تتمة تفسير قول الله تبارك وتعالى:(( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً )).
أما بعد فهذا هو اللقاء الشهري الذي يتم في ليلة الأحد الثالث من كل شهر ما لم يوجد مانع. وهذا اللقاء ، وهذا اللقاء هو الثامن والستون من اللقاءات الشهرية. هذه الليلة هي ليلة الأحد السادس عشر من شهر جمادى الثانية عام 1420هـ.
نتكلم في هذا اللقاء عما بقي من آيات سورة آخر الفرقان. نعم. من آيات آخر سورة الفرقان. انتهينا إلى قول الله تبارك وتعالى : (( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ )). ولا حرج علينا أن نعيد ما قبلها لما فيه من الفائدة. يقول الله تبارك وتعالى : (( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً )). (( أُوْلَئِكَ )) أي: الذين اتصفوا بتلك الصفات السابقة من قوله : (( الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً )) إلى هذه الآية : (( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا )). والذي يجزيهم الله ذلك هو الله عز وجل. لكنه لم يسم للعلم به. والشيء المعلوم إذا لم يسم فلا حرج. أرأيتم قول الله عز وجل : (( وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً )). - قم يا أخي الذي التفت أنت. قم أنت. - (( وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً )) من الخالق؟ حُذف لأنه معلوم. بارك الله فيك. إذن (( يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ )) من يجازي؟ الله عز وجل. وحذف لأنه معلوم. لا أحد يمكن أن يدخل أحداً الجنة إلا الله عز وجل حتى إنّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا مرّ أهل الجنة على الصراط وُقفوا على قنطرة بين الجنة والنار واقتص لبعضهم من بعض الاقتصاص النهائي الذي يزيل الغل والحقد في الصدور. إذا أتوا إلى باب الجنة وجدوه مغلقاً. يحتاجون إلى أن يشفع لهم أحد في فتحه. فيشفع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. هذا بعد أن وصلوا إلى الجنة. فكيف عاد إذا لم يصلوا إليها؟ لا يمكن الوصول إلى الجنة ولا يمكن جزاء الغرفة إلا من قبل الله عز وجل. وقولنا : الغرفة المراد بها الجنس، وإلا فهو أكثر من واحدة. كما قال تعالى : (( وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ )). غرفات : جمع غرفة. فالمراد إذن بقوله : (( الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا )) المراد الغرفات وهي غرفات الجنات. كما قال عز وجل : (( لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ )) نعم (( لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ )).
1 - تتمة تفسير قول الله تبارك وتعالى:(( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً )). أستمع حفظ
أنواع الصبر.
الصبر عن المعصية. هذا القسم الثاني : الصبر عن المعصية بمعنى: أن نفسك إذا دعتك إلى معصية فإيش؟ فامنعها، امنعها. ذكرها بالله. خوفها من العقوبة. لو دعتك نفسك إلى أن تشرب الخمر والعياذ بالله. احبسها ، امنعها. بيّن لها ما فيه من الضرر. لو دعتك نفسك إلى الزنا بالعين أو بالأذن أو بالفرج اصبر نفسك. غض الطرف. أعرض عن السماع. حصن فرجك. وربما تجد من ذلك صعوبة لا سيما مع قوة الداعي وقلة المانع. الداعي إلى الزنا في الوقت الحاضر قوي وإلا ضعيف؟ أجيبوا يا جماعة. قوي. إذا نظرت إلى وسائل الإعلام وإلى الشيء الفاضح سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة قوي جداً. كذلك أيضاً الداعي إلى هذا قوة الشباب ، الفراغ، الأمن، النعمة. كل هذه من أسباب تسهيل الزنا والعياذ بالله. إن نظرت إلى المانع فإذا هو ضعيف. الإيمان ضعيف، الرادع السلطاني ضعيف. انظر إلى البلاد يمينك وشمالك تجد أن الرادع هش. لا يقيمون الحدود. وسمعنا -والعهدة على الناقل - أن في بعض قوانينهم أنه إذا كان الزنا بين طرفين رجل وامرأة باختيارهما ولا زوج للمرأة فإنه لا عقوبة. نعوذ بالله. تعطل الحدود على إيش؟ فإن كان لها زوج ورضي بذلك فلا عقوبة. وإن طالب فله الحق. ايش تقولون في القانون هذا؟ باطل وإلا صحيح؟ باطل. الإعراض عن حكم الله واتباع هذا قد يؤدي إلى الكفر المحض والعياذ بالله. فإذا صبر الإنسان نفسه مع قوة الداعي وقلة المانع كان هذا من الصبر المحمود. أيهما أشد كلفة على الإنسان : الصبر على الطاعة أو عن المعصية؟ الأصل أن الصبر على الطاعة أشد ، لأن فيه حمل النفس على الفعل. والفعل أهون من الترك. لكن قد يكون في بعض الناس الصبر عن المعصية أشق عليه. ولكلٍ درجات مما عملوا.
