سلسلة اللقاء الشهري-62a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
صلاة الاستسقاء وصفاتها.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
فهذا هو اللقاء المُتمم للستين من اللقاءات الشهرية التي تتم في في الجامع الكبيرة في عنيزة. وهذه الليلة هي ليلة التاسع عشر من شهر رجب عام 1419هـ. أسأل الله تعالى أن يجعل لقاءاتنا خيراً وعاقبتها خيراً، إنه على كل شيء قدير. قبل أن نشرع في موضوع هذا اللقاء نتكلم عن صلاة الاستسقاء. صلاة الاستسقاء سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأمته. والاستسقاء يعني : طلب السقيا. ومن المعلوم أن الذي ينزل الغيث هو الرب عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى : (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ )). وقال الله عز وجل : (( أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ )). ما الجواب؟ أنت يا ربنا. أنت الذي أنزلته وجعلته مباركاً تنبت به من كل زوج بهيج. هذا المطر يصرفه الله تبارك وتعالى حيث شاء كيف شاء على قدر ما شاء عز وجل. ولذلك تجد بعض البلاد يكون فيها أمطار كثيرة. وبعض البلاد تكون قاحلة. وبعض البلاد تكون بين هذا وهذا. واستمع إلى قول الله تعالى : (( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً )).
أما بعد :
فهذا هو اللقاء المُتمم للستين من اللقاءات الشهرية التي تتم في في الجامع الكبيرة في عنيزة. وهذه الليلة هي ليلة التاسع عشر من شهر رجب عام 1419هـ. أسأل الله تعالى أن يجعل لقاءاتنا خيراً وعاقبتها خيراً، إنه على كل شيء قدير. قبل أن نشرع في موضوع هذا اللقاء نتكلم عن صلاة الاستسقاء. صلاة الاستسقاء سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأمته. والاستسقاء يعني : طلب السقيا. ومن المعلوم أن الذي ينزل الغيث هو الرب عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى : (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ )). وقال الله عز وجل : (( أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ )). ما الجواب؟ أنت يا ربنا. أنت الذي أنزلته وجعلته مباركاً تنبت به من كل زوج بهيج. هذا المطر يصرفه الله تبارك وتعالى حيث شاء كيف شاء على قدر ما شاء عز وجل. ولذلك تجد بعض البلاد يكون فيها أمطار كثيرة. وبعض البلاد تكون قاحلة. وبعض البلاد تكون بين هذا وهذا. واستمع إلى قول الله تعالى : (( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً )).
استسقاء الخطيب يوم الجمعة.
الشيخ : الاستستقاء له صفات متعددة. منها : أن يستسقي الخطيب يوم الجمعة في خطبة الجمعة. ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أنس بن مالك رضي الله : ( أن رجلاً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب. فقال يا رسول الله : هلكت الأموال وانقطعت السبل - فبدأ رضي الله عنه بدأ بسبب السؤال قبل السؤال - قال : هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا. فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه ورفع الناس أيديهم معه. وقال : اللهم أغثنا ثلاث مرات. قال أنس: - وهو راوي الحديث - فوالله ما في السماء من سحاب ولا قزعة ). القزعة : قطعة من السحاب. إذن السماء صحو تماماً. ( وما بيننا وبين سلع - وهو جبل معروف في المدينة إلى الآن بهذا الاسم - من بيت ولا دار ). وإنما ذكر ذلك لأن السحاب تأتي من جهة هذا الجبل. يقول : ( فخرجت من ورائه سحابة مثل الترس. - الترس: ما يتوقى به المجاهد من الرماح. يعني يشبه التبس -. فارتفعت في السماء. لما توسطت انتشرت ورعدت وبرقت. فما نزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المنبر إلا والمطر يتحادر من لحيته ). لا إله إلا الله! أمطرت وخر السقف من المسجد. وساح على رأس الرسول عليه الصلاة والسلام. وجعل المطر يتحادر على لحيته. والمدة طويلة أو قصيرة؟ قصيرة. نعم لأن الله تعالى (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) (( وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ )). وبدأ المطر ينزل أسبوعاً كاملاً. ما رأوا الشمس ليلاً ونهارا. فلما كانت الجمعة الأخرى دخل رجل أو الرجل الأول وقال : ( يا رسول الله: تهدم البناء وغرق المال فادع الله يمسكها عنا ). تهدم البناء من كثرة الأمطار، وغرق المال من كثرة الأمطار. فادع الله يمسكها عنا. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم. لكنه لم يدع أن يمسكها الله إنما دعا بدعاء نافع غير ضار. قال : ( اللهم حوالينا ولا علينا. اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ). وجعل يشير هكذا بيده. يقول أنس : ( فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت ) بأمر من؟ بأمر الله عز وجل. ليس بأمر الرسول عليه الصلاة والسلام. وإنما يقول : حوالينا يتفرق السحاب. نقول بأمر الله. ومن المعلوم أنه يمكن أن تكون بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ويكون الله سخر له الغمام كما سخر الريح لسليمان. سليمان سخر الله له الريح. يضع البساط ويجلس هو وحاشيته. ثم يأمر الريح فتهب عاصفة قوية لكن بدون قلق : (( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ )) إيش؟ (( رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ )) حيث أراد رخاء (( غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ)). لكن الرسول عليه الصلاة والسلام محمد رسول الله لم يقل للسحاب: تفرقي. حتى نقول: إن هذا بأمره. إنما دعا الله قال : ( حوالينا ولا علينا ). فالذي فرقها هو الذي جمعها وهو الله عز وجل. وخرج الناس يمشون في الشمس. تعالى الله. وسال الوادي قناة شهراً. قناة واد في المدينة بهذا الاسم إلى اليوم. سال شهراً كاملاً من الأمطار. فسبحان الله عز وجلّ! هذا نوع من أنوع الاستسقاء، هذا نوع من أنوع الاستسقاء.
