأمراض، قليل المال، ينظر إلى من؟ إلى الثاني وإلا الأول؟ ينظر إلى الثاني الذي دونه حتى يعرف قدر نعمة الله عليه. إنسان مثلاً أعطاه الله سبحانه وتعالى قدرة على المشي، يمشي مشي معتدلاً. يسرع إن شاء ويهون إن شاء. وآخر يمشي لكنه أعرج. منذ خلقه الله عز وجل وهو أعرج. والثالث أشل. لا يستطيع المشي. هذا الأعرج الذي بين هذا وهذا. إن نظر إلى القوي قال ايش؟ : ما أعطاني الله شيء. فلان أقوى منه وأقدر مني على المشي. أنا ما عندي شيء. إذا نظر إلى الثاني الأشل قال: أنا في نعمة وخير. وقس على هذا كل الدنيا : العلم والمال، والصحة، والأهل وغيره. هذا إنسان تزوج ويسر الله له الأمر. وأتته زوجة أعجبته في خلقها ودينها وجمالها، وسرها وكل شيء. وآخر تزوج ولم يتوفق. وثالث تزوج ولكن ليس كالأول وليس كالثاني. بينهما هذا الذي في الوسط. لو نظر إلى الأول، قال: ما وفقت ولا جات زوجة على على ما أبي. ولو نظر للثاني قال : أنا في خير. فهذه الأمور كلها على ما قال النبي عليه الصلاة والسلام، الذي أرشد أمته إلى كل خير، أرشد الأمة إلى أن تطمئن فيما رزقها الله. يقول : ( لا تنظروا إلى من هو فوقكم. ولكن انظروا إلى من هو أسفل منكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ). والله الموفق.
بسم الله الرحمن الرحيم، ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه بلوغ المرام، في باب الأدب، من الكتاب الجامع عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( البر: حُسن الخُلق، والإثم : ما حاك في نفسك وكرهت أن يطَّلع عليه الناس ). ففي هذا حث على حسن الخلق ، وأنه من البر. والبر من أوصاف أهل الجنة كما قال الله عز وجل : (( إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ )). ومعنى حسن الخلق : أن يكون الإنسان واسع البال ، منشرح الصدر. وينقسم إلى قسمين : الأول : حسن الخلق مع الله عز وجل بأن يتلقى الإنسان أحكام الله الكونية والشرعية بانشراح صدر، وطمأنينة. فإذا أمر الله بشيء لا يضيق صدره به. وإذا نهى عن شيء لا تتعلق نفسه به. وإذا قضى الله عليه بأمر قدري من مرض أو حادث أو غير ذلك فليكن منشرح الصدر، وليرض بالله عز وجل ربا. فإنه سبحانه وتعالى رب كل شيء ومليكه. ويفعل في عباده ما يشاء. ولا يفعل شيئا إلا لحكمة عظيمة. كم من إنسان نقصت درجاته بالجنة فيبتليه الله بشيء من أمور الدنيا فيرتقى بذلك درجات! فيتلقى أحكام الله القدرية بانشراح صدر. ولا يتأوه، ولا يتوجع. بل يقول : رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا. أما الإثم : فهو ما حاك في النفس. يعني: ثقل على النفس وكرهته. وكرهتَ أن يطَّلع عليه الناس. لكن الرسول يخاطب صحابيا يحب الطاعات، ويكره المعاصي. ويخاطب شخصا في بيئة إسلامية يكره أن يطلع عليه الناس في معصية، وهو في معصية. وليس هذا مقياسا لكل أحد. كم من إنسان يكون الإثم عنده شيئا سهلا! والعياذ بالله. ولا يحيك في نفسه، ولا يكره أن يطلع عليه الناس ، لأنه رجل فاجر، ماجن، خبيث، ظالم، مضل. بل يحب أن يطلع الناس على معصيه حتى يتهاونوا بالمعاصي. كم يوجد في كثير من الفجار، والمجان في وقتنا هذا ممن لا يستحيون من الله ولا من عباد الله. لا يهمهم أن يفعلوا المعاصي وأن يطلع الناس عليها. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب صحابيا فطرته سليمة، وذوقه سليم، في مجتمع سليم. وما يؤمن أن من كان كذلك فإنه يحيك في صدره أن يعصي الله عز وجل. بل تجده ربما لو وقع في معصية جاهلا بها صار قلقا حتى ينتبه لها. ولهذا لما سلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في صلاة الظهر سلم من ركعتين قبل أن يتم الصلاة. قام إلى قبلي المسجد مغموماً كأنه غضبان. مع أنه لم يأت شيء ظاهر يوجب غضبه. لكن لما كان لم يتم العبادة، صارت نفسه منقبضة. كثير من الناس الآن إذا نسي شيئا من العبادات تجده يكون مغموماً، مهموماً، ضيق صدره حتى ينبهه الله على ذلك ويفعل الطاعة. أما أناس فسقة، فجرة. فهؤلاء لا يحيك في صدورهم المعاصي ولا يهتمون أن يطلع الناس عليه. بل ربما كان بعضهم يفخر بهذا نسأل الله العافية. فيقول مثلاً أنه ذهب إلى البلد الفلاني، من بلاد الفسق والفجور الكفر. ذهب وأنه نزل في فندق، وأنه صار عنده الراقصات، والعاهرات، وأنه زنا في الليلة مرتين أو ثلاثا والعياذ بالله. يوجد أناس يتحدثون بهذا ، لأنهم قد خلع الحياء من قلوبهم، وخلع الإيمان من قلوبهم. فلا يبالون بالمعاصي. فإذا قال قائل : كيف يكون هذا الميزان للإثم؟ قلنا : نعم. يكون هذا الميزان بالإثم بالنسبة لمن؟ لمن؟ للمؤمن سليم القلب سليم الفطرة. تجده إذا فعل المعصية وإن لم يعلم بها يقلق حتى ينبهه الله عليها ويتوب منها. وفي هذا حث على حسن الخلق، والصبر على أذى الناس.