الثالث : الصبر على أقدار الله. الصبر على أقدار الله. أقدار الله عز وجل ما يقدرها على العباد. وهي دائرة بين أمرين : بين الإحسان والعدل. - انتبه يا رجل -.كل ما يقدره الله على العبد من مصائب دائر بين أمرين : إما إحسان وإما عدل، إما إحسان وإما عدل. الإحسان : أن يقدر الله مصيبة على العبد ولا يعلم لها سبباً. هذه إحسان. وأما التي يعلم أن لها سبباً فهذا إيش؟ عدلٌ. (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ )). وما منا أحد إلا يصاب يا إخوان. والمصيبة مصيبة الدين. ولهذا نقول في دعاء القنوت : اللهم لا تجعل مصيبتنا في إيش؟ في ديننا. الدنيا مهما كانت يا إخواني مصيبتها هينة. غاية ما فيها الموت. والموت انتقال من أدنى إلى أعلى بالنسبة للمتقين. قال الله عز وجل : (( وَالآخِرَةُ خَيْرٌ )) لمن؟ (( لِمَنْ اتَّقَى )). مصيبة الدنيا سهلة بالنسبة لمصيبة الدين. مصيبة الدين والله أعظم وأشد على العاقل. أما الدنيا فكما قلت لكم أولاً : الحال لا تدوم. كما قيل: دوام الحال من المحال. والثاني : أنها أنهى ما تكون أن توصل إلى الموت الذي لا بد منه. الصبر على أقدار الله : أن لا يتسخط الإنسان بقلبه ولا بلسانه ولا بجوارحه. كم؟ ثلاثة. لا بقلبه ولا بلسانه ولا بجوارحه. أن لا يتسخط بقلبه بأن يسخط على الله عز وجل. ويقول : كيف ابتلاني ولم يبتلِ فلاناً؟ يا أخي. من أنت؟ ألست عبداً لله؟ إذا كنت كذلك فالسيد يفعل بعبده ما شاء. ثم اعلم أنك لا تصاب بمصيبة وإن قلَّت إلا كُفَّر بها عنك سيئات أو رُفعت بها درجات. حتى جاء في الحديث : إن الرجل ليطلب المفتاح من جيبه - مفتاح الدار- ولا تقع عليه يده أول مرة. ويش يفعل؟ يفزع يقول عسى ما ضاع. وين روحت؟ هذا الفزع يكتب له به أجر ، هذا الفزع يكتب له به أجر. إلى هذا الحد حتى إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( الشوكة يشاكها يثاب عليها ). أنت مأجور. فكيف تتسخط من قضاء الله وقدره والخير لك؟ يقال : إن رابعة العدوية - وهي من جملة العابدات - أصيبت بمصيبة فقطعت أصبعها فلم تتأثر. فقيل لها في ذلك. قالت : " إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها ". ما شاء الله!
أما التسخط باللسان : كأن يشكو الله عز وجل إلى الخلق. يشكو الله إلى الخلق أو يقول : واويلاه! واثبوراه! وما أشبه ذلك.
