سلسلة اللقاء الشهري-80a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة اللقاء الشهري
النكاح وفوائده .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد : فإننا في هذه الليلة ليلة الإثنين بل ليلة الأحد السادس عشر من شهر ربيع الأول عام واحد وعشرين وأربعمائة وألف. نفتتح هذا اللقاء السادس والسبعين من اللقاءات الشهرية التي تتم كل شهر ليلة الأحد الثالث من كل شهر في الجامع الكبير في عنيزة، والتي يشاركنا فيها في الآونة الأخيرة إخوانٌ لنا في مدن أخرى. نسأل الله تعالى أن ينفع بهذه اللقاءات. هذا اللقاء سنجعله مناسباً لما يحدث في هذه الإجازة من كثرة الزواج. فنقول : الزواج من سنن المرسلين. الزواج من سنن المرسلين، كما قال الله عز وجل : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً )). وكما فعل صاحب مدين مع موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام حين قال له : (( إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ )) ، ولأن هذا فيه فوائد عظيمة للمجتمع عموماً وللزوجين خصوصاً، ولأنه من طبيعة البشر، فإن الطبيعة الفطرية تهوي النكاح وتريده. ولولا أن الله جعل في الفطرة هواية النكاح ما تزوج أحد ، لأنه يستحيا منه لولا قوة الشهوة أن يكشف الرجل عورته للمرأة وتكشفها لرجل. لكن الله جبل الخلق على هذه الفطرة من أجل المصالح العظيمة التي منها بقاء النسل وبقاء البشر. إذ لولا النكاح ما توالد البشر ولهلكوا.
في النكاح فوائد كثيرة : منها غض البصر، نعم. منها التأسي بالمرسلين كما سبق. ومنها : غض البصر نعم. ومنها : غض البصر وتحصين الفرج، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة - يعني: النكاح - فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ). ومنها : تكثير نسل الأمة. ولهذا حث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أن نتزوج بالودود الولود، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يكاثر الأنبياء يوم القيامة بأمته، وأمته أكثر الأمم بلا شك. ومنها : ما يترتب على ذلك من الإنفاق على الزوجة والأولاد. ومنها : ما يترتب على ذلك من تقارب الناس بعضهم لبعض، كما قال عز وجل : (( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنْ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً )). تجد الرجل لا يعرف هؤلاء القوم وليس لهم به صلة. فإذا تزوج منهم إيش؟ حصلت الصلة حتى كأنهم من أقاربه. وهذا هو إحدى الحكم في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حتى يكون له في كل قبيلة من قريش صلة بالمصاهرة. ولهذا مات صلوات الله وسلامه عن كم نسوة؟ كم يا جماعة؟ تسع نسوة. اعرفوا حياة نبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد : فإننا في هذه الليلة ليلة الإثنين بل ليلة الأحد السادس عشر من شهر ربيع الأول عام واحد وعشرين وأربعمائة وألف. نفتتح هذا اللقاء السادس والسبعين من اللقاءات الشهرية التي تتم كل شهر ليلة الأحد الثالث من كل شهر في الجامع الكبير في عنيزة، والتي يشاركنا فيها في الآونة الأخيرة إخوانٌ لنا في مدن أخرى. نسأل الله تعالى أن ينفع بهذه اللقاءات. هذا اللقاء سنجعله مناسباً لما يحدث في هذه الإجازة من كثرة الزواج. فنقول : الزواج من سنن المرسلين. الزواج من سنن المرسلين، كما قال الله عز وجل : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً )). وكما فعل صاحب مدين مع موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام حين قال له : (( إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ )) ، ولأن هذا فيه فوائد عظيمة للمجتمع عموماً وللزوجين خصوصاً، ولأنه من طبيعة البشر، فإن الطبيعة الفطرية تهوي النكاح وتريده. ولولا أن الله جعل في الفطرة هواية النكاح ما تزوج أحد ، لأنه يستحيا منه لولا قوة الشهوة أن يكشف الرجل عورته للمرأة وتكشفها لرجل. لكن الله جبل الخلق على هذه الفطرة من أجل المصالح العظيمة التي منها بقاء النسل وبقاء البشر. إذ لولا النكاح ما توالد البشر ولهلكوا.
