تتمة الكلام عن قنوت النوازل، فآمل التكرم ببيان ما يلي حيث أشكل عليَّ ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو على رعل وذكوان وعصية، فأريد بيان الأمر هل يقال في الدعاء: اللهم اهدنا فيمن هديت، ويخرج عن الموضوع وهو الاستنصار للمصابين بالنازلة.؟ وهل يدعى فيه للمسلمين عموماً ويدعى على الكافرين، ويقال: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، ويصلى على النبي صلى الله عليه وسلم.؟
الشيخ : ليس كذلك، القنوت يدعى فيما خص له فقط. فمثلاً : إذا كنا الآن نقنت لإخواننا في كوسوفا ندعو الله تعالى أن ينصرهم على عدوهم وأن يكبت عدوهم. هذا هو الأصل. وإن زاد الإنسان في حمد الله عز وجل والثناء عليه، والصلاة على نبيه والدعاء للمسلمين فلا بأس. لكن لا يطيل. فإن بعض الناس يطيل في القنوت حتى يسأم المصلون وراءه. وهذا غلط. إذا كنا نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أسوتنا وقدوتنا لا يطيل في قنوت النوازل فلنتبعه. نعم.
فضيلة الشيخ! تكلمتم عن الزنا -والعياذ بالله- وأسبابه، وقد كثرت أسباب الزنا وأعظمها المرأة التي حذر النبي صلى الله عليه وسلم من شأنها؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) وقال عليه الصلاة والسلام: ( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ) فهل من كلمة توجيهية في التحذير من هذه الفتنة.؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ : تكلمتم عن الزنا والعياذ بالله، وأسبابه. وقد كثرت أسباب الزنا وأعظمها المرأة التي حذر النبي صلى الله عليه وسلم من شأنها ، كما قال عليه الصلاة والسلام : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ). وقال عليه الصلاة والسلام : ( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ). فهل من كلمة توجيهية في التحذير من هذه الفتنة؟ الشيخ : نعم. الكلمة حول هذا الموضوع : أن نعلم أن الله عز وجل ذو حكمة بالغة. فرَّق بين الرجال والنساء قدراً وفرَّق بينهما شرعاً. أما تفريقه بينهما قدراً فاسأل علماء التشريح للأجساد تجد أن تركيبة المرأة ليست كتركيبة الرجل. بل بينهما اختلاف عظيم. وانظر إلى الفرق التكويني الذي لا يحتاج إلى علماء بين المرأة والرجل. الصوت يختلف. حتى إن بعض الرجال إذا كان صوته يشبه النساء يقولون : فلان صوته كصوت المرأة. وبعض النساء يكون صوتها جهورياً غليظاً كصوت الرجل. فالأول يستنكر والثانية تستنكر ، لأنها خرجت عن مقتضى العادة التي جعلها الله عز وجل للصنفين.كذلك أيضاً في القوة والتحمل والجلد. ولهذا رفع الجهاد عن النساء ، لأنهن لسن أهلاً لذلك. قالت عائشة رضي الله عنها : ( يا رسول الله! هل على النساء جهاد. قال : عليهن جهاد لا قتال فيه ). يعني لا يمكن أن تصمد في القتال. وإذا وجد امرأة نادرة هذا شيء نادر لا حكم له. قال : ( عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة. ). ثم هناك أشياء ثانية لا أود أن أتعرض لها فيما يتعلق بشؤونها الخاصة. الفرق أمر معلوم. ولا أحد ينكر هذا. فرَّق الله بينهما شرعاً. على النساء واجبات ليست على الرجال، وعلى الرجال واجبات ليست على النساء. وإن كان الأصل أن يتساوى الرجال والنساء في أحكام الله. لكن هناك أحكام اقتضت حكمة الرب عز وجل أن تختص بالنساء وأحكام اقتضت حكمة الله أن تكون للرجال. ولو لم يكن من ذلك إلا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للنساء يخاطبهن : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبِّ الرجل الحازم من إحداكن. قالوا : يا رسول الله! ما نقصان ديننا؟ ما نقصان عقلنا؟ قال : أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟) هذا نقص دين. الرجل يصلي ويصوم في رمضان وهي لا تصلي ولا تصوم في هذا الشهر الفضيل. هذا نقصان دين. العقل فقد ضرب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مثلاً بالشهادة. شهادة الرجل عن ايش؟ شهادة امرأتين. شهادة المرأة لا تقبل في الحدود الشرعية. لا تقبل في الزنا. لو أن مائة امرأة شهدت على رجل بأنه زنى لم تقبل. ولو شهد أربعة رجال نعم؟ قبلوا. وأشياء كثيرة شرعية فرَّق الله بها بين الرجل والمرأة. ثم إنه لما كانت فتنة النساء عظيمة حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله كما في الأحاديث التي ذكرها السائل، وبتوجيهه وإرشاده عليه الصلاة والسلام. حيث أمر بابتعاد النساء عن الرجال حتى في مواطن العبادة. قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ). لماذا؟ أجيبوا؟ لأن آخرها أبعد من أولها عن الرجال. فصار خيرها. وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا سلم من الصلاة يبقى قليلاً لا ينصرف من أجل أن ينصرف النساء قبل أن يختلط بهن الرجال. ورويت أحاديث في نهي المرأة أن تحتضن الطريق، يعني : تكون في وسط الطريق ، لئلا تختلط بالرجال. وهذا أمر معروف في الشرع لا يجهله إلا من كان لم يقرأ ما كتبه العلماء رحمهم الله في ذلك. لهذا أقول : إن على الإنسان أن يقي نفسه وأهليه نار جهنم ، بتوجيه النساء إلى ما ينبغي أن يكن عليه من العفة والحياء والتستر والبعد عن الاختلاط بالرجال. بل وعن مخاطبة الرجال على وجه يكون سبباً للفتنة. ولهذا قال الله تبارك وتعالى : (( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ )) إيش؟ (( فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً )).
من أسباب الزنا الظاهرة كثرة السائقين والخدم، ويرى ذلك عند مدارس البنات والأسواق والمناسبات، فما توجيهك يا فضيلة الشيخ.؟ وهل يباح إدخال الخادمة الشابة الصغيرة وحدها في بيت يمتلىء بالشباب المراهقين، أو وجود السائق مع فتيات مراهقات.؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ : من أسباب الزنا الظاهرة كثرة السائقين والخدم. يرى ذلك عند مدارس البنات والأسواق والمناسبات. فما توجيهك يا فضيلة الشيخ؟ وهل يباح إدخال الخادمة الشابة الصغيرة وحدها في بيت يمتلئ بالشباب المراهقين أو وجود السائق مع فتيات مراهقات؟ نرجوا التوجيه. الشيخ : على كل حال هذا ما يحتاج إلى توجيه. مجرد حكاية الواقع يكفي في التوجيه. كل إنسان عاقل يريد هذ. كل إنسان عاقل لا يريد هذا أبداً. ولهذا حرم النبي صلى الله عليه وسلم الخلوة بالمرأة. وقال: ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ). فنصيحتي لأولئك الذين يتهاونون بالخلو أن يتوبوا إلى الله عز وجل، وأن لا يجعلوا السائقين يخلون بالبنات. تجد المرأة الشابة مع سائق أجنبي شاب. نقول: الحمد لله. إذا كنت أنت أيها الأب الكريم تستطيع أن تصحبها فهذا المطلوب وإلا فاجعل معها أحد إخوانها أو معها امرأتين أو ثلاثاً حتى تزول الخلوة. نعم.
أنا امرأة كنت متزوجة من رجل، وهذا الرجل جامعني في نهار رمضان عدة مرات وكنت جاهلة بهذا الأمر، فحزنت وذهبت إلى أهلي ثم رجعت إليه وبعد ذلك طلقني وهذا من عدة سنوات، أي: أكثر من عشر سنوات، وقد جلست معه سنة واحدة، فهل عليَّ شيء في ذلك.؟
السائل : تقول السائلة : أنا امرأة كنت متزوجة من رجل. وهذا الرجل جامعني في نهار رمضان عدة مرات وكنت جاهلة بهذا الأمر. فحزنت وذهبت إلى أهلي ثم رجعت إليه وبعد ذلك طلقني وهذا من عدة سنوات. أي : أكثر من عشر سنوات. وقد جلست معه سنة واحدة. فهل عليَّ شيء في ذلك؟ الشيخ : إذا كانت هذه السائلة لا تدري أن الجماع حرام ، كالأكل والشرب فليس عليها شيء لا قضاء ولا كفارة. لكن ظني أن هذا بعيد، يعني بعيد أن تجهل المرأة أو الرجل أن جماع الصائم حرام. أما إذا كانت تعلم أنه حرام ولكن لا تدري ماذا يجب عليها إذا فعلت فهي آثمة وعليها الكفارة : وهي عتق رقبة، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطع فإطعام ستين مسكيناً. قال أهل العلم : وإذا تكرر هذا في أيام فعليها لكل يوم كفارة. نعم. السائل : يقول فضيلة الشيخ : يدركنا وقت صلاة الظهر ونحن في المدرسة. فما رأيك يا فضيلة الشيخ أن نجعل خروج الدرس الأخير بالأذان بدلا من الجرس، حتى لا يحدث تشبه بالنصارى. ويكون هو نهاية الحصة؟ الشيخ : المرجع في هذا إلى المسؤولين عندكم، مدير المدرسة، ثم مدير التعليم، ثم وكالة الوزارة، ثم الوزارة. نعم.