الدعاء في أي مكان يحصل فيه الدعاء.
الشيخ : من أنواعه : أن يدعو الإنسان في أي مكان ، في أي مكان يمكن فيه الدعاء، في المسجد في البيت، وعلى أي حال ، في السجود، في التشهد، بين الأذان والإقامة، يدعو الله تعالى بالغيث. ولقد استسقى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ ودعا الله أن ينزل المطر حتى يقوم فلان فيسد ثعلب حائطه بردائه. الثعلب : هو الشق في الجدار تدخل منه السيول. فنزل المطر ونزل المطر وخاف الناس من الغرق. وقالوا للرجل: لا يمكن أن يمسك السماء حتى تقوم أنت وتسد ثعلب حائطك بردائك. فقام الرجل وسد الثعلب يعني ما هو الميزاب. الشق في الجدار يدخل السيل فيه إلى الحائط. فلما سده بردائه أمسك المطر. سبحان الله! آية من آيات الله، وآية من آيات الرسول عليه الصلاة والسلام.
الخروج إلى المصلى.
الشيخ : ومن ذلك : أن يخرج الناس إلى مصلى العيد، أن يخرج الناس إلى مصلى العيد. ويصلي الإمام الاستسقاء ويصلي صلاة الاستسقاء كما يصلي في العيد. ويخطب خطبة واحدة. وإن شاء قدم الخطبة على الصلاة ، لأن كلا الأمرين ورد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ويدعو بالدعاء المناسب. في هذا الأسبوع ستقام إن شاء الله صلاة الاستسقاء بعد غدٍ بأمر ولي الأمر. وتعلمون أن بلادنا واسعة الأرجاء حتى لو فرض أننا في وسط المملكة لم يكن هناك حاجة إلى المطر ، لأن موسم المطر بدأ قريباً. لكن هناك أماكن شاسعة تحتاج إلى المطر. والعلماء يقولون : يستسقي ولو كان الجدب ولو كان القحط في غير أرضه. فالأمر واضح والحمد لله. فينبغي لنا أن نخرج مع المسلمين في هذا اليوم لدعاء الله عز وجل والتقرب إليه تعالى بالصلاة. وليعلم الناس أنه لا ملجأ لهم عند الشدائد إلا الله عز وجل القادر على إزالتها تبارك وتعالى.
هذا ما أردنا أن نقدمه بين يدي موضوع اللقاء الذي ابتدأناه في الشهر الماضي.
هذا ما أردنا أن نقدمه بين يدي موضوع اللقاء الذي ابتدأناه في الشهر الماضي.
تفسير قوله تعالى :(( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ )).
الشيخ : آخر ما وصلنا إليه. نعم. قوله تبارك وتعالى في وصف عباد الرحمن. نقرأ : (( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا )) إيش؟ (( ربنا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً ومُقَاماً وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً )). ثم قال - ابتداء هذا اللقاء - : (( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ )) أي : لا يدعون مع الله إلهاً آخر لا دعاء مسألة ولا دعاء عبادة. وإنما يدعون الله وحده. وهذا هو التوحيد الذي جاءت به الرسل واتفقت عليه. كما قال الله تعالى : (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )). وقال تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ )). كل الرسل أجمعوا على هذا. وحق لهم أن يجمعوا ، لأن الله تعالى أمرهم بذلك. وقال الله تعالى : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ )). فهم لا يدعون مع الله إلهاً آخر لا دعاء مسألة ولا دعاء عبادة. دعاء العبادة : الركوع والسجود وجميع أنواع العبادة. فهم لا يذبحون لصنم. ولا ينذرون لصنم ولا لقبر ولا لشمس ولا لقمر. وإنما يجعلون العبادة لمن؟ لله الذي خلقهم. ولا دعاء مسألة أيضاً. لا يدعون غير الله دعاء مسألة. لا يأتون إلى صاحب القبر ويقولون : يا سيدي، يا مولاي، يا ولي الله، أعطني كذا وكذا. لا يقولون هذا ، لأنهم يعلمون أن غير الله لا يملك نفعاً ولا ضراً لا لنفسه ولا لغيره. وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمره الله أن يقول ويعلن : (( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ )). وإذا كان الله أمره أن يعلن : (( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً )) فكيف إذا كنت أنا لا أدفع عن نفسي لو أرادني الله تعالى بسوء. فكيف أملك ذلك لكم؟ وإذا كان الله أمره أن يعلن : (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )) فكيف يُتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلهاً مع الله يدعى ليكشف الضر؟ هذا لا يمكن. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نعلم علم اليقين أنه لو خرج لهؤلاء لكان يقاتلهم ويستبيح دماءهم وأموالهم ونساءهم ، لأنهم مشركون ، لأنهم مشركون. فعباد الرحمن لا يدعون مع الله إلهاً آخر.