في النكاح فوائد كثيرة : منها غض البصر، نعم. منها التأسي بالمرسلين كما سبق. ومنها : غض البصر نعم. ومنها : غض البصر وتحصين الفرج، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة - يعني: النكاح - فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ). ومنها : تكثير نسل الأمة. ولهذا حث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أن نتزوج بالودود الولود، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يكاثر الأنبياء يوم القيامة بأمته، وأمته أكثر الأمم بلا شك. ومنها : ما يترتب على ذلك من الإنفاق على الزوجة والأولاد. ومنها : ما يترتب على ذلك من تقارب الناس بعضهم لبعض، كما قال عز وجل : (( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنْ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً )). تجد الرجل لا يعرف هؤلاء القوم وليس لهم به صلة. فإذا تزوج منهم إيش؟ حصلت الصلة حتى كأنهم من أقاربه. وهذا هو إحدى الحكم في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حتى يكون له في كل قبيلة من قريش صلة بالمصاهرة. ولهذا مات صلوات الله وسلامه عن كم نسوة؟ كم يا جماعة؟ تسع نسوة. اعرفوا حياة نبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
شروط النكاح.
الشيخ : طيب. المهم أن فيه فوائد كثيرة. ومن أجل هذه الفوائد جعل الله تعالى له حدوداً في الدخول فيه وحدوداً في الخروج منه. نذكر الحدود في الدخول فيه.
الولي.
الشيخ : أولاً : لابد من الولي، لابد من الولي. وهو الرجل البالغ من عصبة المرأة، اسمع كلامي. الرجل كمل؟ البالغ العاقل من عصبات المرأة. وعلى هذا فالمرأة لا تكون ولياً، بمعنى : لا تزوج الأم ابنتها، لأن الأم نفسها تحتاج إلى ولي. البالغ ضده الصغير. فالصغير لا يكون ولياً ولو كان من أذكى الناس. فذكرٌ له أربع عشرة سنة ومن أذكى الناس وأعقل الناس لا يمكن أن يكون ولياً. فلو كانت امرأة لها أخٌ شقيق ذكي عاقل. ولها ابن عم بعيد لكنه بالغ عاقل تمت به شروط الولاية، فمن الذي يزوجها؟ ابن العم البعيد. وذلك لفقد البلوغ.
العاقل ضده من؟ المجنون، لا يكون ولياً. بل هو يحتاج إلى ولاية.
من عصبات المرأة : احتراز من ذوي الفروض والأرحام. ذوو الفروض لا ولاية لهم. ذوو الأرحام لا ولاية لهم. أبو الأم هل يكون ولياً لبنت ابنته؟ لا. لماذا؟ لأنه ليس من العصبة. أفهمتم يا جماعة؟ جد المرأة لأمها لا يكون ولياً لها، لأنه ليس من العصبة. جدها لأبيها ولي أو غير ولي؟ ولي، لأنه من العصبة. وعلى هذا لو اجتمع أبو أم وابن عم بعيد من الذي يزوج المرأة؟ ابن العم البعيد دون أبي الأم. طيب. أخ الأم يعني: الأخ من الأم هل يزوج أخته من الأم؟ نعم. الجواب نعم، أو الجواب لا؟ أيهما يا ناس أعطوني جواب حق؟ نعم؟ لا يزوج. لماذا؟ لأنه ليس من العصبة. وعلى هذا فلو وجد ابن عم بعيد جداً وأخ من أم فالذي يزوجها ابن العم البعيد إذا تمت شروط الولاية. انتبه! من ولي المرأة؟ من ولي المرأة؟ الرجل البالغ العاقل من عصبات المرأة. ما هو الدليل على أنه لابد أن يكون لها ولي؟ أليست المرأة يجوز أن تبيع كل مالها كما شاءت في الحدود الشرعية؟
الجواب : بلى. لكن لا تزوج نفسها، لأن النكاح ليس بالأمر الهين، خطير جداً. ما هو الدليل؟ قول الله تعالى : (( فإذا بلغن أجلهن )) نعم. (( فلا تعضلوهن )) لقوله تعالى : (( فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ )) تعضلوهنّ يعني: تمنعوهن. وهذا يدل على أنها لا تتزوج إلا بولي وإلا لكان العضل وعدمه سواءً.
