سلسلة اللقاء الشهري-65a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
الكلام عن محظورات الإحرام.
الشيخ : إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وخليله وأمينه على وحيه أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ليكون للعالمين نذيراً. فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده. فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد فهذا هو اللقاء الشهري الذي يتم في كل شهر في المسجد الجامع الكبير في عنيزة. وهذه الليلة هي التاسعة عشرة من شهر ذي القعدة عام 1419هـ.
تكلمنا في الحلقة السابقة عن شروط وجوب الحج وعن صفة العمرة والحج. أليس كذلك؟ أجيبوا. طيب. الآن نتكلم عن محظورات الإحرام.
فيجب أولاً أن نعلم: أن الإنسان متى قال: لبيك اللهم لبيك، لبيك عمرة أو لبيك حجة، فقد دخل في عبادة، في عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل. فينبغي أن يعظم هذه العبادة، لأن تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب : (( وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ )). ينبغي للإنسان من حين أن يدخل في النسك أن يقوم بما أوجب الله عليه ، من الصلوات في أوقاتها مع الجماعة ، وأن يترك كل ما حرم الله عليه من الغيبة والنميمة والكذب واستماع الأغاني وغير ذلك مما حرم الله عليه. وينبغي أن يتخلق بالأخلاق الفاضلة ، من بشاشة الوجه ، وانشراح الصدر، وتحمل المشاق ، والصبر على الأذى ، لأن حسن الخلق من أفضل الأعمال. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ). والإنسان يذكر بالخير إذا أحسن خُلقه. ويقتدى به أيضاً ، فيكون دالاً على الخير بمقاله وفعاله. وما أكثر ما نسمع عن الناس أنهم يقولون : صحبنا فلاناً في السفر فوجدناه خير صاحب! وقد قيل : إنما سمي السفر سفراً لأنه يسفر عن أخلاق الرجال. يسفر أي : يظهر ويبين أخلاق الرجال. وقال رجل : " صحبت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لأخدمه فكان يخدمني ". عليك بحسن الخلق، وعليك ببذل المال ما استطعت. لا تبخل على نفسك ولا تبخل على إخوانك إذا رأيت محتاجاً فساعده. إذا رأيت كئيباً فأدخل عليه السرور. لا تزاحم عباد الله في المناسك عند المطاف وعند السعي وعند الجمرات. بل احرص على أن تتحمل الزحام ولا تؤذي أحداً ، لأن ذلك كله في سبيل الله. واجتنب المحظورات في الإحرام، التي منعها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجاءت الآيات الكريمة أيضاً بالإشارة إليها.
فمن ذلك: الرفث، يعني: الجماع ومقدماته من النظر بشهوة والتقبيل واللمس بشهوة. بل إن الإحرام يحرم فيه عقد النكاح، حتى العقد لو كانت المرأة المعقودة عليها بعيدة. بل إنه تحرم فيه الخطبة. لا تخطب امرأة وأنت في إحرام عمرة أو حج. ولهذا قال الله عز وجل: (( فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ )). كذلك أيضاً اجتنب حلق الرأس، لأن الله تبارك وتعالى قال : (( وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ )) ، لأنك لو حلقت رأسك وأنت محرم فعند التحلل أين الشعر؟ ومن المعلوم أنه عند التحلل إما أن يقصر الإنسان وإما؟ وإما أن يحلق. فإذا حلق في حال الإحرام فماذا يحلق أو يقصر؟ ولهذا قال الله عز وجل: (( وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ )). ولا تتطيب ، فإن الطيب من محظورات الإحرام. دليل ذلك : قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا تلبسوا ثوباً مسه الزعفران ولا الورْس ). الزعفران معروف: طيب، من أنواع الطيب. والورس: نبْت معروف في اليمن له رائحة كرائحة الزعفران ، ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم استفتي في رجل وهو واقف بعرفة. هذا الرجل وقصته ناقته، أي: سقط منها فمات. فجاءوا يسألون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ماذا يصنعون به؟ استمع. فقال: ( اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه، ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه - والحنوط: أطياب تجعل في الميت إذا مات - فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً ) ، لأنه مات وهو محرم فيبعث يوم القيامة على إحرامه، كالمجاهد إذا قتل في سبيل الله يدفن في ثيابه، استمع يا أخي! المجاهد يدفن في ثيابه ولا يغسل ولا يطلب له كفن. حتى لو وجدت الأكفان لا يطلب له كفن. يدفن في ثوبه بدمائه لا يغسل الدم ، لأنه يبعث يوم القيامة وجرحه يثعب دماً ينـزف. اللون لون الدم والريح ريح المسك. كذلك المحرم إذا مات وهو محرم يكفن في ثياب الإحرام لا يطلب له كفن من جديد. يكفن في إزاره وردائه ولا يغطى رأسه. ويبعث يوم القيامة من قبره يقول إيش؟ : لبيك اللهم لبيك بين العالم ، بين المحشورات كلها. إذن : لا يتطيب المحرم، لا في بدنه، ولا في ثيابه، ولا في طعامه، ولا في شرابه. ولذلك يحرم على المحرم أن يشرب القهوة التي فيها الزعفران إذا كان ريحه باقياً. وذلك لا يلبس لا يلبس شيئاً معيناً من الثياب عينه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. استمع له. سئل : ما يلبس المحرم؟ ما يلبس يعني : أي ثوب يلبسه المحرم؟ قال : ( لا يلبس القميصَ ولا السراويلَ ولا البرانسَ ولا العمائمَ ولا الخفاف ). خمسة أعيدها. ( لا يلبس القميصَ ولا السراويلَات ولا البرانسَ ولا العمائمَ ولا الخفاف ). أعيدها المرة الثالثة وأنظر من حفظه منكم؟ قال: ( لا يلبس القميصَ ولا البرانس ولا السراويلَات ولا العمائمَ ولا الخفاف ). من يعيدها؟ تفضل.
