سلسلة اللقاء الشهري-69a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
وقفات في استقبال العام الدراسي الجديد.
الشيخ : الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أرسله الله تعالى على حين فترة من الرسل ، وانطماس من السبل ، أرسله بدين كامل منظم للخلق في عباداتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم وأحوالهم، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين. حتى في آخر حياته عليه الصلاة والسلام وهو يوصي أمته : ( الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم ). فلم يدع وقتاً ولا لحظة إلا وهو يرشد أمته للخير. بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين. فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد : فهذا هو اللقاء الشهري الذي يتم في الجامع الكبير في مدينة عنيزة. يتم في هذه الليلة ليلة خمس وعشرين من شهر جمادى الأولى عام 1420هـ. فنسأل الله عز وجل الذي يسر مثل هذه اللقاءات أن يجعلها لقاءات مباركة نافعة. اللهم اجعلها لقاءات مباركة نافعة لنا ولإخواننا المستمعين ولإخواننا الذين يسمعون. وما دمنا في استقبال عام دراسي جديد كما ذكر ذلك أخونا الشيخ محمود بن عبد العزيز الصايغ وهو معلوم فإن من الأجدر والأولى أن نتكلم فيما ينبغي أن نستقبل هذا العام الجديد به. فنقول : هذا العام كغيره من الأعوام يدخل حقل التعلم الصغار والكبار ، من أولى ابتدائي إلى آخر الجامعة والدراسات العليا. كل واحد منهم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : كل واحد يغدو يخرج في الغداة ( فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ). إن علينا في استقبال هذا العام أن نلاحظ الملاحظات الآتية :
أما بعد : فهذا هو اللقاء الشهري الذي يتم في الجامع الكبير في مدينة عنيزة. يتم في هذه الليلة ليلة خمس وعشرين من شهر جمادى الأولى عام 1420هـ. فنسأل الله عز وجل الذي يسر مثل هذه اللقاءات أن يجعلها لقاءات مباركة نافعة. اللهم اجعلها لقاءات مباركة نافعة لنا ولإخواننا المستمعين ولإخواننا الذين يسمعون. وما دمنا في استقبال عام دراسي جديد كما ذكر ذلك أخونا الشيخ محمود بن عبد العزيز الصايغ وهو معلوم فإن من الأجدر والأولى أن نتكلم فيما ينبغي أن نستقبل هذا العام الجديد به. فنقول : هذا العام كغيره من الأعوام يدخل حقل التعلم الصغار والكبار ، من أولى ابتدائي إلى آخر الجامعة والدراسات العليا. كل واحد منهم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : كل واحد يغدو يخرج في الغداة ( فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ). إن علينا في استقبال هذا العام أن نلاحظ الملاحظات الآتية :
إخلاص النية لله عز وجل في الدراسة.