ثانياً : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا نكاح إلا بولي ). لا نكاح يعني إيه؟ صحيح، لا نكاح صحيح إلا بولي. هذا شرط من شروط النكاح. لو تزوج المرأة العاقلة العالمة الذكية نفسها رجلاً خليقاً ديِّناً فإن النكاح إيش؟ باطل، لأنها لم تتزوج بولي. ( لا نكاح إلا بولي ).
العاقل ضده من؟ المجنون، لا يكون ولياً. بل هو يحتاج إلى ولاية.
من عصبات المرأة : احتراز من ذوي الفروض والأرحام. ذوو الفروض لا ولاية لهم. ذوو الأرحام لا ولاية لهم. أبو الأم هل يكون ولياً لبنت ابنته؟ لا. لماذا؟ لأنه ليس من العصبة. أفهمتم يا جماعة؟ جد المرأة لأمها لا يكون ولياً لها، لأنه ليس من العصبة. جدها لأبيها ولي أو غير ولي؟ ولي، لأنه من العصبة. وعلى هذا لو اجتمع أبو أم وابن عم بعيد من الذي يزوج المرأة؟ ابن العم البعيد دون أبي الأم. طيب. أخ الأم يعني: الأخ من الأم هل يزوج أخته من الأم؟ نعم. الجواب نعم، أو الجواب لا؟ أيهما يا ناس أعطوني جواب حق؟ نعم؟ لا يزوج. لماذا؟ لأنه ليس من العصبة. وعلى هذا فلو وجد ابن عم بعيد جداً وأخ من أم فالذي يزوجها ابن العم البعيد إذا تمت شروط الولاية. انتبه! من ولي المرأة؟ من ولي المرأة؟ الرجل البالغ العاقل من عصبات المرأة. ما هو الدليل على أنه لابد أن يكون لها ولي؟ أليست المرأة يجوز أن تبيع كل مالها كما شاءت في الحدود الشرعية؟
الجواب : بلى. لكن لا تزوج نفسها، لأن النكاح ليس بالأمر الهين، خطير جداً. ما هو الدليل؟ قول الله تعالى : (( فإذا بلغن أجلهن )) نعم. (( فلا تعضلوهن )) لقوله تعالى : (( فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ )) تعضلوهنّ يعني: تمنعوهن. وهذا يدل على أنها لا تتزوج إلا بولي وإلا لكان العضل وعدمه سواءً.
ثانياً : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا نكاح إلا بولي ). لا نكاح يعني إيه؟ صحيح، لا نكاح صحيح إلا بولي. هذا شرط من شروط النكاح. لو تزوج المرأة العاقلة العالمة الذكية نفسها رجلاً خليقاً ديِّناً فإن النكاح إيش؟ باطل، لأنها لم تتزوج بولي. ( لا نكاح إلا بولي ).
رضا الزوجين.
الشيخ : الشرط الثاني : رضى الزوج والزوجة، رضى الزوج والزوجة. فإن أكره الزوج أو الزوجة على النكاح فلا نكاح. كيف يكره الزوج؟ نعم عند بعض البادية يكره ابنه على أن يتزوج ابنة عمه ويقول : إما أن تتزوجها وإلا فالرصاصة في رأسك. هذا إكراه و إلا رضا؟ إكراه وإلا رضا؟ إكراه فلا يصح النكاح. بعض البادية يفعل هذا، لأنه قد حجر ابنة أخيه لابنه. فيقول : كيف أقابل الرجال وأنا قد حجرت ابنة عمك لك ثم تقول : لا؟ فيكره ابنه على أن يتزوجها. فالنكاح باطل. طيب. كذلك لو أكرهت البنت على أن تتزوج من لا تريد فإن النكاح باطل حتى لو كان أباها فإن النكاح باطل. فلو أكره ابنته على النكاح بأن قال لها : يا بنتي! هذا ابن عمك قد حجرناه لك ولا يمكن أن تخجلينا، إما أن تتزوجي وإلا فالرصاصة في رأسك. فوافقت وتم العقد. هل هذا العقد صحيح أو غير صحيح؟ غير صحيح لإيش؟ لعدم الرضا، لعدم الرضا. الدليلى : قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا تنكح الأيِّم - يعني: الثيب - حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا: وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت ). وقال : ( البكر يستأذنها، أو قال: يستأمرها أبوها ). فنص على البكر ونص على الأب. وما ذهب إليه بعض العلماء من جواز إجبار الرجل ابنته على الزواج مستدلين بحديث عائشة حين زوجها أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وليس لها إلا ست سنين، فقولهم ضعيف واستدلالهم باطل، لأن أبا بكر زوج عائشة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهل يعقل أن عائشة تمانع في هذا؟ أجيبوا يا جماعة. أبداً. هو يعلم علم اليقين أنها تفرح بهذا. ولهذا لما نزلت آية التخيير في قول الله تبارك وتعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً )). ماذا قال؟ قال الرسول للنساء خيرهن : تحببن الدنيا وزينتها فأنا أسرحكن سراحاً جميلاً، تردن الله ورسوله فلكنّ الله ورسوله. بدأ بعائشة، عائشة البكر الصغيرة خيّرها وخاف أن يدركها الشباب وقال لها : ( ما عليك أن تستأمري أبويك ) يعني: شاوري أبويك. خاف أن تتعجل وتقول : أريد الدنيا، لأنها صغيرة. قالت : يا رسول الله! أفي هذا أستأمر أبوي أن أخير بين الله ورسوله وبين الدنيا، أفي هذا أستأمر أبوي؟ أريد الله ورسوله. سبحان الله! هل يعقل أن مثل هذه إذا زوجها أبوها بالنبي صلى الله عليه وسلم تمانع؟ أجيبوا؟ لا، لا تمانع. إذن الاستدلال بهذا الحديث خطأ وغلط. لكن أروني بكراً أقر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نكاحها وهي كارهة. لا تجدون هذا. وما يفعله بعض البادية يحبس ابنته على كثرة ما يعطى من الأموال فقد خان أمانته، وسقطت ولايته، وفعل إثماً مبيناً والعياذ بالله، ولن تغنيه الدنيا عن الآخرة، وما يدري فلعله لا يستمتع بما اشترط لنفسه من الأموال، هذا هو الشرط الثاني.
الشرط الثالث: تعيين الزوجة.
الشيخ : الشرط الثالث : تعيين الزوجة، تعيين الزوجة بأن يسميها باسمها، أو يصفها بوصف لا ينطبق إلا عليها، أو يشير عليها إن كانت حاضرة، يشير إليها إن كانت حاضرة. فالتعيين يكون بواحد من أمور ثلاثة : عدها لنا يا رجل؟ تعيين الزوجة بماذا يكون؟ أن يسميها باسمها. يعني : رجل له ابنتان إحداهما زينب والثانية فاطمة. فقال : زوجتك إحدى ابنتي. من هي؟ لابد يعين. لكن قال: زوجتك بنتي فاطمة، هذا تعيين وإلا غير تعيين؟ تعيين، طيب. له ابنتان إحداهما طويلة والثانية قصيرة. قال : زوجتك بنتي القصيرة، هذا الوصف لا تتصف به الأخرى، تعيين أو غير تعيين؟ تعيين. يصح. بناته عنده في المجلس لكنه متغطيات، متغطيات، قال: زوجتك هذه، وأشار إليها يصح أو لا يصح؟ زوجتك هذه، هذا تعيين وإلا ما هو تعيين؟ تعيين، يصح. نعم لعلكم تقولون: أليس صاحب مدين قال لموسى : زوجتك إحدى ابنتي؟ فالجواب : بلى وإلا لا؟ بلى. هو قال: إحدى ابنتي. ما قال هذه ولا هذه. لكننا نعلم أن موسى عينها. فإحدى ابنتي للتخيير، يعني : خذ من شئت، فعينها فزوجه إياها. فهنا عينها بعد الإبهام وهذا الصحيح.
الشهود.