ظهرت في الآونة الأخيرة أحذية نسائية تشبه من الأمام حذاء الرجل ذات إصبع ومن الخلف والأسفل بحذاء النساء، فما حكمها.؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ : ظهر في الآونة الأخيرة أحذية نسائية تشبه من الأمام حذاء الرجل ذات إصبع ومن الخلف والأسفل بحذاء النساء. فما حكمها؟ الشيخ : هذه تصلح للخنثى الذي لا يدرى أذكر هو أم أنثى. إذا كان ظاهرها يشبه حذاء الرجل، وأن الإنسان لو وجدها لظن أنها حذاء رجل فإنه لا يجوز أن تلبسها المرأة. كما أن الرجل لو وجد حذاءً ظاهره من حذاء النساء وأسفله وعرقوبه من حذاء الرجال فإنه لا يجوز أن يلبسه ، لأن العبرة بالظاهر. فنصيحتي لأخواتي : أن لا يلبسن هذا لأن الأمر خطير. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه ( لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ). نعم.
ذكرتم يا فضيلة الشيخ في أحد اللقاءات الماضية: أن الرجل إذا خرج مسافة عشرين كيلو تقريباً فله قصر الصلاة، بشرط أن يجلس يومين فأكثر. فهل الشخص إذا كان لا يرى ذلك وخرج مع أناس يقصرون الصلاة يتم هو، أم يعتبر مخالفاً للجماعة.؟
السائل : يقول: ذكرتم يا فضيلة الشيخ في أحد اللقاءات الماضية : أن الرجل إذا خرج مسافة عشرين كيلو تقريباً فله قصر الصلاة بشرط أن يجلس يومين فأكثر. فهل الشخص إذا كان لا يرى ذلك وخرج مع أناس يقصرون الصلاة يتم هو أم يعتبر مخالفاً للجماعة؟ الشيخ : لا بأس أن يتم. ما دامت المسألة خلافية وهو يرى أنه لا يحل له القصر فليصل وراء الإمام الذي يقصر وإذا انتهت صلاته -أي الإمام - قام وأتى بركعتين. وفي هذه الحال إذا كان الذي يرى عدم جواز القصر أقرأ القوم فليكن هو إمامهم. وإذا كان هو إمامهم لزم الجميع أن يتموا ، لأن المسافر إذا صلى خلف الإمام المتم وجب عليه الإتمام. نعم.
السائل : يقول فضيلة الشيخ : هل تجوز التهنئة بدخول العام الجديد؟ الشيخ : لا أعلم لها أصلاً من السنة ولا من عمل السلف. بل هي عادة. فأنت لا تفعل. ولكن من هنأك فجاوبه ، لأنه ما هنأك إلا محبةً فيك وسروراً بدخول العام الجديد. فمن هنأك فهنئه. ومن لم يهنئك لا تبتدئه. نعم.
امرأة مصابة بمرض يجعل شعرها يتساقط إذا غسلته بالماء، فماذا تفعل: هل تترك الغسل من الحيض والجنابة، أم ماذا.؟
السائل : امرأة مصابة بمرض يجعل شعرها يتساقط إذا غسلته بالماء. فماذا تفعل : هل تترك الغسل من الحيض والجنابة أم ماذا؟ الشيخ : لا لا بد أن تغتسل للحيض والجنابة. وتساقط الشعر من الماء لا شك أنه داء ومرض. وما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء. فلتراجع الأطباء فلعلهم يجدون شيئاً يمسك الشعر إذا مر عليه الماء. وأخشى أن تكون هذه المرأة معها شيء من الوسواس. وأنها تحك رأسها بقوة وشدة عند الاغتسال ويتساقط الشعر. نعم.