أنواع الشرك.
الشيخ : والشرك نوعان : أكبر وأصغر. الشرك نوعان : أكبر وأصغر. فمن دعا غير الله لكشف الكربات فقد أشرك إيش؟ شركاً أكبر حتى لو صلى، حتى لوصام ، حتى لو تصدق ، حتى لو حج. ولا يحل له أن يحج ، لقول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا )). وإذا علمنا أنه يشرك بالله ويدعو غير الله منعناه من قربان المسجد الحرام. (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا )). الشرك الأصغر أنواعه كثيرة. الشرك الأصغر أنواعه كثيرة. وهو خفي جداً. قد يحصل في القلب من غير أن يعلم الرجل. الرياء الرياء شرك. - الأخ. أي نعم. - الرياء شرك أصغر وإلا أكبر؟ أصغر. بارك الله فيك. الرياء شرك أصغر. مثال ذلك : رجل تصدق بدراهم أمام الناس من أجل أن يقول الناس : فلان جواد متصدق. إيش هذا؟ شرك أصغر. هو يريد التقرب إلى الله. لكن يريد من الناس أن يمدحوه لأنه يتقرب إلى الله. انتبهوا! هو لم يرد أن يتقرب للناس بهذا. لو كان يريد هذا لكانت المسألة خطيرة. ربما نقول : شرك أكبر. لكنه يريد أن يتقرب إلى الله فيمدحه الناس بأنه جواد يتقرب إلى الله تعالى بالصدقات. كذلك إنسان قام يصلي وحوله أناس. فصار يطمئن في صلاته ولا يتحرك. وقد طمأن رأسه من أجل أن يقال : إن فلاناً إيش؟ يتقن صلاته. هو لا يريد التقرب إلى الناس بالصلاة أبداً. يريد التقرب إلى الله لكنه حسنها من أجل أن يقول الناس : إن الرجل يتقن صلاته لله عز وجل. هذا رياء، هذا رياء.
حكم الرياء إذا خالط العبادة.
الشيخ : فما حكم الرياء إذا خالط العبادة ؟ حكم الرياء إذا خالط العبادة :
أولاً : أن الإنسان يأثم، هذه واحدة.
ثانياً : أن عبادته مردودة لا يقبلها الله عز وجل. لقوله تعالى في الحديث القدسي الصحيح : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ). احذر الرياء. اجعل نيتك لله خالصة. لا يهمك الناس مدحوك أو ذموك. طيب. بقي علينا لو قال قائل : أنا سأترك الصدقة خوفاً من الرياء. وهذا يقع. يعني وجد فقيراً يسأل وظاهر حاله أنه فقير حقاً. فقال : لن أتصدق عليه خوفاً من؟ من الرياء. فماذا نقول؟ نقول : هذا تخاذل ، تخاذل وغلط. هذا يعني : أن الشيطان غلبك حتى منعك من الصدقة. تَصدقْ ولا تبالِ. تَصدقْ ولا تبالِ. فأنت إن تصدقت من أجل أن يمدحك الناس رياء. وإن تركت الصدقة خوفاً من الرياء فإن ذلك خذلان ونصرٌ للشيطان عليك والعياذ بالله. فلا يهمنك هذا. كذلك بعض الناس يحب أن يصوم، يحب أن يصوم. فيترك الصوم مخافة أن يقال : إنه صائم. فيخشى من الرياء. وهذا غلط. ثم إن الإنسان إذا أظهر العبادة من أجل أن يتأسى الناس به كان إماماً فيها. - انتبه إلى هذه النقطة! - أحياناً يقول الإنسان : ما ودي ما أحب أن يطلع الناس أني صائم. لكن إذا كان لو اطلع الناس عليه من أصحابه وأصدقائه تأسوا به وصاموا. فهل الأفضل الإخفاء أو الإعلان؟ أجيبوا يا جماعة. الإعلان. لماذا؟ ليكون إماماً يتأسى به في الخير ويُقتدى به. ولهذا امتدح الله عز وجل الذين ينفقون سراً وعلانية. لم يمتدح الذين ينفقون سراً فقط بل سراً وعلانية ، لأن العلانية قد تكون أفضل من السر حسب ما يترتب عليها من المصالح.
أولاً : أن الإنسان يأثم، هذه واحدة.