الشيخ : بقي شرط رابع مختلف فيه وهو : الشهود أن يكون العقد بشاهدين ذكرين بالغين عاقلين. فإن تزوج بلا شهود فلا نكاح أو بشهادة امرأتين فلا نكاح أو بشهادة عشر نساء فلا نكاح أو بشاهدة غلامين فلا نكاح. لابد أن يكونا رجلين بالغين عاقلين. لكن هذا الشرط فيه خلاف بين العلماء. منهم من يقول : إنه شرط للصحة. ومنهم من يقول : إنه شرط للكمال، بمعنى: أنه إذا كان هناك شهود فهو أكمل وإلا فالعقد صحيح. وهل يصح أن يكون أحد الشاهدين المأذون الشرعي الذي يكتب أو لا يصح؟ يصح. يصح أن يكون أحد الشاهدين المأذون الشرعي. وعلى هذا فإذا حضر الرجل والمأذون الشرعي وشاهد. وزوجه الولي فالعقد صحيح، لأن المأذون شاهد. إذن لابد في العقد من هذه الشروط. ولابد أن لا يزيد على العدد المشروع وهو أربع. العدد المشروع أربع. لو تزوج خامسةً ومعه أربع فالنكاح باطل، لقوله تعالى : (( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ )). فإن طلق إحدى الأربع هل يتزوج الخامسة؟
الجواب: ما دامت المطلقة في العدة فلا يتزوج. وإذا انتهت العدة تزوج.
الجواب: ما دامت المطلقة في العدة فلا يتزوج. وإذا انتهت العدة تزوج.
تعلم ما يجب في النكاح وما يحرم وما يباح.
الشيخ : ثم إنه ينبغي للإنسان أن يتعلم ما يجب في النكاح وما يحرم وما يباح حتى يؤدي الواجب ويجتنب المحرم ويستمتع بالمباح. الواجب على الرجل وعلى المرأة - أيضاً - أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف، لقول الله تعالى : ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )). وأما ما يفعله بعض الناس من الرجال والنساء من كونه يعاكس الآخر، وينكد عليه حياته، ويثير غضبه، فهذا حرام وإثم والعياذ بالله، وأشر منه من إذا غضب أدنى غضبة طلق ثم يأتي نادماً، أمسِك أعصابك، أمسك أعصابك لا تطلق إلا بعد روية ومشاورة وتفكير. هل في الطلاق خير أم لا؟ فعلى كل من الزوجين أن يعاشر الآخر بالمعروف. على الرجل إذا رأى امرأته على منكر أن ينصحها. وعلى المرأة إذا رأت الرجل على منكر أن تنصحه. وعلى كل منهما أن يقبل النصيحة ولا تأخذه العزة بالإثم. لكن إذا كان الرجل يتهاون بالصلاة ونصحته المرأة ثم نصحته ثم نصحته فهل تلح عليه دائماً؟
الجواب : لا، تدعو بالمعروف، لأنها لو تلح عليه دائماً كرهها وأبغض حتى الحق. وقال : ما أنا مصلي، ... ، كما هو معلوم. لكن بالتي هي أحسن. فإذا عجزت عنه فهل عليها إثم من معصيته؟ أجب؟ لا، ليس عليها إثم. قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : (( فإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )). عليها أن تبين النصيحة وليس عليها إثم من مخالفة الزوج، إثمه عليه. وكذلك يقال في المرأة. وهل للزوج أن يمنع زوجته من الخروج من المنزل أو لا؟ نعم. له أن يمنعها من الخروج من المنزل. طيب هل له أن يمنعها من زيارة أمها وأبيها؟ لا، إلا إذا خاف أن تفسد الأم ابنتها عليه، لأن بعض الأمهات - نسأل الله العافية - تفسد بنتها على زوجها، تفسد بنتها على زوجها. تقول لها : زوجك ما هو بيعطيك، لا يعطيك نفقة ولا يعطيك حلي، ولا يذهب بك إلى الاستراحات، ولا يشتري لك سيارة، وما أشبه ذلك. ثم تذهب من زوجها مثل الزبد سهلة لينة ثم تأتي وهي، وهي إيه؟ وهي حجر، ليش؟ لأن أمها ملأت قلبها على زوجها. والعجب يا جماعة العجب أن هذا يأتي من الأم غيرةً من ابنتها أن زوجها يحبها! وكان عليها إذا كان زوجها يحبها أن تشكر الله أن ابنتها محبوبة عند زوجها، لأن هذا من مصلحة الجميع. ومما ينبغي أن يعلم - وهو يخفى على كثير من الشباب والشابات - أنه إذا حصل الدخول وحصل الجماع وجب الغسل سواءٌ أنزل أم لم ينزل. وبعض الجهال يظن أنه لا يجب الغسل إلا إذا؟ إذا أنزل. وهذا غلط. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل وإن لم ينزل ). فيجب الغسل بواحد من أمرين : إما الإنزال ولو بدون جماع، وإما الجماع ولو بدون إنزال. والجماع والإنزال من باب أولى. انتبهوا لهذا ونبهوا الشباب ، لأنه يتصل بنا أناس يقول له سنة سنتين ثلاث يجامع الزوجة ولا يغتسل، لأنه يظن إن الجماع الذي يوجب الغسل هو الذي يحصل فيه إنزال. وليس كذلك. نبهوا الإخوان، إخوانكم وأصحابكم على هذا وأشيعوه بين الناس حتى لا يمضي الأمر.