إذا كبر الإمام تكبيرة الإحرام ثم ذكر أنه ليس على طهارة، فرجع فقدم الذي خلفه والذي خلفه لم يكبر تكبيرة الإحرام بعد، والذين بجواره صغار لم يقدمهم لأنهم في المدرسة، فماذا عليه.؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ : إذا كبر تكبيرة الإحرام الإمام، ثم ذكر أنه ليس على طهارة. فرجع فقدم الذي خلفه والذي خلفه لم يكبر تكبيرة الإحرام بعد. والذين بجواره صغار لم يقدمهم لأنهم في المدرسة. فماذا عليه؟ الشيخ : نعم. الصورة معروفة عندكم؟ رجل تقدم ليصلي بالجماعة وذكر أنه ليس على وضوء. نقول : يجب عليه الانصراف ولا يستحيي. فإن الله تعالى لا يستحيي من الحق. ثم إذا كان وراءه من يمكن أن يصلي بالقوم جذبه وقدمه. وقال : أكمل بهم. وإذا كان وراءه من لا يصلح أن يكون إماماً فليقل لهم: كل واحد يصلي على انفراده. نعم.
أنا شاب في التاسعة عشرة من العمر مبتلىً بالعادة السرية، كلما تبت إلى الله تغلبني الشهوة، وأقع في هذه العادة السيئة، فما نصيحتك لي.؟ وهل هذه العادة من قبيل الزنا.؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ : أنا شاب في التاسعة عشرة من العمر مبتلىً بالعادة السرية. كلما تبت إلى الله تغلبني الشهوة وأقع في هذه العادة السيئة. فما نصيحتك لي؟ وهل هذه العادة من قبيل الزنا؟ الشيخ : نعم. نصيحتي لك : أن تكسر شوكة الشيطان. كلما حدثتك نفسك فتلهَّ عن ذلك وأعرض واسأل الله تعالى الإعانة. فإن غلبتك نفسك فتب إلى الله. والله تعالى لا يمل حتى تمل.كلما غلبتك نفسك وعجزت وفعلت فباب التوبة مفتوح الحمد لله. لكن حاول أن تتصدد عنه وأن تبتعد عنه. ولقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء ). أسأل الله تعالى أن يهيئ لشبابنا زوجات صالحات ، وأن يرخص المهور حتى تكون الواحدة بكم؟ لا. بعشرة آلاف أو عشرين ألفاً بشيء معقول. والآن الحمد لله حسب علمي أن الناس قصدي بدءوا يخففون المهور والحمد لله. والمستقبل سيكون خيراً من الماضي بإذن الله عز وجل. آخر سؤال. لدينا كتبا الآن رسائل صغيرة سنوزعها إن شاء الله عليكم. ولعلها تكون كثيرة تعم الجميع. ومن كان أخذ من قبل فإنه لا يحل له أن يأخذ منها. آخر سؤال عندك وإلا نختم ونبدأ في التوزيع. نعم.
ما قول فضيلتكم في هذه الأوراق التي تنشر بين المسلمين ويصدقها الناس، وهذه بعضها كوصية أحمد خادم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم.؟
السائل : ... . الشيخ : هاتان ورقتان يكثر نشرهما ولهما نظائر وكلها كذب. الأول يقول: من الشيخ أحمد حامل مفاتيح حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. المهم هذه الوصية، أنه كان يقرأ القرآن في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي تلك اللحظة غلبني النوم إلخ. هذه الوصية كذب ليس لها أصل، ولا يحل لأحد أن يوزعها. ومن رآها توزع فلينصح من يوزعها بكف التوزيع. والعجب أن محمد رشيد رضا رحمه الله صاحب المنار يقول : إنها كانت موجودة في عهده في زمن الطلب. يعني : لها الآن أكثر من مائتين سنة وهي يتداولها الناس. الثانية يقول : عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه يبكي بكاءً شديداً. فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي! ليلة أسري بي- نعم - يا علي! ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساءً من أمتي في عذاب شديد. فأنكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن. هذا أيضاً كذب ليس بصحيح. وهذا يقول في آخرها : كل من يقرأ هذا عليه جزاه الله خيراً أن يصورها ويوزعها على أصدقائه. أقول : كل من يقرأ هذا عليه أن يمزقها وأن يحذر منها ، لأنها كذب. ولها نظائر كثيرة ودائما أتكلم فيها. لكن أقول: احذروا هذه المنشورات. وإذا وجدتم منشوراً اعرضوه على العلماء عندكم حتى يبينوا الحق. والله الموفق.