ثانياً : أن عبادته مردودة لا يقبلها الله عز وجل. لقوله تعالى في الحديث القدسي الصحيح : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ). احذر الرياء. اجعل نيتك لله خالصة. لا يهمك الناس مدحوك أو ذموك. طيب. بقي علينا لو قال قائل : أنا سأترك الصدقة خوفاً من الرياء. وهذا يقع. يعني وجد فقيراً يسأل وظاهر حاله أنه فقير حقاً. فقال : لن أتصدق عليه خوفاً من؟ من الرياء. فماذا نقول؟ نقول : هذا تخاذل ، تخاذل وغلط. هذا يعني : أن الشيطان غلبك حتى منعك من الصدقة. تَصدقْ ولا تبالِ. تَصدقْ ولا تبالِ. فأنت إن تصدقت من أجل أن يمدحك الناس رياء. وإن تركت الصدقة خوفاً من الرياء فإن ذلك خذلان ونصرٌ للشيطان عليك والعياذ بالله. فلا يهمنك هذا. كذلك بعض الناس يحب أن يصوم، يحب أن يصوم. فيترك الصوم مخافة أن يقال : إنه صائم. فيخشى من الرياء. وهذا غلط. ثم إن الإنسان إذا أظهر العبادة من أجل أن يتأسى الناس به كان إماماً فيها. - انتبه إلى هذه النقطة! - أحياناً يقول الإنسان : ما ودي ما أحب أن يطلع الناس أني صائم. لكن إذا كان لو اطلع الناس عليه من أصحابه وأصدقائه تأسوا به وصاموا. فهل الأفضل الإخفاء أو الإعلان؟ أجيبوا يا جماعة. الإعلان. لماذا؟ ليكون إماماً يتأسى به في الخير ويُقتدى به. ولهذا امتدح الله عز وجل الذين ينفقون سراً وعلانية. لم يمتدح الذين ينفقون سراً فقط بل سراً وعلانية ، لأن العلانية قد تكون أفضل من السر حسب ما يترتب عليها من المصالح.
تفسير قوله تعالى :(( وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ )).
الشيخ : (( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ )). ماهي النفس التي حرم الله ؟ النفس التي حرم الله هي: أولاً: نفس المؤمن. ثانياً: نفس الذمي. ثالثاً: نفس المعاهد. رابعاً: نفس المستأمن. أربع ، أربع أنفس محرمة إلا بالحق. النفس الأولى :نفس المؤمن. والثانية : الذمي. والثالثة : المعاهد، والرابعة : المستأمن. هذه أربع أنفس محرمة.
أما المؤمن فلا إشكال فيه. وقد قال الله تعالى : (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )). خمس عقوبات والعياذ بالله. جزاؤه جهنم واحد. خالداً فيها - امش معي- اثنين. وغضب الله عليه، ولعنه، وأعد له عذاباً عظيماً. وأما الذمي : فلأن الذمي ساكن معنا في بلدنا وحمايتنا. ولكنه يبذل الجزية. الذمي في الوقت الحاضر لا نعلم له وجود. هل أحد منكم يعلم له وجود؟ يعني إنه يبقى في بلدنا يبذل الجزية كل سنة. يعطينا دراهم. لكنه في عصمتنا نحميه. هذا غير موجود الآن. لكننا نرجو الله عز وجل أن يوجد في المستقبل القريب. لما كان الإسلام عزيزاً كان أهل الذمة يبقون مع المسلمين في البلاد ولكن مع بذل الجزية. وكيف يبذلونها؟ يبذلونها عن يد وهم صاغرون. يبذلونها عن يد وهم صاغرون. يأتي أكبر تاجر من الذميين في بلادنا وقد بقي بالجزية. يأتي هو بنفسه بالجزية ويعطيها المسؤول في الدولة الإسلامية عن يد وهم صاغرون. أنتم تصورتم هذا وإلا لا؟ طيب. الذمي هو : الذي يقيم بدارنا آمناً مطمئناً لكن يبذل الجزية : وهي ما يفرضه الإمام عليه كل عام. فيبقى في حمايتنا. وإذا تم العام يأتي بالجزية. لكان هذا الرجل غني وعنده خدم. فأرسل الخادم بالجزية إلى المسؤول، يكفي وإلا ما يكفي؟ ما يكفي. طيب. نعم. أفهمتم يا جماعة؟ طيب. (( حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )). اختلف العلماء في قوله : (( عَنْ يَدٍ )). فقيل : المعنى: أن يأتي بها الذمي ولا نأخذها منه على طول. يقف عند الماسة - هذه تسمى ماسة وإلا لا؟ - يقف عند الماسة أمام المسؤول ولا يكلمه المسئول، ما يكلمه. يهينه. نعم. ويتلهى عنه وهو واقف. فإذا أراد أن يسلم الجزية أخذها منه بقوة يكاد أن ينزع يده ، لأنه قال : (( عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )). أذلة. لكن هذا قول لبعض الفقهاء إلا أنه ضعيف. ولا يمكن أن يعامل الإسلام الذميين هذه المعاملة. لكن المعنى : (( حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ )) أي : أن الذمي يبذلها بيده لا يرسل بها خادماً. لا يرسل بها الخادم. وأيضاً لا يأتي بفخر وهينمة. بل يبذلها وهو إيش؟ صاغر. هذا الذمي حمايته علينا وصد العدوان عنه علينا، لأننا نستلم منه مقابل ذلك إيش؟ الجزية.