الشيخ : أولاً : ما الذي جاء بنا إلى حقل التعليم من مدرسة أو معهد أو جامعة؟ ما الذي جاء بنا؟ هل نحن جئنا لننال حظاً من الدنيا أو جئنا لننال حظاً من الدين؟ يختلف الناس. بعض الناس لا يأتي إلا من أجل أمر الدنيا. وبعض الناس يأتي لأمر الدين، ليتعلم أمور الدين فيقيم نفسه ثم يقيم غيره. ولا غرو ولا عجب في هذا. فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ). وهذا مثال وإلا فجميع الأعمال على هذا المنوال. الذي يريد أن يتعلم الدين ليعمل به ويعلِّم الناس هل يفوته شيء من العلم؟ الجواب : لا. والذي يتعلم للدنيا إن لم يفته شيء من العلم وصار كالأول فقد اختلفا اختلافاً عظيماً في الثواب والأجر. لذلك أحث إخواني طلبة العلم أن تكون نيتهم خالصةً لله. وأعني بذلك : طلبة العلم الشرعي ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( من طلب علماً مما يبتغى به وجه الله يريد عرضاً من الدنيا لم يرح رائحة الجنة ). والعياذ بالله. وتأمل قوله : ( مما يبتغى به وجه الله ) لأن العلوم أنواع. فما هي العلوم التي يبتغى بها وجه الله؟ أجب. أجب. العلوم الشرعية التي يحيا بها دين الله عز وجل. أما الأمور الدنيوية كعلوم الحساب والهندسة وما أشبهها فهذه للدنيا من أصلها وفرعها. عليك يا أخي بالإخلاص لله عز وجل في طلب العلم. يقول بعض الناس : إنكم إذا قلتم هذا منعتمونا من دخول المدارس والمعاهد والجامعات التي تمشي على النظام. يتدرج فيها الإنسان حتى يصل إلى الغاية ، لأن كثيراً من الناس يريدون أن يقرؤوا ليأخذوا الشهادة. فما الحل؟ أنترك هذه المدارس ونقول : عليكم بالدراسة في المساجد وفي البيوت. اتر كوا. أما هذه المدارس والمعاهد والجامعات فاتركوها أم نصحح النية ونقرأ في هذه الجامعات؟ أيهما أولى يا جماعة. الثاني أن نصحح النية. وكيف تصحيح النية؟ استمع. من المعلوم في الوقت الحاضر أن الإنسان لا يمكن أن يرتقي إلى مكان ينفع به الناس إلا إذا كان معه؟ الأخ. أنت أي نعم قم. لا يمكن أن يرتقي إلى منزلة ينفع بها الناس إلا إذا كان معه؟ شهادة. ولهذا إذا قال : ليس معي شهادة ركلوه. فإذا طلبت العلم في هذه المدارس والمعاهد والجامعات من أجل أن تنال الشهادة التي ترتقي بها إلى مكان تنفع الناس به. فهل هذه النية نية صحيحة يثاب عليه العبد أو نية فاسدة؟ الجواب : الأول لا شك. الأول. فأنت يا أخي : ادخل المدارس ادخل المعاهد ادخل الجامعات بنية أنك تريد شهادة تتمكن بها من نفع الناس، تكون مديراً ، تكون وزيراً ، تكون أستاذاً ، -لأنه ما في مرتبة - ليس فيه مرتبة كهذه إلا إذا كان معاك الشهادة.
التحلي بالأخلاق الفاضلة.
الشيخ : ثانياً : أحث طالب العلم على التخلق بالأخلاق الفاضلة ، لأنه لا فائدة للعلم إلا أن تعمل به. ولهذا قال الله عز وجل : (( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )) وهذا العلم (( مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )). لا بد أن يكون طالب العلم على خلق . أسأل الله أن يهديني وإياكم لأحسن الأخلاق والأعمال، أن يكون على خلق فاضل طيب حتى إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ). احرص غاية الحرص على حسن الخلق. ومن حسن الخلق أنك إذا لقيت صاحبك فسلم عليه. إذا لقيته فسلم عليه. قل : سلام عليك، لأن هذا من الأخلاق الفاضلة. وقد حث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الأخلاق الفاضلة وعلى السلام بالذات. فقال في حق المسلم على أخيه : ( إذا لقيته - إيش- فسلم عليه) ( إذا لقيته فسلم عليه ). وقال صلى الله عليه وسلم : ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ). أظهروه أعلنوه أكثروا منه. (أفشوا السلام بينكم ). حتى كان بعض السلف يدخل إلى السوق ليسلم على الناس. كيف يدخل ليسلم؟ نعم. أليس الناس يدخلون السوق ليربحوا؟ الجواب : بلى. هذا يدخل ليربح ، لأنه إذا سلم مرة كان له عشر حسنات. هذا ربح عظيم ، فمن الخلق أن تسلم على من لقيت من المسلمين. وأما من غير المسلمين لا تسلم عليهم ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن نبدأ اليهود والنصارى بالسلام وغيرهم كذلك. فإذا قال قائل : إذا لقيت شخصاً هو أصغر مني هل أبدؤه بالسلام أو أقول : أنا أحق منه أن يبدأني بالسلام؟ الأول وإلا الثاني؟ الأول يا إخواني. لا تأخذك العزة بالإثم تقول : أنا الأكبر لي الحق. فقد كان من خلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يبدأ من لقيه بالسلام مع أنه أشرف الخلق وأعظم الخلق حقاً على الخلق. ومع ذلك يبدأ من لقيه بالسلام. لا تقل : والله أنا لي خمسين سنة. وهذا ما له إلا ثلاثين سنة. هو اللي يبدأ! لا. ابدأ أنت لك الأجر ولك الأسوة الحسنة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فالسلام إذن من الأخلاق الفاضلة ومن السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. هل يكفي من السلام أن تقول : مرحباً وأهلاً؟ الأخ.
