شرح قول المصنف: " فيباح كل طاهر لا مضرة فيه من حب وثمر وغيرهما " حفظ
الشيخ : قال المؤلف تفريعا على هذه القاعدة " فيُباح " الفاء هنا للتفريع يعني فبناءً على ذلك " يُباح كل طاهر " ، سدا عندكم؟
السائل : نعم.
الشيخ : " كل طاهر لا مضرة فيه " ، كل طاهر خرج بقوله "كل طاهر" ما كان نجسا أو متنجّسا فالنجس نجاسته عينيّة والمتنجّس نجاسته حُكمية، طيب، النجس مثل الميتة الخنزير الدم المسفوح، قال الله تعالى (( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه )) الضمير يعود على إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : على الثلاثة إذا قال قائل على الثلاثة لو كان كذلك لقال فإنها ... .
السائل : لكن على ما تقول.
الشيخ : بل يعود، شوف (( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرّما على طاعم )) (( محرّما )) هذا مفرد، (( على طاعم )) يطعمه إلا ان يكون ذلك الشيء المحرم على الطاعم الذي يطعمه إلا أن يكون إيش؟ (( ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه )) أي ذلك الشيء رجس أي نجس، واضح؟ طيب، المتنجّس ما هو الدليل على تحريمه؟ لو قال قائل النجس واضح تحريمه لأنه نجس العين وكل نجس حرام وليس كل حرام نجِسا، صح؟ هذه مرّت علينا أظن في إزالة النجاسة، أه؟ أو في الأنية، نعم، طيب، ما هو الدليل على أن المتنجّس حرام؟ الدليل لأن المتنجّس متأثّر بالنجاسة مختلط بها فالنجاسة لم تزل فيه فإذا أكلته أو شربته فقد باشرت النجاسة أكلت النجاسة وشربتها وإلا لا؟ فلهذا نقول المتنجّس محرّم لأنه ليس بطاهر وإذا كان الشرع يأمرنا بإزالة النجاسة من ظاهر أجسامنا فكيف ندخل النجاسة باطن أجسامنا؟ طيب.
الثاني قال " لا مضرة فيه " شوف كل طاهر لا مضرّة فيه فخرج بذلك الطاهر الذي فيه مضرّة فالطاهر الذي فيه مضرّة، أه؟ لا يجوز، حرام وسواء كانت المضرّة في عينه أو في غيره، كيف يعني "أو غيره"؟ في عينه كالسم، السم ضرره في عينه وكذلك الدخان فإنه ضار في عينه، الضرر في عينه كأنه فيه، وضرره مجمع عليه بين الأطباء اليوم، لا يختلف في ذلك اثنان منهم أنه ضار لما يشتمل عليه من المواد السامة المفسدة للدم، طيب.
الضار في غيره مثل أن يكون هذا الطعام لا يلتئم مع هذا الطعام بمعنى أنك إذا جمعت بين الطعامين حصل الضرر وإذا أكلتهما على انفراد لم يحصل الضرر ومن ذلك الحُمية للمرضى فإن المريض إذا حُمِيَ عن نوع معيّن من الطعام وقيل له إن تناوله يضُرّك صار عليه حراما، من ذلك على تمثيل النحويّين لا تأكل السمكة، أه؟ وتشرب اللبن بالفتح، لا تأكل السمكة وتشرب اللبن ولكننا نقول للنحويين في هذه القاعدة أو هذا الضابط " ما هذا عشك فادرجي " فإن الأطباء يقولون إنه لا يضر وقد رأينا أهل جدة وإذا كان منهم أحد حاضر فليؤيّد ما نقول يأكلون السمك ويشربون اللبن ولا يضرّهم ذلك شيئا. نعم؟
السائل : وكم محروم من ها القاعدة من واحد.
