سلسلة اللقاء الشهري-64a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
الكلام عن منزلة الحج في الدين الإسلامي.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
فهذا هو اللقاء الشهري الذي يتم في هذا المسجد الجامع الكبير في مدينة عنيزة كل شهر مرة إلا أن يحول دون ذلك مانع. وهذه الليلة هي الخامسة من شهر ذي القعدة عام 1419ه. ونحن في أوسط أشهر الحج ، لأن أشهر الحج ثلاثة : شوال، وذو القعدة، وذو الحجة. فنحن في أوسط الشهور الثلاثة شرفها الله عز وجل. لذلك رأيت أن من المناسب أن نتكلم عن الحج وما يتعلق به. فنقول :
أولاً : منزلة الحج من الدين الإسلامي.
وثانياً : حكم الحج.
وثالثاً : متى فرض الحج؟
أما منزلة الحج من الدين الإسلامي فهو أحد أركان الإسلام ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام ). فمنزلته من الإسلام منزلة عالية. أحد أركانه ومبانيه العظام.
أما بعد :
فهذا هو اللقاء الشهري الذي يتم في هذا المسجد الجامع الكبير في مدينة عنيزة كل شهر مرة إلا أن يحول دون ذلك مانع. وهذه الليلة هي الخامسة من شهر ذي القعدة عام 1419ه. ونحن في أوسط أشهر الحج ، لأن أشهر الحج ثلاثة : شوال، وذو القعدة، وذو الحجة. فنحن في أوسط الشهور الثلاثة شرفها الله عز وجل. لذلك رأيت أن من المناسب أن نتكلم عن الحج وما يتعلق به. فنقول :
أولاً : منزلة الحج من الدين الإسلامي.
وثانياً : حكم الحج.
وثالثاً : متى فرض الحج؟
أما منزلة الحج من الدين الإسلامي فهو أحد أركان الإسلام ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام ). فمنزلته من الإسلام منزلة عالية. أحد أركانه ومبانيه العظام.
حكم الحج.
الشيخ : أما حكمه : فإنه فرضٌ بإجماع المسلمين المستند إلى الكتاب والسنة. أي : أن فرضه ثبت بالقرآن العزيز، وبالسنة النبوية، وبإجماع المسلمين.
أما الكتاب : فقال الله عز وجل : (( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ )).
وأما السنة : فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أيها الناس! إن الله قد كتب عليكم الحج فحجوا. فقام رجل - هو الأقرع بن حابس- وقال يا رسول الله : أفي كل عام؟ - يعني أفرض الله ذلك كل عام؟ - قال : لو قلت نعم لوجبت وما استطعتم. الحج مرة فما زاد فهو تطوع ). وأجمع المسلمون على فريضة الحج واشتهر ذلك بينهم. وكان ذلك من المسلَّمات في الدين الإسلامي حتى إن أهل العلم قالوا : من أنكر فرضية الحج فهو كافر ، لأن هذا مما علم بالضرورة من دين الإسلام. فالمسلمون كلهم يقولون : إن الحج ركن من أركان الإسلام. إذن حكم الحج أنه؟ - الأخ. قم - فرض. الدليل؟ القرآن. أحسنت. السنة إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله فرض عليكم الحج فحجوا ). طيب. ( لو قلت نعم لوجبت وما استطعتم. الحج مرة فما زاد فهو تطوع ). بارك الله فيك. أما إجماع المسلمين : فهو معلوم بالضرورة من دين الإسلام ولا يخفى على أحد. وهل يجب على الإنسان فوراً أو على التراخي؟ الجواب : يجب فوراً. يعني من حين أن تتم شروط وجوب الحج يجب أن يؤديه الإنسان ولا يتأخر ، لأن واجبات الإنسان على الفور. فإن الإنسان لا يدري ما يعرض له. الإنسان لا يدري ما يعرض له. قد يكون فقيراً بعد الغنى. ويكون سقيماً بعد الصحة. ويكون ميتاً بعد الحياة. أليس كذلك؟ طيب. إذن لابد أن تبادر. متى تمت الشروط فبادر ولا تتأخر.
أما الكتاب : فقال الله عز وجل : (( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ )).
وأما السنة : فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أيها الناس! إن الله قد كتب عليكم الحج فحجوا. فقام رجل - هو الأقرع بن حابس- وقال يا رسول الله : أفي كل عام؟ - يعني أفرض الله ذلك كل عام؟ - قال : لو قلت نعم لوجبت وما استطعتم. الحج مرة فما زاد فهو تطوع ). وأجمع المسلمون على فريضة الحج واشتهر ذلك بينهم. وكان ذلك من المسلَّمات في الدين الإسلامي حتى إن أهل العلم قالوا : من أنكر فرضية الحج فهو كافر ، لأن هذا مما علم بالضرورة من دين الإسلام. فالمسلمون كلهم يقولون : إن الحج ركن من أركان الإسلام. إذن حكم الحج أنه؟ - الأخ. قم - فرض. الدليل؟ القرآن. أحسنت. السنة إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله فرض عليكم الحج فحجوا ). طيب. ( لو قلت نعم لوجبت وما استطعتم. الحج مرة فما زاد فهو تطوع ). بارك الله فيك. أما إجماع المسلمين : فهو معلوم بالضرورة من دين الإسلام ولا يخفى على أحد. وهل يجب على الإنسان فوراً أو على التراخي؟ الجواب : يجب فوراً. يعني من حين أن تتم شروط وجوب الحج يجب أن يؤديه الإنسان ولا يتأخر ، لأن واجبات الإنسان على الفور. فإن الإنسان لا يدري ما يعرض له. الإنسان لا يدري ما يعرض له. قد يكون فقيراً بعد الغنى. ويكون سقيماً بعد الصحة. ويكون ميتاً بعد الحياة. أليس كذلك؟ طيب. إذن لابد أن تبادر. متى تمت الشروط فبادر ولا تتأخر.
شروط وجوب الحج.
الشيخ : والشروط اسمع إليها! الشروط خمسة : الإسلام وضده الكفر ، والعقل وضده الجنون ، والبلوغ وضده الصغر، والحرية وضدها الرق ، والاستطاعة وضدها العجز. خمسة. الإسلام وضده الكفر ، العقل وضده الجنون ، الصغر وضده غلط البلوغ وضده الصغر، الحرية وضدها الرق، والاستطاعة وضدها العجز. طيب.