أما بالجوارح : فشق الجيوب، ولطم الخدود، ونتف الشعور، وما أشبه ذلك. يوجد أناس هكذا. وأعظمه وأقبحه وأشده : الانتحار والعياذ بالله. يوجد أناس إذا أصيبوا بالمصائب التي يعجزون عنها ذهبوا يقتلون أنفسهم. ولقد حكى لنا نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم قصة رجل جُرح فلم يصبر. ففعل ما لا يجوز فعله فأوجب الله له النار. والذي ينتحر تخلصاً من هذه المصيبة هل يتخلص؟ أجيبوا يا جماعة. لا ما يتخلص. هو يظن أنه إذا مات استراح وليس كذلك. بل إذا مات فإنه معذب في نار جهنم بما قتل به نفسه خالداً فيها مخلداً أبداً. ولهذا ننعى إخواننا الذين يذهبون إلى بلاد فلسطين المحتلة ، يفجرون أنفسهم بين جمع اليهود يظنون بذلك أنهم متقربون إلى الله. ولكن هذا لا يزيدهم إلا بعداً ، لأنهم يقتلون أنفسهم والعياذ بالله. وقتل النفس من كبائر الذنوب. يُعذب في النار بما قتل به نفسه. ولكننا لا نقول لهؤلاء : إنهم من هذا الصنف ، لأنهم مجتهدون. يظنون أن هذا خير. والمتأول نرجوا الله له العفو. لكن هذا العمل محرم شرعاً وليس من الجهاد في سبيل الله. وهو أيضاً خلاف المعقول يا جماعة، خلاف المعقول. إذا قدرنا أنه قتل نفسه كم يقتل من اليهود؟ أكبر شيء خلي يقتل خمسين ، مائة. ماذا تأخذ اليهود بالثأر. تقتل مئات. وتزداد تعصباً لما ترى من استحلال البلاد. لكنّ أكثر الناس لا ينظر إلى العواقب ولا ينظر إلى الأمور العميقة. المهم يا إخواني أن الصبر على أقدار الله موضعه اه خمسة؟ ثلاثة. هي : القلب، اللسان، الجوارح. هذه أنواع الصبر. فقول الله عز وجل هنا : (( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا )) أي: بصبرهم. والصبر كما سمعتم ثلاثة أنواع. واعلم أن مما يسليك عن المصائب أو في المصائب أن تنظر إلى من حولك. هل من حولك قد أصيبوا أو لا؟ انظر. إنك لن ترى إلا مصاباً مثلك أو أعلى منك أو دونك. لكن لا يخلو أحد من مصيبة إلا من قصر عمره فهلك قبل أن تناله المصائب. هذا إن قدر وجوده. سلِّ النفس بأقرانك وأصحابك. كانت الخنساء ترثي أخاها صخراً وتقول :
" ولولا كثرة الباكين حولي *** على إخوانهم لقتلت نفسي.
وما يبكون مثل أخي ولكن *** أسلي النفس عنه بالتأسي ".
انظر للناس.
تفسير قول الله تبارك وتعالى:(( وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً خَالِدِينَ فِيهَا......)).
وإلى هنا ينتهي الكلام على هذه السورة بل على الآيات الأخيرة فيها.
أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن تدبر كلامه وعمل به وصار قائده إلى جنات النعيم إنه على كل شيء قدير.
والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وإلى الأسئلة يمليها أخونا محمود بن عبد العزيز الصايغ.
الطالب : جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء. ونفعنا جميعا بما سمعنا.
3 - تفسير قول الله تبارك وتعالى:(( وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً خَالِدِينَ فِيهَا......)). أستمع حفظ
مشكلة أراها انتشرت في مجتمعنا وابتلي بها أناس ذوو دين وخلق، ألا وهي لبس العباءات التي تكون على الكتفين مع تنوع أسمائها، مرة عمانية وأخرى فرنسية، فما قولك الفصل في هذه المسألة لعلنا نحصر هذه المشكلة قبل انتشارها بشكل أعظم.؟