الثالث : المعاهد. المعاهد : من بيننا وبينه عهد أن يبقى في البلد لكنه لا يبذل الجزية. ولكن يجب علينا حمايته وفاءً بايش؟ بالعهد. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ). والعياذ بالله. فالمعاهد له حق لا يجوز العدوان عليه. ومن يتولى المعاهدة؟ أيتولاها رعاع الناس وغوغاء الناس أو ولي الأمر؟ ولي الأمر. فإذا عاهد ولي الأمر أحدا تاجراً أو مهندساً أو عاملاً أو غير ذلك فلا يحل لأي واحد من الرعية أن يؤذيه أو يقتله. بل من قتله لم يرح رائحة الجنة والعياذ بالله. فكيف يدخلها؟ ما يدخلها ولا يرح رائحتها. والمسألة ما هي فوضى كل واحد يقول : أنا السلطان، أنا الأمير، أنا المدبر، أنا الذي أكتب العهد وما أشبه ذلك. المسألة ترجع لولاة الأمور. هذا معاهد.
الرابع : المستأمِن. المستأمن ما يبقى في بلادنا. رجل معه بضاعة يريد أن يدخل بها البلد يبيعها بضاعة مباحة. فيدخل ونعطيه الأمان، نعطيه الأمان على أن يدخل ولا أحد يعتدي عليه. هذا أيضا الرابع من النفوس المعصومة المحرمة. عباد الرحمن لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق. وعلى هذا فمن قتل نفساً معصومة فإنه ليس من عباد الرحمان ، يعني: اختل من عباد الرحمن فيه هذا الوصف العظيم.
أما المؤمن فلا إشكال فيه. وقد قال الله تعالى : (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )). خمس عقوبات والعياذ بالله. جزاؤه جهنم واحد. خالداً فيها - امش معي- اثنين. وغضب الله عليه، ولعنه، وأعد له عذاباً عظيماً. وأما الذمي : فلأن الذمي ساكن معنا في بلدنا وحمايتنا. ولكنه يبذل الجزية. الذمي في الوقت الحاضر لا نعلم له وجود. هل أحد منكم يعلم له وجود؟ يعني إنه يبقى في بلدنا يبذل الجزية كل سنة. يعطينا دراهم. لكنه في عصمتنا نحميه. هذا غير موجود الآن. لكننا نرجو الله عز وجل أن يوجد في المستقبل القريب. لما كان الإسلام عزيزاً كان أهل الذمة يبقون مع المسلمين في البلاد ولكن مع بذل الجزية. وكيف يبذلونها؟ يبذلونها عن يد وهم صاغرون. يبذلونها عن يد وهم صاغرون. يأتي أكبر تاجر من الذميين في بلادنا وقد بقي بالجزية. يأتي هو بنفسه بالجزية ويعطيها المسؤول في الدولة الإسلامية عن يد وهم صاغرون. أنتم تصورتم هذا وإلا لا؟ طيب. الذمي هو : الذي يقيم بدارنا آمناً مطمئناً لكن يبذل الجزية : وهي ما يفرضه الإمام عليه كل عام. فيبقى في حمايتنا. وإذا تم العام يأتي بالجزية. لكان هذا الرجل غني وعنده خدم. فأرسل الخادم بالجزية إلى المسؤول، يكفي وإلا ما يكفي؟ ما يكفي. طيب. نعم. أفهمتم يا جماعة؟ طيب. (( حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )). اختلف العلماء في قوله : (( عَنْ يَدٍ )). فقيل : المعنى: أن يأتي بها الذمي ولا نأخذها منه على طول. يقف عند الماسة - هذه تسمى ماسة وإلا لا؟ - يقف عند الماسة أمام المسؤول ولا يكلمه المسئول، ما يكلمه. يهينه. نعم. ويتلهى عنه وهو واقف. فإذا أراد أن يسلم الجزية أخذها منه بقوة يكاد أن ينزع يده ، لأنه قال : (( عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )). أذلة. لكن هذا قول لبعض الفقهاء إلا أنه ضعيف. ولا يمكن أن يعامل الإسلام الذميين هذه المعاملة. لكن المعنى : (( حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ )) أي : أن الذمي يبذلها بيده لا يرسل بها خادماً. لا يرسل بها الخادم. وأيضاً لا يأتي بفخر وهينمة. بل يبذلها وهو إيش؟ صاغر. هذا الذمي حمايته علينا وصد العدوان عنه علينا، لأننا نستلم منه مقابل ذلك إيش؟ الجزية.
الثالث : المعاهد. المعاهد : من بيننا وبينه عهد أن يبقى في البلد لكنه لا يبذل الجزية. ولكن يجب علينا حمايته وفاءً بايش؟ بالعهد. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ). والعياذ بالله. فالمعاهد له حق لا يجوز العدوان عليه. ومن يتولى المعاهدة؟ أيتولاها رعاع الناس وغوغاء الناس أو ولي الأمر؟ ولي الأمر. فإذا عاهد ولي الأمر أحدا تاجراً أو مهندساً أو عاملاً أو غير ذلك فلا يحل لأي واحد من الرعية أن يؤذيه أو يقتله. بل من قتله لم يرح رائحة الجنة والعياذ بالله. فكيف يدخلها؟ ما يدخلها ولا يرح رائحتها. والمسألة ما هي فوضى كل واحد يقول : أنا السلطان، أنا الأمير، أنا المدبر، أنا الذي أكتب العهد وما أشبه ذلك. المسألة ترجع لولاة الأمور. هذا معاهد.