الإسلام ضده الكفر، الكافر لا يجب عليه الحج. الكافر لا يجب عليه الحج. ولهذا لو وجدنا كافراً لا نقول له : حج. نقول له : أسلم أولاً ثم حج. العقل ضده الجنون. فلو فرض أن إنساناً منذ صغره كان مجنوناً وعنده أموال كثيرة لكنه مجنون. فلا حج عليه ولا يُحج عنه ، لأنه غير عاقل ، لأنه غير عاقل. فإذا وجدنا أحداً متخلفاً في العقل منذ صغره عنده مال وعنده أب يمكن يحج به ، فإنه لا يجب عليه الحج لعدم العقل.
البلوغ ضده الصغر، فلو مات قبل أن يبلغ فإنه لا يحج عنه. يعني لا يجب الحج عنه ، لأنه صغير. حتى لو فرض أن هذا الصغير عنده أموال كثيرة ومات فإنه لا يحج عنه منها ، لأنه لم يجب عليه الحج. ولكن بماذا يحصل البلوغ؟ يحصل بالنسبة للرجال بواحد من أمور ثلاثة : الأول : أن يتم له خمس عشرة سنة. الثاني : أن ينبت تنبت عانته. والثالث : أن ينزل المني بشهوة أو احتلاماً. كم هذه؟ ثلاث علامات للبلوغ في الرجال. أما في النساء فتزيد المرأة علامة رابعة وهي : الحيض. فإذا حاضت ولو لم يكن لها إلا عشر سنوات فهي بالغ.
الرابع : - الرابع من شروط وجوب الحج - : نعم. الحرية وضدها الرق. فالرقيق المملوك لا حج عليه ، لأنه ليس له مال فإن ماله لسيده.
أما الخامس فهو الاستطاعة. وهو الشرط الذي ذكره الله في القرآن وجاءت به السنة أيضاً (( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )) أي من قدر أن يحج. أما من لم يقدر فلا حج عليه. ولكن إن كان ذا مال فإنه يقيم من يحج عنه. أي : ينيب من يحج عنه ما لم يرجُ أن يقدر في المستقبل فلا ينيب عنه من يحج عنه. وإذا زال العجز وجب عليه أن يحج بنفسه. مثال ذلك : رجل عنده مال كثير لكن فيه مرض لا يرجى برؤه أو كِبر والكِبر لا يرجى زواله. هل يلزمه أن ينيب من يحج عنه؟ أجيبوا يا جماعة. نعم يلزمه ، لأنه قادر بماله فيلزمه أن يقيم من يحج عنه.
مثال ثاني : رجل عنده مال وهو عاجز عن الحج هذا العام. لكن مرضه يرجى أن يشفى منه. فهل يلزمه أن يقيم من يحج عنه أو ينتظر إلى العام القادم؟ ينتظر إلى العام القادم. ولا يصح أن يقيم من يحج عنه ، لأنه قادر بنفسه.
مثال ثالث : إنسان عنده مال وهو قادر ببدنه. هل يلزمه أن يحج هذا العام أو نقول لك أن تؤخر إلى العام الثاني؟ يلزمه أن يحج هذا العام. ولا يجوز أن يؤخر إلى العام الثاني ، لأن الحج على الفور.
مثال رابع : إنسان قادر ببدنه لكن ليس عنده مال. هل يلزمه أن يحج؟ لا. فيه تفصيل : إن كان يقدر أن يمشي ولا تزيد النفقة على نفقة الإقامة ، فإنه يلزمه أن يحج كرجل من أهل مكة ليس عنده مال. لكن يقدر يستطيع أن يخرج مع الناس إلى عرفة ويرجع. نقول: يلزمه أن يحج - انتبه - لأن الله قال : (( مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )). وهذا مستطيع. والحج لا يكلفه زيادة مال. فيلزمه أن يحج. تبين الآن شروط وجوب الحج كم؟ خمسة وبيناها مفصلة. ولا حاجة للتكرار.
الإسلام ضده الكفر، الكافر لا يجب عليه الحج. الكافر لا يجب عليه الحج. ولهذا لو وجدنا كافراً لا نقول له : حج. نقول له : أسلم أولاً ثم حج. العقل ضده الجنون. فلو فرض أن إنساناً منذ صغره كان مجنوناً وعنده أموال كثيرة لكنه مجنون. فلا حج عليه ولا يُحج عنه ، لأنه غير عاقل ، لأنه غير عاقل. فإذا وجدنا أحداً متخلفاً في العقل منذ صغره عنده مال وعنده أب يمكن يحج به ، فإنه لا يجب عليه الحج لعدم العقل.
البلوغ ضده الصغر، فلو مات قبل أن يبلغ فإنه لا يحج عنه. يعني لا يجب الحج عنه ، لأنه صغير. حتى لو فرض أن هذا الصغير عنده أموال كثيرة ومات فإنه لا يحج عنه منها ، لأنه لم يجب عليه الحج. ولكن بماذا يحصل البلوغ؟ يحصل بالنسبة للرجال بواحد من أمور ثلاثة : الأول : أن يتم له خمس عشرة سنة. الثاني : أن ينبت تنبت عانته. والثالث : أن ينزل المني بشهوة أو احتلاماً. كم هذه؟ ثلاث علامات للبلوغ في الرجال. أما في النساء فتزيد المرأة علامة رابعة وهي : الحيض. فإذا حاضت ولو لم يكن لها إلا عشر سنوات فهي بالغ.
الرابع : - الرابع من شروط وجوب الحج - : نعم. الحرية وضدها الرق. فالرقيق المملوك لا حج عليه ، لأنه ليس له مال فإن ماله لسيده.
أما الخامس فهو الاستطاعة. وهو الشرط الذي ذكره الله في القرآن وجاءت به السنة أيضاً (( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )) أي من قدر أن يحج. أما من لم يقدر فلا حج عليه. ولكن إن كان ذا مال فإنه يقيم من يحج عنه. أي : ينيب من يحج عنه ما لم يرجُ أن يقدر في المستقبل فلا ينيب عنه من يحج عنه. وإذا زال العجز وجب عليه أن يحج بنفسه. مثال ذلك : رجل عنده مال كثير لكن فيه مرض لا يرجى برؤه أو كِبر والكِبر لا يرجى زواله. هل يلزمه أن ينيب من يحج عنه؟ أجيبوا يا جماعة. نعم يلزمه ، لأنه قادر بماله فيلزمه أن يقيم من يحج عنه.