الطالب : ( لا يلبس القميصَ ولا السراويلَ ولا البرانسَ ولا العمائمَ ولا الخفاف ).
الشيخ : بارك الله فيك. جيد. القميص : ثيابنا التي علينا الآن قمص. السراويل معروفة. البرانس: ثياب فضفاضة واسعة ولها شيء يتصل بالرأس، يغطى به الرأس، يتصل بها. مخيط يعني : مخيط معها. العمائم: معروفة ما يدار على الرأس. الخفاف: ما هي؟ الخفاف ما يلبس في الرجل من جلود ونحوها، والجوارب مثلها. هكذا حدد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي لا يلبسه المحرم. مفهومه ما عدا ذلك يلبسه ، ما عدا ذلك يلبسه. طيب. هل يلبس المحرم الساعة؟ يلبس وإلا ما يلبس؟ يلبس ، لأنها ما هي من هذه الأشياء الخمسة. هل يلبس نظارة العين؟ نعم يلبس، لأنها ما هي من هذه الأشياء الخمسة، طيب هل يلبس الحزام يربط به إزاره؟ نعم يلبسه. هل يلبس الإزار إذا كان مخيطاً يعني : قد خيط طرفاه؟ يلبسه؟ نعم يلبسه ، لأنه ليس من هذه الخمسة. هو إزار ولو خيط. طيب لو جعل فيه ربقة يجوز أو لا يجوز؟ يجوز ، لأنه لا يخرج عن كونه إزاراً إذا وضعت فيه الربقة. طيب لو وضع فيه محفظة يجعل فيها الدراهم أو الحاجات يجوز أو لا يجوز؟ يجوز ليش؟ لأنه لا يزال يسمى إزاراً وليس من الخمسة. عد الخمسة وما سواها فهو جائز. طيب المشلح، لو لبس الإنسان المشلح؟ نقول : لا يجوز إذا لبسه على هيئة لبسه العادي. أما لو التف به كما يلتف بالرداء فلا بأس. طيب لو لبس غترة وشماغ وطاقية يجوز ولا ما يجوز؟ لأنه يشبه العمامة. بل هذا عمامة عندنا نحن النجديين. عمامتنا : الغترة والطاقية. واضح؟ طيب. كذلك لا يجوز للمحرم أن يقتل الصيد ، لقول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ )) مثل: الحمام، الظباء، الأرانب، الجراد. الجراد من الصيد وإلا لا؟ الجراد من الصيد. ولذلك لا يجوز للمحرم أن يقتل جرادة. كما لا يجوز قتل الجرادة في الحرم ولو كنت غير محرم ، لأن الحرم يحرم صيده. وأكثر الناس يجهلون أن الجراد من الصيد. ولذلك تجدهم في أيام رمضان عندما يهيج الجراد يلاحقونه ويأخذونه. وربما يجمعونه في كيس ويبيعونه. هذا حلال وإلا حرام؟ حرام ، لأن الجراد من الصيد. فالواجب على المسلم أن يمتنع من محظورات الإحرام. فإذا قال قائل: لو أن الإنسان نسي وغطى رأسه هل عليه شيء؟ لا ما عليه شيء. لكن يجب عليه من حين ما يذكر أن يكشف رأسه. لو أن إنسان تطيب ناسياً هل عليه شيء؟ لا. لكن من حين ما يذكر يجب عليه أن يغسل الطيب. لو أن الإنسان قبَّل الحجر الأسود والحجر الأسود بعض الناس يجعل فيه طيباً وعلق الطيب بشفتيه أو بأنفه. هل يأثم أو لا يأثم؟ لا يأثم. لكن يجب عليه في الحال أن يمسح هذا الطيب ، لأن المحرم لا يجوز له أن يتطيب. طيب. لو أن الإنسان فعل محظوراً جاهلاً يظن أنه جائز. فهل عليه شيء؟ الجواب : لا. ولكن عليه أن يزيل هذا المحظور من حين أن يعلم. ولنضرب لهذا مثلاً برجل دفع من عرفة ونزل في مزدلفة وظن أن الحج عرفة وأنه انتهى. فقام وتطيب. فهل عليه شيء أو لا؟ أجيبوا يا جماعة؟ لا. لماذا؟ لأنه جاهل. فإذا قال إنسان: أعطونا دليلاً على أن الجاهل والناسي ليس عليهما شيء. قلنا : على العين والرأس. قال الله عز وجل: (( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )). فقال الله تعالى: ( قد فعلت ). وقال الله تعالى : (( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ )). فنفى أن يكون علينا جناحٌ فيما أخطأنا به. وبيّن أن الجناح على من تعمد. وهذه لا شك أنها من نعمة الله عز وجل. ولو أن المحرم قطع شجرة، قطع غصناً أو قطع ورقة من الشجر. فهل هذا حرام أو غير حرام؟ نقول : فيه تفصيل : إن كان داخل الحرم فهو حرام. وإن كان خارج الحرم فهو حلال. مثال ذلك : قطع شجرة في عرفة، حلال وإلا حرام؟ نعم؟ حلال ، لأن عرفة ليست من الحرم. قطع شجرة في منى حرام ، لأن منى من الحرم. وعلى هذا فلا علاقة بين قطع الشجر والإحرام. الشجرة إن كانت في الحرم، يعني: داخل حدود الحرم، فهي آمنة. ولا يجوز لأحد أن يقطعها. وإن كانت خارج الحرم فليس لها أمان، فيجوز لكل إنسان أن يقطعها سواء كان محرماً أم غير محرم. هل يجوز للمرأة أن تنتقب وهي محرمة؟ لا، لا يجوز. والنقاب: أن تغطي وجهها وتفتح لعينيها ما تنظر به. ودليل ذلك : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن تنتقب المرأة المحرمة). هل يجوز للمرأة المحرمة أن تلبس القفازين؟ لا ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( نهى أن تلبس المرأة القفازين ). فإذا قال قائل: المرأة تلبس قفازين لتستر كفيها عن الناس. قلنا: يمكن أن تستر كفيها بإيش؟ بطرف العباءة. ماهو لازم القفازين.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والصلاح، وأن يرزقنا تعظيم حرماته وشعائره، إنه على كل شيء قدير.
ونظراً لكثرة الأسئلة نقتصر على هذا القدر من بيان محظورات الإحرام لنتفرغ للإجابة عن الأسئلة. ونسأل الله أن يوفقنا للصواب.
الطالب : جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء ونفعنا جميعا بما سمعنا.
أما بعد فهذا هو اللقاء الشهري الذي يتم في كل شهر في المسجد الجامع الكبير في عنيزة. وهذه الليلة هي التاسعة عشرة من شهر ذي القعدة عام 1419هـ.
تكلمنا في الحلقة السابقة عن شروط وجوب الحج وعن صفة العمرة والحج. أليس كذلك؟ أجيبوا. طيب. الآن نتكلم عن محظورات الإحرام.
فيجب أولاً أن نعلم: أن الإنسان متى قال: لبيك اللهم لبيك، لبيك عمرة أو لبيك حجة، فقد دخل في عبادة، في عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل. فينبغي أن يعظم هذه العبادة، لأن تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب : (( وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ )). ينبغي للإنسان من حين أن يدخل في النسك أن يقوم بما أوجب الله عليه ، من الصلوات في أوقاتها مع الجماعة ، وأن يترك كل ما حرم الله عليه من الغيبة والنميمة والكذب واستماع الأغاني وغير ذلك مما حرم الله عليه. وينبغي أن يتخلق بالأخلاق الفاضلة ، من بشاشة الوجه ، وانشراح الصدر، وتحمل المشاق ، والصبر على الأذى ، لأن حسن الخلق من أفضل الأعمال. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ). والإنسان يذكر بالخير إذا أحسن خُلقه. ويقتدى به أيضاً ، فيكون دالاً على الخير بمقاله وفعاله. وما أكثر ما نسمع عن الناس أنهم يقولون : صحبنا فلاناً في السفر فوجدناه خير صاحب! وقد قيل : إنما سمي السفر سفراً لأنه يسفر عن أخلاق الرجال. يسفر أي : يظهر ويبين أخلاق الرجال. وقال رجل : " صحبت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لأخدمه فكان يخدمني ". عليك بحسن الخلق، وعليك ببذل المال ما استطعت. لا تبخل على نفسك ولا تبخل على إخوانك إذا رأيت محتاجاً فساعده. إذا رأيت كئيباً فأدخل عليه السرور. لا تزاحم عباد الله في المناسك عند المطاف وعند السعي وعند الجمرات. بل احرص على أن تتحمل الزحام ولا تؤذي أحداً ، لأن ذلك كله في سبيل الله. واجتنب المحظورات في الإحرام، التي منعها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجاءت الآيات الكريمة أيضاً بالإشارة إليها.