الطالب : لا يكفي.
الشيخ : لا يكفي. لا إلى أن الآن ما وصلني الرد. إلى الآن في الابتداء. انتظر انتظر. هل يكفي أن يقول لمن لقيه مرحبا بأبي فلان؟ لا يكفي. لماذا؟ ما وصلني الرد يا رجل. هذا الابتداء. هل تقول إذا لقيت واحد مرحبا بأبي فلان؟ هل يكفي؟ ما يكفي لأن الله تعالى ذكر السلام. وقال نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا لقيته فسلم عليه ). أحسنت. تمام. إذا قال : أهلا وسهلاً بأبي فلان. الجواب: لا. بد أن تقول: عليك السلام. ثم ترحب. من الأخلاق الفاضلة التي ينبغي لطالب العلم أن يتصف بها : مساعدة إخوانه إذا احتاجوا للمساعدة سواء كان في مال يقرضه إياه أو في طعام يحمله له أو في ورقة يعينه على نقلها. المهم أن تعينه كلما احتاج إلى معونتك ، لأن ذلك صدقة . كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( تعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ). احرص على نفع إخوانك. واعلم أن الجزاء من جنس العمل. إذا أحسنت إلى إخوانك أحسن الله إليك. إذا أحسنت إلى إخوانك أحسن الله إليك. وأيهما أعظم : أن تحسن أنت إلى أخيك أو أن يحسن الله إليك؟ الثاني أو الأول؟ الثاني. الثاني يا أخي. وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( الله في عون العبد -إيش؟- ما كان العبد في عون أخيه ). ماهي ما دام. ( ما كان العبد في عون أخيه ). يعني : أن عون الله للإنسان كعونه لأخيه. ولا تظن أن طلب المعونة إنما يجاب إذا كان من زملائك. لا تظن هذا. بل هذا وغيره أيضاً حتى مثلا من الجيران. لو أن أحداً طلب منك أن تعينه فأعنه ، فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
الطالب : لا يكفي.
الشيخ : لا يكفي. لا إلى أن الآن ما وصلني الرد. إلى الآن في الابتداء. انتظر انتظر. هل يكفي أن يقول لمن لقيه مرحبا بأبي فلان؟ لا يكفي. لماذا؟ ما وصلني الرد يا رجل. هذا الابتداء. هل تقول إذا لقيت واحد مرحبا بأبي فلان؟ هل يكفي؟ ما يكفي لأن الله تعالى ذكر السلام. وقال نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا لقيته فسلم عليه ). أحسنت. تمام. إذا قال : أهلا وسهلاً بأبي فلان. الجواب: لا. بد أن تقول: عليك السلام. ثم ترحب. من الأخلاق الفاضلة التي ينبغي لطالب العلم أن يتصف بها : مساعدة إخوانه إذا احتاجوا للمساعدة سواء كان في مال يقرضه إياه أو في طعام يحمله له أو في ورقة يعينه على نقلها. المهم أن تعينه كلما احتاج إلى معونتك ، لأن ذلك صدقة . كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( تعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ). احرص على نفع إخوانك. واعلم أن الجزاء من جنس العمل. إذا أحسنت إلى إخوانك أحسن الله إليك. إذا أحسنت إلى إخوانك أحسن الله إليك. وأيهما أعظم : أن تحسن أنت إلى أخيك أو أن يحسن الله إليك؟ الثاني أو الأول؟ الثاني. الثاني يا أخي. وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( الله في عون العبد -إيش؟- ما كان العبد في عون أخيه ). ماهي ما دام. ( ما كان العبد في عون أخيه ). يعني : أن عون الله للإنسان كعونه لأخيه. ولا تظن أن طلب المعونة إنما يجاب إذا كان من زملائك. لا تظن هذا. بل هذا وغيره أيضاً حتى مثلا من الجيران. لو أن أحداً طلب منك أن تعينه فأعنه ، فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
المثابرة في طلب العلم والمصابرة عليه.