مثال ثاني : رجل عنده مال وهو عاجز عن الحج هذا العام. لكن مرضه يرجى أن يشفى منه. فهل يلزمه أن يقيم من يحج عنه أو ينتظر إلى العام القادم؟ ينتظر إلى العام القادم. ولا يصح أن يقيم من يحج عنه ، لأنه قادر بنفسه.
مثال ثالث : إنسان عنده مال وهو قادر ببدنه. هل يلزمه أن يحج هذا العام أو نقول لك أن تؤخر إلى العام الثاني؟ يلزمه أن يحج هذا العام. ولا يجوز أن يؤخر إلى العام الثاني ، لأن الحج على الفور.
مثال رابع : إنسان قادر ببدنه لكن ليس عنده مال. هل يلزمه أن يحج؟ لا. فيه تفصيل : إن كان يقدر أن يمشي ولا تزيد النفقة على نفقة الإقامة ، فإنه يلزمه أن يحج كرجل من أهل مكة ليس عنده مال. لكن يقدر يستطيع أن يخرج مع الناس إلى عرفة ويرجع. نقول: يلزمه أن يحج - انتبه - لأن الله قال : (( مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )). وهذا مستطيع. والحج لا يكلفه زيادة مال. فيلزمه أن يحج. تبين الآن شروط وجوب الحج كم؟ خمسة وبيناها مفصلة. ولا حاجة للتكرار.
متى فرض الحج.
الشيخ : متى فرض الحج؟ فرض الحج على القول الراجح في السنة التاسعة أو العاشرة. ولم يفرض قبل ذلك. مع أن التوحيد فرض من أول البعثة. والصلاة فرضت قبل الهجرة. والزكاة فرضت إما قبل الهجرة وبُينت تفاصيلها بعد الهجرة أو لم تفرض إلا بعد الهجرة. والصيام فرض بعد الهجرة. والحج تأخر إلى التاسعة أو العاشرة. فلماذا ؟ الحكمة ظاهرة يا إخوان. لأن مكة -شرفها الله عز وجل - كانت إلى السنة الثامنة بيد من؟ بيد المشركين ، يمنعون من شاؤوا، ويأذنون لمن شاؤوا حتى إنهم صدوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يتم عمرته عام الحديبية. فليس من الحكمة أن يلزم الناس أن يحجوا مع أنهم قد يردون من أثناء الطريق. فتأخر فرض الحج إلى أن فتحت مكة في السنة الثامنة. طيب هل حج الرسول عليه الصلاة والسلام إذا قلنا : إنه فرض في السنة التاسعة؟ هل حج من حين فرض؟ لا. لم يحج ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخر الحج لسببين :
الأول : أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقي في المدينة يتلقى وفود العرب الذين يأتون مسلمين ، لأن العرب لما فتحت مكة وفتحت الطائف خلاص انكسرت شوكتهم. وصاروا يدخلون في دين الله أفواجاً. فبقي في المدينة يتلقى الوفود ويعلمهم الدين وينصرفون. هذا سبب. سبب آخر : في السنة التاسعة - يا إخواننا - حج المسلمون والمشركون حج المسلمون والمشركون. فاختار الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تكون حجته ليس فيها أخلاطٌ من المشركين. ولهذا لما حج أبو بكر رضي الله عنه في السنة التاسعة بالناس نادى المنادي ( أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ). إذن أخر النبي صلى الله عليه وسلم الحج لسببين :
الأول : البقاء في المدينة لتلقي الوفود.
والثاني : أن لا يكون معه أحدٌ من المشركين.
الأول : أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقي في المدينة يتلقى وفود العرب الذين يأتون مسلمين ، لأن العرب لما فتحت مكة وفتحت الطائف خلاص انكسرت شوكتهم. وصاروا يدخلون في دين الله أفواجاً. فبقي في المدينة يتلقى الوفود ويعلمهم الدين وينصرفون. هذا سبب. سبب آخر : في السنة التاسعة - يا إخواننا - حج المسلمون والمشركون حج المسلمون والمشركون. فاختار الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تكون حجته ليس فيها أخلاطٌ من المشركين. ولهذا لما حج أبو بكر رضي الله عنه في السنة التاسعة بالناس نادى المنادي ( أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ). إذن أخر النبي صلى الله عليه وسلم الحج لسببين :
الأول : البقاء في المدينة لتلقي الوفود.
والثاني : أن لا يكون معه أحدٌ من المشركين.
صفة العمرة.