فمن ذلك: الرفث، يعني: الجماع ومقدماته من النظر بشهوة والتقبيل واللمس بشهوة. بل إن الإحرام يحرم فيه عقد النكاح، حتى العقد لو كانت المرأة المعقودة عليها بعيدة. بل إنه تحرم فيه الخطبة. لا تخطب امرأة وأنت في إحرام عمرة أو حج. ولهذا قال الله عز وجل: (( فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ )). كذلك أيضاً اجتنب حلق الرأس، لأن الله تبارك وتعالى قال : (( وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ )) ، لأنك لو حلقت رأسك وأنت محرم فعند التحلل أين الشعر؟ ومن المعلوم أنه عند التحلل إما أن يقصر الإنسان وإما؟ وإما أن يحلق. فإذا حلق في حال الإحرام فماذا يحلق أو يقصر؟ ولهذا قال الله عز وجل: (( وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ )). ولا تتطيب ، فإن الطيب من محظورات الإحرام. دليل ذلك : قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا تلبسوا ثوباً مسه الزعفران ولا الورْس ). الزعفران معروف: طيب، من أنواع الطيب. والورس: نبْت معروف في اليمن له رائحة كرائحة الزعفران ، ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم استفتي في رجل وهو واقف بعرفة. هذا الرجل وقصته ناقته، أي: سقط منها فمات. فجاءوا يسألون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ماذا يصنعون به؟ استمع. فقال: ( اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه، ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه - والحنوط: أطياب تجعل في الميت إذا مات - فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً ) ، لأنه مات وهو محرم فيبعث يوم القيامة على إحرامه، كالمجاهد إذا قتل في سبيل الله يدفن في ثيابه، استمع يا أخي! المجاهد يدفن في ثيابه ولا يغسل ولا يطلب له كفن. حتى لو وجدت الأكفان لا يطلب له كفن. يدفن في ثوبه بدمائه لا يغسل الدم ، لأنه يبعث يوم القيامة وجرحه يثعب دماً ينـزف. اللون لون الدم والريح ريح المسك. كذلك المحرم إذا مات وهو محرم يكفن في ثياب الإحرام لا يطلب له كفن من جديد. يكفن في إزاره وردائه ولا يغطى رأسه. ويبعث يوم القيامة من قبره يقول إيش؟ : لبيك اللهم لبيك بين العالم ، بين المحشورات كلها. إذن : لا يتطيب المحرم، لا في بدنه، ولا في ثيابه، ولا في طعامه، ولا في شرابه. ولذلك يحرم على المحرم أن يشرب القهوة التي فيها الزعفران إذا كان ريحه باقياً. وذلك لا يلبس لا يلبس شيئاً معيناً من الثياب عينه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. استمع له. سئل : ما يلبس المحرم؟ ما يلبس يعني : أي ثوب يلبسه المحرم؟ قال : ( لا يلبس القميصَ ولا السراويلَ ولا البرانسَ ولا العمائمَ ولا الخفاف ). خمسة أعيدها. ( لا يلبس القميصَ ولا السراويلَات ولا البرانسَ ولا العمائمَ ولا الخفاف ). أعيدها المرة الثالثة وأنظر من حفظه منكم؟ قال: ( لا يلبس القميصَ ولا البرانس ولا السراويلَات ولا العمائمَ ولا الخفاف ). من يعيدها؟ تفضل.
الطالب : ( لا يلبس القميصَ ولا السراويلَ ولا البرانسَ ولا العمائمَ ولا الخفاف ).