الشيخ : نعم نعم، طيب، إذًا نقول الضار إما ضار في ذاته ضرر في نفسه أو في غيره بأن يكون هو بنفسه ليس بضار لكن إذا جُمِع إلى غيره ضر فهو حرام، قلت ومن ذلك، هاه؟ حمية المرضى، طيب، قال شيخ الإسلام رحمه الله وإذا خاف الإنسان من الأكل أذًى أو تخمة حرُم عليه، إذا خاف أذًى يعني مثلا أكل أكلا كثيرا وخاف إن هذا الأكل الكثير يحتاج إلى ماء كما يقول العامة الماء يد الدقيق يعني يقولون إن الذي يشرب كثيرا معناه قد أكل كثيرا، إذا أكلت طعام الطعام يبي ماء خصوصا إذا كان قرصان جافة فهذا لا شك يبي ماء، نعم، فإذا قال إنسان أنا إذا ملأت بطني من هذا الطعام يبي يحتاج إلى ماء فإذا أضفت إليه الماء معناه يلا امشي من بطني وأتأذّى إن قعدت تأذيت وإن ركعت تأذّيت وإن استلقيت على ظهري تأذّيت وإن انبطحت على بطني تأذّيت ويؤذيني هذا، يقول شيخ الإسلام إذا خاف الأذية فإنه يحرم عليه الأكل وما قاله رحمه الله صحيح لأن التأذّي لا يجوز للإنسان أن يأكل ما يؤذيه أو يلبس ما يؤذيه أو يجلس على ما يؤذيه حتى الصحابة في السجود كان إذا ءاذاهم الحر يبسطون ثيابهم ويسجدون عليها لئلا يتأذّوا ولأجل أن يطمئنوا في صلاتهم، طيب.
إذًا هذا الذي ذكره شيخ الإسلام خوف الأذيّة والتخمة مما ضرره في ذاته أو في غيره؟
السائل : في غيره.
الشيخ : في غيره وهو الإكثار يعني هو بنفسه ليس بضار لكن الإكثار منه يكون ضارا مؤذيا حتى وإن لم يتضرّر لكن الظاهر لي من الناحية الطبية أنه يتضرّر لأن المعدة إذا أثقلتها سوف تتأذّى وتتعب، طيب، وقد قيل إن من الأمور المهلكة إدخال الطعام على الطعام، نعم، فإذا صح ذلك كان أيضا حراما لأنه يقول (( لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما )) ولا يبعد أن يكون هذا صحيحا، نعم؟
السائل : مجرّب هذا.
الشيخ : مجرّب وقد ضربوا له مثلا برجل أعطى عمالا عملا يعملونه وقبل أن يستكملوا العمل أضاف إليهم عملا ءاخر معلوم أنهم لا يمكن أن يشتغلوا بالاثنين إلا على حساب أحدهما فإذا بدؤوا بالشغل الجديد، الشغل القديم يختل، المعدة إذا استقبلت الطعام الجديد اختل هضمها للطعام الأول ولا سيما إن الهضم يعني جعل الله له غددا تُفرز مواد بحسب بقائه في المعدة والأطباء عندهم له مراتب، النضج الأول والثاني والثالث والرابع فلا بد أن يكون هناك يعني موازنة حتى يعرف الإنسان ما مرتبة وما درجة الطعام الأول وهل يمكن أن يُضيف إليه طعاما ءاخر أو لا، طيب.
إذًا يُباح كل طاهر لا مضرّة فيه، قال " من حب " هذه بيان لكل طاهر من حب " وثمر ونحوهما " الحب مثل إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : كالبر والرز والشعير والعدس والفول والفصفص وما أشبه ذلك.
السائل : ... فيه مضار.
الشيخ : أه؟ فيه مضار؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : إيه، طيب، إذًا أخرجوه، طيب، لكن ما أستطيع أن أقول للناس حرام.
السائل : إن ثبت ضرره؟
الشيخ : إن ثبت لكن ما أظن يثبت يعني مطلقا ممكن الإكثار منه.
السائل : ... .
سائل آخر : شيخ ... يؤدي إلى بخر الفم ويؤدي إلى ... .
الشيخ : إيه، على كل يُنظر فيه إذًا يُتوقف في أمره حتى لا يهيج علينا الصبيان نخليه حتى نشوف، نعم، إذًا من حب كالرز ويش بعد؟ والبر والشعير إلى ءاخره وثمر كالتمر والتين والعنب والبرتقال أو ... الفواكه ونحوهما المهم إنه ما علينا يعني تعداد الأنواع قد يصعب ولا نُحيط بها لكن عندنا القاعدة العامة، كل طاهر إيش؟ لا مضرة فيه.