الرابع : المستأمِن. المستأمن ما يبقى في بلادنا. رجل معه بضاعة يريد أن يدخل بها البلد يبيعها بضاعة مباحة. فيدخل ونعطيه الأمان، نعطيه الأمان على أن يدخل ولا أحد يعتدي عليه. هذا أيضا الرابع من النفوس المعصومة المحرمة. عباد الرحمن لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق. وعلى هذا فمن قتل نفساً معصومة فإنه ليس من عباد الرحمان ، يعني: اختل من عباد الرحمن فيه هذا الوصف العظيم.
8 - تفسير قوله تعالى :(( وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ )). أستمع حفظ
أمثلة للحق الذي يبيح قتل النفس المحرمة.
الشيخ : وقوله عز وجل : (( إِلاَّ بِالْحَقِّ )). سنضرب أمثلة للحق الذي يبيح قتل النفس المحرمة. منها : القصاص. القصاص بحق بمعنى : إذا قتل أحدٌ شخصاً وتمت شروط القصاص. هذا القاتل يقتل أو لا يقتل؟ يقتل وإلا لا؟ يقتل. لقول الله تعالى : (( النَّفْسَ بِالنَّفْسِ )). وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث. وذكر منها : النفس بالنفس). فيقتل. والقصاص، يا إخواني القصاص حياة. القصاص حياة ، يعني: زيد قتل عمراً فقتلنا زيدا. نقول: هذه حياة. قد قال بعض العلمانيين والمعترضين على الشريعة : كيف يكون حياة وقد قتل واحداً. والآن نقتل كم؟ اثنين. أين الحياة؟ فنقول : سبحان الله! إذا قتلنا هذا القاتل فكم ينكفُّ عن القتل من مجرمين؟ نعم. كثير، كثير. كل مجرم يهم بالقتل إذا علم أن مآله أن يقتل توقف. لأن شوف يا إخوة؟ أشد الناس حباً للحياة أبعدهم عن الإيمان. أفهمتم؟ أشد الناس حباً للحياة وكراهة للموت أبعد الناس عن الإيمان. بمعنى: أن أبعد الناس عن الإيمان هو أشد الناس حباً للحياة. قال الله تعالى : (( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ )) إيش؟ (( وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا )). والمشرك لا يود الموت. لا يود الموت. اليهودي والنصراني ما يود الموت. (( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمْ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ )). المجرم لا يمكن أن يقدم على شيء وهو يعلم أنه سيقتل به أبداً. طيب. إذن : النفس بالنفس جائز وإلا غير جائز؟ جائز. وهل ينافي وصف عباد الرحمن؟ لا ، لأنه قتل بحق. والقتل بحق جائز. ومن القتل بحق : أن يرجم الزاني إذا تمت الشروط. الزنا - والعياذ بالله - قال الله فيه : (( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ))، (( إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً )). أيهما أشد وأقبح : الزنا أو نكاح ذوات المحارم؟ نكاح ذات المحارم. ولهذا قال عز وجل : (( وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً )). وفي الزنا قال : (( إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً )). ولهذا كان القول الراجح من أقوال العلماء : أن من زنا بأحد محارمه يقتل بكل حال حتى وإن لم يكن ثيباً. طيب. أقول : الزاني إذا زنا وهو محصن قد منَّ الله عليه بالنكاح. واستمتع بزوجته ثم زنا فيرجم على كل حال. يرجم إذا تمت الشروط. وكيف الرجم؟ يوقف ويجمع حصى ويأخذ الناس من هذا الحصى ويضربونه حتى يموت.
وهنا نسأل : أليس قتله بالسيف أهون؟ نعم. واحد يجاوب؟ نعم. بلى قتله بالسيف أهون. فلماذا قتل بالحجارة؟ نقول:
أولاً : حكم الله عز وجل لا تعترض عليه. قل: سمعنا وأطعنا. فإذا قلت: سمعنا وأطعنا فتح الله عليك. قل: سمعنا وأطعنا.
ثانيا : لا تظن أن الإسلام يفرق بين شيئين إلا لسبب. هذا الرجل الزاني الشهوة تعلقت بجميع بدنه ، لأن كل البدن مع الشهوة يهتز فينال من اللذة. فكان من المناسب إيش؟ أن نرجمه بالحجارة حتى يتألم جميع بدنه الذي تلذذ بالحرام. وهذه حكمة عظيمة. ولهذا قال العلماء : لا يجوز أن يرجم بحجارة كبيرة تقتله بأول مرة. ولا يجوز أن يقصد المقاتل بحيث يموت على طول. بل يفرق الأحجار على بدنه حتى يموت. إذن : زنا المحصن مبيح إيش؟ لقتله لكن بالرجم.