الشيخ : بارك الله فيك. جيد. القميص : ثيابنا التي علينا الآن قمص. السراويل معروفة. البرانس: ثياب فضفاضة واسعة ولها شيء يتصل بالرأس، يغطى به الرأس، يتصل بها. مخيط يعني : مخيط معها. العمائم: معروفة ما يدار على الرأس. الخفاف: ما هي؟ الخفاف ما يلبس في الرجل من جلود ونحوها، والجوارب مثلها. هكذا حدد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي لا يلبسه المحرم. مفهومه ما عدا ذلك يلبسه ، ما عدا ذلك يلبسه. طيب. هل يلبس المحرم الساعة؟ يلبس وإلا ما يلبس؟ يلبس ، لأنها ما هي من هذه الأشياء الخمسة. هل يلبس نظارة العين؟ نعم يلبس، لأنها ما هي من هذه الأشياء الخمسة، طيب هل يلبس الحزام يربط به إزاره؟ نعم يلبسه. هل يلبس الإزار إذا كان مخيطاً يعني : قد خيط طرفاه؟ يلبسه؟ نعم يلبسه ، لأنه ليس من هذه الخمسة. هو إزار ولو خيط. طيب لو جعل فيه ربقة يجوز أو لا يجوز؟ يجوز ، لأنه لا يخرج عن كونه إزاراً إذا وضعت فيه الربقة. طيب لو وضع فيه محفظة يجعل فيها الدراهم أو الحاجات يجوز أو لا يجوز؟ يجوز ليش؟ لأنه لا يزال يسمى إزاراً وليس من الخمسة. عد الخمسة وما سواها فهو جائز. طيب المشلح، لو لبس الإنسان المشلح؟ نقول : لا يجوز إذا لبسه على هيئة لبسه العادي. أما لو التف به كما يلتف بالرداء فلا بأس. طيب لو لبس غترة وشماغ وطاقية يجوز ولا ما يجوز؟ لأنه يشبه العمامة. بل هذا عمامة عندنا نحن النجديين. عمامتنا : الغترة والطاقية. واضح؟ طيب. كذلك لا يجوز للمحرم أن يقتل الصيد ، لقول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ )) مثل: الحمام، الظباء، الأرانب، الجراد. الجراد من الصيد وإلا لا؟ الجراد من الصيد. ولذلك لا يجوز للمحرم أن يقتل جرادة. كما لا يجوز قتل الجرادة في الحرم ولو كنت غير محرم ، لأن الحرم يحرم صيده. وأكثر الناس يجهلون أن الجراد من الصيد. ولذلك تجدهم في أيام رمضان عندما يهيج الجراد يلاحقونه ويأخذونه. وربما يجمعونه في كيس ويبيعونه. هذا حلال وإلا حرام؟ حرام ، لأن الجراد من الصيد. فالواجب على المسلم أن يمتنع من محظورات الإحرام. فإذا قال قائل: لو أن الإنسان نسي وغطى رأسه هل عليه شيء؟ لا ما عليه شيء. لكن يجب عليه من حين ما يذكر أن يكشف رأسه. لو أن إنسان تطيب ناسياً هل عليه شيء؟ لا. لكن من حين ما يذكر يجب عليه أن يغسل الطيب. لو أن الإنسان قبَّل الحجر الأسود والحجر الأسود بعض الناس يجعل فيه طيباً وعلق الطيب بشفتيه أو بأنفه. هل يأثم أو لا يأثم؟ لا يأثم. لكن يجب عليه في الحال أن يمسح هذا الطيب ، لأن المحرم لا يجوز له أن يتطيب. طيب. لو أن الإنسان فعل محظوراً جاهلاً يظن أنه جائز. فهل عليه شيء؟ الجواب : لا. ولكن عليه أن يزيل هذا المحظور من حين أن يعلم. ولنضرب لهذا مثلاً برجل دفع من عرفة ونزل في مزدلفة وظن أن الحج عرفة وأنه انتهى. فقام وتطيب. فهل عليه شيء أو لا؟ أجيبوا يا جماعة؟ لا. لماذا؟ لأنه جاهل. فإذا قال إنسان: أعطونا دليلاً على أن الجاهل والناسي ليس عليهما شيء. قلنا : على العين والرأس. قال الله عز وجل: (( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )). فقال الله تعالى: ( قد فعلت ). وقال الله تعالى : (( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ )). فنفى أن يكون علينا جناحٌ فيما أخطأنا به. وبيّن أن الجناح على من تعمد. وهذه لا شك أنها من نعمة الله عز وجل. ولو أن المحرم قطع شجرة، قطع غصناً أو قطع ورقة من الشجر. فهل هذا حرام أو غير حرام؟ نقول : فيه تفصيل : إن كان داخل الحرم فهو حرام. وإن كان خارج الحرم فهو حلال. مثال ذلك : قطع شجرة في عرفة، حلال وإلا حرام؟ نعم؟ حلال ، لأن عرفة ليست من الحرم. قطع شجرة في منى حرام ، لأن منى من الحرم. وعلى هذا فلا علاقة بين قطع الشجر والإحرام. الشجرة إن كانت في الحرم، يعني: داخل حدود الحرم، فهي آمنة. ولا يجوز لأحد أن يقطعها. وإن كانت خارج الحرم فليس لها أمان، فيجوز لكل إنسان أن يقطعها سواء كان محرماً أم غير محرم. هل يجوز للمرأة أن تنتقب وهي محرمة؟ لا، لا يجوز. والنقاب: أن تغطي وجهها وتفتح لعينيها ما تنظر به. ودليل ذلك : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن تنتقب المرأة المحرمة). هل يجوز للمرأة المحرمة أن تلبس القفازين؟ لا ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( نهى أن تلبس المرأة القفازين ). فإذا قال قائل: المرأة تلبس قفازين لتستر كفيها عن الناس. قلنا: يمكن أن تستر كفيها بإيش؟ بطرف العباءة. ماهو لازم القفازين.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والصلاح، وأن يرزقنا تعظيم حرماته وشعائره، إنه على كل شيء قدير.