هناك مسألة تشكل على كثير من الناس، وهي مسألة العدل بين الأولاد ذكوراً كانوا أم إناثاً، نرجو توضيح هذه المسألة من ناحية شراء السيارة أو الزواج، ما الفرق بين قوله: الهبة أو الهدية أو العطية أو النفقة.؟ وما حكم الوصية بذلك، أن يوصي الأب بمال يكون لأحد من الأبناء عندما يبلغ فيحتاج للزواج مثلاً.؟ وإذا لم يوص هل للأولاد التصرف بالمال بذلك بعد اتفاقهم وتراضيهم.؟
السائل : يقول فضيلة الشيخ : هناك مسألة تشكل على كثير من الناس. وهي مسألة العدل بين الأولاد ذكوراً كانوا أم إناثاً. نرجو توضيح هذه المسألة من ناحية شراء السيارة أو الزواج. ما الفرق بين قوله: الهبة أو الهدية أو العطية أو النفقة؟ وما حكم الوصية بذلك : أن يوصي الأب بمال يكون لأحد من الأبناء عندما يبلغ فيحتاج للزواج مثلاً؟ وإذا لم يوص هل للأولاد التصرف بالمال بذلك بعد اتفاقهم وتراضيهم؟ نرجو توضيح هذه المسألة وما يرد عليها من إشكالات. بارك الله في علمك ونفع بك. الشيخ : طيب. يقول بشير بن سعد الأنصاري رضي الله عنه : إن أباه نحله نِحلة إما غلاماً وإما بستاناً. فقالت أمه لزوجها : لا أرضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. فذهب ليشهد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. فقال : ( أشهد على هذا غيري. فإني لا أشهد على جور ). فتبرأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم. لما سأله : ( ألك بنون؟ قال: نعم. قال: أكلهم أعطيتهم مثل هذا؟ قال: لا. قال: لا أشهد على جور . فلا يجوز للإنسان أن يخص أحداً من أولاده بشيء دون الآخرين إلا مسألة النفقة. فالعدل فيها أن يعطي كل إنسان ما يستحقه. وهذا يختلف. الكبير يحتاج إلى ثياب طويلة واسعة والصغير دون ذلك. هل نقول : إذا أعطيت الصغير ثوباً وأعطيت الكبير ثوباً أعط الصغير الفرق بين الثوبين؟ لا ، لأن الإنفاق من كسوة وطعام وشراب وفراش تابع للحاجة. فالعدل بين الأولاد فيه أن تعطي كل إنسان ما يحتاج. التزويج من النفقة أو لا؟ أجيبوا يا جماعة. من النفقة. إذا احتاج أحدهم إلى زوجة زوجه. الآخرون لم يحتاجوا لا تزوجهم ولا تعطهم مهراً ، لأن الأول زوجته لدفع حاجته. طيب وهل يوصي الإنسان بعد موته أن يعطى أولاده الصغار الذين لم يبلغوا مثل ما أعطي الكبار الذين زوجهم؟ لا. لا يجوز أن يوصي. ولو أوصى فالوصية باطلة مردودة. لكن لو أن الورثة فيما بعد أرادوا أن يعطوا إخوانهم الصغار شيئاً فلا حرج. والله الموفق. طيب. نعم. السائل : جزى الله والدنا وشيخنا خير الجزاء وجمعنا جميعا في مستقر رحمته. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد. الشيخ : الآن نرجوا منكم جزاكم الله خير أناس يتولون التوزيع.