الشيخ : نعم. أولاً : أنا أرى أن شعبنا والحمد لله شعب محافظ. قد بنى سلوكه ومنهجه على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى ما درج عليه سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم. هذا معظم شعبنا ولله الحمد. ولا إشكال في ذلك. وأحب بكل قلبي أن لا ننتهز الفرص كلما جاءتنا موضة ذهبنا نأخذ بها. هذه الموضات التي ترد إلينا : إما أن تخالف الشريعة ، وإما أن تخالف العادة. واتباعها يعتبر إن كانت مخالفة للعادة دون الشريعة يعتبر سفهاً في العقل، سفهاً في العقل. إذ أي فرقٍ بين هذه العادة التي وردت والعادة التي نحن عليها؟ بل إن عاداتنا والحمد لله أقرب إلى الستر والمصونة من العادات الواردة. أما إذا كانت مخالفة للشريعة فكيف يرضى المسلم أن يتلبس بعادات قوم لا يؤمنون بالله ولا اليوم الآخر مخالفة لشريعة الله؟ كيف يرضى؟! ثم اعلم يا أخي أن التشبه بالكفار يزيد الكفار قوة ويزيدك ضعفاً. أنتم فاهمين؟ التشبه بالكفار يزيدهم قوة ويزيدنا ضعفاً بقطع النظر عن نوع الملبوس ، لأنك إذا تشبهت بقوم فهذا يعني أنك جعلتهم سادة لك. وجعلت نفسك تابعاً لهم وهم متبوعون. إذن أنزلت نفسك في منزل الذل وأنزلت أولئك في منزل؟ - أكمل - العز، لأنه لولا أنك تعتقد أنهم أرقى منك ما قلدتهم. وهذه الأخيرة كثير من الناس يغفل عنها. كثير من الناس يقول تشبه ما تشبه! ما عرفت التشبه ما فعلت التشبه. يكفي أن نعلم أن أولئك إذا علموا أنك آخذ بعاداتهم فرحوا بهذا. وقالوا : نحن القادة ونحن السادة. فأنا أود من كل قلبي أن لا ننتظر كل موضة تخرج فنأخذ بها. ثم إننا إذا جعلنا نتتبع الموضات ألهانا ذلك عن مصالح ديننا ودنيانا. صار الواحد منا ولا سيما النساء ليس له همّ إلا أن ينظر ماذا حدث اليوم. ماذا ورد إلى السوق من اللباس وما أشبه ذلك. وهذه مصائب. مصائب تدل على ضعف الشخصية وعلى قلة الدين. الآن شيء عجيب! فتحت مطاعم للأكل والشرب في بلد كعنيزة. بلد أهلها والحمد لله غالبهم مواطنون. وجدنا أن أناساً يرتادون هذه المطاعم من أهل البلد الصميم. يتعشون هم وأهلهم في هذه المطاعم. سبحان الله! عجائب والله الواحد يفكر! أيما أحسن : عشاء أنت الذي توليته بنفسك وعرفت ما فيه وعرفت نظافته أو طعام لا تدري قد يكون بقايا طعام وضع بعضه على بعض وسخن في النار وكأنه مطبوخة الآن؟ هذه واحدة.
ثانياً : ما تدري، ما تدري أحياناً يوجد في هذه المطاعم طعام متسمم.
ثالثاً : العوائل. كيف تخرج بعوائلك؟ بنات لهن تسع عشرة سنة أو عشرون سنة أو خمس عشرة سنة وشباب صغار. كيف تخرج بهم إلى هذه المطاعم؟ أليس من الأجدر بك وأنت الرجل المصون الحريص على سلامة عرضك. أليس الأجدر بك أن تبقى أنت وأهلك في بيتك؟ والله هذا هو الأجدر. فالحقيقة أن الإنسان كلما تفكر في المجتمع وجد هناك أشياء تَنِمُّ عن ضعف الشخصية ، وعن قلة الدين ، وعن سفه العقل. أما بالنسبة لهذه العباءات فلا يشك أحد أن العباءة العادية التي كانت تلبسها نساؤنا أستر من هذه العِبِيِّ وأبعد من الفتنة، وأقوى للشخصية. حيث إن الإنسان لم يتنزل إلى ما ورده من غير المسلمين. وهذا يكفي في أن نرجح العبي السابقة على العبي الجديدة. ثم إننا نقول : بالله عليكم أيهما أستر : العباءة السابقة أو هذه العبي التي تبين الأكتاف تبين العنق طوله من قصره ، ربما تكون ضيقة تبين مقاطع الجسم؟ أيهما أولى؟ الأول وإلا الثاني؟ الأول. ثم لا ندري أيضاً ربما تتطور المسألة ربما تكون اليوم عباءة وغداً قميص. ما ندري! ويستطيع الواحد أن يقول : ما الفرق يبن هذه العباءة الكتفية وبين القميص؟ وتكون النساء تخرج بالقمص. أيضا ربما تتطور الدعوى ما يكفي هذا. ربما تخرج بالقمص المفتوحة من الأمام والخلف وليس على المرأة إلا السروال. فالمسألة ليست تطوراً بل هي تدهور. إذا لم يقم الرجال أهل العلم والدين والعقل والمصونة على هذه العادات التي وردتنا فسوف تنتشر على وجه لا يمكننا أن نقوم أمامه ، لأن الماء إذا كان قليلاً يمكن حبسه في أي حابس. لكن إذا جاء واد كبير ما الذي يسده؟ فالواجب يا إخوان على عقلائنا وأهل الدين منا وأهل العلم أن يحاربوا هذه الأشياء قبل أن تستفحل ويعجزوا عنها. واسألوا الدول الكافرة والمقلدة للكفار ماذا حصل لهم بالتفسخ والتبرج حيث عجزوا الآن عجزوا أن يقيموا حرماتهم وشخصياتهم. نعم.