ونظراً لكثرة الأسئلة نقتصر على هذا القدر من بيان محظورات الإحرام لنتفرغ للإجابة عن الأسئلة. ونسأل الله أن يوفقنا للصواب.
الطالب : جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء ونفعنا جميعا بما سمعنا.
فضيلة الشيخ! بعد أيام نستقبل عشر ذي الحجة، فما نصيحتك للجميع في استغلالها.؟ أرجو بيان فضلها والأعمال التي تسن فيها.؟
السائل : يقول السائل فضيلة الشيخ : بعد أيام نستقبل عشر ذي الحجة. فما نصيحتك للجميع في استغلالها؟ أرجو بيان فضلها والأعمال التي تسن فيها؟
الشيخ : عشر ذي الحجة تبتدئ من دخول شهر ذي الحجة وتنتهي بيوم العيد عيد النحر. والعمل فيها قال فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيهنَّ أحب إلى الله من هذه الأيام العشر. قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ). وعلى هذا فإني أحث إخواني المسلمين على اغتنام هذه الفرصة العظيمة، وأن يكثروا في العشر، عشر ذي الحجة من الأعمال الصالحة : كقراءة القرآن ، والذكر بأنواعه تكبير، تهليل، تحميد، تسبيح، الصدقة، الصيام. كل الأعمال الصالحة اجتهد فيها. والعجب أن الناس غافلون عن هذه العشر! تجدهم في عشر رمضان يجتهدون في العمل أو لا؟ نعم؟ يجتهدون. لكن في عشر ذي الحجة لا تكاد ترى أحداً فرَّق بينها وبين غيرها. ولكن إذا قام الإنسان بالعمل الصالح في هذه الأيام العشر أحيا ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الأعمال الصالحة. هذه العشر إذا دخلت والإنسان يريد أن يضحي فإنه لا يأخذ من شعره ولا من ظفره ولا من بشرته شيئاً.كل هذه لا يأخذ منها إذا كان يريد أن يضحي. فأما الذي يضحى عنه فلا حرج عليه. وعلى هذا فإذا أراد الإنسان أن يضحي عنه وعن أهل بيته بأضحية واحدة كما هي السنة، فإن أهل البيت لا يلزمهم أن يمسكوا عن الشعر والظفر والبشرة. وإنما الذي يلزمه من؟ من ؟ المضحي الذي هو الأب. وما تسمعون من هذه العبارة : حرم على من يضحي أو يضحى عنه فإنها عبارة لبعض العلماء. أما الحديث فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( فأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذن من شعره ولا من بشرته ولا من ظفره شيئا ً). فوجه الخطاب لمن يريد أن يضحي. ولكن لو قال قائل : إذا كان هذا الذي يريد أن يضحي سافر للحج فسوف يؤدي العمرة ويقصر مع أنه أوصى أهله أن يضحوا. نقول: هذا لا يضر، لأن التقصير في العمرة نسك ولا بد من فعله. وكذلك التقصير في الحج أو الحلق لا بأس به. وإن كان لا يدري هل ضحى أهله أم لا. نعم.