تتمة الشريط ببعض الأسئلة: أولا: هل ما نزل بإخواننا في كوسوفا يعد من النوازل التي يقنت فيها.؟
السائل : من المعلوم يا فضيلة الشيخ أنه يجوز الدعاء في صلاة الفريضة إذا نزلت بالمسلمين نازلة. فهل ما جرى لإخواننا في كوسوفا يسمى نازلة. الشيخ : يعني القنوت؟ السائل : - القنوت نعم -. وهل يجوز الدعاء الآن وبماذا يدعو؟ يقصد القنوت والدعاء الظاهر. الشيخ : نعم. أما الدعاء لهم لإخوننا المسلمين في كوسوفا فإنهم من حقهم علينا أن ندعو الله لهم في السجود في الفريضة والنافلة ، بعد التشهد في الفريضة والنافلة ، بين الأذان والإقامة ، آخر الليل ، في كل وقت تكون به الإجابة حرية. وأما القنوت فأمره إلى ولي الأمر. إذا أذن في القنوت ، قنتنا وإلا فلا ، لأن أصل القنوت إنما يتولاه ولى الأمر السلطان الذي له سُلطة عامة على الناس. ولهذا قال فقهاء الحنابلة - رحمهم الله - إذا نزلت بالمسلمين نازلة فإنه لا يقنت إلا السلطان فقط. يعني: بالنسبة للمملكة، فهد بن عبد العزيز. غيره ما يقنت. قالوا : لأن النبي صلى الله عليه وسلم قنت ولم يقنت أحد من المساجد سوى مسجده ، ولأن الإمام هو ولى أمر المسلمين ولاية عامة. وأما أفراد الأئمة في مساجدهم فلا يقنتوا أبدا. لكن الصحيح : أن كل أحد يقنت لأنه دعاء. ولكن القنوت في المساجد لا يكون إلا بعد إذن ولاة الأمور لئلا تحصل الفوضى. كيف الفوضى؟ أن يعتقد بعض الأئمة أن هذه النازلة البسيطة - يعني: السهلة - نازلة فيقنت، وهو غير مشروع أو تكون النازلة شديدة يسن فيها القنوت. فيقنت بعض وبعض لا يقنت. فيتهم الذي لا يقننت بأنه لا يحب المسلمين مثلاً، ويحصل فوضى ونزاع بين الناس. هؤلاء يقولون : إمامنا قنت وهؤلاء يقولون: إمامكم مبتدع. فيحصل الفوضى. فإذا جاء الأمر من ولاة الأمور، اتفق الناس. والدعاء والحمد لله مفتوح بابه في كل وقت. إذن : ندعوا لهم ولكن لا نقنت إلا بعد أن يأتينا الأمر بالقنوت.
ثانيا: ما حكم التهنئة بالعام الجديد وهل هناك دعاء يقال فيه.؟
السائل : فضيلة الشيخ : ماحكم التهنئة بالعام الجديد. وهل هناك دعاء خاص يقال عند دخول العام الجديد؟ الشيخ : التهنئة بالعام الجديد ليست سنة ، لأن أصل مبدأ العام الجديد إنما كان في زمن من؟ من يا إخوننا؟ في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. لما اتسعت البقعة الإسلامية، كانت تأتيه الكتب غير مؤرخة فجمع الناس وقال لا بد من تاريخ. وكان الناس فيما سبق يؤرخون بعام الفيل، العام الذي أهلك الله فيه أصحاب الفيل. ثم لما جاء الإسلام ترك هذا. احتاج الناس إلى التاريخ. فجمع عمر الصحابة وسألهم، فاختلفوا.بعضهم قالوا نبدأ بربيع الأول. لماذا ياجماعة؟ نعم؟ لأنه الشهر الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ، والشهر الذي بدأ فيه الوحي ، والشهر الذي هاجر فيه إلى المدينة ، فقالوا نبدأ من ربيع الأول. ولكن الأكثر قالوا نبدأ من محرم ، لأن محرم أحد الأشهر الحُرم. والأشهر الحُرم كم؟ أربعة : ذو القعدة وذو الحجة، ومحرم ورجب. قالوا نبدأ من محرم ، لأنه أحد الأشهر الحُرم ، ولأن الناس ينصرفون فيه من الحج الذي هو آخر أركان الإسلام. فاستقر الرأي على أن يبدؤوا العام من محرم. ولهذا لم تأت السنة بالتهنئة به. لكن لا تبدأ الناس بالتهنئة به. ومن هنأك به فرد عليه. كيف يهنئك به؟ ماذا يُقال؟ من؟ نعم. إذا قال لك كل عام وأنت بخير؟ الجواب نعم؟ وأنت مثله. هذا الجواب. أي نعم.