ثالثاً : اللواط، والعياذ بالله. وهو إتيان الذكر الذكر. هذه جريمة قال فيها نبي الله لوط لقومه : (( أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ )). الفاحشة، لم يقل فاحشة. الفاحشة. و(أل) هذه تدل على كبر هذه الفاحشة. وهي والله كبيرة أعظم من الزنا والعياذ بالله. ولهذا وبخ لوط قومه قال : (( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ )). وإيش هذه الفطرة؟ فطرة مقلوبة. ولهذا قال : (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ )) يعني: مخالفون للفطرة. فإذا تلوّط رجل برجل وكلٌّ منهما بالغ غير مكره وجب قتلهما وجوباً حتى وإن لم يحصنا وإن لم يتزوجا. الزاني ما يرجم إلا إذا كان قد تزوج وجامع زوجته بالحلال. أما اللواط لا ، ما يشترط فيه هذ. يقتل الفاعل والمفعول به. والدليل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الصغير - واسمه : السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية -، قال : " إن الصحابة أجمعوا على قتل الفاعل والمفعول به. لكن اختلفوا : منهم من قال : يُصعد بهما إلى أعلى مكان في البلد ثم يلقيان منه ويتبعان بالحجارة، هذا قول. والقول الثاني : أنهما يرجمان رجم الزاني. القول الثالث : أنهما يحرقان بالنار ". وقد فعل ذلك أبو بكر رضي الله عنه وبعض الخلفاء ، لأن جريمتهم جريمة عظيمة ماهي بهينة. إذن مما يبيح القتل إيش؟ اللواط. هذا مما يبح القتل. ذكرنا إيش؟ القصاص، ايش؟ الزنا، اللواط.
الرابع: الحِرابة، الرابع: الحرابة. إيش الحرابة؟ الحرابة : هي قومٌ يتكتلون في الطرقات ومن مرّ من الناس أخذوا ماله وقتلوه. هؤلاء بيّن الله تعالى عقوبتهم في سورة المائدة فقال : (( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا )) - بدأ بالتقتيل - (( أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ )). هؤلاء يجب أن يقتَّلوا إذا قتلوا الناس حتى وإن لم يطالب أولياء المقتولين بالقتل. حتى ولو سمحوا بالقتل ، لأنهم يقتلون ردعاً لفسادهم. هناك أشياء أيضا ًمعروفة عند العلماء لا نطيل الكلام فيها. انتهى. انتهى الوقت؟ وهي معروفة والحمد لله عند الفقهاء رحمهم الله في كتاب الحدود وفي كتاب المرتد.
ولنتفرغ الآن للأسئلة لأنها كثيرة. وربما يكون فيها تعرض لبعض ما نريده. فليتفضل.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم.
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء. هذه أسئلة عن صلاة الكسوف.
وهنا نسأل : أليس قتله بالسيف أهون؟ نعم. واحد يجاوب؟ نعم. بلى قتله بالسيف أهون. فلماذا قتل بالحجارة؟ نقول:
أولاً : حكم الله عز وجل لا تعترض عليه. قل: سمعنا وأطعنا. فإذا قلت: سمعنا وأطعنا فتح الله عليك. قل: سمعنا وأطعنا.
ثانيا : لا تظن أن الإسلام يفرق بين شيئين إلا لسبب. هذا الرجل الزاني الشهوة تعلقت بجميع بدنه ، لأن كل البدن مع الشهوة يهتز فينال من اللذة. فكان من المناسب إيش؟ أن نرجمه بالحجارة حتى يتألم جميع بدنه الذي تلذذ بالحرام. وهذه حكمة عظيمة. ولهذا قال العلماء : لا يجوز أن يرجم بحجارة كبيرة تقتله بأول مرة. ولا يجوز أن يقصد المقاتل بحيث يموت على طول. بل يفرق الأحجار على بدنه حتى يموت. إذن : زنا المحصن مبيح إيش؟ لقتله لكن بالرجم.
ثالثاً : اللواط، والعياذ بالله. وهو إتيان الذكر الذكر. هذه جريمة قال فيها نبي الله لوط لقومه : (( أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ )). الفاحشة، لم يقل فاحشة. الفاحشة. و(أل) هذه تدل على كبر هذه الفاحشة. وهي والله كبيرة أعظم من الزنا والعياذ بالله. ولهذا وبخ لوط قومه قال : (( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ )). وإيش هذه الفطرة؟ فطرة مقلوبة. ولهذا قال : (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ )) يعني: مخالفون للفطرة. فإذا تلوّط رجل برجل وكلٌّ منهما بالغ غير مكره وجب قتلهما وجوباً حتى وإن لم يحصنا وإن لم يتزوجا. الزاني ما يرجم إلا إذا كان قد تزوج وجامع زوجته بالحلال. أما اللواط لا ، ما يشترط فيه هذ. يقتل الفاعل والمفعول به. والدليل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الصغير - واسمه : السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية -، قال : " إن الصحابة أجمعوا على قتل الفاعل والمفعول به. لكن اختلفوا : منهم من قال : يُصعد بهما إلى أعلى مكان في البلد ثم يلقيان منه ويتبعان بالحجارة، هذا قول. والقول الثاني : أنهما يرجمان رجم الزاني. القول الثالث : أنهما يحرقان بالنار ". وقد فعل ذلك أبو بكر رضي الله عنه وبعض الخلفاء ، لأن جريمتهم جريمة عظيمة ماهي بهينة. إذن مما يبيح القتل إيش؟ اللواط. هذا مما يبح القتل. ذكرنا إيش؟ القصاص، ايش؟ الزنا، اللواط.