الجواب : لا، تدعو بالمعروف، لأنها لو تلح عليه دائماً كرهها وأبغض حتى الحق. وقال : ما أنا مصلي، ... ، كما هو معلوم. لكن بالتي هي أحسن. فإذا عجزت عنه فهل عليها إثم من معصيته؟ أجب؟ لا، ليس عليها إثم. قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : (( فإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )). عليها أن تبين النصيحة وليس عليها إثم من مخالفة الزوج، إثمه عليه. وكذلك يقال في المرأة. وهل للزوج أن يمنع زوجته من الخروج من المنزل أو لا؟ نعم. له أن يمنعها من الخروج من المنزل. طيب هل له أن يمنعها من زيارة أمها وأبيها؟ لا، إلا إذا خاف أن تفسد الأم ابنتها عليه، لأن بعض الأمهات - نسأل الله العافية - تفسد بنتها على زوجها، تفسد بنتها على زوجها. تقول لها : زوجك ما هو بيعطيك، لا يعطيك نفقة ولا يعطيك حلي، ولا يذهب بك إلى الاستراحات، ولا يشتري لك سيارة، وما أشبه ذلك. ثم تذهب من زوجها مثل الزبد سهلة لينة ثم تأتي وهي، وهي إيه؟ وهي حجر، ليش؟ لأن أمها ملأت قلبها على زوجها. والعجب يا جماعة العجب أن هذا يأتي من الأم غيرةً من ابنتها أن زوجها يحبها! وكان عليها إذا كان زوجها يحبها أن تشكر الله أن ابنتها محبوبة عند زوجها، لأن هذا من مصلحة الجميع. ومما ينبغي أن يعلم - وهو يخفى على كثير من الشباب والشابات - أنه إذا حصل الدخول وحصل الجماع وجب الغسل سواءٌ أنزل أم لم ينزل. وبعض الجهال يظن أنه لا يجب الغسل إلا إذا؟ إذا أنزل. وهذا غلط. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل وإن لم ينزل ). فيجب الغسل بواحد من أمرين : إما الإنزال ولو بدون جماع، وإما الجماع ولو بدون إنزال. والجماع والإنزال من باب أولى. انتبهوا لهذا ونبهوا الشباب ، لأنه يتصل بنا أناس يقول له سنة سنتين ثلاث يجامع الزوجة ولا يغتسل، لأنه يظن إن الجماع الذي يوجب الغسل هو الذي يحصل فيه إنزال. وليس كذلك. نبهوا الإخوان، إخوانكم وأصحابكم على هذا وأشيعوه بين الناس حتى لا يمضي الأمر.
طرق الخروج من النكاح وشروط الطلاق .