الشيخ : نعود الآن فنذكر كيف الحج؟ الحج نوع من الجهاد في سبيل الله ، نوع من الجهاد في سبيل الله ، بدليل أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : ( يا رسول الله! هل على النساء جهاد؟ قال: عليهن جهاد لا قتال فيه : الحج والعمرة ). ولهذا كان فيه - أي في الحج - تعب بدني وإنفاق مالي كالجهاد تماماً. فهو نوعٌ من الجهاد في سبيل الله. واستنبط بعض العلماء رحمهم الله ، استنبط ذلك من قول الله تبارك وتعالى : (( وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ )). فذكر الحج بعد أن ذكر الإنفاق في سبيل الله. وهو إشارة إلى أنّ الحج نوعٌ من الجهاد في سبيل الله. ولكن لابد أن نعرف صفة الحج حتى نفعل هذه الصفة على ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. نبدأ :
أولاً : يشدّ الإنسان رحله من بلده إلى مكة. فينبغي أن يتأدب بآداب السفر. يكون سمح البال، واسع الصدر. معه النفقة التي تكفيه وتزيد. - اجلس ياولد - معه النفقة التي تكفيه وتزيد لأنه لا يدري ما يعرض له في الطريق. قد يحتاج شيئاً أو يحتاج مرافقه شيئاً فتكون النفقة معه. وليكن خادم إخوانه في السفر، يخدمهم. قال : - أظنه نافعا مولى ابن عمر - : ( صحبت عبد الله بن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني رضي الله عنه ). كن خادم أصحابك، فإن ذلك من محاسن الأخلاق. ولهذا قال بعضهم : إنما سمي السفر سفراً لأنه يُسفر عن أخلاق الرجال. يبينها ويظهرها حتى إن عمر رضي الله عنه شهد رجل عنده يزكي رجلاً يقول : إنه رجل عدل فيه وما فيه. قال له عمر: ( هل سافرت معه؟ قال: لا. قال: إذن أنت لا تعرفه ). ولذلك إذا سافرت مع إنسان تبين لك من أخلاقه ما لا يتبين في حال الإقامة. إذا وصلت إلى الميقات أحرم. لا تتجاوز الميقات وأنت تريد الحج و العمرة إلا محرماً. اغتسل كما تغتسل للجنابة. ثم طيب بدنك بالطيب على الرأس وعلى اللحية. ثم البس الإحرام. الإحرام : إزار ورداء للرجال. النساء ليس لهن ثياب معينة. ولتلبس المرأة ما شاءت إلا أنها لا تلبس ثياباً تلفت أنظار الرجال إليها. ثم تلبي فتقول : لبيك اللهم عمرة. وتركض تمشي ولا تزال تلبي. وترفع الصوت بالتلبية إذا كنت رجلاً. وأما المرأة فلا ترفع صوتها إلى أن تصل إلى مكة. إذا وصلت إلى مكة تدخل المسجد الحرام وتقول عند دخوله ما تقوله عند أي مسجد. ماذا نقول في المساجد عند دخول المساجد؟ بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك. ثم تقصد الحجر الأسود تستلمه أي: تمسحه. وتقول : بسم الله والله أكبر. اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. وإن تيسر أن تقبله مع الاستلام فهو حسن. وإن لم يتيسر لا الاستلام ولا التقبيل فالإشارة تكفي باليد اليمنى إشارة هكذا! وليس كما نشاهده من العوام يمد يديه جميعاً. لا. يد واحدة باليمنى. ثم تنطلق من الحجر لتجعل الكعبة عن يسارك وتدور إلى أن تصل الحجر. وإذا مررت بالركن اليماني وهو الركن الذي يليه الحجر فاستلمه أي: امسحه بدون تكبير. فإن لم تستطع فلا تشر إليه ، لأن ذلك - أعني التكبير عند استلام الركن اليماني، والإشارة إليه عند تعذر استلامه - لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم. والعبادات مبناها على التوقيف. وقلْ بين الركن اليماني والحجر الأسود : (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )).وإذا حاذيت الحجر مرة ثانية تقول : الله أكبر فقط. وماذا يقول الطائف في بقية الطواف؟ يقول ما شاء من ذكر، ودعاء، وقراءة قرآن ، لأن المقصود أن تشتغل بما يقربك إلى الله عز وجل. إن شئت أن تقرأ قرآناً اقرأ ، أن تذكر الله اذكر الله، أن تسبح سبح، أن تكبر كبر، كما تشاء، حتى تتم سبعة أشواط. وبذلك انتهى الطواف. واعلم أنك في هذا الطواف - وأقصد بذلك الرجال - يسن لك سنتان:
السنة الأولى : أن تضطبع بردائك. ومعنى الاضطباع : أن تجعل الرداء وسطه تحت الإبط وطرفيه على العاتق الأيسر في جميع الطواف.
وأن ترمل في الأشواط الثلاثة الأولى. والرمل هو: سرعة المشي مع مقاربة الخطى. وهذا إن تيسر. أما إذا كان هناك زحام فإن الإنسان لا يتمكن من الرمل إلا بتأذٍ يقع عليه أو تأذٍ يقع منه. إذا أتممت سبعة أشواط فتقدم إلى مقام إبراهيم واقرأ وأنت متجهٌ إلى مقام إبراهيم اقرأ قول الله تعالى : (( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى )). ثم صلّ ركعتين. صل ركعتين. تقرأ في الأولى (( قل يا أيها الكافرون )) مع الفاتحة. وفي الثانية (( قل هو الله أحد )) مع الفاتحة. وخفف الركعتين. ولا تدع بعدهما. دع المكان لغيرك. وإذا سلمت فإن تيسر أن تعود إلى الحجر الأسود وتستلمه فافعل. وإن لم يتيسر فلا إشارة. اتجه إلى الصفا لتسعى بين الصفا و المروة. فإذا دنوت من الصفا فاقرأ : (( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )). وإن شئت فزد : أبدأ بما بدأ الله به. هذا تقوله إذا أقبلت على الصفا مو إذا صعدت. إذا أقبلت. وتقوله أول مرة ولا تقوله عند المروة. ثم اصعد الصفا واتجه إلى القبلة وارفع يديك وادع الله عز وجل واذكره بما ورد. ثم انحدر ، انحدر من الصفا متجهاً إلى المروة. فإذا حاذيت العلم الأخضر - يعني العمود الأخضر وفوقه نجفات خضر - فاركض. اركض بقدر ما تستطيع حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسعى شديداً تدور به إزاره. وهذا مشروط بما إذا لم يكن زحام. فإن كان زحام فعلى ما تستطيع. ولا تسع يعني لا تسع سعياً شديداً فتتأذى وتؤذي. حتى تصل إلى المروة. فإذا وصلت إليها فاصعد عليها واستقبل القبلة وارفع يديك وقل كما قلت على الصفا. حمد ، ذكر ودعاء. ثم انزل منها متجهاً إلى؟ إلى الصفا. تمشي في موضع المشي وتركض في موضع الركض. فإذا أقبلت على الصفا لا تقرأ الآية. الآية إنما تقرأ إذا أقبلت على الصفا أول مرة. وتصعد على الصفا وتدعو الله عز وجل بما دعوت به في أول شوط حتى تتم سبعة أشواط. ثم تحلق أو تقصر. لكن إذا كان وقت الحج قريباً فالتقصير أفضل في العمرة ليتوفر الشعر للحج. وبهذا تحل حلاً كاملاً. فصارت العمرة الآن : إحرام، وطواف، وسعي، وحلق أو تقصير. تتم الآن وتحل من كل شيء حرم عليك بالإحرام.