الشيخ : عشر ذي الحجة تبتدئ من دخول شهر ذي الحجة وتنتهي بيوم العيد عيد النحر. والعمل فيها قال فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيهنَّ أحب إلى الله من هذه الأيام العشر. قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ). وعلى هذا فإني أحث إخواني المسلمين على اغتنام هذه الفرصة العظيمة، وأن يكثروا في العشر، عشر ذي الحجة من الأعمال الصالحة : كقراءة القرآن ، والذكر بأنواعه تكبير، تهليل، تحميد، تسبيح، الصدقة، الصيام. كل الأعمال الصالحة اجتهد فيها. والعجب أن الناس غافلون عن هذه العشر! تجدهم في عشر رمضان يجتهدون في العمل أو لا؟ نعم؟ يجتهدون. لكن في عشر ذي الحجة لا تكاد ترى أحداً فرَّق بينها وبين غيرها. ولكن إذا قام الإنسان بالعمل الصالح في هذه الأيام العشر أحيا ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الأعمال الصالحة. هذه العشر إذا دخلت والإنسان يريد أن يضحي فإنه لا يأخذ من شعره ولا من ظفره ولا من بشرته شيئاً.كل هذه لا يأخذ منها إذا كان يريد أن يضحي. فأما الذي يضحى عنه فلا حرج عليه. وعلى هذا فإذا أراد الإنسان أن يضحي عنه وعن أهل بيته بأضحية واحدة كما هي السنة، فإن أهل البيت لا يلزمهم أن يمسكوا عن الشعر والظفر والبشرة. وإنما الذي يلزمه من؟ من ؟ المضحي الذي هو الأب. وما تسمعون من هذه العبارة : حرم على من يضحي أو يضحى عنه فإنها عبارة لبعض العلماء. أما الحديث فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( فأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذن من شعره ولا من بشرته ولا من ظفره شيئا ً). فوجه الخطاب لمن يريد أن يضحي. ولكن لو قال قائل : إذا كان هذا الذي يريد أن يضحي سافر للحج فسوف يؤدي العمرة ويقصر مع أنه أوصى أهله أن يضحوا. نقول: هذا لا يضر، لأن التقصير في العمرة نسك ولا بد من فعله. وكذلك التقصير في الحج أو الحلق لا بأس به. وإن كان لا يدري هل ضحى أهله أم لا. نعم.
2 - فضيلة الشيخ! بعد أيام نستقبل عشر ذي الحجة، فما نصيحتك للجميع في استغلالها.؟ أرجو بيان فضلها والأعمال التي تسن فيها.؟ أستمع حفظ
هناك شخص لم يتمكن من إخراج بطاقة الحج، فإذا أحرم ومُنع من دخول مكة هل يدخل في حكم المحصر فيحل ويهدي، أم أن له أن يلبس ثيابه ويدخل؛ لأنه يريد عمل الخير لا لطمع في الدنيا.؟
السائل : يقول السائل : فضيلة الشيخ : هناك شخص لم يتمكن من إخراج بطاقة الحج.
الشيخ : لمْ ؟
السائل : لم يتمكن من إخراج بطاقة الحج. فهل إذا أحرم ومُنع من دخول مكة هل يدخل في حكم المحصر فيحل ويهدي، أم له أن يلبس ثيابه ويدخل، لأنه يريد عمل الخير لا لطمع في الدنيا؟
الشيخ : نعم. أقول: ما دام الحج الآن لابد أن يحمل الحاج بطاقة الدخول. فما الذي يمنعه من حمل البطاقة؟ الأمر ميسر. وفي كل مكان مكاتب تعطي هذه البطاقات. فكيف يخاطر ويذهب إلى الحج دون أن يحمل البطاقة؟ لكن لو فرض أنه فعل ومنع من دخول مكة ، فإنه يكون في حكم المحصر. يذبح الهدي هناك في مكان إحصاره ويتحلل والحمد لله. لكن هنا شيء يكفيه عن التحلل، وهو أن يقول عند عقد الإحرام : إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني. فإذا قال ذلك ومنع يرجع يلبس ثيابه ويرجع ويحج في وقت آخر. نعم. اه نعم ، أما الشيء الثاني الذي قال في السؤال: أنه يلبس الثياب وهو محرم، فهذا غلط عظيم. هذا نوع من الاستخفاف بحرمات الله عز وجل. كيف تحرم وتعصي الرسول صلى الله عليه وسلم فيما نهاك عنه من لبس القميص؟ وما هذا إلا خداع لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. يعني إذا قدرنا أنه خداع انطلى على الشرط والجنود، فليس خداعا لله عز وجل. (( إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ )). ثم من الذي أوجب عليك هذا الشيء؟ أليس حجك سنة وعمرتك سنة. وطاعة ولي الأمر واجبة إلا في معصية؟ ولهذا لو منعنا أن نؤدي الحج الواجب قلنا : لا سمع ولا طاعة نبي نحج. لكن شيء حجه نفل أو عمرة ورأى ولي الأمر أن من الخير للمسلمين عموماً الذي يحجون أن يخفف عنهم بهذا النظام، فلا محذور فيه. ولا شك أن ولي الأمر له أن يفعل ما فيه المصلحة ودفع المضرة. وما دمت أديت الفريضة فالباقي نفل. وطاعة ولي الأمر ومساعدة إخوانك في هذا النظام الذي نسأل الله أن يجعل عاقبته حميدة خير لك من أن تكلف نفسك. ثم نقول: إذا كان لديك رغبة في الحج فانظر إلى بعض الناس الذين لم يؤدوا الفريضة وساعدهم أعطهم الدراهم يحجون بها لأنفسهم، فتكون معيناً على فريضة. وتشارك صاحب الفريضة فيما أعنته عليه.