الشيخ : ومما ينبغي لطالب العلم إذا كان يريد العلم حقيقة أن يثابر على العلم ، يعني يداوم عليه ويصبر ولا يمل ، لأن العلم صعب. والعلم إن أعطيته كلك أدركت - إيش؟ - بعضه. وإن أعطيته بعضك لم تدرك منه شيئاً. اجتهد في المراجعة، اجتهد في المناقشة مع إخوانك بنية الوصول إلى الحق. اجتهد في تعاهد ما حفظت من العلم. إذا قرأت تاريخ العلماء رحمهم الله تعجبت. كيف يصبرون هذا الصبر على طلب العلم؟ مع أنه ليس هناك كهرباء ، ولا أدوات كتابية سهلة، صعبة. الأشياء في ذلك الوقت صعبة. مع ذلك يبقون كل الليل يراجعون على قنديل يكادون لا يبصرون ما يقرؤون. لكنهم جادون ، لأنهم يعلمون أنهم في جدهم وطلبهم للعلم كالمجاهدين في سبيل الله عز وجل. ليس عملاً ضائعاً بل هو كالجهاد في سبيل الله. واسمع إلى قول الله تبارك وتعالى : (( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً )) ما الآية؟ الأخ أنت إي نعم. ما تعرف! طيب. (( مَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا )) يعني: في الجهاد، ((كافة )) لا يمكن هذا. لماذا؟ لأنه لو نفروا كافةً في الجهاد تعطلت شعائر الإسلام. ولهذا قال : (( فَلَوْلا نَفَرَ )) ومعنى (( لولا )) : هلَّا. (( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ )) يعني وقعدت طائفة (( لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ )) من الذين يتفقهون في الدين؟ النافرون أو القاعدون؟ القاعدون. (( لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )). فانظر كيف جعل الله التفرغ لطلب العلم معادلاً لإيش؟ للجهاد في سبيل الله. إذن أنت يا طالب العلم مجاهد في سبيل الله. وحاجة الناس إلى العلم أشد من حاجتهم إلى الجهاد ، لأن الجهاد في ناحية خاصة وعمل خاص. لكن العلم في كل نواحي الحياة. العلم يعرف الإنسان به بعقيدته في ربه عز وجل، يعرف كيف يتطهر، كيف يتوضأ ، كيف يصلي ، كيف يزكي ، كيف يصوم ، كيف يحج ، كيف يجاهد. ومن ورثة الأنبياء؟ المجاهدون أو العلماء؟ الثاني. العلماء هم ورثة الأنبياء. إذا ورثوا الأنبياء في العبادة والخلُق والمعاملة والدعوة. إذا قاموا بهذا فقد ورثوا الأنبياء. أما العالم الذي لا يعمل بعلمه فليس بوارث للأنبياء. إذا لم تعمل فلست من ورثة العلماء. ولكن اعلم أنك ربما تطلب العلم وتتساهل في العمل به. لكن كلما طلبت العلم ازددت رغبةً فيما عند الله وحينئذٍ إيش؟ تعمل بالعلم. ولهذا قال بعض أهل العلم : طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله. سبحان الله! فالعلم الشرعي كله خير. فاعمل به تفز بربحه.