أولاً : يشدّ الإنسان رحله من بلده إلى مكة. فينبغي أن يتأدب بآداب السفر. يكون سمح البال، واسع الصدر. معه النفقة التي تكفيه وتزيد. - اجلس ياولد - معه النفقة التي تكفيه وتزيد لأنه لا يدري ما يعرض له في الطريق. قد يحتاج شيئاً أو يحتاج مرافقه شيئاً فتكون النفقة معه. وليكن خادم إخوانه في السفر، يخدمهم. قال : - أظنه نافعا مولى ابن عمر - : ( صحبت عبد الله بن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني رضي الله عنه ). كن خادم أصحابك، فإن ذلك من محاسن الأخلاق. ولهذا قال بعضهم : إنما سمي السفر سفراً لأنه يُسفر عن أخلاق الرجال. يبينها ويظهرها حتى إن عمر رضي الله عنه شهد رجل عنده يزكي رجلاً يقول : إنه رجل عدل فيه وما فيه. قال له عمر: ( هل سافرت معه؟ قال: لا. قال: إذن أنت لا تعرفه ). ولذلك إذا سافرت مع إنسان تبين لك من أخلاقه ما لا يتبين في حال الإقامة. إذا وصلت إلى الميقات أحرم. لا تتجاوز الميقات وأنت تريد الحج و العمرة إلا محرماً. اغتسل كما تغتسل للجنابة. ثم طيب بدنك بالطيب على الرأس وعلى اللحية. ثم البس الإحرام. الإحرام : إزار ورداء للرجال. النساء ليس لهن ثياب معينة. ولتلبس المرأة ما شاءت إلا أنها لا تلبس ثياباً تلفت أنظار الرجال إليها. ثم تلبي فتقول : لبيك اللهم عمرة. وتركض تمشي ولا تزال تلبي. وترفع الصوت بالتلبية إذا كنت رجلاً. وأما المرأة فلا ترفع صوتها إلى أن تصل إلى مكة. إذا وصلت إلى مكة تدخل المسجد الحرام وتقول عند دخوله ما تقوله عند أي مسجد. ماذا نقول في المساجد عند دخول المساجد؟ بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك. ثم تقصد الحجر الأسود تستلمه أي: تمسحه. وتقول : بسم الله والله أكبر. اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. وإن تيسر أن تقبله مع الاستلام فهو حسن. وإن لم يتيسر لا الاستلام ولا التقبيل فالإشارة تكفي باليد اليمنى إشارة هكذا! وليس كما نشاهده من العوام يمد يديه جميعاً. لا. يد واحدة باليمنى. ثم تنطلق من الحجر لتجعل الكعبة عن يسارك وتدور إلى أن تصل الحجر. وإذا مررت بالركن اليماني وهو الركن الذي يليه الحجر فاستلمه أي: امسحه بدون تكبير. فإن لم تستطع فلا تشر إليه ، لأن ذلك - أعني التكبير عند استلام الركن اليماني، والإشارة إليه عند تعذر استلامه - لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم. والعبادات مبناها على التوقيف. وقلْ بين الركن اليماني والحجر الأسود : (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )).وإذا حاذيت الحجر مرة ثانية تقول : الله أكبر فقط. وماذا يقول الطائف في بقية الطواف؟ يقول ما شاء من ذكر، ودعاء، وقراءة قرآن ، لأن المقصود أن تشتغل بما يقربك إلى الله عز وجل. إن شئت أن تقرأ قرآناً اقرأ ، أن تذكر الله اذكر الله، أن تسبح سبح، أن تكبر كبر، كما تشاء، حتى تتم سبعة أشواط. وبذلك انتهى الطواف. واعلم أنك في هذا الطواف - وأقصد بذلك الرجال - يسن لك سنتان:
السنة الأولى : أن تضطبع بردائك. ومعنى الاضطباع : أن تجعل الرداء وسطه تحت الإبط وطرفيه على العاتق الأيسر في جميع الطواف.
وأن ترمل في الأشواط الثلاثة الأولى. والرمل هو: سرعة المشي مع مقاربة الخطى. وهذا إن تيسر. أما إذا كان هناك زحام فإن الإنسان لا يتمكن من الرمل إلا بتأذٍ يقع عليه أو تأذٍ يقع منه. إذا أتممت سبعة أشواط فتقدم إلى مقام إبراهيم واقرأ وأنت متجهٌ إلى مقام إبراهيم اقرأ قول الله تعالى : (( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى )). ثم صلّ ركعتين. صل ركعتين. تقرأ في الأولى (( قل يا أيها الكافرون )) مع الفاتحة. وفي الثانية (( قل هو الله أحد )) مع الفاتحة. وخفف الركعتين. ولا تدع بعدهما. دع المكان لغيرك. وإذا سلمت فإن تيسر أن تعود إلى الحجر الأسود وتستلمه فافعل. وإن لم يتيسر فلا إشارة. اتجه إلى الصفا لتسعى بين الصفا و المروة. فإذا دنوت من الصفا فاقرأ : (( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )). وإن شئت فزد : أبدأ بما بدأ الله به. هذا تقوله إذا أقبلت على الصفا مو إذا صعدت. إذا أقبلت. وتقوله أول مرة ولا تقوله عند المروة. ثم اصعد الصفا واتجه إلى القبلة وارفع يديك وادع الله عز وجل واذكره بما ورد. ثم انحدر ، انحدر من الصفا متجهاً إلى المروة. فإذا حاذيت العلم الأخضر - يعني العمود الأخضر وفوقه نجفات خضر - فاركض. اركض بقدر ما تستطيع حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسعى شديداً تدور به إزاره. وهذا مشروط بما إذا لم يكن زحام. فإن كان زحام فعلى ما تستطيع. ولا تسع يعني لا تسع سعياً شديداً فتتأذى وتؤذي. حتى تصل إلى المروة. فإذا وصلت إليها فاصعد عليها واستقبل القبلة وارفع يديك وقل كما قلت على الصفا. حمد ، ذكر ودعاء. ثم انزل منها متجهاً إلى؟ إلى الصفا. تمشي في موضع المشي وتركض في موضع الركض. فإذا أقبلت على الصفا لا تقرأ الآية. الآية إنما تقرأ إذا أقبلت على الصفا أول مرة. وتصعد على الصفا وتدعو الله عز وجل بما دعوت به في أول شوط حتى تتم سبعة أشواط. ثم تحلق أو تقصر. لكن إذا كان وقت الحج قريباً فالتقصير أفضل في العمرة ليتوفر الشعر للحج. وبهذا تحل حلاً كاملاً. فصارت العمرة الآن : إحرام، وطواف، وسعي، وحلق أو تقصير. تتم الآن وتحل من كل شيء حرم عليك بالإحرام.