الشيخ : أما بالنسبة للخروج من النكاح فلابد فيه من شروط. لابد فيه من شروط. الإنسان يخرج من النكاح إما بالطلاق وإما بالفسخ وإما بالموت. صحيح؟ أجيبوا يا جماعة. إما بالطلاق وإما بالفسخ وإما بالموت. إما بالطلاق : بأن يطلق الرجل امرأته وينتهي. أو بالفسخ : بأن تكون المرأة اشترطت على زوجها شرطاً ولم يفِ به فلها الفسخ. أو يجد الرجل بامرأته عيباً لم يعلم به فله الفسخ. أو يفارق الرجل زوجته على عوض فهذا فسخ. هل أحد يفارق امرأته على عوض؟ أجيبوا. نعم. تكون العشرة بينهما غير جيدة وتطلب الطلاق ويقول : لا أطلقك إلا بكذا وكذا. فتبذل هي أو وليها. فهذا فسخ. لا ينقص به عدد الطلاق ولا يحتسب من الطلاق. بل هو فسخ وفداء. ولهذا قال الله عز وجل : ((فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِه ِ)). ثم قال : (( فَإِنْ طَلَّقَهَا)) الثالثة. قال ابن عباس : ( كل طلاق أجازه المال فهو خلع ) أي: أن كل طلاق فيه عوض فإنه خلع، أي: فسخ وليس بطلاق. ثم الطلاق هل هو كلما أراد الإنسان أن يطلق يطلق وإلا لابد من حدود؟ أجيبوا يا جماعة. لابد من حدود :
أولاً : لا تطلق المرأة بعد الدخول وهي حائض، لا تطلقها وهي حائض، انتظر. دليل ذلك قول الله تعالى : (( يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ )) فسّر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك بأن يطلقها طاهراً من غير جماع. وذلك في قصة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فإن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما طلق زوجته وهي حائض. فأخبر عمر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتغيظ فيه. أي: غضب. ليش يطلق وهي حائض؟ ثم قال لعمر : ( مره - أي: مر ابن عمر - فليراجعها ثم ليتركها ثم ليطلقها طاهراً أو حاملاً ). فالطلاق في الحيض منكر وحرام وتعدٍ لحدود الله. ولكن لو أن الإنسان أحمق ، أحمق فطلق في الحيض هل يقع أو لا يقع؟ نعم؟ يقع أو لا يقع؟ يقع أو لا يقع؟ ما يقع. إيه هو ده. هذا واحد بيقول: لا يقع والأكثرون يقولون: يقع. وهكذا العلماء - علماء الأمة - أكثر العلماء ومنهم المذاهب الأربعة يقولون : إذا طلق في الحيض فإنه يقع، فإنه يقع. وأظهر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أظهر أنه لا يقع الطلاق في الحيض. ونصر هذا القول واحتج له بما يقبل وما لا يقبل. فاعلموا - أيها الإخوة - أن طلاق الرجل امرأته في الحيض ليس أمراً هيناً يعني : لو طلقتها في الحيض وقلنا : إنه لا يقع. وجمهور العلماء على أنه يقع. ثم ردها بدون اعتبار لهذه الطلقة فإنه يطؤها وطء زنا. شوف أكثر العلماء يقولون هكذا. الآن مع الأسف الشديد تساهل الناس في هذا الأمر، صار الواحد على طول يبت الطلاق وهي حائض ولا يهمه، هذا غلط، غلط عظيم.
أولاً : لا تطلق المرأة بعد الدخول وهي حائض، لا تطلقها وهي حائض، انتظر. دليل ذلك قول الله تعالى : (( يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ )) فسّر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك بأن يطلقها طاهراً من غير جماع. وذلك في قصة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فإن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما طلق زوجته وهي حائض. فأخبر عمر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتغيظ فيه. أي: غضب. ليش يطلق وهي حائض؟ ثم قال لعمر : ( مره - أي: مر ابن عمر - فليراجعها ثم ليتركها ثم ليطلقها طاهراً أو حاملاً ). فالطلاق في الحيض منكر وحرام وتعدٍ لحدود الله. ولكن لو أن الإنسان أحمق ، أحمق فطلق في الحيض هل يقع أو لا يقع؟ نعم؟ يقع أو لا يقع؟ يقع أو لا يقع؟ ما يقع. إيه هو ده. هذا واحد بيقول: لا يقع والأكثرون يقولون: يقع. وهكذا العلماء - علماء الأمة - أكثر العلماء ومنهم المذاهب الأربعة يقولون : إذا طلق في الحيض فإنه يقع، فإنه يقع. وأظهر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أظهر أنه لا يقع الطلاق في الحيض. ونصر هذا القول واحتج له بما يقبل وما لا يقبل. فاعلموا - أيها الإخوة - أن طلاق الرجل امرأته في الحيض ليس أمراً هيناً يعني : لو طلقتها في الحيض وقلنا : إنه لا يقع. وجمهور العلماء على أنه يقع. ثم ردها بدون اعتبار لهذه الطلقة فإنه يطؤها وطء زنا. شوف أكثر العلماء يقولون هكذا. الآن مع الأسف الشديد تساهل الناس في هذا الأمر، صار الواحد على طول يبت الطلاق وهي حائض ولا يهمه، هذا غلط، غلط عظيم.
اضيفت في - 2009-05-19