المثابرة في طلب العلم والمصابرة عليه.
الشيخ : ولعل ما ذكرناه من التوجيه بالنسبة لطلب العلم كافٍ. بقي النظر : البنون والبنات لهم راعٍ يرعاهم. إذا كانوا صغاراً من راعيهم؟ نعم أبوهم أو أخوهم الأكبر. ( الرجل راعٍ في أهل بيته ومسؤول عن رعيته ). فيجب على ولاة الأمور رعاة البيوت أن يحملوا أهليهم على عبادة الله عز وجل ، وعلى الحرص في طلب العلم ، وأن يشجعوا الأولاد. يقول : تعال يا بني! ويش حفظت اليوم؟ اقرأ عليَّ ما حفظت ، حتى يتشجع ويعلم أن وراءه من يتابعه. وكذلك يقال في البنات. شجعهم، احملهم على العلم، احملهم على العمل به. ألَّف قلبك إلى قلوبهم. لا تكن كبعض الآباء يكون في بيته كالخشبة المسندة لا يحرك ساكناً. فإن الإنسان مسؤول. أسأل الله أن يعينني وإياكم على أداء الأمانة، مؤتمن على أهله . لا بد أن يسأل: أين ذهبت يا ولدي؟ ماذا قال لك المدرس؟ ما هي دروسك؟ يشجعه.
دور المدرسين في تربية الطلاب.
الشيخ : وكذلك أيضاً بالنسبة لرعاة التلاميذ في المدرسة. من هم؟ الأساتذة المدرسون المدراء هم رعاتهم. يجب عليهم أن يقوموا بما هو أصلح من حسن التعليم ، وقوة الملاحظة ، والحزم ، حتى لا يفوت الوقت على الطلاب. ويجب على الأساتذة أن يظهروا أمام الطلاب مظهراً جميلاً يرغبهم في الخير. بعض المدرسين يدخل الفصل عابس الوجه مقطباً لا يريد من أي طالب أن يسأل ولا أن يناقش. بل تجده إذا ناقشه أحد من الطلبة زجره ووبخه ، لأنه ليس عنده علم فيخجل. إن أجاب بالخطأ فضح نفسه. وإن سكت فضح نفسه. ولكنه ينتهر الطالب يقول : اسكت اقعد. والطالب إذا انتهره الأستاذ مرة فإنه سوف يستحسر ولا يسأل. والذي ينبغي للمدرس أن يكون قوياً من غير عنف ، حليماً من غير ضعف ، حتى تستقيم له حياته مع تلاميذه. وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك. أشهد أن لا إله إلا أنت. أستغفرك وأتوب إليك.
وإلى الأسئلة، نسأل الله أن يوفقنا فيها إلى الصواب.
الطالب : جزى الله والدنا خير الجزاء ونفعنا بما سمعنا.
وإلى الأسئلة، نسأل الله أن يوفقنا فيها إلى الصواب.
الطالب : جزى الله والدنا خير الجزاء ونفعنا بما سمعنا.