صفة الحج.
الشيخ : فإذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة، أحرم. أحرم منين؟ من الميقات؟ لا. تحرم من مكانك الذي أنت فيه. إن كنت في مكة فمن مكة، في منى فمن منى، في عرفة فمن عرفة ، في أي مكان، أحرم منه واغتسل والبس ثياب الإحرام وتطيب كما فعلت عند إحرام العمرة. وتقول : لبيك اللهم حجاً ما تقول عمرة، حجاً. وتبقى في منى محرماً تصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. كل صلاة تصلى في وقتها لكن قصر. القصر يعني أنك تصلي الظهر ركعتين والعصر ركعتين والعشاء ركعتين. أما المغرب فثلاث. وأما الفجر فركعتان. ثم إذا طلعت الشمس اليوم التاسع تذهب إلى عرفة ، تذهب إلى عرفة ، تنـزل بمكان يسمى : نمرة. كان الناس ينـزلونه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نزل فيه حتى زالت الشمس. لكنه الآن يصعب جداً أن تنزل فيه. والنـزول فيه سنة وليس بواجب. فإذا زالت الشمس يوم عرفة فصلِّ الظهر والعصر جمعاً وقصراً بأذان وإقامتين. ويحسن أن تستمع إلى خطبة الإمام في مسجد نمرة. وهل هذا سهل في الوقت الحاضر؟ سهل! اجعل عندك راديو في الخيمة وافتحه على الإذاعة السعودية تسمع ، لأن الخطبة في يوم عرفة سنة. وإذا انتهى الخطيب فأذن وصلِّ الظهر ركعتين والعصر ركعتين. وتبقى الآن متفرغاً للذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك. ربما يقول قائل : إذا بقيت من هذا الوقت إلى الغروب أدعو الله وأذكر الله وأقرأ القرآن ربما أتعب. فنقول : هذا حقيقة. لكن إذا وجدت من نفسك تعباً استرح استرح لأكل أو شرب أو نوم أو ما أشبه ذلك. ولكن احرص على أن يكون آخر النهار -نهار يوم عرفة - محلا أو وقتاً للتفرغ لعبادة الله ، للذكر والتسبيح وقراءة القرآن. ولقد جربت شيئاً نافعاً لا يحصل فيه ملل ولا كسل. وهو أن تقرأ القرآن بتدبر فتسأل عند آية الرحمة ، وتتعوذ عند آية الوعيد ، وتسبِّح عند آية التسبيح. والقرآن فيه وعد ووعيد وتسبيح. هنا لا تمل ، لأنك سوف تقرأ القرآن وتمشي لا تمل ولا تتعب. فإذا غربت الشمس اتجه إلى مزدلفة - المشعر الحرام - وتبيت بها. ولكنك تصلي من حين أن تصل إلى مزدلفة المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين مجموعة ، إلا أنك إذا تأخر بك السير وخشيت أن ينتصف الليل قبل أن تصل إلى مزدلفة وجب عليك أن تصلي ولا تؤخر إلى ما بعد نصف الليل. وتبيت في مزدلفة. ثم تصلي الفجر إذا طلع الفجر. وتذكر الله تعالى قليلاً حتى تسفر جدا. ثم تنـزل إلى منى. وأول ما تفعل رمي جمرة العقبة إن تيسر بسبع حصيات تكبر مع كل حصاة : الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ، سبع حصيات ، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وعلى آله سلم. ومن أين تلقط الحصى؟ السنة أن لا تلقطها من مزدلفة. القطها من منى، ولو عند الجمرة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف عند الجمرة وأمر ابن عباس أن يلقط له الحصى سبع حصيات. فالتقطها من هناك. وأما ما ورد عن بعض السلف أنها تلقط من مزدلفة ، فإنما قالوا ذلك ليكون الإنسان مستعداً للرمي من حين أن يصل إيش؟ إلى منى ، لأنه ليس كل أحد يتيسر له أن ينـزل في منى ويلقط الحصى أو أن يأمر من يلقط له الحصى. فقالوا: خذ الحصى معك علشان تذهب وترمي من حين ما تصل. حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم يا إخواننا: رمى جمرة العقبة وهو على بعيره ما نـزل. وقد قال العلماء رحمهم الله : إن رمي جمرة العقبة تحية منى كالركعتين تحية المسجد. فإذا رميت الجمرة فانحر الهدي. وهذا هدي التمتع. ثم احلق رأسك كاملاً. ثم البس الثياب ، لأنك حللت من جميع محظورات الإحرام إلا النساء. وتطيب وتنـزل إلى مكة فتطوف أي طواف؟ طواف الإفاضة بثيابك وإلا بالإحرام؟ بثيابك ، لأنك حللت من لبس الإحرام تطوف سبعة أشواط بدون رمل. تمشي مشياً عادياً وتسعى بين الصفا والمروة على حسب ما سمعتم أولاً. ثم ترجع إلى منى وتبيت بها.
مسائل مهمة تتعلق بالحج.
الشيخ : ولننظر أيها الإخوة الآن بعد الانصراف من مزدلفة والوصول إلى منى ماذا فعلنا؟
أولاً : رمي جمرة العقبة. ثانياً : النحر. ثالثاً: الحلق. رابعاً : الطواف. خامساً : السعي. خمسة. هل للإنسان أن يقدم بعضها على بعض؟ اسمع فتوى النبي عليه الصلاة والسلام. ما سئل عن شيء يوم العيد قدم ولا أخر إلا قال : ( افعل ولا حرج ). وعلى هذا نأخذ أمثلة:
رجل انطلق من مزدلفة إلى مكة رأساً وطاف وسعى ثم عاد ورمى. يجوز أو لا يجوز؟ يجوز. رجل رمى ثم حلق قبل أن ينحر. يجوز أو لا يجوز؟ يجوز. رجل نزل إلى مكة ليطوف ويسعى فوجد المطاف ضيقاً جداً. فسعى قبل أن يطوف. يجوز أو لا يجوز؟ يجوز ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما سئل عن شيء قدم ولا أخر يومئذٍ - أي يوم النحر- إلا قال : (افعل ولا حرج ). طيب.