4 - مشكلة أراها انتشرت في مجتمعنا وابتلي بها أناس ذوو دين وخلق، ألا وهي لبس العباءات التي تكون على الكتفين مع تنوع أسمائها، مرة عمانية وأخرى فرنسية، فما قولك الفصل في هذه المسألة لعلنا نحصر هذه المشكلة قبل انتشارها بشكل أعظم.؟ أستمع حفظ
رجل اشتهر بعلاج الأمراض وإجراء العمليات بدون جراحة، ويخبر الناس بما فيهم من الأمراض وظاهره الصلاح وأنه محافظ على الصلاة، ولا يطلب من الناس نقوداً، ولكن الناس تعلقوا به، وأعرف أناساً من هذه المنطقة يريدون السفر إليه وهو موجود في خارج هذه البلاد، فما حكم السفر إليه؟ وما تعليقكم.؟
الشيخ : يقولون : " حدث العاقل بما لا يعرف ". وتكملة الجملة عليكم! - كملوها - " فإن صدق فلا عقل له ". ما خبرنا أحداً يشفي الله المرضى على يده بمجرد المس بيده إلا من؟ عيسى عليه السلام. فأنا لا أصدق بهذا أبداً. وإن قدر أن الناس فتنوا به وحصل أن أحداً ذهب إليه وعالجه بدون عملية. فهناك شياطين تعمل له لأنه مو معقول. الله أكبر! لو قال لنا أحد : هذه الشمس ماهي شمس. هذه لمبات مكونة ومجموعة وتضيء الأرض. نوافقه على هذا؟ ما نوافق. أي إنسان له عقل أدنى مُسكة من عقل ما يمكن أن يصدق أن رجلاً من بني آدم يؤتى إليه بالمرضى يحتاجون إلى عمليات يعاملهم بدون جراحة. سبحان الله عجائب! وهذا مما ابتلي به الناس اليوم. وصاروا يعتمدون على غير ربهم عز وجل يتعلقون بالمخلوق. فيصدقون بما لا يعقل. فأقول للأخ الذي يربط عفشه يبي يسافر : لا تسافر. ابق في مكانك. واسأل ربك عز وجل. فالله على كل شيء قدير. كم من أناس حفرت قبورهم وجهز الماء لتغسيلهم وجلبت الأكفان ليكفنوا فيها ولم يموتوا! لأن الله على كل شيء قدير. الذي أنزل المرض قادر على أن يرفعه ما لم يكن الأجل قد حل فلا فائدة. ماذا قال زكريا حين بشره الله بالولد؟ وماذا قال الله له؟ (( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيّاً )). قَالَ الله له قال : (( كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً )). من الذي أوجدك؟ الله عز وجل. قادر على أن يوجد لك ولداً. من الذي أمرضك؟ أنا أقول للمريض: من الذي أمرضك؟ أجيبوا يا جماعة. الله. الذي أمرضك قادر على أن يرفع المرض عنك. لكن الله تعالى يقول : (( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ )). ولا بد أن أمره يبلغ مكانه : (( قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً )). قد يكون الله عز وجل قدر أن هذا المرض هو المرض النهائي. والدعاء حينئذٍ يكون رفعة للدرجات. وقد يكون الله قدر أن هذا المرض لا يزول إلا بدعاء فلان أو فلان فيدعو الله ويبرأ. نعم.