نعم.
السائل : سائلة تقول : أريد أداء فريضة الحج هذا العام لأول مرة وأنا متزوجة ولي أولاد صغار، أصغرهم يبلغ من العمر خمسة أشهر، وأقوم بإرضاعه رضاعة طبيعية فقط. ولكنه باستطاعته أن يتناول وجبة أخرى بسيطة بجانب الحليب. وقد منعني زوجي من الحج بحجة الرضاعة الطبيعية. وأنا لا أريد اصطحابها معي خوفاً عليها من الأمراض وتغير الجو.
الشيخ : لمْ ؟
السائل : لم يتمكن من إخراج بطاقة الحج. فهل إذا أحرم ومُنع من دخول مكة هل يدخل في حكم المحصر فيحل ويهدي، أم له أن يلبس ثيابه ويدخل، لأنه يريد عمل الخير لا لطمع في الدنيا؟
الشيخ : نعم. أقول: ما دام الحج الآن لابد أن يحمل الحاج بطاقة الدخول. فما الذي يمنعه من حمل البطاقة؟ الأمر ميسر. وفي كل مكان مكاتب تعطي هذه البطاقات. فكيف يخاطر ويذهب إلى الحج دون أن يحمل البطاقة؟ لكن لو فرض أنه فعل ومنع من دخول مكة ، فإنه يكون في حكم المحصر. يذبح الهدي هناك في مكان إحصاره ويتحلل والحمد لله. لكن هنا شيء يكفيه عن التحلل، وهو أن يقول عند عقد الإحرام : إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني. فإذا قال ذلك ومنع يرجع يلبس ثيابه ويرجع ويحج في وقت آخر. نعم. اه نعم ، أما الشيء الثاني الذي قال في السؤال: أنه يلبس الثياب وهو محرم، فهذا غلط عظيم. هذا نوع من الاستخفاف بحرمات الله عز وجل. كيف تحرم وتعصي الرسول صلى الله عليه وسلم فيما نهاك عنه من لبس القميص؟ وما هذا إلا خداع لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. يعني إذا قدرنا أنه خداع انطلى على الشرط والجنود، فليس خداعا لله عز وجل. (( إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ )). ثم من الذي أوجب عليك هذا الشيء؟ أليس حجك سنة وعمرتك سنة. وطاعة ولي الأمر واجبة إلا في معصية؟ ولهذا لو منعنا أن نؤدي الحج الواجب قلنا : لا سمع ولا طاعة نبي نحج. لكن شيء حجه نفل أو عمرة ورأى ولي الأمر أن من الخير للمسلمين عموماً الذي يحجون أن يخفف عنهم بهذا النظام، فلا محذور فيه. ولا شك أن ولي الأمر له أن يفعل ما فيه المصلحة ودفع المضرة. وما دمت أديت الفريضة فالباقي نفل. وطاعة ولي الأمر ومساعدة إخوانك في هذا النظام الذي نسأل الله أن يجعل عاقبته حميدة خير لك من أن تكلف نفسك. ثم نقول: إذا كان لديك رغبة في الحج فانظر إلى بعض الناس الذين لم يؤدوا الفريضة وساعدهم أعطهم الدراهم يحجون بها لأنفسهم، فتكون معيناً على فريضة. وتشارك صاحب الفريضة فيما أعنته عليه.
نعم.
السائل : سائلة تقول : أريد أداء فريضة الحج هذا العام لأول مرة وأنا متزوجة ولي أولاد صغار، أصغرهم يبلغ من العمر خمسة أشهر، وأقوم بإرضاعه رضاعة طبيعية فقط. ولكنه باستطاعته أن يتناول وجبة أخرى بسيطة بجانب الحليب. وقد منعني زوجي من الحج بحجة الرضاعة الطبيعية. وأنا لا أريد اصطحابها معي خوفاً عليها من الأمراض وتغير الجو.
اضيفت في - 2009-05-19