يبيت في منى ليلة أحد عشر وليلة اثنا عشر وليلة ثلاثة عشر. هذا إن تأخر. وإن تعجل فيبيت ليلة إحدى عشر وليلة اثني عشر. وبعد الزوال في الأيام الثلاثة يرمي الجمرات الثلاث. فيرمي أولا ًالجمرة الصغرى ، ثم الوسطى ، ثم العقبة. الصغرى هي أول ما يليك إذا نزلت إلى مكة. ترميها بسبع حصيات. تكبر مع كل حصاة. وتبعد عن الزحام والحصى وتقف مستقبلاً القبلة رافعاً يديك تدعو الله عز وجل دعاءً طويلاً حسب ما تستطيع. ثم الوسطى مثلها ترميها مثلها وتقف بعدها وتدعو الله تعالى دعاءً طويلاً. ثم جمرة العقبة ولا تقف. ثلاثة أيام متى؟ بعد الزوال. تكون بعد الزوال. وبذلك تم الحج. فإذا أردت السفر إلى بلدك فلا تخرج حتى تطوف للوداع. ولنأخذ أمثلة : رجل دفع من عرفة قبل الغروب. يحرم عليه أو يجوز؟ يحرم عليه. يجب أن يبقى في عرفة حتى تغرب الشمس ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقف في عرفة حتى غربت الشمس. ولو كان الدفع قبل الغروب جائزاً لدفع الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأنه أرحم بالأمة وأرفق بهم أن يدفعوا في النهار. وفي وقت ليس هناك أعمدة كهرباء. فلما انتظر حتى غربت الشمس وحل الظلام ولم يدفع قبل ذلك علمنا أن البقاء في عرفة إلى الغروب واجب. ولأن الإنسان إذا دفع قبل الغروب خالف هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ووافق هدي المشركين ، لأن المشركين يدفعون من عرفة إذا صارت الشمس على الجبال كالعمائم على رؤوس الرجال. يعني: إذا قاربت الغروب مشوا. دفع الإنسان من مزدلفة قبل أن يصلي الفجر. هذا جائز. لا سيما في عصرنا هذا من أجل الزحام. وقد أذن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للنساء والضعفة أن يدفعوا من مزدلفة في آخر اليوم لئلا يزحمهم الناس. في وقتنا الآن الزحام شديد. فلك أن تدفع قبل الفجر من مزدلفة وترمي. متى وصلت ارم ولو كان قبل الفجر بساعة أو ساعتين. طيب رجل لم يدفع من مزدلفة إلا بعد طلوع الشمس. يجوز أو لا يجوز؟ يجوز. لكن لا يفعل إلا لعذر ، كتعطل السيارة أو فقد بعض الأصحاب يبقى يدورهم مثلاً وإلا فليدفع قبل أن تطلع الشمس ، لأن تأخير الدفع من مزدلفة حتى تطلع الشمس يخالف هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويوافق هدي المشركين. كان المشركون إذا وقفوا في مزدلفة يقولون : أشرق ثبير كيما نغير.
طيب رجل أخر الرمي حتى غابت الشمس في يوم إحدى عشر ويوم اثنا عشر؟ يجوز. لك أن ترمي إلى الفجر ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقت أول الرمي وسكت عن آخره. فدل هذا على أن الأمر واسع. ولا سيما يا إخواني لا سيما في أوقاتنا هذه. الجمع كثير. والغشم كثير. وعدم المبالاة كثير. وتجد الواحد يأتيك كالجمل الصائل الهائج يريد أن يرمي على زعمه الشيطان. وربما يأخذ أحجاراً كبيرة يرمي الشيطان على زعمه. وسُمع بعضهم وهو يلعن الجمرة. يقول : لعنك الله أنت الذي فرقت بيني وبين زوجتي. سبحان الله! جهل عظيم. ولذلك يجب أن ننـزع هذه العقيدة الباطلة من أفكار الناس. ونقول : رمي الجمرات منسك من مناسك الحج. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ). طيب رجل جمع أيام التشريق في آخر يوم يعني لم يذهب يوم إحدى عشر ولا يوم اثنا عشر رماها جعلها كلها جميعاً في آخر يوم. هذا لا يجوز إلا لعذر كما لو كان الإنسان بعيداً في أطراف منى ويشق عليه أن يتردد كل يوم. نقول : لا بأس، اجمع اجمع الأيام الثلاثة في آخر يوم. ولكن ابدأ بالترتيب. ارم ثلاثاً عن يوم أحد عشر، وثلاثاً عن يوم اثنا عشر، وثلاثاً عن يوم ثلاثة عشر. يعني ترمي الأولى ثم الوسطى ثم العقبة. امرأة يشق عليها الزحام ولا يرجى أن تتأخر حتى يخف. هل لها أن توكل؟ الجواب : نعم لها أن توكل. شيخ الكبير له أن يوكل. مريض له أن يوكل. ضعيف البنية له أن يوكل، لأن الزحام شديد لا سيما في اليوم الثاني عشر لمن أراد أن يتعجل، لأنه في هذا اليوم يحصل زحام شديد. والمرأة لا تتحمل مسكينة. فلتوكِّل. طيب رجل عزم على أن يتعجل ويخرج من منى. لكن حبسه السير. زحام السيارات حبسه حتى غابت الشمس. ماذا نقول له؟ نقول : سر ولو غابت الشمس ، لأنك حبست ضرورة.
طيب. رجل أو امرأة خاف من الزحام إذا رمى في أول الوقت يوم اثنا عشر، ثم تعجل فأخر الرمي حتى خف الزحام ولم يخف الزحام.