الرابع: الحِرابة، الرابع: الحرابة. إيش الحرابة؟ الحرابة : هي قومٌ يتكتلون في الطرقات ومن مرّ من الناس أخذوا ماله وقتلوه. هؤلاء بيّن الله تعالى عقوبتهم في سورة المائدة فقال : (( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا )) - بدأ بالتقتيل - (( أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ )). هؤلاء يجب أن يقتَّلوا إذا قتلوا الناس حتى وإن لم يطالب أولياء المقتولين بالقتل. حتى ولو سمحوا بالقتل ، لأنهم يقتلون ردعاً لفسادهم. هناك أشياء أيضا ًمعروفة عند العلماء لا نطيل الكلام فيها. انتهى. انتهى الوقت؟ وهي معروفة والحمد لله عند الفقهاء رحمهم الله في كتاب الحدود وفي كتاب المرتد.
ولنتفرغ الآن للأسئلة لأنها كثيرة. وربما يكون فيها تعرض لبعض ما نريده. فليتفضل.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم.
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء. هذه أسئلة عن صلاة الكسوف.
هل من كان يلبس شماغاً يقلبه في صلاة الاستسقاء، وهل المرأة تقلب عباءتها.؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ : هل من كان يلبس شماغاً يقلبه في صلاة الكسوف. وهل المرأة تقلب.
الشيخ : الاستسقاء.
السائل : في صلاة الاستسقاء وهل المرأة تقلب عباءتها؟
الشيخ : نعم. الظاهر لا. المرأة الستر لها أفضل ولا تقلب عباءتها. وأما الشماغ أيضاً ما يقلب ، لأنه ليس رداءً ولا لباساً على الجسم فهو يشبه العمامة على الرأس. ولم أعلم إلى ساعتي هذه أن الصحابة يقلبون عمائمهم. لكن المشلح للرجال قد يكون مشبهاً للرداء في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ولكن قولوا لي : ما الحكمة في هذا؟ ما الحكمة في أن الإنسان يقلب المشلح مثلاً؟ الجواب : - يلا يا وليد. قائما ً-.
الطالب : ... .
الشيخ : كيف؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي.
الطالب : ... .
الشيخ : لا غير. ها.
الطالب : ... .
الشيخ : التفاؤل يعني. أي التفاؤل؟ طيب. نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم. أن الله يقلب الشدة إلى رخاء. طيب استرح. هذا قول، يعني هذا تعليل لا بأس به. تفاؤلاً لعل الله عز وجل أن يقلب الحال من الجدب وقحط المطر إلى الرخاء. لكن أهم من ذلك عندي التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم بالنسبة لنا. بالنسبة لنا نقلب ذلك تأسياً برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لقول الله تعالى : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رسول الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ )).
أما بالنسبة لفعل الرسول إياه فالتعليل كما قال الأخ. هذه واحدة. أيضاً قال بعض العلماء : وكأن الرجل التزم بأن يغير عمله السيئ إلى عملٍ صالح ، لأن الأعمال يا إخواني الأعمال لباس. قال الله تعالى : (( وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ )). فكأن الإنسان بهذا الفعل ، كأنه التزم أن يغير حاله ولباسه الديني.
الشيخ : الاستسقاء.
السائل : في صلاة الاستسقاء وهل المرأة تقلب عباءتها؟
الشيخ : نعم. الظاهر لا. المرأة الستر لها أفضل ولا تقلب عباءتها. وأما الشماغ أيضاً ما يقلب ، لأنه ليس رداءً ولا لباساً على الجسم فهو يشبه العمامة على الرأس. ولم أعلم إلى ساعتي هذه أن الصحابة يقلبون عمائمهم. لكن المشلح للرجال قد يكون مشبهاً للرداء في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ولكن قولوا لي : ما الحكمة في هذا؟ ما الحكمة في أن الإنسان يقلب المشلح مثلاً؟ الجواب : - يلا يا وليد. قائما ً-.
الطالب : ... .
الشيخ : كيف؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي.
الطالب : ... .
الشيخ : لا غير. ها.
الطالب : ... .
الشيخ : التفاؤل يعني. أي التفاؤل؟ طيب. نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم. أن الله يقلب الشدة إلى رخاء. طيب استرح. هذا قول، يعني هذا تعليل لا بأس به. تفاؤلاً لعل الله عز وجل أن يقلب الحال من الجدب وقحط المطر إلى الرخاء. لكن أهم من ذلك عندي التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم بالنسبة لنا. بالنسبة لنا نقلب ذلك تأسياً برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لقول الله تعالى : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رسول الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ )).
أما بالنسبة لفعل الرسول إياه فالتعليل كما قال الأخ. هذه واحدة. أيضاً قال بعض العلماء : وكأن الرجل التزم بأن يغير عمله السيئ إلى عملٍ صالح ، لأن الأعمال يا إخواني الأعمال لباس. قال الله تعالى : (( وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ )). فكأن الإنسان بهذا الفعل ، كأنه التزم أن يغير حاله ولباسه الديني.
اضيفت في - 2009-05-19