من الملاحظ على مدارس البنات كثرة السائقين من المسلمين والكفار وأشكالهم عجيبة في التجمل، يقفون قريباً من أبواب المدارس وقد يكون معه محرم أو لا يكون إلا طفلاً صغيراً أو لا يوجد أحد معه. ثانياً: المعلمات يلبسن ملابس مخالفة للحشمة والتستر .. فتحات وشفاف وضيق، فما توجيه فضيلة الوالد في ذلك.؟
السائل : سائل يقول فضيلة الشيخ : من الملاحظ على مدارس البنات كثرة السائقين من المسلمين والكفار وأشكالهم عجيبة في التجمل. يقفون قريباً من أبواب المدارس وقد يكون معه محرم أو لا يكون إلا طفلاً صغيراً أو لا يوجد أحد. ثانياً : المعلمات يلبسن ملابس مخالفة للحشمة والتستر، فتحات وشفاف وضيق. فما توجيه فضيلة الوالد في ذلك؟
الشيخ : نعم. أقول : إن الواجب على من يحمل النساء من طالبات أو معلمات أو موجهات أو مديرات أن يتقي الله في نفسه ، وأن يبتعد عن أسباب الفتنة. ومن الفتنة : أن يخرج بأجمل ما يكون من اللباس وأحسن ما يكون من الهيئة. وكأن هذا اليوم ليلة عرسه. وربما ينثر على نفسه من الطيب ما تفتتن به المرأة. هذا ما أنصحه لله عز وجل. فإن تيسر أن يعرف الأمر من نفسه وإلا فالواجب أن يرفع أمره إلى المسؤولين ويمنع. ولقد كانت الرئاسة العامة لتعليم البنات كانت تفعل هذا. إذا رأت من أحد ما ينِمُّ عن فعل ما يفتتن به النساء فصلته. وهذا هو الواجب. وهي مشكورة إذا قامت بهذا. أما بالنسبة للنساء فلا يحل للمرأة أن تركب وحدها مع السائق حتى لو كان بينها وبين المدرسة مسافة قريبة لا يحل لها ذلك ، لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. وما الذي يمنع أن يكون بينه وبينها كلام يَنِمُّ عن بلاء؟ قد لا يكون هذا في أول يوم ولا في ثاني يوم. لكن مع كثرة الإمساس يقل الإحساس، ويتدرج مع المرأة شيئاً فشيئاً. لو لم يكن من ذلك إلا أنه يتلذذ بصوتها وتثور شهوته. والإنسان بشر. فلا يجوز للمرأة مهما كانت ومهما كان السائق أن تنفرد معه في السيارة.
الشيخ : نعم. أقول : إن الواجب على من يحمل النساء من طالبات أو معلمات أو موجهات أو مديرات أن يتقي الله في نفسه ، وأن يبتعد عن أسباب الفتنة. ومن الفتنة : أن يخرج بأجمل ما يكون من اللباس وأحسن ما يكون من الهيئة. وكأن هذا اليوم ليلة عرسه. وربما ينثر على نفسه من الطيب ما تفتتن به المرأة. هذا ما أنصحه لله عز وجل. فإن تيسر أن يعرف الأمر من نفسه وإلا فالواجب أن يرفع أمره إلى المسؤولين ويمنع. ولقد كانت الرئاسة العامة لتعليم البنات كانت تفعل هذا. إذا رأت من أحد ما ينِمُّ عن فعل ما يفتتن به النساء فصلته. وهذا هو الواجب. وهي مشكورة إذا قامت بهذا. أما بالنسبة للنساء فلا يحل للمرأة أن تركب وحدها مع السائق حتى لو كان بينها وبين المدرسة مسافة قريبة لا يحل لها ذلك ، لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. وما الذي يمنع أن يكون بينه وبينها كلام يَنِمُّ عن بلاء؟ قد لا يكون هذا في أول يوم ولا في ثاني يوم. لكن مع كثرة الإمساس يقل الإحساس، ويتدرج مع المرأة شيئاً فشيئاً. لو لم يكن من ذلك إلا أنه يتلذذ بصوتها وتثور شهوته. والإنسان بشر. فلا يجوز للمرأة مهما كانت ومهما كان السائق أن تنفرد معه في السيارة.
7 - من الملاحظ على مدارس البنات كثرة السائقين من المسلمين والكفار وأشكالهم عجيبة في التجمل، يقفون قريباً من أبواب المدارس وقد يكون معه محرم أو لا يكون إلا طفلاً صغيراً أو لا يوجد أحد معه. ثانياً: المعلمات يلبسن ملابس مخالفة للحشمة والتستر .. فتحات وشفاف وضيق، فما توجيه فضيلة الوالد في ذلك.؟ أستمع حفظ
اضيفت في - 2009-05-19