أولاً : رمي جمرة العقبة. ثانياً : النحر. ثالثاً: الحلق. رابعاً : الطواف. خامساً : السعي. خمسة. هل للإنسان أن يقدم بعضها على بعض؟ اسمع فتوى النبي عليه الصلاة والسلام. ما سئل عن شيء يوم العيد قدم ولا أخر إلا قال : ( افعل ولا حرج ). وعلى هذا نأخذ أمثلة:
رجل انطلق من مزدلفة إلى مكة رأساً وطاف وسعى ثم عاد ورمى. يجوز أو لا يجوز؟ يجوز. رجل رمى ثم حلق قبل أن ينحر. يجوز أو لا يجوز؟ يجوز. رجل نزل إلى مكة ليطوف ويسعى فوجد المطاف ضيقاً جداً. فسعى قبل أن يطوف. يجوز أو لا يجوز؟ يجوز ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما سئل عن شيء قدم ولا أخر يومئذٍ - أي يوم النحر- إلا قال : (افعل ولا حرج ). طيب.
يبيت في منى ليلة أحد عشر وليلة اثنا عشر وليلة ثلاثة عشر. هذا إن تأخر. وإن تعجل فيبيت ليلة إحدى عشر وليلة اثني عشر. وبعد الزوال في الأيام الثلاثة يرمي الجمرات الثلاث. فيرمي أولا ًالجمرة الصغرى ، ثم الوسطى ، ثم العقبة. الصغرى هي أول ما يليك إذا نزلت إلى مكة. ترميها بسبع حصيات. تكبر مع كل حصاة. وتبعد عن الزحام والحصى وتقف مستقبلاً القبلة رافعاً يديك تدعو الله عز وجل دعاءً طويلاً حسب ما تستطيع. ثم الوسطى مثلها ترميها مثلها وتقف بعدها وتدعو الله تعالى دعاءً طويلاً. ثم جمرة العقبة ولا تقف. ثلاثة أيام متى؟ بعد الزوال. تكون بعد الزوال. وبذلك تم الحج. فإذا أردت السفر إلى بلدك فلا تخرج حتى تطوف للوداع. ولنأخذ أمثلة : رجل دفع من عرفة قبل الغروب. يحرم عليه أو يجوز؟ يحرم عليه. يجب أن يبقى في عرفة حتى تغرب الشمس ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقف في عرفة حتى غربت الشمس. ولو كان الدفع قبل الغروب جائزاً لدفع الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأنه أرحم بالأمة وأرفق بهم أن يدفعوا في النهار. وفي وقت ليس هناك أعمدة كهرباء. فلما انتظر حتى غربت الشمس وحل الظلام ولم يدفع قبل ذلك علمنا أن البقاء في عرفة إلى الغروب واجب. ولأن الإنسان إذا دفع قبل الغروب خالف هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ووافق هدي المشركين ، لأن المشركين يدفعون من عرفة إذا صارت الشمس على الجبال كالعمائم على رؤوس الرجال. يعني: إذا قاربت الغروب مشوا. دفع الإنسان من مزدلفة قبل أن يصلي الفجر. هذا جائز. لا سيما في عصرنا هذا من أجل الزحام. وقد أذن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للنساء والضعفة أن يدفعوا من مزدلفة في آخر اليوم لئلا يزحمهم الناس. في وقتنا الآن الزحام شديد. فلك أن تدفع قبل الفجر من مزدلفة وترمي. متى وصلت ارم ولو كان قبل الفجر بساعة أو ساعتين. طيب رجل لم يدفع من مزدلفة إلا بعد طلوع الشمس. يجوز أو لا يجوز؟ يجوز. لكن لا يفعل إلا لعذر ، كتعطل السيارة أو فقد بعض الأصحاب يبقى يدورهم مثلاً وإلا فليدفع قبل أن تطلع الشمس ، لأن تأخير الدفع من مزدلفة حتى تطلع الشمس يخالف هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويوافق هدي المشركين. كان المشركون إذا وقفوا في مزدلفة يقولون : أشرق ثبير كيما نغير.
طيب رجل أخر الرمي حتى غابت الشمس في يوم إحدى عشر ويوم اثنا عشر؟ يجوز. لك أن ترمي إلى الفجر ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقت أول الرمي وسكت عن آخره. فدل هذا على أن الأمر واسع. ولا سيما يا إخواني لا سيما في أوقاتنا هذه. الجمع كثير. والغشم كثير. وعدم المبالاة كثير. وتجد الواحد يأتيك كالجمل الصائل الهائج يريد أن يرمي على زعمه الشيطان. وربما يأخذ أحجاراً كبيرة يرمي الشيطان على زعمه. وسُمع بعضهم وهو يلعن الجمرة. يقول : لعنك الله أنت الذي فرقت بيني وبين زوجتي. سبحان الله! جهل عظيم. ولذلك يجب أن ننـزع هذه العقيدة الباطلة من أفكار الناس. ونقول : رمي الجمرات منسك من مناسك الحج. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ). طيب رجل جمع أيام التشريق في آخر يوم يعني لم يذهب يوم إحدى عشر ولا يوم اثنا عشر رماها جعلها كلها جميعاً في آخر يوم. هذا لا يجوز إلا لعذر كما لو كان الإنسان بعيداً في أطراف منى ويشق عليه أن يتردد كل يوم. نقول : لا بأس، اجمع اجمع الأيام الثلاثة في آخر يوم. ولكن ابدأ بالترتيب. ارم ثلاثاً عن يوم أحد عشر، وثلاثاً عن يوم اثنا عشر، وثلاثاً عن يوم ثلاثة عشر. يعني ترمي الأولى ثم الوسطى ثم العقبة. امرأة يشق عليها الزحام ولا يرجى أن تتأخر حتى يخف. هل لها أن توكل؟ الجواب : نعم لها أن توكل. شيخ الكبير له أن يوكل. مريض له أن يوكل. ضعيف البنية له أن يوكل، لأن الزحام شديد لا سيما في اليوم الثاني عشر لمن أراد أن يتعجل، لأنه في هذا اليوم يحصل زحام شديد. والمرأة لا تتحمل مسكينة. فلتوكِّل. طيب رجل عزم على أن يتعجل ويخرج من منى. لكن حبسه السير. زحام السيارات حبسه حتى غابت الشمس. ماذا نقول له؟ نقول : سر ولو غابت الشمس ، لأنك حبست ضرورة.
طيب. رجل أو امرأة خاف من الزحام إذا رمى في أول الوقت يوم اثنا عشر، ثم تعجل فأخر الرمي حتى خف الزحام ولم يخف الزحام.
اضيفت في - 2009-05-19