5 - رجل اشتهر بعلاج الأمراض وإجراء العمليات بدون جراحة، ويخبر الناس بما فيهم من الأمراض وظاهره الصلاح وأنه محافظ على الصلاة، ولا يطلب من الناس نقوداً، ولكن الناس تعلقوا به، وأعرف أناساً من هذه المنطقة يريدون السفر إليه وهو موجود في خارج هذه البلاد، فما حكم السفر إليه؟ وما تعليقكم.؟ أستمع حفظ
كثر في الآونة الأخيرة وضع العائلات صندوقاً خاصاً بأفرادها بحيث من يحتاج يقترض منه لأي غرض، فهل على ذلك الصندوق زكاة أم لا.؟
الشيخ : نعم. إذا كان الذين يضعون سهامهم في هذا الصندوق يعتقدون أن ملكهم باقٍ على هذا الذي وضعوه. بمعنى أنه لو أراد أن يسحبه سحبه. وأنه لو مات ورث عنه. فالملك ملك الجميع وتجب زكاته. انتبه للتفصيل حتى يزول الإشكال! أما إذا كان المساهم في هذا الصندوق يعتقد أن الدراهم خرجت عن ملكه ولن يستطيع سحبها ولن تورث من بعده، فهذه لا زكاة فيها ، لأنها خرجت عن ملكه. نعم.نعم؟ إيش؟ أقول : إذا كان المساهمون يعتقدون أن ما ساهم به خرج عن ملكهم. وأنهم لا يستطيعون سحبه يعني استرداده. ولو مات لم يورث عنه. فقد خرج عن ملكهم ولا زكاة فيه. وإن كانوا يستطيعون سحبه متى شاءوا ويورث من بعدهم ففيه الزكاة. نعم.
السائل : يقول.
الشيخ : نعم. إيش؟ إيش؟
السائل : صاحب الصندوق. الأمين على الصندوق ما يأثم؟
الشيخ : ما ايش؟
السائل : يأثم. يقول هل عليه إثم؟
الشيخ : إذا وجبت الزكاة فلا بد أن يخرجها. وكما قلت في التفصيل : يطلب من كل منهم أن يوكلوه في إخراج زكاتهم ويخرج زكاته. وإن لم يكن توكيل فعلى كل واحد منهم أن يعرف ما وضع في هذا الصندوق ويخرج زكاته. نعم.
6 - كثر في الآونة الأخيرة وضع العائلات صندوقاً خاصاً بأفرادها بحيث من يحتاج يقترض منه لأي غرض، فهل على ذلك الصندوق زكاة أم لا.؟ أستمع حفظ
إذا دخل جماعة إلى المسجد وكان مسجد الطريق تقام فيه الجماعات مراراً، فهل يؤذن للصلاة فيه كل من دخل.؟ وإذا لم يشرع الأذان فهل يقيم إمامهم الصلاة، أم يقيم غير الإمام.؟
الشيخ : نعم. أقول : إذا كان هؤلاء الجماعة الذين حضروا دخل عليهم الوقت وهم في البر لم يؤذنوا ولم يسمعوا أذاناً. فإنهم إذا وصلوا إلى المسجد يؤذنون ويقيمون الصلاة ، لأنهم في البر لم يؤذنوا لأنفسهم ولم يكونوا في حكم المؤذَن لهم. أما إذا كانوا يسمعون الأذان وهم في الطريق ووصلوا إلى المسجد فإنهم يقيمون الصلاة بلا أذان. نعم.
السائل : يقول فضيلة الشيخ.
الشيخ : لا ما فيه سؤال.
السائل : ... .
الشيخ : فيه مكان يا إخوان. فيه مكان عشان ما تلعبون. ما فيه سؤال شفوي أبدا لأننا لو فتحنا هذا الباب بقينا في سؤال واحد. كل واحد يورد عليه شيء. الي عنده سؤال يكتب ورقة.
السائل : يقول فضيلة الشيخ : أنا شاب ملتزم ولله الحمد، ولكني أعاني من انهزامية شديدة، وأحس كأن عيون الناس تراقبني بعين الازدراء والسخرية حيث أن ثوبي قصير وشخصيتي شخصية متدين.
الشيخ : شخصية ايه؟
السائل : متدين. فما نصيحتك لي؟ وما نصيحتك ممن يزدري أمثال أولئك؟
الشيخ : أولاً : ينبغي للإنسان أن يكون قوياً بدينه.